قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والعشرون والأخير

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والعشرون والأخير

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والعشرون والأخير

دخل يزيد الى غرفة الفندق يحمل نيرة بين يديه تتمسك به دون وعى، تخشى ان يوقعها، ابتسم لتمسكها به كالأطفال، انساب اليه عبيرها يسكره، أنزلها ببطئ دون ان يتركها تبتعد عن محيط ذراعيه، أخفضت نظراتها خجلا فرفع ذقنها بيده لتتلاقا الأعين بنظرة اشتياق، ولقاء بعد فراق، قال لها بعشق:
وأخيرا بقيتى مراتى.

ابتسمت بخجل لتزداد هي جمالا ويزداد هو عشقا، اقترب من وجهها يرغب بتقبيلها ليشعر بها تتجمد تماما بين يديه ويدرك خوفها من ارتعاشة جسدها الخفيفة، قال لها في حنان:
متخافيش يانيرة
نظرت اليه في حيرة تتساءل كيف شعر بها، استطرد بحنان يجيب تساؤلها الصامت:.

أنا يزيد يانيرة، حبيبك، اللى بيخاف عليكى أكتر من نفسه، مستحيل أعمل حاجة غصب عنك أو تإذيكى، انا اهم حاجة عندى انك بقيتى معايا، بقيتى مراتى وحبيبتى، أى حاجة تانية مش مهمة أد إحساسى بيكى بين ايدية دلوقت، وكل حاجة هتيجى في وقتها..
لمس خدها مستطردا:.

روحى غيرى واتوضى عشان نصلى وننام، وخدى بالك انا ممكن اتنازل عن اى حاجة الا انك تنامى في حضنى، دى حاجة مش ممكن أتنازل عنها أبدا، يلا بقى، انا هدخل الحمام عشان تغيرى براحتك
وتركها وما ان ابتعد قليلا حتى سمع صوتها يقول بهمس:
يزيد.

التفت اليها تتسارع دقات قلبه من تلك المشاعر التي وصلت اليه من خلال صوتها لتسرع وترتمى بحضنه ليضمها اليه بحنان وتضمه اليها باشتياق، اشتياق حبيبة لحبيبها، اشتياق زوجة لزوجها، اشتياق امرأة عاشقة لرجل تعشقه، تراجع لا يصدق انها هي من تحتضنه بتلك المشاعر لينظر الى عينيها يود التأكد مما توحى به مشاعرها، وجدها تقف على أطراف أصابعها تضع وجهه بين يديها قائلة في عشق:.

وانت مش بس حبيبى يايزيد، انت روحى، النفس اللى بعيش بيه، انا مش عايزة بس حضنك، أنا عايزة عشقك، جنونك، اجتياحك لية و لمشاعرى، عايزة انسى كل اللى حصلى قبلك واغرق بس في حبك، أنا ملكك يايزيد. من يوم ما اتخلقت وانا ملكك انت، مش هكدب عليك واقولك مش خايفة، أنا خايفة اوى ويمكن حتى مرعوبة، بس اول ما بتلمسنى بنسى خوفى وبفتكر بس حبى ليك وحبك لية.

لم يستطع يزيد الصمود أكثر امام كلماتها التي أذابته عشقا ليلتقط شفاهها في قبلة طويلة أودع بها كل مشاعره لتضم نيرة رأسه اليها تبادله عشقه ليبتعد عنها لثوان يمنحهما فرصة لاستنشاق الهواء، ليعود فيقبل وجنتها قبلات بطيئة ناعمة أثارت أحاسيسها الغضة وجعلتها لاتشعر به وهو يفتح سحاب فستانها حتى شعرت هي بملمس يده على بشرتها العارية ليقشعر جسدها كله من لمسات يده صعودا وهبوطا على ظهرها العارى يلمسها برقة شديدة وعندما وجدها مستسلمة تماما للمساته ولا تخشاها عاد لشفتيها يقبلهما قبلة اشد شوقا وعشقا لينهيها مجددا كى يتنفسا وهو يضع جبهته على جبهتها قائلا بأنفاس لاهثة:.

أنا خلاص يانيرة، معنتش قادر، هكمل، ولو للحظة حسيتى انك مش قادرة تكملى وقفينى
تأملت ملامحه في عشق قائلة:
بحبك يايزيد، بحبك اوى
قبلها يزيد على شفتيها قبلة خاطفة ناعمة وهو يقول:
وانا بعشقك ياقلب يزيد
ثم حملها متجها الى السرير وممددا اياها عليه بحنان ليميل عليها يغرقها في بحر عشقه فاستسلمت تود الغرق، تبادله مشاعره بمشاعر لم تكن تتخيل أبدا انها تمتلكها أو حتى قادرة على الشعور بها.

بعد مرور بعض الوقت
التفوا جميعا حول فهد الصغير يحتفلون بعيد ميلاده الأول، أطفأوا الشمع وقام الجميع بتقبيل الصغير والذي يحمله أباه بفخر، تشبه عيناه عينا أمه رهف بينما يحمل وجهه باقى ملامح أبيه الجذابة ليظهر كالملاك الصغير، قالت سهام بابتسامة:
ربنا يخليهولكم ياحبايبى وتشوفوه أحلى عريس
قالت نيرة في مرح:
يارب ياطنط
وأشارت الى بطنها الكبيرة قائلة:
وعروسته جوة أهى، أنا حاجزاه ياجماعة
قال نضال باستنكار:.

انتى ما صدقتى ولا ايه؟وبعدين العريس اللى بيخطب يانيرة مش العروسة، انت عملت فيها ايه يايزيد؟
قال يزيد بمزاح:
انا مستلمها كدة يانضال
نظرت لهم نيرة بغيظ قائلة:
بقى كدة، ماشى، ولا يهمنى كلامكم ده كله، فهد لسلسبيل وسلسبيل لفهد
ثم أخرجت لهم لسانها في طفولية محببة ليبتسم الجميع ويقول فهد:
اسم سلسبيل حلو اوى يانيرة، مين اللى اختاره؟
قالت في فخر:
دى بنتى انا، انا اللى شيلاها وانا اللى هولدها يبقى انا اللى هسميها.

قال يزيد في استنكار:
بنتك انتى، قولتيلى، وجبتيها لوحدك دى يانونة؟
وكزته نيرة في ذراعه بخجل فابتسم الجميع، لتقول وعد:
عن اذنكم هروح أجيب عصير عشان العصير خلص
ساد الصمت بعد ذهاب وعد، فاستأذن فهد ليحضر معها العصير وذهب ورائها، خبطت نيرة على رأسها قائلة بتوتر:
أنا ازاى مخدتش بالى وقلت الكلام ده؟، أكيد زعلت منى
ربت يزيد على يدها قائلا:
اهدى ياحبيبتى، هي أكيد عارفة انك متقصديش
قالت رهف:.

اهدى يانيرة، وعد عاقلة ومستحيل تزعل منك
قالت نيرة بحزم:
لأ، أنا أحسن حاجة أروحلها وأعتذر لها
أمسك يزيد بيدها يمنعها من الذهاب قائلا:
فهد راحلها وهو أكتر واحد دلوقتى هي محتاجاه
نظرت اليه نيرة بتردد قائلة:
تفتكر؟
ليقول نضال:
يزيد معاه حق، هي دلوقتى مش محتاجة غير فهد، فهد وبس
قال رفعت بحنان:
خلاص ياولاد متكبروش الموضوع، تعالوا نحتفل بفهد الصغير، هما شوية وهتلاقيهم راجعين
ثم مال على نضال قائلا له:.

بالمناسبة يانضال، كانت حاجة حلوة منك انك تسمى ابنك على اسم اخوك
ابتسم نضال قائلا:
مكنش ينفع اسميه اسم تانى غير فهد يابابا، فهد مش اخويا وبس فهد ابنى الاولانى وكان لازم اسمى ابنى باسمه
ابتسم رفعت وهو يربت على كتفه قائلا:
ربنا يخليكوا لبعض ياحبايبى و يخليكوا لية ياولادى
قال نضال:
ويخليك لينا يا بابا، ياااارب.

اقترب فهد من وعد التي كانت تقف بمكان بعيد بالحديقة، أحاط خصرها بيده ووضع ذقنه على كتفها قائلا:
الجميل واقف لوحده ليه؟
لم ترد عليه وعد ولكنه شعر باهتزاز جسدها ليدرك انها تبكى، أمسكها من كتفيها ليديرها اليه ليرى دموعها التي حاولت ان تخفيها ليقول بألم:
طب ليه بس الدموع ياوعد؟احنا مش اتفقنا ان ده قدرنا وان احنا لازم نقبله
أومأت برأسها وهي تقول من وسط دموعها:
والله العظيم راضية بس غصب عني يافهد.

نظرت الى عينيه وهي تمد يديها لتحيط بوجهه قائلة من وسط دموعها:
كان نفسى أسعدك وأجيبلك طفل تفرح بيه عيلتك، وكان نفسى ابقى ام واحس بالامومة، غصب عني، والله غصب عني
احتضنها بين ذراعيه وهو يربت على شعرها مهدئا وهو يقول:
طب اهدى ياوعد عشان خاطرى، اوعدك في اقرب فرصة نروح لدار أيتام نكفل طفل، لو ده هيسعدك
خرجت من حضنه تنظر اليه بفرحة قائلة:
بجد يافهد؟
ابتسم قائلا:
بجد ياقلب فهد
احتضنته بسعادة قائلة:.

ربنا يخليك لية ياحبيبى
ابتسم وهو يضمها اليه قائلا:
ويخليكى لية ياحبيبتى
ثم أبعدها عنه ليمسح دموعها بيده قائلا:
دلوقتى مسحنا عيونا زى الشطار وهنرجع الحفلة، هتضحكى وتنبسطى عشان تفرحيهم لأنهم كلهم مضايقين عشان مزعلينك ومفكرينك مضايقة منهم
ابتسمت بسعادة قائلة:
عيونى يافهد
ابتسم في حنان قائلا:
تسلملى عيونك ياوعدى
كاد ان يغادر لولا ان شعر بترددها فقال:
فيه حاجة ياوعدى؟
قالت بارتباك:.

انا كنت عايزة أسألك سؤال بقالى فترة بس بصراحة مترددة
ابتسم قائلا:
اسألى ياحبيبتى
انتابها الخجل من تذكرها لما رآه فهد ولابد وأنها ستذكره بسؤالها ولكنها حسمت رأيها قائلة:
انت عملت ايه في عابد؟
جز فهد على أسنانه وهو يتذكر ما فعله بعابد وتحويله الى نائل آخر حتى لايفكر مطلقا في أذية امرأة أو الاقتراب من احداهن مجددا ليقول بحزم:
خد جزاؤه يا وعد، مصير أبشع كتير من الموت، بس ده جزاء أى حد يفكر بس يقرب منك.

ارتمت في حضنه قائلة:
ربنا يخليك لية ياحبيبى وما يحرمنيش من حبك او خوفك علية
ضمها اليه وهو يتنهد قائلا:
انتى روحى ياوعدى واغلى عندى من روحى كمان..
ابتسمت بسعادة لتجده يبعدها عن حضنه قائلا:
يلا بينا قبل ما اتهور واخدك على بيتنا حالا..

ابتسمت فبادلها ابتسامتها و أمسك بيدها ليتجهوا الى عائلتهم لتتوقف وعد فجأة وهي تشعر بالدوار ليتوقف فهد وينظر اليها في تساؤل، استمع الى صوتها الضعيف ينطق باسمه ورأى شحوب وجهها ليقول في قلق:
مالك ياوعد؟
قالت بصوت ضعيف:
الحقنى يافهد
لتسقط بين يديه فاقدة الوعى ليصرخ فهد باسمها في لوعة.

افاقت وعد على بعض الاصوات والتي بدت غير مفهومة، لتتضح تدريجيا ولتسمع كلمات نيرة القائلة في همس:
بالراحة ع البونية يافهد، دى ممكن تروح فيها
سمعت رهف تضحك قائلة:
امشى يانونة أدامى وسيبيه يقولها بطريقته
ثم استمعت لصوت اغلاق الباب بالمفتاح واحست باقتراب فهد منها ليجلس بجوارها على السرير ويمسك يدها بحنان، ليقبلها هامسا:
الحمد لله يارب، الحمد لله.

فتحت وعد عينيها بصعوبة لتراه امامها ينظر اليها بعشق، ابتسمت بضعف قائلة:
هو ايه اللى حصل ياحبيبى؟
اتسعت ابتسامته وهو يقول:
خايف اقولك متصدقيش، انا نفسى مش مصدق
عقدت حاجبيها في حيرة لتعتدل في جلستها وهي تقول:
مش مصدق ايه ياحبيبى؟
ابتسم فهد قائلا:
بعد سبع شهور، سبع شهور وهتكونى أم وهكون أب ياوعدى
قالت وعد في خيبة امل:
سبع شهور ايه يافهد، انت مش قلتلى هنروح علطول على دار الايتام، ليه بس نستنى 7شهور.

ابتسم فهد قائلا:
مش هنروح لدار ايتام ياحبيبتى
عقدت حاجبيها ليقول فهد في سعادة:
انتى حامل ياوعد
نظرت اليه وعد بصدمة، تحاول ان تستوعب ما تسمعه، لتطفر الدموع بعينيها وهي تقول مشيرة الى بطنها:
انت قصدك، ان جوة هنا فيه بيبى؟
اومأ برأسه بسعادة، لتقف وعد بسرعة وتقفز على السرير بسعادة قائلة:
هبقى ام يافهد، هبقى ام
امسكها فهد من خصرها بسرعة وانزلها ارضا ليقول بقلق:
اهدى يامجنونة، مش كدة، كدة غلط ع الجنين.

ابتسمت في سعادة قائلة:
صح، انت صح، من انهاردة مش هتحرك من مكانى لغاية ما البيبى ييجى
قال فهد بابتسامة:
مش للدرجة دى يعنى
ابتسمت وعد واقتربت منه اكثر قائلة في دلع وهي تمرر يدها على وجنته بنعومة:
فهد حبيبى هتجيبلى دادة بدل حسنية اللى مشيتها من البيت صح؟
نظر الى سحر عينيها وتفاعل جسده مع لمستها ليقول بشرود:
اممممم
اتسعت ابتسامتها لتقبله على وجنته بنعومة هامسة في أذنه قائلة:.

وهتجيبلى طباخة عشان مش هقدر اطبخ يافهود
قال وهو يقع تحت تأثير قبلتها:
وايه كمان؟
اقتربت من شفتيه لتقبله بخفة قائلة بالقرب منهم:
وهتاخد اجازة من الشغل عشان تقعد معايا ياحبيبى
افاق من سحرها ليبتعد قائلا:
لا كله الا الشغل ياحبيبتى
اقتربت منه مجددا لتنظر الى عينيه نظرة عشق قائلة:
عايزة اتوحم عليكى يافهود عشان البيبى يطلع شبهك.

نظر الى عينيها وهو يستسلم للمسة يديها التي تعبث بشعر صدره من خلال ذرار قميصه المفتوح ليقول في عشق:
اذا كان كدة، آخد أجازة عشان خاطر عيونك ياوعدى
انحنى ليحملها فقالت بدلال:
بتعمل ايه ياحبيبى؟
هز حاجبيه صعودا ونزولا وهو يقول:
هطمن ع البيبى بنفسى ياوعدى
اطلقت وعد ضحكة أذابت قلبه ليضعها على السرير برقة ويقبلها بنعومة لتستسلم هي لمشاعر الحب التي غمرها بها.

ابتسم نضال حين رأى رهف تدلف الى الغرفة وتقول بهمس:
وأخيرا نام
نهض نضال ليمسك بيدها قائلا:
أيوة بقى، خلينى أقولك الكلام اللى نفسى اقولهولك
وكزته في ذراعه قائلة:
انت مبتشبعش يانضال؟
قال في مرح:
وهو فيه حد بردو بيشبع م الحلويات يارهوفة
ابتسمت في خجل فأمسك بيدها وجلس على الأريكة وأجلسها على قدميه قائلا:.

تعرفى يارهف، قبل ما اعمل الحادثة كنت مؤمن ان لكل واحد فينا نصه التانى اللى بيعيش يدور عليه لغاية لما يلاقيه وساعتها بس بيحس انه كامل ولما شفت فهد ووعد، اتأكدت ان تفكيرى صح، بس لما عملت الحادثة فقدت ايمانى بأفكارى اللى اتشوهت زى ما انا اتشوهت، لكن لما شفتك ومن اول مرة عرفت انك نصى التانى، معاكى انتى وبس كنت بحس انى كامل، قاومت مشاعرى كتير وكدبتها، بس في الآخر استسلمت ولما استسلمت عرفت، عرفت انك فعلا نصى التانى، وانى خلاص لقيتك ومستحيل اخسرك، انا مبقتش عايز حاجة من الدنيا غيرك، غيرك انتى وبس.

اغروقت عينا رهف بالدموع، لتضم وجهه بين يديها قائلة بعشق:
وانا مش عايزة م الدنيا غيرك انت يانضال، انت كمان نصى التانى.

ضمها اليه في حنان لتضمه هي الأخرى وهي تبتسم وتحمد الله في سرها على هديته العظيمة لها، زوجها، وحبيبها، ولديها مفاجأة ستسعده، لقد تأخرت عادتها الشهرية وهي شبه متأكدة من حملها، ولكنها لن تخبره الآن، ربما بعد قليل ولتنعم بحضنه وحنانه الآن ثم بفرحته وجنونه عندما يعلم بحملها، هكذا تعشق حبيبها بكل حالاته، فهو ليس حبيبها فقط بل نصفها الآخر.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة