قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

انتى فين ياوعد؟
نطق فهد بتلك العبارة في حدة وهو يخاطب وعد هاتفيا، تلعثمت وعد قائلة:
أنا، أنا، لسة خارجة من البيوتى سينتر يافهد؟
عقد فهد حاجبيه قائلا:
كل الوقت ده في البيوتى سينتر؟، وبعدين التليفون كان مقفول ليه؟
ابتلعت وعد ريقها قائلة:
ما انت عارف يافهد انى لما بروح هناك بقعد نص النهار، عشان جلسات التدليك والمساج والبشرة والشعر
ثم اختارت ان تهاجم فخير وسيلة للدفاع هي الهجوم وهي تقول:.

وبعدين أنا ورايا ايه يعنى ولا عندى أطفال ولا اى حاجة تشغلنى يافهد
تجاهل فهد عبارتها قائلا:
مش وقت الكلام ده ياوعد، تعالى على مستشفى الصفا حالا
قالت في جزع:
ليه يافهد، انت كويس؟طمنى عليك الله يخليك
ابتسم في حنان فهو يعلم عشقها له وقلقها عليه ليطمأنها على الفور قائلا:
اطمنى ياحبيبتى، أنا كويس، بس...
وصمت لتقول في قلق:
بس ايه يافهد، عمى جراله حاجة؟
زفر بقوة قائلا:.

لأ ياوعد، دى نيرة، لقيناها في شقتها غرقانة في دمها، جوزها الحيوان ضاربها
شهقت قائلة في فزع:
وهي دلوقتى عاملة ايه يافهد؟
قال فهد في حزن:
الحمد لله ربنا ستر، شوية كدمات وجزع في ايدها، بس اكيد لما تفوق حالتها النفسية هتبقى وحشة اوى ياوعد
قالت وعد في حزن:
ياحبيبتى يانيرة، انا جاية حالا يافهد، دقايق واكون عندك
أغلق فهد الهاتف والتفت ليجد يزيد قادما باتجاهه وملامحه لا تبشر بالخير فقال فهد في قلق:.

خير يايزيد؟ نيرة جرالها حاجة؟
قال يزيد بإيجاز:
فاقت وعايزاك
أومأ فهد برأسه واتجه اليها في لهفة، مشى يزيد خلفه حتى دلف فهد الى الحجرة، كاد يزيد ان يدخل معه ولكنه توقف في مكانه امام الباب الموارب، يكفيه ان يلمحها الآن في حضن أخيها، تبكى بشدة وتعبر عن مشاعرها المكبوتة والتى أبت أن تظهرها له، أحس بالألم داخل صدره لمرآها على هذا النحو، كان فهد يربت على ظهرها مهدئا وهو يقول:.

خلاص ياقلبى، انتى بقيتى في حضننا من تانى، ووعد منى ان الحيوان ده عمره ما هيتعرض لك ولا يمس شعرة منك، بس انا عايزك تهدى وتجاوبينى على سؤال واحد وبصراحة؟
خرجت من حضنه تنظر اليه وهي تمسح دموعها بيدها السليمة، فاستطرد قائلا:
دى أول مرة يمد ايده عليكى؟
نظرت اليه بتردد ثم ما لبثت ان حسمت رأيها وهي تهز رأسها نفيا، لتتسع عينا فهد بصدمة ويقبض يزيد على يده بقوة، قال فهد في هدوء يخالف البركان الذي تفجر بداخله:.

طب ليه مقلتلناش يانيرة، ليه سكتى واستحملتى؟
نظرت اليه وهي تقول في ألم:
عشان هددنى بيكم يافهد، هددنى لو حد عرف هيقتله وده مش بنى آدم صدقنى، ده حيوان ويعملها
جز يزيد على أسنانه في حين قال فهد في غضب:
ده جبان يانيرة، ولا يقدر يعملنا حاجة، آخره يتشطر على واحدة ست، انتى مش عارفة اخواتك ولا ايه؟
قالت في حزن:
خوفى عليكم عمانى عن انى اشوف جبنه وخوفه منكم
قال في مرارة:
وايه السبب في ضربه ليكى المرة دى؟

صمتت فاقترب منها وربت على يدها قائلا:
احنا قلنا ايه، لازم تحكيلى بصراحة ياحبيبتى.

نظرت اليه نيرة واخذت نفسا عميقا أليما لتقص عليه كل ما حدث، نهض فهد من مكانه ليضرب الحائط بقوة وغضب فشهقت نيرة بخوف فأغمض فهد عينيه يحاول أن يهدئ من نفسه وأسرع يضمها بين ذراعيه لتنزل دموعها ويشاركها من الخارج يزيد الذي بكى على محبوبته وهو يسمعها ويسمع ما ذاقته على يد ذلك النائل وصديقه النذل والذي سيقطعهم اربا ما ان يراهم، أفاق على صوت وعد تقول في دهشة:
يزيد!

التفت اليها فرأت دموعه فأصابتها الصدمة، مسح دموعه بسرعة وقال لها بصوت أجش:
عن إذنك
أومأت برأسها وهي تتابعه يغادر في حيرة ثم نظرت الى حيث كان موجها بصره فرأت نيرة تبكى بشدة داخل حضن فهد فنظرت مرة اخرى باتجاه الجهة التى غادر منها يزيد لتقول في صدمة:
معقووولة!
ثم نفضت أفكارها وهي تدلف الى الحجرة وتأخذ نيرة في حضنها قائلة في حنان:
اهدى ياحبيبتى، اهدى يانيرة، احنا جنبك خلاص ومش هنسيبك أبدا.

، اندست نيرة في حضن وعد، وهي تهدأ قليلا، لينظر فهد الى وعد وهو يعقد حاجبيه فمظهر وعد كما هو منذ ان خرجت في ذلك الصباح، لا تبدو وكأنها خرجت للتو من مركز التجميل، ثم تذكر تلعثمها وهي تحدثه، يعلم انها لاتستطيع الكذب وأنها تخفى شيئا عليه، ولابد أن يكتشفه، لابد.

كان نضال ورهف عائدين بعد جولة من التسوق أصر عليها نضال ليحضر لرهف ملابس محجبات، لا تدرى لم شعرت بالراحة وهي تلبس تلك الملابس، بينما شعر نضال بأن رهف ازدادت جمالا في الحجاب، وتساءل في صمت عما يجب أن يفعله كى يخفى جمالها الفتان، هل يلبسها النقاب مثلا؟لا يدرى؟
حدثها لأول مرة منذ خروجهم هذا الصباح فقد بدا اليوم باردا متباعدا بعد ان ظنت أنها حطمت ليلة البارحة ذلك الجدار الذي بناه حول قلبه:.

اسبقينى ع الأوضة وأنا هركن واجيب الاكياس وأحصلك
أومأت برأسها وهي تسبقه، اصطدمت برجل فابتعدت بسرعة قائلة في خجل:
آسفة
وما ان وقعت عيناها على ذلك الرجل حتى قالت في صدمة:
مازن
نظر اليها يتأملها بإعجاب سافر وهو يقول:
مش معقول، رهف، انتى اتحجبتى؟من امتى الكلام ده؟ده احنا ما بقالناش شهر سايبين بعض، بس تصدقى لايق عليكى أوى
نظرت اليه في برود قائلة:
عن اذنك.

وكادت ان تغادر لولا ان امسك يدها مانعا اياها من الرحيل وهو يقول:
استنى بس رايحة فين؟
التفتت اليه لتنزع يدها من يده وتهينه على امساكه اياها بتلك الطريقة ولكن يد أخرى سبقتها ونزعت يدها من يد مازن بغضب وهو يقول:
شيل ايدك من على مراتى يامازن
نظرت اليه رهف في فرحة مندهشة عن كيفية معرفة نضال بمازن، وجدت نضال يحدق مازن بنظرات غاضبة ليقول مازن بصدمة:
نضال
ثم استوعب كلمات نضال ليقول بحيرة:
مراتك مين؟

ثم نظر الى رهف بصدمة اكبر قائلا:
انتى اتجوزتى نضال يارهف؟
قال نضال بحدة:
كلمنى أنا، وأيوة رهف تبقى مراتى، وأحسنلك مشوفكش قريب منها تانى، ولا تجيب سيرتها بكلمة واحدة، انت فاهم ولا لأ؟
تمالك مازن نفسه وهو يقول بسخرية:
مش غريبة يانضال ان ذوقنا في الستات واحد رغم ان احنا مش شبه بعض خالص
ورمق رهف بنظرة اعجاب واضحة وهو يقول:
بس المرة اللى فاتت متجيش حاجة جنب المرة دى، رهف دى صارو...

قاطع كلماته لكمة قوية في وجهه من نضال فشهقت رهف في حين قال نضال في احتقار:
قلتلك متجيبش سيرتها على لسانك القذر ده وإلا هدفعك التمن غالى يامازن
ثم أمسكها من يدها ومشى معها في خطوات غاضبة، في حين مسح مازن الدم من على شفتيه قائلا في توعد:
التمن ده انت اللى هتدفعه يانضال، حسابك تقل معايا اوى ياابن الجبالى.

لم تتحدث رهف، رأت نضال يزرع الحجرة ذهابا وايابا بغضب، أرادت أن تقترب منه، تأخذه في أحضانها وتربت على ظهره مهدئة ولكنها خشيت من رد فعله وهو في تلك الحالة يتصارع مع نفسه ما بين الوحش والعاشق، رن هاتف رهف في تلك اللحظة لينظر اليها نضال بحدة وكأنه يدرك أنها معه لأول مرة، اقترب منها يقول بصوت كالفحيح:
انتى تعرفى مازن منين؟
توترت وهي تقول:
ده كان، كان خطيبى.

تذكر نضال ذلك الخطيب النذل الذي اخبره عنه يزيد والذي تخلى عنها عندما فقدت أموالها ليدرك ان هذا هو مازن الذي يعرفه، فهو عنوان للخسة والغدر والخيانة والنذالة، ويدرك أن غضبه كان للا شئ فهو بات يعرف رهف ويدرك جيدا ان ذلك المازن قد انتهى بالنسبة لها منذ تخليه عنها، رن هاتف رهف مرة اخرى فنظرت الى شاشته فوجدته الرقم الخاص بوعد لتقول لنضال في قلق:
دى وعد، لازم أرد
أخذ منها الهاتف ليرد قائلا في هدوء:.

خير ياوعد؟
استمع نضال الى وعد وملامحه تتغير الى الصدمة ثم الغضب، دق قلب رهف قلقا وهي تتخيل الأسوأ، هل حدث لأمها شيئا؟متى وهي حدثتها منذ ساعة عندما كان نضال يدفع حساب المشتريات وكانت بخير تماما؟، أغلق نضال الهاتف وهو يقول لها بحدة:
حضرى الشنط، هنسافر حالا
نظرت اليه في رعب قائلة وقد بدأت دموعها في التساقط:
ليه يانضال؟ طمنى أبوس ايدك.

نظر اليها ليدرك في ثوان سبب فزعها، أوجعته دموعها فاقترب منها بسرعة قائلا وهو يضمها اليه بحنان:
متقلقيش، مامتك بخير، نيرة بس تعبانة شوية ونقلوها المستشفى
ابتعدت عنه قائلة في قلق:
ومستنيين ايه؟يلا حالا على مصر، لازم نكون جنبهم.

تابعها بعينيه وهي تتحول لتلك الفتاة القوية بعد ان كادت تنهار منذ ثوان، ليزداد اعجابا بها، تذكر نيرة اخته، ماسمعه عبر الهاتف جعله يغلي من الغضب، سيعود وسيرى ذلك الوغد انتقام الوحش.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة