قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية هدوء بعد العاصفة بقلم فاطمة حمدي و شيماء علي الفصل العشرون والأخير (عهد بالحب)

رواية هدوء بعد العاصفة بقلم فاطمة حمدي و شيماء علي

رواية هدوء بعد العاصفة للكاتبتان فاطمة حمدي و شيماء علي

الفصل العشرون بعنوان: عهد بالحب

استجاب لحديث جدته وقرر الذهاب بالفعل لولدته التي تبكي في غرفتها ومن حولها أولادها ! تنهد بصوت مسموع ومن ثم جلس بجوارها علي الفرأش:-
-حقك ااا علياا ! أنا ماكنش قصدي ااا أزعلك بكلامي !.
اعتدلت في جلستها وهي تمسح عبراتها بكفها ومن ثم هتفت بسخرية مريرة:-
-انت ماقولتش حاجه غلط تعتذر عليها،دي الحقيقة يابني اللي هتفضل طول عمرك شايلهالي في قلبك !..

ثم أكملت بشجن:-
-بس اوعدك إني مش هضايقك بوجودي تاني خالص ! يعني من هنا ورايح تقدر تعتبرني مش موجودة هنا من الأساس، وكفاية يعني إنك شايلني أنا وولادي كتر خيرك !.
فارس بضييق من حديثها:-
-أيه كلامك ده ! أنا مكنش قصدي كده لأن مهما حصل هتفضلي أمي وثم تتطلع إلي أخوته من حوله:-
-وولادك دوول يبقوا أخواتي برضه وأنا المسئول عنكم !..

فتابع بجدية وخشونة:-
-وعايزك تعرفي حاجه واحدة أني مش بجبي عليكم ولاحاجه لإن ده حقك عليا وواجيي ناحيتك !...
بكت مرة أخري ومن بين شهقاتها هتفت:-
-بس أنا مستاهلش كله ده !..
دنا منها وأزاح دموعها بسبابته ومن ثم أبتسم بهدوء:-
-لاتستاهلي ! وتستاهلي أكتر من كده كمان،عارفة ليه ؟!..
تطلعت إليه بترقب وعيناها تلمع بالعبرات ليقول بإبتسامة ملأت ثغره:-
-لإنك أمي ودي تغفرلك أي حاجه !..

ابتسمت من بين دموعها وراحت تهتف بأسف:-
- وانا مش عاوزاك تزعل مني يابني ! انا والله ماكانش قصدي ادخل في حياتك او افرض ااا..
قاطعها فجأءة:-
-أنا عاوزة أسالك سؤال ؟! هو انتي مش يهمك سعادتي برضه !..
أومأت بالإيجاب سريعا:-
-أكييد يابني وماتمنلكش غيرها !..
فضيق عيناه بغموض وسألها:-

-طب لو سعادتي دي هتبقي مع ليلي هتضايقي برضه؟!.
صمتت قليلا وزاغت عيناها في المكان قبل أن تتفوه بحذر:-
-يعني أنت بتحبها ؟!
أغلق عيناها وفتحهما مجددا ليقول بنبرة قائمة دون أن يرمش:-
-نفترض إني بحبها ! هتضايقي؟!..

مسحت بقايا دموعها بكفيها وأشاحت بوجهها بعيدا فهي تخشي فقدان إبنها وخاصة في الوقت الراهن مما جعلها تهتف بتنهيدة:-
-ربنا يكتبلك اللي فيه الخير يابني ! وانا عمري ماهقف قصاد سعادتك !
أمسك كفها وراح يربت عليه بحنو:-
-وانا ماينفعش أعمل حاجه غير برضاكي !..
ربتت علي كفه هي الأخري بعاطفة ! فرفع عيناه ليتفاجي بنظرات طفولية غاضبة تخترقه ! فمنذ أن وطئت قدميه الغرفة وهم يرمقونه بغضب ظنا منهم بأنه سبب بكاء والدتهم !..
فرفع فارس أحد حاجبيه بدرامية وراح ينقل بصره بينهم بغيظ:-
-العيال دي بتبصلي كده ليييه ؟!...
نظرت لهم " سهير " بتعجب ومن ثم ضحكت بعلو صوتها ليشاركها في ذالك "فارس "قبل أن يسحبها لأحضانه مقبلا رأسها !...

 

- بعد فترة زمنية !
_كانت تجوب الشقة ذهابا وإيابا عدة مرات وهي تمسك بأحشائها المتتفخة بناء علي تعليمات الطبيبة فقد قارب موعد ولادتها ! ...
هذا المشهد ليس بغريب إنما الغريب هو سير "ليلى " مثلها أيضا بتوتر،مما جعل " حسين " الجالس علي الأريكة بأريحية يراقبهما وامامه الحاسوب يقول بتنهيدة:-
-طب نادية وعارفين أنها بتنفذ تعليمات الدكتورة،انتي بقا ليلى؟ مش كده يابنتي خيلتيني !
توقفت عن سيرها وراحت تجلس علي مضض ليخرج صوتها بإرتباك:-
-ال اا النتيجة !..

-ماتقلقيش خير إن شاء الله !...
ليلى بضجر:-
-بس أتاخرت أووي دوول بقالهم اكتر من ساعتين بيقولوا بعد قليل !..
حسين:-
-ده الطبيعي بتاع نتيجة الثانوية العامة !.
توقفت "نادية " عما تفعله واقتربت منهما بإرهاق قائلة:-
ماتقلقيش ياحبيبتي إن شاء الله خيير !..
ثم اكملت وهي تملس علي خصلاتها بحنو وكأنها تتسأل:-

-تحبي أدخل اعملك سندوتشات جبنه رومي سايحه من اللي بتحبيها تنأني فيها لحد ماتظهر ! ده أنتي حتي مافطرتيش من ساعة ماعرفتي انها هتظهر النهاردة !..
هزت "ليلى " رأسها بنفي وتنهدت بضيق:-
-مليش نفس ياماما خالص !...
ثم أستندت برأسها علي حافة المقعد بصمت،فمرت الدقائق من بعد ذالك كساعات طويلة قلقة كانت كفيلة بإرهاقها ! لاحظت "نادية " شحوب وجه إبنتها فدنت منها بهدوء تحثها علي النهوض:-
ليلى حبيبتي قومي أرتاحي في سريرك ! وانا وحسين هنفضل صاحييين !..

ازاحت خصلاتها من وجهها بإرهاق واومأت بإستسلام وبينما هي تستند علي والدتها لتنهض صاح"حسين " فجاءة بعدما اعتدل فجاءة بإهتمام ناحية الحاسوب:-
-ليلى أستني ! ..
وسرعان مااندفعت نحوه وجثت علي ركبتيها أمامه بهلع ! رأته وهو يدخل بياناتها عبر الموقع المتاح حاليا، فأغمضت عينيها سريعا وأصبح قلبها ينبض قلقا! وكأن عقارب الساعة توقفت عند هذه اللحظة !...
كانت عيناه مرتكزه علي شاشة الحاسوب أمامه ولم يصدر اي رد فعل حتي تعبيرات وجهه باتت غير مفهومه ! عقدت "نادية " مابين حاجبيها وتسألت:-
-ها ياحسين ؟! ...

أغلق الحاسوب أمامه ثم تنهد بضييق،ففتحت "ليلي " عينيها ببطء وقد ترقرقت العبرات بداخلهها فثبت "حسين " نظره عليها وراح يسألها بجمود:-
- 70 % تزعلك ؟!...
اتسعت عيناها بصدمه بينما وضعت " نادية " يدها علي فمها بشهقة، وقبل أن تدخل في نوبه بكاء جاءها صوت عمها مرة أخري:-
-طب و 80% ؟!.
زاغت عيناها الباكية في المكان بعدم فهم ! ورغم ذالك بكت،ليتابع" حسين" للمرة الأخيرة وقد أفتري ثغره عن إبتسامة:-
-طب ولو 95 % ؟! هااا !.
_توقفت عن البكاء ونظرت له بحيرة مستفهمة فكانت عينيها تستنجد به وتتلهف ! ليؤكد هو ذلك بسعادة:-
-أيوة ياليلي جبتي 95 % !...

أخذ وجهها في الإبتسامة تدريجيا من وسط دموعها وقد وضعت كفيها علي فمها بعدم تصديق ! فقامت "نادية " بعناقها وبفرح:-
-الف مبروك ياحبيتي، الف مبروك !.
ثم رمقت زوجها بعتاب:-
-كده برضه ياحسين توقع قلبنا !..
ضحك "حسين " ومن ثم أردف مباركا لها:-
-الف مبروك ياليلى، الف مبروك ياحبيتي !
مازالت صدمة الفرحة مسيطرة عليها فردتت:-
-انا نجحت ! ا ااا نجحت !
ومن ثم عانقت والدتها وبشدة وهي بالكاد تطير من الفرح !..

_أصرت " نادية " بالإتفاق مع "حسين " علي إقامة حفل عائلي بسيط للإحتفال بنجاح إبنتها !فلم يحضره سوي الجدة وفارس ولم يكن سبب حضوره مجرد تلييه لدعوة أبيه بل إستجابة لدافع ينبض في شماله ورغبة غريبة لرؤيتها !..
ولم يختلف الامر لديها عنه فقد سعددت وبشدة عندما علمت بمجيئه فأرتداءت ثوب منقوش وأحاطت خصرها بحزام عريض رقيق يتماشي مع الوان ثوبها وصففت خصلاتها بطريقة مميزة مع بعض اللمسات التجميلة وبرعاية أحمر الشفأة أصبحت كأميرة !..

_حملت الصنية المعدنية من والدتها والتي موجت بالحلويات والمشروبات ثم ولجت إليه الشرفه حيث كان يدخن كعادته ! تنحنحت بحرج حتي تجذب إنتباه وهذا ماتم فألقي سيجارته لتدنو هي وتضع الحامل علي الطاولة الدائرية التي تتوسطهما ثم انتصبت في وقفتها وقالت بعدم رضا:-
-انت شكلك بدخن كتيير وده غلط !
تنهد بإبتسامة وأجابها:-
-دي حقيقة فعلا ! بس علي اد ماقدر بحاول أقلل !

وبدون أكتراث تابع:-
واهو في الأخر كله دخان في الهواء !..
أومأت برأسها إيجابا رغم عدم إقتناعه فلكونها لاتجيد التفلسف والإقناع فضلت الصمت !..
رفع حاجبه وسألها:-
-سكتي يعني ؟!
مطت شفتيها للإمام وبهمس:-
-مابحبش أتفلسف ! ..
ضحك بصوت عال ليهتف بعدها:-
والله جدعه ! اصل بدخلتك دي فكرتك إنك ناوية تسمعيلي إرشادت الكتب المدرسية !..

ضحكت هي أيضا بخفة علي حالها ليتوه في ملامحها الجذابة، لاحظت هي تدقيقه بها فاشاحت بوجهها بعيدا خجلا ! فتنحنح سريعا وقال:-
-صحيح ناوية علي ايه بقا؟!.
اجابته بثبات:-
-تربية math إن شاء الله ! ..
عقد حاجبيه بإستغراب:-
-غريبة ! مع إن مجموعك عالي يؤهلك لأي كلية من كليات القمة، ولا جايز انتي بتحبي ال math؟!..
ليلى نافيه ذالك:-
-مابكرهش قده ! ..

-اومال ؟! ..
تنهدت بعمق قبل أن تقول:-
-بابا الله يرحمه كان متفوق فيها جدا، وبصراحة أنا نفسي اعمل حاجه بابا كان بيحبها ! ده غير كمان عمو حسين متفوق فيها وهيساعدني كتير في دراستها !..
نظرات الإعجاب جالية في عينيه وعلي ملامحه:-
-تعرفي أنا كل يوم بكتشف فيكي حاجه حلوة !..
ليلى بعفوية مرحه:-
-طب والنهاردة بقا أكتشفت أيه ؟! ..
وبدون وعي تغزل بها:-
- أنتي زي القمر النهاردة !...

رمشت بإهدابها عدة مرات ولم تشعر بشئ سوي سخونة بشرتهاا فأبتلعت ريقها بتوتر وراحت نحو الطاولة:-
- أ ااا أنا نسيت الجاتوه !
ارتجفت أناملها لوهله ولكنها تحكمت في حالها وحملت الطبق فمددت يدها نحوه فتناوله منها ووضعه جانبا ! ليدس يده في جيب سترته ويخرج قلادة ذهبية تحمل اسم "الله"في جوف علبة قطيفة زرقاء ومن ثم يهتف:-
-قبل الجاتوه ! ينفع تقبلي هدية نجاحك !...
تفأجئت بشدة ومن ثم راحت تنقل بصرها بينها وبينه بإرتباك:-
-أيوة بس دي يعني اااااا ...

هو بجدية:-
-أظن انا جييت النهاردة رغم أنها حفله عائلية واا
قاطعته بضييق:-
-ايه اللي أنت بتقوله ده !هو أنت غريب ؟!..
ألتوي ثغره بإبتسامة فقد نال ما أرداه فأخرج القلادة من علبتها والقاها علي الطاولة ليدنو منها وبحسم:-
-بما أني مش غريب حيث كده يبقي هديتي مقبولة!..
ففاجئها بقربه منها ليعلق القلادة بنفسه وبعفوبة في عنقها، زاد قربه من توترها أكثر فأصبحت دقات قلبها كالطبول وأوشكت أن تنهار حصونها ! فأنتهي وأعاد خصلاتها كما كانت لتتحسسها هي بيدها ثم أنتشلت حالها من إرتباكها وقالت:-
-جمييلة اوووي بجد !

ثم نظرت له مبتسمة وبنعومة لفظت أسمه:-
-ربنا يخليك يافارس !.
رمقها بإبتسامة ولم يتفوه فقد اكتفي بنظرته لها والتي تحمل في طياتها الكثير !
تم التقاط المشهد كاملا من طرف الجدة التي تجلس في االأريكة المقابلة للشرفة ! فالتوي ثعرها بإبتسامة خبيثة فتركت طبقة الحلوي من يديها ووجهت نظرها نحو "حسين " الجالس بجوار زوجته وقالت:-
-قولي ياحسين ! هو فارس مش ناوي يتجوز ده اللي قده عيالهم بيجروا حواليهم دلوقت !..
حسين بإبتسامة:-
-وهو انا أكره يا أمي ! ده يوم المني يوم مايلاقي بنت الحلال اللي تسعده !..

بمكر عجوز:-
-واحنا نستني بنت الحلال ليه ! ماهي بنت الحلال موجودة أهي !..
ثم أشارت نحو الشرفه بحاجبيها وأبتسمت بثقة:-
-ليلى !..
نادية وحسين في أن واحد:-
-نعم !
ثم اكملت "نادية " نافيه:-
-لالا ياماما مش ممكن ليلى لسه صغيرة علي الكلام ده !..
بينما " حسيين " أبتسم وعاد بظهره للوراء بأريحية:-
-تصدقي ياماما ! انا فعلا بتمني إن ليلي تكون من نصييب فارس !..

وقبل أن تجاوبه"نادية " سبقها بدملوماسية:-
-طب بذمتك تأمني علي ليلى مع حد غير فارس؟!..
صمتت قليلا ثم تنهدت وقالت بإستسلام:-
-بالعكس ده من دمها وهيبقي أكتر واحد قلبه عليها!..
فأبتسم حسين:-
-يبقي خلاص سيبي الأمور تمشي زي ماربنا يريد !..

 

وفي أحدي الليالي ! صرخت "نادية " بقوة فقد حان موعد ولادتها فأسرع "حسين " بتجهيزها كما أن " ليلى" كانت تجمع المتعلقات اللازمة للطفل بتوتر بالغ،ومن ثم إتجههوا إلي المشفي، فكان"حسين"يجوب الممر بقلب واجل تحت أنظار "ليلى " التي تستند علي الجدار بصمت وبداخلها بركان من المشاعر المتناقضة،فهي تراه الإن محبا خائفا علي والدتها وزوجته أيضا ! توتره الإن لايليق برجل أستقبل مولود قبل ذلك بل كأنه لأول مرة سيجنب ويحظي بطفل !..

توقف فجاءة وانتبهه لحاله فهو عليه أن يطمئن تلك المسكينة وليس يزيد من توترها فدنا منها يحاول بث الطمأنينة بداخلها وفي ذاته أولا:-
-ماتقلقيش ياليلى ماما اا إن شاء الله هتقوملنا بألف سلامة !..
والحقيقة هو في أشد الأحتياج لمن يطمئنه ويدعمه كذلك، أومأت ليلى برأسها ثم تلفظت هامسه:-
-يااارب !..

وفي ذات الحيين خرجت الممرضة تزف لهما نبأء:-
-الف مبرووك المدام جابت ولد !...

واكد المولود حديثها بصراخه الذي ملأ المكان معلن عن قدومه !

_تلك المشاعر المتناقضة التي كانت تجوب بداخلها مذ قليل تصاعدت حدتها الإن وهي تحمل شقيقها علي يديها بهدوء تطالعه بإبتسامة شاردة تتذكر حديثها لرفيفتها "حسين عاوز يضمن وجوده في البيت ياعلا " وقد صدقت فتلك اللحمة البشرية الصغيرة التي بين يديها الإن وثقت علاقتها بعمها أكثر !..
بينما وقف حسين بجوار فرأشها يطمئن عليها وبخفوت:-
-حمد الله علي سلامتك ياحبيبي !..

أبتسمت رغم أعيائها وتفوهت:-
-الله يسلمك، شوفت الولد ياحسين ؟!.
ولكن الإجابة كانت من قبل "ليلى " التي دنت منهما بإبتسامة وهي تحمله:-
-زي القمر أوووي ياماما ماشاء الله !..
-بجد ياليلى ؟!.
أومأت برأسهها إيجايا عدة مرات ثم راحتت تهتف بفضول:-
-صحيح هتسموه أيه ؟!..
صمتت "نادية " ثم نظرت لزوجها وتسألت بحيرة:-
-صحيح ياحسين هنسميه أيه ؟!..

حسين بثبات وتردد:-
-حسن ! هنسميه حسن !..
طالعته " ليلى " بصدمة بينما رمقته" نادية " بنظرات ممتنه ! فهو اراد تخليد ذكري شقيقه الراحل مما أكسبه جولة لدي ليلى !...
وبعد ساعة ! كان فارس يطرق باب الغرفه بإستئذان ومعه باقة زهور أنيقة ليلج بعدها يإبتسامة:-
-الف مبرووك وعقبال مايتربي في عزكم ياارب !.
ثم وضع باقة الزهور جانيا ووالتفت لنادية بكياسه:-
-حمد الله علي سلامتك !..
الله يسلمك ياحبيبي !..

فتحدث "حسين " بدعاء:-
-عقبال ما أفرح بيك وبعيالك كده ياارب !
أكتفي بإبتسامة من جانبي شفتيه ثم تعلقت أنظاره بها ليزيدها توترا فوجوده معها في نفس المكان توتر في حد ذاته!..
فأعتدلت "نادية " قليلا وبجدية يشوبها نبرة مرهقه:-
-ليلى أدي حسن لفارس خليه يشوف أخوه !..
فارس بإعجاب وقد عقد حاجبيه وهو يطالع والده:-
-أنتم سمتووه حسن !.

أومأ "حسين " برأسه مبتسم، لتتحدت ليلى بإمتعاض مصطنع وهي تدنو منه حامله الطفل:-
-الله ماهو أخويا أنا كمان ! اتفضل ياسيدي !
ضحك الجميع علي حديثها ثم بسط "فارس" ذراعيه وحمله برفق وهو يتمتم:-
-بسم الله ماشاء الله،ايه القمر ده ! ..
فأبتسمت "نادية " بببشاشه رغم شحوبها:-
-عقبال مانشييل ولادك ياحبيبي !..
رفع عيناه لتصطدم بها فأعطاه الصغير بحذر ثم تنحنح بعدم أستقام في وقفتته وبهدوء:-
-أمين يااارب !.

فقام ححسين بدوره ليقول بنبرة ذات مغزي ويعاتبه:-
-ماتاخدونيش في دوقه بقا ! يعني لو نادية ماكنتتش ولدت ماكتتش ظهرت وشوفتك ! أسبوعين معرفش عنك حاجه يافارس ..معقول! ...
تنهد فارس بصوت مسموع قبل ان يهتف بخشونه:-
-والله يابابا مايحوشنيش عنك غير الشديد القوي، بس أنت عارف الفترة دي بخلص كل اللي ورايا هنا قبل ماسافر !..
_ أخترقت الجملة قلبها قبل أذنيها فشعرت ببرودة تسري في أطرافها ليأتيها صوت حسين بحزن:-
-انت برضه مصمم ترجع تاني يابني ! ماتخليك وسط أهلك وفي بلدك ده احنا ماشبعناش منك حتي!..
فارس بضييق:-
--غصب عني والله كل شغلي هناك، وصعب جدا استقر هنا دلوقت !..

_شعرت بالإختناق فجاءة فراحت تعطي شقيقها لوالدتها قبل أن تقول بصوت مختنق وإرتباك:-
-أنا ااا هاروح أشرب واجي !..

ثم أنصرفت من بينهم علي الفور دون أن تلتفت لأحد ! راقبها وهي تنصرف من أمامه بإستغراب وقد توقع وجود خطب ما فلم يمنع حاله وذهب وراءها!..

_وقفت في زاوية في الرواق بجوار ثلاجة المياه الكهربائية تبكي بصمت ! سيسافر ويتركها بعدما أعتادت علي وجوده في حياتها ! بعدما تعلمت علي يده مسار الحياة الصحيح ! بعدما خفق قلبها ولأول مرة للشخص الصحيح،فنعم هي تحبه وليس شعور أخر !
وبينما هي تناجي حالها بينها وبين نفسها جاءها صوته المألوف وبشدة:-
-ليلى ! ..

مسحت دموعها سريعا وأمسكت بالكوب البلاستيك بإدعاء الشرب ليأتي من وراها ويطالعها بقلق:-
-أيه ده أنتي كنتي بتعيطي؟!..
هزت رأسها نافيه بعدما وضعت الكوب موضعه ثم أعادت خصلاتها للوراء بتشتت من أمرها:-
-لالا ااا هعييط لييه يعني !..
تنهد بضيييق وراح يقول:-
-ماتكدبيش ممكن! ايه اللي خلاكي تعيطي؟!...
رمقته مطولا قبل أن تهمس بحزن:-
-أنت صحيح هتسافر ؟!..
رغم عنه إنفلتت منه إبتسامة جانبية علي ثغره:-
أنتي بتعيطي عشان كده ؟!..

فاقت لنفسها سريعا فإلتفتت لكي تهرب من أمامه فكان الإسرع بالإمساك بها:-
-أستني !..
لم تنظر لعيناه إبدا بل أشاحت بوجهها بتوتر بالغ ليعقد مابين حاجبيه ويقول:-
-أنتي مش عاوزاني أسافر ؟!..
نظرت إليه هذه المره وبخفوت:-
-ملييش حق في ده اصلا !..
وتلعتثمت في قولها:-
-وبعدين ااا أنت حر اا أنا مالي أصلا !..
أبتسم بمشاكسه:-
-طب عيني في عينك كده !...

زفرت بصوت مسموع واشاحت بوجهها بعيدا عنها وقد عقدت ساعديها أمامها ليتنهد هو وبجدية:-
- طب لو أفترضنا إني سفري هو سبب زعلك، ممكن اعرف لييه ؟!.
التفتت ليه مرة أخري وقد حلت ساعديها وبعد صمت دام لثوان وجدت حالها تقول بشجن وهي تناظره بعدما أبتلعت ريقها:-
-انت سبق لما جييت حاجات كتير اوي اتغيرت منهم أنا،جيت غيرت كل حاجه خلتني أشوف حاجات ماكنتش شايفاها، بقيت بني ادمة تانية غير اللي كنت عليها في الأول واللي مش عاوزه ارجعلها تانى، لما قولت جوه إنك مسافر
حسيت فجاءة إني حد طفي عليا النور،قلبي اتقبض غصب عني لقيت نفسي خايفه !

ثم بدأت تهذئ بإبتسامة:-
-فاكر اا،فاكر لما قولتلي إنك كل يوم بتكتشف حاجه حلوة فيا ؟! ..
أومأ برأسه بصمت لتتابع هي بينما عيناها تلمع بالعبرات:-
-الحاجات الحلوة دي كلها بدأت تطلع عشان انت موجود وانت السبب في إنك تحييها تاني بس لو مشييت ياعالم هتبقي موجودة ولالا !..
ثم أستطردت حديثها بالم وإبتسامة:-
-لو مشيت يافارس حاجاات كتتير اووي ممكن تتغيير !..
-طب ولو فضلت !...

قالها بثبات وجدية فنظرت إليه دون أن ترمش وتفوهت بحذر:-
-حاجات أكتر هتتغير برضه !..
عقد مابين حاجبيه بحيرة وعدم فهم لتأتيه بالجواب مبأشرة فقلبها حل محل عقلها وأعطاها الإشارة وأنتهي الأمر ستعترف له ويحدث مايحدث:-
- أنا ااابحبك !..
_انهت جملتها وركضت من أمامه بسرعة البرق باكية ! ليققف هو محله مدهوشا ورغم ذلك لم ينكر سعادته فهي أنهت جدال قلبه وعقله بعد معانأة ليربح القلب في معركة من البداية كانت له !...

بعد مرور ثلاث شهور !
_علي مائدة الطعام !
أجتمع حسين مع عائلته الصغيرة علي الفطار ليهتف بجدية بعدما ترك فنجان قهوته:-
-فارس كلمني! عشان نحدد ميعاد كتب الكتاب !
نادية بهلع:-
-ايه كتب كتاب مرة واحدة ! مش احنا اتفقنا أنه كفاية خطوبة دلوقت لحد ماليلي تخلص جامعتها او تبقا في تالته علي الاقل !...
حسين بضجر:-
-وفيها ايه يانادية ده كتب كتاب عادي هو يعني هياخدها بيته هي هتفضل معاكي برضه وهتشوف دراستها!
نادية وقد التفتت لإبنتها التي تأكل بجوارها بضييق:-
-وأنتي أيه رأيك في الكلام ده ؟!..

تركت مافي يدها من طعام وبحرج همسمت بعدما تنحنحت:-
-انا بقول ياماما ااا مفرقتش يعني خطوبة من كتب كتاب مادام الفرح في ميعاده !..
حسين وبنبرة ذات مغزي:-
-ده الظاهر أنكم متفقين علي كل حاجه !..
اكتسي وجهها خجلا فنظرت أمامها تتابع طعامها بتوتر فيما تحدت نادية بغييظ وهي تناظر إبنتها:-
-بقا كده ياليلى،يعني أنتي موافقه ؟!..

فضحك حسين علي اثر حديث زوجته الغيورة ليقول بعدما هدأت ضحكاته:-
-ماخلاص يانادية بقا سيبي الولاد براحتهم،ما أحنا قولنا الفرح لسه مش دلوقت !...
ومن ثم ضيق عيناه و أردف بمشاكسه لليلي:-
-مع إن أشك بصراحه إن فارس هيستحمل ده كله ! .
تنحنحت "ليلى " بحرج بعدما احمر وجهها بشدة ليأتيها صوت شقيقها الرضيع من الداخل
وكان المنقذ لها حيث نهضت بهروب:-
-أنا هقوم ااا أشوف حسن !..

فتحركت بخطوات سريعة صوبه وتركتهما معا في منأجاة وعلي بعد خطوات من الغرفة وقفت تلامس دبلته الذهبيه التي تزين إصبعها وقد أرتسمت الإبتسامة علي ثغرها ! فأخذت تتذكر كيف تقدم لها في حفل أسبوع شقيقهما فبعد اعترافها له لم ينتظر وأتخذ خطوة الخطبة بل عجل بها أيضا،زادت إبتسامتها ومن ثم ضمت يديها لقلبها بحب ! ولكن صوت الرضيع أبي أن يتركها وتصاعد صوت بكائه لينتشلها من شرودها ومن ثم ركضت له !..

تحدد موعد كتب الكتاب في أقرب وقت بناء علي رغبة "فارس " الملحة فهو يريدها زوجته وملكه فبل عودته للخارج مرة أخري ! لإنهاء كافه أعماله حتي يتمكن له بعد ذالك الإستقرار في بلدته مع أهله وزجته !..

أنتهت "سهير " من تجهيز أبنائها ليغادروا بعدها الغرفة تاركين لها مساحتها في تجهيز نفسها، ولكنها لم تفعل وجلست علي فرأشها بشرود حتي أنها لم تشعر بالوقت من حولها، فدلفت إليها "والدتها" لتقول بضجر بعدما رأتها كماهي:-
-جرا ايه ياسهير ! أنتي لسه مجهزتيش ده فارس خلاص بيجهز عشان ننزل .
فاقت من شرودها وزفرت بضييق:-
حاضر ياماما هقوم البس أهو !..
دنت منها بتفحص وبنفاذ صبر هتفت:-
-مالك ياسهير ؟!..

التوي فمها ساخرا ثم قالت:-
-هيكون مالي يعني بعد ما بنت نادية طلعت قادرة وعرفت توقع أبني والنهاردة رايحين نكتب كتابها!..
-جرا ايه ياسهير،هو احنا مش قفلنا سيرة الموضوع ده بقا ولا انتي مصممة تعكري فرحة إبنك !..
سهير بإنفعال بعدما نهضت:-
-ما أنتي مش حاسه بيا ياماما ! نادية اكيد هتوصي بنتها عليا أنا وعيالى ومش بعيد تخلي فارس يطردنا من البيت وماتقبلش بوجودنا ماهي خلاص حطيته تحت جناحه!..

رمقتها سعاد بإحتقار قبل أن تقول:-
-اخص عليكي ! لا ملييون أخص، بقا تفكري في إبنك كده بعد كل اللي عمله معاكي !
ثم تابعت بحده:-
-بيت وجابلك أنتي وعيالك، وعيالك دخلوا أنضف مدارس وبقا ياكلوا أحسن أكل ويلبسوا أحسن لبس،العز اللي شايفينه هنا مكنوش ممكن يحلموا بيه حتي مع المخفي أبوهم وكل ده بفضل فارس إبنك !..

ندمت "سهير " علي ماتفوهت به وكادت تتحدث فأوقفتها سعاد بصرامه:-
-وعموما ريحي نفسك نادية بنت اصول ولايمكن تفكر كده،ماهي مش كل الناس الحقد والكره عميهم زيك كده !
اغلقت جفونها بشدة حتي لاتبكي من حديث والدتها اللأذع فتابعت سعاد مرة أخري بجمود:-
-انا هستني بره مع اولادك ! وخلي بالك دي اخر فرصة تثبتي لإبنك فيها إنك جمبه وتعوضيه عن اللي شافه !...
ثم رمقتها بنظرة جامدة وغادرت الغرفة،لتفتح جفونها ببطء بعدما تكونت العبرات داخل مقلتيها فمسحت وجهها بكفيها وأسرعت نحو الخزانه فلا لن تخسر إبنها مرة أخري مهما كلفها الأمر ستدعمه وستقف بجواره !..

خرج "حسين " من المرحاض بعدما أستحم ليتفأجئ بزوحته الجالسه بشرود أيضا فهتف بإستغراب:-
-معقول يانادية ! انتي لسه قاعدة مكانك بهدوم البيت ! ..
نادية بتنهيدة:-
-هجهز حالا ياحسين !
القي منشفته ودنا منها يتسأل:-
-مالك يانادية ايه اللي واخده كده !
طالعته بإرتباك ولكن لم تخبئ عليه حيث هتفت بعدما زفرت:-
-مخبييش عليك ياحسين، أنا خايفه!..
-من سهير مش كده؟! ...

قالها صريحا وبثبات دون تخمين فهي ايضا من مخاوفه فاومأت برأسها إيجابا ثم مالبثت ان قالت بضييق:-
-ده انا طول عمري بخاف علي ليلى ان لما تتجوز حماتها تعاملها وحش ! تخيلي بقا إن حماتها دي تبقا سهير !
حسين بتنهيدة:-
-مأنكرش عليكي انا برضه حاطط سهير في حساباتي !..
ولكنه حاول ان يطمئنها فأمسك يديها معا بحنو:-
-بس ماتقلقيش طالما فارس معاها لايمكن هيسمح لحد يضايقها !..
-هزت رأسها فقط دون اي شئ يعقبه ليعقد مابين حاجبيه:-
-في حاجه تانية غير سهير برضه ؟!.

رمقته بحذر ثم أومأت بالإيجاب مرة أخري ثم هتفت:-
-موضوع ااا تعب ليلى ياحسين !..
حسسين بتلقائيا:-
-ماهو فارس عارف بيه !.
سهير بتوجس:-
-انا عارفه، بس انا خايفه عليها هي !..
عقد مابين حاجبيه بعدم فهم،فأنخفضت نبرتها تدريجيا هامسه:-
-قصدي ااا انها اا يعني ممكن ماتستحملش جواز ولا خلفه انتي فاهمني !..

اوما برأسه متفهما ثم راح يقول بجدية رغم ضيقه:-
-والله يانادية انتي اللي قلقه نفسك علي الفاضي ماهو الدكتور اخر مرة طمنا عليها وانها بتتحسن واكيد فارس هياخد باله من حاجه زي دي فبطلي بقا تخوفي في نفسك وكل حاجه هتبقا زي الفل !..
تمتمت بدعاء لمحاربه توجسها:-
-ياارب ياحسيين ياارب !..
اما هو هتفت بنزق:-
-قومي بقا عيري العبايه دي الناس زمانهم علي وصول ولا عاوزاهم يوصلوا يلاقوكي لسه بهدوم البيت دي !..
ابتسمت رغما عنها ونهضت:-
-حاضر ياسيدي !

حفل عائلي بسيط لم يحضره سوي المقربين من العائلتين وجيرانهم ! تألقت هي بفستانها الذهبي اللامع وخصلاتها التي صففتهما بعناية ثم غرزت في المنتصف تاجا فضياا كما أنها أكتفت بالقليل من المساحيق التجميلة لتبدو في صورة أرق ! وعلي الجهة الأخري تألق هو ببدلته السوداء ووسامته الطاغيه ثم حضر الماذون ليتوج هذا اليوم !..
"بارك الله لكما وبارك عليكما "...
اختتم الماذؤن حديثه بهذه العبارة قبل ان تنطلق الزعاريد وتصدح في المكان ! ثم أستاذن "فارس " أبيه ببعض الخلوه معها فلم يبدي حسين أية أعتراض !..
_في شرفة المنزل !..
وقف الأثنان معا وبرغم تكرر المشهد عدة مرات في السابق ولكن الوضع هذه المره يختلف جذريا فهي معه الإن بلقب زوجه وليست تلك المتمردة التي عاني منها كثيرا !...

وكانت المبادرة من نصييه حينما أبتسم نصف إبتسامة ثم هتف:-
-تعرفي لو حد كان قالي إني هيجي يوم زي ده ونبقا مع بعض،اكيد كنت قولت عليه مجنون !.
كان منكسه الرأس بحياء فرفعت رأسها قليلا بإبتسامة ثم أخفضتها مرة أخري لتسمعه يهتف مرة أحري بعدم تصديق والإبتسامة لم تفارق ثغره:-.
-حد يصدق إني أكتر بنت ماكنتش طايقاها بقت مراتي !

رفعت رأسها هذه المرة بصدمة وقد أنكمشت ملامحها قليلا ليلحق ذاته بنبرة عاشقه وعيناه مرتكزه عليها:-
-لا ومش بس كده ! ده أنا بقيتت واقع لشوشتي فيها !..
تسارعت نبضات قلبها بشدة اثر حديثه وشعرت أن قلبها كاد يخرج من بين ضلوعها فلحقت حالها وأمسكت بالسور المعدني بجوارها ليتنهد بحراره هامسا وقد دنا منها:-
-أنتي عملتي فيا ايه ؟! ..

رمشت بعينيها عدة مرات وهي تناظره كما ارتجفت شفتيها الملطخاة بأحمر الشفاة بإثارة ! فكادت ستفقده صوابه حيث أنحني بوجهه لشفتيها يريد تقبيلها فشهقت بقوة وأبتعدت عنه سريعا بإرتباك:-
-م ااا ماما بتنادي !..
وقبل ان تخطو خطوة قبض علي رسغها ليمنعها من ذالك وقد صدح صوت ضحكاته في ارجاء المكان ليعتذر بعدها بمرح:-
-خلاص تعالي هقعد مؤدب والله !..
وقفت بتوتر وقد اكتسي وجهها خجلا ثم وضعت خصلاتها خلف إذنها لتخفف من تلك الحالة ليضيق عيناه ويقول بمشاكسه:-
-وبعدين عاوزة تهربي مني تاني !..

ليلي بعدم فهم:-
-ها !..
أجابها بنبرة ذات مغزي:-
-لما كنا في المستشفي رميتي الكلمة في وشي وجريتي من قبل ماتسمعي ردي !..
تلعثمت في حديثها وظلت تفرك كفيها معا:-
-أنا ااا كنت اااا ...
قاطعها بثبات محب اذابها:-
-أنا بعشقك ياليلى مش بس بحبك !

أخيرا تفوه بها ! أخيرا خرجت من فمه ! فظلت تطالعه بصدمة تبسمت علي أثرها وقد ترقرقرت العبرات في مقلتيها لتسقط إحداهن علي وجنتيها ليدنو وبكل هدوء يزيح عبراتها ويحاصر وجهها بكفيه وهو يتابع:-
-وعاوز أكمل عمري الجاي كله معاكي !..
حتما ستنهار أمامه الإن لم تستطع الصمود أمام غزله بل وقربه !..
_وحينما شعرت بأنفاسه تلفح بشرتها أغمضت جفونها سريعا وظل صدرها يعلو ويهبط ! حتي شعرت به يقبل جفينها برقة ومن ثم جبينها ثم أختتم حديثه:-
-بحبك،وعمري ماهسيبك بعد مالقيتك !

أجتاح مشاعرها وبكل يسر وعلي اثر جملته فتحت جفونها ووتسالت بحزن:-
-هتسافر برضه ؟!..
همس لها وعيناه تسبح في عينييها:-
-تحبي تيجي معايا ؟!..
رفعت كتفيها قليلا نافيه:-
-مش هينفع ! ..
ثم أستكملت محذره إياه بعينيها:-
-هستناك !..
ليبتسم بدوره إبتسامة ملأث ثغره ليعهد لها:-
-وانا لايمكن أتأخر !..

زادت من إبتسامتها ليمسك بكفيها معها ويقبلهما بدفء ثم تعلقت أنظارهما وهما بنفس الوضعية في نظرة طويلة في مشهد كان اكثر من رائع لكاميرا الفوتغرافر الذي كان يبحث عنهما من أجل ختام الإلبوم،فإلتقطت كاميرته هذا المشهد بعفوية دون تصنع وليكون ختامها مسك !..

"وإن كان للعشق دروبا لاتسيرها ...بل أركضها "..

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة