قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الخامس والثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الخامس والثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الخامس والثلاثون

إنتصبت نسمه واقفه عن الأرض، تجمع أغراضها إستعدادًا للإنطلاق حيث العنوان المدون علي الورقه بين يديها، تأبطت حقيبتها ثم تابعت وهي تتجه صوب باب المنزل: أدعيلي توافق تشغلني عندها يا آلاء.
تتبعت آلاء خطواتها حتى وصلت إلى الباب، ومن ثم رددت بنبرة هادئه...
إنتِ متأكده، من اللي إنتِ بتعمليه دا يا نسمه؟!
نسمه بثبات: أيوه، متأكدة.

أومأت آلاء برأسها في تفهم، بينما أدركت نسمه ما يجول في خاطرها، فلا يمكنها أن تتعامي ع الحقيقه فيتوجب عليها أن تستبصر في أمرها جيدًا، إرتسمت علي مُحياها إبتسامة ثابتة ثم رددت بهدوء...
انا عارفه إنكم خايفين عليا، بس إحساسي ناحية الخطوة دي، مافيهوش أي خوف. هجرب أكون رساله خير في طريق شخص يمكن يكون محتاجني.

آلاء بحنو: ربنا يحفظك، ويرزقك خير بحجم نيتك وحُبك للناس.
بادرتها نسمه بإبتسامة هادئة ومن ثم إستدارت لتغادر المكان، تأهبًا للخُطوة التالية. فليس هُناك وقت للعبث...

إصطفت طاولات بشكلٍ عمودي، في مُنتصف نادي من أرقي النوادي بمنطقة الزمالك ويقابله صفًا أخر يفصل بينهما مساحة فارهه يحدها شرائط بيضاء اللون، لعرض موديلات السيارات الجديده لهذا العام من جانب الشركتين المُتنافستين، جلس ماجد بصُحبه شقيقه حسن وزياد علي الطاولات المُنظمه خصيصًا لشركتهم، كذلك يجلس عاصم بصحبه السيد كمال وفؤاد علي الجانب الآخر، سادت نظرات تشازر تنم عن عداء من الطرفين، ف أخذ ماجد ينُظر ل عاصم شزرًا من طرف عينيه وكذلك جدحه عاصم بحدة، لا يعلم بأن سليم هو الرئيس الأخر للشركة المُنافسه فقط ظن بأنه يسخط عليه، إنتقامًا لصديقه...

بدأ العرض يأخذ مجراه، حيث بدأت شركة الدالي في عرض التصميم الخاص بها، علت غمغمات من قبل الجالسين، تعبيرًا عن مدي إعجابهم بهذا التصميم المُبهر، فهذه عادة شركة الدالي في كُل عام، فمن يجرؤ علي منافستها، خاسر لا محالة، بدأت لجنة التحكيم، تتشاور فيما بينها ومن ثم تابعت الشركة المُنافسة عرض نموذجها أيضًا، أطل النموذج الخاص بشركة أوشين لصناعه وتصدير السيارات ، ك حالة إستئنائيه، نموذج فريد من نوعهِ نال إستحسان الجميع، حتى السيد فؤاد، ظل ينظُر للتصميم بإعجاب بالغٍ، فغر كمال فاهه ومال قليلًا ناحيه السيد فؤاد مردفًا بهمس، إبداع، مش واثق من الفوز المرة دي.

تنهد فؤاد في ضيقِ، فما قالهُ كمال لا يشوبه شيء، بينما ضيق عاصم عينيه في غيظٍ وقد كشر عن أسنانه بإنفعال خفيفٍ، فهو أيضًا أصبح مُدركًا لنواتج العرض، مرت اللحظات ثُقالي علي كليهما، ف برغم إدراك ماجد لقيمة ما نتج عن إجتهادهم ولكنه يخشي مد عاصم الدالي بيده في الأمر فتصبح النواتج غير شريفة، في تلك اللحظة بدأت اللجنة بتدوين نقاطها النهائية بعد مشارورات عديدة حتى أُعلن بعد ذلك فوز شركة سليم فوزًا مُستحقًا وبجدارة...

تهللت أسارير وجه ماجد، وهو ينظُر بإتجاه عاصم نظرات تحدٍ وقوة، بينما تابع مُنسق العرض عبر ميكروفونه الخاص مُعلنًا بصيحة شُكر، ألف مبروك لشركة أوشين، وأتمني من رؤساء الشركة القدوم إلى المنصة لتسليم اوسمه الشرف لهم...

نهض ماجد عن الطاولة مُتجهًا بخُطي وئيدة ناحيه المنصة، وأخذ ينظُر ناحية الباب الرئيسي نظرة مُطولة، ينتظر قدومه لتفجير القُنبلة وسرعات ما شقت الإبتسامة طريقها إلى ثغره عندما وجده يتجذف في سيره ناحية المنصة، تشبث ماجد بمكانه ينتظر قدوم صديقه وما أن وصل إليه حتى ربت علي كتفه وراحا يصعدان المنصة معًا، حملق عاصم إليه في صدمة، وقد شعر بتشنُك الأمور، سليم رئيس للشركة المنافسة؟!

تشوشت الأفكار في ذهنهِ وما أن تدارك للأمر الواقع حتى شاظ به الغضب، تشامخ سليم في وقفته وقد نحا ببصره ناحيه عاصم وراح يغمز له بثقة. لينفعل عاصم أكثر عن ذي قبل...

منسق المعرض قائلًا: بُكرا بإذن الله، هتقابل عزيز باشا المرشود، علشان تختار المكان اللي هتفتح فيه فرع جديد للشركة.

سليم بتفهم: تمام.
عادا معًا إلى الطاولة، ليبدأ ماجد في جمع كُل ما يخصه للذهاب. في تلك اللحظة إقترب عاصم ناحيه سليم، ليرمقه سليم بنظرة جامدة، في حين ردد هو بجمود، الموديل مميز جدًا، إتفاجأت بيه.
سليم بإبتسامة ساخرة: بس أكيد مش أكبر من مفاجأتك لمّا عرفت إني رئيس الشركة، اللي خسرت قدامها.
تشنجت أسارير وجهه بشكلٍ ملحوظٍ نوعا ما ثم أجابة بنبرة متأججة.
مش خايف مني؟!

إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة ساخرة، ثم وضع يده علي عاتق عاصم مرددًا بنبرة تعبق بحرارة عميقة، انا ما بخافش غير من اللي خلقني وخلقك، لكن فكرة إني أخاف منك دي، ف تكون في أحلامك وبس. اللي بتحاول فيها تحقق حاجه لو مُت في الواقع مش هتوصلها، وزيّ ما قولت لك قبل كدا. نتقابل في الصدمة التانية، أهلًا بيك يا عاصم يا دالي.

غاب عن صوابهِ في تلك اللحظة، ليُبعد كف سليم عنه ومن ثم عبر عن نواته مُتخذًا أسلوبًا ساخرًا وهو ينظُر صوب عيناي غريمه مُباشرة، كُل حاجه أخدتها هترجع لي الطاق طاقين حتى ن...
وهنا قاطعهُ سليم عندما أمسك قميصه بصورة مُباغتة. وقد استبد به الجنون، وراح يردد بنبرة حادة، لو فكرت تجيب اسمها علي لسانك، هقتلك يا عاصم، لو لسه عايش لحد دلوقتي ف اشكر أبوك، لكن لو عليا كُنت قتلتك من زمان.

عاصم بثبات: وليه مش انا اللي أقتلك؟!
بادله سليم نظرات ثاقبة وظل ثابت الجأش ومن ثم أجاب بنبرة باردة، ما أنت موتني ب غيابها قبل كدا، ف اللي ضاق الموت مايخافش أبدًا واللي بيحلم بالمُستحيل، ما بيلاقيش حاجه بردو أبدًا.

قولتلي ميعاد الجلسة التانية أمتي؟!
أردف هو بتلك الكلمات في ثبات أثناء محادثته لأحد رجاله هاتفيًا بينما تابع الرجل مؤكدًا، بُكرا يا باشا، بس ما تقلقش محكمة الاستئناف طلبت منه وجود شهود أو دلائل علشان القضية تكمل للأخر، ومستحيل يقدر يوصل لحاجة.

الرئيس بحدة: وبالنسبة للمعرض؟!
الرجل بإستئناف: شركة سليم النجدي هي اللي كسبت الإصدار الجديد يا باشا، لأخر لحظة ماحدش كان يعرف أنه رئيس الشركة. بس الغريب في الموضوع إنه طلع بيدافع عن القضية لأن الست الفلبينيه تكون والدة مراته، يعني القضية بالنسبة له مش قضية والسلام. وكمان ما ينفعش نستهون بذكائه أبدًا.

الرئيس بنبرة ثابتة: مرات المحامي، تبقي بنت جانوراي!

تأففت إلهام من الجلوس لفترة طويلة في النادي، لإتمام إجراءات إختيار مساعدتها الخاصة في تلك اللحظة تابعت هي بعصبية خفيفه...

اوووف بجد، مش عاجبني ولا واحدة فيهم ومليت جدًا، فاضل قد أيه علي إنتهاء المقابلة.

الفتاة بإيجاز: ربع ساعة يا هانم.
رفعت إلهام كفها ناحية خُصلاتها وراحت تبعدهما جانبًا قائلة بنفاذ صبر، لأ، بجد مليت. انهي المقابلة دي خلاص.
الفتاه بإستكمال: بس لسه في أنسه ومستنيه من بدري!
في تلك اللحظة قطع حديثهم، مجيء نسمه التي تابعت بنبرة رقيقه علي غير عادتها، السلام عليكم؟!

رمقتها إلهام بثبات، وأخذت تُضيق عينيها في محاولة لتذكُر شيء ما، بينما تابعت نسمه بثبات، حضرتك دا السي ي بتاعي وانا بجد محتاجه الشغل دا يا هانم؟!
إلهام بهدوء: احنا إتقابلنا فين قبل كدا؟!
تنحنحت نسمه قليلًا وقد زاغ بصرها للبعيد، وما أن إستجمعت أفكارها حتى أجابت عن سؤالها بنبرة هادئه...

ما أفتكرش إننا إتقابلنا، بس إنتِ أكيد إرتاحتي لي مش كدا؟!
إلهام بتساؤل: إشتغلتي شغلانه المساعده دي قبل كدا؟!
كانت نسمه واقفة في مكانها طيلة الحديث وما أن طرحت إلهام عليها هذا السؤال حتى جلست إلى المقعد أمامها ومن ثم إلتقطت يدها مردفة بثقة، الصراحه لأ. بس انا ممكن من خلال قراية كف إيدك، أقول لك أيه اللي بتحبيه في شغلك ومفضلاتك وكُل حاجه.

إلهام بإستغراب: اوووه، ريلي الكلام دا؟!
نسمه وهي تركز بصرها ناحية كفها: ريلي جدًا، أهو كمان.
بدأت نسمه تقص عليها كُل ما تحب إلهام القيام به وما ترغب عنه، فقد عرفت كُل هذه المعلومات من آلاء حتى تستطع بحذقة أقاويلها الحصوله علي هذه الوظيفة الهامة للغاية...

حملقت بها إلهام في إندهاش، فكُل ما قالته صحيح بالفعل، سعدت إلهام كثيرًا لهذا ثم رددت بنبرة إعجاب...

واو. فعلًا كُل الحاجات دي انا بعملها، إنت شاطرة أوي وعجبتيني، بس توعديني من كُل فترة والتانية تقرأ لي الكف، نسمه مُحدثة نفسها: أوعدك يا غالية لمّا أغير ابنك وأتجوزه، هقرأو لك كُل يوم
في تلك اللحظة قطع شرودها صوت إلهام وهي تُسلمها إستبانه لتُجيب عن الأسئلة الموضوعة لتغطية جميع المعلومات عنها...

وأثناء إنشغال نسمه بملأ عقد العمل، تجد إلهام تتأهب لمُهاتفة شخص ما وسُرعان ما تردد اسمه في أذنيها حينما تابعت إلهام بعصبية مُفرطة، نعم؟!، الشركه خسرت! أكيد دا تقصير منك يا عاصم باشا. ياريت تجي الجمعية علشان نعرف نتكلم. مستنياك باي.

بقولك أيه يا صاحبي، أستأذنك هاخد مراتي، ونتعشي انا وهي عشا رومانسي بالمناسبة السعيده دي.

أردف ماجد بتلك الكلمات في حنو بعدما إلتقط كف روفيدا ثم قبلهُ في هُيام، بينما أجابه سليم هازًا رأسه بتفهم، حقك يا باشا، بس أختي تحطها في عينيك.
ماجد بإستنكار: إنت هتوصيني علي مراتي يابني؟!، دي في قلبي، قبل عيني.
في تلك اللحظة هتفت السيدة خديجة وهي ترفع كفها للأعلي وتصوب ناظريها ناحية السماء...

يارب إحميهم يا رحيم، وأسعد قلوبهم، وما تضللش طريقهم أبدًا ولا تجعل للحُزن طريق لقلوبهم يا قادر يا كريم.

الجميع في نفس واحد: أمين.

هو مش أخدها وخلصنا، عاوز منك أيه تاني؟!
أردفت إلهام بتلك الكلمات بنبرة ممتعضه، أثناء جلوسها بصُحبه عاصم إلى إحدى الطاولات بالنادي وهنا تابع عاصم بصوته الرخيم...

اللي بيني وبينه، ما إنتهاش ومش هينتهي بالسهولة دي.
إلهام بحدة: بس انا بقولك لازم ينتهي يا عاصم؟!
نهض عاصم عن مقعده في ثبات وراح يضرب بقبضتة علي سطح الطاولة مُردفًا بحدة...

كلامك أقل من إني أهتم بيه، فكرة إني هقع والناس هتدوس عليا بالرجلين وإنتِ مش موجودة في حياتي دي، تقوليها ل عاصم الطفل البريء اللي أقصي طموحاته كانت، أنه يلعب ماتش كوره ويكسبه وينام بيحلم ب بالطو الدكتور كُل يوم، انا ناتج أفعالك، يمكن انا أسوء من أفعالك بمراحل، قسوتك علمتني، أقسي عليكِ من غير ما يرف لي جفن وصدقيني مش هندم وانا بعمل كدا.

إلهام بضيقِ: بس انا كُنت خايفه علي مستقبلك وعاوزاك أحسن واحد في الدنيا.
عاصم بإبتسامة ساخرة: لو كُل الأمهات شايفه إن مستقبل أولادهم في كمية الكُره دي، ما كُناش إتمنينا نيجي الدنيا دي، ونتحول لوحوش بدل ما نصلحها، أنهي عاصم جُملته ولم ينتظر ردها عليه، حيث والاها ظهره مغادرًا النادي، بينما هرولت نسمه إليها ثم تابعت بنبرة متلعثمه، إن شاء الله، هاجي بكرا علي ميعاد الشغل بالظبط. بعد إذنك يا مدام؟!

أسرعت نسمه خلفه علي الأثر، تود اللحاق به وبالفعل نجحت في ذلك، عندما همّ بركوب سيارته وجدها تقف أمامه مُباشرة، زفر عاصم زفرة مُطولة وراح يمسح علي وجهه بعصبية من أمره، بينما تابعت هي بنبرة هادئة...

أزيك؟!
عاصم بلهجة حازمة: إنتِ مين؟!، وليه طول الوقت بتظهري في وشي؟! وبتعملي أيه مع أمي؟!
مدت نسمه كفها إليها ومن ثم رددت بإبتسامة خفيفة...
انا نسمه، مساعدة والدتك الجديدة.
تحول عاصم ببصره إلى كفها الممدود إليه، يرمقها بوجهٍ قاتمٍ ل تستئنف حديثها قائلة...
بس انا مُصرة، إنك تمد إيدك وتسلم عليا.

وجدتهُ في تلك اللحظة حائرًا في أمرهِ، ينظُر لها بعين الإستغراب من تصرفاتها ومن ثم رفع كفه يُصافحها بثبات يُصاحبهُ إبتسامة باردة...

أهلًا.
نسمه بنبرة سعيدة: مبسوطة جدًا إني إتعرفت عليك، ولو مافيهاش إزعاج ممكن توصلني لمكان قريب من البيت، أصلي إتأخرت وعندي إمتحان في الكليه بُكرا.

أنهت حديثها وقد فوجئت به ينظُر لها بترقُب لا تفهم أسبابه وهنا ردد بثبات، أركبي.
لم تُصدق أذنيها بعد، ف أخذت تدعكهم في عدم تصديق وبسرعة البرق كانت قد دلفت داخل السياره، لينطلق هو بها...

نسمه وهي تُخرج من حقيبتها شريطًا ما، يالا بقي شغل دا خلينا نفرفش.
عاصم بتساؤل: أيه دا؟!
نسمه بنبرة مُتهلله: أغنيتي المُفضله، يا بتاع النعناع يا منعنع، تعرفها أكيد مش كدا؟!

تنشق عاصم الهواء داخله وراح يزفره في عصبية خفيفة ومن ثم تابع قائلًا بصوته الرخيم...

نعناع؟!، بقولك أيه، إنزلي من العربيه أحسن.
لوت نسمه شدقها في غيظٍ من كلماته تلك، لتضع الشريط داخل المكان المُخصص له ومن ثم تبدأ في ترديد كلمات الأغنية وسط غضبه مما تفعل، نسمه بنبرة هادئه: خليك فرفوش كدا يا عاصم، وبعدين مش شرط كُل سنه تكسب يعني، دي أقدار ونصيب. لازم نرضي بيه.

عاصم مُضيقًا عينيه: إنتِ عرفتي الموضوع دا منين؟!
نسمه بتوترِ: سمعت إلهام هانم بالصدفة وهي بتكلمك.
صوب عاصم بصره ناحيه الطريقِ ثم سألها بصوتٍ هاديء...
تقربي أيه ل سليم؟!
تلعثمت في عباراتها قليلًا، تنظُر له بقلقِ وسرعان ما أجابت قائله...

أمي إتوفت وانا صغيرة، وكُنت ساكنه في بيتهم. ف ماما خديجة هي اللي ربيتني مع روفيدا وسليم، علي فكرة سليم ابن حلال ومش بيكرهك. بس هو زيّ أي واحد من حقه يحب، ويعيش حياه هاديه مع اللي بيحبها.

عاصم ببرود ظاهر: انا أصلًا نسيت كُل اللي حصل، وبفكر كمان أزورهم وأفتح معاهم صفحة جديدة بس للأسف ما أعرفش عنوان بيتهم الجديد.

نسمه بفرحة عارمة: بجد يا عاصم!، انا عارفاه.

اوووف بقي يا سليم، إنت هتحبسني في البيت، انا عايزه أخرج، دا من حقي!
أردفت نوراي بتلك الكلمات في إمتعاض، أثناء حمله لها وصعودهما علي درج البنايه وما أن وصلا أمام باب الشقه حتى وضع كفه علي عينيها، حاجبًا الرؤية عنها، دلف سليم بها داخل المنزل، تستغرب هي مما يفعله ولكنها آثرت الصمت دون تعقيب.

في تلك اللحظة أبعد كفه عن عينيها لتنظُر إلى البالونات المُبعثره في أرجاء المكان وفي مدخل غرفة النوم وجدت خطًا عريضًا، مفروشًا بالورود الحمراء...

تابعت سيرها تمشي علي هذه الورود، لتدلف داخل غرفة النوم، ولم تكُن بأقل جمالًا عن الخارج، سارت تمشي بمسار خط الورود حتى أوشكت علي نهايته لتجد صندوقًا من اللون الفضي، تهللت أسارير وجهها من رؤيتها لهذا المنظر الآخاذ ولكن لم تنتهي المُفاجأت بعد، حيث مالت بجذعها للأمام تلتقط الصندوق، تنظُر إليه بشغف ومن ثم تتحول ببصرها ناحيه سليم الذي عقد ساعديه أمام صدره، يرمقها بحنو، فقد إكتفي برؤيه البسمة علي وجهها.

قامت بفتح الصندوق، ومن ثم شهقت بفرحة، غير مُصدقه ما تري، لتلتقط هذا الشيء بين يديها تُحاول إستيعاب ما يحدُث.

توهج اللؤلؤ المطعم بهذه التُحفه الأثرية غالية الثمن، فهي طائر البومه ، صُنع من خليط من الأحجار الكريمة والماس، جال الدمع في عينيها، راحت تمسح القطرة التي سقطت فجأه في رفض وسرعان ما هرولت إليه تحتضنه بحُب جارفٍ، بحبك، بحبك، بحبك.

قرّبت شفاهها من شفته لتطبع قُبله مطولة عليها، وأخذت تُردد بنبرة عاشقة، لو أعرف إني هفرح كُل الفرحه دي، صدقني ما كُنتش بعدت ولا وجعتك، انا بكره نفسي علشان كُنت بعيد عنك لحظة، كُنت لازم أثق فيك، كُنت لازم أتأكد إن القلب اللي بوجعه دا، أكتر قلب بيداوي روحي ويشفي جروح زمان، إنت حبيبي يا سليم.

ضمها سليم إليه في حُب وأخذ يدور حول نفسه حاملًا إياها وقد أردف بنبرة هائمه، اهو الكلام دا نساني إني إتوجعت منك في يوم، بعشقك يا أجمل أوشين، موتت النساء في عيني.

إبتعدت نوراي عنه قليلًا، ثم رددت بنبرة حانية...
دايمًا بتفرحني، وانا ما حاولتش أفرحك لحظة.
سليم رافعًا حاجبية بإستنكار: تفرحيني أزاي والفرحه أصلًا في بيتي، ومن ثم إستئنف حديثه واضعًا كفه علي بطنها، وعلشان السعادة تكمل، نفسي في بنت منك.
نوراي وهي تحتضنه مُجددًا: بإذن الله، بس ما قولتليش مين بقي مصمم الموديلات المبدع اللي عندك في الشركة ومخبيه عن الناس؟!

همّ سليم أم يُجيب عن سؤالها، ليسمع صوت جرس الباب وهنا ردد بنبرة مغتاظة، مين اللي أمه داعية عليه وجاي دلوقتي.
إتجه سليم صوب الباب ثم قام بفتحه علي الفور، وفجأة وجده يُشهر مسدسه نحو رأس سليم، قائلًا بنبرة هادرة...

طبعًا انا أخر واحد كُنت تتوقع وجوده.!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة