قصص و روايات - نوفيلا :

رواية نوفيلا أعترض حضرة القاضي للكاتبة شاهندة و جود علي فصل خاص

رواية نوفيلا أعترض حضرة القاضي للكاتبة شاهندة و جود علي فصل خاص

رواية نوفيلا أعترض حضرة القاضي للكاتبة شاهندة و جود علي فصل خاص

كلمات سرقت القلب
الخيانة هي أحقر الجرائم الإنسانية، فهي طعنة في الظهر وقتل بسكين بارد للروح والوجدان، مؤلمة بقسوة خاصة إن كانت تلك الطعنة من أُناس كنا نثق بهم، تهزمنا دون قتال وتُردى أرواحنا دون نزاع، نتمنى وقتها أننا لم نولد كي لا نعيش قسوة الخذلان.

أسرع( حمزة)بسيارته متحاشيا الإصطدام بتلك السيارة التي أمامه، يتجاوزها بصعوبة وعيونه على تلك السيارة الأخرى تلك الجيب الرباعية التي تتقدمه إقترب من تلك السيارة بسرعة ومهارة ليميل برأسه فجأة حين إنطلقت بعض الأعيرة النارية من السيارة التي يطاردها بإتجاه سيارته لتخترق الزجاج الأمامى وتحطمه، أمسك المقود بيده اليمنى يحافظ على ثبات سرعة السيارة بينما مد رأسه يحاول أن يرى من اي إتجاه انحرفت تلك الجيب التي اختفت فجأة حتى رآها من بعيد يحاول سائقها الإنطلاق بسرعته القصوى، عقد(حمزة) حاجبيه قائلا بغضب:.

-بتحاول تهرب، مش هتقدر، أنا حياتي كلها معاك.

ضغط دواسة البنزين ليقود بسرعة سيارته القصوى بدوره يتبعه بإصرار حتى إقتربا من مصنع قديم، توقفت الجيب أمامه وهبط منها السائق يؤمّن زميله بالسلاح بينما كان الآخر يسحب إمرأة من السيارة كانت تصرخ بقوة مستنجدة وهي تدفعه عنها، قبض(حمزة)على مقود السيارة بعنف حتى ابيضت سلامياته حين رأى كيف يجرّها هذا الرجل بينما هي تقاومه بكل قوة ليدلفوا إلى المصنع، كاد ان يصطدم بشجرة من فرط إنفعاله الذي لم يجعله ينتبه للطريق فتفاداها وهو يضغط المكابح بقوة فدارت السيارة حول نفسها عدة مرات محدثة صريرا عاليا قبل أن تتوقف تماما، هبط منها (حمزة) وهو يتبعهم بإصرار وبقلب وجل، ما إن اقترب منهم حتى شعروا به فتوقفوا فجأة يواجهونه بعيون تقدح بالشر، تطلعت إليه (هبة)بصدمة هاتفة بإسمه فحدقها بنظرة شملتها بالكامل يتاكد من ان أي من هؤلاء المجرمين لم يمسها بسوء وعند تأكده عاد لعينيها قائلا كلمة واحدة:.

-متخافيش.
قالها بنبرة بثت فيها من الطمأنينة ماجعلها توقن بكل ذرة في كيانها بأن كل شيئ سيكون على مايرام مادام هو إلى جوارها، عاد بعينيه إلى هؤلاء المجرمين بعد ان قال احدهم بسخرية:
-انت مجنون ياجدع انت؟جاي لوحدك وواقف أعزل من غير سلاح وقدام اتنين معاهم سلاح وبتقولها متخافيش، لأ خاف انت بقى عشان الرصاصة اللى هتطلع من مسدسي دلوقتي هتيجى في قلبك ياخفيف.

طالعه (حمزة)بنظرة أرسلت الرعب إلى اوصال هذا المجرم رغما عنه وهو يقول:
-مين قالك إنى لوحدي؟
عقد الرجلان حاجبيهما وهما يتطلعان إلى بعضهما البعض بتوتر قبل ان يقول هذا الرجل الذي يمسك ب(هبة):
-مين اللى معاك أنا مش شايف حد يعني؟
أشار (حمزة)إلى السماء قائلا:
-معايا ربنا.

ليتحرك على الفور مستغلا تشتت انتباه الرجلين اللذان نظرا إلى السماء ليركل سلاح اقرب رجل إليه قبل ان يتخذه دِرعا، مُحكما ذراعه على رقبته وهو يقول مردفاً:
-واللى معاه ربنا ميخافش ابدا.
قال الرجل بتوتر وهو يتراجع ساحبا معه (هبة):
-سيب حامد وإلا هفرغ المسدس ده في دماغ الأمورة دى.
قال(حمزة):
-مش هسيبه غير لما تسيبها، سيبها والا هكسرله رقابته دلوقتي حالا.
قال الرجل لزميله بحنق:.

-ماتسيبها ياناجى، الراجل هيموتنى.
رفع(ناجى)سلاحه عن (هبة)، لا ليطلق سراحها وانما ليطلقه بإتجاه زميله فأرداه قتيلا على الفور وسط صرخات (هبة)وصدمة (حمزة)قبل ان يعاود الرجل توجيه سلاحه ل(حمزة)قائلا:
- كدة الدور عليك يا شهم ورينى بقى...

قاطعه صوت عدة أعيرة نارية إنطلقت فأصابته في مقتل ليخر صريعا على الفور بينما علت صرخات (هبة)ليسرع (حمزة)إليها، يضمها إلى صدره بقوة فتشبثت به وكانها لا تصدق أنه مازال حيا، ربت على ظهرها قائلا بحنان:
-هش، أنا كويس وانتى كويسة، ربنا نجانا ياحبييتي.
صدح صوت أنثوي ساخر تقول صاحبته بتؤدة:
-انا اللى نجيتك ياحمزة.

إستدارا سويا بإتجاه هذا الصوت فإتسعت احداقهم بصدمة وهم يرون (نسمة)تقف هناك مرتدية بذلة سوداء وتمسك سلاحا تربت به على كفها بإبتسامة اعتلت ثغرها بينما يقف خلفها العديد من الرجال الملتحين والمدججين بالسلاح يطالعونهما بشر.

قال (حمزة)وهو ينكر ماتراه عيناه:
-نسمة! إنتى اللى ورا كل ده؟
إتسعت إبتسامتها الساخرة قائلة:
-أيوة أنا، إيه رأيك بقى؟
عقد حاجبيه وهو يقول بحيرة:
-طب ليه عملتي كدة؟
إقتربت منه ببطئ قائلة:
-والله كانت الخطة الأساسية ان الحمير دول..
وأشارت إلى القتلى مردفة:.

- يخطفوها ويجيبوهالى بس مع الأسف الظاهر انك كنت معاها في السوبر ماركت وسيبتها تطلع برة تستناك عند العربية ولسوء الحظ خرجت وشفتهم وهم بيخطفوها فجيت وراهم وكدة الخطة باظت خالص واضطريت أكشف الورق كله قدامك.
ازداد انعقاد حاجبيه وهو يقول:
-وعايزة تخطفيها ليه؟
قالت (هبة)بصوت ثابت:
-وده سؤال برده ياحمزة؟أكيد كانت عايزة تخلص منى عشان السكة تفضالها.
أطلقت (نسمة)ضحكة ساخرة وهي تقول:
-والله طلعتي اذكى منه يامتر.

قالت(هبة)بتحدي:
-بس انتى طلعتي غبية عارفة ليه؟عشان حمزة عمره ماهيرجعلك ولا يآمنلك تانى بعد ماخنتيه.
قالت(نسمة)بغضب:
-لو مكنتيش في حياته كان هيرجعلي، حمزة عمره ماحبك، هو بيحبني انا، وانتى مش اكتر من بديل عنى.
لتخرج الخطابات من حقيبتها وهي ترفعهم قائلة بمرارة:
-والجوابات دى كلها تشهد على حبه لية..
قبل ان تعيدهم إلى حقيبتها مردفة بتردد:
-صح ياحمزة؟
تمسك (حمزة)بكف(هبة)قائلا بحزم:.

-لأ مش صح، حمزة اللى كتبلك الجوابات دى اتخان بقسوة و كان عايش وهم كبير فوقته منه ملاك بعتهوله ربنا عشان ينقذه من اللى كان فيه.
قالت بتوسل:
-متقولش كدة ياحمزة، انا مخنتكش، بابا هو اللى غصب علية...
قاطعها (حمزة)قائلا بثبات:.

-كل خاين بيختلق لنفسه ألف عذر عشان يحس انه بيعمل الصح وانه اتغلب على أمره، أما الإنسان الوفى بيوفى للنهاية ولآخر نفس فيه بيقف جنب اللى بيحبه ويدافع عنه ومبيتخلاش عنه أبدا في أزمته زي ماعملتي، انا قلتلك الكلام ده أما جيتينى بعد ماجوزك طلقك لما عرف بفضيحة عمك وباباكى ورميتهم في السجن عشان اللى عملوه فية، فاكرة ولا نسيتي؟

كانت (هبة)تعرف لأول مرة بزيارة (نسمة)لزوجها، إنتابتها غيرة حادة أثارت في كيانها براكين مشتعلة مالبثت ان خمدت ما إن إستمعت إلى صوت (نسمة)الغاضب وهي تقول:
-فاكرة، وكأنه امبارح لما جيتلك أترجاك تسيبها وترجعلي وساعتها قلتلي إنك مستحيل ترفس النعمة اللى ربنا ادهالك وتبدل الألماس بحجر مزيف ملوش قيمة، انا مش عارفة هي سحرتلك ولا عملتلك إيه خلاك تنسانى وتفضلها علية؟
- حبيته...

نظرا لها سويا أحدهما بعيون غمرها العشق فأطل بوضوح من مقلتيه والأخرى بحقد يزداد كلما إستطردت بالكلام بينما تعلقت مقلتي(هبة) بخاصته وهي تقول:
-بس حبيته، حبيته بجد من كل قلبي ولما الإنسان بيحب بجد بيتحب بجد، أصل الحب بيتحس وبيقوى مع الأيام لو كان حب حقيقي مش مزيف.
تأملت ملامحه بعشق فابتسمت عيناه عشقا وأصابعه تضم أصابعها فتنتفض الخفقات ولهاً وهي تردف:.

-لما بتحب بجد بتتأكد من مشاعرك لما ماتقدرش تتخيل وجودك من غير وجود شريكك في حياتك، الحب احساس بيتولد لما الإنسان بيحس انه لاقى نفسه في قلب شريكه، بيسنده ويدعمه ويخلق قدامه الأمل في بكرة أحلى وهو وياه، هو حالة من العطاء من غير حدود ولا انتظار المقابل بس يكفيك تشوف شريكك سعيد ده في حد ذاته بيسعدك وكأن سعادته هي سعادتك، اللى بيحب بجد وقت مايهمس بكلمة الحب بيسمعها شريكه بقلبه مش بودنه وبيلاقى صداها راجعله وكانهم روح واحدة في جسدين.

انتفضت ويد تسحبها بعنف لتفض أيديهم المتشابكة وصوت (نسمة)يصدح بغضب:
-خلاص فهمنا انكوا بتحبوا بعض.
ظهر الغضب على ملامح(حمزة) وتحفزت كل ذرة في كيانه وهو يراها تتمسك ب(هبة)وتوجه السلاح لرأسها قائلة:
-نيجى بقى للمهم، خطتي كانت انى أخطفك وأقتلك وأرجع من تانى لحياته وأخليه يغير أقواله ويخرج بابا من السجن، وبما ان الخطة فشلت فننتقل للخطة التانية وهي انك تغير أقوالك ياحمزة او هقتلها وأحسر قلبك عليها.

خفق قلبه بقوة وفكرة فقدانها تطل براسه فتقوده للجنون بينما قالت (هبة)بشجاعة:.

-انتى فاكراها سهلة كدة، يغير اقواله يقوم باباكي يخرج وكأن حمزة معاه مصباح علاء الدين، حتى لو غير اقواله فده مش هينفع باباكي ولا عمك بحاجة لان التهمة ثبتت عليهم باقوال الشهود كلهم وعلى راسهم عماد ولا هتخليهم كلهم يغيروا شهادتهم؟ ولو حتى قدرتى تعملى كدة، حمزة مش هيبيع ذمته ولو كان التمن حياتي هضحى بيها وانا مبسوطة انى قدرت أحط المجرمين دول في السجن عشان ياخدوا جزائهم.

جذبتها من شعرها بقوة فكتمت(هبة) صرخة الألم التي استقرت بحلقها بينما تقول (نسمة)بغل:
-إخرسي بقى، كلمة زيادة وهفجر راسك برصاص مسدسي.
قال (حمزة)بغضب:
-انتى ازاي بقيتي كدة؟ازاي وصلتي للمستوى ده من الندالة والانحطاط، وازاي كنت مغشوش فيكى؟
قالت(نسمة) صارخة:.

-انت اللى خليتنى كدة، أنا جيتلك لما خسرت كل حاجة، جوزي والفلوس، أبويا وعزوتي وسندي، اترجيتك تكون لية كل دول بس انت رفضت واتمسكت بيها، خليتنى اضطريت الجأ لبابا وازوره في السجن عشان يقوللى اعمل إيه وهو اللى دلنى على عيلتي الجديدة دى و اللى هتنقذه وتنقذني وعشان المستقبل لازم نضحى وانا ضحيت بحبة حاجات ملهاش لازمة في نظري، وجودها في حياتنا عبء مش أكتر، ضمير ايه اللى يمنعني اعيش مبسوطة ومرتاحة؟بناقص الضمير لو هرضيه على حساب سعادتي، ولا إيه؟

قال (حمزة)بأسف:
-ياخسارة يانسمة، انا شايف نهاية حكايتك قدامى واضحة زي الشمس، خسارة في الدنيا والآخرة.
قالت(نسمة)بغضب:
-مش طالبة مواعظ ياحمزة، بسمعها ليل ونهار من الحاجة وفاء في البيت، قلت إيه؟هتغير اقوالك ولا اقتلها؟
زاغت عينا (حمزة)وهو يطالع عيون حبيبته التي قالت بكل ثبات:
-متخافش ياحمزة.
قال(حمزة)بنبرات مرتعشة:
-لازم أخاف ياهبة، مش هقدر اعيش من غيرك.

قالت بعيون تألقت بالقوة رغم ارتعاشة خافقها رعبا من تلك الافكار التي تراودها:.

-هتعيش ياحمزة وهتقوى بإيمانك بربنا عشان خاطر ولادنا، اوعى تضعف بعد ماعرفت ان ربنا معاك، فاكر لما قلتلي ان الحذر واجب والخوف على حبايبنا طبيعى بس ماينفعش خوفنا يسيطر علينا لحد ما نإذيهم بنفسنا وان ربنا ليه حكمة في كل حاجة بتحصل لنا وان رحمته وسعت كل شيئ و اللى في معيّة ربنا عمره مايخاف، يبقى توكل على الله وواجه الظلم ومتستسلمش ليه، ربنا مش هيمد إيده ويساعد حد رضى بالظلم ومدافعش عن نفسه بكل قوته ياحمزة.

-الله عليكي يابنتى.
صدح ذلك الصوت الأنثوي فتوتر الجميع خاصة (نسمة)التي ارتعشت يداها للحظة قبل ان تتمالك نفسها ووالدتها تظهر فجأة وهي تعاتب إبنتها بعينيها قبل أن تقف جوار(حمزة)وتقول بنبرة شابتها المرارة:
-ياريت بنتي كانت بتفكر زيك مكنش ده بقى حالها.
قالت (نسمة)بحنق:
-ماله حالي ياماما؟
قالت(وفاء)بحزن:.

-مش شايفة نفسك؟واقفة وسط عصابة بترتكب ابشع الجرايم بإسم الدين، مشيتي وراهم ومسكتي السلاح يابنتي وبقيتي بتتكلمي وتتصرفى زيهم وزي ابوكي وعمك، ياخسارة يانسمة ياريتني ماعشت اليوم اللى اشوفك فيه بالشكل ده.
تأملت (نسمة)وجوه رجالها الحانقة وتململ صفوفهم من مآل الأحداث، لتعود بعينيها إلى( وفاء) قائلة بنفاذ صبر:
-بقولك ايه ياماما مش وقت مواعظ الله يرضى عنك، روحى بيتنا وشوية وهجيلك وساعتها نبقى نتكلم.

قالت (وفاء)بحزم:
-مش همشى من هنا غير لما آخد معايا حمزة ومراته.
قالت(نسمة)بغضب:
-امشى ياماما وإلا...
قاطعتها قائلة بغضب:
-وإلا إيه يابنت سامى، هتقتليني انا كمان؟
لم تجبها (نسمة)، لتردف (وفاء)بخيبة أمل:.

-لما سمعتك وانتى بتتكلمى في التليفون عن هبة مصدقتش وداني وقلت مستحيل نسمة بنتي تعمل كدة، مستحيل تخطف وتقتل وتمشى في طريق أبوها اللى نهايته موت وخراب ونار في الدنيا والآخرة، بس وانا شايفاكى دلوقتى مقدرش أقول غير، وأفوض امري لله هو حسبي ونعم الوكيل.
قالت(نسمة)بملل:
-يوووه بقى، خلّصنا ياحمزة هتغير أقوالك ولا أموتها واخلص منها ومنك.

طالع (حمزة)عيون (هبة)بنظرة حملت كل مشاعره إليها فبادلته إياها قبل ان يقول بثبات:
-لُقانا الجنة.
ابتسمت بثبات بدورها بينما يردف وهو يقول ل(نسمة)بقوة:
-مش هغير اقوالي ولا هتنازل.
قالت(نسمة)بغضب:
-يبقى انت اللى اخترت.

كادت ان تطلق النار على (هبة)عندما ارتفعت ابواق سيارات الشرطة وانهمرت النيران في كل مكان فساد الهرج والمرج ووقع بعض الرجال صرعى بينما احتمى البعض وبدأوا يطلقون النيران بدورهم لتسحب (نسمة)(هبة)إلى صندوق كبير يختفيان خلفه بينما سحب (حمزة)(وفاء)التي اصيبت بعيار ناري إلى صندوق آخر فقالت بإعياء:.

-أنا كويسة ياحمزة، روح وانقذ مراتك ياابني، أنا عملت اللى علية وبلغت البوليس قبل ماآجى، وانتوا عليكوا الباقي، ربنا يحميكم وينصركم ويقويكم على الظالمين ياولادي.

قالت كلماتها واسلمت الروح لبارئها فأغمض (حمزة)عيونها بألم وهو يترحم عليها قبل أن ينهض متجها إلى هذا الصندوق الذي تختفى خلفه زوجته وتلك الأفعى متفاديا بعض الأعيرة النارية، تقدم منه أحد الرجال الاشرار يود لكمه فتفاداه بمهارة موجها إليه ضربة قوية بحافة يده على عنقه فأسقطه ارضا فاقدا للوعي ثم قفز يركل آخر في بطنه فإنحنى متأوها قبل ان يركله مرة أخرى فخر فاقدا للوعي، ثم وصل إلى الصندوق ففوجئت (نسمة)به لتقول مهددة:.

-متقربش ياحمزة وإلا هقتلها.
قال (حمزة):
-قبل ماتمسى شعرة منها هوصلك واقتلك بإيدية يانسمة.
قالت بخوف ظهر على قسماتها وعكس دواخلها المهترئة والتي تدعى عكسها:
-طب هرجعهالك بس خرجنى من هنا.
قالت(هبة):
-مستحيل نسمحلك تفلتي من العقاب يانسمة.
ضربتها (نسمة)في راسها بكعب سلاحها قائلة بغضب:
-اخرسي بقى...

قاطعها (حمزة )بركل سلاحها في تلك اللحظة قبل ان ينزع منها (هبة) التى سال الدم من جانب رأسها وبدت واهنة بعض الشيئ بيد، وباليد الأخرى صفع (نسمة)بقوة فتراجعت للخلف من قوة الصفعة لتصيبها بعض الاعيرة النارية الطائشة فخرت صريعة على الفور، بينما احتمى(حمزة)و(هبة)بالصندوق وهو يلمس جُرح رأسها متفحصا إياه بجزع قائلا:
-انتى بخير ياهبة؟
أمسكت أصابعه التي تمس جُرحها وضمتهم بأصابعها قائلة بضعف:.

-هكون بخير، ده جرح بسيط ياحبيبي.
قال وهو يتفحص ملامحها الشاحبة:
-مش باين، وشك اصفر وصوتك ضعيف...
قاطعته قائلة:
-ده من الحمل مش من الجرح ياحمزة.
اتسعت عيون (حمزة)قائلا:
-انتى حامل؟!
هزت رأسها إيجابا، قائلة:
-جايلك طفل رابع في السكة ياحبيبي.
نظر إلى بطنها المسطحة ثم عاود النظر إليها قائلا:
-وجاية تقوليلي دلوقتي وهنا؟!
قالت بتذمر:.

-كنت عاملالك مفاجاة النهاردة وهقولك بس اهى جت كدة ياحمزة وهو يعنى لما قلتلى بحبك في المحكمة انا كنت اعترضت.
قال بسرعة:
-مش قصدي ياحبيبتى، هو التوتر بس اللى مخليني مش عارف بقول ايه.
أمسكت يده قائلة:
-قولى كلام حلو ياحمزة.
قال(حمزة):
-هنا؟!
طالعته بنظرة أعجزته عن الحديث للحظة وقد بدت هشة ضعيفة تحتاج لبعض الحنان ليجد نفسه يقول بعيون عاشقة:.

-ذات يوم أطلت حروف سرقت النوم من أعيني ومنحتني جسرا من الأمل عبرت عليه حتى نِلت حريتي، منحتني صاحبة الأحرف ثقة فغمرتني بحنين أطاح بقلب صارت هي خفقاته، جعلتني عاشقا يغار بقوة حتى من لحظات صمت قد تأخذ معشوقته بعيدا عنه بأفكارها..
تأملته بعشق فأردف قائلا:.

-وكيف لا أغار؟ وحبيبتي سيدة النساء تحمل وجها أبدعه الخالق وقلب راهبة لا تخشى إلا الله وروح تخطف الأبصار وتتعلق بها القلوب، وكيف لا أغار؟وقد صارت روحي التي أخشى أن تفارقني فتفارق جسدي الحياة، قد كنت قبلها أعيش في جحيم مستعر فصارت هي جنتي في الأرض و السماء.
صوت حمحمة متحرجة قاطعهما وصاحب الصوت يقول:.

-بعتذر لو قاطعتكم بس انا بقول كفاية النهاردة كدة، الفيلم ابتدى أكشن وقلب رومانسي، احنا خلاص قبضنا على المجرمين وانتوا نازلين حب في بعض، لو تحبوا بقى أوصلكم المستشفى في طريقي عشان نطمن على مدام هبة فانا معنديش مانع خالص.

شعرت (هبة)بالإحراج الشديد وهي تنهض يساعدها (حمزة)الذي لاحظ بالفعل الهدوء الذي عم المكان، ناظرا إلى الضابط (علي) هذا الضابط الذي كان شاهدا في قضية (حمزة)وقت إعتقاله وأُقصي عن التحقيق لان شهادته كانت في صالح الأخير وقد صار صديقا لهما منذ استدعته (هبة) للشهادة مجددا في قضية (حمزة) قائلا:
-ياريت ياحضرة الظابط، انا ماليش في الآكشن خالص و خلاص مبقاش فية ركب أمشى.

ابتسموا ثم ساروا سويا حتى السيارة، تستند (هبة)إلى(حمزة) فمال الضابط(علي)على اذن(حمزة)قائلا:
-احنا نعمل اتفاقية مع بعض، أعلمك أنا شوية آكشن وانت تعلمني الرومانسية وأهو ينوبك ثواب في الغلبان اللى مراته قربت تخلعه، ومتخلعوش ليه وهو آخر مرة قالها بحبك كان في عيد الشرطة عشان جابتله مسدس هدية.
ضحك(حمزة)رغما عنه فطالعته (هبة)بدهشة، بينما رمقه (علي)بحنق، ليقول (حمزة)بمرح:
-هي شنطة نسمة معاها ياحضرة الظابط؟

هز (علي)رأسه بحيرة، قائلا:
-أعتقد، اشمعنى؟
قال (حمزة):
-هتلاقى فيهم جوابات اقراهم.
قال(علي)بحيرة:
-جوابات إيه وأقراهم ليه؟انا مش فاهم حاجة خالص.
قالت(هبة)وقد ادركت كل شيئ:
-الجوابات دى سحر ياأستاذ علي، من يوم ماقريتها وانا اتعلقت بصاحبها وحبيته، لو كل واحد قراها هيفهم معنى الحب وهيخلى حبيبته تتعلق بيه وكأن الدنيا دى كلها مفيهاش غيره..
لتطالع (حمزة)مردفة بحب:.

-هيبقى عندها يقين ان هو وبس الراجل اللى حلمت يكون ليها وتكون ليه واللى القدر جمعهم صدفة من خلال الجوابات دى، اللى كانت البداية لقصة حب ابتدت بأعترض حضرة القاضي وانتهت ب وعاشا في سعادة للأبد.

هز(علي)كتفيه وقد بدا عاجزا عن الاستيعاب ينوى ان يقرا تلك الجوابات ليفهم مايقصدانه هذان العاشقان، بينما طالع (حمزة)(هبة)بحب يدرك ان هناك جمال يعجز المرء عن وصفه وجمال محبوبته يُعجزه عن الحديث في كثير من الأحيان فيكتفي بأن يشكر الله في كل لحظة على نعمته التي تمثلت في خلقها من ضلعه هو لتكمّله وتمنحه وحدها دون غيرها السعادة، العشق، والحياة.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة