قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الثلاثون والأخير

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الثلاثون والأخير

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الثلاثون والأخير

لم تنته قصتنا هُنا، لا تستطع كلماتي وصف هذا المشهد مهما تكلمت عنهُ، لمعة عيناي وأنا أراهم أمامي بين عاشق وشاكر ومُحب. ولكن دعوني أُلقي الضوء علي ما تم قبل عامين.

جلست إلى تلك الأريكة التي تتوسط حديقة القصر، أمسكت بقلمها بين أطراف أصابعها بنفس راضية. مالت بساعدها تستند إلى سطح الطاولة أمامها وتضع راحتها أسفل جانب وجهها في إندماج مع هذا المشهد المُبهج بالنسبه لها، وباليد الأخري بدأت تحكي ما مرت به العائلة قبل عامين فيما مضي ليخط قلمها علي الأوراق قائلة:.

دعوني أتحدث أولًا عن هؤلاء الإثنين (نسمه وعاصم )، لم يمنعهما وجع فراقهما من بقاء الحُب بينهما، هو يظل العاشق الولهان لها وهي مُشاكسته المُدللة، لكم عشق ذاتها الأولي، عندما كانت تشبه البالون الدائري وكثيرًا ما يحن للحظاته تلك معها، لا يفتيء يذكُر امامي المشهد الذي جمعهما للمرة الأولي، عندما أخبرته ب رغبتي في كتابة قصة حياتهما ك رواية سأُهديها ل (سليم )، بما أنني عاشقة للقراءة والكتابة ف أقل شُكرًا له أن أذكره في رواية يتحدث عنها الجميع، أتعلمون من أنا؟! أنا هذه البكماء التي لم تحظ بفُرصة الصفح عما بداخلها سوي بين طيات هذه الرواية، نحن اليوم نحتفل بمولد (تويا) هذه الطفلة التي تشبه والدتها كثيرًا. والدتها التي لم تفقد الأمل يومًا في أن تكون أُم لروح وُلدت من رحمها، أظُن أنكم استطعتم تخمين (والدة تويا ). ولكن دعونا نبدأ بالثُنائي الأول، عندما رغبت بمعرفة الموقف الذي جمعهما لاول مرة في السابق ليُخبرني تفصيليًا فقال بحنو شارد:.

بسيط يا ستي، قابلتها للمرة الأولي وكانت شبة البالونة، ودا أحم أهون تشبيه يعني، هي كانت أتقل من كدا، لمّا قعدت علي عربيتي وحصلها تشوه من قُدام.

رمقتهُ نسمة بنظرات غاضبة مُتوعدة ليلتفت لها قائلًا بنبرة هائمة: كُله فداكي يا قلبي والله، أنا بحبك بكُل حالاتك.
تهللت أسارير وجهها وهي تفرح ل ثناء زوجها عليها، إبتسمت دون أن أُوضح ذلك فهما يدمجان بين الفكاهة والعشق، وهنا وجدته يسرح قليلًا في شرود تام، لكن أين راح بعقله؟ وحدهُ من يعلم ذلك،
#Flashback ,,,
إطلعي يا نسمه بقي من الحمام، زمانهم بيقولوا شالها وطلع فوق وظايطين؟!

جلس إلى طرف الفراش يمسك كُل شيء أمامه ويُلقي به أرضًا يزفُر بغيظِ فيما تابعت نسمة بنبرة غاضبة: لأ. علشان أحرجتني قدامهم ولعلمك بقي هكرهك لو فكرت تاخد مني حاجه انا مش عوزاها.

عاصم ضاغطًا علي عينيه: مش عوزاها ليه يا ست الكُل هو انا شاقطك من شارع (كوبري قصر النيل) وإختلفنا علي الحساب؟، هي عين أنا عارف. وانا هتخمد أساسًا.

رفع نفسه إلى مساحة الفراش ليتمدد عليه بغيظِ ومن ثم يضع الوسادة علي رأسه بوجة عابس ولو طالها لأبرحها ضربًا الآن،.

قامت بفتح باب المرحاض، أطلت برأسها أولًا لتجده علي هذة الوضعية وهنا قررت الترجل للخارج تمشي علي أطراف أصابعها، أحس بوقع خُطواتها الهادئه فهو لم ينم بعد. ابعد الوساده عنه ليلتفت إليها بجمود وهمّ أن ينطق حتى وجدها تقف أمامه فاغرة الفي، لم يكُن بأقل منها صدمة فكانت ترتدي منامة حريرية تصل إلى ما فوق الرُكبة وقد أسدلت شعرها البني ببراعة. إعتدل في نومته جالسًا بعدما افاق من الصدمة ليضغط علي عينيه قائلًا: أرجعي الحمام تاني وأنصحك تباتي فيه. دا لمصلحتك بس من بُكرا هتجوز عليكي وخلص الكلام لحد هنا.

رمقتهُ بنظرات ثابتة لبعض الوقت ومن ثم أطلقت قهقه عالية لتتجة ناحيته بخُطي مُتمايلة حتى جلست أمامة وبنبرة إستفزازية تابعت: بص يا عصومي، إحنا نلعب كيلو بامية. القصة العامية. سرقت قميصي. ال
عاصم مُقاطعًا إياها بتفكه: طب ما أسرقه أنا؟
نسمه وقد تخضبت وِجنتاها لتقول بنبرة تهديدية: هرجع في كلامي؟
ضغط عاصم علي شفته السُفلي بغيظِ ليردف بنبرة صارمة: أنا بتهدد؟ طيب تعالي بقي.

انصاعت نسمه لبقائهما معًا، فحسم هو أمره ناحيتها ولابد أن يري ثمرة حُبهما قريبًا...
Back ,,,.

في الحقيقة لم يصل إلى عقلي ما شرد إليه ولكنه حتمًا موقف جميل جمعهما. ولكنني لن أنسي هذا اليوم ولم أحتج أن أسمعه من علي لسان حال أحدًا، بعد عام واحد من براءة سليم وهدوء الأجواء يُصادف يوم ولادة نسمة قبلي بأيام فقط. حينما إصطحبني رمضان إلى القصر لأكون بجانب السيدة خديجة التي أصرت أن أكون هُناك في أيام حملي الأخيرة، حينما سمعنا صرخات نسمة تتردد في الارجاء،.

إلحقني يا عاصم؟ هوف هوف، شكلي بولد.
أخذت تصرخ وهي تتجول كالمجنونة في غرفتها حينما إستيقظ هو مذعورًا، لينظُر إلى وجهها الذي استحال للصُفرة الفاقعة مردفًا: في أيه؟
نسمة وهي تنظُر له بنظرات نارية: إنت نايم ومرتاح وأنا اللي بعمل كُل حاجه وبولد كمان.

عاصم وهو يتحرك مُتجهًا إليها بفزع: يعني أولد أنا يا حبيبتي؟ إهدي هكلم الدكتور ييجي حالًا.
نسمه بصُراخ وهي تتشبث بياقة بيچامته: مش قادرة يا عاصم. إلحقني.
تنفس عاصم بصعوبة وهو يجلسها إلى الأريكة بهدوء ومن فرط توتره تابع بخوف وهو يمسك هاتفه: ما تخافيش يا حبيبتي هتعيشي.

نظرت له نسمة بعينين جاحظتين وأخذت تُكور قبضة يدها بإنفعال: هأعيش؟، قصدك أيه بهاعيش دي، إنت عاوزني أموت صح؟، صح؟، بقولك هولد يا حيوااااان.
أبعد الهاتف عن أُذنه ومن ثم رمقها بنظرة مصدومة ويحملق بها بطريقة أرعبتها حينما تلعثمت في عباراتها قائله بتوترِ: يا حبيبي. أنا بولد يعني. مش قصدااااي يا حيواااان.

عاد من جديد يرمقها بذهول ومن ثم ضغط علي عينية بصبر لا بد منه، ليرفع الهاتف إلى أذنه يحث الطبيب علي المجيء في أقصي سُرعة له...

تمت الولادة علي خير أنجبت نسمة تؤمين غير مُتماثلين (تيم وتميمة ). تيم نُسخه مُصغرة عن والده فيما الأُخري هي خليط من والديها، ذات وِجنتان مُمتلأتان ويصطبغا بحُمرة دامية زادتاها جمالًا، هما الإثنان مُمتلأي الجسد قليلًا. ليُصبحا لعبة جميع من بالقصر،.

أنجبتُ أنا أيضًا ( عليّ ). كُنت اود أن يشبه والده في لكنتة الخاصة ولكنة ليس بالألدغ، هو في عامة الأول مثل (تميمة وتيّم )،.

أما (تويا )، لا تقل عن والدتها جمالًا. لم يحضر آلاء وزياد حفل زفافنا. فقد خطفها إلى بيئه أنظف مما كانا عليه، ذهب بها إلى مكة المُكرمة لمدة شهرا كاملًا، بكت آلاء أمام بيت الله الحرام وكُلها أمل أن يُحقق الله رغبتها قريبًا، عادا بعد شهر من غيابهما وهو يُقرر أن يعيشا بإحد المنازل المُطلة علي الشاطيء حتى يتجنبا مُضايقات والدته لها، عادت سكينة إلى بلدها من جديد وقلبها يشتعل غيظًا مما فعله ابنها،.

مر عام كامل ولم يرد الله بهذا الحمل بعد، أنجبت أنا ونسمة وروفيدا. أجل أنجبت روفيدا (رؤوف ) وهو يكبر الباقية بشهور. وبعد مرور شهرا واحدا كانت المُفاجأة،
#Flashback ,,,
خلاص يا ماما إنتِ إرتاحي وانا هلبس بنفسي وأروح المدرسة. ما تخافيش عليا بس إرتاحي لأن شكلك تعبان جدًا.

أردفت ورود بتلك الكلمات وهي تنظُر ل آلاء بحنو، رمقتها آلاء بنظرة حنونة لتربت علي وجنتيها قائله بحُب: مش عارفه أيه بيحصلي بجد، معدتي مقلوبة. بابا بياخد شاور وهيوصلك بعربيته.
أومأت ورود رأسها بتفهم، فيما نهضت آلاء علي الفور لتتجه ناحية المرحاض قائله بألم: زياد. أفتح حالًا لازم أدخل التواليت.
أسرع زياد بفتح باب المرحاض، لتتجه هي للداخل بسرعة إندفاعيه وأعقب ذلك تفريغة طويلة لما يوجد بمعدتها،.

قطب زياد ما بين حاجبيه بقلقِ عليها، مازال يقف أمام باب المرحاض لتلتفت هي إليه وبنبرة مُجهدة تابعت: أنا أسفة يا حبيبي، بس والله ما كُنت قادرة.
قام زياد بوضع كفه علي وجنتها، وقد كبا لون وجهه فزعًا ليقول بقلقِ: وشك إصفر كدا ليه؟! إنتِ حاسة بوجع معدتك دا من أمتي؟
آلاء وهي تمسح علي جبهته بأطراف أصابعها في إرهاق: من إسبوع باين.
زياد بصدمة: وساكته ليه لحد دلوقتي؟، لحد ما تتعبي أكتر.

مال إليها ليحملها بقلقِ حتى الفراش وسط إبتسامة ورود الصادقة لسعادتهما، فأصبحت أكبر سنًا وأكثر وعيًا بهذه الرغبة التي تُنادي بها آلاء في صلاتها طويلًا ولم تتحقق بعد.

آلاء بهدوء: تلاقية برد في المعدة أو إلتهابات.
زياد بثبات: بردو. نكشف علشان نتطمن.
وضعها في الفراش ثم أجري إتصالًا ب ( دكتورتها )، حتى يطمئن عليها. جاءت الطبيبة في الحال، كانت معهما أول بأول تعلم بمدي مُعاناة (آلاء) بشأن ضعف نسب حملها، قامت الطبيبة بفحصها بهدوء شديد، أجرت الفحص عدة مرات، تارة تنظُر ناحية آلاء وأخري ناحية زياد الذي يجلس بجانبها في قلق ليقول: آلاء كويسة يا دكتورة؟!

تنحنحت الطبيبة قليلًا، وجدت صعوبة في باديء الأمر. رغم كونها طبيبها إلا أنها أصابها الذهول. فهي تعلم تمامًا ان جميع الحالات التي تشبه آلاء. لا يمكنهم الحمل إلا بنسبه ضئيلة جدًا قد تصل واحد بالمائه فقط، تلعثمت الطبيبة في عَباراتها قليلًا لتردف بتوترِ: هو انا ممكن أطلب حاجه منك ضروري يا أستاذ زياد. بس أرجوك حاول تكون أهدا.
تبادل زياد وآلاء نظرات تساؤليه، ليهتف بها في خوف قائلًا: مراتي فيها حاجة؟!

أومأت الطبيبة برأسها سلبًا، لتستأنف حديثها مُجددًا ف تتابع بحسم ونبرة صارمة: انا عاوزة اختبار (حمل) وضروري، لو سمحت؟!
حملق زياد بها في شدوه. أي اختبار حمل هذا؟!، أتقصد أن آلاء حامل؟! وإن كانت هكذا فماذا تفعل هي حتى آتي لها باختبار؟!، توتر زياد قليلًا ثم قال بتساؤل: اختبار حمل؟! أمال حضرتك هنا ليه؟

الطبيبة بإستطراد: أصل المؤشرات بتوضح إن مدام آلاء حامل. بس تقريبًا الجهاز معايا بايظ، ف علشان كدا طلبت اختبار.

نهض زياد من مكانها ثم هرول مُسرعًا ليأتي بما طلبته، فيما حملقت بها آلاء بصدمة لتقول بعينين دامعتين: مين دي اللي حامل؟ أنا؟
الطبيبة وهي تعاود فحصها: أنا مش عوزاكي تتعلقي ب مُجرد كلام. بس انا فحصتك أكتر من مرة وبيديني نفس المؤشرات.

غاب زياد لوقت قليل، ثم عاد إليهما يلتقط أنفاسه بصعوبة وهو يهتف بجنونية تامة: الاختبار أهو. أعمليه بسرعة، قومي يا آلاء. قومي.

انصاعت آلاء لهُ، شرحت لها الطبيبة كيفية استخدامه، فما سبق لها أن تعاملت مع مثل هذه الانواع من الأجهزة، غابت آلاء لوقت ما ثم فتحت باب المرحاض وهي تحمل الاختبار وتنظُر له بعلامة الجهل لهذا الضوء به. أسرعت الطبيبة بسحب الاختبار منها وما أن رأت المؤشرات به حتى هتفت بنبرة سعيدة للغاية: آلاء. إنتِ حامل؟
زياد وهو ينظُر للطبيبة بعدم تصديق: آلاء حامل بجد؟

الطبيبة بعينين لامعتين: أيوة يا أستاذ زياد. ألف مبروك.
سالت الدموع من عيني آلاء وهي تقف أمامهما بصدمة واضعة كفيها علي فمها، مشي زياد بخُطواته إليها ومن ثم أسرع بإحتضانها في سعادة بالغة لتهتف هي بنبرة باكية يُخالطها الفرحة: زياد. انا هكون (ماما )، إنت سمعت اللي الدكتورة قالته. هيكون عندي بيبي منك.

أخذت تبكي بحُرقة فيما يمرر أصابعه علي خُصلات شعرها بسعادة لا مثيل لها أبدًا، تلألأت الدموع في عينيه ولكنه كبح نزولها ليقول بحنو جارف: الحمدلله يارب. الحمدلله.
Back ,,,.

أنجبت آلاء بعد مُعاناة مع يأسها، ف حمدًا لله، والآن نحتفل بمولدها الذي حدث مُنذ سبعة أيام. تخشي آلاء عليها من صوت الهواء، وكأن روحها إنتقلت منها إلى ابنتها، ترفض تناقلها بين الأيادي، وتصيح بنا غاضبة إن أجرمنا ذات مرة وقررنا اللعب بها. فهي عانت حتى حظيت بها، والجدير بالذكر أن حمل آلاء جاء من محض الصُدفة أي إستجابة الله لدعائها، ولكنها لن تستطع تكرار الحمل إلا بمشيئته هكذا أخبرتهم الفحوصات وأن الإنجاب مرة ثانية سيكون أكثر خطورة عليها،.

دعوني آخذكم إلى الوراء حيث العامين الأخيرين، ليلة زفافنا. أصر (رمضان) أن يكون الحفل بالحي الذي وُلدنا به، إنتشرت الأضواء في الباحة المُجاورة ل بيتنا القديم الذي تجلس به شقيقتي. أُقيم السرح الخشبي بها وفُرشت السجاجيد بأرضية الباحة ومن ثم إنتشرت المقاعد بها وما أن جلستُ إلى جواره بالفستان الأبيض خاصتي حتى همس ليّ بحُب: يبع (ربع) ساعة وهشييك ونمشي.

رمقتهُ نعمة بخجل وقد تخضبت وِجنتاها، هزّت رأسها بإبتسامة هادئه، فيما صدح صوت الأغاني في المكان، بدا عاصم وسليم بالرقص بالعصا وسط تصفيقات العائلة، فيما استجاب ماجد لرغبه ابنه الأكبر (رامي) حتى يفعل ما يقوم به الأخران،.

نيروز بحُزن: وانا يا أوشين؟
رمقتها نوراي بحُب جارف لتُقرب وجهها منها حتى تلثم وِجنتها قائله بهدوء: هم شباب لكن إحنا بناويت حلوين، أقعدي جنبي وهخليكي تشيلي عصومي.
نيروز بفرحة: حب عصومي.
نوراي ضاحكة: وهو بيعشق يا قلبي.

في تلك اللحظه وقف رمضان علي الفور، ليميل حاملًا زوجته بين ذراعيه هابطًا الدرج الخشبي، استوقف هذا سليم ليتجه إليه قائلًا بدهشه: إنت بتعمل أيه يا أهبل؟ هتسيب الفرح وتمشي ونقعد إحنا مع الكراسي؟
رمضان بحسم: بقويك أيه يا ييس (ريس)، أنا عاوز أيوح الحمام. بس انا مكسوف أقوي (أقول). ف هنيوح وخياص.

إِفتر ثغر سليم عن إبتسامة عريضة، ليقول بنبرة ذات مغزي: لأ، صايع ياض.
سار رمضان بها وسط المدعوين بحفل الزفاف، تعالت الضحكات من قبل الجميع، فقد عاني كثيرًا من شقيقتها وتحكماتها بهما،.

أحيانًا التلقائية تزيد جُرعات العشق، وربما تُفقدكي كُل من يجهل أن التصنُع خاصتهم لا يليق بنصاعة قلبك، ولكنهُ أحبها بجنونها وطيبتها الحمقاء أحيانًا، فهي التي تعيش معها عُمرا وعُمر ولا يظهر عليك علامات الكِبر من فرط السعادة والضحك معها ملء الشدق،.

تم عقد قرانهما بعد عام من الخُطبة، ولكن مازال الإشهار قيد القدوم زاد حُبهما بمرور السنين والأيام، أصبح كُل منهما يحفظ الأخر عن ظهر قلبٍ، يرفض أوس أخذ مبلغ حتى يكتمل مشوار زواجه. وهذا ما يجعل خُطوة الإشهار مؤجله...

أما روفيدا وماجد. ك القط والفأر لا يجتمعان سويًا حتى تعلو صيحاتهما بالقصر ومن ثم تسكُن مُجددًا بكلمة منهُ تجعلها تطير فرحًا أو قطعة شيكولاته، تتصارع عليها هي وابنها. آلان لديهما (رؤوف) أيضًا. أصرت روفيدا علي تسميته حُبًا في والدها. ورحب الجميع بهذه الفكرة. إحياءًا لذكري عمود البيت الصلب الذي يتواجد في هيئه ابنه (سليم )...

فلننتقل لهما. بطلا روايتي وعُشاق الحياه، مرا بما يثقل الظهر ويُدمر الحُب مهما كانت قوته، ولكن ما بينهما لم يمت، هو لا يتعامل معها سوي علي أنها طفلته وقوته الذي أنعم الله عليه بها. أما هي فتعشق قسمات وجهه التي تتحول حسب حالاته المزاجية. وكيف لا يعشقها وهي الداعم الأساسي لإنتصاراته المتوالية، سيدة عرش قلبه وام ابنائه.

Flashback ,,,
احست بتحول نبرته الحانية إلى اُخري صارمة، إبتلعت ريقها بصعوبة لتلتفت إليه حتى تلاقت أعينهما وبنبرة متوترة تابعت: والله العظيم كُنت هقول. بس فونك كان مقفول. أنا أُم بردو وكُنت عاوزة انتقم.

رفع سليم أحد حاجبيه وبنبرة ساخرة تابعت: تنتقمي؟ إنتِ أخرك تاكلي سيريلاك عاصم، تلعبي جاتا وتضربي الناس فيها. ويوم ما يضربك الدم وتمسكي مُسدس، يكون ماية تلعبي بيه مع نيروز. سامعة ولا لأ؟

رفع نبرة صوته بشدة جعلتها تنتفض فزعًا مطت شفتيها كما تفعل ابنتها وأوشكت علي البُكاء لتقول بنبرة خافته: متزعقليش.
أخذت نيروز تجوب ببصرها بينهما، ليلتفت سليم لها وبنبرة حانية تابع: أضربها ولا لأ يا نيروز؟
نيروز وهي تضع يدها حول خصرها بإعتراض طفولي: أوشين حلوة وعصومي.
سليم ضاحكًا: يعني دا دفاع عن السيدة الوالده؟
نيروز تهزّ رأسها إيجابًا: أه يا سيم.

مال سليم إليها ليلتقطها بين ذراعيه ثم أردف بهُيام لا ينضب: قلب سيم وعُمره اللي عايشه.
نوراي رافعة أحد حاجبيها: طيب وانا؟
سليم بنبرة ضاحكة: هنبدأ غيره بقي، وبعدين نيروز كُل الناس في عيني. إنتِ عادي لو غلطتي تاني ممكن أطلقك عادي.

صرت علي أسنانها وبنبرة مُغتاظة تابعت وهي تضع طفلها علي فراشه: بقولك أيه يا سليم اوعي تكون فاكر إني هخاف منك ومن تهديداتك؟ لا ياحبيبي عندك بنتك وأبقي غيّر لابنك كمان.

ذأبت في مشيتها ناحية الخزانه، وما أن فتحتها حتى وجدته يقف خلفها مرددًا بصوتِ جامدٍ: بتعملي أيه يا أوشين؟
نوراي وهي تلتفت له بفزعِ قائله بإبتسامة خائفة: بجيب لبس جديد ل عاصم يا روحي؟
أطلق سليم قهقة طويلة علي خوفها هذا ليلف ذراعيه حول خصرها بعشق لها وحدها فيما رمقته بلوم لتضرب صدره بقبضتها الصغيرة قائله: بقي كدا يا سليم، تقدر تستغني عني بسهولة؟
سليم وهو يقبل وِجنتها: مين العبيط اللي قال كدا؟

اليوم تُقام حفلة شواء كبيرة داخل قصر (النجدي ). حتفالًا بمولود جديد. (تويا)، والآن سأخُط لكم ختام الرواية التي قريبًا سأمنحها له. فكرت كثيرًا وشردت. كيف يُمكنني رد ولو جُزء بسيط من عطائه السخي، وتوصلت أخيرًا ل كتابة هذه الرواية، أرجو من الله أن تنال إعجابه،
ولكنكم لم تسألوني عن اسمها؟ أتودون معرفته؟! الداون وعشيقها، قصة حُب أب يقوي بضحكات ابنته حوله والتي هي روحًا من معشوقته،.

همّت أن تصف لنا هذا المشهد أمامها ولكنها وجدت رمضان يهتف بها بضيقِ وهو يجذبها من كفها: هتقضي طوي اليوم كتابه؟ تعايي نُيأص (نرقص).
تركت نعمة القلم علي الأوراق لتسير معه حيث ساحة الرقص،
تكونت علي هذة البقعة الخضراء. حالات ثُنائية، أتجه سليم ناحية السماعات الكبيرة ومن ثم أشعل هذه الأُغنية التي تعشقها زوجته،.

رمقته نوراي بعينين مُتسعتين من فرط سعادتها. إتجه إليها ثم وضع ذراعيه حول خصرها وكذلك احاطت عُنقه بذراعيها. فعل الجميع نفس الشيء ما عدا هي،.

آلاء؟! علشان خاطري إدي تويا لأي واحدة من العاملات وتعالي نُرقص بقي.
قالها زياد بنبرة غاضبة قليلًا فيما تابعت آلاء برفض قاطع: لأ لأ. مش هقدر أعمل كدا يا زياد أنا تعبت فيها أوي.
زياد ضاحكًا وهو يلتقط الصغيرة منها ثم يضعها إلى ذراع خديجة قائلًا: هتخافي عليها وهي مع ماما خديجه كمان!، يالا بقي تعالي.

جذبها من ذراعها ثم سار بها إلى ساحة الرقص، جلست خديجة تُداعب الصغيرة بفرحة عارمة فيما تجلس (إلهام) بصُحبه فؤاد الذي يضع الطعام في فمها بهدوء، كانت تتناول منه الطعام بتلقائية تنظُر إلى ابنها وزوجته تارة وتارة تنظُر إلى (تيم وتميمة ) الموجودين في حلبة الأطفال بصُحبة علي ورؤوف وعاصم ويلعبون، لم يكن أمامها سوي أن تبتسم إبتسامة صغيرة ولكنها تحمل معاني السعادة بأكملها،.

همس لها عاصم في أُذنها قائلًا: ما تجيبي قُبلة صغيرة يا نونس؟
نسمه بضحكة هادئه: هو انت ليه بتقولها بالسهولة دي. محسسني إنك بتطلب بوسة من بنت أُختك.

عاصم بتحدِ وبنبرة جامدة: المفروض أحجز قبلها بأسبوع علشان أخذ بوسه؟
نسمة لم تستطع كتم إبتسامتها: لأ المفروض إننا قدام الناس يا روحي.
عاصم بغيظِ: ماشي يا ست الكُل، بلاها قُبلة. قوليلي بحبك طيب!
نسمه وهي تضع رأسها علي صدره بسعادة: بحبك.

إندمج أوس ناظرًا صوب عيني زوجته، وكذلك هي حيث أطالت النظر داخل عينيه ليقول بحب: تعالي نختار أسامي عيالنا بقي.
أنهار بمرح: حزلقوم، وتبقي أبو حزلقوم.
أوس قاطبًا حاجبيه بغيظ: حتى الرومانسية قلباها ضحك يا زفته، انا مش هسيب لك السايب في السايب كدا علي طول.
أنهار وهي ترمقه بنظرات عابثة: سايب في سايب؟ بسايب أوس اتنين. (سايب)².

في تلك اللحظه سمعت صوت هذا الصغير يقترب منهما وهو يحاوط خصر نيروز بذراعيه قائلًا: هو جوزكي علشان ترقصي معاه؟
أنهار وهي تنظُر له بغيظ ووعيد: أه جوزي يا غراب. وهي كانت مراتك علشان تُرقص معاها؟!
رامي بلباقة شخص كبير: أمال فين فستانك لما هو جوزكي. وانا ونيرو قولنا للشيخ اللي بيجوز الناس وقال لما تكبروا. مش انتِ بتحبيني يا نيرو؟

نيروز وهي تُقبل وِجنته: حبك رامو.
أنهار بشدوه: شوف إزاي. بحبك يا رامو؟، دا انا كُنت بائس وانا صغيرة.
لفت هذا المشهد انتباه الجميع، صدحت الضحكات تنجرف في ثنايا بعضها. إلتفت سليم ناحية زوجته التي تضع رأسها علي كتفه بهدوء قائلًا: الواد رامو دا مش سهل خالص. لا وما شاء الله بنتك واقعة.
اِفتر ثغر نوراي عن إبتسامة عريضة، ليستكمل هو قائلًا بنبرة يُخالطها الحنين: عارفة حلمت بمين إمبارح؟

نوراي بتساؤل فضولي: مين؟!
إبتسم سليم بهدوء وقد لمعت الدموع في عينيه بوضوح ليردف بنبرة حانية: عمي ناجي، كان مبسوط مني أوي. وقالي أنه دايمًا بيدعيلي ووصاني بماجد وعاصم وإني أحفظ صداقتنا. وقالي أشيلك جوا عيني.

نوراي بنفس لمعة العين: ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنه.
سليم بهدوء: يارب، تعرفي يا نوراي. أول ما صحيت إفتكرت كلامه اللي مش هنساه ما حييت.
نوراي بإستفهام: ايه هو الكلام دا؟

سليم بشرود وهو ينظُر ل عينيها بهُيام: الحب شعور متبادل بيهز كيانك كله. زي التنويم المغناطيسي ماشي ورا اللي بتحبه ومكمل معاه مش شايف منه لاعيوب ولا حتى مميزات. ويوم ما تشوفله ميزه بتحس انه ملاك نزلك من السما. يعني بتكون مغيب واضعف انسان علي وجه الارض. مابتعرفش تضر اللي بتحبه حتى بالكلام. عشان كده دايما بندور علي السند الصح قبل ما ندخل مرحلة المغنطة للأسلاك العقلية. السند اللي مايخونش وتحس معاه انك اعمي وهو النور لعينك. وانا إتهزيت ودايمًا كُنت أضعف انسان وانا معاكي، وإنت طول عُمرك حافظة ل ضعفي، يعني إتأكدي تمامًا إني هفضل السند اللي ما بيتهزش أبدًا غير لحُبك علشان إنتِ تستاهلي مليون كلمة حُب وتقدير، ربنا يحفظك ليا يا أوشين.

نوراي وهي تقف علي أطراف أصابعها ثم تُقبل أنفه: ويحفظك ل قلبي.

يُسمعني حين يراقصني، كلمات ليست كالكلمات،
يأخُذني من تحت ذراعي. يزرعني في إحدي الغيمات،
والمطرُ الأسودُ في عيني. يتساقط زخاتٍ زخاتٍ.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة