قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الثالث عشر

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الثالث عشر

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الثالث عشر

وصلت السيارة إلى منزل ليلى
كانت الجده تتألم وتئن طوال الطريق رغما عنها. ورغم سعادتها بعودتها إلى منزلها
ترجلت ليلى وأيقظت همس النائمه
وساعدها السائق وحمل معها جدتها ولم يتركها إلا يعد أن وضع الجده علي فراشها
وقبل إنصرافه سألها إذا كانت تريد شيئآ
فقد أمره مراد بذلك
ٌ...
كان كرم يجلس علي مكتبه وأمامه أحد المتهمين يحقق معه في قضية نصب واحتيال
حينما اتصلت به والدته فاطمه
فاطمه بحنان: إزيك يا قلب أمك.

كرم بود: أهلا ست الكل
فاطمه: بقولك ياكرم مرات أخوك طبخالنا
ملوخيه بالإرانب وإنت بتحبها خلص شغل وتعالي إتغدي معانا هنستناك
كرم بمراوغه: لو عوزاني آجي إطلبي ماهي إعزميها أردف ضاحكآ أنا ماكلش من غير مراتي
فاطمه بطاعه: حاضر يا كرم هطلبها يا بني وهستناكم
مع السلامه
مع. السلامه يا ست الكل
تمصمصت فاطمه ونادت إيناس لتقول
كرم مش راضي يجي الا لما نطلب مراته
إيناس ضاحكه: والله عنده حق يا ماما.

وماهي زي العسل وأنا كمان بحبها
مع إنها من عيلة الخرافي وعندهم فيلا وعربيات وشركات
بس متواضعه جدا وعايشه مع كرم علي مستواه وراضيه
فاطمه بحنق: وهو كرم وحش ولا اقل منها يعني
إيناس بهدوء: لا يا ماما كرم سيد الرجاله بس برده مش غني زي عيلة الخرافي عنده شقه عاديه زينا وكده؛؛؛
فاطمه وهي تلوي فمها: طب إطلبيها يا حضرة المحاميه
ضحكت إيناس وهي تتجه لحيث وضعت هاتفها
لكنها تراجعت وهي تضع إصبعها تحت ذقنها تفكر.

وقالت بهدوء: بقولك إيه يا ماما متكلميها إنتي بتهيألي المفروض كده زي ما كلمتي كرم كلميها!
حاضر يا إيناس! حاضر يا أم العريف قالتها فاطمه بتهكم،!
إعتادت إيناس طريقة حماتها في الحوار
وتعلم أنها رغم حدة إسلوبها طيبة القلب
اتصلت فاطمه بماهي التي تحدثت بإسلوب مهذب متحفظ
أهلآ يا طنط إزي حضرتك
فاطمه بجديه: الحمد لله أنا طالبه أعزمك إنتي وكرم تتغدو معانا عندنا ملوخيه بالإرانب وكرم بيحب الأكله دي قوي.

لما يرجع بالسلامة من شغله تعالوا هنستناكم
ماهي بكياسه: شكرا لذوقك يا طنط هتصل بكرم وأشوف هيقول إيه!
عاد مراد من عمله ليجد والدته تجلس في بهو البيت ويبدو عليها الإنزعاج
السلام عليكم
عامله إيه يا ماما
نوال بموده: وعليكم السلام
الحمد لله يا مراد بس قلقانه علي همس ووحشنني كمان
مراد مبتسما: يا ماما يا نولا يا حبيبتي
همس. لسه ماشيه الصبح
وبعدين تقلقي ليه هيه مع مامتها.

أيوه قالتها نوال بتنهيده ونادت وداد لتضع الطعام علي المائده وأمرتها أن تنادي شاكر وممدوح وعائلته...
بالغعل تجمعت الأسره علي طاولة الطعام
وكلا منهم يتناول طعامه بصمت إلى أن قال شاكر
بقولك يا مراد عمك كلمني عاوز نحدد ميعاد الخطوبه
رغما عنه نظر مراد لمكان ليلى الخالي وتململ قائلا!
بابا إديني فرصه شهر ولا اتنين أنا مش مرتاح للموضوع ده بصراحة
شاكر بغضب لنوال: إشهدي يا ست هانم
البيه هو ال جالي المكتب وكلم عمه.

دلوقتي يقول لي فرصه
عاوز يخسرني علاقتي بأخويا الوحيد
نظرت زيزي لمراد وقالت بطريقه مصطنعة
لأ بجد يا مراد حرام عليك البنت بتحبك
وبترفض ناس كويسين علشانك وبعدين
قاطعها بعصبيه وقال!
وبعدين مايخصكيش يا زيزي أخطب أتجوز أطلق ال يخصك ممدوح وبس
بهت وجه زيزي التي شعرت بالإحراج وقالت بغيظ: أنا عملت لك إيه يا مراد ديمآ واقف لي...
حتى ال إسمها شمس دي بتقف معاها ضدي وإنت لسه عارفها من كام شهر بس.

شاكر بصرامه: خلاص يا مراد إنت راجل يا بني و عمرك ما رجعت في كلمتك علشان تعمل كده: مراد بتذمر: معلهش يا بابا أنا مش مستعد دلوقتي قلت لحضرتك شهر ولا اتنين ولو هيه مستعجلة نتجوز ولا تتخطب هو انا حوشتها يعني...

شاكر برجاء: أنا هقول له بعد شهر تكون حالة والدتك بقت أحسن
مراد بتململ: حضرتك قول ال تقوله يا بابا بس انا قلت لحضرتك إني لسه متردد
في المنصوره
اتصلت ليلى بخالتها لتخبرها بمرض جدتها وبأنها ستصطحبها لعمل الأشعه الدقيقه التي طلبها الطبيب
وأخبرتها خالتها سحر بأنها سوف تحضر في الغد
تركت ليلى جدتها تنام عدة ساعات وأيقظتها لتصطحبها في سياره بالأجره لعمل الفحوصات اللازمه...

وعزمت أن تذهب غدا للبنك لسحب بعض الأموال اللازمه لعلاج جدتها
ماقاله الدكتور نادر نفس ما أخبرها به الطبيب الذي أجري الفحص والآشعه بالمنصوره
أخذت ليلى الأشعه
وذهبت لطبيب شهير بالمنصوره مختص بأمراض القلب
دفعت أموال أكثر من قيمة الكشف لتحصل علي موعد مبكر في نفس اليوم
وجلست مع جدتها وهمس في إنتظار دور جدتها للدخول للطبيب؛؛؛
في شقة والدة كرم
إصطحب كرم زوجته عقب عودته من عمله.

كان مرهقآ وتمني ألا يذهب لأي مكان ولكنه خشي أن يخذل أمه
صف سيارته أسفل العماره التي تسكن فيها والدته
وصعد هو وزوجته
فوجئت ماهي بكرم يخرج مفتاح الشقه من محفظته ويفتح الباب
ليدخل ويرحب به الطفلان اللذان هللو وصاحو عند رؤية عمهم
كانت والدته تجلس بإبتظاره
فإنحني كرم ليقبل رأسها و يديها
وصافحتها ماهي مقبله وجنتيها
وجلسو معا...
كانت إيناس في المطبخ خرجت ترحب بهم ثم بدءت في وضع الطعام علي الطاوله وهي تقول.

أظن يا كرم ميت من الجوع وزمان ماهي كمان جعانه
إبتسمت ماهي وقالت: كرم نسي نفسه لما شاف الولاد
تحبي أقوم أساعدك يا إيناس
شكرتها إيناس وقالت: تسلمي يا ماهي وأردفت
يلا كل حاجه جاهزه يلا يا ماما يلا ياكرم
إستنشق كرم رائحة الطعام وقال
الله يا روايحك يا إيناس
جلس يأكل بشهيه وكذلك فعلت ماهي
فالطعام كان بسيط ولذيذ
وهي وجبة كرم المفضله الملوخيه والأرز والخبز ولحم الأرانب المحمر...

أخذ كرم يداعب عمر ويضع بعض الطعام بفمه بمعلقته ثم يأكل هو بها دون إمتعاض
قالت فاطمه وهي تلوك الطعام بفمها
إيه يا ماهي مافيش حاجه كده ولا كده دخلتو في تالت شهر جواز وكرم بيموت في الأطفال
ماهي بإبتسامه: والله يا طنط أنا كمان بحبهم قوي
لو ربنا أراد يبقي خير
ولو
إتأخر الموضوع شويه عقبال ما خلص دراستي يبقي خير وبركه
لتنتفض أم كرم وتقول: لأ دراسة إيه وكلام فارغ إيه
أنا عاوزه أشوف ولاد كرم.

ماهي بتفهم: ربنا يبعت يا طنط
أنهو طعامهم وإحتسي كرم الشاي وتناولت ماهي بعض الفاكهة
وإستأذنو للإنصراف
كرم بالسياره: مالك ساكته ليه يا ماهي
ماهي وهي تحاول ضبط مفرداتها: أنا مش عاوزه أضايقك يا كرم
بس مجرد ملحوظه
كرم يلتفت لها بوجهه: قول يا حبيبي
ماهي بتحفظ: مفتاح الشقه يا كرم آااااأقصد شقة والدتك
كرم بتساؤل: ماله مفتاح الشقه
ماهي تزدرد لعابها تحاول إخفاء إنفعالها وتقول بهدوء: إزاي يا كرم تفتح كده وتدخل.

والدتك مش لوحدها معاها إيناس
كرم بعصبيه وصوت عالي: يوووووه يا ماهي يا دي إيناس طلعيها من دماغك بقي
ماهي بغضب: إيناس مش في دماغي يا كرم أنا بقول الأصول وبس
كرم بغضب: بلا أصول بلا فروع كلها غيرة نسوان.
ماهي بإمتعاض: نسوان
ممكن تتكلم بطريقه أحسن من كده دي مش طريقه
كرم وهو يصيح: حرام عليكي أنا من الصبح شقيان مش قادر وإنتي إيه دماغك فاضيه مافيش حاجه شغلاكي أبدا
إيه الملل ده
كانا قدوصلا.

فترجلت ماهي غاضبه وصفعت باب السياره بعنف لتصعد وهي تقاوم دموعها
بدلت ملابسها بمنامه قطنيه مريحه وصعدت علي فراشها ونامت بطرف الفراش وتدثرت بغطاء خفيف يخفي وجهها الحزين.

. ،
في العياده
قال الطبيب لليلي علي إنفراد أن حالة جدتها متدهوره وذلك بجانب مشاكل الشيخوخه...
حاولت ليلى التماسك قدر المستطاع حتى لا تشعر جدتها بشئ ويصيبها القلق
وأخذتها وإنصرفت بعدأن أحضرت دواء معين وصفه الطبيب
في منزلهم كان جدتها نائمه تحرك أصابعها بحبات السبحه المضيئه وتذكر الله بصمت ورضا
وحاولت ليلى إسعاد جدتها والعنايه بها
كانت تنظر لجدتها وتدعو الله أن يعافيها.

فهي تشعر أنها سندها وأقرب إنسان لها بعد والديها
صعد كرم الفراش لينام ولأول مره منذ زواجهما لم تكن ماهي تضع رأسها علي كتفه
بل كانت بعيده علي الطرف الاخر من الفراش
شبك يديه تحت رأسه حيث كان ينظر لسقف للغرفه ويراجع ما حدث بينهما من حوار
أغمضت ماهي عيناها ونامت صامته
ظل كرم يتململ في فراشه
وأخيرا قال بهمس: ماهي، ماهي
لم ترد عليه
فحذبها بالقوه وقال برفق
حقك عليه يا ماهي متزعليش يا حبيبتي
لم ترد عليه.

فقال ممازحآ: هتردي ولا أخليكي تسلمي نفسك بطريقتي
تجاهلته تماما
كرم بمراوغه: طيب بدال نمتي خلاص تصبحي علي خير
وبخفه جلب زجاجة الماء من طاوله صغيره بجوار الفراش ثم ملأ فمه بالماء ونثره علي وجها لتصيح
وتنهض مسرعه لتقذفه هي الأخري بالماء
فقال
خلااااص خدتي حقك وإنتقمتي الغلط قد بعضه يعني نتصالح بقي
ليجذبها ويناما متعانقين. لتغمض ماهي عيناها وتبتسم
في المنصورة
في اليوم التالي حضرت سحر لرؤية والدتها.

سحر سيده في السابعة والأربعين لكنها تبدو أصغر من ذلك فوجهها بيضاوي بملامح بريئه وعندما تنزع حجابها في المنزل يظهر شعرها القصير بلون الحناء البني المائل للأحمر فهي تصبغه بذلك اللون باستمرار
كانت تبكي حينما وجدت أمها صامته لا تتحدث إلا قليلا
وتعجبت من وجود همس لكنها تفهمت الأمر حينما أخبرتها ليلى به...

كانت ليلى تطهو الطعام وتلهو بجوارها همس علي هاتف ليلى الذي عليه بعض الألعاب التي تلعبها ليلى معها للتسليه.
قالت همس: ماما ممكن أكلم تيته نوال
ليلى بتفهم: أنا مش معايا رقم موبايلها يا همس بس عندك رقم التليفون الأرضي
مكتوب عليه فيلا الخرافي
بالفعل طلبت همس الرقم: ولكنها صاحت بطفوله: عمو مراد أنا ال طلبت لوحدي
لوهله شعرت ليلى بالإرتباك حينما وجدت صغيرتها تتحدث مع مراد.

وبعد قليل قالت همس: عمو مراد عاوز يكلمك يا ماما
حملت ليلى الهاتف وقالت بهدوء
سلام عليكم
وعليكم السلام أتاها صوته دافئآ
تنحنح مراد وقال: جدتك عامله إيه
ليلى بحزن: تعبانة قوي الحمد لله على كل شئ
مراد بإهتمام: طيب رقم التليفون ال همس اتصلت منه ده بتاعك
أيوه قالتها ليلى
مراد بهدوء: أنا هرن عليكي بعد ما أقفل سجلي رقمي عندك علشان لو إحتجتي حاجه.

وشوفي هترجعي إمتي علشان أبعت لك العربيه علشان متتبهدليش أقصد إنتي وهمس يعني
ليلى: شكرا يا باشمهندس لو سمحت خلي نوال هانم تكلم همس
مراد بلطف: ماما والله أنا رجعت من الشغل لقيتها نايمه أصحيها
ليلى برقه: لأ خليها نايمه لما تصحي هنكلمها إن شاء الله وشكرا ليك
همس لليلي: هاتي أكلم عمو مراد
بالفعل أخذت همس تثرثر بأمور طفوليه وتضحك بسعادة فهي تحب عمها كثيرا.

أغلق مراد الهاتف وسجل رقم هاتف ليلى عنده علي هاتفه ثم طلبها لثواني لتسجل رقمه ثم أغلق الخط بسرعه...

في نهاية الإسبوع، وقبل آذان الفجر بقليل
إستيقظت ليلى علي صراخ وعويل
لتهب مفزوعه علي صوت نحيب خالتها وعويلها
لتجحظ عيناها وتهمس مرعوبه: تيته
في فيلا الخرافي
وقف مراد ينظر من النافذه تجاه المسبح وشبه إبتسامه مرسومه علي شفتيه
كان يتذكر يوم قذفته همس في الماء ليصبحو ثلاثتهم معا كم كان وقت سعيد تعالت فيه الضحكات
لكنه حك رأسه وهمس.

إيه ال إنت بتفكر فيه يا مراد ده إنت إتجننت من بين نساء الأرض تفكر في مرات مجدي تؤ تؤ تؤ
خرج من حجرته وقدقرر النزول للأسفل لإستنشاق الهواء في الحديقه
الوقت متأخر وقد إقترب الفجر وهو يشعر بالأرق لسبب لا يعلمه
بالفعل خرج وعند مروره بجناح الذي تقطنه ليلى
تفاجئ بأنه مضئ
تعجب هل عادت ليلى وعائلتها ولكنه تحدث معها
إذن من بالداخل هل يوجد لص بالفيلا
فتح الباب بهدوء
وإجحظت عيناه بذهول وهو يري زيزي
تعبث بأشياء ليلى.

وقد قذفت ملابسها و كتبها علي الأرض
وأخذت تقلب في محتويات خزانتها بحقد
شهقت عندما رأت مراد الذي وقف لثواني
يتأملها وهي منهمكه فيما تفعله
مراد قالتها بذهول
ليصيح مراد ؛ بتعملي إيه هنا يا زيزي بتدوري علي إيه
زيزي بإرتباااك: أصل، أصل فستان بيري إتقطع
وكنت، ك ن ت
وكنت بدور علي خيط وإبره آه صح كده خيط وإبره
إقترب منها مراد وقدكشر عن أنيابه وصاح بإنفعال: عاوزه منها إيه مالك ومالها.

إبعدي عنها وعن البنت فاهمه ولا لأ
لو عملتي حاجه غلط محدش هيحاسبك غيري يلا إمشي من هنا.
لتهرول زيزي إلى الخارج مذعوره
يجلس مراد علي الفراش ليلتقط أنفاسه ويهدأ فهو غاضب ومنفعل مرر يده علي شعره وذقنه بعصبيه
وظل ساكن لثواني
إنحني بعدها ليلتقط كتب ليلى وأوراقها المبعثره
ويفتح كتاب تلو الآخر
ليجد بعض الكلمات التي خطتها ليلى بعشوائيه دون ترتيب في إحد السجلات
من ذلك الغريب الذي دخل بيتي وإقتحم حياتي دون إستئذان.

أيها الغبي كيف تدخل من البوابه الخشبيه
وتراني أرتدي قميص وسروال
وعلي رأسي طرطورآ أحمر اللون
وألتقط حبات التوت وأنا فوق الشجره العتيقه...
كيف تفعل ذلك أيها المتطفل
نعم أنتي أول غبي رأيته وإلتقطني بين يديه كما ألتقط أنا حبات التوت اللذيذه
أنت مجرد لص، مجردحرامي التوت الوسيم، أنت اللص الوسيم
إبتسم مراد ثم ضحك بقهقهه وإنتزع الورقه من الدفتر
ليثنيها ويضعها يجيبه ويخرج مبتسما!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة