قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل العشرون والأخير

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل العشرون والأخير

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل العشرون والأخير

منذ خروجه من قصر كيونيس قرر ليون انه لن يعود الى باروس مجددا، لاول مرة في حياته كان يشعر بالعار، كيف تحول في بضع سنوات من رجل واثق قوي يدير عائلة عريقة الى لقيط اناني ومغفل.

غرس اصابعه في شعره الاسود الكثيف بقوة وكانه سينتزعه من مكانه، وابتعد عن محيط مكتبه متجها نحو النافذة الكبيرة التي تطل على الخليج تامل بشرود منظر العمال المنشغلين بتلحيم احدى الناقلات على الميناء، اهذا كل ما ستكون عليه حياته، العمل لساعات لا يدري عددها الا الله تم العودة الى منزل كبير وفارغ.

طوال اشهر كان يحاول باستماته عدم التفكير بانجلينا صب كل طاقته على العمل متنقلا بين شركاته في كل انحاء العالم، اجتماعات لا تنتهي وصفقات لا تحصى كان يجهد نفسه الى درجة الاعياء فقط لكي لا يعترف لنفسه انه غير قادر على العيش من دونها، لا يستطيع العيش وهو مدرك انها ستكون لرجل اخر. و كان هذا الرجل اخاه. شتم من بين اسنانه، لم يعد يطيق الانتظار اكثر عليه ان يجد طريقة للعودة وعليها الاصغاء، لم يعد هنالك شيء ليخسره لذا كان مستعدا للمضي الى النهاية حتى لو تطلب منه الامر ان يجثو على ركبتيه ويتوسل لكي تعود اليه.

ابتعد عن النافذة واخد سترته متجها نحو مهبط طائرته الهيلكوبتر التي ستنقله الى باروس،
في قصر اورليوس.

جلست انجلينا تحدق في الفستان الابيض دون أي احساس بالبهجة، لم تكن لتصدق ولو في اغرب احلامها انها يمكنها الموافقة على الزواج مرة اخرى خصوصا من لوك، قرارها كان هروبا من واقع انها لن تحب يوما ومطلقا بالطريقة التي احبت بها ليون، لكنه كان في كل مرة قادرا على ان يشعرها بالم الخذلان، لم تعد تستطيع المجازفة فهي الان لديها طفلان سيحتاجان الى والد، وهي لن تكرر خطأها مرتين، لوك مستعد لتربية اطفالها وهي تجد علاقته بلوسيا واندي اكثر من رائعة.

طوال فترة اقامتهما باليونان كان قريبا منهما وغمرهما بكل الحنان والحب اللذان كانا بحاجة اليه، لن تجد افضل من لوك لجعل اولادها يعيشون الاستقرار الذين كانوا في امس الحاجة اليه.

اخدت نفسا عميقا قبل ان تقرر الاقتراب من الفستان الذي وضع بعناية على سريرها وتجربه للمرة الاولى فالمصممة كانت تلح بشدة للحصول على القياسات النهائية لكن انجلينا بدت بعيدة على ان تكون العروس المثالية والسعيدة، ومع اقتراب الزفاف فضلت ان ترسل القياسات مع صوفية وتترك لها حرية الاختيار كالعادة.

علا طرق على الباب، توقفت انجلينا للحظة تنظر الى انعكاسها في المراة، ثوب الزفاف كان ساحرا ولم يحتج الى أي تعديل، مسدت بيد متوترة الثوب الرقيق والذي انساب على منحنيات جسدها وبطنها الدائري بسلاسة قبل ان تسمح للزائر بالدخول.
لوك قالت انجلينا بدهشة.
اقترب لوك من حيث كانت انجي تقف وعلامة استغراب واضحة على ملامحها، لم يستطع ان يخفي اعجابه الشديد والذي ظهر بوضوح في عينيه.

انت. يا االهي انجلينا انت تسلبين الانفاس قال لوك بنبرة عميقة من الحب، قبل ان يطبع قبلة على وجنتها بتمهل شديد.
احست انجلينا بحرارة غريبة، لم تكن مستعدة ابدا للحميمية التي كان لوك يلفها بها، وهي رغم كونها حلم كل رجل، كانت بريئة ولم تكن سوى لليون وعلى الارجح لم تكن تخطط لتكون لرجل سواه.

عادت انجلينا خطوة للوراء مما سمح لها بتامل لوك، كان نسخة عن ليون، نفس الطول ونفس الجسد القوي والفارع لكنه فقط لم يكن هو، كيف لها ان تستطيع اسعاد هذا الرجل الذي لم يكن يريد سوى اسعادها واعادة الحياة الى جسدها الميت.
يا الهي لوك سيتزوج جثه، انا لست سوى جثة مستعدة للتحلل، حركت راسها بعنف جعل لوك ينتبه ليمسك بذراعها ويقول:
انجلينا هل انت على مايرام، اتشعرين بالدوار.

حركت انجلينا راسها محاولة تفادي عينيه، فلوك كان على الدوام قادرا على ان يقراها ككتاب مفتوح، وهذا اخر ما كانت تتمناه في هذه اللحظة
اخدت نفسا عميقا، لتستعيد توازنها.
انا بخير لوك، شعرت فجاة بالدوار لكنه شيء عرضي بالنسبة لوضعي
ابتسم لوك ابتسامة لم تصل عينيه قبل ان يقول
حسنا لقد اتيت لاعطيك هذه، وفتح علبة مخملية سوداء، شخصت عينا انجلينا وهي تنظر الى الخاتم الرائع من الماس و الذي كان يلمع في ضوء الشمس.

كان لامي ولجدتي قبلها، انه ميراث عائلي قال لوك وهو ينظر اليها بحب.
يا الهي لوك قالت انجلينا وهي تتامل الحجر البراق بذهول، لا يمكنني ان.
ابتسم لوك وهو يضع الخاتم في اصبعها، بلى ستفعلين هذا الخاتم كان لك منذ سنوات طويلة اضاف بنبرة حزينة.
دمعت عينى انجلينا للذكريات التي عصفت بها فجاة
لا حبيبتي لا تفعلي قال لوك وهو يمسح دمعة نافرة انسابت على خدها المتوهج
لا يجب ان تبكي خصوصا اليوم يفترض ان نكون سعداء.

اتدري يقولون انه فال سيء ان تراني بفستان الزفاف علقت انجلينا بابتسامة باهتة.
وانت لا تؤمنين بالحظ اليس كذلك ملاكي، رد لوك بنبرة هادئة.
على كل حال عليك المغادرة فصوفية ستقتلك اذا وجدتك هنا.
على الارجح انت محقة في هذا
، وبخطوات واثقة ترك لوك الغرفة تاركا انجلينا ممزقة من الحيرة والالم.

انا حرة رددت انجلينا لوقت طويل وهي تنظر الى الخاتم البراق يلمع في اصبعها، لقد تحررت منك ليون لم اعد اسيرتك بعد الان، سابدا حياة جديدة ولن تكون موجودا لتشعرني بالالم اخيرا ساكون سعيدة.
لكنها كانت كاذبة، مطلقا لن تكون سعيدة لقد فقدت الرجل الوحيد الذي احبته في حياتها، رغم كل الالم الذي سببه كان ليون ينبض في كل خلية من جسدها يكفي ان تشعر بتحرك طفليه بداخلها لتتاكد انها لن تكون حرة ابدا.

فتح الباب فجاة واطلت صوفية بابتسامة عريضة، هل انت مستعدة.
التوت معدة انجلينا بخوف وشحب وجهها قبل ان تقترب من التسريحة وتترك صوفية تتبث مشبك صغيرا بخصلاتها الذهبية المتموجة.
شيء قديم وشيء مقترض وشيء ازرق ونكون قد انتهينا
نظرت انجلينا الى المشبك الماسي باعجاب وهي تقبل صوفية
انه رائع.

ليس بروعتك لكنه جميل علقت صوفية بمرح، والان هيا بنا فالجميع بانتظارك واراهن على ان اخي الوسيم قد مل فعلا من الانتظار واصبح مستعدا للهرب بعيدا.
نظرت انجلينا لصوفية نظرة امتنان، كانت فعلا اكثر من اخت حقيقية يكفي انها لم تتخلى يوما عنها وكانت في صفها دائما حتى عندما قررت الانفصال عن ليون والارتباط بلوك، لم تحكم عليها بل بالعكس كانت مساندة لها في كل قرار اتخدته على مدى سنوات.

اخدت انجلينا نفسا عميقا قبل ان تقول
هيا بنا صوفية انا مستعدة.
على ذكر الهرب، الم تسمعي من مارك مجددا.
لا قالت انجلينا بصوت غلب عليه الحزن، منذ ان قرر العودة الى بوسطن لم يتصل بي، حاولت الاتصال به عدة مرات لكن هاتفه غير متاح حتى حين حاولت الاتصال بالمستشفى كان دائما مشغولا ولم استطع مكالمته. على العموم اتمنى ان يكون بخير
انا ايضا قالت صوفية بنظرة حالمة.

وصلا اخيرا الى الرواق المؤدي الى الردهة الكبيرة ومنها الى الدرج الذي كان مزينا بالكامل ببتلات الورود و الاف من زهور الاوركيديا بالوانها المختلفة وتسمرت انجلينا لرؤية الواقف في اخر الردهة يتاملها.
واقفا وسط الردهة كالهة اغريقية بطوله الفارع ببدله سوداء والتي اضفت عليه جاذبية لاتقاوم استمر في تاملها وكان له مطلق الحق بذلك، كانت تكاد تشعر بنظراته الحارقة تلهب جسدها من بعيد.

اغلقت انجلينا عينيها للحظات، محاولة تصفية ذهنها، ولتمحي التخيلات التي اصبحت اكثر من حقيقية، حين فتحت عينيها مرة اخرى كان لازال هناك يحدق بها بنفس النظرة الملهبة التي جعلتها ترتجف رغما عنها.
اصبح تنفسها مظطربا واحست انه سيغمى عليها في أي لحظة
مستحيل. هذا مستحيل غمغمت برعب.

وقف ليون لفترة طويلة يتامل انجلينا كانت خلابة في ثوبها الابيض الحريري كانت ملاكا، لم يستطع الا الوقوف وتأملها بمشاعر متضاربة، كانت امامه يستطيع عن يقفز الدرجات القليلة التي تفصله عنها وياخدها بين ذراعيه ويغرقها بحبه، ان يخبرها كم يعشقها كم يريدها في حياته والى الابد، وكم يشعر بالندم الشديد على كل ألم سببه لها في الماضي واهم شيء ان يقنعها بان لا تكون لغيره.

لكن عوضا عن ذلك تسمر في مكانه وهو يشعر بالعجز، ضربته حقيقة انه لايستحقها، شعر بألم عميق يجتاحه، كانت خطيبة لوك كانت له منذ البداية لولا انتقامه الغبي والغير مبررلكانا ينعمان بالسعادة، كان الطرف الذي خرب حياتهما، وعليه ان يرضخ لواقع انه قد فقد انجلينا منذ وقت طويل.

هاله الاستنتاج الذي توصل اليه، شعر لوهلة وكان الهواء لا يصل رئتيه، عادت به ذاكرته الى اليوم في المستشفى حيث تنازل لوك عن قتاله بمحض ارادته معلنا انه لن يقف في طريق سعادتها اذا ما اختارت ليون، وقتها اختارته هو ورضخ لوك لرغبتها رغم المه.
هو ليس اقل من لوك نبلا، اذا كان هو يومها قد ترك لها حق الاختيار، هو ايضا قادر على القيام بذلك.
عاد من افكاره اليائسة على صوت صوفية تنشاده بعدم افتعال المشاكل،.

كيف له ان يفتعل المشاكل واحساس بالفراغ يعم كل جسده، كان بالفعل قد اتخد قراره سيازرهما حتى النهاية وليحترق هو في الجحيم.
كانت صوفية متوثرة بدورها حضور ليون لا يعني سوى ان الاخوين سيتقاتلان الى ان يسقط احدهما صريعا عند قدمي الاخر فكرت بخوف.
سقطت باقة الورود التي كانت تحملها وتناثرت على السجاد المخملي، تركت انجلينا المرتعبة ونزلت الدرج بخطوات رشيقة.
حبا بالله ما الذي تفعله هنا ليون.

ابتسم ليون بالم لم يستطع اخفائه: اليس لي الحق في حظور زفاف اخي قال ليون بنبرة جافة
بالطبع قالت صوفية باظطراب لكن ليون اتوسل اليك انت وعدته
بالتاكيد قال ليون باسى، لقد وعدته واليوم انا هنا لافي بوعدي. ساكون اشبينه صرح ليون امام وجه صوفية الذاهل والان ايمكنك اصطحابي اليه.
بالتاكيد قالت صوفية وهي تشير لانجلينا التي كانت تقف مسمرة كالثمتال في اخر الدرج.
.

في غرفة جانبية، كان لوك واقفا يعدل ربطة عنقه السوداء بينما ديمتريوس جالس على الاريكة يتجرع مشروبا بعقل شارد.

للمرة الثانية، سيرى انجلينا تزف لغيره، عزائه الوحيد هذه المرة ان لوك كان يستحقها اكثر منه. لطالما كانت ملاكه ولولا لعبة القدر التي جعلت منها زوجة لليون لكان لوك وانجلينا ينعمان بالسعادة منذ سنوات، كان الاجدر بها بينهم جميعا وكان عليه تقبل حقيقة ان انجلينا لن تسمح له بان يكون يوما في حياتها فعلى الاقل سيكون سعيدا بمعرفة انها الى جانب لوك الذي سيحميها ويجعلها سعيدة.

يكفي قال لوك وهو ينظر الى انعكاس ديمتريوس والذي اصبح شكله مزريا من تاثير الشرب
لا اريد ان اركلك امامي ديم، على الاقل خلال مراسيم الزواج قال لوك معلقا.
فتح الباب في تلك اللحظة واطل ليون بابتسامة وهو يقول، لا اظنك ستجعل من هذا البغيض اشبينك ليس وانا هنا على كل حال،
علت الدهشة وجة لوشياس وهو ينظر الى ليون وكانه فقد صوابه، لم يتخيل ان ليون يمكنه ان ياتي اليوم على الاقل ليس ليسانده.

رفع ديم كاسه نحو ليون وهو يقول عزيزي ليوناديس العظيم انضم إلى فلدينا نخب يجب ان نتشاركه انا وانت.
لنجعل النخب عن الاشياء الثمينة والضائعة من حياتنا،
ارتفع حاجب ليون بسخرية وهو ينظر الى ديمتريوس الثمل. قبل ان يشيح ببصره ويعود لتامل اخيه.
امسك ليون بربطة لوك وعدلها وهو يقول
كنت واثقا ان ديمتريوس لن يقوم بدوره على اكمل وجه لذلك اثيت
الست حانقا.

لا قال ليون مقاطعا، بعد كل شيء انجلينا هي من اختارتك وانا احترم قرارها واتمنى لكما السعادة.
امسك لوك بكتف ليون قبل ان يسحبه اليه في عناق اخوي صادق
اشكرك اخي.
ابتسم ليون ابتسامة يغطي بها الالم الذي جاهد لكبته.
هيا اظن ان الوقت قد حان، اسوء شيء هو ان تترك عروسك تنتظر.
اظن ذلك رد لوك ورفع كتفه مشيرا الى ديم الذي بدا بالكاد يستطيع الوقوف.

رغم ترنح ديم الطفيف الا انه تمكن اخيرا من الوقوف بثبات الى جانب ليون والذي كان ينظر الى الجميع بعينين فارغتين لم يكن بداخله سوى الفراغ بعد دقائق من الان سيفقد ام اولاده وحب حياته الى الابد، للمرة الاولى يجد نفسه مستسلما غير قادر على ان يفعل أي شيء، لم يكن يوما بهذا الضعف لطالما خاض معاركه بشراسة، لكن اليوم في هذه الساعة بالتحديد كان يفضل ان يظل ضعفيفا من اجلهما يحاول باستماتة ابتلاع الغصة الهائلة والتي تمنعه من التنفس.

اخيرا بدات الموسيقى معلنة عن وصول العروس، ظل لوك ينظر الى الباب بامل لكنه لم يفتح ولم تظهر انجلينا. ابتسم ابتسامة لم تصل عينيه، واتجه نحو الباب المغلق بخطى ثابتة.
وقف لدقيقة امام الباب المغلق، زفر بيأس قبل ان يقرر فتحه ويتامل انجلينا الواقفة بتململ وقلق.
لوهلة كانت هنالك لحظة من الصمت المطبق، انجلينا ولوك ينظران الى بعضهما نظرات معبرة اكثر من الكلام.

انتهت لحظة الذهول، قبل ان تقرر انجلينا قطع الصمت وهي تقول
انا جاهزة، كنت متوترة لبعض الوقت لكن صوفية ساعدتني. عد الى القاعة وانا سأدخل فورا.
ابتسم لوك بألم وهو يتامل روعتها في الفستان الابيض، قبل ان يقول: انا اسف انجلينا.
لوك لا داعي لكل هذا. لقد كانت لدي لحظة هلع وقد تخطيتها الان عد الى القاعة من فضلك قالت انجلينا بهمس.

كان لوك هادئا وهو يقول: لقد انتظرت انجلينا، وقفت هناك قرب المدبح منتظرا، وفي صميمي كنت اعلم انك لا تريدين المجيء. زفر بألم. كنت اعلم انك لا تريدين ان تاتي لكنك كنت ستاتين على كل حال لانك تحبينني. لكن لو احببتك، لو احببت انجلينا الواقفة امامي ليس انجلينا التي احببت منذ سبع سنوات ولا انجلينا التي نسجت لها صورة في خيالي على مدى سنوات الفراق. لكن انجلينا الواقفة امامي. لو فعلت ما كنت لاظل واقفا هناك في انتظارك، بالاحرى كنت ساتركك ترحلين معه.

حدقت انجلينا الى الواقف امامها غير مصدقة لما يقوله: لوك انا ارتدي ثوب الزفاف، انه يوم زفافنا حبا بالله، وضعت انجلينا يدها في شعرها علامة على عصبيتها، قبل ان ترفع راسها لتواجهه.
ربما كنت قلقة قليلا، ربما شككت للحظة لكنني هنا الان واظن اني مستعدة.
ابتسم لها قبل ان يمسك بيدها المرتعشة ويطبع قبلة رقيقة على باطن كفها،
كنت اتمنى لو لم تظني انجلينا، كنت اتمنى من كل قلبي لو انك فقط كنت تعلمين.

وضع لوك يد انجلينا لتتابط ذراعه قبل ان يفتح الباب ويدخل وسط ذهول الجميع.
كان ليون واقفا في اخر الرواق ينظر اليهما بدهشة كبيرة، بينما ديم يفرك عينيه وكانه في حلم.
وصل لوك مبتسما قبل ان يضع يد انجلينا في يد ليون والذي كان ينظر اليه بعدم تصديق.
انتما تحبان بعضكما، لطالما فعلتما اتمنى لو تتركان احقاد الماضي وتركزا على المستقبل.

اخرج لوك من جيب سترته علبة واعطاها لليون، ارجو ان تكون صادقا هذه المرة قبل ان يبتعد عنهما وياخد مكان ليون الى جانب ديم.
كان الخمار على وجه انجلينا الشيء الوحيد الذي يخفي المشاعر المتضاربة بداخلها، كانت تريد الصراخ والضحك بهستيرية موقف غريب هي وليون معا، ولوك يسلمها بيده لاخيه.

رفعت انجلينا راسها لتواجه عينا ليون المصوبتان على راسها، كان ينظر اليها بشغف حقيقي، وكان حياته كلها تعتمد على الكلمات التي ستخرج من فمها الان.

هل تتزوجينني اجابي مو، هل ستسمحين لي بالتكفير عن كل ما فعلته في الماضي، اقسم انني مستعد لان اعتذر لك لما بقي من حياتي، دعيني اعبر لك عن مدى الضياع والالم اللذان اشعر بهما من دونك. انا احبك انجلينا بل اعشقك ولم اتخيل يوما ان احب بالطريقة التي اشعر بها اتجاهك.
كانت كلماته لها وقع السحر على انجلينا والتي بدت مخدرة تحت سحره، اقتربت وانهالت الدموع التي جاهدت على كبتها. ابتسمت اخيرا وهي تقول.

اقبل ليون، انا اقبل بان اكون زوجتك.
انتهت مراسم الزفاف، تعهد ليون هذه المرة ان يحبها ويصونها الى اخر يوم في حياتهما وكان صادقا للمرة الاولى في كل كلمة تلفظ بها، واخيرا تمكن من ان يقترب مسحورا بابتسامتها العذبة وينزع عنها قماش الدنتيل الذي كان يغطي وجهها، كان مشتاقا اليها، لرائحة عطرها لابتسامتها لانفها المنمش الصغير لعينيها الشبيهتان بلون غابة ماطرة واللتان اسرتاه من اول لقاء.

توقف لدقيقة يحبس انفاسه قبل ان ياخدها في عناق ملتهب تركها مقطوعة الانفاس.
بعد انتهاء الحفل والذي تجاوزوه باعجوبة فلا ليون ولا انجلينا كان مستعدا لمثل هذه الهبة الالهية والتي قررت جمعهما مجددا، قرر لوك انه الوقت المناسب للانسحاب.
الى اين سال ليون وهو يمسك بذراع اخيه.
اريد ان اكون لوحدي لبعض الوقت، لا تقلق قال وهو يرى النظرة على وجه ليون.
لن اهرب الى أي مكان، اعدك بالعودة قريبا.
اانت واثق لوك.
كل الثقة.

ومع توديع بسيط، حمل ليون انجلينا الى الهيليكوبتر ومنها الى طائرته الخاصة حيث قرر ان يبدا شهر عسلهما محلقين فوق المحيط.
ماذا عن الولدين سألت انجلينا مرتعبة.
لاداعي للقلق حبيبتي جداهما وصوفية قادران على الاعتناء بهما لبضع اسابيع.
بضع اسابيع صرخت انجلينا بدهشة وهي تحدق به كمن فقد عقله، الا تظن ان الوقت غير مناسب لما تقوله.

حدق ليون في وجه انجلينا الملتهب خجلا، قبل ان يلمس بطنها بتملك وهو يضعها على السرير الكبير وينضم اليها.
اظن اننا نملك الوقت الكافي قبل مجيئهما اضاف وهو يرخي ربطة عنقه ويتاملها بنظرات جائعة جعلت دمها يغلي من الاثارة.
انت فعلا اكثر رجل مجنون التقيت به في حياتي ليونايديس،
وانا اعترف انك المراة التي اصابتني فعلا بالجنون،.

احبك ليون همست انجلينا ماخودة بدفئ جسده، وحرارة انفاسه التي كانت تدغدغ بشرتها الرقيقة.
ساجعلك سعيدة انجلينا اعدك همس ليون قبل ان ياخد شفتيها في قبلة متطلبة. وجائعة ساجعلك سعيدة الى الابد ماتي مو همس بصوت غلبت عليه الاثارة وهو يأخدها الى عالمه باستسلام تام.

بعد وقت طويل عادت انجلينا لتستلقي امنة بين ذراعي زوجها، ارتسمت على وجه ليون ابتسامة اكتفاء، يكفي ان ينظر الى وجهها البريء وعينيها اللتان غمرتهما الدموع ليدرك انه امتلك العالم باسره.
تحركت انجلينا من بين ذراعيه لتتامل ملامح وجهه التي تعشقها، لاول مرة ترى ليون مبتسما وسعيدا وربما حتى منتصرا.

وضعت راسها على صدره وطبعت قبلة رقيقة وهي تقول: انا احبك ليون لطالما فعلت حتى في الاوقات التي شعرت فيها بالكره نحوك.
اما انا فلم تبتعدي قط عني كنت دائما هنا قال وهو يمسك بيدها ليضعها فوق صدره الصلب لتشعر بنبضات قلبه القوية.
الان فقط عادت لتؤمن بوجود النهاية السعيدة، النهاية التي ستعيشها مع الرجل الذي كرهت واحبت بنفس القوة والعمق.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة