قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وبقي منها حطام أنثى للكاتبة منال سالم و ياسمين عادل الفصل الثامن

رواية وبقي منها حطام أنثى للكاتبة منال سالم و ياسمين عادل الفصل الثامن

رواية وبقي منها حطام أنثى للكاتبة منال سالم و ياسمين عادل الفصل الثامن

(( وَلَمَحتُ فِي عَيّنَيها وَمِيضاَ
فَسَلَبَ عَقْلِي رُغمَاً عَنِي
وَأَرّدَانِي فِي مِحرَابِ حُبِهَا قَتِيلَا، ))
استمتعت إيثار بالوقت الذي قضته بصحبة روان وأخيها مالك..
كم ودت لو استمرت تلك اللحظات الممتعة للأبد، فهي قلما تقضي وقتها بصورة طبيعية، ولكن لكل شيء نهاية..
وقبل أن ينقضي اليوم، قرر مالك إصطحاب الاثنتين إلى مكانه المفضل..
في البداية اعترضت إيثار قائلة:.

كده أنا هتأخر، ومش حابة يحصل مشاكل مع بابا وأخويا
نفخت روان من الضيق وغمغمت بخفوت:
اخوها الغلس أبو بوز
إلتقطت أذني مالك ما همست به أخته، فلكزها وهو يرمقها بنظرات محذرة:
خفي يا خفة!
لوت فمها لتقول بضجر:
الله!
رسم مالك إبتسامة بلهاء على ثغره متسائلاً:
ها يا إيثار، موافقة؟
لفت روان ذراعها حول كتف إيثار، وهتفت بحماس:
يالا يا ريري، مش هنتأخر، عشان خاطري وافقي. بليز بقى
أضاف مالك قائلاً بحزن زائف:.

ايوه، عشان خاطر الغلبانة دي
اضطرت إيثار تحت تأثير إلحاحهما المستمر أن توافق، وهزت رأسها قائلة بإستسلام:
ماشي، بس هي نص ساعة بالكتير
رد عليها مالك بسعادة بادية عليه:
ياه، ده نص ساعة هتكفي وتزيد
سارت روان وهي متأبطة في ذراع إيثار، وإلى جوارهما مالك الذي لم يكف عن الحديث عن مكانه المفضل، ومدى جماله وطبيعته الساحرة...
تشوقت إيثار كثيراً لرؤية المكان الذي استحوذ على تفكير مالك، وبات بقعته المفضلة...
وصلنا.

قالها مالك وهو يشير بيده نحو ( كورنيش ) البحر حيث صفحة مياهه الزرقاء، ورذاذ أمواجه المتلاطمة والهوجاء...
ضيقت إيثار عينيها، وأمعنت النظر في هذا المكان المميز الذي خطف أنظارها فور أن رأته..
لفحت نسمات الهواء العليلة وجنتيها، فأصابتها بإنتعاشة رقيقة..
ورغم مرور بعض الوقت منذ إنتقالها للعيش مع أسرتها في الإسكندرية إلا أنها لم تقم بزيارة واضحة لمنطقة الكورنيش الشهيرة..

كانت تلك البقعة من الكورنيش شبه خاوية من الأهالي والمارة، بها سكون آسر، وسحر خلاب..
قفزت روان عدة مرات من السعادة وهي تهلل قائلة:
واو يا مالك، المكان تحفة، انت عرفت الحتة دي ازاي
غمز لها قائلاً:
عشان تعرفي
ثم سلط أنظاره على إيثار وسألها بإهتمام:
ها إيه رأيك؟
تملكها شعور بالإرتباك وهو محدق بها بنظرات وترتها، فتلعثمت وهي تجيبه:.

أنا، أنا مش عارفة أقولك ايه، بجد المكان فوق الخيال، أنا، متوقعتش إنه بالحلاوة دي!
سألها بنبرة ماكرة وهو يتفرس ملامحها بإهتمام:
ها يستاهل إنك تيجي عشانه؟
أخفضت نبرة صوتها وهي تجيبه:
أكيد
سعادة غامرة سيطرت على مالك، وشعور غريب زاده حماسة لوجود شيء مشترك مع إيثار...
تأملها بشغف واضح في عينيه، وحفر في مخليته إيماءات وجهها البسيطة، وتلك الغمازات التي تزيد من طابع حسنها..

راقب حركة يدها وهي تضحك، وتأجج حماسة وهي تخفي إبتسامتها بأصابعها..
(( آهٍ لَو طَالتْ لَحَظات بَقَائِها، فَأرتَشفُ بِلَا تَوَقُفٍ رَحِيقُ عِشقِها، وَأَروِي ظَمَأ رَوحِي بِجَمَالِ وَقُربِ رَوحِها، )).

لاحقاً عادت إيثار إلى منزلها وهي في حالة نفسية ومعنوية عالية..
صعدت الدرجات قفزاً وهي تدندن بسعادة، ولكن توقفت في مكانها مصدومة حينما رأت سارة تطلع إليها بنظرات غير مريحة، فزفرت بخفوت، ورددت بجمود:
سلامو عليكم
ثم أكملت صعودها للأعلى، ولكن جاءها صوت سارة من الخلف سائلاً إياها بنبرة أرجفتها إلى حد ما:
شكلك مروقة على الأخر، كنتي فين؟
عبست إيثار بوجهها، ورفعت حاجبها للأعلى، وردت عليها بنبرة محتدة:.

ميخصكيش يا سارة!
ثم عقدت ساعديها أمام صدرها، وأضافت بضيق:
وهو أنا بسألك عن أمورك؟
ردت عليها سارة ببرود:
لأ..!
ثم صعدت خلفها درجتين، وأكملت بخبث:
بس عاوزاكي تعرفي إني حاطة عيني عليكي، وواخدة بالي كويس من اللي بتعمليه!
انقبض قلب إيثار لوهلة، وتسائلت بقلق بالغ:
قصدك ايه؟
رمقتها سارة بنظرات لئيمة، وهزت حاجبها، وأردفت قائلة بنبرة جافة وهي تعاود النزول:
انتي فاهمة قصدي! سلام يا، يا بنت عمي!

إزدردت إيثار ريقها بخوف، وتسائلت مع نفسها بتوتر:
هي بتكلم عن ايه بالظبط؟
أفزعها صوت أخيها عمرو وهو ينزل على الدرج قائلاً بغلظة:
كنتي فين كل ده؟
جفلت منه، وضمت حقيبتها إلى صدرها، وردت عليه بإرتباك:
كنت مع، مع روان
احتقن وجهه نوعاً ما، وضاقت عينيه، وهتف بصوت منزعج:
انا مش قايلك ماتخرجيش معاها!
ردت عليه بصوت شبه منفعل:
أنا، أنا خدت موافقة بابا، يعني مخرجتش من رواه
سألها بجدية دون أن تتبدل ملامح وجهه المتصلبة:.

وهي فين؟ مش كانت معاكي!
ردت عليه بإرتباك يشوب نبرتها وهي ترمش بعينيها:
هاه، مع، مع أخوها
إتسعت حدقتيه بضيق أكبر، وهتف بنبرة شبه غاضبة:
نعم!
بررت إيثار جملتها الأخيرة ب:
أصل هي قابلت اخوها في الشارع، وآآ، واحنا راجعين، فأنا سبتها معاه، وطلعت!
وقف قبالتها، ورمقها بنظرات جادة قبل أن يأمرها بغلظة:
تاني مرة ماتكررش! مافيش خروج مع البت دي ولا مع غيرها
تجهم وجهها، وتشنجت قسماته، ثم زفرت قائلة بضجر:.

يووه، دي حاجة تخنق!
وأكملت صعودها إلى المنزل وهي تغمغم بغضب فقد أفسد أخيها لحظاتها الجميلة، ومن قبله ابنة عمها المقيتة..

أوصل مالك أخته روان إلى المنزل، ثم نزل مجدداً ليعود إلى بقعته المفضلة ومعه آلته التي يعشقها ( الكمان )، لقد عاد تلك المرة وإحساس غريب تمكن منه، وأشعره بوجوده..
جلس مالك حيث جلست إيثار، وتلمس بأصابعه تلك الحافة التي كانت تقبض عليها بأصابعها الناعمة..
تنهد بحرارة، وأسند الكمان على كتفه، ثم بدأ في عزف لحن جميل..
أغمض عينيه ليتمتع بتلك النغمات الرقيقة، وليستشعر بقلبه سحر تأثيرها..

تجسد في مخيلته صورة إيثار بإبتسامتها العذبة، وعينيها الشقية، وحركاتها العفوية، فإرتبط اللحن بها، وانسجمت نغماته مع إيماءاتها..
لم يدرْ كم مر عليه من الوقت وهو يعزف، ولكنه أفاق على صوت تصفيقات مشجعة حينما أنهى المقطوعة..
تملكه الحرج، وابتسم مجاملاً لمن حوله، ولوح بآلته ممتناً، ثم نهض من مكانه، وتحرك عائداً إلى المنزل..

مرت الأيام وزادت اللقاءات بين مالك وإيثار إما في مقهى الجامعة، أو في قاعات الدراسة، أو عند البقعة المميزة بالكورنيش..
نبتت بذرة مشاعر بينهما، ولكن لم يتجرأ أحدهما على البوح للأخر بما يشعر به..
ولكن الألحان التي برع مالك في عزفها بحرفية كانت كافية للتعبير عن حبه..
تأملت إيثار وجهه بجرأة غير معهودة منها وهو يعزف بروحه، ويلعب على الأوتار بعصاه السحرية، فيُلهب صدرها بحب صادق تمنته..

راقبته وهو مغمض لعينيه فإستمتعت بشغف برومانسيته الحالمة..
أدار مالك رأسه في إتجاهها، و رمقها بنظرات دافئة وهو يسألها بخفوت:
عجبتك؟
أومأت برأسها بخفة وهي تبتسم بنعومة، فتابع قائلاً بصوت رخيم:
دي عشانك
نظرت له مصدومة إلى حد ما، ورددت وهي ترمش بعينيها:
عشاني؟
هز رأسه، وأسبل عينيه نحوها، وأجابها بتنهيدة مطولة:
أيوه، أنا، أنا حسيتها وعزفتها عشانك وبس!

توردت وجنتيها خجلاً، وأجفلت عينيها حرجاً، وظلت تفرك أصابعها متوترة..
فقد تلمست كلماته المنتقاة قلبها..
راقبها بحب بادي في عينيه، وقرر أن يستجمع شجاعته ليعبر عن مشاعره الصادقة نحوها، فأخذ نفساً عميقا، وزفره على عجالة، ثم هتف قائلاً بإرتباك:
إيثار أنا كنت عاوز أقولك آآ، يعني آآ، أنا بأحس معاكي بحاجات كده، وآآ، وببقى عاوز، أنا مش عارف مالي ضارب لخمة كده ليه!

توترت من نظراته إليها ومن اعترافه الوشيك بحبه لها، فحاولت أن تهرب منه، فتحججت قائلة:
احم، انا أتأخرت!
ثم نهضت من مكانها، فصدم مالك من ردة فعلها، وهتف بصوت مرتفع:
إيثار استني..!
أطرقت رأسها وهي تكمل بإصرار:
معلش يا مالك، مش هاينفع أقعد أكتر من كده!
عبس بوجهه وهو يتوسلها بضجر:
بس أنا مكملتش كلامي!
ضغطت على شفتيها قائلة:
معلش مرة تانية
غمغم مع نفسه بضيق:
يادي كلمة معلش اللي جايبنا ورا!

ثم سألها بجدية بادية على ملامحه:
طب هاشوفك تاني؟
ردت عليه عفوياً وهي تهز كتفيها:
ما انت كل يوم بتشوفني
ابتسم لها بإشراق وهو يهمس لها:
أنا نفسي أشوفك كل لحظة وكل ثانية وماتغبيش عن بالي أبدا
ارتبكت من كلماته، وقبضت على حقيبتها، وتنحنحت قائلة بحرج:
احم، عن اذنك!
تابعها إيثار وهي تخطو الطريق للجانب الأخر، ثم رفع يده على رأسه، ومررها في خصلات شعره ليضيف بمرح:
أوزعة بس مسيطرة!

اتسعت حدقتي سارة بذهول جلي بعد أن رأت مالك وإيثار معاً..
وضعت يدها في منتصف خصرها، وهزت ساقها بعصبية، وضيقت عينيها لتنظر بعدائية، ورددت مع نفسها بتوعد:
كده عيني عينك، وماله يا إيثار! أنا وراكي لحد ما أعرف حكايتكم ايه!
اقتربت منها رفيقتها، وهتفت لها بصياح:
يا سارة هتفضلي واقفة عندك كتير، يالا عشان نلحق نشتري بقية الحاجة
أدارت رأسها ببطء وهي تهتف متذمرة:
طيب، طيب، جاية أهوو!

أسند محسن فنجان القهوة على طرف المكتب بعد أن انتهى منه، ونظر إلى عمرو بجدية ليكمل حديثه الملل:
ومن يومها وأستاذ عبد الواحد بقى فرخة بكشك عند الإدارة
زفر عمرو قائلاً بضجر وهو يوقع بعض الأوراق:
فضنا من سيرته الراجل ده
هز محسن رأسه ليقول بفتور:
ماشي يا سيدي، أنا بأعرفك تاريخ كل واحد هنا في المصلحة
رد عليه عمرو بعدم إكتراث:
وأنا مش بأهتم بالكلام ده!

نهض محسن عن مقعده، ودار حول مكتبه ليجلس في المقعد المقابل لمكتب عمرو، وتشدق قائلاً:
عارف يا عمرو أنا استريحتلك أوي، بأعتبرك أخويا الصغير!
ابتسم له عمرو مجاملاً ليقول:
كتر خيرك!
تعمد محسن العبوس بوجهه، وأجفل نظراته وهو يكمل بحزن مصطنع ليثير فضول وإهتمام رفيقه أكثر:
من يوم ما مراتي ماتت وأنا آآ...
رمقه عمرو بنظرات إستغراب مقاطعاً إياه بإهتمام:
هو انت كنت متجوز؟
تنهد محسن تنهيدة حزينة ليجيبه:.

اه، بس الله يرحمها، ماتت من فترة!
مط عمرو شفتيه ليقول بنبرة مواسية:
لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يرحمها ويصبرك
أضاف محسن قائلاً بضيق زائف:
كانت انسانة طيبة، عمرها لا اشتكت من حاجة وكانت راضية بنصيبها!
سأله عمرو بفضول وهو يشبك كفيه معاً:
على كده عندك أولاد منها؟
هز محسن رأسه نافياً:
لأ، ربنا مأرضش
ربنا يخلف عليك بالأحسن!
قالها عمرو وهو يعاود مطالعة الملفات المتراصة على سطح مكتبه..

هتف محسن قائلاً بصوت منزعج:
يا رب، أنا حاولت أشوف بنت حلال مناسبة، بس مش لاقي اللي أستئمنها على اسمي وشرفي!
رد عليه عمرو بإيجاز:
ربنا يرزقك
سأله محسن بإهتمام وهو يتفرس تعابير وجهه:
طب انت مش بتفكر في الجواز؟
لوى عمرو فمه مجيباً إياه بعدم مبالاة:
لأ لسه بدري، قدامي شوية عقبال ما أكون نفسي!
ثم توقف عن إتمام جملته ليزفر بضجر، ومن ثم تابع:
وبعدين أختي أولى!
سألها محسن بخبث وهو يرمقه بنظرات ماكرة:.

هي الآنسة إيثار مش مخطوبة؟
زاد تجهم وجهه وهو يجيبه بإقتضاب:
كانت، بس محصلش نصيب!
عقد محسن ما بين حاجبيه، وتسائل بفضول:
ليه؟
نظر له عمرو بحدة، وامتنع عن الإجابة، فشعر محسن بالحرج، وهتف قائلاً بحذر:
لو مش عاوز تقول براحتك!
تصلبت تعابير وجه عمرو، وانتصب في جلسته ليردف بنبرة شبه جافة:
أفضل نركز في الشغل اللي في ايدنا
وماله يا عمرو
ثم غمغم مع نفسه بلؤم وهو يفرك ذقنه:
وهو أنا ورايا غير انت و، آآ، واختك!

كانت إيثار في طريق عودتها للمنزل بعد إنتهاء يومها الدراسي الحافل، وما أثار ضيقها هو عدم رؤيتها لمالك..
شعرت أن يومها ناقصاً بدونه..
ظلت تنفخ في ضيق، وكاد الفضول يقتلها لمعرفة ما الذي منعه من الحضور..
لقد إعتادت رؤيته يومياً، وها هو يختفي دون سابق إنذار..
دلفت إلى البناية دون أن تنتبه لوجود خيال شخص ما مختبئاً بالبهو..

شهقت مذعورة حينما وجدت من يجذبها من ذراعها، ويدور بها حول نفسها ليلصق ظهرها بالحائط، ويثبتها بذراعه فأصبحت أسيرته..
كانت على وشك الصراخ، ولكنه كمم فمها بيده، حدقت في وجهه بصدمة، ورمقته بنظرات حانقة، وتلوت بجسدها محاولة الإفلات منه..
تنهد مالك بضيق مبرراً فعلته تلك وناظراً لها بجدية:
سوري يا إيثار، أنا مش عاوزك تخافي مني، بس مكنش قدامي إلا كده عشان تسمعيني وماتهربيش مني زي تملي!

حاولت أن تنطق أو تصرخ لكن كفه منعها..

في نفس التوقيت كانت سارة تتسلق الدرج نزولاً، فرأت اثنين في وضع مريب، فإكفهر وجهها، وضيقت عينيها لتتبين ملامحهما..
إنتابتها حالة من الصدمة حينما عرفت هويتهما، وتوارت عن الأنظار لتعرف ما الذي ينتويان فعله دون أن يلاحظا وجودها...

إيثار أنا، أنا بأحبك، ونفسي أتجوزك النهاردة قبل بكرة!
قالها مالك وهو يبعد أصابعه عن شفتيها، ومرخياً لذراعه عنها
اتسعت عينيها بذهول، وانفرجت شفتيها مشدوهة مما قاله..
تابع قائلاً بنبرة رومانسية:
أنا مقدرتش أخبي اكتر من كده!
مد كفيه ليمسك بكفيها، وهمس لها بصوت عذب:
بأحبك يا عمري كله!
شهقت سارة مصدومة مما سمعته، واتسعت مقلتيها بنيران حاقدة، ورددت بنبرة مغتاظة:
بتحب دي!

صرت على أسنانها بشراسة، وأضافت بنبرة عدائية:
بقى الحكاية كده يا إيثار، إن ما بوظتهالك، مابقاش أنا سارة...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة