قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية نصال الهوى الجزء الرابع للكاتبة إسراء علي الفصل السابع

رواية نصال الهوى الجزء الرابع للكاتبة إسراء علي الفصل السابع

رواية نصال الهوى الجزء الرابع للكاتبة إسراء علي الفصل السابع

ولا تزال الحرب مُشتعلة يظن أحد الطرفين أنه رابح
ولكن في الحقيقةِ أن كِلاهما خاسر وبجدارة
تجهم صُهيب وإستحالت ملامحه إلى أُخرى صلدة، قاسية ثم أردف دون أن يلتفت
-طب إقفلي وهكلمك بعدين
ولم ينتظر ردها بل أغلق الهاتف ثم إستدار لتلك التي تنظر إليه ب خُبث مُنفر ليتقدم جالسًا فوق أحد المقاعد وتساءل
-خير!..
تقدمت منه ب خطواتٍ مُتمايلة حتى وصلت أمامه ثم جثت لتقول وهي تُمسد رُكبتيه.

-حبيت أطمن على إبن أخو جوزي. إيه غلطت؟
أبعد صُهيب كفيها عنه ب إشمئزاز واضح ثم أردف وهو يُشيح وجهه عنها
-مش فاضي لشغل النسوان دا. عاوزة إيه يا كاريمان!..
تأففت ب ضيق ثم نهضت جالسة أمامه مُخرجة لُفافة تبغ تُدخنها وقالت ب جمود
-جاية أشوف إيه اللي مأخرك والبت خارجة داخلة مع الواد الظابط
-حك صُهيب مُؤخرة عنقه وقال ب فتور: أنا ماشي على الخطة الأولى. جُلنار. هي ضربة قاضية لجاسر.

صمتت تتطلع إليه ب نظراتٍ مُبهمة حتى قالت أخيرًا وهي تضع ساق فوق أختها ب نبرةٍ لا تمط ب أنوثتها ب صلة
-أنت بتتحدى عمك؟
-زفر ب ملل وقال: إتعدلي ف كلامك. ولا أنا بتحدى عمي ولا نيلة. أنا بس دورت الموضوع ف دماغي ولاقيت جُلنار هي اللي هتكسر ضهر جاسر
زفرت سحابة رمادية ب تملل تأخذ وقتها في تفسير حديثه حتى إتسعت إبتسامته فجأة وهي تقول ب مكر
-عندك حق. خصوصًا إن ضربة تانية ف نفس المكان تموت.

عقد صُهيب حاجبيه ب عدم فهم. لتنهض هي بتمايلها المُعتاد ثم إقتربت منه حتى وقفت أمامه تمامًا لتقول وهي تُحدق به ب تسلي
-السنيورة كانت بتحب واحد. مُدرسها هو وإتحدت أبوها عشانه
بهت وجهه صُهيب وتشنج فكه إلا أنه أخفى إنفعالاته ب براعة. لتُكمل كايمان حديثها وهي تسير ب سبابتها على فكهِ المُتشنج
-كانت هتهرب معاه بس فجأة المُدرس إختفى و بعدين ظهر ف المُستشفى
-تساءل صُهيب ب عبوس: والمطلوب مني؟!

-إبتمست ك أفعى وقالت: خليها تحبك وكدا كدا جاسر مش هيوافق على إرتباطكوا ف تقعنها إنكوا تهربوا. ويبقى حققنا كابوس مُرعب تاني ليه
صر صُهيب على أسنانهِ ولم يعلم لِمَ أصابه الغضب لما أردفت به كاريمان. أبعد إصبعها عن فكهِ ثم قال ب جفاء
-وإفرضي إنه عامل حسابه! إفرضي إنها عرفت إنه مينفعش تكرر الغلط!..
ضحكت ب صوتها كله ثم قالت وهي تميل إليه و وجهها على بُعد مقدار إنش واحد من وجههِ.

-دي بقى نسيبها لحضرة الدكتور. الطُرق قدامك كتير
دفعها لينهض وتحرك بعيدًا عنها ف تبعته وإبتسامتها الخبيثة لا تزال مُرتسمة على ثغرها المطلي ب أحمر شفاه قاني اللون
لايتوقف فجأه ثم إستدار مُتساءلًا على حين غفلة
-عمي فين؟
أجفلت كاريمان لسؤالهِ وأصابها الإرتباك لثوان قبل أن تستعيد توزانها ثم تساءلت وهي تزفر دُخان لُفافتها
-بتسأل ليه!..

إقتربت منه ثم أردفت وهي تُحدق ب عينيهِ الحادتين اللتين تتطلعان بها ب إزدراء جلي
-أنت تسمع أوامر عمك وتنفذ وبس فاهم ولا تحب أفهمك يابن جابر؟
-هدر ب حدة: برة يا...
ضحكت ب صوتها المُنفر ليُبعد وجهه عنها ف قذفت اللُفافة أسفل قدمها ثم دهستها ب قسوة وأكملت إقترابها حتى وصلت إليه
أدارت وجهه إليها ثم حاوطت عنقه رافعة نفسها إلى مستوى شفتيها لتهمس وهي تُحدق ب خاصتهِ القاسية.

-المُهم سيبك من الطار وسليمان وخلينا مع بعض
إرتعدت وهي ترى ملامحه تسود ب ظلام مُرعب وعينيه اللتين تتجمعا الشُعيرات الحمراء وكأنها خطوط من البرق. وعلى حين غُرة صفعها ب قسوة جعلت الدماء تنبثق من زاوية شفتيها و أنفها ثم هدر وهو يغرز أصابعه ب ذراعيها العاريين
-هستنى إيه من واحدة لمها سُليمان الهواري من الشوارع وعملها مراته
-هدرت هي ب غضب: ومين قالك إني مراته؟

إتسعت عيناه ب ذهول غاضب ليُبعدها عنه يتنفس ب حدة عدة ثوان يُلملم أنفاسه الهدرة ثم إستدار إليها وعيناه بهما جحيم خالص قابضًا على مرفقها ليهدر بعدها ب صوتٍ جهوري، مُفزع
-عالله أشوف خلقتك هنا ف بيتي تاني.

أغلق جاسر الهاتف وألقاه ب إهمال جواره ثم تطلع إلى البناية التي أمامه والتي فيها صعدت الدعوة كاريمان مُنذ مُدة ليهبط من السيارة مُغلقًا أزرار حلته وقرر الصعود إلى أعلى
-خُد يا جدع أنت رايح فين! هي وكالة من غير بواب!..
إستدار إليه جاسر وهو على أعتاب مدخل البناية ثم أردف ب إبتسامة قاسية وهو يربت على كتف حارس البناية
-عفارم عليك عرفتها لوحدك! هي فعلًا وكالة من غير بواب.

ثم دفعه جاسر ودلف دون أن يأبه إلى غضب الآخر ومحاولات في اللحاق به حتى وصل إلى المصعد ودخله
أراد الحارس منعه ولكن جاسر أردف وهو يمنعه ب يدهِ
-الأسانسير حمولة راكب واحد بس
عقدت الدهشة لسان الحارس و بقى واقفًا ك تمثال جحري حتى أُغلقت أبواب المصعد وإختفى جاسر خلفها
ضرب كف على آخر ثم هتف وهو يعود إلى مكانهِ
-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. إيه الناس دي!

إنتظر جاسر حتى وصل المصعد إلى الطابق المطلوب وما أن إنفتحت أبوابه حتى ترجل خارجه
تقدم إلى باب الشقة المنشودة وقبل أن يقرع الجرس وجد الباب يُفتح وإمرأة تُزج خارجه
إبتعد خطوتين ف سقطت كاريمان أسفل ساقيهِ. تطلعت هي إليه ب رهبة لم تستطع إخفاءها وخاصةً تلك النظرة المُخيفة التي يرمقها بها
-جاسر باشا؟

رفع جاسر ناظريه إلى صُهيب وحدق ب ملامحهِ المشدوهة المُمتزجة ب نظرة ساخطة، نارية تزجر تلك الساقط أرضًا. ف إتسعت إبتسامته ثم قال وهو يعود ب نظرهِ إلى كاريمان
-حبيت أعملك زيارة مفاجأة وأطمن إن جوز بنتي مش زير نساء
خيم صمت لا يتخلله سوى صوت أنفاسهم وصُهيب يُحدق ب جاسر ب عدم فهم ليضحك الآخر ب صوتهِ كله ثم قال
-مُفاجأة مش كدا؟
إنحنى يرفع كاريمان من ذراعيها ثم قال ب عتاب وهو يرمق صُهيب.

-مش عيب توقع مرات عمك كدا! إخص إيه العقوق دا؟
إبتلعت كاريمان ريقها ب صعوبة بالغة وجسدها ينتفض بين ذراعي جاسر الذي دفعها إلى الداخل ثم أردف ب صوتٍ ماكر
-مش هتقولي إتفضل يا حمايا ولا إيه!..
إبتعد صُهيب يُفسح المجال ليدلف ولا تزال الصدمة عاقدة لحواسه ِ ف أصبح مشلول التفكير
كادت أن ترحل كاريمان ولكن جاسر منعها قائلًا ب خُبث
-على فين بس يا ست الكل! مش واجب برضو تُقفي جنب إبن جابر ولا إيه؟

حبست كاريمان أنفاسها ثم دلفت ب صمتٍ وقلبها ينتفض من بين أضلعها ك أرنب مذعور يهرب من براثن نسرٍ جارح
بعد قليل
كان الجميع يجلس ب غُرفة الإستقبال
جاسر يجلس في مواجهة الأثنين واضعًا ساق فوق أُخرى. يتكئ ب مرفقيهِ إلى ذراعي المقعد وقد بدى مُخيف ب جلستهِ وكأنه مارد ضخم
بدأ جاسر الحديث وهو يتطلع إلى ملامحهما وخاصةً ملامح كاريمان المذعورة
-طبعًا بتسألوا جاي ليه مش كدا؟
-أومأ صُهيب قائلًا: يعني زي ما حضرتك شايف.

تجهمت ملامح جاسر وتحولت إلى ظلام. ذلك الظلام الدامس الذي يقذف الرُعب ب القلوب ثم هدر ب نبرةٍ دوت ك الرعد ب قوتها و بأسها
-سليمان فين!..
كان يوجه حديثه ب ذات إلى كاريمان التي هزت رأسها ب نفي قائلة ب تلعثم
-م. معرفش
خرجت منها صرخة مدوية حينما مرت رصاصة ب جوار رأسها أطاحت ب بعض خُصلاتهِا الشقراء. بينما تحفز صُهيب ب الكامل ف أردف جاسر ب تحذير دون أن يحيد ب نظرهِ عنها
-إهدى إحنا بندردش بس.

ثم وجهه حديثه إلى تلك المُرتعبة وجسدها يرتجف ب وضوح
-محدش قالك قبل كدا إني مبحبش الكدب؟
صمتت مُبتلعة خوفها ف أكمل جاسر وهو يحك جبهته ب تململ
-إحنا إتقابلنا قبل كدا من سنين فاتت. فاكرة!..
أومأت ب هستيرية ليردف صُهيب هذه المرة ب غضب
-محدش يعرف سُليمان فين
-أومأ جاسر ثم قال ب إبتسامة: وأنا مصدقك
نهض جاسر ثم عاود وضع سلاحه خلف جذعهِ ليردف وهو يرحل دون النظر إليهما
-أنا جيت أتأكد من حاجة. وإتأكدت خلاص.

ثم غادرهما ب هدوء ولكن ذلك الهدوء الذي تلى العاصفة ف خلف وراءه دمارًا وخرابًا وأخيراً رُعب يصعب التخلص منه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة