قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية ورطة مع السعادة للكاتبة رضوى جاويش الفصل التاسع عشر

رواية ورطة مع السعادة للكاتبة رضوى جاويش الفصل التاسع عشر

رواية ورطة مع السعادة للكاتبة رضوى جاويش الفصل التاسع عشر

لم يعد يدرك ماذا يفعل، تلك المجنونة الرعناء التي اوصلته لمرحلة لم يصلها من قبل من الحنق و الغضب، لماذا تفعل كل ذلك..!؟.
انه يريدها، يريدها كما لم يرد امرأة من قبل.
كيف لم تدرك كل هذا، كيف استطاعت وضع كل هذا جانبا و لم تلتفت له..!؟.

و لم رفضت طلبه عندما فاتحتها عمته في رغبته تلك..!؟، يكاد يجن، هو يشعر انها تبادله حقا كل تلك المشاعر و الأحاسيس التي يكنها لها، و قبلته لها أكدت له ما كان يشعر، اصبح واثق الان انها تحبه قدر حبه لها..
لما يا مى، لما..!؟.
هتف في ضيق و هو يدخل البناية حيث شقتهما
ستورثنى هذه المرأة الجنون بالتأكيد..

و فجأة طالعه لوحة موضوعة بجوار المصعد على مدخل البناية تعلن عن وجود شقة للإيجار في البناية، ما ان وقع بصره على رقم الشقة حتى استشاط غضبا و ادرك تماما ان لحظة الجنون قد حانت بالفعل، هل تعرض شقتها للإيجار..!؟، لا، هذا كثير، جذب اللوحة الإعلانية و مزقها في سخط و حنق..

اندفع داخل المصعد و ما ان وصل لشقتها حتى دخل كالثور الهائج، لم ينتبه ان نبيلة الممرضة غير متواجدة كعادتها خلف مكتبها، و ما لفت انتباهه الان هو صوت مى يعلو بشكل ينذر بالغضب، اندفع لغرفة الكشف متوقعا انها تتجادل مع نبيلة، فتح الباب في عنف مندفعا اليها و فجأة تسمر مكانه وهو يرى ذاك الرجل الاحمق يحاول التهجم على مى بشكل أفقده صوابه فاندفع يجذب الرجل من عنق قميصه و بدأ في تسديد اللكمات لوجهه بثورة عارمة و غضب هادر، سقط الرجل ارضا مستسلما و متوسلا ياسين، فما كان من ياسين الا ان بدأ في ركله بقدمه بجنون حتى استطاع الرجل الفكاك و الهرب مندفعا من تحت أقدامه..

لحظات من الصمت أعقبت هروب الرجل لم يقطعها سوى صوت تنفس ياسين العالى و ألتقاطه لأنفاسه بعد تلك المعركة الحامية، أخيرا رفع نظراته تجاهها فوجدها تقف في ركن الغرفة البعيد ترتجف كالعصفور في ليلة مطيرة
سألها في قلق: - هل انتِ بخير..!؟.
أومأت رأسها إيجابا و هي تحتضن نفسها بذراعيها في محاولة لدعم نفسها كما تفعل دوما، استكمل كلامه: - هل تطاول هذا القذر ب...

لم تمهله ليكمل سؤاله لتؤكد له نافية باشارة رافضة من رأسها..
استدار بكليته لمواجهتها و بدأ في التقدم نحوها مما أورثها رعبا جعلها تتقهقر للخلف حتى اصطدمت بالحائط خلفها وقف أمامها الان هامساً بحنق من بين أسنانه و قد تذكر لما جاء من الأساس: - الم اخبركِ ان لا تستقبلى المرضى من الرجال..!؟، انتِ بالفعل حمقاااء..
همست بضعف وهى تحاول تمالك دموعها: - ياسين، ارجوك...

قاطعها هاتفاً في حنق: - ارجوك ماذا..!؟، لا ترجونى، فقط اخبرينى لما انتِ بهذا الحمق، لما تتصرفين بهذه الطريقة المستفزة، لما دوما ترفضين تقربى إليكِ، لما دوما انت بهذا الغباء لكى تدركِ انى أريدكِ..
فغرت فاها و رفعت نظراتها اليه لا تستطع ان تأتى باى رد فعل الا التحديق في وجهه و الحملقة فيه بنظرات مشدوهة..

اقترب منها و جلس على طرف المكتب مقابلا تماما للمكان الذى تقف فيه هامساً بنبرة متألمة و عاتبة: - لما رفضتنى..!؟
استجمعت شتات نفسها و هي لاتزل على دهشتها التي تشملها: - انا رفضتك..!؟، اى رفض تقصد..!؟.
تنهد هامساً: - الم تطلبكِ عمتى للزواج بى..!؟
هتفت متعجبة: - عمتك..!؟، ماذا تقصد..!؟.

نظر اليها و تفرَّس في ملامح وجهها المندهشة و كانها المرة الأولى التي تدرك فيها ذلك لذا اخرج من جيب بنطاله جواله و طلب نمرة ما و وفتح مكبر الصوت، عدة رنات حتى هل صوت عمته المريح النبرات تلقى التحية: - مرحبا ياسين، افتقدك كثيرا..
هتف: - مرحبا عمتى، و انا أيضا افتقدك، لكن اخبرينى، ما نص الحوار الذى دار بينكِ و بين مى بالضبط..

ضحكت عمته و قالت: - مابالك يا ياسين، انها المرة الخامسة على ما اظن التي تسألنى فيها هذا السؤال، على أية حال، سأخبرك، انا بدأت معها الحوار بكل ماعانيته انت في الماضى و انى أتمنى لك بالفعل فتاة جميلة تنجب لك الأطفال و تسعدك لكنها لم تنتظر حتى اكمل حديثى وأخبرها برغبتك في التقدم جدياً للزواج بها، بل وجدتها فجأة ترفض بشكل قاطع و تخبرنى ان ما بينكما لا يتعدى علاقة شراكة فرضتها عليكما الظروف و انها لن تتطور لأى نوع اخر من العلاقات، لكن اخبرنى، اما من جديد..!؟، الم تستطع ان تقنعها، انها فتاة رائعة و الزوجة التي تمنيتها لك، أتعرف، صالح يسألنى عنها دوما و يتمنى رؤيتها من جديد..

ابتسم ياسين و هو ينظر لمى و دهشتها المتمثّلة في فمها المفتوح و نظراتها المصدومة الغير مصدقة و قال لعمته: - قريبا جداا يا عمتى، لن أتى الا وهى معى..
هتفت عمته مشجعة: - احسنت، هذا هو بن اخى، و انا في انتظاركما معا، الى اللقاء..

أغلق ياسين الهاتف وجذبها اليه فجأة لتصبح بين ذراعيه و يطوق خصرها بذراعيه أسرا لها و هامساً بنبرة مشاكسة: - و الان، هل تقبل الانسة مى الرفاعى، المستقلة القوية، الواثقة القادرة و المعتدة بنفسها حد الحماقة، طلب الزواج من العبد الفقير الى الله ياسين نور الدين، مع العلم بانه شخص طيب و ناجح و خفيف الظل و كل ما يخطر ببالك من صفات رائعة بجانب بعض الصفات المبهرة التي من النادر اجتماعها في شخص واحد، فهو عاشق للطعام.

صوت غطيطه يشبه صافرة القطار و اصبح مؤخرا يعشق الملابس الداخلية ذات اللون الوردى..
تساقطت الدموع من عينيها و لم تستطع الرد الا بشهقات قوية أخرجت كل ما اعتمل بداخلها كل الفترة الماضية من ضغوط و عذابات..
ضمها لصدره أكثر و همس بالقرب من أذنيها عابثا: - هل هذه المدموع و الشهقات التي تقتلنى شفقة عليكِ، تعنى نعم، ام لا..!؟.

ابتعدت قليلا عن محيط صدره و أومأت برأسها إيجابا ليشاكسها هامساً: - اسمع الرد بصوت عال من فضلكِ..
ضربته بكفها المضمومة على كتفه وهو تهتف في سعادة و الدمع لا يزل يغرق خديها: - نعم، بالتأكيد نعم..
ضمها اليه من جديد وهو يتنهد بارتياح حتى اعتصرها بين ذراعيه و أخيرا همس من جديد
عابثا: - بما ان العروس قالت نعم، فلا مانع بالتأكيد من هدية صغيرة للعريس المسكين الذى عذبته العروس حتى كاد يفقد صوابه..

اندفعت تحاول الابتعاد عنه هاتفة في ذعر: - ماذا تقصد..!؟.
جذبها اليه من جديد و ضحكته المجلجلة تضاعف دقات قلبها التي وصلت لأعلى من الحد الطبيعى المسموح به وهمس قائلا: - اقصد هذا..
و احتضن وجهها بكفيه و بدأ في تلثيم جبينها و خديها و أرنبة انفها و أخيرا اقترب من شفتيها لكن بدل من تقبيلها همس بصوت متحشرج يقطر عشقاً: - لن أفعل، فلا قدرة لى على ذلك
فَلَو فعلت، فلا طاقة لى للابتعاد عنكِ بعدها..

همست بنبرة لا واعية: - و لما تبتعد..!؟.
قهقه مازحاً لجرأتها الغير معتادة: - حتى اعد للعروس اجمل عرس يمكن ان تحظى به..
همست مشدوهة: - عرس..!؟، و لكننا امام الناس كلها متزوجين بالفعل..!
هتف: - لا يعنينى الناس، يعنينى انتِ، و فرحتكِ وسعادتكِ، لكن طالما يهمك امر الناس فدع الامر لى..

ثم هتف مازحاً: - هيا استعيدى مى القديمة للحظات واطردينى من هنا فورا، فانا لا اعرف ما يمكن ان افعله لو ظللت أمامكِ بهذه النظرات الشقية المتطلبة التي تطل من عينيكِ
انفجرت ضاحكة: - عيناى انا المتطلبة..! حسنا لا بأس، ثم غيرت نبرة صوتها لنبرة أمرة و هتفت: -، اخرج الان وفورا..

تحرك في تثاقل و ابتسامة مرحة على شفتيه و ما ان هم بالخروج حتى استدار لها نص استدارة و هتف قائلا: - مى، و نظر اليها نظرات راغبة في البقاء بالقرب منها للأبد..
همست خجلى: - ياسين، اذهب الان، و موعدنا يوم الزفاف، اسرع في تحضيره..
اندفع في اتجاه شقته صارخاً: - في اقرب فرصة، فما عدت قادر على البقاء دون طَعَامِك الرائع، معدتى تصحرت..

تبعته مى وهو خارج من باب شقتها لتقهقه وهى تغلق الباب خلفه في سرعة: - أهااا، هذا اذن سبب عرضك المغرى، حسنا اعتبر كل ما قيل سابقا لاغٍ..
و أغلقت الباب بصفقة قوية كعادتها قبل ان يعاود ادراجه و يحاول إقناعها من جديد، بطريقته الخاصة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة