قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثامن والثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثامن والثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثامن والثلاثون

عمت البهجة والسعادة المكان، تأبطت كُل واحدة منهما ذراع زوجها، وقد أطلا بفستانهما الأبيض ك أجمل وردتين فريدتين من نوعهما، دلفت كل واحده منهما داخل سيارة زوجها بعد تعانق حار ووداع مؤقت، بينما ظلت السيدة خديجة تنثر الورود عليهما ومن ثم قاد كل منهما سيارته منطلقًا لقضاء عُطلة الزواج الأولي، قامت السيده خديجه، بنثر قارورة المياة عقب إنطلاقهما ومن ثم تابعت بإبتسامة راضية، ربنا يسعدكم، وترجعوا بالسلامه.

نوراي بفرحة: يارب.
في تلك اللحظة قام سليم بإحتضان كتف زوجته وكذلك طلب من والدته ونسمه الدلوف للداخل، بعد إنتهاء مراسم الزفة وهدوء الأجواء...

نسمه بهدوء: سليم هو انا ممكن أروح مشوار مهم وأرجع!
أومأ سليم برأسه سلبًا، وراح يأمرها بالدلوف داخل المنزل، لتنظُر هي في ساعة يدها ومن ثم أطلقت زفرة مُطولة وهي تردف سرًا، خلص وقت الزيارة وأصلًا مش هلحق، يا تري هو كان عاوز مني أيه؟!
نكست هي ذقنها في إستسلام ومن ثم إنطلقت صوب الدرج تصعده في حين تابعت نوراي بنبرة تفتعل للألم، آآآي. سليم البيبي مخليني مصدعة.

سليم رافعًا أحد حاجبيه: البيبي ابن شهر وشويه، مخليكي مصدعه!، عاوزه أيه من الأخر يا نوراي!
إِفتر ثغرها عن إبتسامة خفيفة، وسرعان ما أخفتها مُتصنعه الإرهاق وهي تضع أصابعها علي غُرة رأسه، لو ما شلتنيش، هيغم عليا وهقع. لو مش خايف علي البيبي، ما تشيلش عادي.

ضغط سليم علي شفته السُفلي بغيظٍ، ومن ثم مال للأمام قليلًا حتى وضع ذراعه أسفل قدميها ومن ثم حملها بخفة لضئالة جسدها، اللي مصبرني علي دلعك دا حاجه واحدة!
نوراي وهي تلف ذراعيها حول عُنقه، مُرددة برقة: أيه هي يا سي سولي!
سليم وهو يُقبل وجنتها: إن الحمل لايق عليكِ.
نوراي وهي ترفع أحد كتفيها في إختيال ضاحك: طول عُمري زيّ العسل. ما قولتلك إن انا عملك العسل في الدنيا، بس إنت مش مصدق.

في تلك اللحظة تنهد سليم تنهيدة طويلة وهو يضعها علي الأريكة بحجرة الإستقبال، وهنا تابعت نسمة بمزاح، بكرا كرشها يكبر قدامها، وتبقي شبه البومة.
نوراي بفرحة عارمة: انا بومه!
نظر كُلًا من نسمه وسليم لبعضهما، بينما تابعت السيده خديجه بطيبه واضحة، أيه يا نوراي يا بنتي، إنتِ مبسوطة وهي بتقولك يا بومة!
نسمة ضاحكة: يا عيني عليك يا سليم، إتجوزت هبلة، ف هتجيب لك نسل أهبل.

نوراي مُضيقة عينيها بنظرة شريرة، حينما همّت بالنهوض والإنقضاض علي نسمة، مش أحسن ما أجيب له نسل دباديب ياختي.
قام سليم علي الفور بجذبها من خصرها ليضعها في مكانها مُجددًا وبنبرة جامدة تابع، شغل الأطفال دا، مش هينفع وإنتِ حامل.
نسمة بنبرة إستفزتها أكثر: الحمل خلاها متوحشة يا سمسم.
إصطكت أسنان نوراي عدة مرات متتالية، حيث قالت بنبرة مُغتاظة، ما تقوليش لجوزي يا سمسم. وإلا هقوم أعضك.

نسمه رافعه أحد حاجبيها: نسيتي نفسك يا فلبينيه، والله هقعد عليكِ أبططك، بس لمّا ناخد مصلحتنا منك. انا أخاف علي ابن أخويا.

قطع مُزاحهم، رنين الهاتف الخليوي الخاص ب سليم وما أن عرف هوية المُتصل حتى سار بخطواته صوب شرفه الغرفة المجاورة ومن ثم أجاب بثبات، خير يا جواد!
جواد بهدوء: من ساعة، جه قرار من النيابة بالإفراج عن عاصم الدالي، تحب الخُطوة الجاية تكون أيه؟!

قام سليم بالإلتفات خلفه لوهلة، قبل أن يُتابع مُتفهمًا، مافيش خُطوة حاليًا، لازم أتأكد من حاجه الأول، ولحد ما أتأكد، دورك إنك تحرس البيت هنا وقت غيابي، وتمنع دخول أي حد البيت إلا بعلمي.

جواد بتفهم: تمام يا سليم، وعلي فكرة. في واحد مسك الصالة بدالي، ولو حابب تغيره مافيش مشاكل.

سليم بتفهم: انا واثق في إختيارك يابني، والصالة أمانه معاك، علشان عارف إنك هتصون الأمانة كويس جدًا.

جواد بفرحة: ماينفعش أخون الأمانة وخاصه لو كانت الأمانة دي أكتر حاجه بيحبها سليم.
علي الجانب الآخر، قامت نسمه بالدلوف خارج الشقه عقب رنين هاتفها، ومن ثم أجابت بنبرة خافتة، أيوة يا فؤاد بيه!
فؤاد بضيق: قولت لك، اسمي عمي فؤاد ودي حاجه مؤقتة لحد ما تكوني إنتِ وعاصم مع بعض، انا مدين ليكي بحاجات كتير يا بنتي، كفاية إنك صحيتي فيه حاجات، انا كُنت فقدت الأمل أنها تحيا.

نسمه بهدوء: أسفه إني ماقدرتش أجي الزيارة يا عمي.
فؤاد بتفهم: عارف إن ماجد وروفيدا زفتهم كانت النهاردة وإن دا ظرف خارج عن إرادتك!

نسمه مقطبه حاجبيها بتساؤل: إنت ليه مش عاوز تقول له، إنك عمه!، و...
فؤاد مُقاطعًا: انا عارف إن في دماغك أسئلة كتير وبإذن الله، هجاوب علي كُل حاجه النهاردة لأني لازم أقولك علي مفاجأه مهمه جدًا، مستنيكِ.

نسمة بلهفة: مفاجئه أيه يا عمي فؤاد!
فؤاد بثبات: بس لمّا تيجي ونتكلم.
في تلك اللحظة أغلق فؤاد الهاتف معها، بينما إنفرجت أسارير وجهها رغمًا عنها، تشك بموضوع المفاجأة ولكن قلبها بحاجة للتأكيد وفجأه يأتيها التأكيد مُتمثلًا في صوته، المفاجأة هي، إن عاصم هيخرج بكرا.

إلتفتت نسمه ناحية مصدر الصوت علي الأثر، لتجد سليم يقف خلفها واضعًا ذراعيه في جيب بنطاله وقد لانت معالم وجهه رحمة بلهفتها لِلقياهُ، بينما تلعثمت نسمه في عباراتها قليلًا قبل أن تُردد بفرحه، بجد يا سليم؟!
سليم بهدوء: أه بجد، انا عينت عليكي حمايه قبل أمي ومراتي، لحد ما تثبت أفعاله صحة كلامك، ولو فعلًا إتغير وهيبعد عن مراتي. أوعدك مش هقف في سكة سعادتك أبدًا.

نسمه بإبتسامة إمتنان: شكرًا أوي يا سليم، إنك قدرت تفهمني.
أمد سليم ذراعه ناحيتها ومن ثم ربت علي كتفها بحنو، أقل حقوقك عليا ك أخ، إني أفهمك.

فينك يا نسمة!، إتأخرتي النهاردة علي الشغل!
أردفت إلهام بتلك الكلمات في تساؤل عندما قامت بإخراج أحد الفساتين من خزانتها علي عجالة من أمرها، بينما أجابت نسمه بهدوء أثناء تواجدها في الطريق لمقابلة فؤاد الدالي...

أسفه يا إلهام هانم، التأخير جه لظروف في البيت.
إلهام ضاغطه علي عينيها بنفاذ صبر، طيب ممكن تروحي مكاني إجتماع الجمعية النهاردة، لأني عندي مُقابلة مهمه بعد ساعة وكمان بكرا عاصم ابني خارج ومش هبقي فاضيه للجمعية وشغلها.

نسمه بهمة فاترة: حاضر.
قامت نسمة بإغلاق الهاتف معها وهي تجوب ببصرها هذا المكان المليء بالطاولات لتجده يشير لها بذراعه، لجذب إنتباهها، في تلك اللحظة إبتسمت نسمه في هدوء وراحت تقترب علي الفور ومن ثم تابعت بنبرة هادئه، خير يا عمي!
فؤاد وهو يشير لها بالجلوس قائلًا: طيب خُدي نفسك الأول يا بنتي؟!
نسمه بإبتسامة لم تصل إلى عينيها: للأسف، لازم ألحق إجتماع الجمعية وإلا هتنفجر فيا إلهام هانم.

فؤاد يوميء برأسه مُتفهمًا: عاصم هيخرج بُكرا بإذن الله، وعاوزك تكوني أول حد يشوفه!

نسمه بسعاده بدت علي قسمات وجهها: انا أكتر واحدة عاوزه دا، بس هعمل كدا أزاي في وجود إلهام هانم، دي لو عرفت إني بحب عاصم مش بعيد تقتلني، مش كُل الناس هتفهم مشاعري زيّك، انا بالنسبه لها بنت جايه من حي شعبي، ماينفعش تكون غير مساعده ليها، لكن حاجه في حياة ابنها. مستحيل طبعًا.

تتهد فؤاد بعمقِ ومن ثم أخرج زفيرًا في صورة إعتراضيه علي حديثها، ماحدش يقدر يمنع عاصم عن حاجه هو مقتنع ومؤمن بيها.
إحتلت خيبات الأمل معالم وجهها، ومن ثم تابعت بعينين يتلألأ بهما الدموع، وتفتكر هو مؤمن بوجودي في حياته، ولا بالنسبه له فترة وهتعدي. أو يمكن حاجه كاتمة علي نفسه وخنقاه، يمكن شكلي مش عاجبه!، ما هو مفيش تفسير تاني لرفضه أنه يقابلني طول الشهر؟!

فؤاد بإستكمال: أو يمكن خايف عليكِ منه؟!
نسمه مُضيقه عينيها بتساؤل: هو إنت ليه مش عاوز تقول ل ماجد أنك عمه؟

عاد فؤاد في تلك اللحظة بظهره للخلف، ومن ثم عقد ذراعيه أمامه وبنبرة هادئه تابع، كُنت مستني ابني يتغير، يتحرر من عقدته. لأن هما الإتنين مستحيل يقبلوا القرابة اللي بينهم وممكن يستغلوها ضد بعض، أول معرفتهم لبعض بعد ما كبروا انهم أعداء مش بالسهولة دي أقلهم إنتوا ولاد عم، يوم ما بعدت عن ناجي كان عاصم وماجد أد بعض، هم ما يفتكروش دا، بس انا فاكر انهم كانوا بيمسكوا في إيد بعض طول الوقت ويمكن كانوا فضلوا كدا لحد النهارده، لحد ما إلهام دخلت في النص وإستغلت حُبي ليها.

كانت تستمع لحديثه في إهتمام شديد ومن ثم باغتته بسؤال أخر حينما قالت بثبات، وليه تيتا صفية، عاشت معاك إنت رغم انها ماكانتش بتحب إلهام هانم؟!

جاش الهم في صدرهِ وقد تنهد قبل أن يُتابع بوجهه حزين، أم نوراي كانت ساكنة في نفس الحي اللي عايش فيه ناجي، ووقت ما كانت أمي بتزوره، أتعرفت عليها. وطبعًا لمّا عرفت ظروفها، طلبت منها تيجي القصر تشتغل مساعدة ليها. ولمّا الست دي إتعدمت قبلها قالت لأمي علي كُل حاجه وانا سمعتهم بالصُدفة. ف كان من المستحيل تعيش هي والبنت في نفس المكان، لأن في الوقت دا العصابة كانت بتدور علي الطفلة الصغيرة دي، علشان يخلصوا منها زيّ ما خلصوا من أمها وأبوها.

هزّت نسمه رأسها في تفهم، وعبرت قسمات وجهها عن شدة حُزنها لحال صديقتها ومن ثم تابعت بإبتسامة هادئه، الحمدلله، ربنا عوضها ب سليم، عوضها عن كُل حاجه خسرتها وكُل الوجع اللي داقته في حياتها.

فؤاد بحنو: ربنا رحيم أوي يا بنتي. وأكيد هيعوض صبرك، خير.

في تمام الواحدة صباحًا
كانت تؤدي صلاة القيام، كعادتها في هذه الساعة من كُل يومٍ، وما أن إنتهت حتى هرولت علي عجالة من أمرها ومن ثم طرقت خديجه علي باب الحجرة في قلقِ، فقد سمعت صوته هادرًا بها بنبرة عاليه يكسوها الغضب، في تلك اللحظة قامت نوراي بفتح الباب بوجههٍ عبوسٍ بينما تابعت خديجه بلهفة، خير يا بنتي. أيه اللي بيحصل؟!
نوراي بغيظٍ: شوفتي يا ماما بيزعق لي، كُل دا علشان صحيته وقولت له جعانة!

تقلب في فراشهِ بتذمر ومن ثم مسح علي وجهه بعصبية خفيفه وراح يُردد بثبات...
قسمًا بالله لو ما نمتي يا نوراي، زيّ الناس الطبيعية لأعلقك.
رمقته نوراي بنظرة مُمتعضة، فهي تتفنن دائمًا في إثارة حنقه إذ تكاسل عن شيء تطلبه منه حيث تابعت بغيظٍ من أمرها...

شايفه، بيقول لي أيه؟!، ماينفعش أصلًا واحدة حامل، حد يصرخ في وشها كدا.

خديجة وهي تلتفت ناحيه ابنها وبنبرة ثابته رددت: أيوة عندها حق، هو دا الحُب، تنيم مراتك جعانه، أفرض وحمها دا جه في العيل. دا ربنا هيحاسبك علي النفس دي يا بني؟!

نفخ سليم شدقيه إينذاك، فقد كحل السُهاد عينيه ولكنه في لحظة تجاوز ذلك، لينهض عن فراشه بأقصى سرعته ومن ثم مسك وجنتيها بين أصابعه وراح يُردد بغيظ، دي شكل خدود جعانه!، من ساعتين بس طلبت جمبري. وفي أقل من ربع ساعة كُنت مستلمه من خدمه التوصيل، وأكلته كُلها من غير ما تعزم حتي...

نوراي تضع كلتا يديها حول خصرها وقد عبرت قسمات وجهها عن الأمتعاض، ما هي الحامل دي بتجوع كُل ساعه، عادي جدًا.
أجفل عينيه قليلًا وقد كور قبضة يده في إنفعال خفيف، أمال مين اللي صحاني بعد الجمبري بساعه، وطلب مني كريب وبيبسي وشيكولاته، ونزلت جبتهم. ولا إنتِ بتاكلي وتنسي.

خديجه ونوراي في نفس واحد: ما كُل الحوامل بيجوعوا بسرعه.
سليم وهو يمسح بكفه علي وجهه: يخربيت الحوامل، وبيت اللي خلاكي حامل والبيت اللي جنب بيت، اللي خلاكي حامل.

خديجه بإعتراض: لأ. عيب يابني، ما يصحش تخرب بيوت الجيران كدا.
سليم وهو يشير بذراعه ناحيه الباب: روحي نامي يا أمي الله يبارك لك، علشان تقدري تصلي الفجر...
ومن ثم إستئنف حديثه وقد أغمض عينيه وهو يُشير ل نوراي ناحية الفراش...
وإنتِ نامي وقولي يا صبح...

فتح عينيه في تلك اللحظة، ليجدها قد تلحفت داخل الفراش ومن ثم أبعدت الغطاء عن عينيها قليلًا وهي تنظُر له في ترقُب وبنبرة هادئه قالت، خلاص هنام علشان ما تتعصبش، وأفتكر إني نمت جعانة.
سليم بثبات: انا راجل مُستبد وعاوزك تنامي جعانه.

في صباح اليوم التالي، شدّ النهار بأشعة الشمس، حيث وقفت هي في الخارج، تنتظر خروجه علي أحر من الجمر وما أن أطل هو حتى أنارت الإبتسامة وجهها ومن ثم نادته بنبرة حانية، عاصم؟!
إلتفت ببصره ناحيه مصدر الصوت، لا يُمكن إنكار سعادته لسماع صوتها ولكنه جاهد في أن تبقي هذه السعادة خفيه، لرفضه الإعتراف بهذا الحُب، إقتربت نسمه منه بحركة سريعة وعلي الفور قامت بإحتضانه بسعادة بالغة يُخالطها الدموع.

ذُهل من ضمتها له، وبدأ قلبه يعلو ويهبط في جنون، فقد خشي من أن تشعر هي بذلك وتأكدت مخاوفه من أنه قد وقع بالفعل في حبائلها ف الآن يشعر بحُب جارف نحوها...

إبتعدت نسمه مُجددًا ما أن وجدته ثابت لا يُحرك ساكنًا ومن ثم نكست ذقنها عابسة، حمدلله علي سلامتك.
عاصم بهدوء: ما جيتيش ليه إمبارح!

أشاحت ببصرها للبعيد، تجنبًا لنظراته اللائمة لها ولكنها قررت الضغط عليه أكثر علها تصل معه لشيء، إنت طول الشهر رافض تشوفني، ومستني مني أقبل أشوفك وقت ما إنت عاوز!، لازم تفهم يا عاصم إن مش كُل حاجه ردود أفعالها بتكون زيّ ما إنت عاوز، من الأفضل أنك تحط نفسك في مكان الشخص دا، ولو إتضايقت، يبقي من الأفضل تلتمس له أي فعل يصدر عنه، ك عُذر للإهانه منك.

رفع عاصم أحد حاجبيه، ومن ثم تابع بنظرات ثاقبة لها...
يعني ما كُنتيش مهتمه، تعرفي انا عاوزك ليه؟!
نسمه بثبات: علشان تهددني، زيّ كُل مرة وتحسسني إني ابشع حاجه حصلت لك، مش كدا؟!

ضجر وبشدة من حديثها، ليستنشق الهواء داخله ثم يزفره بقوة وهو يقول بتساؤل، امال فين أمي، مش شايفها؟!
نسمه بنبرة هادئه: عمي فؤاد، منعها تيجي.
أومأ عاصم برأسه في تفهم، ومن ثم خاطبها بلهجة شديدة، طيب يالا أركبي!
نسمه بثبات: عاصم!
توقف عن السير مُلتفتًا إليها، وكست علامات الدهشه وجهه، حيث ثبت نظرهُ إليها لتستئنف هي بنبرة باهتة، إنت أيه اللي مش عاجبك فيا!، علشان جسمي!، صح!

باغتها عاصم بإبتسامة هادئه، وراح يُردد بثقلِ في نبراته، لأ، علشان مش حاسة بحلاوة روحك.

حملقت نسمه إليه في ذهول يُخالطه السعادة. يمدحها بكلمات رقيقة، أيعرف كيف يتغزل، أم أنها ليست مُغازلة بل حقيقه فحسب، وإن كانت فلتكُن، يكفي أنها تري نظراته الهادئة لها، في تلك اللحظة تابعت مُحدثه نفسها، يالهوي. دا بيضحك زيّنا، لا زيّنا أيه!، دي ضحكته أحلي من الأكل أساسًا، لأ عيب، خليكي ثابتة على موقفك، لحد ما يعترف إنه بيحبك. طيب لو ما إعترفش؟!، أخطفيه وإتجوزيه تحت تهديد السلاح ...

عاصم وهو يدلف داخل السياره: يالا يا نسمه.
هرولت نسمه إلى السيارة، ومن ثم جانبتهُ وهو في طريقه، وهنا تابعت بنبرة هادئه، م م ما إنت بتضحك زيّنا أهو، امال عامل نفسك بطل فيلم السادي والجعانة ليه؟!

عاصم بإبتسامة خفيفة: تحبي تاكلي أيه بقي يا جعانه؟!
نسمه بعدم تصديق: أيه دا بجد، هناكل سوي!
عاصم بثبات وهو يوميء برأسه إيجاباً: بالظبط
نسمه بإستكمال: ومن نفس الأكل اللي انا هاكله!
رمقها عاصم بجانب عينيه ومن ثم ردد بشك: مش بالظبط.
نسمه بمزاح: لأ بقولك أيه، سيبني انا أختار لك الأكل ومش هتندم يا وحش.

ضربت علي كتفه بمزاحها المُعتاد بينما رمقها عاصم بنظره ثابتة، لترتجف أوصالها علي أثرها ومن ثم تابعت وهي تبتلع ريقها...

أوعي تزعل، بلاش البصة دي. خليك فرفوش بقي، علشان بخاف وهصوت وألم عليك الناس.

أدخل سيارته إلى المرأب الخاص بشركة الدالي، قام بإحكام غلقها جيدًا ومن ثم ترجل خارجها بعد أن أحكم قبضته علي حقيبة أوراقه الهامة، إتجه غسان بخُطواته ناحية السلم الداخلي للمرأب ليُفاجأ بسماع صوت أحد الأشخاص يتحدث بنبرة واجفة من داخل سيارته قائلًا، انا بشحن إلهام ضد سليم النجدي، وهي بدورها هتبخ السم في ابنها ويخلص منه، وساعتها القضية هتنتهي وإحنا برا اللعبة، ما تقلقش. سليم النجدي نهايته قرّبت.

إختبأ غسان علي الفور بجانب أحدي السيارات، وفجأه وضحت هوية المُتحدث بالنسبه له وما أن صعد هذا الماكر إلى الشركة حتى أمسك غسان بهاتفه وراح يتصل ب سليم ينتظر إجابته بقلقِ عارم، وبالفعل أجابه سليم مُتسائلًا عن حالهِ بينما تابع غسان بنبرة ثابتة...
الموضوع طلع، أكبر من عاصم الدالي يا سليم،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة