قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ميراث العشق والدموع الجزء الأول للكاتبة رضوى جاويش الفصل الرابع

رواية ميراث العشق والدموع الجزء الأول للكاتبة رضوى

رواية ميراث العشق والدموع الجزء الأول للكاتبة رضوى جاويش الفصل الرابع

وقف طويلا أمامها... يرمقها بنظرات تصهرها... كانت عيناه .. مزيج عجيبا من المشاعر والأحاسيس المختلطة... انها تعترف... الأن... انها بحق تشعر بالرعب... وفجأة...
وجدته يجذبها من ذراعها فى قسوة .. لتجد نفسها فى أحضانه
انها المرة الأولى .. التى تكون فيها قريبة بذلك الشكل الحميمى
من اى من كان... انها تستشعر حرارة انفاسه اللاهثة التى تدل
على اضطرابه... وثورة غضبه... ان انفاسه ..تلامس وجهها
وتلفح بشرتها الندية... كحرارة شمس حارقة .. فى يوم قيظ ..

وتلاقت عيناهما للحظات.. كانت نظرات مضطربة حائرة ..
تحمل الكثير من التساؤلات .. التى لم تجد من يجيب عنها...
وأخيرا تكلم .. بصوت متحشرج ..على الرغم من الحزم الذى حاول ان يبطنه به :- أنا مبحبش .. اللى يراجعنى فى كلامى..
ويرد على حديتى .. كلمة ..بكلمة... سمعانى... !!؟؟.. ثم استطرد... فى جزل... بصوت خفيض قريب من مسامعها...
وإلا .. صدجينى .. ساعتها ردى مش هايعچبك... لانه هايبجى.. واعر عليكى جووووى... يا بت الناس...

لم تستطع ان ترد بكلمة واحدة تستعرض بها شجاعتها.. وتحديها
لأوامره... فهى ليست من الحماقة... حتى تتحدى أسد فى عرينه
مدعية شجاعة زائفة... ليس من الحكمة الأن أن تجذب أحدى شعرات الغول، فهو لم ينم بعد، لازال فى كامل يقظته، والأفضل ان تنحي الشجاعة جانبا، حتى تمر تلك الليلة... على خير...

وفجأة .. أطلق سراحها.. ودفع بها بعيدا عن ذراعيه..وهو يلهث.. بشكل ملحوظ..
وكأنه يقاوم حرب ضروس تستعر بداخله.. ويحاول فرض الهدنة .. بين طرفيها... زفر فى نفاذ صبر وهو يشير لحمام الغرفة الخاص قائلاً:- خشى .. غيرى هدومك.. وتعالى نامى ..
خلينا نُخلص من الليلة اللى مابينلهاش أخر دى ..

أخيرا أستعادت صوتها... بعد أن عادت من الجحيم الدامى بين ذراعيه.. وهى تقول فى صوت خرج كأنه ليس بصوتها:- ممكن
تدخل الأول... لو حابب .. يعنى .. ولم تكمل جملتها.. فقد سمعت زمجرته .. التى تعلن أن رصيدها من صبره قد أوشك على النفاذ .. فجذبت منامتها.. من حقيبتها واندفعت مهرولة..

إلى الحمام... أغلقت بابه خلفها.. وظلت دقائق تُسند عليه ظهرها غير قادرة على الأتيان ..بأى فعل .. يا آلهى...
انه بحق وحش... أغمضت عينيها فطالعتها صورة عينيه وهو ينظر اليها .. ففتحتهما على عجل... ستكون تلك النظرات ..
سبب لكوابيسها... فى الأيام القادمة... العون يا آلهى... هكذا هتفت لنفسها وهى تحاول التخلص من ثوب الزفاف الثقيل ..
وهى تنظر لنفسها .. فى المرأة .. لتطبع صورتها به فى مخيلتها.

فهى لن ترتديه مرة اخرى... هكذا فكرت .. فى حزن مزقها... كانت ستكون أسعد الفتيات حظاً لو أرتدت ذاك الثوب
الرائع... لأجل من تحب... ودمعت عيناها... وهى تنزع الثوب عنها... وتضع نفسها تحت رزاز الماء الدافئ .. لعله يخفف بعض من آلام روحها العليلة ..و.. التى عاود جرحها
نزفه من جديد .. وعلى الرغم من رغبتها فى البقاء تحت الماء والهرب فى الحمام لأطول فترة ممكنة بعيد عن ذاك الوحش.

المرابط فى الغرفة... إلا انها فضلت الأسراع والخروج... فمن المؤكد انه ينتظر خروجها لينال دوره... فهى لا تستبعد أن يحطم.. باب الحمام فى أى لحظة... لإخراجها.. إذا ما تطلب الامر... خرجت وهى ترتدى منامتها... المحببة إليها.. وتضع
غطاء رأسها.. وما أن سمع باب الحمام يُفتح حتى تعلقت عيناه.

بمحياها وهى تخط خارجه... توقع ان يراها ترتدى أحد الأردية الحريرية التى أشتراها لأجلها... ولكن يا لإحباطه .. عندما وجدها تخرج بتلك المنامة العجيبة التى ترتديها..
نظرت هى إليه .. وشعرت بفرحة غامرة وهى ترى نظرات الأحباط تطل صريحة من عينيه... وهى يراها لا ترتدى أثوابه الخليعة... ولم تتهنى بأنتصارها المؤقت طويلا فقد وجدته يهتف فجأة ضاحكاً:- أدى اللى كان ناجص... علشان الليلة العجيبة دى تكمل... بجامة!!!... و عليها... جط وفار..كمااان.!!!... كان يضرب كفا بكف .. وهو ينهض مستمراً فى ضحكاته التى زادت وتيرتها .. حتى أغلق .. باب الحمام خلفه...

خلع ملابسه واستدار ليضعها على المشجب فطالعه ثوب الزفاف
فأبتسم ساخرا... وهو يهمس قائلا:- هى چوازة... ولا أكتر..
خرج من الحمام... ليجدها..وقد تدثرت بأحد الشراشف.. حتى عنقها.. ممددة... على أحد الأرائك...
جيد انها عرفت أين موضعها بالظبط... هكذا حدث نفسه ..ليكمل فى غيظ... بت ناچى التهامي ..

وجد الصينية الزاخرة بأطايب الطعام والتى صنعتها أمه خصيصا... من أجل تلك الليلة الميمونة.. ونمت على جانبىّ فمه إبتسامة ساخرة...
رفع الغطاء عن الصينية... وجلس شارعاً فى تناول عشاءه
بشهية كبيرة... وأخيرا تذكر ان له عروساً.. وجب ان تشاركه الطعام.. فقال فى لهجة آمرة..وهو ينظر لتلك المتكفنة
بغطائها..:- تعالى كليلك لجمة..

لم ترد عليه .. وكأنها لم تسمعه... فقال فى لهجة تنذر بثورة
عارمة:- انا ع كلمك... ولما ..أكلمك تردى علىّ... سمعانى.. قال الكلمة الأخيرة بلهجة تهديدية من الطراز الأول...
فأومأت برأسها .. وهى تقول بصوت متحشرج:- مش جعانة..
شكراً...

-مش بمزاچكِ.. انا لما اجولك كلى تاكلى... تعاااااالى...
انتفضت مع صرخته .. وهو يهتف بكلمته الاخيرة.. وقامت
لتجلس أمام صينية الطعام... لتمسك.. بالملعقة بيد مرتعشة
ومعدة منقبضة... وأمعاء متقلصة حد الألم ..لكنها أكلت
تحت تهديد نظراته المركزة عليها.. وكلما أدرك انها تتصنع تناول الطعام .. ينظر اليها زَاغراً فى حنق.. فتأكل على غير رغبتها... حتى كادت تختنق ..

وأطلقت الشهادة... وهو يقوم أخيراً من أمام طاولة الطعام
ليغسل يديه.. فتبعته فى هدوء.. لتغسل يدها وتندفع لأريكتها
تتدثر بغطائها من جديد.. وتحتمى من نظراته.. التى تحاصرها..
وأخيراً... أغلق الأنوار .. ارهفت السمع لبعض الوقت
حتى غط فى نوم عميق... فبدأ النعاس يداعب جفونها
ويرسلها لدنيا الأحلام... أو ربما الكوابيس...

فهى تنام فى عرين الغول .. كيف لها ان تنسى ذلك !!؟
و... مع تباشير الصباح الأولى...
دوت صرخة... جعلته.. ينتفض من مكانه...
ليهتف..فى جزع:- ايه... چرى ايه!!؟؟..
وتعالت الصرخات... حتى شقت أرجاء السراىّ العتيقة..
لتوقظ كل قاطنيها...

لم يعرف ما يحدث... كل ما استطاع ان يستوعبه بإدراكه المشوش... من جراء الأستيقاظ فزعا... هو تلك الصرخات
وما ان انتفض من فراشه .. مهرولا لخارج الغرفة .. حتى
توقف فجأة... ليدرك أخيراً... أن تلك الصرخات .. مصدرها
عروسه التى وجدها متكومة... على أرض الغرفة تتلوى ألماً
اندفع اليها.. فى جذع.. يسألها فى تعجب:- فى ايه... !!؟؟..ايه
اللى چرى..!!؟؟

ردت وهى تتمزق..:- مش عارفة ..بطنى بتتقطع..
حملها بين ذراعيه... ليضعها على الفراش ..
ويدثرها... ثم يندفع فى سرعة.. لخارج الغرفة..
ليكاد يصطدم بأمه وأخته سهام واللتان جذبتهما الصرخات
فتجاهلهما فى توتر هاتفاً:- يا أم سعيد... فلبت المرأه النداء
سريعا... فهتف بها... :- شوفى ولدك فين وابعتيه يجيب
الداكتور بسرعة...

-ليه .. خبر ايه يا عاصم بيه!!؟؟ .. سألت المرأة فى جذع
- أنتِ هتحكى معاى.. همى وخلصى... أجابها فى حنق
-حاضر .. أها.. جوام..وركضت المرأه تبحث عن ولدها
عاد للغرفة التى دخلتها امه وأخته... مستفسرتان... عما
يحدث... ولازالت زهرة.. تتلوى ألماً...
كانت تحاول كتم صرخاتها .. خجلا .. لكن شدة الالم ..
كانت تدفعها .. لأن تعلو صرخاتها رغما عنها...
حاولت سهام تهدئتها .. بينما ظلت الحاجة فضيلة ..
عند رأسها .. تقرأ لها بعض آيات القرآن الكريم ..

مؤكدة .. انه الحسد .. وأعين النساء قد طالتها
أما هو فقد وقف... متعجباً من حنان أمه تجاه زهرة
والتى توقع ان تكون اكثر المتعاملين معها شراسة
وقسوة... أليست هى بنت ناجى التهامي... والذى طالما
أزكت أمه... الرغبة فى نفسه للأنتقام منه...
كانت ملامح وجهه جامدة كالصخر .. لا تعابيرفيها
دخل الطبيب مستأذناً... فتنحت النساء جانباً
وهتف عاصم فى ترحاب:- أتفضل يا داكتور.. اتفضل
تقدم الطبيب حيث ترقد زهرة .. منكمشة على نفسها..

وبدأ الطبيب فى فحصها ..
فتنحى جانبا .. يطل بوجهه على شرفة الغرفة...
حتى يستطيع الطبيب إنهاء فحصه ..
وأخيراً... قال الطبيب فى هدوء .. وهو يخط أسماء
لأدوية .. يجب أن يتم جلبها فى الحال .. وهو يقول :-
الظاهر .. المدام كلت أكل تقيل عليها شوية .. واضح
انها مش واخدة على أكل الصعيد... قالها الطبيب فى مرح
برئ .. وهو ينظر لزهرة... أنا أديتها حقنة هتهديها شوية
لحد لما تجيبوا الادوية اللى كتبتها دى... وألف سلامة عليها ..

- متشكرين يا دكتور... ألف شكر .. هتف عاصم
- العفو يا عاصم بيه .. تحت أمرك فى أى وقت ..
- يا واد يا سعيد .. نادى عاصم على غفيره.. الذى ظهر
فى لمح البصر.. فقال له.. وصل الداكتور .. هم يا واد..
وألف شكر مرة تانية يا داكتور... وخد الروشتة من الداكتور
وهاتها وأرجع طوالى...

- أوامرك .. يا عاصم بيه ..
اندفع عاصم عائدا لغرفته.. فوجد زهرة وقد استكانت بين
ذراعىّ أمه... وسهام تتطلع اليه... فى حزن...
-ما تجلجش يا خوى هاتبجى بخير... همست سهام
- إن شاء الله .. قالها فى لامبالاة...
جاءت ام سعيد مهرولة بالدواء ولتبلغ الحاجة فضيلة...

أن نساء الهوارية جميعهم.. بالأسفل.. قد جئن... لمباركة العروس..فى صبحيتها... زفرت الحاجة فضيلة فى حنق:- و دِه وجته.. مكنوش
جادرين يتأخروا شوية... البنية تعبانة.. هاتنزل لهم كيف دلوجت.!!؟؟...
نظر عاصم لها فى تعجب... هل هذه هى الحاجة فضيلة التى يعرفها... !!؟... استكملت حديثها محاولة تجاهل نظرات عاصم المتعجبة... روحى يا سهام .. استجبليهم... على بال ما أچهز وأنزلهم... وانتِ يا أم سعيد جدميلهم الشاى والحلو على بال ما أحصلكم...

ثم هتفت فى ولدها :-... عاصم... تعالى مكانى يا ولدى... قالتها وهى تشير له ليجلس مكانها... حيث كانت تحتضن زهرة بين ذراعيها..
سار فى بطء .. لا يستطيع أن يتحجج بأى حجة... حتى لا يقترب منها... يتعجب من حال أمه .. ولا يستطيع التفوة
بكلمة... لوجود أم سعيد...
كتم أنفاسه... حتى غادرت أمه وخلفها أم سعيد...
بصينية الطعام الكارثة...

نظر اليها .. ببعض من شعور بالذنب يكتنفه.. فهو من ضغط عليها .. لتأكل على الرغم من عدم
رغبتها فى ذلك...
نهض فى بطء... وحذر... واضعاً رأسها... على الوسادة..
نائياً بنفسه عنها.. جاذباً على جسدها المسجى الغطاء...
إلا انه سمعها تهمهم من بين أحلامها... بضع كلمات..
لم يكن يحتاج لأن يركز.. أو يرهف السمع... حتى يتأكد
أنها ..تتمتم بكلمة... أكرهك...

أبعد ناظريه عن محياها... تناول عصاه الابنوسية..
وعباءته... ليخرج من الغرفة لا يلوى على شئ...
سوى أن يكون بعيداً... عنها... بعيدا بما يكفى...

تجمعت نسوة الهوارية فى المضيفة الكبيرة التى ترتبط
بصحن الدار بردهة واسعة يقبع على جانبيها... غرف مختلفة أحداها كانت تلك التى قضت فيها زهرة... أول ليلتين لها فى
سراىّ الهوارية... هكذا تذكرت... عندما مرت بتلك الردهة .
وتذكرت تلك اللحظات الرهيبة التى قضتها فى تلك الغرفة..
وصلت إلى حيث أجتمعت النسوة ..بعد ان أيقظتها سهام
معتذرة... من أجل النسوة اللائي أتين لمباركة زفافها...

بعد ان تأكدت انها على ما يرام... وما أن دخلت القاعة حتى أُطلقت الزغاريد.. ترحيباً بقدوم العروس... أشارت لها الحاجة فضيلة حماتها... لتأتى وتجلس بجوارها.. فأطاعت فى خجل وأعين الجميع .. تتفرسها... ربتت الحاجة فضيلة على كتفها فى حبورتحاول أن تزيح عنها شعورها بالخجل والإحراج الذى سيطرعليها...
وبدأت فى تعريفها بنساء العائلة واحدة تلو الاخرى..

لكنها شعرت بشكل خاص بجو من العداء والغيرة الغير مبررة
تنضح من سمية أبنة عّم زوجها وأمها الحاجة رتيبة منذ وصلت للمضيفة وكلتاهما تتغامزان وتتلامزان... وهى على يقين من انها الموضوع الأساسى لنميمتهما...
- والله ما حلوة .. ولا فيها ريحة الحلاوة... همست سمية
لأمها تقصد زهرة...

- أه مهياش فى حلاوتك... لكن جدرت تميل عجل عاصم
واد عمك... اللى عجله يوزن بلد... وبجت مرته.. يا
خايبة... وانتِ اللى كنتِ جدامه من سنين... ولا حتى
فكر يفاتح أبوكى او أخوكى .. بأنه رايدك...
- ما تجلجيش ياما... عاصم واد عمى محدش فهمه كدى..

ديتها كام يوم... ويزهج منيها... وساعتها.. مش هيكون لحد غيرى..
-لما نشوف يا مخبلة... هايسيب المصراوية دى اللى لفت عجله
ويبصلك كيف!!!؟؟...
-هتشوفى ياما... بتك هاتعمل أيه..!!؟؟...

قطعت استرسال نميمتهما... الحاجة فضيلة والتى لم يكن يخفى عليها... فيما تتهامسان... فهى تعلم علم اليقين..
أن رتيبة زوجة غسان رحمه الله كانت منية فؤادها أن تزوج ابنتها لعاصم ولدها... لكن هذا من رابع المستحيلات...
فهى تدرك بشكل قاطع .. انها ترغب فى ذلك طمعاً فى
المال والجاة وليس حباً فى عاصم أو تقديراً له...

فهتفت الحاجة فضيلة بحزم :- أيه .. خبر أيه... يا حاچة
رتيبة .!؟؟.. ايه اللى واخدك عنينا... وعن عروستنا الحلوة!؟؟...
أنتفضت رتيبة فى أضطراب قائلة:- لاه .. أها .. أنا أها..
وايه اللى ممكن يشغلني عن عروستنا الزينة دى... وكمان
أدى نجوط العروسة... مرت الغالى... ولد الغاليين...

ونهضت تضع حول جيد زهرة عِقد من عدة أدوار من الذهب الخالص..كادت زهرة أن ترده فى إحراج .. لكن
منعتها الحاجة فضيلة فى إشارة منها .. لأن ذلك غير جائز
وان رد الهدية يعتبر إهانة... وردت الحاجة فضيلة ..
فى ثقة وحزم ..:- تعيشى يا حاچة رتيبة.. تتردلك فى صباحية سمية بتك .. بإذن الله... عن جريب ..
-تعيشى يا حاجة فضيلة... وتفرحى بعوضهم... يا رب..

وأنهت دعوتها بأبتسامة صفراء... فمن تلك التى تستطيع
أن تضع نفسها فى موضع منافسة او ندية مع الحاجة فضيلة
أم عاصم الهوارى .. الذى يسوس البلد بأكملها... بأشارة
من إبهامه...
تناوبت النساء واحدة تلو الاخرى فى تقديم هدايا الزفاف
لعروس عاصم الهوارى سيد شباب الهوارية ونجع الصالح
بأكمله...

عندما غادرت النسوة..كانت زهرة لا تستطيع السير من ثقل
الهدايا الذهبية التى ترتديها حول جيدها ومعصمها... ومازحت سهام قائلة:- هفتح محل دهب... باللى أنا لبساه ده كله...
انفجرت سهام ضاحكة .. وهى تقول :-عوايدنا بجى... تجولى أيه.. كل حاچة عندينا بزيادة...
-صدقتى يا سهام... قالتها فى شرود.. كل حاجة عندكم بزيادة... بالذات الكره والإنتقام... دووول بالذات...
بزيادة قوووووى...

لم تكن تدرك... أن عاصم دخل المضيفة من بابها الخلفى
وسمع ما قالته... و... انتفضت هى عندما تنحنح فى قوة...
قائلا فى برود:- كيف حالك دلوجت !!!... أحسن... !!!
-أحسن الحمد لله... تعبتكم معايا...
هز رأسه فى نفى دون أن ينطق بكلمة.. بينما ردت سهام
فى لوم وعتاب محبب:- كيف تجولى كده .. دِه أنتِ مرت
أخوى الغالية.. يعلم ربنا بعتبرك أختى...

أبتسمت زهرة ممتنة للود الحقيقى الذى تظهره سهام.. بينما
قال عاصم فى هدوء :- تعالى يا داكتورة.. أبوى عايز يصبح
عليكى... وسار صاعداً الدرج وهى خلفه.. حتى وصل لغرفة أبيه... طرق الباب ودخل وخلفه زهرة... كان أبيه
جالساً على فراشه الذى لا يغادره...

أنهى صلاته فى خشوع .. ورفع رأسه ليطالع ولده.. فأنفرجت أساريره... مازحا.. :- يا مرحب بالعريس
وكاد أن يطلق مزاحاً خارجاً .. إلا أن زهرة خرجت
من خلفه .. لتتغير ملامح العجوز من المرح إلى الدهشة والتعجب... وهو يهتف فى ذهول:- فاطنة..!!!!؟؟؟

كان الحاج مهران الهوارى... مشدوهاً عندما وقعت عيناه على زهرة... لكنه استدرك الأمر عندما تحدث عاصم فى هدوء :-
دى الداكتورة زهرة يا بوى... بت الداكتور ناچى التهامي ..
رد العجوز فى تدارك... :- إيوه... أمال ايه .. ما أنا عارف
دى مرتك يا عاصم ..امال فاكرنى كبرت وخرفت يااااك...
-العفو يا حاچ... أنا .. وقاطعه والده فى حزم قائلا:-
-انت تخرچ بره دلوجت... وتسبنى مع عروستك...

تردد عاصم .. ولم يكن ينظر اليها .. هكذا لاحظت زهرة
إلا انه لم يستطع الا تنفيذ الأمر... لم ترى جبروت ذاك
الرجل ينحنى... إلا أمام شخصين فقط... أبوه وأمه..
خرج عاصم .. وترك زهرة .. تشعر بخجل وأضطراب
مع ذاك العجوز .. كان عاصم يشبهه فى بعض تفاصيل
الوجه.. وبعض اللمحات .. خاصة العيون السوداء الحالكة
إلا أن نظرات العجوز كانت تحمل الكثير من الحنو والرأفة
عكس نظرات ابنه القاسية التى دائما ما يوجهها إليها.. حاملة سهام البغض والكراهية التى تغذى روحه...

تبسم العجوز عندما ادرك بنظرته الثاقبة ما تعانيه من اضطراب... فأشار
إليها .. لتجلس على طرف فراشه... فأقتربت فى آلية...
وجلست حيث أشار... تفرك يدها دلالة على مزيد من التوتر
الذى يعتريها... تطلع اليها العجوز فى حنو .. ثم ربت على كفيها
المتشابكين .. لتهدئتها...
-كيفك يا بتى... مليحة..!!؟؟..

هزت زهرة رأسها علامة الأيجاب... ثم همست بصوت مضطرب:- الحمد لله...
-عارف انك هنا مش بخطرك... وعارف انك بتدفعى تمن ذنب
أنتِ مرتكبتيهوش... بس نجول ايه فى عوايد وتجاليد .. قتلانا
وحكمانا.. ذى الرحايا... دايرة ومحدش بيجدر يهرب منيها...
إلا ابو جلب عاشج... عاشج بچد... وابتسم العجوز فى حبور وهو
يتطلع إلى نقطة بعيدة خلفها وكأنه يرى من خلالها ماض ولى .. حين استطرد... أبوكى كان العاشج دِه...

-بابا... !!؟؟ سألت زهرة فى تعجب
أومأ العجوز بالإيجاب... وأكمل قائلا :- أنا بترجاكى يا بتى... متزعليش من اللى حُصل... وسامحى... عاصم ولدى يبان جاسى
وحش كيف ما بيجولوا عليه... لكن مع عيلته.. وحبايبه... جلبه رهيف... وأبيض من اللبن الحليب... ولو حُصل منه حاچة أو زعلك فى حاچة.. تعاليلى.. أنا كيف ما أنتِ واعية... جاعد على سريرى مبتحركش... اشكيلى .. وأنا أخد لك حجكِ منيه...

ابتسمت زهرة .. وشعرت تجاه ذاك الرجل الرائع بالأمتنان
فقد أحدثت كلماته الحانية فارقاً كبيراً... فى تخفيف بعض ما تعانيه من جراء تلك الأحداث المتلاحقة... التى عاشتها منذ أن رأها عاصم للمرة الأولى...
أشار الحاج مهران لأحد ادراج الخزينة التى تتوسط غرفته
قائلا:- هتعبك يا بتى .. أفتحى الدرچ ده .. وهاتيلى ..
الصندوج الأبنوس اللى فيه..
أطاعت زهرة الأمر ..وأحضرت له الصندوق والذى عالجه
بمفتاح كان يعلقه في رقبته... فتح الصندوق.. ليخرج منه
شئ ما... ثم أغلقه ثانية.. ووضعه جانبا.. ثم قال لزهرة...

-جَربى...
أقتربت زهرة مطيعة أمره فأنحنى ليضع... قلادة من الذهب
لم ترى أروع منها... نظرت متسائلة... فرد العجوز فى فرحة
وقد برقت عيناه... وهو يتطلع للقلادة فى جيد زهرة... دى
هديتى ليكِ... يا مرت ولدى الغالى... حافظى عليها...
دى غالية علىّ جووووى... دى بتاعت أمى الله يرحمها...
لكن الغالى... للغالى... قالها فى عاطفة فياضة وهو يربت
على خدها فى حنو بالغ .. جعل الدموع تترقرق فى مقلتيها..

لكم تفتقد أبيها وحنانه.. لكن الله عوضها بذاك الرجل الرائع..
لما ابنه لا يمتلك بعض من حنان ورقة قلب ذلك الرجل ..!!
سألت نفسها متعجبة.. وكيف يكون لرجل قاسى متحجر القلب مثل
عاصم لا يضع للمشاعر وزنا... ولا يفكر الا فى الانتقام... من أجل العائلة... وأسمها.. وسمعتها... أب بتلك العقلية.. المتفتحة..
والتى تلعن الانتقام .. وتبغض الدم...

أخرجها العجوز من شرودها..وهو يقول.:- جومى يا بتى لجوزك
وأسمعيها نصيحة من أب لبته... يمكن الوشوش ما تتجابلش تانى
أوعاكِ تسلمى... أوعاكِ...
خليكى نچمة عالية... تبجى للأبد غالية... لحد ما يأمر سلطان الجلوب... سمعانى... لحد ما يأمر سلطان الجلوب... ساعتها
بس... هاجولك... انك بت أمك صحيح...

تطلعت زهرة للعجوز الحنون فى حيرة .. وتعجب من كلماته التى تشبه الاحاجى... وهمت أن تسأله.. لولا إشارته لها بالأنصراف
دخلت فى تلك اللحظة الحاجة فضيلة .. وكانت زهرة على وشك الخروج... تنبهت للقلادة التى تزين جيدها... فتبسمت وأغلقت
الباب خلف زهرة.. وتوجهت للحاج مهران متسائلة... :-
-عطيتهالها.. يا حاچ...
- أه... أجاب فى وهن...

جلست بجواره على الفراش .. تتطلع اليه .. بنظرات مضطربة و دموع حبيسة قلما تراها تترقرق فى عيون الحاجة فضيلة الحازمة..
فتطلع اليها فى حنان وحب... وسألت تدارى تأثرها...
-هى يا حاچ بت فاطنة... صُح..!؟..هز العجوز رأسه إيجاباً...
فأستطردت... أمال أبوها ليه كدب علىّ...
وجالى انها ماتت يوم ما تولدت... وأختى حصلتها.. بعديها بكام
يوم .. بحمى النفاس..

-أعذريه... تلاجيه ساعتها كان خايف على بته بعد ما راحت أمها..الخوف يعمل أكتر من كِده...
-طب وبخيتة راخرة ها تكدب علىّ... دِه إلا دى... دِه معروفى
معاها لساته مطوج رجبتها... لا.. مش ممكن يا حاچ... صمتت بضع لحظات ثم قالت فى تأكيد ..: بخيتة... هى اللى لازماً أدور عليها دلوجت... علشان جلبى يرتاح..
-ريحى جلبك يا حاچة وأسألي بخيتة... مع انها مش لازم لها سؤالات
زهرة كأنها فاطنة أختك... أول لما أطلعتلها... وكأن فاطنة الله يرحمها... جدامى...
أومأت الحاجة فضيلة... برأسها بالإيجاب على كلام زوجها...

فهى تذكر رد فعلها... عندما رأتها للمرة الأولى... وهى ترفع لها خمارها... وكيف انتفضت... عندما أيقنت الشبه الصارخ... بينها .. وبين أختها الحبيبة... والتى رحلت عنها...
لكنها تريد أن تقطع شكها باليقين .. والبحث عن بخيتة .. او بالأدق... الإرسال فى طلبها... وهى تعلم تماما .. من يمكنه
أن يدلها...

خرجت زهرة من حجرة الحاج مهران الهوارى .. تتملكها الحيرة
وخاصة لتلك الكلمات التى أوصاها بها فى أخر كلماته... تتحسس
القلادة التى تزين جيدها... وهى تفكر فى مغزى تلك الكلمات...
التى كانت كالأحجية بالنسبة لها... كانت تتوجه لتبحث عن سهام
كانت تهرول .. وهى تهبط الدرج فى سرور... عندما أصدمت
بحائط من الفولاذ .. لولا صلابته لكانا الأن... كلاهما متكوم أسفل الدرج...

هو ايضا كان يندفع صاعدا... لا تعرف لماذا !!؟؟ فهذا ..ليس من طبعه... كان دائما... واثق الخطوة يمشى ملكا... فما ذاك الخطب
الجلل الذى .. جعله يخرج عن طوره... !!؟؟
لازالت بين أحضانه... تحاول الثبات بأقدامها على احدى الدرجات
لتبتعد عن تلك الذراعين واللتان تحيطانها كأحاطة السوار
بالمعصم... بدأت أنفاسها تضطرب وهى ترفع عينيها لترى
تعابير وجهه الجامدة... والتى لم تكن تُنبأ... بأى تأثر... نتيجة قربه منها بهذا الشكل... تنبهت ان عصاه الأبنوسية قد سقطت من أعلى الدرج وأستقرت عند أخره... بدوى مسموع
اما عباءته التى دائما ما يضعها على كتفيه.. فقد سقطت الأن متكومة.. بعد حوالى درجتين من موضع كفاحهما للبقاء .. تنبهت لذاك الوريد الذى ينبض قرب صدغه...
والذى كان ينتفض فى ثورة... وتمرد واضحين...
أخيرا... انتهت معركة البقاء... وأبعدها عنه .. يلتقط انفاسه
فى تقطع .. تتابعه هى مذهولة... وهو يتمالك نفسه فى شموخ ..

كشجرة باسقة أحنت رأسها فى مواجهة العاصفة... لترتفع هامته
فى صلابة وثقة .. وكأن شيئا لم يكن .. مر بجوارها.. صاعدا
الدرج .. فى هرولة غير معتادة جعلتها تتيقن ان هناك خطب ما
تناولت... عباءته... ثم عصاه الأبنوسية... وانتظرت لتعطيهم
له عند خروجه... إلا انها وجدت سهام أخيرا... والتى كانت
ساهمة على غير عادتها ..

-سهام... فى أيه... أخوكى طالع يجرى .. وأنتِ مسهمة..
هو فى أيه بيحصل !!؟؟...
-عزيزة بتولد... أجابت سهام... والولادة متعسرة...
-ربنا يقومها بالسلامة... ودى تقربلكم أيه!!؟؟...
أنفجرت سهام ضاحكة وهى تقول :- لا... يا دوب جرابة من بعيد
دى تبجى الفرسة بتاعت عاصم... مجلكيش بيحبها كد أيه...
وعاصم كان طالع يغير خلجاته... علشان يجيب لها داكتور مخصوص من المركز ..الداكتور صفوت... مساعد الدكتور عونى ..مجدرش يعملها حاچة... والداكتور عونى مسافر...

أحتاجوه ضرورى فى المزرعة فى مصر ..
ما ان همت بالكلام حتى سمعت أصوات أقدامه وهو ينزل الدرج مهرولا... تناول منها العباءة والعصا فى تعجل .. لم ينظر اليها
حتى... وأسرع مغادرا من قبل ان تفتح فمها ..
نظرت لسهام فى حسرة... وهى تقول :- يا ريتنى أقدر أساعد
-تساعدى كيف... !؟... واضح ان الحالة واعرة بچد...
-انتى نسيتى انى دكتورة بيطرية ولا أيه !!!... يمكن أقدر أعمل حاجة... بس الخوف من أخوكى لو فكرنا نروح هناك...
ظلت سهام ساهمة تفكر ثم فجأة هتفت بطريقة أجفلت زهرة...

-طيب هساعدك تروحى هناك .. يمكن صُح تجدرى تعملى
حاچة تساعدى بيها لحد ما الداكتور اللى راح يچيبه عاصم ياچى
وربنا يستر... هو فى عروسة تخرج يوم صباحيتها... !!
دِه ها يجتلنى... قالت الكلمة الاخيرة فى رعب حقيقى... بچد ذنبى ها يبجى فى رجبتك.. يا صغيرة على الجتل يا سهام...
-وانا ذنبى ها يبقى فى رقبة مين !!!؟؟؟... سألت زهرة مازحة...
-هاروح اجيب لك عباية سودا من بتوعى تلبسيها... وربنا يسترها
بچد... قالتها سهام دون ان ترد على مزحة زهرة... وتسرع الخطى .. حتى لا تغير رأيها...

سارت سهام جاذبة زهرة من يدها .. فى الاتجاه الغربى للنجع.. تتلمس الطرق الخالية من المارة... وعلى الرغم من قرب إسطبلات الخيل من السراىّ... إلا انها... باتت بعيدة فى أعينهما
نتيجة لخوفهما من ان يراهما شخص ما... وما يمكن أن يحدث
بسبب تجرأهما على المجئ... دون مشورة من أحد...
وصلا أخيرا... وقد بلغ بهما القلق مبلغه.. يلتقطان انفاسهما فى
تلاحق... وصلت الأثارة بزهرة أن سحبت سهام خلفها فى تلهف
حتى وصلا لمكان الفرسة عزيزة والتى كانت فى حالة يرثى لها ..

ما أن رأتها زهرة حتى غلبها شوقها... لمهنتها التى تعشقها بجنون... أقتربت من الفرسة فى هدوء محسوب .. رفعت الفرسة
رأسها كأنما تستطلع من القادم لأنقاذها... جلست زهرة بجوارها
تربت على رأسها وتمسد عنقها فى حنان أستطابته الفرسة...

والتى أخذت تأن وكأنها تشكو لزهرة وجعها... تنبه الدكتور صفوت... والذى كان شاب لا يكبر زهرة بكثير... جاء به الدكتور عونى... ليكون مساعد له... تنبه لتلك... المتلهفة..
الغريبة التى أقتحمت المكان .. ونظر إلى سهام .. التى ظهرت خلفها بعدة خطوات لاهثة... نظرة استفهام عن كونه تلك الغريبة.. فردت سهام فى فخر:- دى الداكتورة زهرة مرت أخوى
عاصم .. يا داكتور...

توجه الدكتور صفوت ..بالترحاب لزهرة... :- أهلا .. أهلا يا دكتورة .. شرفتينا... وألف مبرووك..
تنبهت زهرة لكلماته... فخرجت من شرودها.. وتأثرها ..
-أهلا بحضرتك .. أجابت فى خجل... ثم غلبتها طبيعة مهنتها
فسألت فى استفسار... أيه حالة الفرسة بالظبط يا دكتور..!!؟؟

أخذ يشرح لها بعض الأمور الطبية التى لم تعى سهام كلمة واحدة
منها فأنزوت فى ركن جانبى .. تنعى نفسها.. على ما قد يحدث لها
من جراء تشجيع زهرة على المجئ إلى هنا... أما زهرة فقد
تحمست بشدة وهى تقول للدكتور صفوت :- الأمر خير بإذن الله...
أنا أدربت كتير على الحالة دى... وممكن أساعد .. علشان معتقدش
نقدر نستنى أكتر من كدة .. فى خطر على حياة الفرسة واللى فى بطنها.. وأكيد هحتاج مساعدتك يا دكتور...

-طبعا ده يشرفنى... أنا تحت امرك.. ده حضرتك طلعتى زميلة
وشاطرة كمان... قالها فى ود محبب... قابلته زهرة بأبتسامة مجاملة... وبدأت عملها .. مرت حوالى الساعة أو يزيد... حتى أطلقت سهام زغرودة مدوية... حين أنتفض المهر الوليد... يقف مترنحا... وصهلت عزيزة فى ضعف فرحة لأستقبال مولودها
الأول ..

أما زهرة فقد تنفست الصعداء... غير مصدقة إنجازها للمهمة
الشاقة والتى صفق الدكتور صفوت فى انبهار عند إتمامها
بتلك البراعة...
لمعت الدموع فى عينى زهرة هى ترى حنو الفرسة عزيزة على وليدتها ..لطالما تمنت حنانا مشابها من أمها .. والتى لم تسأل عنها أو حتى تأتى لتحضر زفافها... لا تعرف لما ذاك الجفاء!!؟؟

فلقد سامحها أبوها... فلما لم تسامح امها بالمثل .. لم حتى لم تسأل عنها... فهاتفها المحمول فى حوزتها من بعد ما تأكد عاصم انها له بعد أن تم عقد قرانهما ... فما حاجته
فقد ضمن أنه كبلها بالخوف على أبيها.. والولاء لعائلتها...

أستفاقت من شرودها... على صيحات سهام وهى تحتضنها فى فرحة... وانبهار حقيقى ..قائلة:- چدعة يا زهرة... مكنتش أعرف انك داكتورة شاطرة كده... والله .. لما ياجى أخوى...
ها تبجى فرحته كَبيرة..
وفجأة... هدر صوت كالرعد ..أثار الفزع فى نفوس الجميع...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة