قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية هدوء بعد العاصفة بقلم فاطمة حمدي و شيماء علي الفصل الثاني عشر (حصار)

رواية هدوء بعد العاصفة بقلم فاطمة حمدي و شيماء علي

رواية هدوء بعد العاصفة للكاتبتان فاطمة حمدي و شيماء علي

الفصل الثاني عشر بعنوان: حصار

توقفت قدماه عن السير وإلتفت لولده بأمل فما كان علي فارس إلا أنه أسرع إليه معانقا إيااااه بشدة،أنفرجت أسارير "حسين " وراح يضمه بإشتيااااق جااارف،فبعد طوال هذه السنين عاد إبنه إلي كنفه مرة أخري وهذا أقصي ماتمني،أستمر عناقهما لفترة طويلة وكأن الزمان توقف عند هذه اللحظة !...

حل منتصف الليل عليها وهي في إنتظاره تجوب الصالة ذهابا وإيابا فقد خفق قلبها من تأخره عليها لهذا الحد المبالغ به،مما جعلها تلؤم حالها علي فعلتها !...
وفي نفس الحين خرجت "ليلي " من غرفتها قاصدة المرحاض فتفاجئت بالحالة التي عليها والدتها فضمت مابين حاجبيها معا هاتفه:-
-في أيه ؟!..
أجابتها "نادية" بتوجس:-
-حسسين ياليلي خرج من الصبح ولحد دلوقت مرجعش !..

تهكمت ملامح" ليلي " بشدة:-
-طب وفيهاا ايه يعني هو عيل مثلا !
نادية بضيييق للغاية:-
-اصله خرج زعلاان ومضاايق اووي !..
ليلي بإستغراب:-
-زعلان !..
أومأت برأسها إيجابا وراحت تهمس بخفوت:-
-أصل أحنا أتخانقنا مع بعض وسبني وخرج بعدها !..

لم تنكر شعور السعادة الذي أجتاحها في هذه اللحظة كما غزت وجنتيها إبتسامة لاحظتها والدتها علي الفور ليزيد من الأمها أضعافا !..
انتبهت "ليلي " لحالها فتنحنحت وقالت بجمود:--اكييد هيرجع هيروح فين يعني !،ماتقلقييش أنتي وخشي نامي ..
انهت جملتها ورحلت من أمامها علي الفور والسعادة تملأ قلبها فكم مرة تمنت حدوث فجوة بينهما،أنهارت "نادية " علي أحدي المقاعد وقد تساقطت دموعها بشدة علي حالها وتشتتها بينها !

في الصباح ...

خرج "حسين " من الغرفة التي قضي بها ليلته في منزل إبنه الوحيد،فوجد إبنه في إنتظاره علي مائدة الطعام فأقبل عليه مبتسما:-
-صباح الخير يابني !..
أبتسم له فارس بهدوء:-
-صباح النور،ايه نمت كويس أمبارح ؟!
أومأ حسين برأسه وراح يهتف بدفئ:-
-اول مرة من عشرين سنة انام وانا فعلا مرتااح ...

رمقه فارس بذات الإبتسامة ولم يعقب،ثم أشار بعينيه نحو الطعام:-
-طب يلا عشان تفطر !..
جلس "حسين" بجواره علي المائدة فنظر للطعام ثم زاغت عيناه في أنحاء الشقة ليهتف بعدها بتسائل:-
-قولي يافارس هو أنت عايش في الشقة دي لوحدك ؟!
اومأ "فارس " برأسه إيجابا وبتنهيدة قال:-
-أيوة ! ...

أبدي "حسين " أعجابه بالزهو والغنا من حوله قائل بدعاء من صميم قلبه:-
-ربنا يزيدك يابني كمان وكمان !..
ربت "فارس ' علي كفه بصمت ثم تسأل بنبرة قائمة:-
-قولي ناوي تعمل أيه بقا ؟!...
تنهد "حسين " بحزن وقال:-
-مش عارف،انا أخر حاجة توقعتها إن نادية ممكن تعمل كده !...
ثم تابع بإنفعال:-
-انا عمري ماهسامحها !...

-تسمحلي اقولك إن ده مش حل !..
رمقه بتعجب ليكمل فارس برزانة:-
-يعني اكيد هي كان ليها أسبابها اللي أنت عارفها كويس، وطبعا ده مش مبرر للي هي عملته بس واجب عليك تسمع منها او علي الأقل تديها فرصة تانية لأن عمر البعد والجفاء كانوا بيحلوا حاجه ده بالعكس !،واظن حضرتك دلوقت هديت وهتقدر تفكر بهدوء !..

تعجب "حسين " مرة أخري ولكن هذة المرة من عقلانية إبنه التي ورثها منه فتكونت إبتسامة علي ثغره وظل يرمقه بفخر ...
فارس وقد قطب مابين حاجبيه:-
-بتبصلي كده ليه ؟!
تنهد "حسين " ثم ربت علي كتف ولده بحنو:-
-ربنا يباركلي فيك يا أبني ويحميك لشبابك !...

خرجت من غرفتها علي عجالة لتذهب إلي مدرستها،فتقدمت لكي تفتح الباب فتفأجئت بوالدتها النائمة بإرهاق علي أحدي المقاعد الخشبية بجوار الباب تنظر قدوم زوجها منذ أمس، فظهر الغضب والضيق جاليا علي وجهها وهي تري ذلك،كم يحزنها إهتمام والدتها برجل أخر غير أبيها وحتي لو كان هذا الرجل يتمتع بمكانته !..
اشاحت وجهها بضيق وراحت تفتح الباب بإندفاع مما جعل والدتها تنتفض في مكانها وتهتف بأمل:-
-حسين ! أنت رجعت ؟!..
رمقتها "ليلي " بغضب ثم قالت:-
-لا أنا مش حسسين ! أنا بنتك ..
ولم تنتظر ثانية واحدة وخرجت وأغلقت الباب بقوة مضاعفه من شدة غضبها !..

جلست "ليلي" في فناء المدرسة بصحبة رفيقتها المقربة "علا " أثناء الفاصل الدراسي تسرد لها أحدث مامرت به،فهتفت علا بعدم رضا:-
-بصراحة أنتي غريبة اووي ياليلي،حقها يعني تقلق عليه ده جوزها والصراحة اكتر المفروض انتي كمان تبقي قلقانه عليه ده مهما كان عمك !..
ليلي بعصبية:-
-إنتي عاوزة تستفزيني إنتي كمان !...
علا:-
-انا مش بستفزك ولاحاجه،أنتي بس اللي بتحبي دايما تتهربي من الحقيقة !..
-علاااااااااااا !

صاحت بها "ليلى " بإنفعال فهتفت" علا" بإمتعاض لتتجنب ثورتها:-
-خلاص هسكت ! ماهو اصل اللي بيقول الحق في الزمن ده بيطرد !
رمقتها "ليلي " شزرا ولم تتفوه بحرف ! فشاحت علا بوجهها لتري أحدهن قادمة نحوهما فقالت بضييق:-
-ييييييه، بصي شوفي مين جاي علينا !..
نظرت "ليلى " في الأتجاه المنشود لتقول هي الاخري:-
-يووووه عايزه ايه دي انا مش بطيقها ! ..

علا بتأييد:-
-وهو في حد بيطقها في المدرسة اصلا بسمعتها اللي زي الزفت !..
أنهت جملتها لتقف أمامهما تلك الفتاة والغضب يتطاير من عينيها قائلة:-
-ليلى ! عمك فيين !..
أنفرج فمها بتهكم وهي تقول:-
-نعم !..

ابعدت الفتاة خصلاتها الصفراء بفعل الصبغة عن وجهها بقوة:-
-روحت سالت عليه في أوضه المدرسين مش موجود،لفيت عليه في كل المدرسة ومحدش شافه !...
ليلي بسخرية:-
-وانتي بقا عاوزاني اطلعهولك من جيبي ولا ايه ؟!
-لا بس اكيد عارفه هو فيين !..
زفرت الهواء بحنق:-
-لا معرفش هو فيين ! وبعدين هو في ايه لكل ده،لو عاوزاه ضروري اووي كده استني لما تروحيله الدرس !...

الفتاة بضييق:-
-ماهو طردني من الدرس ! ومش بس كده هددني انه يقول لماما اني مابحضرش وباخد الفلوس ليا !..
ثم توترت ملامحها وقالت:-
-دي هي ااا حصة واحدة بس اللي ماحضرتهاش لاني كنت محتاجه أجيب هديه لصاحبتي وماما ماكنتش هترضا !..
رمقتها "ليلي " بضجر جلي علي ملامحها فهي تعلم جيدا انها تكذب ولكنها قالت بملل:-
-عموما انا ملييش دعوة باللي انتي بتقوليه ده وانا معرفش هو فيين !.
-ليه هو مش جوز أمك برضه !

قالتها الفتاة بتهكم ! مما جعل الاخري تستشتاط غضبا فنهضت بإندفاع لكي تتشاجر معها فتدخت علا علي الفور وأمسكت بصديقتها قائلة علي عجالة:-
-ليلى،خلاص اهدي !..
ثم نظرت للفتاة الواقفة وقالت بضييق:-
-وانتي يانانسي،احنا مانعرفش مستر حسين فين وياريت تتفضلي تمشي !..
وزعت نظرها بينهما بحنق ثم رحلت من أمامهما علي الفور فنظرت علا لصديقتها مرة أخري بتننهيدة:-
-ممكن تهدي بقا ويلا نطلع لأحسن الفسحة خلاص !..

طوال طريق عودتها وهي تفكر في شأن تلك الفتاة،فقد شغلت بالها وبشدة وجعلت امور ما تنمو وتنضج في عقلها ! صعدت درجات المنزل بشرودها،حتي توقفت علي عتبة شقتتهم فأفقت من شرودها أخيرا،وفتحت سحاب حقيبتها لتخرج المفاتيح خاصتها ولكن تفأجئت بعدم وجودها فقد نست أمرها في الصباح، تنهدت بضييق وراحت تطرق علي الباب بشكل متكررر وحينما انفتح الباب اصدرت شهقة مكتومة ! فكان ذاك السمج أمامها بشحمه ولحمه يطالعها بنظراته المعتادة دوما من رأسها لأخمص قدميها ليهتف بعدها ببروده وإستفزازه:-
-حمد الله علي السلامة يا أنسه ليلي !..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة