قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية هدوء بعد العاصفة بقلم فاطمة حمدي و شيماء علي الفصل الثامن عشر (مشاعر)

رواية هدوء بعد العاصفة بقلم فاطمة حمدي و شيماء علي

رواية هدوء بعد العاصفة للكاتبتان فاطمة حمدي و شيماء علي

الفصل الثامن عشر بعنوان: مشاعر

ركض "حسين "بهلع في رواق المشفى ومن خلفه نادية وإبنتها ! حتى وصلوا إلى الغرفة المنشودة فولج "حسين " كالزوبعة دون استئذان ليتجه مباشرة صوب إبنه الراقد على فراش المرض! فهتف بخوف أبوي وهو يتفحصه:-
-فارس ! إبني أنت كويس حصلك أيه ؟! ..
لم يكن في الغرفة قبل مجيئهم سوى سهير التي كانت تبكي بندم بجوار إبنها والجدة التي أجابته بهدوء:-
-ماتقلقش يا أستاذ حسسين هو كويس والدكتور كمان طمنا وقال إن الجرح سطحي الحمد الله !..

فخرج صوت فارس بإعياء:-
- ااا أنا كويس يابابا،ماتقلقش عليا !..
-الحمد الله !..
هتف بها حسين بإرتياح ثم تابع تساؤله بإندفاع:-
-بس قولي مين اللي عمل فيك كده ؟! واتمسكوا ولالا ؟!.
حول "فارس" نظره نحو والدته التي نكست رأسها أرضا وازدات دموعها بحسرة، فتنهد فارس وقال بجمود:-
-معرفهومش يابابا الظاهر حراميه !..

ارتبكت ملامح الجدة فقررت أن تنسحب بابنتها من المكان:-
-قومي ياسهير نشوف عيالك أنتي من امبارح هنا وهما لوحدهم ! وادينا أطمنا علي فارس ونبقى نرجعله بعدين ! ..
كانت سوف تعترض لولا قول فارس الجادي:-
-أنا كوييس روحي معاها !...
مسحت دموعها بكفيها ونهضت بثقل مع والدتها وبينما هي تغادر الغرفة وقفت قليلا تتطلع إلى نادية وإبنتها جانبا بجمود وعدائية فابتسمت الجدة سريعا وقالت:-
- أزيك ياليلى ياحبيبتي؟ !
-الحمد الله ياطنط سعاد !..

قالت ببشاشة فرمقتها " سهير " من رأسها إلى أخمص قدميها بتفحص مما جعل "ليلى " ترتبك على الفور وتستنجد بوالدتها بنظرة ! فحثت سعاد إبنتتها على السير:-
-يلا بينا ياسهير !...
وحينما انصرفتا استطاعت "نادية" الاقتراب من فراش فارس بعدما أبتسمت ببشاشة:-
-الف سلامة عليك ياحبيبي ! شدي حيلك بقا كده عشان تقوم اوام !..
-الله يسلمك ! ربنا يخليكي ياارب ..
دنت "ليلى " هي الأخرى من فرأشه ثم أبتلعت ريقها وقالت بهمس:-
- حمد الله علي سلامتك !
تشكلت على ثعره طيف إبتسامة هادئة وراح يقول بإيماءة من رأسه:-
-الله يسلمك!..

وفي الرواق مسحت "سهير" بقايا دموعها وبنبرة ذات مغزى تساءلت:-
-قوليلي ياماما ايه حكاية البنت ليلى دي ؟!..
سعاد وقد قطبت مابين حاجبيها:-
-حكاية ! حكاية ايه دي ؟!..
-يعني ايه اللي جايبها المستشفي لفارس ؟!..
وقفت سعاد وبتهكم:-
-لا إله إلا الله واحدة جاية مع عمها وامها عشان يطمنوا على ابن عمها خلاص تبقى أجرمت !..
سهير بحذر وقد عقدت حاجبيها:-
-يعني مفيش بينهم حاجه؟...

زفرت سعاد بضيق ثم قالت بنفاد صبر:-
-لا إنتي الظاهر جرا لمخك حاجه وانا مش فايقه لتخاريفك !.
وقبل أن تتحدث مرة اخرى قاطعتها بضجر:-
-بقولك ايه يلا بينا نلحق عيالك علي الله مايكونوش عملوا مصيبة في البيت كفاية علينا مصيبة أبوهم الله يجازيه !..
انكمشت ملامح سهير بحزن ثم سارت معها بعدما أومأت برأسها !

في اليوم التالي،عاد "حسين " من زيارته لإبنه في المشفي فأقبلت عليه "نادية " متسائلة:-
-ها ياحسيين فارس عامل ايه دلوقت ؟!...
حسين بإبتسامة:-
-لا الحمد الله زي الفل وبكره اوبعده هيتكتبله على خروج !..
-طب الحمد الله يارب، ربنا يطمنك عليه دايما!..
-ياااااااارب ..
ثم تساءل هو الاخر وعيناه تجوب المكان:-
-أومال ليلى فييين ؟..
نادية بتنهيدة:-
-في اوضتها بتزاكر ما أنت عارف بكره أول يوم امتحانات، أدعيلها ياحسين لأحسن دي اول مادة رياضيات وليلى طول عمرها بتكرها ومفيش غير باباها الله يرحمه هو اللي بيذاكرهلها ويفهمها !..

أومأ "حسين" برأسه ثم هتف بحزم:-
-طب أنا هدخل أشوفها !...
نادية بتوتر:-
-بس اااا أحسن ااا
قاطعها بتفهم وقد لاحت علي ثغره نصف إبتسامة:-
-ماتقلقيش أووي كده، وأظن ليلي بقت أهدي من الأول مش كده ولا أيه؟ !..

جالسة علي فراشها وسط كومة من الكتب والاوراق الدراسية تنقل بصرها بين كل مسألة وأخري وهي تكاد تبكي ! فهيى لم تحب الرياضييات مطلقا وأدركت هذه المشكلة جيداا عندما توفي أباها حيث كان يجيد الشرح بأسلوب يروق لعقلها ويعرف طريقه إليه،تنهدت بحزن وقالت:-
-فينك بس دلوقت يابابا ! ربنا يرحمك يااحبيبي !.
وبينما هي تناجي نفسها سمعت طرقات خافته علي الباب ظنت أنها والدتها لتقول بدون أكتراث:-
-أدخلي ياماما !..
ولكن تفأجئت حين رأت حسين من يلج ثم أبتسم وقال:-
-لا أنا مش ماما ينفع أدخل برضه؟!..

أرتبكت ملامحها وتوترت علي الفور فهبطت من الفرأش بعدما وضعت القلم بين ثنايا دفترها لأحظ أرتباكها مما جعله يهتف بجدية:-
-لو مضايقة من وجودي انا ممكن أخرج!
هزت رأسها نافية وبتلعثم:-
-لا اااا ب أصل أول مره تدخل أوضتي يعني وااا ..، هو في حاجه ؟!..
أبتسم بلطف وقال:-
-أبدا كنت جايه اشوفك وأطمن عليكي واشوف أخبار في المذاكرة مش بكره عندك أمتحان رياصيات !..
أومأت برأسها إيجابا وبحزن طفولي همست:-
-البعبع !..

ضحك علي ذالك اللقب التي أطلقته الإن وبمزاح:-
-للدرجادي ! بعبع مرة واحدة !..
وجدت حالها تتحدث بتلقائية:-
-ماهي مابتتفهمش ومعقده ! ومابتدخلش دماغي بسهولة، بابا بس الله يرحمه كان ليه طرقه اللي بفهم بيها ولوله كان زماني بسقط طول عمري فيها!.
لم يفكر قليلا وقال بنبرة جادة:-
-طب ينفع تديني فرصة أشرحلك بس اللي مش فهماه ! ..

اتسعت عيناها بذهول ثم قالت بإستغراب:-
-أيوة بس يعني ااا أنت مش مدرس رياضة !..
بإبتسامة خفيفة أجابها:-
-في الأخر كله تدريس ومفرقتش كيميا عن رياضة ولا أيه؟ !..
ظلت تنظر له بحيرة من أمره فقطع حبل أفكارها بمزاح وقد رفع حاجبيه:-
-دي فرصة العمر حد طايل درس خصوصي ولحد أوضته نومه كمان !..

رغما عنها تبسمت فتحرك وجلس علي المكتب المقابل للفرأش وفك سترته وبعملية:-
-يلا هاتي كتبك وحاجتك وتعالي !..
تحركت نحو الفرأش وجلبت أشيائها بعد تفكير وجلست علي المقعد أمامه بعدما وضعت كتبها أمامه فزرع عينيه في صفحات الكتب وأخذ يقلب بها:-
-ها ياستي أيه اللي مش فاهماه بالظبط؟ !..
أبتلعت ريقها بتوتر ووضعت خصلاتها خلف أذنها قبل أن تهمس بحرج وحذر في أن واحد:-
-كله !..

لم يعقب سوي بإيماء من رأسه وبسلاسة كان يخبرها:
-ومالو احنا ورانا حاجه ! معانا اليوم بحاله لسه !..
راقبته وهو يلقي الشرح علي مسامعها بإعجاب فهو أستطاع توصيل كم من المعلومات بإحترافية وبكل يسر وبدون مجهود يذكر ! وكأن جينات أباها في التدريس يشاركه بها شقيقه الإن !

انهت أختبارها وخرجت من اللجنة بسعادة وتقابلت مع رفيقتها " علا" التي سألتها مباشرة:-
-ها طمنيني ! عملتي أيه ؟!...
-الحمد الله ياعلا الأمتحان كان حلو أووي ! أنا ماكنتش مصدقه نفسي إني جاوبت حلو كده !..
علا بإبتسامة:-
-طب الحمد الله اهو اللي تخافي منه مايجيش أحسن منه !..
ليلى بتأييد:-
-الحمد الله، صحيح أنتي مقولتليش عملتي أيه حليتي كويس ؟!...

- أنا حلييت كويس أوووي كمان، بس يلا بينا نروح نرتاح عشان نستعد كويس للمادة اللي بعدها بقا !..
ليلي وقد توترت قليلا:-
-هااا اااا نروح ااا !..
علا وقد قطبت مابين حاجبيها:-
-أيه مالك في حاجه ؟!..
عضت علي شفتيها بحرج قبل أن تقول بعدما زفرت بقوة:-
-بصراحة كده أنا كنت عاوزة أعمل حاجه كده وعاوزاكي معايا !..

وقفتا أمام غرفته في المشفي فهتفت علا على الفور:-
-أديني ياست جيت معاكي ولحد باب الأوضة كمان ! يلا اتفضلي خشي !..
وقفت ليلي بتوتر حاملة باقة زهور رائعة تنقل بصرها بين رفيقتها وبين الباب تارة لتهتف بعدها بتوتر:-
-علا هو أنا اللي هعمله ده صح ! أصل بصراحه مكسوفه أووي !..
علا بنزق:-
-تاني يابنتي ! ماقولنا مفيهاش حاجة واحدة جاية تطمن على أبن عمها فين المشكلة !..

مازال الإرتباك يسيطر عليها فهتفت بتلعثم:-
-طب اا ماتخشي معايا؟!..
علا بنفاذ صبر:-
-ياااارب هو انا جاية مع بنت أختي ! مش كفاية جايباني معاكي لحد هنا ياليلى!.. .
أرادت أن تتحدث مرة أخري فقاطعتها علي عجالة:-
-بقولك أيه يلا خشي وانا هنزل أستناكي تحت !..
وبنبرة ذات مغزي أردفت:-
-وبعدين أنا مابحبش أبقا عزول !..

فطرقت على الباب وركضت سريعا لتضعها في أمر واقع فظلت تهتف ليلي بهلع:-
-علا علا أستني !..
ولكن كانت قد وصلت لنهاية الرواق بينما هي سمعت صوته يأذن بالدخول فكادت أن تنهار واخيرأ استطاعت السيطرة علي حالها وولجت بخطوات بطيئة مرتبكة!..
رفع عيناه ليتفاجئ بها أمامه! حيث كان بمفرده ومعتدل في نومته قليلا وظهره فهمس بإستغراب:-
-ليلى !..

ابتلعت ريقها بتوتر وهي تدنو منه هامسه:-
-أنا حبيت أجي أطمن عليك !...
ثم مددت يدها بباقة الزهور بخجل وأردفت:-
-حمد الله علي سلامتك ! ..
تناولها منها وقد رفع أحد حاجباه:-
-وكمان ورد !..
فتابع:-
-مكنش ليه لزوم تتعبي نفسك ما أنتي سبق وجيتي قبل كده !..
وبدون قصد منه أحرجها بكلماته فأحمر وجهها أثر حديثه فلحق حاله علي الفور وبإبتسامة قال:-
-بس تسلمي الورد شكله جميبيل أوي !...

تبسمت دون رد وهي تزيح خصلاتها خلف أذنيها ونبضات قلبها تتعالي تدريجيا !...
وبعفوية غير متوقعة منها جلست علي المقعد المجاور لفرأشه هاتفه:-
-هو أنت مش ناوي تخرج من المستشفي دي ما أنت بقيت كويس أهو ؟!..
تنهد وأجابها بهدوء:-
-مالدكتور كتبلي علي خروج يعني النهاردة او بكره بكتيير هخرج !..
-طب الحمد الله ده عمي هيفرح اووي انت ماشوفتهوش كان عامل أزاي لما سمع اللي حصلك !..

عقد حاجبيه معا وأبتسم:-
-عمي ! الكلمة بقت تتطلع منك عادي وبسهولة !..
توترت علي الفور وتلعثمت في قولها:-
-قصدي ااا يعني اا ...
قاطعها بنبرة جادة:-
-علي فكرة مش عييب البني أدم يغير من نفسه ده بالعكس ! وانا فرحان أكمنك بتحاولي تدي نفسك فرصك تعملي ده !..
رددت بذهول:-
-أنا بغير من نفسي !...
-يعني مش واخدة بالك ؟!
ثم تابع بتهكم غاضب:-
-لسانك الطويل اللي كان عاوز قصه ! ولا شخصيتك المتعفرته اللي كان عاوز يتولع فيها ! ولابجاحتك! مسألتيش نفسك راحو منك فين؟!..

لم تتحدث قط بل جحطت عيناها بقوة أثر صراحته المفرطة ! فتحنحنح وتسأل بحذر:-
-صريييح أوووي أنا صح ؟!..
لوت فمها بإمتعاض:-
-أووي اووووي الصراحه !..
ضحك بقوة حتي تألم ووضع يده موضع جرحه قبل أن يهتف بإبتسامة ملأت ثغره:-
-لا بس بجد أنا مبسوط بيكي فعلا !..
ازداد أحمرار وجهها حتي أخفضت رأسها خجلا ليرن هاتفها في ذات اللحظة من قبل والدتها فنهضت علي عجالة وبخفوت:-
-طب أنا لازم أمشي دلوقت،لأحسن علا مستنياني تحت ! وأنا أتاخرت وماما كده ممكن تقلق عليا ...

قطب مابين حاجبيه وتسأل:-
-هو مايعرفوش إنك هنا ؟!...
تنتحنت بحرج قبل أن تهز رأسها بنفي ثم هتفت علي عجالة:-
-بس انا اكييد هقولهم لما أروح !..
ثم أكملت بنبرة ذات مغزي:-
-علي فكرة أنا دايما كنت بقولهم أنا ببقا فيين! ماكنتش بخبي عنهم حاجه ولابتتتسرمح من وراهم !...

أبتسم من جانب فمه ثم رفع حاجبه وبمرح لأول مره يعرف طريقه بينهما ليشير بكفه قائل:-
-خلاص عرفنا إن قلبك أسود، شكرا ياستي كفاية !..
ضحكت بقوة وشاركها في ذلك ليقول بعدها بهدوء:-
-خلي بالك من نفسك !..
حاضر! ...
قالتها هامسه قبل أن تبرح المكان ومؤشرات قلبها في الإرتفاع !...

بعد مرور فتره زمنية !...
وققت في شرفة منزل "علا" تتطلع إلي أعلي بإهتمام فسمعت صوت من خلفها يصدح بمكر:-
-مش موجود ماتتعييش نفسك !..
التفتت إليها وقد تصنعت عدم الفهم:-
-ميين ده ؟!..
علا بعدما أسندت صينية المشروبات المعدنية علي الطاولة وانتصبت في وقفتها:-
-ابو الفوارس اللي عينك هتطلع علي بلكونة أوضته !..

جلست بتوتر وتناولت مشروبها وبدون اكتراث:-
-يابنتي مفيش الكلام ده أنا ببص عادي علي الشارع !..
عقدت ساعديها أمام صدرها وبخبث:-
-يعني عاوزة تقنعيني إن الزيارة دي عشان لحقت أوحشك ده أحنا لسه مخلصين أمتحانات أمبارح !..
لم تجاوبها " ليلي " واخذت ترتشف من الكوب الزجاجية هروبا لتتابع علا:-
-ماشي ياست هعمل نفسي هبله وهصدقك ! بس عالعموم هو في شقته بقاله يومين ومش موجود هنا !..

تركت الكوب سريعا وتسألت بلهفة:-
-وانتي عرفتي منين ؟!..
-هيكون من مين يعني ! ماما طبعا اصل طنط سعاد بتحكيلها كل حاجه وانا بقرر ماما بقا !..
ثم أردفت بإعجاب:-
-دي كمان ماما بتقول إن شقته دي في حته هاااي اووي وكمان هياخد امه وعيالها يعيشوا معاه لاني في مشاكل بينها وبين جوزها وأحتمال يطلقوا !..

_مرت الزيارة كسرعة البرق فغادرت "ليلى " بخيبة أمل ! حيث كانت تهبط على الدرج وهي تذم شفتيها بضجر واضعة يديها في جيب بنطالها،هي بالفعل جاءت من أجل رؤيته فلم تراه منذ مكوثه بالمشفي ولكنها تجهل الدافع وراء ذلك سوي رغبة بداخلها ! كما انها تخشي من تهور مشاعرها مرة أخري ! او مازال قلبها مراهق ينبض لمن يصادفه ومن يهتم به ! والحقيقة فهي عليها ضبط عواطفها وتوجيهها بشكل صحيح حتي لا تلق نفس المصير مرة أخري!..

_اصطفت سيارته أمام البناية فترجل منها وأغلقها خلفه إلكترونيا ثم صعد الدرج مباشرة بعدما فك ازرار سترته الرمادية وأحتضن بكفه علبة سجائره وهاتفه الباهظ !

_ وبينما هي في صراع ذهني وعاطفي لم تلق بالها لخطواتها وتخطت درجة او أثنان ! فشقهت بهلع عندما رأت نفسها محلقه في الهواء وقدميها لم تعد تلامس الأرض ليكون مصيرها في النهاية بين أحضانه حيث تلقاها بين ذراعيه سريعا وبكل يسر قبل أن تصطدم بالإرض !..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة