قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ميراث العشق والدموع الجزء الأول للكاتبة رضوى جاويش الفصل الخامس عشر

رواية ميراث العشق والدموع الجزء الأول للكاتبة رضوى

رواية ميراث العشق والدموع الجزء الأول للكاتبة رضوى جاويش الفصل الخامس عشر

اندفعت زهرة الى السراىّ.. وهى تكاد تموت قلقاً وتوتراً قابلتها سهام اعلى الدرج مصادفة.. ورأت شحوب وجهها فسألتها فى قلق :- خبر أية يا زهرة مالك وشك اصفر كده ليه.. !!؟.. فى حاچة..!!؟؟.. جولى.. وجعتى جلبى..

التقطت زهرة انفاسها..وسحبت سهام لحجرتها وهى تقول فى نبرة مرتعبة:- حسام.. راح لعاصم تانى..
ضربت سهام على صدرها وهى تهتف مصعوقة :- ااايه..!؟؟.. لاه.. تانى يا حسام.. يا وجعة مربربة.. يا ترى ايه اللى بيحُصل دلوجت.. استر يا رب..
لم تعقب زهرة التى اندفعت تجلس على الفراش فقدماها لم تعد تقدر على حملها لتستكمل سهام عويلها..

انا خلاص مش عايزة اتجوز.. والله ما عايزة.. نفضوها سيرة بجى وكفايانا دم.. والله بكفايانا دم.. جيب العواجب سليمة يا رب وانفجرت باكية.. لتنتفض زهرة اليها.. تهدأها.. وتقول فى توتر :- تعالى ننزل دلوقتى نقعد تحت.. أهو نعرف أي حاجة.. او نسمع اى خبر.. نشوف ممكن يحصل ايه.. وربنا يجبها على خير.. بس اغسلى وشك.. لحسن الحاجة تحس بحاجة وهى مش ناقصة.. بلاش نقلقها..
امتثلت لها سهام.. وخرجتا لتجلسا فى صحن الدار.. بانتظار ما قد يصل اليهما من أخبار..

هتف عاصم فى ترحاب :- اهلًا.. اهلًا.. شرفت يا حسام..
واستطرد وهو يشير اليه بالجلوس.. وقد انتبه على ذاك الحامل الطبى.. الذى لايزل يحمل ذراعه اليسرى..محتضناً إياها لجانبه الأيسر المصاب... والذى يبدو انه لم يبرأ بعد..
-لِسَّه جرحك مطابش.. !!؟.. سأل عاصم باهتمام..
ابتسم حسام :- لاه.. الحمد لله.. انا تمام.. بس انت عارف بجى تعليمات الدكاترة..

ابتسم عاصم وهو ينادى زرزور الذى جاء ملبىياً النداء اسرع من البرق وهو يرمق حسام بنظرات نارية مسمومة فهذا هو من حظى بقلب سهام والذى يحلم بالزواج منها..
كاد يصرخ به.. انا أولى بها منك.. انها لى أنا.. أنا فقط من يحبها.. انا فقط من سيسعدها.. انا الاولى.. أنا..
استيقظ من شروده على هتاف عاصم باسمه :- واااه... زرزور رحت فين يا مخبل.. روح أعمل شاى.. أچرى.
ليتحرك فى تثاقل.. على عكس عادته.. وهو لايزل يرمق حسام بنفس النظرات المميتة..

هم حسام ان ينطق.. الا ان قدوم جمع من الهوارية.. أخرسه... جلس الجمع..وكان من بينهم سليم الذى اخذ يتطلع لحسام بنظرات ممزوجة بالغيظ والحقد..اما باقى رجال الهوارية.. فنظراتهم كانت منقسمة ما بين متعجب.. ومتسائل... ما السبب الذى قد يدفع بأحد من التهامية ليأتى وحيدا الى عرين الهوارية..!!؟؟...
استجمع حسام شجاعته.. بعد ان قرر انه سيفاتحه فى مطلبه سواء فى وجودهم اوعدمه.. فهو لن يخرج من هنا الا ومعه الموافقة على زواجه بسهام..
اندفع حسام قائلا :- انا جيت النهاردة يا عاصم عشان اطلب يد أختك سهام..

الصمت الذى غلف المكان بعد تلك الكلمات التى القاها حسام والتى كانت أشبه بقنبلة.. لم يكن الرد عليها الا بعض الهمهمات.. او الشهقات من البعض.. بخلاف سليم الذى وقف متحفزا.. ينظر لحسام فى حقد.. ومنتظر رد فعل عاصم... حتى يبدأ هجومه..
تنحنح عاصم.. فصمت الجميع فى ترقب :- والله يا حسام..
انت راجل زين.. ومتتعيبش.. ومجدرش أجول غير.. الف مبروك..

انفرجت اسارير حسام غير مصدق.. بينما تعالت الهمهمات من جديد من افواه الحاضرين.. وكان سليم الذى إصابته الصدمة يقف كالمشدوه لا يحرك ساكنا..
حتى استفاق اخيرا بعد لحظات.. لينظر للجميع فى غيظ ويندفع مبتعدا.. وهو يهتف متوعدا:- ماااشى يا عاصم يا واد عمى.. بجى تفضل ده على انى..الصبر طيب يا واد عمى.. كله بيتحط على الكوم الكبير.. وحسابك معاى جرب جوووى..

اندفع عاصم هاتفاً فى الجمع الهوارى :- واااه.. مفيش مبروك للعريس ولا ايه..!؟؟..
هم احدهم بالاعتراض.. ليخرسه عاصم بنظرة نارية من نظراته المحذرة فيبتلع لسانه وتبدأ التهانى تتوجه لحسام الذى كان يطير فرحا..

انتفضت كل منهما.. عندما سمعت صوت عاصم يدخل للسراىّ محدثا خفيره فى امر ما.. وتمسكت كلتاهما بيد الاخرى فى ذعر حقيقى وقبل ان يدخل عاصم السراىّ
حاولتا ان تبدو كل منهما على طبيعتها على الرغم من مشاعر الرعب التى تغمرهما مما قد يكون حدث بين عاصم.. وحسام..
اندفع عاصم داخل السراىّ متوجها للدرج الا انه رأهما فعاد ادراجه.. ليقف امامهما مهللا:- واااه.. مالكم جاعدين كده زى اللى غيطه غرج المفروض تكونوا جلبينها فرح..
نظرت كل منها للأخرى فى حيرة.. لتتجرأ زهرة وهى تسأله :- بتقول فرح..!؟؟..

انفجر ضاحكاً:- اه.. فرح.. مش عندنا عروسة.. واحلى عروسة كمان..
ازدادت حيرة كل منهما ليستطرد ناهياً حيرتهما محدثا سهام :- حسام التهامى.. طلب يدك يا سهام.. وانا وافجت..
وقفت سهام مشدوهة تنظر لزهرة التى ارتسم على وجهها ملامح عدم التصديق.. ثم تعاود النظر لأخيها الذى كان يراقب رد فعلها مبتهجا والابتسامة تعلو شفتيه.. ثم تنفجر باكية.. بشهقات عالية..

دفعت عاصم للاقتراب منها على عجل ليأخذها بين ذراعيه هاتفاً محاولا مشاكستها :- خلاص.. متزعليش هنجوله.. بلاها سهام مش موافجة...
لتنتفض هى صارخة :- لاه.. موافجة..
فينفجر كل من عاصم وزهرة ضاحكين..
لتنضم اليهما الحاجة فضيلة.. وقد سمعت اخر كلمات عاصم لسهام.. فتطلق احدى نوادرها التى لا تتكرر بسهولة.. عبارة عن مجموعة متتالية من الزغاريد الرنانة.. معلنة دخول الفرحة اخيرا.. لتلك السراىّ العتيقة الاحزان..

خرجت زهرة من غرفة سهام اخيرا.. وقد انتزعت نفسها منها انتزاعاً.. فقد انتابت سهام حمى الحماسة بعد معرفتها ان زفافها قد قُرر خلال عشرة أيام من اليوم.. ساعتها اصابها الجنون بالمعنى الحرفى.. أخذت تتحدث بشكل متواصل لا ينقطع عن ما يجب جلبه وإحضاره من الاسواق التجارية على عجالة فالوقت ضيق وهى فى خطتها جلب الكثير والكثير من الأغراض التى أخذت تعددها مع زهرة وتضيف وتحذف اليها حتى اصابت زهرة بالدوار...

سارت الردهة الى غرفتها.. ووجيب قلبها يرتفع مع كل خطوة.. لما هى خائفة لهذه الدرجة!!؟؟.. وأجابت نفسها فى صدق.. انها خائفة لانها كفت عن مقاومته وبدأت فى الاستسلام كليا لذلك الشعور المتنامى منذ فترة تجاهه والذى حاولت وأده كثيرا.. وعاصم نفسه.. فى احيان كثيرة هو من كان يدفعها لذلك بتصرفاته القاسية وظنونه المقيتة.. لكن رغم كل ذلك وجدت روحها تتعلق به.. وقلبها يستطيب قربه.. وعقلها مشوش لا قبل له للاعتراض امام كل تلك المشاعر..

هى تعلم.. انها لو خطت الى تلك الغرفة الان..فستكون له بكامل ارادتها.. والعجيب انها راغبة فى ذلك.. انها ترغب فى ان تكون امرأته.. ان تكون أمنة بين هاتين الذراعين.. قابعة فى احضانه الدافئة.. للأبد..
ادارت مقبض الباب وهى تلتقط انفاساً قد تمنحها بعض الثبات.. وخطت الى حيث اللارجعة فى طريق قلبها..

رنت منها نظرة شملت الغرفة حتى وقع بصرها على الفراش.. فراشهما.. احمرت خجلا.. وتاهت فى ذكرى احتضانه لكفها قبل نومه وهو يستمع لروايتها..
ولم تنتبه لعاصم الذى تسلل خلفها وهو يهمس بالقرب من مسامعها.. :- الچميل سرحان فى ايه..!؟؟؟.. انتفضت مذعورة.. وكادت ان تسقط عندما اصطدمت به وهى تستدير لمصدر الهمس فجذبها بسرعة اليه قبل سقوطها..

لتصطدم مرة أخرى بصدره ليأسر خصرها بكفيه.. وتتلاقى الارواح المشتاقة للقاء منذ خلق الله الارض ومن عليها.. وتتقابل العيون.. نوافذ الروح.. ليهل منها الامل فى غد بلا ضغائن وأحقاد.. غد من فرحة.. وفجر جديد يؤسس للعشق امبراطورية... مترامية الأطراف..
رفع احدى كفيه عن خصرها... لتدفع عنها حجابها فى رقة.. ويغرس كفه فى شعرها الحريرى..يطلق جدائله.. وهى مستكينة فى وداعة.. عيونها معلقة بعينيه..
و دقات ذاك النابض فى صدرها لامتناهية السرعة..

كان كفها على صدره..يستقرأ أخبار قلبه.. من خلال دقاته.. التى تصلها دقة بدقة.. تشى به..
اقترب ينحنى يلثم جبينها فى نشوة حقيقة غير مصدق انها اخيرا.. ها هنا.. فى احضانه.. راضية..
جذبها اليه اكثر يطوقها بذراعيه ويزفر بعمق زفرة من عانى العذابات ليال طوال وانقطع به الامل ثم جاءه النعيم من حيث لا يدرى..كانت رأسها على صدره تتكئ عليه فى دلال لم تعهده فى نفسها من قبل..

تشعر بأنها تتبدل وهى بين هاتين اليدين.. فتستحيل زهرة أخرى.. لم تعهدها لكنها تحبها.. تحبها لان زهرة الجديدة.. هى زهرته هو.. زهرة لن تتفتح الا بين ذراعيه.. ولن تزهر الا بحنانه. لم ينطق بكلمة واحد.. وهى بدورها لم تنبس بحرف حملها فى خفة.. لتسكين اكثر بين احضانه..وسار بها خطوات مأخوذاً..و..لكن... هل هذه صرخات تلك التى يسمعها.. !!؟؟..وهل هناك حقاً من يناديه ليخرجه من ذلك العالم الوردى.. الذى كان لتوه على أعتابه..!!؟؟

وضع زهرة بهدوء على طرف الفراش.. وبدأ كل منهما فى النظر للاخر.. كانما يسأله.. هل سمعت انت ايضا.. ما تناهى الى مسامعى..!!؟؟...
توالت الصرخات.. وبدأ الدق على باب الغرفة..يوقظه كليا ليندفع فى زعر حقيقى.. فاتحا الباب.. لتطل اخته سهام هاتفة فى هلع:- ألحج ابوك يا عاصم.. ابوك مش جادر ياخد نفسه..

ليندفع عاصم كالسهم لغرفة ابيه الذى طالعه محتقن الوجه يلتقط انفاسه بالضالين.. خرج عاصم من الغرفة مسرعاً ينادى سعيد الخفير فى قوة ثائرا :- جيب الداكتور طاهر بسرعة.. فاهم بسرعة الحاچ تعبان جوووى..
ليعود لحجرة ابيه مرة أخرى يجلس على طرف فراشه..

يحتضن كفه بين راحتيه محاولاً تهدأته قدر استطاعته:- أهدا يا حاچ.. كله ها يبجى تمام.. اهدا وخد نفسك بالراحة.. فيحاول ابيه أطاعته.. ليعود عاصم فيكرر.. ايوه تمام يا حاج.. اهدا.. أزمة وهتعدى..
كان نحيب سهام لا ينقطع.. وذعر الحاجة فضيلة لا يُوصف وهى تقف لا حول لها ولا قوة ترى رفيق درب حياتها ينازع الالم ولا تستطيع ان تمد يد العون كما كانت تفعل دوماً.. هتف عاصم جازاً على اسنانه فى حنق :- بلاها بكا ونواح هنا.. اللى عايز يبكى يشوفله حتة تانية.. مش جنب الحاچ.. ما هو زين و زى الفل اها.. ايه لزمتها نخلعه على حاله..

ارتفع نحيب سهام ليستدير عاصم باحثاً عن زهرة.. ليجدها فى احد الأركان بجوار باب الغرفة وجهها شاحب وعيونها معلقة بابيه.. فهتف فيها:- زهرة.. خدى سهام.. عشان الداكتور زمانه جاى..
أومأت برأسها إيجاباً.. وهى تتوجه لتحتضن كتفى سهام تصطحبها خارج الغرفة.. ليعاود عصام الاعتناء بابيه الذى مازال يلتقط انفاسه بصعوبة..

قرر الطبيب بعد الفحص ضرورة نقل الحاج مهران للمشفى ليلقى الاهتمام اللازم والعلاج المضبوط حتى تستقر حالته... هز الحاج مهران راْسه رافضا وبشدة من خلف قناع الأكسجين الذى يغطى معظم وجهه الان.. وكان السبب لحد كبير فى عودة انفاسه للانتظام من جديد..
فطن عاصم لرغبة ابيه فسأل الطبيب فى رجاء:- طب ممكن يبجى هنا ونهتموا بيه وزى ما حضرتك هتجول هانعمل..

رد الطبيب:- بس الحاج محتاج ملاحظة.. الأربعة وعشرين ساعة.. لان الأزمة دى ممكن تحصله تانى فى اى وقت.. وساعتها هاتبقى الحالة صعبة جداا..
-متجلجش يا دكتور هانفضل تحت رجليه اليوم بطوله..
ومش ها يغمض لنا جفن.. تمام كده..هتف عاصم..
-تمام يا عاصم بيه.. وانا فى الخدمة فى اى وقت..قال الطبيب مؤكدا..

فيرد عاصم :- تسلم يا داكتور.. تعبناك.. وهو يوصله لباب السرايّ الداخلى أمراً سعيد ان يقل الطبيب الى حيث يريد.. ليعود ادراجه مسرعاً لحجرة ابيه.. جالسا على احد المقاعد والذى جذبه ليكون شبه ملاصق للفراش يتطلع لأبيه فى قلق.. عندها فتح الحاج مهران عينيه فى وهن..
مبتسما فى شحوب لمرأى عاصم بجواره والذى انحنى بدوره يلتقط كف ابيه ويلثمها فى محبة خالصة..

مر يومان.. والحاج مهران على حالته والتى استقرت نوعا ما..وعاصم لم يغفل له جفن قابع بجواره.. لا يريد ان يتزحزح لاى مكان.. حاولت معه.. كل من الحاجة فضيلة
وسهام.. لاخذ مكانه بجوار ابيه حتى يتسنى له الراحة قليلا.. لكنه ابى وظل على عزمه لا يبرح غرفة ابيه..
حتى طعامه.. لم يكن يتذوق منه الا النذر اليسير..

سمع عاصم طرقات خفيفة على الباب.. لم يعبأ برفع رأسه التى كان يلقى بها على عضديه المتشابكين على طرف الفراش.. لحظات وطلت زهرة داخل الغرفة تحمل صينية طعام تقترب بها لتضعها على الارض بجوار كرسيه وتجلس بجوارها وتمد يدها فى حنان تربت على كتفه.. ليرفع رأسه فى وهن.. ناظرا اليها.. كانت عيناه تحمل ألم عجيب.. والأعجب.. هو ذاك الخوف الظاهر بهما.. نعم خوف.. الغول يخاف..خوف من مجهول يترقبه ويطل على الأجواء منذّراً..بحزن يقترب..

وكم رق قلبها لتلك النظرات.. ولمحياه الذى بدا الان شاحباً بذقن بدأت فى الظهور منحته مظهراً أشبه بقرصان..
ودت لو تطوقه بذراعيها.. لتحمل عنه بعض من هذا الحزن بعيدا وتبدد مخاوفه لبعض من أمان..
رفع جسده ليجلس مستقيما.. وهو يتطلع اليها فى شوق..
فتنحنحت فى خجل قائلة :- لازم تاكل.. انت مكلتش حاجة من يومين..

رد فى ضعف :- ماليش نفس..
لم تعبء لاعتراضه ومدت يدها بقطعة دجاج لتناولها له قائلة فى ابتسامة محببة :- ولو قلت لك..
عشان خاطرى... !!
طلت الابتسامة من عينيه قبل شفتيه.. وتفاجأت عندما وجدته يحتضن كفها الممدودة بالطعام بين راحتيه يقربها من فمه.. ويلتقط الطعام متلذذاً..
انتفضت فى سعادة وهى تستعيد كفها الفارغ.. ليقول هو فى همس :- انا مستعد اكل الصينية دى كلها.. بس بشرط!!؟
همست هى فى خجل :- ايه هو..؟!!...

همس من جديد مشاكسا :- انكِ توكليهالى كلها بيدكِ..
أطرقت رأسها خجلا..وبموافقة ضمنية.. جعلت ابتسامته تتسع فى سعادة.. مدت كفها بقطعة جديدة.. وهى لا تقوى على رفع رأسها لمواجهة نظراته المربكة..
كان الحاج مهران.. قد استيقظ لتوه.. ينظر اليهما نظرة جانبية.. ملؤها البهجة.. فقد أعلن اخيرا.. سلطان القلوب شرعيته..فى حكم قلبيهما...

-مش هنروح لاى حتة.. استحالة اعتب هناك.. انا مش مستغنية عن نفسى ولاعن بنتى..صرخت منيرة زوجة الدكتور ناجى التهامى فى غضب عندما طلب منها الاستعداد للسفر لحضور زفاف حسام بن أخيه
-وليه لا..!!؟.. ايه اللى ها يحصل يعنى..!؟..هتف الدكتور ناجى غاضبا بدوره..
-انا ايه اللى يضمن لى يحصل مع بنتى زى ما حصل مع بنتك..!!؟؟..
-لا حول ولا قوة الا بالله.. زفر الدكتور ناجى محاولا التحدث ببعض الهدوء... يا منيرة اللى حصل مع زهرة ده وضع خاص.. ومش ممكن يتكرر..

-برضه لأ..مش رايحين..
لكن فجأة.. تتدخل ندى فى الحوار الذى شهدته منذ البداية
وتخالف امها الرأى على غير العادة قائلة :- بس انا هروح مع بابا...
لتتطلع امها اليها فى صدمة.. سرعان ما استفاقت منها هاتفة فى حنق :- من امتى بتعرضينى يا ندى..!؟؟..

-العفو يا ماما.. دى مش معارضة.. دى رغبتى فعلا.. انا نفسى اروح.. اولا.. لان زهرة وحشتنى جداا ونفسى أشوفها مش كفاية ان حضرتك منعانى اكلمها..
اضطربت منيرة.. عندما تطلع اليها ناجى بغضب مكبوت بعد تصريح ندى الاخير.. والتى ادركت مدى فداحة اعترافها من نظرات ابيها التى تحمل قدر لا يستهان به من الغضب المشتعل والذى يحاول كبته قدر استطاعته فى عزم يحسد عليه.. ورغم ذلك لم تتراجع قائلة :- انا هروح يا ماما.. لازم اشوف اهل بابا اللى عمرنا ما شفناهم..
يبقى لى عّم.. وأولاد عم.. ومعرفهمش.. ده ينفع..!؟؟..

صرخت الام من جديد :- انا قلت مفيش مرواح..
نهضت ندى هاتفة فى عزم :- اسفة يا ماما.. يمكن اول مرة اخالفك.. بس انا هروح..
لتقف امها فى صدمة.. تنظر الى ناجى فى غل.. ثم تترك المكان مغادرة فى ثورة... تتبعها موجة من صفق الأبواب..

ربت الحاج مهران على رأس عاصم المسجى بالقرب من كفه.. فانتفض عاصم فى ذعر حقيقى هاتفاً :- خير يا حاچ..؟؟؟!!.. انت كويس..!!؟..
ليمد الحاج مهران كفه الى وجهه مبعدا عنه قناع الأكسجين.قائلا فى وهن :- انا بخير يا عاصم.. متخافش.. جوم يا ولدى أرتاح فى أوضتك... انت بجالك اربع ليالى جاعد جنبى الجاعدة دى..جوووم.. انا بجيت كويس..

يهز عاصم رأسه رافضا :- لاه.. انا زين هنا.. ومرتاح..
-يا ولدى جوم شوف حالك ومصالحك اللى واجفة بسببى من يوم ما رجدت... هتف الحاج مهران فى نفاذ صبر..
-كل حاجة تهون فداك يا حاچ.. وانا جاعد هنا.. ومش متعتع.. الا لما اشوفك بجيت تمام..
كان من المؤكد ان عاصم قد عزم أمره ولم يكن ليتزحزح عن موقفه.. فأبوه ادرى الناس بصلابة رأسه.. فأزعن ولم يعترض من جديد.. مما دفعه ليسأل عاصم فجأة :- ايه اخبار فرح سهام.. جهزت الدنيا.. عايزين نفرحوها يا عاصم..

هتف عاصم متعجبا :- واااه يا حاچ.. فرح ايه دلوجت.. احنا وجفنا كل حاجة.. لحد ما نطمنوا عليك وتجوم بالسلامة
هتف الحاج مهران حانقا:- لاااااه... ليه عملت كده يا عاصم..!!؟... وبدأ يسعل من جديد.. مما جعل الرعب يدب فى قلب عاصم.. مخافة ان تعاوده نوبة ضيق
التنفس فهدأه قائلا :- طب ارتاح بس.. واللى تجوله ننفذه.

وفى وهن بعد ان هدأت نوبة السعال قال الحاج مهران :- اتصل دلوجت بحسام التهامى.. وجوله.. ثم صمت مفكرا لحظات.. النهاردة ايه..!؟
ليجيب عاصم.. الاتنين..
ليستطرد الحاج مهران.:- خلاص جوله.. الفرح الخميس ده
وروح بلغ سهام والحاجة.. يجهزوا..

هم عاصم بان يقاطعه.. ليهتف الحاج مهران فى نفاذ صبر.. متناجشنيش يا عاصم.. نفذ.. كلم حسام دلوجت.. ويوم الخميس بعون الله.. اختك تبجى فى بيت جوزها..
نفذ عاصم وابلغ حسام الذى تعجب من الإسراع بتلك الطريقة مع علمه بمرض الحاج مهران ولكنه امتثل عندما علم ان هذه هى رغبة الحاج مهران نفسه.. بل انه وللحق.. كاد يقفز فرحا لولا بقية من وقار.. عندما اخبره عاصم بذلك.. فسبحان الله..لقد استجيبت دعوته التى كان دوما يدعى بها منذ تحدد يوم زفافهما.." يا مقرب البعيد يا رب.."... وقد اقترب بأسرع مما كان يتوقع اوتمنى.. فما هى الا ثلاث ليال ويهل قمره فى سماء داره..

انهى عاصم مهاتفته مع حسام ليأمره ابوه قائلاً :-
-بلغ سهام والحاجة يا عاصم.. تلاجيهم هيتجنوا دلوجت... وضحك فى سعادة.. خليهم يتلهوا عنينا شوية.. عشان انا عايزك فى موضوع مهم كان لازم تعرفه من زمان.. وجه الوجت اللى ما ينفعش يدارى فيه بعد كده..
نظر عاصم لأبيه فى قلق وقد اعتراه الفصول.. عن اى موضوع يتحدث ابيه يا ترى.. هل يعتقد أنه لا يعلم بهوية
زهرة ومن تكون..!!؟.. ام.. لايزل هناك الكثير من الأسرار.. التى لم تُكشف..!؟..

شعرت بحنق شديد وهى تندفع لسيارتها تديرها فى عصبية بعد ان أكدوا جميعا.. ان محاضرة الدكتورنبيل قد تم ألغاءها وهى التى تركت كل ما كانت تجهزه لسفرها مع ابيها لتأتى مسرعة لحضورها.. هتفت فى حنق :- ايه اللى بيحصل معاه.. عمره ما كان غير ملتزم كده..
الكل كان بيحلف بالتزامه ودقة مواعيده..

انطلقت بسيارتها.. تكاد تعتصر مقودها بين كفيها عندما رِن هاتفها.. واستنتجت.. بالتأكيد هو الدكتور ناجى.. فأمها قد أعلنت الحرب عليها.. ولم تعد تبادلها الحديث بكلمة منذ أعلنت تمردها برغبتها فى السفر مع ابيه حيث اصولها الجنوبية.. هى لم ترتكب جرماً.. لكنه بالنسبة لامها هو الذنب الأعظم الذى لا يُغتفر..

اجابت رنين الهاتف.. وكان كما توقعت.. هو ابيها.. يعلمها بالإسراع فى العودة لان موعد الفرح قد تم تقديمه..
هكذا اخبر عمها قدرى ابيها فأنهت المكالمة وقد ازداد ضيقها.. فهى لم تكمل استعداداتها بعد.. فزادت من سرعة سيارتها.. لتنطلق للعودة محاولة إنهاء ما يمكن إنهاءه..

نزل عاصم الدرج فى سرعة ليبلغ كل من الحاجة فضيلة وسهام بتقديم موعد الزفاف عندما وجد سهام وزهرة قادمتان من الخارج وقد بدا عليهما الإرهاق الشديد..
يتبعهما سعيد بالكثير و الكثير من الأغراض التى ينوء بحملها.. فتبسم عاصم وهو يراهما تقذفان بجسديهما على الأريكة بجوار الحاجة فضيلة فى تهالك.. وقال :- ايه تعبانين أمال لما تعرفوا الخبر الجديد هاتعملوا ايه..!؟!!..

تنبهت الحاجة فضيلة ومن شدة إرهاقهما لم تستطع احداهما سؤاله :- خبر ايه الجديد يا عاصم.. خير..!؟..
قهقه قائلا:- الفرح اتجدم وبجى يوم الخميس.. وزادت قهقهاته عندما رأى رد فعل سهام.. والتى وقفت فاغرة فاها
لم تنبس بحرف.. واخيرا هتفت... :- انت بتتكلم جد يا عاصم..!؟؟..
ظل على ابتسامته التى تعلقت بها عيون زهرة بانشراح ظاهر وقال :- هى الحاجات دى فيها هزار..؟؟!.. الحاج هو اللى صمم على كده.. وجالى ابلغ حسام.. وبلغته..
سألت سهام فى ترقب :- وجالك ايه.؟!!.. ده مش ملاحج يخلص حاچة..

اتسعت ابتسامة عاصم اكثر :- موافج طبعا.. ده صوته كان بيزعرد اول ما بلغته.. جال ايه جال.. احمرت سهام خجلا وطأطأت رأسها..واستطرد عاصم مشاكسا.. الله يكون فى عونك يا واد الحاج جدرى.. ميعرفش اللى مستنيه..
لتنفجر كل من الحاجة فضيلة وزهرة ضاحكتين.. لتدفع سهام الخجل عنها.. وتدافع عن نفسها بضراوة قائلة :- مستنية كل خير طبعااا..ده امه دعياله جبل ما تموت..
وجالت له روح يا حسام.. يا بن.. وصمتت تفكر فى اسم امه لتسأل فى بلاهة.. ألا امه اسمها ايه صوح..!؟..

انفجر عاصم وزهرة ضاحكين.. ليقول عاصم مؤنبا :- متعرفيش اسم حماتك الله يرحمها.. مش بجول الله يكون فى عونه.. تصنعت سهام الغيظ.. وهى تقول لامها فى
فضول :- الا كان اسمها ايه صوح يا حاجة..!؟..
شردت الحاجة فضيلة قليلا.. وهى تجيب بصوت قادم من اعماق ماض بعيد ملئ بالذكريات.. :- اسمها رئيفة.. الله يرحمها.. وتنهدت.. مما استرعى انتباه سهام لتسألها..
كنتِ تعرفيها يا حاچة..!؟..

هزت الحاجة فضيلة رأسها ايجابا :- ايوه طبعا.. كانت آيه من الطيبة.. بس راحت فى عزها.. كان حسام بن سبع سنين.. وأبوهم مرضيش يتجوز بعدها.. وجعد على تربية عياله.. لحد ما بجوا رجالة الله اكبر يفرحوا.. الله يرحمها عّم الصمت.. بعد حديث الذكريات الذى انهته الحاجة فضيلة ليقطعه عاصم ناهضا من على مقعده فجأة قائلا :- انا طالع للحاچ.. بجالى فترة سايبة لوحده.. عايزين حاچة !!؟

وهو ينظر نظرة جانبية لزهرة.. التى كانت تتطلع اليه الان ونظراتها تحمل الكثير من الرغبة فى بقاءه ولو قليلا..
فلقد افتقدته بشدة حتى حجرتهما اصبحت باردة ومخيفة بدونه.. لم تجرؤ مطلقا على النوم فى الفراش ظلت رغم عدم وجوده تنام على اريكتها عندما يزورها النوم مشفقا بعد ساعات مضنية من التفكير فى حالها وحال قلبها معه.. رغم إرهاق جسدها نهاراً مع سهام فى جلب مشترواتها وأغراضها للزفاف.. والآن تراه أمامها.. تشعر بشوق جارف لقربه فتجد نفسها تهتف فى لهفة :- احضر لك حاجة تاكلها..!!؟..

ليستدير اليها متطلعاً فى سعادة لاهتمامها.. وهم بالموافقة..
الا انه تذكر ابيه الذى ينتظره بالأعلى.. وقد تأخر عليه بالفعل.. فابتسم فى سعادة.:- تسلمى.. لما هعوز أكل هجولك.. واستدار مغادرا لكنه غمز لها بطرف عينه عندما رأى الاحباط مرسوم على محياها..مما جعلها تبتسم رغما عنها.. وتشيح بوجهها عنه.. حتى لا تتسع ابتسامتها.. فتفضحهما..
هتف فى عزم لسهام.. وهو يشيح بناظره عن زهرة بصعوبة..:- متجلجيش يا سهام.. كله هايبجى تمام.. جدامنا تلت ليالى..وهتلاجى كل اللى انت عوزاه وتتمنيه جاهز.. ومن احسن نوع كمان..

ابتسمت سهام فى راحة وهى تقول :- ربنا يخليك ليا يا خوى.. تسلملى..
صعد عاصم لأبيه والفضول يتأكله لسماع أسراره التى قرر اخيراً اطلاعه عليها.. دخل الغرفة فى هدوء ظناً منه ان الحاج قد غافلته سِنة من نوم..فاخذ يمنى نفسه بالعودة ادراجه بحثا عن الطعام وعن صاحبة الدعوة لكنه وجد ابيه مستيقظا متلهفاً لحضوره وما ان طالعه.. حتى مد يده ليخرج مفتاح ما من بين طيات ثيابه يسلمه لعاصم قائلا :- افتح وهات الصندوق الأبنوس الاسود الموجود عندك فى الدرچ ده.. وهو يشير للدرج الثالث فى خزانة الملابس.. لينفذ عاصم فى ألية..

ويحضر الصندوق ليضعه على قدمى الحاج مهران الممدودة وقد اعتدل قليلا بصعوبة وبمساعدة عاصم ليفتحه مخرجاً بعض من الأوراق يسلمها لعاصم أمراً أياه بقراءتها.. فيفض عاصم الأوراق فى لهفة ويتطلع الى المكتوب فيها.. عيونه تجرى على الأسطر بسرعة رغبة فى معرفة محتواها.. ليقف بعدها بلحظات فاغراً فاه مشدوهاً.. وهو يقول بصوت يحمل نبرات عدم التصديق :- الكلام اللى مكتوب فى الورج ده.. صوح يا بوى.. !!؟..

طأطأ ابوه رأسه أسفاً.. واخذ يهزها موافقاً..
ليعاود عاصم التطلع للأوراق وما تحتويه ليتأكد انها لاتزل بين يديه وان ما بها حقيقى لا يحمل الشك..
ليعود ليسأل عاصم ابيه فى حيرة :- طب ليه متجالش الكلام ده من زمان..!؟.. و ليه يفضّل الغلبان أجير عندنا وهو ميجلش عننا فى حاجة..!؟.. وورثه من عّمى الله يرحمه ما يتهناش بيه.. ده ظلم يا حاچ.. ظلم..هتف عاصم كلماته الاخيرة فى حنق..

فترة من الصمت شملتهما حتى نطق الحاج مهران أخيراً :-
عمك غسان الله يرحمه.. كان طووول عمره شغلته الحريم.. وياما حصلت من وراه مشاكل بسبب الموضوع ده.. وكنا بنحلوها.. لحد ما فى يوم.. لجيت واحدة جاية بعيل ياجى ١٢ سنة.. مش بيتكلم.. وبتجولى ده واد أخوك..وعطتنى الأوراج اللى فى يدك دى و اللى تثبت ان كلامها صوح..لما واجهت عمك.. كدبها وجال بتتبلى عليه.. وجايباله واد أخرس فى السن ده.. تجول عليه ولده.. وهو عمره ما شافه.. ولا علم بيه.. ولما سألت بخيتة..

جالت انها هربت هى وأبوها المراكبى من البلد بعد ما عرفت انها حامل..خوف من عمك وعشان تتجى شره لانها كانت عارفة انه ممكن يجتلها لو عرف بحبلها.. ورچعت لما ابوها مات تدور على حج ولدها.. وتأمنى عليه..

تنهد الحاج مهران براحة وكأنه ألقى حملا مضنيا عّن كاهله :- بص يا عاصم يا ولدى.. محدش عارف ساعته امتى.. وانا شفت الموت بعنايا من كام يوم.. وكن ربنا بيدينى رسالة عشان ارچع لكل واحد حجه.. أوعدنى يا عاصم انك ترجع لزكريا حجه.. دى وصيتى ليك يا ولدى..
هتف عاصم :- زكريا..!؟؟.. زرزور.. اسميه زكريا..انا عمرى ما سألت على اسمه..و لا اعرف مين اللى سماه زرزور..!؟..

أومأ الحاج مهران..وهو يقول :- ايوه.. اسمه زكريا..
وأمه اللى كانت بتجله كده.. فبجيت انا كمان اندهله كده..

وأتعرف بيها.. وعمر ما حد سأل على اسمه.. ولا هو كان هايعرف يجوله.. لانه من ساعة ما جه.. وهو مبينطجش زى ما انت واعيله..امه سابته واختفت.. خافت من غسان
وجالتلى يبجى امانه عندى.. لحد ما ياچى الوجت المناسب وإرجعله حجه.. وعرفت ان امك بعتت بخيتة عند فاطنة ام زهرة مرتك لان امك الوحيدة اللى كانت تعرف مكانها.. وزهرة اتولدت على يدها وبخيتة اللى ربَّتها لحد ما ابوها اتچوز وانجطعت اخبارها.. ونام السر ده..

ومحدش يعرف بيه غيرى انا وأمك.. ومجدرتش أعارض عمك.. ولا باجى رجالة الهوارية اللى وجفوا فى صفه.. ومكنش همهم الا الفضيحة اللى ممكن تمسهم.. انا ندمان ان بعد موت عمك غسان مجلتش على الحجيجة واديتله حجه بس ايامها ابتديت اتعب ورجدت الرجدة اللى مجمتش بعديها..

وانت كنت لساك عود اخضر.. مشدتش يا عاصم.. ومكنش ينفع اوجفك لحالك جدام سليم واد عمك.. وباجى رجالة الهوارية واللى كلمتك مكنتش مسموعة بناتهم زى دلوجت.. أوعدنى يا ولدى.. بعد فرح اختك سهام ما ينفض.. تجمع الهوارية كلاتهم وتعلن الخبروترجعله حجه.. أوعدنى هتف عاصم فى ثقة :- أوعدك يا حاج.. أوعدك.. مش هايهدى لى بال.. الا لما ارجع له حجه.. وتعرف الدنيا كلها انه واد عمى غسان.. وانه من الهوارية..

ابتسم الحاج مهران برضا.. وتنهد براحة وهو يشعر انه اخيرا قد أدى الأمانة التى كانت معلقة بعنقه..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة