قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول بقلم أسماء صلاح

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

خيم الحزن على المكان و تعالت أصوات القرآن الكريم في صوان العزاء و كان جميع رجال عائلة السويفي يأخذوا العزا بالخارج و بالداخل كانت تجتمع نساء العائلة و القرية لتأدية واجب العزاء.

كانت فاطمة تنوح على فقدانها لزوجها الذي قتل غدر و تضرب خديها نادبة حظها و كانت رنا تحاول أن تهدي والدتها و لكنها كانت في مرزيه هي الآخرى فقد مات والدها، وكذلك نور التي كانت تشفق على حاله عمتها و عندما دلف صالح إليهم هرولت إليه مسرعة و صاحت بعلو صوتها حقي جوزي لازم يرجع يا اخويا لازم نأخد بالتار من عيلة البنهاوي هما اللي قتلوا شرف زي ما قتلوا ابنك، قامت خلفها منيرة والدة نور و قالت اهدي يا فاطمة و كفاية عشان الناس بتبص علينا و في تلك اللحظة تمكنت من سماعهم توحيده زوجه حسن البنهاوي و قد تملك الغضب منها فتلك تعتبر اهانه إليها و قامت و صاحت بصوت عالي لفت انتباه جميع الجالسين "تحطي لسانك جواه خشمك يا بنت السويفي لأحسن اطربق العزا دا على نفخوكم، نظرت إليها نيره بغضب و قالت بانفعال مش هينفع اللي انتي بتعملي دا، لم تلحق توحيده أن تكمل و اخذتها منيرة معتذرة على ما حدث...و تقلب صالح ذلك بصدر رحب فهو لا يريد اي خسائر.

خرجت من المنزل وقالت انتي كنتي عايزة تأدي النار، مش كفايه ولدك راح جبل (قبل) أكده
بدأت توحيده في العويل و قالت بحزن و قهره محروقة اوووي يا منيره جتلوا (قتلوا) ولدي غدر عشان كان بيدافع عن شرف اخوه، مش هرتاح غير لما اشرب من دمهم بأيدي...

رتبت عليها مش دلوق يا خيتي (اختي) مش عايزين حاجه تحصل ولادك موجودين هنا لو حصل حاجه البلد كلها هتتقلب
في العزا بالخارج قام سليم و سيف بتأدية الواجب و قبل أن يغادر سليم صافح سامح قائلا بتوعد استعدوا للحرب بجي (بقا) و انت خابر زين ان الحرب دي بتكون محتاجه رجاله مش نسوان عاد...

اتجه مصطفى ناحيه عمه عندما لاحظ وقوف سليم معه و قال في حاجه يا عمي.. رمقه سليم بتهكم واضعا يده على كتفه متخافش عليه قوي أكده انا مش هجتله (هقتله) عاد، ضاقت عينها بغضب و لكنه يعلم أنه إذا وقف أمام سليم البنهاوي الان فسوف ينقلب ذلك الصوان إلى مجزاره و كبح غضبه قائلا ماشي يا سليم لما نشوف الآخر بس انت عارف زين اني مش قادر اخرسك على اللي انت قولته دا، نظر إليه بامتعاض و عدل طرف عبايته قائلا انا هعدي اللي حوصل (حصل) دا بس بمزاجي و خرج من العزا خلف أخاه الذي سبقه...

بعد انتهاء العزا أجتمع أفراد عائلة السويفي و على رأسهم الحج عبد الحليم والد شرف و بدأ حديثه قائلا احنا اكده عملنا العزا و قلبنا اللي حوصل بس اللي جتل ولدي لازم يجتل.. رد عليه صالح بس يا عمي احنا مش عايزين نبدأ نفتح معاهم حرب من تاني و من بعد ابوي ما مات و الموضوع خلص
-مخلصش بدليل موت ولدي والحرب اللي قومها سليم علينا في الشغل و لا انت نسيت و شركه شرف و سامح اللي خسرت في القاهرة دي ما اللي وراها سليم و اخوه، انا قولت ان الحرب خلصت و النيران هدمت بس لا.

نظر سامح إلى أخيه بقلق فهو يخشى مواجهه تلك العائلة التي تزداد نفوذهم يوم بعد الآخر و قال مش عايزين نولع النار اللي ابويا طفها يا عمي و بعدين انا معنديش غير نور و خايف عليها
رمقه بغضب و قال يعني حق ولدي يروح هدر و بعدين نور هتتجوز واحد من ولاد عمها و رنا نفس الكلام، و بعدين خلاص مفيش سفر للفاطمة تأني و مازن هيقعد عشان يشوف مصالح ابوه.

نور كانت قاعده مستغربه من الكلام اللي بتسمعه هي تقريبا اول مره تسمع حاجه زي كدا و كل ما أردته في تلك اللحظة أن تغادر ذلك المكان الذي يمتلئ بالمجانين كما وصفتهم فحتى عمتها تنسجم معهم و توافقهم... و كانت رنا في مثل حاله نور فهي لم تقتنع بالثأر و ذلك الهراء الذي يتحدثون عنه فيوجد القانون و لكن ادهشهم حديث مازن الذي تفاجأت بيه كلتاهما "لازم حق ابويا يرجع و محدش هياخد بتاره غيري" نظرت إليه نور بتعجب و قالت بطل جنان يا مازن احنا ملناش علاقه بكل دا على فكره و كمان كلها يومين و هنرجع أمريكا تأني و اكيد القانون اتعمل عشان الحاجات اللي زي كدا، دعمتها رنا هي الأخرى فهي لا تريد أن يتورط أخيها في ذلك و قالت انا بكرا هروح أبلغ البوليس و اتهم الناس اللي بتقولوا عليهم دول...

نظر عبد الحليم إليهم و قال بغضب أخرسوا انتم الاتنين و مش عايز اسمع حس واحده فيكم رمقته نور بدهشه و لم تنطق و أخذت رنا و صعدوا إلى فوق... و اكمل عبد الحليم كلامه حد عنده اعتراض على جواز البنات
لم يجد سامح شي لقوله و قال اللي تشوفه يا عمي بس نور لسه مكملتش ١٩ سنه حتى و ولاد عمها الاتنين أكبر منها و رنا ٢١ سنه.

-و ايه المشكله بجي مصطفى ٣٥ و زين ٣٢، ابتلعت نيره ريقها فهو لا تريد أن تلقى بابنتها في ذلك الوحل و لكنها كتمت ذلك بداخلها...و اردف عبد الحليم و انت من بكرا هتنزل القاهرة عشان تشوف مصالحنا هناك مش هنجعد(هنقعد) ننوح زي الحريم عاد و لما نشوف آخره ولاد البنهاوي ايه... و انت يا فاطمة هتفضلي اهني (هنا) و لا عندك رأي تاني..
-لا هفضل هنا همشي اروح هنا بس لازم حد يسافر أمريكا عشان يخلص أورقنا و يصفي كل حاجه هناك...

عدي ما يقارب اسبوع و لم تضع فاطمة ايه شيء في جوفها سوى بعض اللقيمات البسيطة فقد اتقتل زوجها و حبيبها و نزلت ذاهبة إلى مكتب الذي يجلس به صالح شقيق الأكبر..
-هتجيب حقك ولد عمك ازاي يا اخوي تنهد صالح قائلا اقعدي يا فاطمة و انا هفهمك كل حاجه.. صاحت بقوه انا عايزة حق جوزي مش كفايه ابنك اتقتل على ايدهم ...
لم يجد ما يعبر به و لكن ان اشتعلت النيران مره أخرى لم يستطيع أحد اخمادها و هو لا يريد خسارة احد من اولاده ضحية الثأر مره أخرى ..

-شرف دا صاحبي و اخويا و ابن عمي و انا مستحيل اسيب دمه يروح هدر بس لازم نفكر بالعقل عيله البنهاوي كانوا في العزا و انا مش عايز اشعلل النار مره تاني كفاية أن عمك مش ساكت و صفيه حتى مجتش تاخد عزا اخوها ...
-والله يا صالح لو مخدتش بتار شرف لأقتلهم انا بأيدي نفر نفر...

خلاص يا رنا كفايه بقا انتي بقالك أسبوع على الحال دا بكت بشده مش قادرة يا نور يعني بابي يتقتل في بلده و نيجي هنا عشان ندفنه و لسه الله اعلم هيحصلنا ايه، ضمتها نور و رتبت عليها اهدي يا رنا اكيد بابي مش هيسيبكم و اونكل صالح كمان.. و انا معاكي يا حبيبتي متخافيش و انا عايزة انزل أمريكا عشان الجامعة و لا انتي عايزة تسمعي كلام المجانين دول.

-اكيد لا يا رنا و انا عايزة ارجع لبيتنا هناك طبعا بس المشكله ان ماما مش هتسافر و هتفضل قاعده هنا
زفرت نور بضيق ما هو انا مستحيل اعيش هنا و لا اتجوز واحد من هنا و بعدين كلامهم دا يشموا على نفسهم مش علينا و بعدين خلاص اونكل شرف مات و اكيد لو كان عايش مكنش هيرضي يبهدل حد فينا... و تعالى ننزل تحت نشوف ايه اللي هيحصل

خرج صالح و نيرة من المكتب و جالسوا مع سامح و زوجته قائلا اتكلمت مع حد من عيله البنهاوي يا سامح و لا إيه عاد..
تريث سامح ليبدا بالكلام بتردد سالم البنهاوي قال إنه مقتلش شرف و انه عيلته ملهاش علاقة بحاجه زي كدا
انفعلت فاطمة والله لو حق جوزي مرجعش لا رجعه بطريقتي انا و هسيب البيت دا و هروح عند عمي، هما فاكرين ايه و لا عشان سكتنا علي قتل محمد نبقى خايفين.

عتابها صالح قائلا انا افدي شرف بروحي بس انا خايف على الولاد يا فاطمة الدم مبيجبش الا دم في الأول ابني مات و بعده شرف و مش عايزين نخسر حد تاني، تركته مغادرة فهي لا تريد الا حق زوجها.
-هو ليه البوليس ميقبضش على اللي قتل بابي قالتها رنا ببراءة و نظر إليه صالح بحزن عشان عيلة البنهاوي كبيرة و محدش يقدر يقف قدامهم كفايه سليم حسن البنهاوي ...
بدات رنا تخاف على نفسها و عيلتها طب ما تقول لماما تمشي من هنا و خلاص..
-امك يا بنتي مش هتسيب حقها، و ادينا مستنيين اللي هيحصل اهو...

أبتسم حسن و قال لما نشوف بجي(بقا) هيعملوا ايه عاد...
-و لا يقدروا يتكلموا يا اخوي و بصراحه انا كان نفسي سامح هو اللي يموت بس جات في شرف بجي و بعدين حتى معندوش ولاد نموتهم
-عافرم عليك يا اخوي صحيح ولد البنهاوي بس انا مش رايد النار تولع من تاني و انت خبر زين ان فادي اتجتل (اتقتل) غدر و سليم و سيف مش رايدين يترجعوا.. طمأنه سالم قائلا من حق سليم ياخد حق مراته و اخوه و سيف نفس الكلام ولادك رجاله يا اخوي، تنهد حسن بحزن موت فادي كسرني اوووي يا سالم، بس انا نفسي اعرف ليه عائلة الدمنهوري مخدتش حقها من السويفي
-مش عارف بس متنساش انها كانت فضيحة ليهم و ميادة انتحرت و محدش عرف حاجه...

صعد سليم الي غرفته و اوصد الباب خلفه.. جالس على فراشه ليشعر بالضيق و رغبته في النيل منهم تزداد فهو فقد أخيه و زوجته ..
دلفت تقي إليه بعد أن طرقت الباب سليم ممكن اتكلم معاك شويه.. ابتسم سليم فعند رؤيته لشقيقته الصغيرة ينسى جميع متاعبه و قال تعالى يا حبيبتي...
جلست تقي بجانبه و قالت انا خايفه تروح مني يا سليم انت عارف اني مليش غيرك انت و سيف بلاش توجع قلبي عليك يا اخوي..

نظر إليها و امسك يدها ليطمئنها متخافيش يا تقي محدش فينا هيحصله حاجه بس انا مستحيل اسيب  حق مياده اللي الكلب اغتصبها و قتل اخوكي..
ترقرت عينها بالدموع قائلة و محمد السويفي اتقتل و اكيد عيله السويفي مش هيسكتوا...
-كل اللي يهمني اخد حق اخوكي و حق مراتي و زي ما عملوا فيها هدوقهم من نفس الكأس...
-انت عمرك ما ظلمت حد يا سليم و اكيد مستحيل تعمل كدا مع واحده من عيلتهم حاجه و كمان انت متعرفش ايه اللي حصل بظبط و كل اللي كان يعرفوا الحقيقة ماتوا... غضب من حديثها و قال قصدك ايه يا تقي.. تلعثمت تقي و قالت و لا حاجه يا سليم انا همشي

صعدت نور إلى غرفتها و تمددت على الفراش ياربي بقا يخلص الموضوع دا على خير...
دلف مازن إليه و كان يبدو عليه الحزن اتجهت إليه و احتضنته انا خايفه اوووي يا مازن...
-متخافيش يا نور مش هيحصل حاجه يا حبيبتي
-اوعي تبقى زيهم و تاخد بتار ابوك حاوط وجهها بيده لازم يا نور انا مستحيل انسى عاداتنا و تقاليدنا
-لا يا مازن دا جهل و تخلف و بعدين دا شغل البوليس و احنا ملناش دعوه بي...

-سليم البنهاوي خسر ابويا شغله و دا كان السبب الرئيسي اللي خليها ينزل و يستغل الفرصة عشان يخلص عليه و انا هقف قصاده لو دفعت عمري كله، لازم اخلص عليهم و خرج من عندها...
تضايقت نور من طريقته هو الآخر فيبدو انه جن قائلة تار ايه دا افوووو بجد يعني الراجل يقتل و محدش يعرف مين اللي عمل كدا و بعدين ايه سليم البنهاوي دا كمان اللي خايفين منه دا افوووو بجد، و ذهبت إلى الغرفه التي تمكث بها رنا و التي كانت تجلس في الشرفة شاردة... رنا... ردت رنا بدون أن تلتفت إليها و قالت بحزن نعم يا نور.

-هنعمل ايه يا رنا انا خايفه على بابي و مازن
-مش عارفه يا نور بس ماما مش هتسكت غير لما حق بابا يرجع
-طب و العمل؟
-مش عارفه بس لازم مامتك تقتنع اننا نمشي من هنا و المشكله ان بابي مش عارف يقنعها و كمان مازن راكب دماغه و بصراحه لازم احنا نمشي قبل ما تلاقي نفسك متجوزه واحد من ولاد خالك
-ازاي يا نور طيب؟، فكرت نور لثواني و قالت بابي اكيد هيسافر القاهرة و ماما معها و انا و انتي هنروح معهم و من القاهرة سهله اننا نقنعهم و نسافر أو حتى نسافر من وارهم مش مشكله.

-تفتكري خالو هيرضي و بعدين انا ممكن معرفش اسافر القاهرة عشان مش هينفع اسيب ماما لوحدها
-لا يا رنا ما هو انتي لو قعدتي هنا هتبقى بتقضي على مستقبلك و بعدين جدك دا شكله مجنون اصلا و واضح ان كلهم بيعملوا لي حساب...
تنهدت رنا بضيق قائلة انا عايزة أبلغ البوليس و اتهمهم بالقتل و بعدين نبقى نمشي، لم تقتنع نور بتلك الفكرة و لكنها وافقتها عليها "بس هنروح لوحدينا و لا هنقول لحد".

-اللي مات يبقى بابا و من حقي اعرف من اللي قتله، احنا هنصحي بدري الصبح و هنروح نبلغ عنهم.. هزت نور رأسها موافقه فمن الأفضل أن تتدخل الحكومة بذلك... و في الصباح خرجوا الاثنين بدون ما احد يراهم و سألوا عن القسم التابع إلى قريتهم حتى وصلوا إليه و طلبت نور من العسكري انها تريد تقديم بلاغ ما إن قالت عائلة البنهاوي حتى تغيرت ملامحه بدرجه لحظتها هي و رنا و اخذهم ليدلف بيهم إلى غرفه المأمور...

ارتبعت رنا قليلا و لكنه قررت المواجهة و لا يوجد ما تخشاه فهي تريد تحقيق القانون بعيدا عن الثأر و جلست هي و نور بعد ما قالها لها المأمور ذلك و بدأ في حديثه قائلا خير قالوا انك عايزة تقدمي في بلاغ، ازدارت ريقها و قالت بتوتر اهااا انا رنا شرف السويفي و بابا اتوفى من اسبوع و خلصنا العزا، و هو مات مقتول و انا شاكه في إن اللي عمل كدا حد من عيلة البنهاوي...

أرتبك المأمور فهو يعلم أن لو كان الفاعل من عائلة البنهاوي فهو لا يستطيع المجادلة معهم من الاساس و قال بس انتي مش متأكدة من دا و انا مقدرش أحقق معهم طلالما انتي معنديكش دليل...
اتعصبت نور و قالت واضح ان حضرتك خايف و بعدين المفروض أن التحقيق من الدليل دا شغل حضرتك رمقها بضيق و قال تمام، ما إن عديت دقائق عليهم بالداخل وجدوا شخص يدلف إليهم التفت إليهم كل من نور و رنا عندما لفت انتباههم وقوف المأمور،و كان يقف شاب فارغ الطول لا يستطيعوا التفريق بينه و بين الباب، عريض المنكبين جسمه الرياضي اعطه جاذبية رغم ذلك الجلباب و العمة الصعيدي التي يرتديها، يبدو على ملامحه الصرامة و الجدية لدرجه ارعبتهم و قال بصوته الرجولي الرخيم و هو يتجه ناحيه المكتب "زعلان منك يا رزق بيه، مش معجول(معقول) يكون بيتقدم في عائلتي بلاغ و انا مخابرش (معرفش) " أرتبك رزق و ظهرت ملامح الرعب جلية على وجه و قال مدافعا مفيش حاجه من دي يا سيف باشا دي مجرد دردشة بس..

القى سيف نظرة عليهم و قال خير بجي كنتي عتقولوا (هتقولوا) ايه؟ نظرت رنا إلى نور بتوجس وقالت انا كنت جايه أقدم بلاغ عشان قتل بابا...، نظر إلى رزق مره أخرى و قال طبعا انت عارف لو الموضوع دا وصل لحسن بيه هيزعل ازاي، بس انا هلم الموضوع و اردف بحده و نبرة امرة اتفضل انت اخرج برا عشان اتكلم مع القطتين دول، ازدرا ريقه و خرج من المكتب، جلس سيف علي الاريكه و قال أمم بلاغ ايه عاد اللي انتم عايزين تقدمه؟، تلعثمت رنا قائلة انا مليش كلام معاك اصلا يلا يا نور نقوم، و لكن تفاجأت به يقبض علي ذراعها بعنف و صاح بقوه لما اتكلم معاكي تقفي و متتحركيش بدل ما اخليكي تقضي الليلة في السجن انهارده .. تخلصت من قضبته نازعة يده بقوه و قالت ايدك دي متتمدش عليا و أشارت إليه بصبابتها قائلة و انا مبخافش...

عاقد حاجبه بدهشه و اعتل ثغره ابتسامه ساخرة و قال واضح انك متعرفيش مين سيف البنهاوي، تتدخلت نور لتردف و مش عايزين نعرف مين سيف البنهاوي بس اعرف انت اننا من عيله السويفي...نظر إليهم ببرود و قال واضح ان عيله السويفي مجبتش غير نسوان...ردت عليه رنا بانفعال النسوان دول اللي جبتهم عيلتك.. طبقت يده على وجهها صافعها بقوه جعلتها تتألم و قال لسانك دا هقطعهولك، وقفت نور حاجز بينهم و قالت بحده انت فاكر نفسك راجل لما تقف قدام بنتين كدا و على فكره احنا مش خايفين منك و طلالما انت واثق ان محدش من أهلك قتل اونكل شرف يبقى واجهنا في المحاكم بقا...

فقد سيف أعصابه فمن تلك الفتاتين لتتفوه كل منها معه بتلك الطريقة و صر على أسنانه بشده لكتم غضبه قائلا ماشي يا ولاد السويفي و خرج من المكتب قبل أن يفقد غضبه و أخبر المأمور بأن ينهي ذلك الأمر بمعرفته و بعد ذلك ذهبت نور و رنا إلى المنزل فهم لم يصلوا إلى أي شي و رأيهم مصطفى و سألهم قائلا انتم كنتوا فين و ازاي تخرجوا من البيت من غير ما حد يعرف ؟ زفرت نور بضيق و قالت ونبي فكك و متعملش راجل عليا و انتم مش عارفين تجيبوا حق الراجل اللي مات، غضب من كلماتها و قال بزمجرة اطلعي فوق انتي و هي بدل ما امسح بيكم الأرض، زمجرت رنا هي الأخرى فيكفي الإهانة التي تلقتها من ذلك و قالت لا اتكلم عدل معانا و لو مش عارف يبقى تسكت...

كبح مصطفى غضبه و قال انا مش همد ايدي على حرمه و ليكم رجاله اتكلم معاهم... زفرت نور بضيق و قال لا واضح ان العيلة دي مفهاش راجل رنا اضربت و اشتمنا من واحد ملهوش لازمه اسمه سيف البنهاوي احتقنت الدماء بوجه و لكن لم يكمل حديثه لظهور مازن و عبد الحليم أمامه و الذي كانت ملامحهم لا تباشر بالخير ابدا، و اتجه مازن إلى المكتب ليأخذ بندقيه و خرج و هو يتطاير الأشرار فقد اقسم على قتل ذلك الحيوان الذي تطاول عليهم، صرخت كلتاهما باسمه مازن...؟.. و لكن كان مازن خرج من المنزل بالفعل...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة