قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

جلس كل من نيرة ويزيد صامتين لا يدرى يزيد من أين يبدأ بالحديث ولكنه لملم أفكاره قائلا:
أنا آسف يانيرة
نظرت اليه بهدوء قائلة:
آسف على ايه يايزيد؟
نظر اليها يزيد قائلا:
آسف لأنى كنت جبان
نظرت اليه في دهشة فاستطرد قائلا:.

ايوة كنت جبان، بحبك وعارف انك بتحبينى ومعملتش حاجة عشان الحب ده، وقفت ساكت وانا شايفك بتضيعى منى، خفت أخسر العيلة اللى احتوتنى بعد أهلى ما ماتوا، ومفكرتش في انى بكدة بخسرك انتى، بخسر السبب الوحيد اللى مخلينى عايش، ياريت كنت خسرت الدنيا كلها ومكنتش خسرتك انتى، ياريتنى كنت مت قبل ما اسيبك للزفت ده
قالت بلهفة:
بعد الشر عنك.

نظر اليها في حنان فأدركت خطأها بإظهار مشاعرها، لتعود ملامحها جامدة، يعلم أنها تحبه ولكنه يعلم أيضا انها مازالت مجروحة منه ليقول في رجاء:
عشان خاطرى سامحينى، انا كل اما افتكر أد ايه الحيوان ده عذبك مبقدرش أسامح نفسى.

اغمضت نيرة عينيها في ألم وانتفض جسدها بضعف ليرى يزيد انتفاضتها ويشعر بألمها ليصيبه ذلك الألم في مقتل، ويندم أشد الندم لسماعه كلام نضال وعدم الفتك بذلك الوغد، مد يده ليربت على يدها فانتفضت بقوة أكبر وفتحت عينيها لتواجهها عيناه مباشرة، لتدرك انها الآن بأمان بعيدة كل البعد عن ذلك الوغد نائل، حرة وأخيرا، ابتلعت ريقها وهي تسحب يدها قائلة بتوتر:.

انا كمان آسفة، الغلط كان منى انا كمان، استسلمت ووافقت، وافقت اتجوز واحد وانا في قلبى واحد تانى، تعرف، كان كل ما يضربنى أحس انه عقاب من ربنا عشان كنت بفكر في واحد وانا شايلة اسم واحد تانى، بس والله ما كان بايدى، انا حاولت كتير انساك، بس مقدرتش، والله ما قدرت
انهمرت دموعها مع كلماتها الأخيرة، ود لو احتواها بين ذراعيه ليمحى ألمها ويمسح دموعها، قال بحزن:.

عشان خاطرى يانيرة كفاية دموع، انا مش قادر أتحملها
بدأت دموعها تخف تدريجيا، فأخرج منديله من جيبه وأعطاها اياه فأخذته منه وهي تمسح دموعها لتشتم رائحة عطرها، نظرت الى المنديل في حيرة لترى حرف اسمها منقوشا على أطرافه، اتسعت عيناها في دهشة قائلة:
ده منديلى
نظر اليها ليدرك انه منحها ذلك المنديل الذي يحتفظ به ليخفض نظره خجلا لتبتسم هي في حنان ولكنها سرعان ما اخفت تلك الابتسامة عندما رفع اليها عينيه قائلا:.

انتى عارفة انى بحبك من زمان يانيرة، دى كانت حاجة منك بتواسينى، كل اما توحشينى كنت بضم المنديل لحضنى وكأنى بضمك انتى، كل ذكرى في قلبى منك كان المنديل بيحييها، بس انا خلاص مش عايز ذكريات انا عايز حاضر ومستقبل يجمعنا، عايز اتجوزك يانيرة
نظرت اليه نيرة بحزن قائلة:
ياريت كان ينفع يايزيد، انت مش فاهم حاجة
ربت يزيد على يدها قائلا:
فهمينى
سحبت يدها قائلة في مرارة:.

السبب أهو أدامك، انا مبقتش انفعك خلاص، مش قادرة أستحمل ايد تلمسنى، يمكن نائل كان عاجز جنسيا بس اللى عشته معاه كان أسوأ من الاغتصاب، انا محتاجة علاج نفسى مش جواز
اغمض عينيه بألم، تذبحه كلماتها، تصيبه في مقتل، تعذبت حبيبته كثيرا، كثيرا جدا.

وقفت نيرة لتمشى وهي تدرك قسوة كلماتها وانه لن يتحمل ان يتزوج بها وهي مدنسة بلمسات رجل آخر، لتجد يده تمسك بيدها وتوقفها عن الرحيل، نظرت الى عينيه التي نظرت اليها نظرة لم تصدقها تجمع العشق مع التصميم وهو يقول:.

انا جنبك ومش هسيبك، هكون معاكى خطوة بخطوة، وهصبر عليكى، انا مش عايز حاجة من الدنيا غير انك تكونى جنبى، انام في حضنك وأحس ان لقيت نصى التانى، انى بقيت كامل يانيرة، من غيرك بحس انى تايه، ناقصنى حاجة، ناقصنى النفس اللى بعيش بيه يا حبيبتى، ناقصنى انتى
ظهرت مشاعرها في عينيها واغروقت بالدموع لينهض يزيد ويجلس على احدى ركبتيه قائلا في حنان:.

نيرة رفعت الجبالى تقبلى تكونى مراتى، تقبلى تكملينى وتكونى النور اللى بينور حياتى؟
ظهر التردد في عينيها للحظات ثم ما لبثت أن حسمت أمرها وهي تدرك أنها لا تريد الحياة بدونه وانها لن تتحمل أن يكون لأخرى لتومئ برأسها في خجل، فينهض يزيد لا يصدق أنها وافقت ليضمها ويدور بها في سعادة وسط ضحكاتها التي ملأت أذنيه بفرحة طاغية وهما يشعران بالحب، والسعادة.

قالت وعد بترقب:
هي الجلسة هتبتدى امتى؟
قال عابد وهو يتأمل ملامحها قائلا باابتسامة مقيتة:
حالا يامدام وعد، اشربى انتى بس العصير وهنعملها علطول
اومأت برأسها وامسكت كوب العصير ترتشف منه رشفة واحدة فأحست بطعم غريب في فمها فمالت على حسنية تقول بتوتر:
العصير ده طعمه غريب ياحسنية ولا انا بتهيألى؟
نظرت حسنية الى كوب عصيرها الفارغ قائلة:.

لأ ياستى، ده طعمه حلو أوى، أنا أدامك أهو خلصته في ثوانى، انتى بس اللى متوترة
نظرت اليها وعد قائلة:
عندك حق، أنا فعلا متوترة
ثم ارتشفت باقى العصير لتحس بالدوار، قالت لحسنية:
حسنية أنا دايخة اوى، بقولك ايه قومى نمشى ونأجلها مرة تانية
قالت حسنية:
يووه ياستى ما ينفعش، احنا أجلنا قبل كدة والشيخ عابد قال ده آخر أمل
بدأ السواد يحيط بوعد حتى فقدت وعيها لتنهض حسنية بجزع قائلة:
ستى وعد، ياستى.

ابتسم عابد ابتسامة انتصار خفية ليقول لحسنية:
سيبيها ياحسنية، دى الأسياد، حضرت وهم اللى خلوها كدة
قالت حسنية بفزع:
ياحوووستى، ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم
اتصل عابد برقم ليقول بحدة:
تعالى شيلها، بسرعة
دخل رجل مفتول العضلات حمل وعد وخرج بها من الغرفة، نهض عابد ليغادر خلفها فنهضت حسنية لتذهب معهم فالتفت عابد اليها قائلا:
استنينا هنا، احنا في الاوضة اللى جنبك، شوية وهنجيلك
قالت حسنية بتردد:
بس ياسيدنا...

قاطعها قائلا في صرامة:
من غير بس، تحبى تيجى معانا عند الأسياد
قاطعته حسنية قائلة في خوف:
لا ياسيدنا خلاص، روح ربنا يجعل الخير على ايديك
خرج عابد وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ذئب بشرى على وشك ان ينال فريسته.

قال رفعت:
يعنى عايزة تكتبى الكتاب بس يانيرة ومتعمليش فرح
اومأت نيرة برأسها فقال يزيد:
بس انا عايز اعملك فرح يانيرة
ابتسمت نيرة قائلة:
انا عارفة انك مبتحبش الافراح يايزيد، ولو عايز تعمله عشانى فأنا مش عايزة غير حفلة بسيطة تضم اللى يهمونا وبس زى اخويا نضال ما عمل، وبعدين انا فرحتى بجد هي ان احنا نكون مع بعض
ابتسم يزيد بحنان في حين ظهرت الفرحة على وجه الجميع ليقول رفعت:
كدة الفرحة هتبقى فرحتين.

نظر اليه الجميع في تساؤل فاستطرد قائلا:
انا وسهام قررنا نتجوز اول ما تقوم بالسلامة، يعنى هنكتب كتابنا وياكم
هلل الجميع في حين اقترب رفعت من نضال قائلا:
هو اخوك ومراته راحوا فين يانضال؟
قال نضال:
مش عارف يابابا، وعد خرجت عشان صاحبتها تعبانة و فهد خرج بعدها علطول
أومأ رفعت برأسه قائلا في مزاح:
وانت مش هتعمل العملية وتصلح وشك ده ولا ايه، ذنبها ايه البنت القمراية دى تصطبح وتتمسى بالوش ده؟

نظر نضال الى رهف التي تتحدث بهمس مع نيرة وتبتسم في رقة ليبتسم وهو يشعر بها تملأ قلبه سعادة قائلا في حنان:
كل شئ بأوان يابابا، كل شئ بأوان.

سمعت حسنية ضجة شديدة بالخارج فخرجت لترى ما يحدث، لتجد سيدها فهد ومعه رجلين، يتحدث فهد مع السكرتيرة بعصبية وصوت عال، وضعت يدها على فمها تكتم شهقتها في فزع ولكنه سمعها لينظر اليها بغضب ويتجه اليها بخطوات سريعة وهو يمسك ذراعها بعنف قائلا بصوت كالرعد:
فين وعد ياحسنية؟
قالت حسنية متلعثمة:
ستى وعد، أصلها، أصلها...
صرخ في حدة:
ما تنطقى، قولى هي فين لاما اقسم بالله هدفنك حية دلوقتى
قالت حسنية بخوف:.

ستى مع الشيخ عابد في الجلسة
قال فهد بعصبية:
والنيلة دى فين؟
أشارت باصبع مرتجف الى الحجرة المجاورة، أسرع فهد الى الحجرة المجاورة ليجدها موصدة فحطمها ليرى ما جعله يتمنى الموت في تلك اللحظة، رأى زوجته شبه عارية وفوقها رجل يقبلها بجنون، صعد الدم الى رأسه أسرع اليه ليجد رجلا في مواجهته فعاجله بلكمة قوية محترفة اطاحت به وأسقطته مغشيا عليه، ابتعد عابد عن وعد قائلا برعب:
انت مين؟

نظر فهد الى زوجته التي بدأت تفيق لترى نفسها بهذا المنظر فشهقت بفزع، وجدت فهد يحدقها بنظرات حزينة، مصدومة، غاضبة، فأمسكت بالملاءة تغطى بها جسدها وهي تبكى بشدة اما فهد فقد اقترب من عابد ينظر اليه نظرة نارية قاتلة وهو يقول:
عايز تعرف انا مين، صح؟، انا جوز الهانم واللى كنت عايز تلوث شرفه ياكلب، وانا اللى يمس مراتى بنظرة مش بلمسه أقتله بايدية دول، لكن انت هدفنك حى واخليك تتمنى الموت ألف مرة ومش هتطوله.

قال فهد في رعب:
أنا...
قاطعته لكمات نضال القوية التي أطاحت بأسنانه وشوهت وجهه وأفقدته الوعى على الفور
نادى فهد رجال قائلا لهم:
خدوه من هنا وخدوا البت حسنية معاه ودوهم المخزن واستنونى هناك
أومأ رجاله برأسهم وهم ينفذون أوامره، في حين نظر فهد الى زوجته المنهارة قائلا في صرامة:
البسى هدومك وحصلينى، انا مستنيكى تحت.

أومأت برأسها دون ان تنظر اليه، فخرج من الغرفة وهو ينظر اليها نظرة مريرة، نهضت وعد وهي ترتجف لتلبس ملابسها، همست في يأس باكى وهي تضرب رأسها:
تستاهلى ياوعد عشان خبيتى على جوزك، تستاهلى عشان غبية، غبية، غبية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة