قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية هاتولي عريس للكاتبة نورهان محمد الفصل الثالث عشر

رواية هاتولي عريس للكاتبة نورهان محمد الفصل الثالث عشر

رواية هاتولي عريس للكاتبة نورهان محمد الفصل الثالث عشر

كانت نائما على فراش بداخل المشفى وبجانبها عواطف تبكى على فراق دكتور بدران ولنفسها: يا حبيبتى يا بنتى بقيتى في الدنيا لوحدك والكل بينهش فيكى، ياترى الايام مخبيالك ايه لسه تانى
يطرق الباب ثم يدخل ليجدها كما هي نائما: ها يا داده ما فقتش لسه
عوطاف بدموع: لا لسه ياابنى كل شويه تصحى وتصرخ باسمه وتنام تانى
حسين: يا الله يا الله ربنا يصبرها
عواطف: يااااااارب، قولى صحيح ايه الاخبار هتدفنوه دلوقتى.

حسين: ايوه اول ما يخلصوا الاجراءت على طول، هى مالهاش عمام او اى حد عشان نتصل نقولهم
عواطف: ملهمش لا غير انشراح وعيالها
حسين: وهي راحت فين مش باينه يعنى
عواطف: ما اعرفش من ساعه اللى جرى وما خدتش بالى منها
حسين: طيب يا داده انا رايح اشوف دكتور منتصر، ولو جميله فاقت نديلى
عواطف: حاضر ياابنى.

بعد ما تركها ركضت الى جميله وربتت على شعرها بحنان وقبلتها بدموعها: بقيتى لوحدك يا حبيبتى ربنا يصبر قلبك ويونس وحدتك يااااارب
اما جميله كانت في عالم اخر، كانت بتركض بفرحه عارمه على شاطىء وهي بتلعب بطيارتها الورقيه وفجاه ارتطمت منها وركضت اليها وامسكتها بايديها وجريت على باباها بدموعها
بابى بابى شوفت الطياره وقعت ازاى
بدران: ههههههههه معلش يا حبيبتى دلوقتى هعملهالك ونطيرها سوا تانى.

جميله بفرحه: وهتطير زى الاول
بدران: واحسن كمان ييلا بينا نشوف
جميله: يلا يا بابى
بدران ومعه جميله امسكوا الطياره الورقيه وبدا في فكها من بعضها لحد ما بقت كويسه وطيروها وهي كانت بتركض في فرحه بينما بدران كان ينظر لها بسعاده، الى انه ركض بعد ما طيارلها الطياره بتاعتها بعيدا عنها وهي اخدت بالها منه فركضت وراه ونديت عليه بصوتها الطفولى: بابى رايح فين تعالى
بدران كان راكض ولم يجب عليها.

جميله: بابى ما تسبنيش لوحدى انا بخاف وانت عارف، بابى بابى، تركض اليه ولكنها لم تلاحقه وتفيق باعلى صوت، بابى انت فين ما تسبنيش لوحدى انا مليش غيرك في الدنيا
عواطف تركض اليها: حبيبتى اهدى
جميله: بابى يا داده انا عاوزه بابى سبنى ومشى هو وعدنى انه يكون معايا سبتنى ليه سبتنى ليه
عواطف بدموع: استغفرى ربك مش كده يا جميله حرام عليكى هو محتاج لدوعاكى دلوقتى.

جميله: بس انا محتاجاه اكتر يا داده محتاجه لحبه وحنانه محتاجه لحضنه يا داده اااااه يا بابى
عواطف: جميله بالله عليكى كفايه غلط عليه وعليكى يا ضنايا مش كده هو خلاص بقى في دار الحق ومحتاج دعوه منك حلوه
جميله: مش قادره يا داده انا عاوزه بابى عاوزه بابى.

كان مع دكتور منتصر بينهو اوراق اجرءات الدفن، ولسه خارج من غرفه مكتبه الا وسمع صوت صياح جميله ركض مسرعا وطرق الباب ثم دخل واول ما رأئها منهاره ذهب اليها بعد ما بعد عنها عواطف
ما ندتنيش بس ليه يا داده
عواطف: خوفت اسيبها لوحدها ياابنى تعمل في روحها حاجه
حسين يحتضنها لكى يهديها: اهدى يا جميله اهدى وغلاوته عندك.

جميله: بابى يا حسين بابى راح خلاص ليه يا حسين كل حاجه بتروح منى انا عملت ايه عشان ربنا ياخد منى مامى وبابى.

حسين يهدى من روعها ويربت عليها في احضانه: حرام عليكى كده استغفرى ربنا وادعيلهم احسن بدل الكلام اللى ملوش لازمه ده، ربك لما ابتلى الانبياء والرسل كانوا افضل ناس واكتر الناس ابتلاء افتكرى ده كويس مش سيدنا محمد ده حبيب الله عز وجل كان اكتر واحد ربنا ابتلاه حرام عليكى نفسك وحرام عليكى هو يتأذى بسببك يا جميله.

جميله: مهو خلاص راح يا حسين انا ما بقليش حد اتحامى فيه هو كان كل حاجه ليا كان ابويا وامى واختى واخويا وحبيبى انا خلاص بقيت وحيده في الدنيا دى انا خايفه اوى ومرعوبه من الدنيا وهو مش معايا فيها
حسين: وانا روحت فين بس انا معاكى وهفضل معاكى ومش هسيبك الا لما انتى تطلبى منى ده يا جميله وكمان داده معاكى احنا مش هنسيبك لحظه واحده يا جميله عاوزك تفهمى ده كويس جدا.

جميله: مش هقدر اتحمل بعده عنى مش هقدر اتحمل غيابه مش هقدر مش هقدر
حسين: لا لازم نتحمل ولازم نصبر ولازم نحس بالوحش عشان نعرف الحلو ونحسه ونستمتع بيه فكرى في كلامى كويس واهدى كده مش هتقدرى ترجعى حاجه لو بايد الانسان انه يرجع اللى راح كنا زمانا كلنا انهارنا يا جميله فوقى لنفسك عشان الايام الجايه لازم تكونى قويه
جميله: هو قوتى يا حسين خلاص خدها وراح.

حسين: لا ما رحتش لسه زى مهى معاكى وفيكى جواكى عاوزك تصبرى شويه وربنا ان شاء الله مش هسيبك، ربك ولا ابوكى يا جميله ردى ربنا ولا ابوكى
جميله تهدى قليل وتقول له: ربنا عز وجل
حسين: ونعم بالله، ربنا معاكى ومش هسيبك ابدا هيفضل ويانا كلنا نهار وليل اهدى بقى وربنا يصبر قلوبنا وقلبك يا حبيبتى، ويضمها لحضنه مره اخرى وفعلا ابتدت تهدا قليلا معه، نظر لعواطف وطلب منها تحضر كوب لمون لكى تشربه جميله وتهدا اكتر.

تمر الساعات ويتم الدفن بخير وعلى اخر الليل يكونانهوا سرادق العزاء ايضا الكل حضرا ليعزا دكتور بدران الجيران منهم والاصدقاء...
لمياء تذهب اليها لكى تسلم على جميله عشان تمشى: البقاء لله يا جميله
جميله بدموع تتساقط منها: تسلمى يا لمياء
لمياء: مش عاوزه حاجه ابيت معاكى
جميله: لا يا حبيبتى تسلمى انا معايا داده وحسين
لمياء: طيب لو عوزتى اى حاجه في اى وقت كلمينى
جميله: ان شاء الله وميرسى ليكى.

لمياء تقبلها ثم تتركها لتجلس على المقعد وتتذكر ايامها السابقه مع والدها لتبكى اكثر لكن عواطف تاتى بجانبها وتضمها لصدرها: عشان خاطره اهدى بقى بلاش دموعك دى
جميله: مش قادره يا داده مش قادره ازاى هقدر اعيش من غيره تانى
عوطف: هتقدرى وهتتقوى الدنيا مش هتوقف اسمعى الكلام بقى واهدى، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب
تمسح دموعها بمنديلها: ونعم بالله ونعم بالله.

انشراح كانت قاعده تصطنع الحزن والبكاء بعد ما سلمت على الناس اللى جايه تعزيها ركضت الى جميله وخدتها في حضنها: خلاص يا جميله ما بقاش لينا حد تااااااااااانى...
جميله تسمع كلامها فتزيد في البكاء
انشراح: روحت فين وسبتنى يا بدران يا احن اخ في الدنيا يا خويا
عواطف تهديها: مش كده يا ست انشراح احنا ما صدقنا نهديها
انشراح: ايه يا عواطف مستخسره فيا اعيط على اخويا ولا ايه.

عواطف: ياستى عيطى براحتك بس بعيد عنها كفايه بقى وكمان ده غلط عليه
انشراح تعاود البكاء مره اخرى هقول لمين اخويا تانى من بعدك يا بدران
عواطف تسحب جميله المنهاره من حضن عمتها لحضنها مره اخرى وتهدى روعها: جميله يلا بينا نطلع فوق عشان ترتاحى شويه
جميله: لا خلينى هنا مش عاوزه اطلع مش هقدر يا داده
عواطف: لا هتقدرى احنا قلنا ايه.

وكان داخل من الفيلا اليهم حسين وهو مرتدى بدلته السوداء ويلاحقه شادى الذي كان ايضا مرتدى بدلته السوداء
حسين: ايه يا جميله لسه برده ما بطلتش عياط
عواطف تنظر لانشراح: والله هديت شويه ورجعت تانى تعيط
تقوم عواطف ليجلس مكانها حسين ويربت عليها: مش اتفقنا الضهر مفيش عياط تانى
جميله ببكاء: مش قادره يا حسين انا خايفه اوى
حسين يضمها ليه: وبرده اتفقنا انك ما تخافيش طول ما انا وداده معاكى ولا نسيتى.

انشراح: نعم وانا روحت فين انا قبلكم انت والست عواطف دى
حسين لم ينظر اليها واكمل حديثه لجميله: خلاص بقى نهدى شويه بلاش عشان خاطرى انا عشان خاطر بابا حبيبك
انشراح: عشنا وشوفنا بقولك ايه شيل ايدك دى عشان ما يصحش اللى انت بتعمله ده عيب
حسين: وانا عملت ايه دلوقتى
انشراح: منتش شايف شغال احضان ونحنحه
حسين: شكل حضرتك ناسيه انها مراتى
انشراح بسخريه: على الورق يا بابا.

حسين: وان شاء الله قريب هيكون حقيقى يا ماما، جميله يلا تعالى اطلعك فوق
عواطف: ايوه قومى معاه يا جميله لحد ما اعملكم العشا واطلعهلكم
انشراح: وكمان عشا انت وفاكرين نفسكم فين ده حتى لسه حتى دمه ما بردش وانتو بتتغزلو
حسين بانفعال: لا اله الا الله، انتى عاوزه ايه دلوقتى
عواطف تهديه وتبعده عن انشراح وشادى اللى اول ما حسين انفعل جاء اليه
شادى: انت وطى صوتك ده
حسين: قول الكلام ده لامك يا بابا مش ليا.

شادى يدفعه بايده جامد بعيدا اتعمل الزوق والادب ايه امك دى
حسين: انا مستنى لما اللى زيك يعلمنى الزوق ياابن الذوااااات ورينى هتعمل ايه
شادى: هوريك يا حيلتها ولسه هيقرب الا وجميله تقوم وتصوت: انتو ايه حرااااام عليكم بقى كفايه خناق حررررام، وتركض مسرعا الى الدرج ومنه الى غرفتها، بينما حسين ركض بعدها لكن مانعه شادى ووقف قصاده على الدرج: رايح فين
حسين: خلى ليلتك تعدى يا بابا
شادى: مش هتعدى وقولى رايح فين.

حسين: طالع لمراتى ومحدش يقدر يمنعنى
شادى: هاهاهاها كان زمان يا حلو انما دلوقتى خلاص
حسين: هو ايه اللى خلاص انت جرى لمخك حاجه بقولك مراتى
شادى: وانا بقولك خلاص مش هتبقى على ذمتك يوم كمان
حسين: ليه بقى ان شاء الله
شادى: لانها هتخلعك يا حلو انت يا حلو وهتجوزها انا
حسين: اللهم يطولك يا روح طب وسع يا بابا كده بدل ما اخلى وشك شوراع.

شادى: مش هتقدر يا حلو تقرب ليا ولا تعملى حاجه لانى خلاص انا الوريث الوحيد لكل حاجه تملكها جميله من خالى
حسين: والله مممممم شى جميل طب الف مبروك عليك الورث حاسيب بقى كده لاحسن انا خلقى بدا يدق
شادى: على نفسه يا خفيف مش عليا
حسين يتراجع شويه ثم يكمل سيره ويلكم شادى في بطنه ليتألم شادى ويبعد عن طريق الدرج بينما يكمل حسين سيره الى غرفه جميله
شادى يمسك بطنه بالم: اااااه الحقينى يا ماما.

انشراح: جاته وجعه في قلبه الحيوان ده بتوجعك يا حبيبى
شادى: انا لازم ابلغ البوليس
انشراح: بوليس ايه يااهبل مهو هيقول انه جوزها والورق يثبت
شادى: طب والعمل هنسيبهم كده
انشراح: ما تقلقش التقييل جاى ورا انت بس اتقل شويه وكل حاجه هتبقى لينا في الاخر.

مكنوش عارفين ان عواطف راحت المطبخ تعمل لمون وعشا لجميله وحسين ولما رجعت سمعت حوارهم سوا بالكامل فركضت الى فوق لغرفه جميله ووجدتها نايمه على السرير تبكى وبجوارها يربت عليها حسين لكن عواطف همست لحسين بانها تريده وفعلا راح معاها وحكتله على كل شى تم تحت ومن يومين في المشفى وعلى التسجيل اللى فبركه شادى، تعجب حسين منهم جدا لانهم في الاصل عمتها اخت والدها ازاى عاوزه تأذى بنت اخوها للدرجه دى: ما تقلقيش يا داده انا كنت حاسس من البدايه بس محبتش ادخل عشان خاطر جميله.

عواطف: وجميله دلوقتى محتاجاك اكتر من الاول اوعى تسيبها في محنتها دى وتبعد
حسين ينظر الى جميله التي كانت تبكى على سريرها وهي ماسكه صوره لولدها: ما تقلقيش يا داده مش هبعد عنها الا لو هي طلبت منى ده
عواطف: مش هتطلب انا عارفه
حسين: ربك يصلح الاحوال ويهديها ويصبرها، ويركض اليها ويقوم ببعد الصوره عنها ويضمها لصدره وتبكى مره اخرى
حسين: بلاش بقى العياط ده احنا جنبك اهو ولا مش عجبينك مثلا.

جميله: مش قادره يا حسين شوفتهم بيعملوا ايه تحت
حسين: سيبك منهم وخليكى في نفسك ويلا بقى عشان تاكلى
جميله: مليش نفس اكل ولا اشرب يا حسين
حسين: لا هنتقوى ونحاول نصمد يا جميله اسمعى كلامى يلا وكلى ولا انتى زى الاطفال ودماغك ناشفه
عواطف: لا ازاى جميله شاطره وبتسمع الكلام
حسين: ايه ده بجد المقوله دى انتى شاطره وبتسمعى الكلام
جميله تنظر اليه: اممم.

حسين: تعرفى لو كلتى وشربتى اللمون دلوقتى بابا هيفرح اوى بيكى وكمان هيبقى مبسوط عشان انتى كلتى
جميله بصوتها الطفولى: بجد
حسين يبتسم لبرائتها: بجد طبعا لانه هو معانا دلوقتى وشايفك وانتى قاعده معايا ومانعه الاكل
جميله: طب هو فينه انا عاوزه اشوفه
حسين: هو عند ربنا فوق يا جميله احنا مش هنقدر نشوفه بس هو يقدر يشوفنا ويحس بينا كمان
جميله: يعنى دلوقتى هو ممكن يكون حاسس بيا.

حسين: ايوه اكيد وكمان تلاقيه زعلان منك عشان العسل ده اللى على خدك وكمان ما كلتيش
جميله: لا خلاص هاكل عشان ما يزعلش منى كله الا زعله
حسين: ايوه كده شطوره يا جميله يا حبيبتى لو كلتى الاكل ده كله هيفرح بيكى اوى وقلبه هيرتاح عليكى.

وفعلا بدات تاكل جميله وكان بينظر لها نظرات اعجاب على براتئها وطريقتها اللى مثل الاطفال في التعامل، وكانت فرحانه اكتر بيهم عواطف لما شافتهم وهم بيتكلموا وهي سمعت كلامه وبدات تاكل.

كان في مكان اخر على سرير ايضا نايم شخص عارى الجسم وكان رامى عليه ملايه وبيدخن، وكانت نايمه جنبه واحده شبه عاريه تماما بعد ما انهوا العلاقه التي ما بينهم نهضت ولفت الملايه على جسمها وفضلت تاخد هدومها اللى على الارض وبترتديها وقالت له: ما قلتش يا وليد ناوى على ايه بقى دلوقتى
وليد بدخان السجاير يخرج من انفه: على الادراه طبعا
الفتاه: انت واثق اوى كده في مدام انشراح
وليد: الا واثق امال ليه حصل ده كله بس.

الفتاه: اه يا خوفى لاحسن ما تعملش اى حاجه في الاخر
وليد: لا ما تخافيش مش هتقدر لانى تحت ايدى تسجيلات واوراق بخط ايدها لو عملت اى حاجه ضدى التربيزه هتتقلب عليها في الاخر
الفتاه تاخد منها السجاره: ايوه بقى احبك وانتى مصحصح كده يا ولوتى
وليد: طب يلا بقى البسى عشان اوصلك، الا بصحيح انتى روحتى العزا
وليد: طبعا انا اول واحده روحت ليها وعزتها ما تنساش انها صاحبتى.

وليد بسخريه: اه صحبتك الانتيييييييخ ههههههههههههه اه لو عرفت يا نهال انك معانا في اللعب ده مش عارف ايه هيكون رد فعلها تجاهاك
نهال: وهي ايه اللى هيعرفها بحاجه زى كده مش انت بتقول انها نايمه هي وابوها في العسل
وليد: اه نايمين خااالص طبعا ولا حاسين باى حاجه
نهال: امال ايه اللى يخوف بقى
وليد يطفى سيجارته: الا يخوف الواد اللى اتجوزته ده مش عارف ليه مش مطمن من نحيته
نهال: اه بس بصراحه الواد مز على الاخر.

وليد: ما تحترمى نفس يا بت انتى شكلك سكرتى عليا
نهال تميل اليه بمياعه: ومعاك يا عنيا هههههههههههههههه
يمر الايام الثلاثه وكانت ولا زالت حزينه على فراق والدها، تدخل اليها عواطف وهي معاها صنيه الاكل
جميله: تانى يا داده انا زهقت بقى
عواطف: لازم تاكلى شويه عشان تعوضى الايام اللى فاتت يا حبيبتى
جميله: هو حسين ما اتصلش
عواطف: لا ما اتصلش، دلوقتى يتصل
جميله: ما كلمنيش من الصبح
عواطف: دلوقتى يجى.

جميله: خلاص شيلى الاكل مليش نفس
عواطف: لازم تاكل وتتقوى انتى مش شايفه نفسك عملتى ازاى بقى دى جميله بدران
جميله بحزن: مهو بدران راح يا داده جميله هتقعد عشان مين
عشان خاطرى انا
يقولها حسين وهو داخل اليهم بابتسامته المعهوده
عواطف: كويس انك جيت مكنتش عاوزه تاكل خالص
حسين: ده اللى متفقين عليه يا جميله
جميله: منا مليش نفس خالص
حسين: معلش لازم ناكل انشاله حاجات بسيطه
جميله طيب ماشى.

عواطف: ياسلام ياست الجميلات بقى تسمعى كلامه هو وانا تناكفى فيا
حسين: عشان تعرفى بس انى مش اد حد يا داده
عواطف: كده برده تشمتى الواد ده فيا يا جميله يرضيكى يضحك عليا
جميله بابتسامه بسيطه: ههههههه لا ما يرضنيش يا داده بس هو بيهزر معاكى
ينظرو اليها بسعاده لرجوع ابتسامتها الى وجهها من تانى: يلا طيب بقى كلى
جميله: هتاكل معايا
حسين: بصراحه مليش نفس بس هاكل افتح نفسك
عواطف: هروح اعملكم اللبن.

حسين: لو عندك شويه طرشى هاتيهم وانتى جايه يا داده
طرشى اما انت بيئه بصحيح
تقولها انشراح قدامه وهي تنظر اليه بنظرات ناريه
حسين: لا اله الا الله بقولك ايه يا تنت انا مش عاوز اتخانق انهارده فاريت تتوكلى على الله كده وتحلى عنا
انشراح: ايه احل ده مش بقولك بيئه انتى اتلميتى عليه من انهى داهيه يا جميله
حسين: لالالا بكده هزعل وحسين لما بيزعل ما بيشوفش قدامه
جميله تهديه: خلاص يا حسين اهدى، فيه ايه تانى يا عمتو.

انشراح: فيه انكو زوتوها اوى اوى مش خلاص ال 3 تيام بتوع العزا خلصوا بتيجى ليه هنا بقى عاوزه افهم
حسين: لا اله الا الله بجاى لمراتى حضرتك بجاى اشوفها واطمن عليها لو كان عند حضرتك مانع يعنى
انشراح: ما قلتلك ميت مره هي مراتك على الورق لسه يعنى ما بقتش مراتك قدام الناس
حسين: يا صبر ايوب انتى عاوزه ايه منى يا ست انتى
انشراح: ست؟ هقولك ايه ما انت بيئه بصحيح.

ولسه هيرد تانى الا وجميله ردت بالنيابه عنه: لو سمحتى يا عمتو كفايه لحد كده وعاوزاكى تعرف اهانه حسين جوزى تبقى اهانتى انا وانا مش هسمح بكده مهما حصل فاهمه
انشراح: بقى بتتكلمى معايا بالطريقه دى عشانه يا جميله بقى انا اللى زعلانه على اخويا وبعيط ليل ونهار وسايبه بيتى وقاعده معاكى تقوليلى كده
حسين بسخريه: لا والله صوعبتى عليا
انشراح: شوفتى بيرد وبيقول ايه
جميله: خلاص بقى يا عمتو مش كل يوم الموال ده.

انشراح: اوكيه يا جميله المحامى قالك هيجى امتى
جميله: هيجى بالليل
انشراح: طيب انا هروح مشورا لو اتاخرت كلمونى وعرفونى انه جه عشان اجاى
جميله: اوكيه هبلغ حضرتك
انشراح تنظر لهم من فوق لتحت بقرف وتمشى
حسين بسخريه: بيباى بيبااى يا تنت ما تبقيش تنسى الجوابات
جميله بعد ما ذهبت عمتها: حسين انا بجاى معاك ضد عمتو عاوزاك تعرف ده كويس
حسين: عارفه ومقدره منك سيبك بقى منهم ويلا كلى
جميله: حاضر.

حسين: انا احتمال بكره مجيش عاوزك تخلى بالك من نفسك كويس
جميله بحزن: ايه ليه هتروح فين
حسين: واحد صاحبى ابوه مات وعاوزانى اروح معاه البلد ادفنه
جميله: طب وانا
حسين: مهو انتى يا حبيبتى بقيتى كويسه اهو وكمان مش هغيب وهخلى داده تقعد معاكى وما تسبكيش لوحدك خالص
جميله: وهتغيب كتير
حسين ينظر للامام: حسب الظروف عاوزاك بس ما تهمليش روحك في الاكل وتخدى بالك منك كويس
جميله: طيب حاضر
حسين: ما تزعليش بقى.

جميله: كلكم هتسبونى بابى سبنى قبل منك وكان موعدنى انه هيخليه معايا وانت اهو دلوقتى هتسبنى
حسين: يا حبيبتى والله غصب عنى هحاول ما اتاخرش عشان ما تزعليش خلاص بقى فوكى كده ورجعى الابتسامه من تاااانى.

جميله باتسمت لكنها ابتسمت لاحساسها بيه واحساسه بيها لانه قال كلمه حبيبتى وكانت طالعه بصدق من جواه لكنها كانت خايفه جدا ومرعوبه من غيابه عليها ولانها خلاص خدت عليه في حياتها ودنيتها وما بقاش عندها غيره وغير دادتها
يمر الوقت وياتى المحامى ليقول الوصيه التي اوضاه بها والد جميله قبل ما يدخل غرفه العمليات وهي كالاتى.

المستشفى كانت في الاصل مكتوبه باسم والده جميله وبدران كان بيدرها فكتبلها حصته فيها بيع وشرا باسمها يعنى بقيت ملكها خلاص اما الشركه فتوزعت باسمها ولعمتها ولعيالها نصيب فيها لكن مش زى جميله، كمان كتب لعواطف ليها حصه منها ووصى بانهم يصرفولها مرتب شهرى من هناك، اما الفيلا فكتبها باسم جميله بيع وشرا ايضا ولكن من وقت بعيد جدا لانها من حر ماله لان زوج اخته انشراح بعاله نصيبها فيها عشان كان محتاج فلوسها ساعتها ليضارب بالبورصه وللاسف خسر كل شى كان ملكه وتوفى من خلال خسارته تلك، كانت بتفرك يدها بعصبيه على كلام اخيها في الوصيه يعنى بكده ملهاش حاجه في المستشفى ولا الفيلا وكل اللى بقى ليها رصيد في البنك وحصه في شركه الادويه، قامت وتركتهم وركضت بحجه انها عاوزه تتكلم في هاتفها وركض خلفها ابنها تحت اعين عواطف وجميله وحسين اللى كان فرحان من داخله ان والدها كتبلها كل حاجه ومكتبش لاخته غير حاجات بسيطه.

اما فوق بداخل الغرفه
شادى: ماما الحقى احنا طلعنا من كل حاجه
انشراح: اسكت يا شادى وسبنى
شادى: اسكت ايه واسيبك ايه ما خلاص كل حاجه راحت
انشراح: قلتلك اسكت مش عاوزه اسمع كلامك ده
شادى: طيب، وتركها ونزل اما هي فمسكت هاتفها المحمول وتحدثت الى وليد واتفقت معاه على حاجه.

وفى اخر الليل كان عادل بيتابع شغله زى كل يوم ووسمع صوت عربه الاسعاف وبها ناس قام التقط هاتفه وتحدث فيه وبعد قليل اتت النجده وتم القبض على سائق الاسعاف والرجل الذي معه حتى ايضا المريض الذي كان يرقد بداخل العربه احتفظو به لكن وليد تمكن من الهرب مسرعا بعيدا عن الاضواء
كانت نائما وبجوراها داتها تربت على شعرها برقق الى ما استيقظت: داده صباح الخير
عواطف: صباح النور يا حبيبتى
جميله: هي الساعه بقت كام.

عواطف: الساعه 8
جميله: مفيش اخبار عن حسين ما اتصلش
عواطف: لا يا حبيبتى
جميله: انا قلقانه اوى قالى انه كل شويه هيتصل بيا
عواطف: يمكن مشغول الغايب حجته معاه، هروح اعملك الفطار
جميله: لا مليش نفس
عواطف: مهو مينفعش كده لازم تاكلى
جميله: وانا مليش نفس خالص دلوقتى لما يجى حسين
عواطف: طب يعنى اجيبه منين دلوقتى حسين ده
جميله: ياريت يا داده تجبيه
عواطف: جميله كده ما ينفعش اللى انتى بتعمليه في نفسك ده.

جميله: بعمل ايه يا داده قوليلى
عواطف: لهفتك على حسين ده ما يصحش
جميله: ليه يا داده مش هو جوزى
عواطف: جميله حسين حرامى ودى لعبه انتى متفقه معاه عليها ولا نسيتى
جميله: ليه يا داده تفكرينى انا ما صدقت انسى
عواطف: عشان لازم تفوقى اه حسين طيب وابن حلال وحنين بس في الاول والاخر لقيته بيسرق فلوسك واتفقتى معاه على اللعبه دى وانه يكمل معاكى لحد الاخر
جميله: بس بجد يا داده انا
عواطف: انتى ايه بس يا حبيبتى.

جميله بكل صدق ودموع: انا، انا بجد حبيبته يا داده وما اقدرش استغنى عنه، وتدفن راسها في حضن عواطف وتبكى
عواطف تربت عليها: لا حول ولا قوة الا بالله ده اللى كنت خايفه منه انك تحبيه يا بنتى نعمل ايه بس يا ربى كن معاها ومع قلبها
تسمع طرق الباب فتأذن لحُسنيه بالدخول
عواطف: خير يا حُسنيه فيه حاجه
حُسنيه: فيه ناس تحت عاوزين الدكتوره
عواطف: ناس مين دول
حُسنيه بارتباك: بوليس
عواطف: ايه بوليس ليه ايه اللى حصل.

جميله: داده فيه ايه
عواطف: ما اعرفش تعالى لما ننزل ونعرف
ينزلوا جرى على تحت يجدوا فعلا ضباط كتير يقفو وبيتسالو على الدكتور جميله بدران
جميله بخوف ورعب: انا انا جممميله فيه حاجه
احدى الضباط: حضرتك مطلوب القبض عليكى
جميله بذهول: بتقول ايه
الضابط: حضرتك مطلوب القبض عليكى بتهمه العمليات المشبوهه اللتى بتعمليها في مشفى الجميله التخصصى
عواطف بصدمه: عمليات مشهوبه
جميله لا تتحمل الصدمه لتقع فاقده الوعى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة