قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الثامن

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الثامن

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الثامن

روحتيله ليه؟وكنتى واقفة معاه بتهببى ايه؟
سألها نائل بصوت حاد النبرات، فقالت نيرة في خوف:
والله ماروحتله، انا كنت مخنوقة وبتمشى
صفعها بقوة قائلا في غضب:
وكمان بتكدبى
أحست بالنيران تشتعل في خدها من قوة الصفعة ولكنها تحملت ألمها قائلة وقد بدأت دموعها تتجمع في عينيها:
والله ما بكدب، انا كنت بعيط ومحبتش اخواتى ياخدوا بالهم روحت لأبعد مكان عنهم، هو شافنى وسألنى عن سبب دموعى...

قاطعها بصفعة أخرى أسالت الدماء من شفتيها وهو يقول غاضبا:
ويسألك ليه؟هو يبقالك ايه؟
اغمضت عينيها الما وهي تقول:
وأنا ذنبى ايه؟
صرخ قائلا:
وقفتى معاه، كلمتيه، والله أعلم لو مكنتش جيت كنتى يمكن اترميتى في حضنه واشتكيتيله من الوحش جوزك
نظرت اليه في صدمة قائلة:
أنا يانائل، حرام عليكى ياأخى اتقى الله وبلاش تظلمنى
اقترب منها وهو يقول بصوت كالفحيح:
أظلمك؟
ثم أطلق ضحكة ساخرة وهو يقول مستطردا:.

مش ده حبيب القلب بتاع زمان يانيرة؟
اتسعت عيناها بصدمة ليستطرد هو قائلا:
متستغربيش، أصلها باينة اوى ومش عارف ازاى محدش من اهلك خد باله، او جايز خدوا بالهم واستعبطوا، ما هم مستحيل يجوزوا البرنسيسة بتاعتهم لحد أقل منهم، مع ان اصلكم شوية خدامين مكنتش ارضى حتى أشغلهم عندى.

وصل الغضب بنيرة الى الذروة وهي تراه يهين أعز الناس الى قلبها، رفعت يدها لتصفعه ولكنه أوقف يدها في الهواء قبل أن تنزل على وجهه، ولوى ذراعها خلف ظهرها بقوة آلمتها، وضمها اليه ليصبح ظهرها مواجها له، تأوهت بألم وهو يضغط على ذراعها واقترب من أذنها قائلا بصوت كالفحيح:
عايزة تضربينى يابنت الجبالى، أكيد جرالك حاجة في عقلك، أنا بقى هرجعك لعقلك من تانى وأدفعك تمن الحركة دى غالى.

وحملها الى غرفته وهي تركل وتصرخ وتبكى بهستيرية، ولكن لا منقذ لها منه
، جلست نيرة تبكى في انهيار وهي تلملم فستانها الممزق حول جسدها الملئ بالكدمات، كم تتمنى الموت في تلك اللحظة ولكن الموت يبدو بعيدا عنها، تتساءل في مرارة، إلى متى ستتحمل؟إلى متى؟

وقفت رهف تتأمل نفسها في المرآه وهي ترتدى فستان زفافها الرائع، لقد ترددت في شرائه خاصة بعد أن رأت بطاقة السعر الخاصة به، ولكن وعد أصرت عليها ان تشتريه قائلة لها ان نضال قد أوصاها بأن تختار لها الأفضل وألا تهتم بالسعر، ابتسمت تتأمل تصميم الفستان الذى هو عبارة عن فستان كب ضيق حتى خصرها، مرصع بفصوص رائعة وينزل باتساع حتى ركبتيها، يعلو الكتفين والزراعين طبقة من التل المنثور عليها بعض الفصوص أيضا، ولم تلبس طرحة بل اكتفت خبيرة التجميل الذى أحضرها لها نضال بوضع تاجا مرصعا بنفس الفصوص التى يحملها فستانها ووضعت لها القليل من مساحيق التجميل فأصبحت ملكة جمال متوجة.

ابتسمت وعد قائلة:
ما شاء الله عليكى يارهف، قمر يابنتى
ابتسمت نيرة قائلة:
دى بدر منور، ربنا يكون في عونك يانضال
ابتسمت رهف بخجل قائلة:
ربنا يخليكوا لية
دخلت سهام الى الحجرة في تلك اللحظة فنظرت الى رهف بحنان قائلة وعيونها تدمع:
عشت وشفتك عروسة يارهوفة، ربنا يحميكى يابنتى ويسعدك
اقتربت منها رهف واحتضنتها قائلة:.

ويخليكى لية ياماما، بس بالله عليكى ما تعيطى، أحسن انا كمان هعيط والكحل يسيل وبدل ما ابقى عروسة هتحول لعفريت
ضحك الجميع فمالت وعد على نيرة قائلة في همس:
أصلها ايه لابسة فستان طويل وبكم، مش عوايدك يابت انتى، أنا بدأت اتوغوش
ارتبكت نيرة وكادت ان ترد لولا ان رن هاتف وعد برقم فهد فقالت نيرة بمرح مزيف لتغير الموضوع وتخفى ارتباكها:
الله يسهلوو بقى، اكيد حبيب القلب بيستعجلك، مبيقدرش على بعادك ياقطة.

نظرت اليها وعد بنصف عين قائلة:
بطلى قر يابت انتى وخليكى في حالك وفي سى نائل بتاعك ده
ثم ردت على المكالمة دون ان تلاحظ نظرة الحزن الذى اعتلت وجه نيرة ولاحظتها رهف ولكن نيرة اخفتها سريعا عندما رأت نظرة رهف اليها، قالت وعد بعد ان انهت المكالمة:
فهد بيقول المأذون وصل ولازم ننزل تحت يارهف
أومات رهف برأسها وقد دق قلبها بشدة وأمسكتها أمها من يدها لتحثها على النزول.

نزلت الى جانب والدتها وخلفها وعد ونيرة، صمت الجميع يتأملون هذا الجمال الخلاب، انتظرها نضال أسفل الدرج لا يستطيع ان يرفع عينيه عنها، لقد أبهره جمالها حتى أنه نسى السبب الرئيسى في زواجهما وكل ما يتذكره الآن هو أن كل هذا الجمال سيصبح ملكا له بعد دقائق معدودة، رأت رهف نظرته اليها فابتسمت في خجل فضاع قلبه مع تلك الابتسامة، اقترب منها وأخذ بيدها، قبل يدها في نعومة، ثم اتجه بها الى المأذون، وقف يزيد وفهد بجوار نضال كشهود على عقد القران، ووقفت وعد ووالدة رهف بجوارها، في حين وقفت نيرة بجانب زوجها بالمقابل، مال نائل عليها قائلا:.

مش خسارة القمر دى تتجوز أخوكى المشوه ده.

منحته نظرة قاتلة وابتعدت عنه قليلا، بينما هو ينظر اليها ساخرا، رأى يزيد نظراتهم فعقد حاجبيه، ثم أفاق على صوت المأذون وهو يتحدث ليركز انتباهه مؤقتا على عقد القران، كانت سهام تنظر الى ابنتها وعريسها بحنان حتى جاء اسم نضال كاملا على لسان المأذون لتتسع عيناها بصدمة وتنظر الى نضال الذى نظر اليها ببرود، اذا فهو يعرف، كادت ان تصرخ معلنة رفضها لاتمام تلك الزيجة، ولكن شيئا ما عقد لسانها وألجمها، ربما هي تلك الفرحة في عينى ابنتها، او هو احساسها بأن تلك الزيجة قائمة بالفعل على الحب وليس شيئا آخر، ابتلعت كلماتها ونظرت الى نضال وكأنها ترجوه أن يمنح ابنتها الحب والسعادة التى حرمها منها والده، ربما آن الأوان لكشف الماضى وربما فات الآوان على الغفران، هي لا تعرف، كل ما تعرفه الآن أن عقد القران قد تم وأصبحت ابنتها زوجة لابن رفعت الجبالى، رفعت الجبالى، حبيبها السابق، حبيبها الخائن، وحبيبها الوحيييييد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة