قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الثاني

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الثاني

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الثاني

فيها دار الحضانه
وقفت ليلى في منتصف الفصل تقص علي الأطفال قصة ذات الرداء الأحمر
والأطفال مبهورين بأداء ليلى التمثيلي فهي تقلد الصغيره وتقلد الذئب
نظرت ليلى لمكان همس وكأنها تذكرتها
قالت تسأل الأطفال، همس مجتش يا حلوين
جاوبت إحدي الصغيرات، همس مجتش يا مس ليلى
بعد إنتهاء اليوم الدراسي بالدار.

لم تذهب ليلى لبيتها الذي تعيش فيه مع جدتها العجوز وإنما إتجهت لبيت صديقتها شمس فغياب الصغيره جعلها تقلق وفكرت بشمس وقالت، لعلها مريضه
عند الباب فؤجئت بزحام شديد كل الجيران يلتفون حول الفراش الممدده عليه شمس بهدوء وسكينه وتجلس همس بجوارها تحتضنها وتبكي وهي تطلب منها ببراءه أن تردعليهاوتحاول إيقاظها...
إقتربت ليلى متسائله، مالها شمس تعبانه
تعيشي إنتي، قالتها إحدي الجارات.

لتهرع ليلى إلى فراش شمس تنظر إليها بذهول، غربت الشمس، تاركه الصغيره تلف ذراعيها حول عنقها وتبكي
نظرت ليلى لشمس شعرت كأنها تراها وتذكرها بتحمل الأمانه
دموع ليلى الغزيره المنهمره علي رحيل شمس لفتت الأنظار فهي تبكي بهستيريا وتشهق من شدة البكاء
وأخذت إحدي الجارات تواسيها إلى أن هدأت قليلآ وإسترجعت وإحتسبت...
وبسرعه إلتقطت ليلى الصغيره لتحملها وتحتضنها وتنام الصغيره علي صدرها فقد شعرت بالأمان.

تم تجهيز الجسد النحيل وتكفينه ودفنه في مقابر أعدها المسجد كصدقه للفقراء
وجلست ليلى تتقبل العزاء في صديقتها بحزن وغصه...
ظنها البعض قريبه لها من فرط إهتمامها
إستلمت صاحبة الشقه مفتاح شقتها وإيجار متأخر دفعته ليلى بطيب خاطر
وأخيرآ خرجت وهي تحمل الصغيره النائمه وحقيبة الأوراق التي أعدتها شمس وأعلمتها بمكانها قبل موتها وترجلت حتى.

وصلت لبيتها وذكريات حديثها هي وشمس يدور برأسها تنهدت وضمت الصغيره المتدلي رأسها علي كتف ليلى بعدإستغراقها في النوم...

طرقت الباب لتفتح الجده العجوز متسائله
كنتي فين يا ليلى ومين دي يا بنتي
لترتمي ليلى في أحضان العجوز وتنتحب لقد مرت ليلى باليتم من قبل
نعمه جدة ليلي، مالك يا قلب جدتك بتبكي ليه...
ليلى بحسره، دي همس ال حكيت لك عنها يا تيته وأمها ماتت النهارده ومالهاش حد يا تيته جبتها تعيش معانا
نعمه بتأثر، يا ضنايا يا بنتي دي نايمه علي كتفك طيب إدخلي نيميها علي السرير.

حاضر قالتها ليلى وهي ترجو جدتها أن تترك همس تعيش بينهم...
طلبت نعمه من ليلى أن تحضر همس لتنام بغرفتها ولكن ليلى رفضت وأصرت أن تقضي همس ليلتها الأولي بأحضانها هي فهي تألفها وقد تفزع ليلآ
في الثانيه ليلآ همست الصغيره، ماما. ماما
لتحتضنها ليلى وتقول، نعم حبيبتي أنا هنا
بكت الصغيره قليلآ حينما لم تسمع صوت أمها كما إعتادت...

فأضاءت ليلى الغرفه وجلبت الماء لها لتشرب وتعاود النوم بأحضانها ثم أخذت تربت علي ظهرها بحنان وتقاوم دموعها الحبيسه داخل مقلتيها
وبسرعه إعتادت الصغيره أن تنادي ليلى ماما فهي صغيره بريئه لم تدرك الحياه بعد.

وأصبحت ليلى تصطحبها معها إلى الحضانه وتعودان معآ لتمر الشهور وينقضي عام من عمر كلا من الصغيرتين همس وليلي فيزيد إرتباط كلآ منهما بالأخري ولم تعد الصغيره تتذكر والدتها فبالنسبه لها أصبحت ليلى هي أمها التي تحنو عليها وترعاها.

عادت ليلى من. عملها تصطحب همس
وأخذتا تصيحان
جعانين يا تيته
ليلى ضاحكه، همس جعااااااانه
همس تقلدها، ماما جعااااااانه
لتحضر العجوز حامله آواني الطعام ضاحكه
ويتتناولن ثلاثتهن الطعام في سعاده
وجود همس أضاف جو من السعاده والمرح علي العائله الصغيره
إن منزلهن صغير لكنه نظيف ومريح.

وما يجعل ليلى سعيده تلك الشجره العتيقه التي توجد خارج المنزل قبل المدخل الطويل ببوابته الخشبيه الجميله وسوره العالي الذي صممت الجده أن تبنيه مرتفع لتشعر بمزيد من الأمان هي وحفيدتها ليلى
تتسلي ليلى وهمس كثيرآ باللعب معآ حول الشجره العتيقه وتحاولن تسلقها لجلب ثمرات التوت اللذيذه
بينما تجلس الجده علي مقعد خشبي صغير تتلقي ما تقذفه لها ليلى من ثمرات
وبالداخل غرفتان
غرفة الجده المريحه وغرفه لليلي وهمس.

كل غرفه بها فراش واحد نظيف ومرتب وخزانه للملابس ومرآه كبيره مثبته علي الحائط
وبالصاله منضده للطعام وبعض المقاعد الخشبيه وبالجانب اريكتان مريحتان وشاشه تلفاز معلقه علي الحائط
البيت من الداخل بسيط ومرتب...
إندمجت همس بسرعه مع عائلتها الجديده
وحفظت ليلى الأمانه فعاملت همس كأبنه حقيقيه
تلعب معها وتستذكر معها دروسها وقليلآ ما توبخها إذا أساءت التصرف وسرعان ما تعتذر همس وتلقي نفسها في أحضان ليلاها...

في المساء نامت الصغيره وجلست الجده مع ليلى تتحدثان...
ليلى بمرح، معقوله عدت سنه وهمس معانا والله ملت علينا البيت يا تيته صح
نعمه، أكيد بس يا بنتي يا ريت بلاش ماما ال إتعودت تقولها لك دي خليها تقولك طنط أحسن ولا أبله
ليلى بتذمر، ليه يا تيته أنا فرحانه قوي إنها بتقولي ماما بتفكرني بسمر الله يرحمها
نعمه، بس سمر كانت بتقولك يا لولو.

ليلى بحزن، سمر كانت أختي الصغيره ولما حصلت الحادثه ال مات فيها بابا و ماما وسمر كنت بعيط وأقول عاوزه سمر
بالنسبه لي ربنا بعتلي همس حبيبتي علشان تعوضني سمر الصغيره وأنا مش هتخلي عنها أبدآ يا تيته طول ما أنا عايشه...
نعمه بقلة حيله، ولما يجيلك عريس بقي ويسمعها بتقولك يا ماما
ضحكت ليلى وقالت، شوفي يا تيته العريس ال يجي يا ياخدنا شروه يا يسبنا شروه
ضحكت العجوز وقالت، شروه.

ليلى باسمه، أينعم أنا وبنتي وجدتي حبيبتي...
ضحكت العجوز وإحتضنت ليلى قائله
ماما صغيوره قوي يا ليلى
ليلى بسعاده، أنا وبنتي بنكبر سوا يا تيته
ثم همست بحزن، الله يرحمك يا شمس
نعمه بطيبه، الله يرحمها يا بنتي كانت حلوه شكل همس كده ياليلي
ليلى بنفي، كانت جميله بس مختلفه عن همس قالت لي إن همس شكل أبوها الله يرحمه...
يلا يا تيته تصبحي علي خير أنا هدخل أنام إبقي صحيني بقي أصلي الفجر
نعمه، حاضر يا بنتي.

دخلت ليلى حجرتها وصعدت إلى فراشها لتحتضن صغيرتها وتناما متعانقتين، في الصباح خرجت ليلى تمسك همس بيدها لتذهبا إلى الحضانه التي تعمل بها
لقد إلتحقت بها ليلى بمجرد تخرجها من معهد السكرتاريه
في البدايه تقدمت للعمل الإداري بالدار ولكن مديرة الدار لمحت حسن تعاملها مع الأطفال فعينتها كمدرسه للأطفال.

راتبها ليس مجزي ولكنها بحاجه إلى العمل فهي تعشق صغارها وتعتبر معلمه مثاليه يرغب جميع أولياء الأمور في إلحاق أطفالهم بفصلها المعروف بالنظام والنظافه...
وعرف الأطفال الأبرياء أن همس إبنة معلمتهم ليلى فهي تناديها ماما
الأطفال أبرياء سرعان ما يندمجون وينسون طالما يجدوالعنايه والرعايه والحب
و شغل ليلى الشاغل أصبح همس.

طعام همس، ملابس همس، تعليم همس كل مايخص همس تقوم به ليلى بحب شديد يزداديومآ بعد يوم ليصبح إرتباط عميق بينهما...
لو بكت همس لأي سبب تبكي ليلى من فرط حنانها عليها
تشعرليلي أن الله رزقها بهمس ليملأ فراغ حياتها ويعوضها عن أهل ماتو وتركوها صغيره وحيده
تعرف ليلى اليتم و الوحده ولن تدع همس تعاني أبدآ ستعمل علي أن تجعلها طفله سعيده بكل ما تحمله الكلمة من معاني
عاهدت أمها علي رعايتها وحمايتها وهاهي تفعل...

مرالعام الأول بسلام وقد أوشك عامها الثاني مع ليلى علي الإنتهاء. لتكبرالصغيره سنه أخري قضتها سعيده مع ليلى وجدتها لتصبح ليلى لها كل شئ وتصبح هي كل شئ...

لم تدرك ليلى أن هناك عيون تراقبها هي والصغيره
وترصد تحركاتهما معآ بل وتسجل كل ما تراه بدقه،
في القاهره في أحد أكبر مصانع الغزل والنسيج بالشرق الأوسط
جلس رجل عجوز علي مقعد محيط بمكتبه الفخم يتحدث مع شاب ثلاثيني وسيم نسخه مصغره منه إنه إبنه الشاب
عيناه سمراوتان ثاقبتان كصقر بشعر أسود ناعم قصير وملامح دقيقه جذابه
وزاده طوله وسامه
وقف مراد الخرافي يضع يده اليمني في جيب سرواله الجانبي.

ويتحدث لوالده شاكر الخرافي ويبتسم بمكر...
خلاص يا بابا لقيناهم بعد كل الوقت ال قضيناه ندور وصلنا وهما دلوقتي متراقبين كمان
صاح شاكر، لأ يا مراد أنا عاوزهم عاوز بنت مجدي يا مراد
مراد بحيره، طيب وأمها يا بابا البنت لسه صغيره جدآ دا ال وصلني
شاكر بغيظ، أمها دي سبب بعد إبني عني سبب موته
مرادبتأثر، إستغفر الله يا بابا مجدي مات في حادثه
شاكر يقاوم دموعه، كان خايف عليها لحسن تموت.

وهو ال مات وسبها عايشه حياتها مع بنته لكن لأ أنا مستحيل أسيب بنت مجدي
روح يا مراد إ ديها فلوس
إديها فلوس كتير وهات حفيدتي
حفيدة الخرافي لازم تتربي في بيت جدها
مراد وقد لاحظ شحوب والده، أرجوك يابابا خلي بالك من صحتك
والبنت هتيجي، بأي طريقه هتيجي.

شاكر بحنق، إنت كنت بره بتتعلم يا مراد ومتعرفش حاجه من ال حصلت البنت ال إتجوزها دي هيه السبب في البلاوي كلها هيه ال خلت إبني الكبير يهرب معاها ويتجوزها ويسيب أبوه ويسيب مستواه العالي المحترم ويناسب بواب
وبنزل لمستواها دي شيطانه يا بني شيطانه مش إنسانه
روح يا مراد روح المنصوره دور عليها وهات حفيدتي
عاوز احس فيها إبني، مجدي
كان نفسي يسمع كلامي، كان نفسي يرجع لكن عاندني وتحداني.

مراد بتأثر: الله يرحمه مجدي كان طيب قوي يا بابا وأكيد مقصدش بتحدي حضرتك
شاكر بحنق: وطيبته دي خلت بنت زي دي تضحك عليه وتخليه بتحدي أبوه وياخدها ويهرب...

في المنصوره
خرجت ليلى من الحضانه تتبعها همس بملابسها النظيفه المرتبه وشعرها المنظم
ولم تدرك أن ذلك الشخص يتبعها
إستوقف ذلك الشخص عبير العامله ليسألها
لو سمحتي البنت الصغيره ال ماشيه مع الآنسه دي
عبير بتعجب، همس دي ماشيه مع مامتها، مدرسه هنا في الحضانه
لو عاوز تقدم لأطفالك عندنا الحضانه ممتازه
نظر لها الرجل قصير القامه البدين شاكرآ وقال متسائلآ
هيه الأموره الصغيره إسمها إيه.

همس قالتها عبير، همس مجدي الخرافي
إبتسم الرجل فقد نال ما يكفيه من المعلومات القيمه
في قسم الشرطة جلس مراد مع صديقه الحميم وخطيب أخته كرم ضابط الشرطة ودار الحوار
مش عارف أعمل إيه يا كرم بابا شكله تعبان جدا
كرم بهدوء، إهدي يا مراد عمي شاكر إنسان قوي وعنيد متخافش عليه
مراد ضاحكا، اممممم وإنت بقي هتشرفنا بكره ولا ناوي تخفف
كرم، عيب عليك يا مراد دا أنا سايب خطيبتي الحلوه أمانه في بيتكم ولازم آجي أزورها.

وأكل أكلها الحلو متخليك جدع يا مراد وتقنعها نتجوز وبلاها أخر سنه دي تخلصها وإحنا متجوزين
مراد ضاحكا، ?ه وبعد ما إنت بتتذل وتيجي كل خميس آجي أنا أزوركم لا يا عم خلي فنانتنا عندنا
كرم ضاحكا، طب يلا إتجدعن وإخطب إنت عجزت يا مراد البت شهد بنت عمك سالم بتموت فيك يا عم توكل علي الله ويبقي زيتكم في دقيقكم
مراد بتأمل، شهد دي دلوعه قوي زياده عن الزوم أناعاوزه واخده جدعه زي ماهي كده
يا بني هيه ماهيتاب واحده بس.

ماهيتاب شاكر الخرافي عروستي وحبيبتي يا أخو عروستي إنت يا خا ل ولادي
مراد ساخرآ، ولادك
كرم. بجديه. أينعم علي إعتبار ما سيكون إن شاء الله
ضحك مراد وقال، طيب أنا ماشي
كرم بتصميم، لأ إقعد الشاويش عطوه هيجيب لك شاي معتبر دلوقتي
دخل العسكري يحمل صينيه عليها كوبان من الشاي وضعهم بعنايه أمام كرم وحياه تحيه عسكريه وإنصرف...
إلتقط مراد كوب الشاي وتذوقه ثم قال
يعني إنت رأيك أتفاوض معاها يا كرم.

كرم بهدوء، طبعاً دي حاضنه والعنف مش هيفدكم في حاجه ومهما كانت يا مراد دي أم
وإنت بتقول السواق ال بعته يراقبها بيقول إنها محترمه وملتزمه
هز مراد رأسه موافقآ وقال، المشكله ان بابا مش صابر عاوز ينتقم منها بيقول هيه السبب في موت مجدي
كرم بتعجب، وإنت معقول تصدق الكلام ده يا مراد ال أعرفه إن هيه وأخوك كانو بيحبو بعض قوي دا ال سمعته
مراد بتساؤل، هيه ماهي تعرفها.

كرم، لأ محدش يعرفها إلا مجدي الله يرحمه واهو خدها وهرب عمي شاكر علي ما عرف الموضوع ده ومجدي الله يرحمه قاله وعمل معاه مشكله
راح مجدي خدها ومشو معرفناش علي فين ولا شفناها بس ال أعرفه إن أبوها إتسجن بعدها
مراد بتساؤل، ليه يا كرم إتسجن
كرم بهدوء، والله معرف أنا كنت خريج جديد وبشتغل ساعاتها خارج القاهره
مراد وهو ينهض للإنصراف ويبتسم بمكر، طيب أنا ماشي وهقول لماهي إنك مش جاي.

كرم بطريقه مضحكه، روح إن شالله تتطب علي بوزك ف وحده تطلع عنيك يامراد وأشوف اليوم ده بعيني
مراد ضاحكا، لسه متخلقتش الست ال عين مراد شاكر تطلع عليها يا كركرثم أضاف يلاسلام
بعد إنصراف مراد إستعمل كرم هاتفه وطلب رقم أرملةأخيه الراحل إيناس وقال
سلام عليكم إزيك يا إيناس
ردت عليه إيناس بود.
الحمد لله يا كرم عامل إيه وماهي عامله إيه
كرم: تمام الحمد لله إنتي والولاد مش محتاجين حاجه أبعتهالكم.

إيناس بهدوء، شكرآ يا كرم منتحرمش منك أبدآ
خد عمر عاوز يكلمك
يحمل الصغير عمر التليفون ويقول ببراءه يعشقها كرم...
عمو كمر
يضحك كرم ويقول: كرم يا عمور كرم مش كمر إزيك يا حبيبي
يسمع ضحكات الصغير ويضع السماعه
قائلآ. بوجل، الله يرحمك يا خويا ويحتسبك عنده شهيد،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة