قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الثالث عشر

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الثالث عشر

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الثالث عشر

وقف الجميع بصدمة، من تكون تلك الفتاة الصغيرة التي تبكي بشدة، اِقتربت منها حكمت وسألتها بنبرة جادة: -
جواد عمل لك إيه يا حبيبتي؟!
ازدات شهقاتها، أشارت إليها وقالت بصريخ: -
اتجوزني عرفي من غير ما أعرف ومش بس كدا دا فضحني في الشارع اللي ساكنة فيه الكل بقى يتكلم عليا..
تحولت أنظار حكمت إلى جواد الذي يقف ومعالم وجهه تدل بالفعل على هذا الشيء..
نظرت لها مريم ومن ثم قالت بحدٍ شديد: -.

أنا واثقة جداً في جواد اللي مش واثقة فيها هو إنتي
صرخ زوجها بها بشدة، يشعر ب أن تلك الفتاة تقول الحقيقة، دموعها الكثيفة هذه، دموع مظلوم، وملامح ابن همها تدل على فعلته، : -
مريم ياريت نسمع منها؟
وقبل أن تقول شيء ببرود شديد أجابهم: -
اه اتجوزتها بس انتقام مش أكتر ومش عاوزها هنا أنا معرفش مين راح منطقتك وخربها بس برافو على اللي عملها...

صعق الجميع من أسلوبه معها، لا يمكن أن يكون هذا جواد الجميع مقدسون له وخصوصاً في عدم عشقه للنساء...
انهارت يقين من أسلوبه هذا، صرخت بانفعال: -
إنت مش راجل يا جواد أنا معرفش إنت عاوز تنتقم مني ليه غيرة عشان أنا أفضل منك
قهقه بشدة عليها هي لا تعلم شيء، اتسعت بسمته ومن ثم قال ببرود: -
إنتي فاهمة غلط ارجعي كدا بدماغك لوراء من عشرين سنة بس وإنتِ تعرفي.

لم تسطيع أن تمنع ضحكاتها حتى علي صدم من حديث جواد، تلاشت ضحكة يقين شيءٍ ف شيء، بغلٍ شديد وحدثت ب: -
يعني إنت عاوز تفهمني إنك بتنتقم على حاجة عملتها وأنا عندي سنة وإنت كان عندك عشرة أو اتناشر سنة يا بني إنت أهبل
صمتت قليلاً ونظرت للجميع، شعرت بأن حكمت ملامحها الغاضبة تغيرت إلى الشفقة على حال حفيدها وكذلك مريم بينما علي ف مازالت ملامحه توحي على الجدية والشفقة عليها فقط...
أضافت على كلامها: -.

إنت يا جواد مكنش ينفع أبداً إنك تكون مهندسة لإن المهندس بيخطط صح مش بيخطط في المستخبي برافوا يا جواد نتقابل في المحاكم لاني مش معترفة بالجواز اللي إنت الباطل دا
قهقه جواد ومن ثم قال: -
نتقابل يا حلوتي لإني واثق إنك مش هتكسبي
رحلت من أمامه ف لحقتها حكمت التي قالت بخوف: -
استني يا بنتي هتباتي فين تعالي هنا
استدارت لها يقين ودموعها تنهمر بقوةٍ على وجهها، هتفت بوجعٍ: -.

هبات مكان ما بات مش هتفرق معايا بس اللي هيفرق هو إني أدمر حفيدك.

سار بطريقه وهو ضائع، أصبح صديقه وحش لتلك الدرجة، أصبحت حبيبته ملك لأحد غيره، كل أحلامه هدمت...
اتجه إلى الحي التي تقطن في، يجب أن يتأكد مما حدث، ولأول س ستجه إلى عالمها الصغير، الحي الشعبي، لطالما تمنى أن يدلف بداخله، ويرى حب الجيران لبعضهم..
ولكن حين وصل صدم من كثرة الهمهات التي تحدث، استغرب، بالفعل الحديث كان يثبت صحيحة ما قالته شهد، الجميع بلا استثناء ينعلونها...

ولكن هناك شاب واحد فقط يدافع عنها، هل كانت تمثل عليه الحب، أحبها معاهم، أصبح الثلاث معه ومع جواد، هي كانت تقع بالحب وتختار من أغناهم..
كان هذا تفكيره...
كور يده بانفعال ثم قال بخفوتِ: -
كنتي كدابة يا يقين إنتي واحدة حتى ما بتحترميش نفسك أمي وأبويا كانوا صح
أسرع نحو سيارته مرة أخرى، يشعر بالخذلان، البريئة التي يشعر معاها بالنقاء كانت تصتنع كل هذا، تصتنع الحنية والحب حتى الصداقة كانت خائنة لها.

لا يعلم إلا أين هو ذهاب، يسير بسيارته، يشعر بوجع قلبه، يشعر أن قلبه يصرخ ويبكي، يشعر بالانهيار، أيذهب يعتذر من أمه وأبيه، يقول لهم بأنهم كانوا بالفعل محقين تماما، ولكن الآن هو ليس بحالة إلى أي كلام يندمه على ما بذله قلبه...
بتلك اللحظة رن هاتفه، نظر إلى الهاتف ف كان الرقم غير معرف على هاتفه..
رد بكل عصبية: -
نعم مين؟
أجابه الطرف الآخر بتوتر: -
أنا فرحة يا أستاذ شريف متعرفش فين يقين.

مش عارفة أوصل ليها وخايفة عليها جدا يا باشمهندش وإنت بتكون معاها في الشغل...
حين سمع اسمها، شعر بأن الدماء أصبحت نارًُ تسير بجسده...
صرخ بعلو: -
مش عاوزك تجيبي سيرتها فاهمة ولا لاء
ردت عليه هي الأخرى بنفس نبرة العصبية الذي يتحدث بها: -
إنت أهبل ولا إية أنا آسفة اللي بقولك كدا بس إنت غريب طرقتك وإنت بدافع عنها تخلي أي حد يحسد صداقتكم بس إنت ولا نعمة الصديق ولا حتى خير ليها.

قفلت الهاتف ليلقي من نافذة السيارة، نعم بالفعل هو أصبح مجنون...
بغضب شديد قال: -
هي الوحيدة اللي حلوة هي الوحيدة العظيمة هي الوحيد اللي بنت كلب!

تسير وتسير ولا تعلم إلا أين يأخذها طريقها، إلى أين سترحل، اتهرب إلى بلاد لا يعرفها بها أحد أم تظل هنا وتحارب من أجل رد شرفها، لم تجد إلا أقدامها تسير نحو منزل الدكتور أحمد، الذي كان يشرف على بناء هذا التدريب، لطالما تكلم عن جواد وكفاءته، أحبت شركته وأحبت المدير واحترمته بشدة، لقد أعجبت بشخصيته
أي شخصية هذه التي تجعله يفعل بها هكذا...

وقفت أمام المنزل، فكرت كثيراً، مترددة هل تدق الباب أم تعود مرة أخرى، تذكرت كيف علمت عنوان، حين كانت بطاقتة بالصدفة على مكتبه، بتلك اللحظة سمعت صوت الدكتور يقول: -
يقين بتعملي إيه هنا؟!
استدارت حتى تنظر له وأخيراً وجدته أمامها، انزلقت الدموع التي مانت حبيسة في عيناها، شهقت بشدة حاول بكل جهده حتى يعرف ما السبب وراء حزنها
بهدوء شديد تكلم: -
مالك يا بنتي في إيه؟!

وقبل أن تقول شيء تذكر بأنهم مازالوا خارج المنزل لذلك قال بحنو: -
طب تعالي مراتي وعيالي جوه متخافيش
كادت أن تخطو بأقدامها ولكنها توقفت قليلاً، كيف تثق ب أحد مرة أخرى، كيف تثق والثقة التي أعطتها ل جواد دمرتها
شعر معلمها أنها تخاف من شيء لذلك هاتف زوجته وقال: -
لميس في ضيفة بعد إذنك عاوزك تستقبليها بنفسك
أنهى محادثته لتخرج زوجته بعد بخمس دقائق فقط، عرفهم ببعض ومن ثم دلفوا.

جلست بغرفة المعيشة، طلب منها أن تسرد ما يحزنها وبالفعل قالت كل ما حدث معها...

حاولت حكمت بشدة الطرق أن تجعل حفيدها يتراجع عكا يفعل، تحدثت بصراخ: -
يابني طب هي مالها بكل دا يا بني أعتبرها زي مريم
كانت مريم لا تفهم شيءٍ قط، فقط تنظر لزوجها بكل هدوء.
صرخ جواد بانفعال: -
ماتقرنيش أختي بحد إنتي فاهمة يا حكمت هانم الكلام دا غير مسموح عندي
تأففت حكمت وقالت بنفاذ صبر: -
يا بني البنت شكلها بتاعت شغل وشكلها زعلان من اللي إنت عملته فيها...

كاد أن يكمل كلامه بعنف، ولكن الاتصال الذي جاءه من الطبيب أحمد جعله يتوقف عن كل شيء، علم بأنها ذهبت عنده، وتحدثت عن كل ماحدث
كور يده بانفعالِ ثم قال: -
لما أشوفك يا يقين مش هخلي فيكي حتة سليمة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة