قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل التاسع والعشرون

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل التاسع والعشرون

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل التاسع والعشرون

حاول ياسر الإتصال بمراد ولكنه هاتفه أصبح غير متاح
قال محمد، طيب إهدي يا أستاذ ياسر أكيد هيوصلو لها...
ياسر بحزن: أكيد مراد هيعمل كل جهده دي مراته
مراته، قالت شهد بتعجب
ليجيب ياسر، ؛ أيوه مراد كتب كتابه علي ليلى وعلشان كده أكيد مش هيسبها
نظر لمحمد وقال: أطلع بعربيتي أشوفها ولا أعمل إيه
محمد بتأثر: مالوش لازمه لأننا منعرفش مكانهم
كانت سما أيضا حزينه من أجل ليلى...

عادت نوال مع ماهي وممدوح وزوجته إلى الفيلا...
وكانت زيزي في أحسن حالاتها وفي جناحها الخاص قالت ببرود لممدوح: مش عارفه الدنيا مولعه علشان إيه ما تغور في ستين داهيه...
ممدوح بغضب: إنت إنسانه متبلدة المشاعر يا زيزي أقسم بالله أنا نفسي بقيت بخاف منك
مالك بتكرهي الناس كلها ليه، ما تحطي نفسك مكانها مش أي حد معرض لكده
قالت وهي تضع طلاء الأظافر علي أظافرها وتزفر الهواء بدلال عليه ليجف.

إنزل يا ممدوح إقعد مع الزعلانين تحت مش ناقصه نكد أنا...
إنتي النكد كله، قال ذلك وهويزفر ضيقا ويتركها ليصفع الباب بعد خروجه.
في الأسفل
كان القلق والتوتر. سيد الموقف فالكل خائف علي ليلى ومراد وكرم أيضا
با رب رجعهم بالسلامة، قالت ماهي وهي تجلس وتحتضن همس التي نامت في أحضانها الدافئه...

في المزرعه
قال ياسر بحزن: طيب أنا هروح ولو عرفت حاجه بلغني لو سمحت يا محمد
كان مراد قدقام بتعريف ياسر لمحمد قبل خطف ليلى...
فقال محمد: معاك حق قعدتنا هنا في المزرعه زي قلتها إحنا كمان هنمشي
إتفضل معانا يا ياسر...
لا شكرا، أنا همشي ولو عرفت حاجه بلغني
ممكن تقولي رقمك أطلبك وتسجل رقمي علشان لو فيه جديد أكون شاكر لو بلغتني
طبعا، قالها محمد وبالفعل تبادلا أرقام الهواتف
نظرت له شهد بتمعن وقالت.

هوإنت ملاكم؟
ياسر بتعجب: إشمعني يعني. لاء مش ملاكم ولا حاجه بس بلعب رياضة
عن إذنكم أنا ماشي!
قالت شهد لمحمد: طب مش إنت هتروح توصل سما يا محمد أنا ممكن أخلي الأستاذ ياسر يوصلني، ولا عندك مانع يا أستاذ ياسر
لاء أبدآ إتفضلي
صعدت لسيارته الحديثه وجلست بجواره وقالت بدون تحفظ
علي كده بقي إنت غني أوي صح؟
لاء عادي، قال ياسر وأردف، تعرفي إني مستغربك قوي
ليه، قالت شهد بدلال.

جريئه زياده عن اللزوم عكس ليلى بنت خالتي الله بردها بالسلامة: قال ياسر
شهد بدلال: يعني عجبتك
ياسر بدون تفكير: إطلاقا
. مش فاهمه: قالت ببلاهه
ياسر بجديه: ال زيي تعب علي ما كون نفسه وبقي حاجة يا آنسه شهد
لما يعجب. يعجب بإنسانه جاده مظهرآ ومضمونا، إنتي حلوه بس متعجبنيش
شهد بغيظ: تعرف إنك قليل الذوق
ياسر بإبتسامة واسعه: أعرف إني صادق في كل كلمه بقولها متعودتش أنافق.

شرد ليفكر في ليلى وقال بتوتر: يا رب يجيبك بالسلامة يا ليلى
شهد ببعض الغيره: ليلى بالنسبه لك بنت كويسه
ياسر بإندهاش ؛ ليلى تعتبرأختي الصغيره
لكن طبعا أي حد يشوفها بنت كويسه
علشان لابسه حجاب: قالت شهد بسخريه
شعر ياسر أن شهد إنسانه غريبه نوعآ ما
فقال بهدوء: لوسمحتي قوليلي البيت فين بالظبط علشان أنزلك عنده
شهد بلا مبالاه: لما نوصل هقولك بس كمل كلامك...
ياسر بجديه: معدش عندي كلام يا آنسه شهد.

بس فستانك القصير مثلا وشعرك ال جعدتيه بشكل غريب يلفت نظر أي حد طبعا
بس مش بالضرورة يعجبه
هنا أشارت شهد لبنايه عاليه وقالت
بس شقتنا هنا
أوقف ياسر السياره وقال: مع السلامه
لتصيح شهد قبل أن تصفع الباب بقوه: علي فكره إنت إنسان قليل الذوق
وإستدارت لتتركه متعجبآ ليقول: إنسانه غريبه ربنا يهديكي...
في شقة سما
جلست هي ومحمد في غرفه مريحه علي مقاعد الصالون الفضي العتيق.

تناول محمد رشفه من كأس العصير وقال: أنا آسف يا سما علي ال حصل أكيد زعلانه إن الخطوبه باظت
سما بتفهم: ولا باظت ولا حاجة يا محمد إحنا مع بعض أهو
أنا فعلآ متضايقه علشان ليلى صعبانه عليه قوي وخايفه ال خطفوها يعملوا فيها حاجه وحشه
مسكينه با عيني
محمد بحزن: ليكي حق ربنا يردها بالسلامة
تعرفي إني إتفاجئت بجوازها من مراد ليلى دي من يوم ما ظهرت وكلها مفاجأت مره شمس ومره ليلى.

ومره مراد يطردها ومره يقولو إتجوزها. شخصيه محيره
سما بنفي: بالعكس شخصيه بسيطه وطيبه جدا أنا إتعاملت معاها المده ال قعدتها في المستشفي بنت في منتهي الرقه
ربنا يردها سالمه
آمين: قال محمد
في سيارة كرم
ظلت الشاحنه تتبع طرق مختلفه بغرض التمويه فقد رأي سياره تتبعه في مرآة سيارته واستمر مراد بالصياح منفعلآ: العربيه هتفلت مننا يا كرم هاتني مكانك
بالفعل أوقف كرم السياره ليتبادل الأماكن مع مراد.

الذي أخذ يقود بسرعه جنونيه في حين إتصل مراد بزملاؤه للتبليغ عن واقعة الإختطاف وطلب الدعم...
في الشاحنه التي إتجه سائقها إلى الصحراء وأصبح يسير بطرق متعرجه
شعرت ليلى بالتخبط وفتحت عيناها ببطئ لتتعجب أين هي وما هو هذا المكان المظلم الكئيب
بدأت تسترد وعيها وتذكرت ما حدث
تحسست حقيبتها الملقاه بإهمال بجوارها
وفتحتها بحذر لتخرج الهاتف.

لم تسمع رنينه من قبل من آثار المخدر ولكن إنحدار السياره وتخبطها جعلها تنتبه
فتحت الهاتف لتطلب مراد الذي صاح ؛
ليلي، ليلي، بتتصل يا كرم
جذب كرم الهاتف من مراد
وقال بسرعه: ليلى إحنا وراكم إنت لسه في العربيه مش كده...
ليلى بتثاقل: أنا مش عارفه يا كرم في صندوق عربيه ضلمه
والسواق بيسوق بجنون فين مراد
جذب مراد الهاتف بعنف وصاح: ليلى حد آذاكي
ليلى برعب وهي تهمس: أنا خايفه قوي يا مراد.

لو جرالي حاجه خد بالك من همس متخليش زيزي تأذيها...
ليلى. ليلى. صاح مراد وهو يلقي الهاتف بعنف علي مقعدالسياره فقد إنقطع الإتصال
ظل السائق يقود السيارة بسرعه جنونيه
حتى إختفي في الصحراء
وسمعت ليلى صرير إطارات السياره وهدأت الحركه قليلآ عن قبل
فعلمت أن الرجل توقف بشاحنته
إرتعدت أوصالها من الخوف
ها هو قادم ليفتح صندوق الشاحنه ويصيح بغلاظه
إنزلي.

تأملت ليلى ملامح الرجل القاسيه إنه رجل خمسيني داكن البشره عابس الوجه.
نحيف وطويل: نظر إليها مطولا وصاح إنزلي قلت لك
نزلت ليلى التي بهت لونها خوفآ. تحمل حقيبتها
الني جذبها الرجل عنوه وألقاها بإهمال في الشاحنه
كان يحمل بيده اليمني مسدس حديث الطراز به كاتم للصوت
بيد صلبه دفع ليلى بإتجاه باب مخزن قديم وقف بسيارته أمامه وقال بلهجه آمره: إفتحي الباب.

دفعته ليلى بإيدي مرتشعه وهي ترتعد وقالت بخفوت: أنا معملتش حاجه. إنت مين وعاوز مني إيه
دفعها بقوه لتقع علي أرض المخزن الصلبه كان المكان واسع وفارغ إستدار هو ليغلق أبواب المخزن الخشبيه الكبيره
وصاح. بإنفعال واضح، قتلتيها ليه
مين قتلت مين، بتقصد مين. سألت ليلى التي بهت لونها من الخوف وتحشرج صوتها
طه بصياح: إنتي مش جيتي بيت شاكر وقلتي إنك شمس وجبتي معاكي بنتها
إيوه حصل، بس مراد لما جاني.

إخرسي: أمرها لتصمت تماما
أخذ يتحدث وكأنه قاضي يصدر حيثيات الحكم بالإعدام علي المتهم
! إنتي هتموتي لأنك قتلتي بنتي. قتلتي شمس، قتلتيها علشان تيجي تعيشي مع الناس الأكابر
قال بحزن دفين: ليه قتلتيها شمس كانت غلبانه وطيبه. شرد لثواني ليردف. بحزن، وحسره، كانت جميله.
كانت ليلى مذهوله تماما مما يحدث وما يقوله هذا الرجل
أيتهمها بالقتل ولا يدع لها المجال لتبرئ نفسها
هل سيقتلها بذلك السلاح الذي يحمله.

فلترد الشهادتين إذا. فلا مجال للتحاور معه
رفعت سبابتها لتنطق الشهادة وأسنانها تصطك من الخوف والإنفعال
تكورت في ركن من المخزن الواسع
فقط لويمنحها فرصه لتدافع عن حالها
قالت بيأس: أنا مقتلتش شمس أنا ساعدتها وحبيتها وهيه حبتني وأمنتني علي بنتها وأوراقها. صدقني
إتشاهدي علي روحك. قالها طه ورفع سلاحه
ليسمع إرتطام الباب
حيث دفعه كرم ودخل مراد مثل المجنون
يصيح ليلي، ليلى
ما أن رأي طه كرم ومراد حتى إندفع كالسهم...

ليجذب ليلى ويدفعها أمامه كدرع بشري ويسلط المسدس علي رأسها ويقول
محدش يقرب، لو قربتم مني هفرغ المسدس في رأسها
مراد. همست ليلى
ليستدير طه وهو يدفع ليلى بحذر أمامه ليقترب من باب المخزن
آمرآ مراد وكرم بالدخول في ركن قصي من المخزن وإلا سيطلق الرصاص علي ليلى
قال كرم بتمرس: إهدي يا مراد وإسمع الكلام
مراد بصياح: لو لمستها هقتلك.

طه بضحكه هستيريه وصوت أجش: أنا كده كده ميت متفرقش معايا، بس، لاء، لازم أعيش وأنتقم من كل ال آذي بنتي وآذاني
إنت إبن شاكر صح طالع كلب زيه
إقترب مراد منه ليجذبه كرم قائلا؛ ما تهدي يا مراد
إنت مين، قال مراد
ليصيح طه: أنا طه أبو شمس ال الكلبه دي قتلتها. أردف أنا مراقبكم من إسبوع وعرفتكم كلكم بس محامي ابوك النتن موصيني مجيش جنبك أردف بإنفعال
قتلتو شمس ليه؟

مين ال قالك إن ليلى قتلت شمس ال قالك كده قذر كذاب: قال مراد
أبوك ال قالي، وطلعني من السجن، وجابلي إثباتات ان البت دي منتحله شخصية شمس بعد ما قتلتها أردف بتساؤل
صح هيا مش كانت عامله نفسها شمس، قال ذلك طه
صح بس علشان تحمي بنتها، صاح مراد
بابا، بابا ال قالك، إنت كذاب. كذاب
كانت ليلى ترتعد وتهمس: مراد إبعد يا مراد
هيأذبك، إبعد يا حبيبي علشان خاطري.

فجأه لم يتمالك مراد نفسه فقد تكهن أن طه يراوغه ليقترب أكثر من الباب فيقتل ليلى ويفر هاربا
وهكذا كان يفكر طه بالفعل...
في لحظه واحده إندفع مراد ليهجم علي طه يريد أن يدفع المسدس من يده
لتنطلق الرصاصه وتصرخ ليلى ويسقط مراد
الذي إستقرت الرصاصه بكتفه الشمال.

ليسرع كرم ممسكا بطه، الذي كان الأسرع حيث ضرب علي رأسه بالمسدس ليترنح كرم قليلا ويفر طه هاربا بكل ما لديه من سرعة، بينما حاول كرم التماسك وركض ليري مراد الذي أوشك علي فقدان
وعينه وركعت بجواره ليلى ترفع رأسه علي ركبتيها
وتشعر بالإنهيار...
لسه جايين، صاح كرم لزميله الذي هاتفه ليسأله عن مكانه الحالي
صرخت ليلى: إنت لسه هتتكلم في التليفون مراد دمه هيصفي.

قال كرم بحده: روحي إفتحي باب العربيه بسرعه وتعالي ساعديني ننقله لحد ما حد يجي ياخد عربية المجرم ال هرب الله ينتقم منه...
ليلى باكيه: الله ينتقم من ال ضحك عليه
بسرعه فعلت ليلى ما أمرها به كرم وساعدته لإدخال مراد في المقعد الخلفي وجلست بجواره وهي تحتضن رأسه بين يديها
وتنحني لتقبل رأسه وتبلل جبينه بدموعها السخيه...

لاحظت النزيف المستمر فنزعت عنه الجاكت الذي تلوث بدمائه ووضعت جزء منه علي جرحه وأخذت تضغط بيدها وتصيح، يا رب. إسترها يا رب دمه إتصفي
بسرعه يا كرم الله يخليك مراد هيروح مننا...
عندما وصلو المستشفي صاح كرم: حد يلحقنا
بالفعل تم نقل مراد علي فراش نقال وظلت ليلى تهرول وتبكي وراءه
إلى أنا منعها العاملين بالمستشفى من دخول غرفة العمليات
فوقفت علي الباب تبكي بصوت مرتفع.

فما حدث معها كان مؤلما منذ خطفها إلى تلك اللحظه...
إتصل كرم بماهي وأخبرها ما حدث
وبعد وقت وجيز حضرت عائلة الخرافي بأكملها...
كان وجه ليلى شاحب وقد خارت قواها
فجلست في إستراحة الانتظار
لتتفاجئ بشاكرالقادم نحوها بوجه متجهم
ليصيح: ضيعتي إبني.
واقفه تتفرجي عليه إمشي غوري إطلعي بره من هنا...
ما أن أكمل عبارته حتى إنهارت ليلى فقد ذاقت اليوم الآمرين وليست بحاجه لكلمات شاكر اللازعه.

أردف بكبرياء يستكمل عباراته القاسيه
إنت سبب البلاوي ال بتحصل لإبني إطلعي من حياتنا، مراد لو جراله حاجه هخنقك بإيديه دول
صمت عندما صاحت ليلى ليسمعها كل أفراد العائله: جبروتك هوال ضيع مجدي وشمس ال كانت مريضه وجوزها إستنجد بيك خذلته
مات إبنك ومراته بسبب قسوتك وعنادك...
ومراد إنت السبب ف ال جراله.

الراجل ال خطفني إنت ال بعته وخليت رجالتك يخدعوه ويفهموه إني قتلت شمس مع إنك القاتل الحقيقي، إنت ال مفروض تكون مكانه دلوقتي، إنت سبب البلاوي كلها...
شاكر بغلاظه، أنا هنادي السواق يرميكي بره
ليلى بصوت عالي: لعلمك بقي ال مرمي جوه ده جوزي علي سنة الله ورسوله ولوقتلتني مش هسيبه لحظه.
جحظت عينا شاكر الذي همس: بتقولي إتجوزك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة