قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول بقلم أسماء صلاح

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع

رأيه احدي المارين بالشارع و قد أخبر الإسعاف و سرعا ما وصل الخبر إلى منزل البنهاوي... هرول سالم بسرعه ليذهب إلى المستشفى و أخذ معتز معه، وضعت توحيده حجابها على رأسها و خرجت لم تسطيع منيرة منعها فهي انهارت عندما عملت بمقتل زوجها، و خرجت خلفها منيرة و تابعتهم البنات...
كانت تقي تحتضن والدتها و تبكي بشده... و تحاول منيرة تهدئتها و كان معتز بيحاول الاتصال بسيف أو سليم...

انا خايفه أوي يا رنا بابا لو عرف حاجه هيقتلني... ظلت رنا ترتب عليها فنور لم تكوف عن البكاء منذ أن علمت بما حدث و ظنت أن سليم من فعل ذلك... و اردف فاكره جو اللي كان في معايا طلب يتجوزني انا بفكر اوفق و اهرب، سليم مش هيسيبني في حالي يا رنا... و اجهشت في بكائها لم تجد رنا ايه فكرة لتحل تلك الكارثة التي حلت بهم... و فجأة فتح سامح الباب و دخل، اختبت نور خلف رنا لكي تحتمي بها...
-انتي على علاقة به امتى..؟
-معرفش حاجه عنه... صرخ بها كدابه يا نور... و اكمل اقسم بالله ما انتي خارجه من البيت... لحد ما تنطقي...

كان سيف أنهى ذلك الحوار و منع نشر الصورة و لكنه تعجب من اتصالات معتز و هاتفه قائلا "ابوك اضرب بالنار يا سيف" اتسعت مقلتيه بشده و بغضب و اقفل الخط و ذهب إلى منزل سليم، طرق الباب بقوه... فتح له و قال في ايه؟
-ابوك في المستشفى، اضرب بالنار...
ارتدى سليم ملابسه علي الفور و سافروا إلى قنا بطائرتهم الخاصة و وصلوا إلى هناك...

-ايه اللي حصل قالها سيف بغضب مكتوم... رد عليه سالم مخابرش يا ابني لحد دلوقتي مخرجش من جوا...
كان سليم يسير في الطريقة ذهابا و إيابا فهو أن رأى احد منهم سوف يقوم بقتله في الحال... خرج الدكتور و كانت علامات الاستياء تملو وجه و قال بحزن بالغ الاصابة أثارت على الحبل الشوكي و دا أدى إلى شلل...
صعق الجميع من تلك الكلمة و صرخت توحيده و لطمت خديها... تعالت أنفاسه و قال يعني مفيش امل انه يمشي تاني...
-اكيد فيه بس صعب...

جلس سالم علي المقعد فهو شعر بتخدير بجميع أطرافه و دفن وجه بحزن...، وقف سليم مثل التمثال لا يعلم ماذا يفعل أو بمن يبدأ...و قال معتز بانفعال والله لأقتلهم...
خرج من غرفه العمليات و سمح لهم بالدخول... عندما فاق حسن شعر بتخدير قدمه و اكنها لم تكون موجودة و كانت توحيده و تقي يبكيان بحرقه نظر لهم و قال في ايه عاد انا كويس...
تنهد سالم بحزن و رتب عليه قائلا اكيد يا اخوي...

-عبد الحليم السويفي هو اللي عمل كدا...، بس هو ليه مش حاسس برجلي...
ابتلع سيف تلك الغصة و قال حصل مشكله بسبب الإصابة و... قطعه حسن بصدمه و عجزت...
رد سليم بحزن ما عايش اللي يعجزك يا أبا...، طلب منهم حسن أن يتركوا بمفرده... لبي الجميع طلبه و خرجوا...
-عمي خد امي و مرات عمي و راحوا...

-مش ههمل اخوي عاد... زفر سليم بحنق و علت نبرة صوته ملهاش لأزمة القعدة... انا لازم اشرب من دمهم، اقتربت منه رغدة و قالت بحزن و الدموع تملي عينها خلي بالك على نفسك يا ابن عمي...، اخذ سألم الحريم و غادر...
نظر سليم إلى سيف و معتز و قال طبعا عارفين ايه اللي هيحصل...؟
-بكرا هنسمع خبر حد فيهم... و سمعة العيلة هتبقى في الأرض...

تنهد سيف قائلا عايزين كل حاجه تبقى في التمام يا معتز..، كان سيف يريد قتلهم و لكن تدميرهم بهدوء يبدو أفضل
غادر سليم و تركهم، و ظل يسير في الشارع و لم بعرف وجهته و لكن قادته قدمه إلى زيارة قبر شقيقه...، جلس بجانب القبر و قال ابوك اتشل يا فادي و شعر بتلك الدمعة التي سارت من عينه انا مكنتش عايز انتقم منهم، قولت كفايه اللي حصل بس دلوقتي لازم اكمل... حقك و حق ابوك هيرجع، هنتقم منه و كلهم هيدفعوا التمن... و قام من عنده و مر من جانب عيله الدمنهوري و نظر عليه باستياء لتظهر بمخيلته ميادة التي أحبها و تزوجها و لكن خانته..."كله كان بسببك"
أشرقت شمس اليوم التالي و خرجت ندى في الصباح الباكر لكي تذهب إلى جامعتها... و لكن تفاجأت بأحد يكتم أنفاسها من الخلف...

و استيقظ صالح على خبر حريق أرضه... ارتدي ملابسه و خرج بسرعه لكي يرى ما حدث... ذهب زين و مصطفى خلفهم، كانت الأرض نشب بها الحريق و فقد مخزونها، تنهد صالح و قد علم أن ما فعل ذلك هما... و قال منك لله يا عمي انت السبب، انفعل زين و قال و رحمه اخوي لعلمهم الأدب... امسكه مصطفى و قال مش عايزين خسائر يا زين...

نزل مازن من غرفته فهو كان يشعر بسعادة عندما أخبره جده بمقتل حسن بالأمس و لكن أخبرته فاطمه بمن حدث، لتذهب تلك الفرحة و يتحرق من داخله و خرج تاركا المنزل...

صرخت ندى بقوه و قالت حرام عليك سيبني امشي من اهني، نظر لها معتز بضيق و غل و قبض على شعرها بقوه اخرسي يا بت و مش عايز اسمع حسك فاهمه...ظلت ندي تبكي بصمت فهي ليس ليها ذنب بما حدث...

قلقت صفية من تأخير ندى فهي كانت تأتى قبل إذن العصر، دلف عبد الحليم إلى المنزل...هرولت ايه و قالت ندى اتاخرت قوي يا ابوي... جلس و قال يمكن مواصلات، حسن اتشل و حرقوا أرض صالح... ندبت صفيه قائلة يا حزني طب و ندى بنتي...
-مخابرش هتلاجيها (هتلاقيها) اتاخرت في المواصلات.

أخبر صالح كل شي لسامح، و نبه عليه بأن يظل بالقاهرة... سمعته رنا و وضعت يده على فمها لتكتم شهقتها فهي تخشى على شقيقها و مصطفى... و صعدت إلى نور و اخبرتها قائله حسن ابوه سليم اتشل و شكلها هتكون خراب يا نور
سمعت نور تلك الأخبار و بدأت في البكاء فهي تعلم أن تلك الكارثة التي تأخذها معها...

دقت الساعة السابعة مساءا و لم تأتي ندى كان القلق يقتلها من الداخل فهو لم تعلم أين ذهبت ابنتها و ماذا حدث لها و خرج عبد الحليم و صالح لبحث عنها و لكنه كان بدون جدوي،  وكذلك مازن و زين...
دخل مازن إلى المنزل و قال ملهاش إثر يا عمتي... صرخت صفيه بقوة يعني ايه بنتي راحت فين؟
حاول مازن أن يهدئها و لكن اوقفته رساله، فتحها و قام بتحميل الفيديو لتتسع عينه بصدمة بالغة و سقطت الهاتف من يده، نظرت له صفيه و قالت بقلق ايه يا ابني؟

ابتلع مازن تلك الغصة و لم يستطيع التحدث، فقد انعقد لسانه مما رآه... لطمت خديها و جثت على ركبتيها ما ترد عليا يا ابني؟، دخل عبد الحليم و صالح إلى المنزل و كانت ملامح الوجوم تملو وجههم نظرت لهم بعينان حائرة  بنتي حصلها ايه؟
رد عبد الحليم بجمود انسى بنتك خلاص يا صفيه... لم تفهم ما قوله  و قالت بغضب بالغ انت بتقول ايه يا ابوي
-بنتك ماتت خالص... صاحت بيهم بقوه و صرخت لا بنتي ممتيتش لا... رتب عليها مازن و قال البقاء لله.

-حصلها ايه يا ابني قولي؟... نظر لها مازن بيأس و قال في حد يعتدي عليها و بعتلنا الفيديو... و اللي بقي على كل تليفونات أهل البلد كلهم... ابتلعت ريقها بصعوبة و سقطت على الأرض...
ذهب صالح إلى منزله و هو يشعر بالنكسة و الانكسار، نظرت له فاطمة و قالت اللي شوفته دا صح؟

هز راسه بانكسار عيله البنهاوي قضوا علينا يا فاطمه... بكت فاطمه على تلك الفتاة المسكينة التي لم تفعل شي و قالت ببكاء ليه؟ هي ندى عملت ايه؟ رتب عليها صالح بيأس العوض على الله، اتصلي باخوكي... و خلي ياخد باله زين من البنات... اتصلت سريعا و أخبرته بما حدث و طلبت منه أن يرسل رنا و نور إلى الخارج...
غضب سامح عندما رأى ذلك الفيديو و قال زودتها اوي يا ولاد البنهاوي... نظرت له نيرة و قالت خير.

-خطفوا ندى و اعتدوا عليها و دمروا سمعتها، خبطت نيرة صدرها بصدمه و قالت ازاي؟ لم يرد عليها و صعد إلى غرفة نور وقال جهزوا نفسكم عشان هتسافروا أمريكا... نظرت له نور بتعجب و كذلك رنا و التي سالت قائلة ليه...؟
-من غير ليه.. و خرج و تركهم... شعرت نور بالقلق يحتج قلبها و نظرت إلى رنا وقالت اتصلي بمصطفي أو مازن يا رنا، فعلت ما اخبرتها به و لكن ذهلوا بما استمعوا إليه اصدمت نور بخوف فيعني ذلك أن سليم سوف يعمل معها ذلك و ارتجف جسدها بخوف...، و كذلك رنا شعرت بالخوف فيبدو أن اللعبة لم تكن سهله كما ظنت.

دخل سليم إلى غرفه والده بالمستشفى و قال الدكتور قال انك ممكن تخرج...
-و لا مخرجش ما انا كدا هفضل جاعد (قاعد) على الكرسي، تنهد سليم بحزن و قال هتعمل العملية و هتبقى كويس
-ناري مش هتبرد غير ما اخلص منهم... نظر له سليم و قال و دا اللي هيحصل يا حج...
بالخارج كان يجلس سيف و معتز... و قال سيف ظبط كل حاجه
-الضحية بقيت بجلاجل و لسه الدور الجاي على بنت سامح و شرف...نظر له سيف وقال لازم يدمروا كلهم...

لم تغفل عينها قط فهي ظلت ماذا سيحدث لها، و ظلت تبكي طوال الليل و تتمني أن تغادر بسلام... و لكن دائما لا يحدث ما نتمناه... في اليوم التالي أتاه اتصال منه يخبرها أن تذهب إليه و الا سوف تحدث ما لم تتوقعه و لحسن حظها كان لم يوجد أحد بالمنزل، جمعت نفسها و ذهبت إلى العنوان الذي أرسله لها و كان شقة في احدي أحياء أكتوبر الفاخرة صعدت إلى الشقة بخوف و طرقت الباب بيدها المرتعشة و عندما فتح لها احست بالخوف يهز كيانها بالكامل  عندما رأيته عاري الصدر و قال ادخلي...،

دلفت بخطواتها البطيئة  و تشاهد تلك الشقة الفاخرة و اثاثها الباهظة و لم ما يهم في الأمر هو فماذا يريد منها، جلس على الاريكه و أشار لها بجلوس و قال طبعا انتي عايزة تعرفي انا طلبتك هنا ليه؟ نظرت إليه بدهشه فهي تخشى وجودها معه و قالت ليه؟، نظر لها و قال  اكيد انتي خايفه ابوكي  و اظن ان لو انتي مش خايفه مكنتش هتيجي هنا و خصوصا بعد اللي حصل لندي ؟، لم تفهم نور ما يريد و قالت انت عايز ايه يعني؟

-عايزك، رمشت بعينها فهي لم تفهم تلك الحديث و لكن اكيد نيته لم تكون جيدة بالمرة، نظرت له و قالت مش فاهمه؟
تنهد سليم و قال يعني انتي مش فاهمه؟، توترت فهي الان فهمت معنى ذلك و لكنها يستحيل أن تفعل ذلك و ان تسلم نفسها لهذا الوضيع و قامت لترفض ذلك بشده مستحيل فاهم...

لم يتحرك من مكانه و قال لو دا محصلش الصور هتروح لابوكي، جلست مره أخرى و قالت بضعف بس...قطعها بحده أظن أن كلامي واضح كفاية و القرار في ايدك؟، لما يطلب منها ذلك الآن فهو من الممكن أن يخطط لشي آخر و لكن تتركه  و ترحل و لا تعبئ لتهديده و ام تنصاع لأوامره الوضعية، قامت نور قائلة ابعت الصور احسن و همست لمغادرة و لكنه قبض على يدها بشدها و جذبها إليه لتلتصق بصدره العاري محاوطا خصرها باليد الأخرى شعرت بهروب الدماء من وجهها و تخشب جسدها، قرب وجه من وجهها قائلا انتي فاكره انه بمزاجك... انتفض جسدها و شعرت بارتجاف جسدها  و قالت انا معملتش ليك حاجه حرام عليك...

-اهلك السبب، و انا بصفي الجديد و القديم، ترقرت الدموع بعينها و قالت انا مالي...؟
نظر لها بضيق رفع يده الأخرى ليجدبها من شعرها و قال بغضب بطلي  تمثلي  انك بريئة و انتي زبالة زيهم، و بعدين ما انتي كنتي معايا هناك و لا دلوقتي عامله فيها محترمة...، رمقته بصدمة و قالت سيبني...
-مش قبل لما ابوكي يجي و يشوفك نايمه معايا... نظرت له بخوف و لم تنطق... زمجر قائلا قولتلك بلاش تمثيل، ادخلي جواه، ظلت واقفه تفرك يدها و يرتجف جسدها، أشار على الغرفة و صاح بغضب ادخلي جواه...

اتصل بسيف قائلا جبتها، هيبقى قدامه قد ايه و يوصل...
-ساعه او اقل مش عارف المهم انت...
-لا مستحيل اعمل حاجه زي كدا، بس عايز اقضي على سامح للأبد...
-بس خد بالك ليقتلك... ترك هاتفه و تنهد بضيق و قال بتوعد والله لأعملك الأدب يا نور... دخل إلى الغرفة وجدها جالسة على الأرض و تتضم ركبتيها إليه صدرها  و تبكي بهدوء لم ينكر أنه يرق قلبه لها و لكن تصرف عكس ما بداخله و قال هتفضلي تعيطي كتير...

نظرت له بعينها الدامعة و دفنت وجهها، اقترب منها و عندما لمس يدها ابتعدت عنه و قالت بصراخ ابعد عني... زمجر سليم و قبض على شعرها ليرفع وجهها له و قال بحدة هو انتي فاكره اني هموت عليكي، انا بعمل كدا عشان اخد حقي عيلتي بس... نظرت له و قالت و حق مراتك الخاينه مش صح... فقد أعصابه و قام بصفعها على وجنتها بقوة جعلت الدماء تسيل من فمها، و قبض شعرها و قومها و قال والله لكرهك في نفسك.. و دفعها لتسقط على الفراش و تشعر بالألم في ظهرها، اقترب منها و جث فوقها و قال كل كلمه هتتدفعي تمنها فاهمه... و قام بتمزيق ملابسها و ثبت يدها الاثنان لكي يمنعها من الحركة، ظلت تبكي و تتوسل له بأن يتركها... نظر لها و ظل يحدق بعينها و قال اسكتي...

ابتلعت ريقها و قالت بخفوت ارجوك سيبني يا سليم... انحني ليقبل شفتيها و تراخت قبضة يده عليها... و قال انا... و لم يكمل و كان في تلك اللحظة وصل سامح الذي كان يقف مصدوم و شعر بتسيب أطراف جسدها... قام سليم و نظر له بشماتة فتكفي نظرة الانكسار التي رآه بعينه، شعرت بأنها على وشك أن تفقد روحها و ظلت دموعها تسقط بغزارة، اخرج سامح سلاحه و قال لازم اقتلك...، ارتجفت نور فذلك السلاح في اتجاها... و صاح بسليم قائلا خلاص يا ابن البنهاوي دمرتنا مستني ايه تاني، هتخليني اقتل بنتي بأيدي و اردف قومي معايا... كانت نور تعلم انه سوف يقتلها أن غادرت.

-مش هتاخدها... نظر له سامح فهو يريد قتله هو الآخر و لكن يعجز عن ذلك وقال لو مقومتيش معايا، ولا هتبقى بنتي ماتت، نظرت له بحزن و لكنها لم تجد شي لتقوله، حتى أن ماتت فهي لا تريد أن يقتلها والدها، خرج سامح الشقة و هبطت دموعه فالان قد خسر ابنته إلى الأبد...
بكت نور بشده، فالان فقد أهلها و قد تبر منها والدها و نظرت له بكره و قالت ارتاحت كدا صح...؟... نزل الصور ولا اقولك كمل و اعمله فيديو زي ما عملتوا في بنت عمتي...
نظر لها بهدوء و خرج من الغرفة، ارتدى قميصه و غادر...

كان سامح يقود سيارته و يتذكر رؤية ابنته، اتصدم بسيارة أخرى في حادث سير مروع... و انتقل إلى المستشفى و وصل الخبر إلى نيرة...

قامت نور و ارتديت ملابسها و خرجت من الغرفة و أمسكت هاتفها و أجابت على رنا "خالو في المستشفى يا نور عمل حادثة انتي فين.؟" اوصدت نور المكالمة و قفلت هاتفها... انا السبب... و خرجت من الشقة

اوصل سيف والده إلى المنزل و قال البيت منور يا حج، ابتسم حسن بيأس... اتجهت تقي ناحيه و انحني لتقبل يده و قالت حمد الله على سلامتك يا ابوي...
-عمك فين...
-راح الشغل... تنهد و قال دخلني الأوضة يا ولدي، كانت تقي جهزت الغرفة التي بالدور الأرضي لكي يمكث بها والدها، و بكت عندما رأيته في تلك الحالة...

ذهب سليم إلى الشقة و لم يجدها بها شعر بالقلق و لكنه تجاهل ذلك، فهي لا تهمه بشي، و اتصل بسيف لكي يطمن على والده و أخبر سيف انه بخير و قد تقبل الوضع... قفل معه و كان عقله يجبره على التفكير بها، و زفر بحنق...

اتصلت نور بصديقها و قالت انا موافقه اتجوزتك، سعد كثيرا و قال انتي فين؟
-في القاهرة و اجي بكرا...
-انا في القاهرة كنت يزور بابي هبعتلك عنوان الشقة...، ذهبت إلى العنوان و فتح له و لكنه تعجب من هيئتها الذابلة و قال مالك يا نور؟
ابتسمت بوهن مفيش هترجع امتى... رد عليها و قال لما نتجوز هنرجع مع بعض... نظرت له بعينان ضائعة، قام ليجلس بجانبها و عندما اقترب منها ابتعدت عنه و قالت لما نتجوز...
زم شفتيه بضيق و قال ماشي...

دخل سامح في غيبوبة، و ظلت نيرة تبكي علي تلك الحالة التي وصل إليها، فقد أخبرها الطبيب انه ممكن يظل هكذا لفترة  طويلة، كانت رنا نشعر بوجود شي ما و كانت تقلق على نور التي لم ترد عليها و علمت أن يوجد رابط بين الحادث و اختفاء نور و لكن كان تخشى أن يكون حدث لها مكروه...

أخبرها جو بأن تدخل تستريح في الغرفة و انهم بالغد سوف يقوموا بعقد القرآن و بعد ذلك سوف يذهبوا... دخلت نور و ألقت نفسها على الفراش و اجهشت ببكاء فقد انتهى كل شي الان بالنسبة لها...

في الصباح اليوم التالي أتى سيف إلى القاهرة و ذهب إلى الشركة و دلف إلى مكتب سليم قائلا عرفت الأخبار...
رفع سليم نظره و قال ايه؟
-سامح عمل حادثة و في غيبوبة  و شكله مش هيقوم منها... نظر له بتعجب و انت عرفت ازاي؟
-الخبر نزل على موقع الشركة بتاعته، انت بس اللي مش متابع
-طب متعرفش حاجه عن نور... نظر له سيف بدهشه و قال و انت مالك يا عم؟
-ولا حاجه بس عايز أعرف هي راحت فين؟
-تلاقيها موت نفسها و خلاص...

في المساء ذهب جو لإحضار الأعراض اللازمة لكتب الكتاب و احضر لها فستان و طلب منها أن تجهز عقبال ما يأتي  المأذون، دلفت نور إلى الغرفة و نظرت إلى نفسها في المرأة لتتذكر جملته "هخليكي تكرهي نفسك"...
-بكرهك يا سليم مش هسيب حقي، هقتلك...و أخرجت الفستان و ارتديته و نظرت إلى نفسها بتهكم و حزن على ما تفعله و خرجت من الغرفة و جلست على الاريكه، ابتسم جو و قال خلاص هو على وصول...

شعرت بتجمع الدموع بعينها و لكن تظاهرت بالابتسامة الخادعة، طرق الباب و قام ليفتح و دلف و معه المأذون و معه اثنان من الشهود... جلس المأذون و قال بطاقتك يا عروسة، استأذنت نور و دلفت إلى الغرفه لكي تحضر هويتها و خرجت واعطيتها له، بدأ المأذون في مراسم كتب الكتاب...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة