قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

حدق بها عمر بصدمة وهو فاغراً شفتيه، كيف لها ان تطلب مثل هذا الطلب، عي تحبه لا بل تعشقه ولا يمكن ان تبتعد عنه حتى لو لم يعترف لها بحبه، لن تصبح لغيره مهما حدث، هو وعدها ووعد نفسه مسبقًا، في حين ظلت شهد كما هي على وضعها تنظر له بجمود اتقنته، اخذ نفسًا عميقًا واخرجه ببطئ ثم هتف بصوت قاتم..
نعم، انتي فاهمة انتِ بتقولي اية!
اومأت شهد ببرود متعمدة ان تستفزة ثم اردفت بصوت حاد قائلة..

منا مش هافضل مع واحد يبيع ويشترى فيا بمزاجه يا استاذ
حاول تمالك اعصابه حتى لا يقوم بفعل اى شيئ احمق، ثم نظر لها بهدوء و هتف بصرامة قائلاً..
وانا مش هاطلق يا شهد، مش هاطلقك
نظرت له شهد بغضب، لم تنكر انها شعرت بسعادة داخلية إلى حداً ما عندما رفض الابتعاد عنها ولو مرة ولكنها سرعان ما تذكرت ما حدث منذ قليل وافاقت وهي تتابع بنبرة غليظة قائلة..
اه عشان تبيع فيا براحتك صح.

رفع يده ليضربها، اغمضت عيناها بسرعة من الخوف ولكنه توقف وضم يده وضغط عليها بقوة لينفث غضبه بها، لام نفسه على فعلته وعصبيته وجز على اسنانه بغيظ ثم قال وهو يضغط على كل حرف بدقة..
شهد ماتنرفزنيش، قولتلك انا مابعتكيش ولا عمرى هابيعك
فتحت عيونها ونظرت له بقلق ثم ابتلعت ريقها بصعّوبة واستطردت بخوف..
عمر انت لية قاصد تعمل كدة، لية كل ما بقرب منك بتخوفني منك اكتر من الاول.

اغمض عيناه وتنهد بضيق، علت قسمات وجه الحزن والألم والغضب معًا..
حاول تهدأة نفسه وتجسد ماضيه كله امامه، كل من قتلهم أطفال كبار صغار، شعر بالألم المعتاد بالنسبة له يغزو قلبه مرة اخرى، هتف بألم واضح قائلاً..
عشان ماينفعش تقربي مني يا شهد، ماينفعش البراءة تتلوث بالوساخة..!

نظرت شهد له بحزن وتمعنت عيناه وهي تحاول ان تستشف ما يدور بداخله ولكن بالطبع فشلت ف عمر شخصية غامضة بدرجة كبيرة يصعب التوقع بما سيفعله..
تسائلت بفضول يشوبه اللهفة قائلة..
لية يا عمر احكيلي لية، صدقني انا اكتر واحدة ممكن تساعدك وتتمنالك الخير، حتى يمكن اكتر من نفسها
هز رأسه نافيًا ثم تابع بصوت أجش قائلاً..
ماينفعش، ماينفعش ترمي نفسك بنفسك في الدوامة دى، دى مابتنتهيش يا شهد صدقيني.

نظرت له شهد بعدم فهم، ماذا يقصد من الدوامة ، هل هو نفسه في دوامة، تشعر كل يوم ان حمل فك هذه الشفرة في حياته يزداد يومًا بعد يوم، اخذت تتسائل هكذا وهي تنظر له بحيرة في حين استدار هو ليذهب، كأنه جلبها على اول الطريق وتركها بمفردها بعد ذلك...

في منزل رضوى،
جلست رضوى في غرفتها على الفراش الخاص بها تضم ركبتيها إلى صدرها تنظر للأسفل وهي شاردة، شاردة في الماضي الذي دمر حياتها بالكامل، الماضي الذي جعلها تكره كل الرجال، خرج منها انيناً هادئا يظهر فيه القهر والألم، عادت للخلف بظهرها وكأنها عادت بالزمن للخلف، يوم تعرفها على شهاب، كم كان شابًا لطيفاً طيبًا معها، كيف يستطيع بعض الناس ارتداء قناع هكذا..!

سمعت صوت طفل مها وهو يبكي، نهضت عن الفراش وخرجت من غرفتها متجهه لغرفة مها، وجدت سيف يبكي ويصرخ، اقتربت منه ببطئ ثم جلست بجانبه على الفراش وهتفت بصوت حاني قائلاً..
مالك يا حبيبي بتعيط لية؟
حاول سيف ان يكف عن البكاء وقال من بين شهقاته..
ماما سابتني وفكرت انى لوحدى وكنت خايف اوى.

احتضنته رضوى بحنان واخذت تربت على شعره برفق لتهدأه، تذكرت ما كانت تفعله مها مع زوجها لتنفصل عنه، كيف كانت تعامله معاملة جافة وسيئة وغالبًا ما كانت لا تعطيه حقوقه الزوجية!.
منذ علم رضوى ما يحدث من مها قبل انفصالهم وهي توبخها وحاولت ان تعيدها لرشدها ولكن من دون جدوى، تأففت ثم حدثت نفسها بغضب قائلة..
استغفر الله العظيم، مها دى ماينفعش تكون ام اصلا، سايبة ابنها كدة ومش سائلة فيه كأنه عنده 20 سنة!

سمعت صوت الباب يغلق فعلمت انها مها، تركت سيف بعدما نام واغلقت النور وتوجهت للخارج، نظرت لتجد مها تدلف والسعادة بادية على وجهها، نظرت لها بأشمئزاز وبداخلها تتوعد لها، نظرت مها لرضوى ببرود وحاولت دخول الغرفة ولكن كانت يد رضوى تمنعها، قالت بأستفزاز..
عديني يا رضوى عايزة أدخل اوضتي.

نظرت لها رضوى بغضب شديد ثم امسكتها من ذراعها بحدة إلى حدًا ما وسارت للخارج لغرفة رضوى، حاولت مها التملص من قبضتها ولكن دون جدوى حيث كانت رضوى ممسكة بها بقوة، دلفوا إلى الغرفة واغلقت رضوى الباب ثم نظرت لمها نظرات اخافتها من رد فعلها، هنا صاحت مها بضيق قائلة..
اية يا رضوى جيباني هنا لييية
جزت رضوى على اسنانها بغيظ شديد ثم اردفت بتوبيخ..

انتي اية ناوية تعقلي امتي، سايبة ابنك إلى عنده 6 سنين لوحده دايما مع ان الفترة دى المفروض تكوني اقرب واحدة له ولا انتي طلاقك جننك!
زمت مها شفتيها بضيق واضح ثم تابعت بنبرة غليظة..
وانتي مالك يا رضوى، ابنك ولا ابني
تنهدت رضوى بغضب ثم استدارت لتخرج من الغرفة وهي تزمجر فيها قائلة..
ابنك بس لما يجراله حاجة مترجعيش تندمي ياست مها.

زفرت مها بضيق وهي تفكر في كلام رضوى، فهي على حق الى حدًا ما، ولكنها لا تفعل شيئ خاطئ ولا تهمل ابنها، هي ترعاه عندما تكون متفرغة ف في النهاية هو ابنها الوحيد، اقنعت مها نفسها بهذا الكلام لتسكت ضميرها وهي تنظر للفراغ...

في منزل عمر،
عمر في الأسفل يجلس امام التلفاز يشاهد احدى الافلام بتسلية، في حين شهد في الاعلي في غرفة خصصتها لها، تفكر بضيق وغيظ، تشعر ان عمر يعاني من مرض نفسي وغالبًا إنفصام في الشخصية، قررت ان تنزل وتتحدث معه مرة اخرى ولكن هذه المرة لن تصمت ابدًا..

نهضت عن الفراش ثم هندمت نفسها بسرعة وفتحت الباب واتجهت للأسفل، رأت عمر وهو يجلس ليشاهد التلفاز والأبتسامة على وجهه، جزت على اسنانها بغيظ فهي كانت في الاعلي تستشيط غضبًا وهو يشاهد التلفاز براحة..
اقتربت منه ببطئ وبخطوات واثقة، رأها عمر ولكنه لم يبدى وكأنه لم يراها، زاد اشتعال النيران بداخلها ثم اقتربت اكثر وخبطت على كتفه بقوة إلى حدًا ما..

تآوه عمر بألم من الضربة المفاجئة على مكان اصابته وامسك بكتفه في حين شهقت شهد وحدقت به بصدمة واضعة يدها على فمها فقد نسيت تمامًا تلك الإصابة..
استدارت واقتربت منه بلهفة حقيقية ونظرت له بتساؤل وهتفت بلهفة..
عمر انت كويس حصلك حاجة
نظر لها عمر بهدوء يتمعن النظر فيها وفي تلك اللهفة التي اظهرتها بوضوح، تنهد بضيق، لا يعلم لماذا ولكن ربما لأنه لا يستطيع ان يحبها مثلما تحبه هي..

اردف بهدوء يشوبه بعض التعب قائلاً..
مفيش انا كويس، هي وجعتني بس شوية
قضبت شهد جبينها ونظرت له بحزن وهي تتشدق ب..
اسفة مكنش قصدى نسيت خالص
هز عمر رأسه نافيًا وهو يقول: عادى محصلش حاجة.

ابتلعت ريقها بأرتياح ففي لحظة شعرت ان قلبها يكاد يخرج من مكانه، تألمه ولو لشيئ بسيط يجعلها متلهفة غير قادرة على رؤيته متألم، ولكن لماذا، لماذا تظل تحبه وهو لا يحبها ولا يراها سوى واحدة عرفها صدفة فقط، دق قلبها بقوة وهي تنظر له كأنه يعطيها الجواب لسؤالها، يخبرها انه لن يستطيع ان يدق لأى شخص اخر سواه..
نظرت له بهدوء ثم استطردت بلوم قائلة..

الدكتور قالك تتصل وتتابع معاه عشان يبعتلك ممرضة يا عمر لية مكلمتوش
رفع عمر كتفيه بهدوء وهو يقول بلامبالاه..
عادى ماجاش ف بالي قولت هايخف لوحده يعني
نظرت له شهد بغضب إلى حدًا ما، لوهلة شعر عمر انها والدته التي تغضب منه عندما يهمل نفسه وليس فتاة تحبه، تابعت شهد بهدوء يشوبه الصرامة قائلة..
طب ممكن تتصل بيه يا عمر وتتابع
كادت عمر ينطق بشيئ اخر ولكن قاطعته شهد بأشارة بيدها وهي تقول برجاء..

معلش يا عمر، عشان خاطرى اتصل
زفر عمر واغمض عيناه بهدوء ثم اخرج هاتفه من سترته وأتصل بالطبيب، كان كالمغيب يفعل ما تقوله له والدته فقط، كانت تتابعه نظرات شهد الهادئة وعلى وجهها ابتسامة هادئة، لأول مرة يحقق لها رغبة، انتهي عمر من اتصاله وهو يقول بهدوء..
اهو يا ستي اتصلت وقالي بكرة هايجي.

اومأت شهد بأرتياح ونظرت للتلفاز لتشاهده ولكن ظلت نظرات عمر معلقة بها، التفتت بعد دقائق معدودة لتجده مازال يحدق بها، احمرت وجنتاها ونظرت للأسفل بخجل، ابتسم عمر ابتسامة عفوية عليها...

في منزل شهاب،
كان شهاب يجلس على كرسي يهزه بهدوء وهو ينظر للأرضية، يفكر ويتذكر، بعد ابتعاده عن رضوى شعر بأرتياح ولكنه بعد فترة تعرض لضغط من أهله للزواج، زفر بضيق وهو يتذكر جملة والدته يوه يا شهاب انت بقا عندك 32 سنة يابني عايزين نفرح بيك قبل ما نموت.

من وقتها وهو يفكر برضوى، لم يقابل فتاة بأخلاقها الكريمة وشخصيتها الودودة المحبوبة، قرر دخول حياتها مرة اخرى، ولكن هذه المرة ليس ك تسلية وقت وإنما لتصبح زوجته امام المجتمع لتخرص ألسن كل من يعترض على حياته الدنيئة تلك..
كما ان شهاب من الشخصيات الطامعة، لا تسمح بشيئ جيد ان يبتعد عنها، ازداد تفكيره وهو يحدث نفسه، كيف لفتاة مثلها تعد جوهرة ان تصبح لغيره!
لابد ان يصبح كل ما هو جيد له هو فقط..

نهض عن الكرسي ليتركه يهتز بفعل حركة شهاب ثم إنطلق متجهًا للخارج، عدل من وضعية قميصه الأسود ثم فتح الباب ونظر لباب منزل رضوى بتردد ولكن حسم الأمر، تقدم بثقة وطرق باب منزل رضوى والجدية مرسومة على وجهه...

في منزل عمر،
إتجه عمر إلى غرفته بوقت ليس بكبير تاركًا شهد تشاهد الفيلم بمفردها، شعور راوده أنه يريد ان يجلس بمفرده ليقرر أهم قرار يمكن ان يقرره بحياته..
كانت شهد تشاهد الفيلم ولكن شعرت بالضجر الشديد، نظرت على النافذة التي تطل على حديقة المنزل ثم نهضت بهدوء وهي تتأفف بضيق إلى حدًا ما وإتجهت للخارج للحديقة لتستنشق عبير الزهور الفواح الذي يسكر روحّها..

اخذت تتلمس الورد وخاصة الاحمر بيدها برقة، تتذكر عمر، اخيها، والدتها، ووالدها الذي كلما تذكرته شعرت برعشة تسير في جسدها..

تجسد امامها مشاهد طفولتها الجميلة مع والدها واخيها، ابتسم ابتسامة صغيرة وهي تتذكر والدها الذي تعشقه اكثر من روحها، تنهدت وهي تتذكر ما فعله بأخر مرة، نظرت للزهور وهي تحرك رأسها كأنها تحدث والدها وتلومه، تلومه على التفريط فيها وليس لأى شخص وإنما مصطفى، مصطفى الذي هو شيطان في نظرها، كانت تسير شاردة في الماضي
بعد قليل كادت تتلفت لتعود للداخل مرة اخرى ولكن فجأة وجدت من يكممهاا ويقيد حركتها من الخلف..

حاولت التملص منه والفرار ولكن بعد ثواني آثر المخدر عليها وسقطت مغشية عليها بين ذراعيه...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة