قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والستون والأخير

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والستون والأخير

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والستون والأخير

منذ وصولهم رحب بهم مسعد ترحيب حار، وكانت ابتسامته الحانية ترتسم على ثغره، لتظهر مدى سعادته بأجتماع شمل عائلته الغائبة عنه منذ مدة طويلة، يرى احفاده وينتظر الاخر من دون علمه، شعور بالراحة التي لم يعهدها منذ زمن يجتاحها الان، يشعر بهم كالفراشات السعيدة تحلق من حوله، امر على الفور بتحضير غرفة لكلاً من عبدالرحمن والاخرى لرضوى والاخرى لمها واحمد وطفلهم، وغرفة لنبيلة، شقيقته التي طال اشتياقه لها، جلسوا جميعهم بعد فترة في الاسفل ينتاقشوا في شتي امور الحياة، يسألهم مسعد بلهفة عن احوالهم، تقريبًا عن كل ما يخصهم، وبالطبع لم يجلبوا له سيرة عن سجن مها، فلا يريدوا ان يعكروا صفو جلستهم الهادئة، هتف مسعد بأبتسامة:.

نفسي اروح احب على يد جوز بتي ده
نظر الجميع له بتعجب وتساؤل، ليكمل بنبرة تحمل السعادة في طياتها:
لانه هو السبب في اننا نتجمع دلوجتي
ابتسم الجميع بسعادة، ومنهم مجاملة كأحمد الذي تنحنح قائلاً بتعب مصطنع:
انا اسف بس عايز ارتاح حاسس انى تعبان اوووى
اومأ مسعد بهدوء لينهض متجهًا للأعلي، فنهضت مها تقول بأبتسامة تخفي بها حرجها:
معلش يا خالي اصل احمد تعبان اليومين دول والسفر جه فجأة.

هز مسعد رأسه نافيًا ثم تابع بأبتسامة هادئة:
ولا يهمك يابنيتي، روحى شوفى جوزك
انطلقت مها خلف احمد تعض على شفتيها بغيظ، ترغب في احراقه بالنار التي تشتعل بداخلها الان، دلفوا إلى الغرفة ليشير لها احمد بيده قائلاً بجدية:
مها انا فعلاً تعبان ومش قادر اتناقش
فوجئت من حدة زكاؤوه، يستطيع بمهارة معرفة ما يدور برأسها بسهولة وكأنها شفافة امامه، زمت شفتيها بأعتراض ومن ثم غمغمت بضيق:
ماشي يا احمد ماااشي.

ألقي بجسده على الفراش، ثم غرز اصابعه السمراء بين خصلات شعره الاسود، يتنهد بقوة، تنهيدة حاول اخراج كل ما بداخله فيها ولكن فشل فشلاً زريع، مازال في حيرة من امره، هل يتزوج تلك التي تدعي رودينا ويحصل على سخط وغضب زوجته مها، والادهى انها يمكن ان تطلب الطلاق، يضحي بسعادة طفله الوحيدة ويلقي بكل شيئ في المياة المعكرة، ام تسخط وتغضب عليه والدته، آآه من كل شيئ، يشعر لو انه انتقام، ولكنه سيفعل ما يجب فعله مهما كانت العواقب..

دثرت مها نفسها بالغطاء بجواره، تتأفف كل ثانية بضيق كأنها تنذره انها بجواره، ولكنه يعطيها ظهره، لاحت على شفتيه شبح ابتسامة خبيثة وهو يستدير ليعطيها وجهه، ثم قال متساءلاً بخبث:
انتِ زعلانة يا قلبي؟
اومأت مها ثم تمتمت بضيق طفولى:
جدًا جدًا جدًا يا احمد
قربها منه يحيط خصرها بيديه القوية كالسلاسل تقيدها، شهقت مها بصدمة بينما اكمل هو بهمس خبيث:
وانا هأصالحك بطريقتي يا حبيبتي.

هم بتقبيلها وهي مغمضة العينين مستسلمة بين يديه، ولكن فجأة تراجع وابتعد عنها، هب واقفًا اما الفراش، فجأة شعر بإهانة في رجولته تجتاحه لتخنقه، تذكر سبب تركها له، تخيل انها كانت تستلم لذاك الرجل كما تستسلم الان بين يديه، يداعبها مثله، يحتضنها، يقبلها، اقسم انه رُحم والا كان قتله بنفسه، لم يتخيل ان الماضي خاصها سيرافقه دائمًا، اعتقد انه سينسي بسهولة، ولكن الماضي مثل السراب لا نهاية له ولا يستطع الانسان التخلي عنه، كانت الدموع عرفت طريقها لعينين مها المتألمتين، برغم توبتها الا انها ستشفع لها عند الله، ولكن هذا بشر!

تنحنح احمد بصوته الاجش وقال:
اعذريني يا مها، مش قادر انسي، بفتكر كل حاجة عرفتها، محتاج وقت انسي
اومأت مها ولم تنظر له، كانت دموعها تسقط بكثرة، تشعر بالضعف والكسرة، بالتقزز من جسدها وهي تتذكر كل لمسة لحسن ذاك الملعون، خرج احمد من الغرفة بأختناق تاركًا اياها تجنى ثمار ما حصدته.

بدأت الشمس تختفي رويدًا رويدًا، ليحل محلها القمر بضوءه الذي يبعث الطمأنينة في روح كلاً منهم، تجلس رضوى في الحديقة الخضراء على احدى المقاعد الصغيرة، تنظر للأعلي بشرود، وابتسامتها الهادئة تجذب الانظار دون ارادة منهم لها، تفكر بالغد، تنتظر ذلك اليوم على احر من الجمر، طالعت القمر بسرحان كأنها تحدثه، فجأة سمعت نحنحته الرجولية التي اثارت القشعريرة المرتجفة في جسدها، لتنظر له قائلة بنزق:.

قول احم ولا دستور خضتني يا اخي
اقترب منها عبدالرحمن يجلس على بعد مسافة، يطالعها بأبتسامة عاشق ولهان، ثم قال زهو يرفع احدى حاجبيه:
لا والله، وانتِ كنتِ عايزانى اسيبك تنفردى بالقمر لوحدك يا خاينة
ضحكت رضوى على مزحه، ثم ردت بخوف مصطنع:
لا لا اوعى تفهمني صح يا عبدالرحمن انا مقدرش اعمل فيك كدة
هز رأسه نافيًا بأسف مصطنع ثم قال:
خلاص يا رضوى كل شيئ قسمة ونصيب.

قهقت رضوى على مزاحه، بينما شرد هو في ضحكتها الساحرة، اقترب منها ببطئ من دون وعي منه، حتى اصبح لا يفصلهم سوى بعض السنتيمترات، همس وهو يقترب منها:
رضوى، انا، بحبك
إبتلعت ريقها بإزدراء، وشعرت بسخونة في وجنتاها تكاد تنفجر من شدتها، بللت شفتيها بطرف لسانها، مما اثار رغبته بها اكثر، نظر على شفتيها بشوق، لاحظت هي نظراته فنهضت مسرعة وقالت بأرتباك:
آآ ع عبدالرحمن.

كان كالمغيب عن الوعي، عينيها الساحرة وابتسامتها هم من يقودانه للجنون، تحكمت به مشاعره المشوقة لرضوى، وازاح كل الحدود بينهما، ود لو يحضنتها في هذه اللحظة ويتأكد من انه تخطى كل الحصون التي بنتها هي، مد يده يمسك بيدها، حاولت إفلات يدها ولكن فشلت، ظل يقترب منها ببطئ، دفعته هي عنها بكل قوتها ليترنج للخلف، وظلت تنظر للأرض بخجل واضح، فيما استفاق عبدالرحمن وكأنه استعاد وعيه الان، اغمض عينيه يستعيد نفسه سريعًا ثم قال مسرعًا بتبرير واعتذار:.

رضوى انا اسف بجد مش عارف مالي
سارت رضوى متجهة للداخل بسرعة، شعرت لو انها ظلت امامه اكثر لأعترفت هي بحبها له وليحدث ما يحدث، بينما هو شعر بالضيق الشديد، مسح على شعره بغيظ ثم غمغم بغيظ لنفسه:
يعني مش قادر تستنى كام يوم، اية الغباء ده.

انتقال سريع، مرت الايام سريعة على البعض وبطيئة جدًا على البعض الاخر، كان كلاً منهم يسير في الطريق الذي اختاره وحدده منذ فترة، بدأ عمر في التعافي بالكامل، وخرج من المستشفى، وقضوا جميعهم ايام ممتعة في منزل مسعد ايام لن تمحوا من ذاكرتهم ابدًا، وبالطبع لا تخلو من بعض المشادات، حاول احمد التأقلم على الوضع مع مها، وبالفعل بدأ في التعامل معها بطبيعته ومع عائلتها ايضًا، يشعر بالسعادة لاجتماعه بطفله، ولكن ما يعكر صفوه احيانًا هو ان رودينا مازالت اسمها بجوار اسمه، خطيبته!

لم ينهي تلك الخطبة، ارضاءً لوالدته الحبيبة، وبالطبع لن يخبر مها بأى شيئ الا في الوقت المناسب، ربما ليس احمد من يعاقبها ولكن ربما الله، أليس كل مخطئ له عقاب، وان كانت تابت ولكنها لا تعلم ما يخبأه لها القدر، اما عن شهد وعمر فكانوا يعيشون اجمل ايام حياتهم بطفلهم القادم، حزمبل كم تثير تلك الكلمة جنون شهد، اما رضوى وعبدالرحمن بالطبع يعيشون بسعادة، وما اجملها سعادة وزفافهم اليوم!

نعم اليوم زفاف كلاً منهم، ستحبس عصافير الحب داخل قفصهم الذي اختاروه، وبالطبع لن يخرجوا منه حتى الممات، سافروا جميعهم إلى القاهرة لاتمام زفاف رضوى، وتم تغيير الاتفاق لان يصبح كتب الكتاب والزفاف في يومًا واحد، وعانى عبدالرحمن بالطبع لاقناع والدته ولكن والده سهل عليه الكثير، كانت رضوى في البيوتي سنتر، بحجابها الابيض وفستان زفافها الاسلامى الرائع، يسر الناظرين، بأكمام طويلة، مزين عند منطقة الصدر، وهادئ من الاسفل، تزيد جماله طرحتها التي تنير وجهها الابيض الملائكي، تقف جوارها مها وشهد، كلاً منهم يجتاحهم شعور بالسعادة لسعادة اختهما، انتهت رضوى ونهضت تطالع نفسها في المرآة، لم تصدق عينيها، اهى حقًا ستزف لحبيبها الوحيد الان؟!

سؤال اجابته شهد دون قصد قائلة بأبتسامة:
يلا يا حبيبتي خالو مستني ادام الكوافير عشان عبدالرحمن جه ومستني
ابتسمت بسعادة، ثم تقدمت لخالها الذي ردد بأبتسامة بمجرد رؤيتها:
بسم الله ماشاء الله، تبارك الخلاق، زى الجمر يا حبيبتي
تمتمت رضوى بخجل:
ربنا يخليك ليا يا خالو.

تأبطت ذراعه وساروا متجهين للخارجين بخطى هادئة يتبعهم الجميع بالزغاريد، لمعت عينا عبدالرحمن ببريق غير مفهوم للبعض، تنهد تنهيدة طويلة حارة وهو يتمعن النظر لحبيبته بفستانها الابيض، تعالت الزغاريد وانطلقوا جميعًا حيث القاعة التي سيقام بها الزفاف، بعد قليل وصلوا جميعهم ثم جلسوا لكتب الكتاب، فيما كانت نظرات كلاً من رضوى وعبدالرحمن متعلقة ببعضهم، كأنها رسالات عشق صامتة، افاقوا على صوت المأذون وهو يقول بهدوء:.

بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في الخيييييير
هنا تراقص قلب عبدالرحمن بسعادة بالغة، من فرط سعادته شعر انه ربما يتخيل، نهض بسرعة ثم وقف امامها يطالع هيئتها الخجولة تلك، ثم احتضنها بحنان، اصدر انينا خافتًا يعبر عما يجيش في صدره، واخيرًا استطاع ان يأخذها بين احضانه يخفي وجهها بيت ضلوعه، يثبت لنفسه انه لم يتخيل وانها بالفعل اصبحت زوجته، اصبحت ملكية خاصة به!

دهش الجميع واولهم رضوى، وسرعان ما شددت من احتضانه، فهى كانت تنتظر ذاك الحضن بفارغ الصبر، تنتظر الاحتواء والحنان، تعالي التصفيق الحار، وبدأ الفرح والرقص الهادئ العفوى، كانت نبيلة تشاهد الجميع بعيون ممتلئة بالدموع، لا ترغب في شيئ اكثر من ذلك، اولادها امامها ومعها ويعيشون بسعادة، ماذا اكثر؟!

كانت شهد تقف في احدى اركان القاعة متأبطة ذراع عمر، تشاهد رضوى وعبدالرحمن بأبتسامة، ولكن عمر يشاهدها هي، يطالعها بشدة ممزوجة بالسعادة، تلمع عيناه بسعادة غريبة، وهو يرى فستانها الذهبي الواسع الطويل الذي يغطيها حتى امحص قدميها، وحجابها المتوسط الذي بعطيها مظهر جذاب اكثر، نعم فالان شهده تقف امامه تغطى كل جزء من جسدها، وتغطى شعرها الذهبي الذي لن يراه غيره بعد الان بكامل ارادتها، استدرك نفسه على صوته الهامس:.

مالك سرحت ف اية؟
اجابها بخفوت وهيام ولو يبعد نظراته عنها:
فيكي طبعًا يا حبيبي
ابتسمت بهدوء، ليسألها هو بحيرة:
الا قوليلي هو مين إلى اقنعك بالحجاب
اجابته مبتسمة بفرح:
رضوى اتكلمت معايا كتير، وانا اقتنعت وكنت مستغربة ازاى بأعمل كل حاجة حلال ومش محجبة، بس الحمدلله
احتضنها بحنان وهو يردد خلفها بخفوت:
الحمدلله، يا ام حزمبل.

ضربته شهد بقبضتها الصغيرة برفق، في حين نظر هو على مريم ونادى الذي كان يقفون ويصفقون بسعادة، نعم، فقد وافق عمر على ارتباطهم وتأكد من عدم تآمر مريم او نادى، وانما هما بالفعل يعشقون بعضهم، عشق جمع الشرق والغرب، انتهى الزفاف، وانتهت معه فترة انتظار عبدالرحمن، ليستقلوا سيارتهم وينطلقوا إلى منزلهم وكل شخص إلى منزله، وصلوا امام المنزل، وترجلوا من السيارة، اقترب عبدالرحمن من رضوى ثم حملها فجأة فشهقت هي بصدمة ومن ثم صاحت فيه مفتعلة الجدية:.

عبدالرحمن مينفعش كدة نزلنى
ضيق عبدالرحمن عينيه وقال بضيق مصطنع:
يووه، هو انتِ قبل الجواز مينفعش وبعد الجواز مينفعش، امال اية إلى ينفع معاكِ
ضحكت بخفة على كلامه، فهمس هو بجوار اذنيها بتحذير مصطنع:
ليلتك مش فايتة النهاردة، اياكِ اشوفك بتضحكي في الشارع.

انزلها امام غرفتهم، ليدلفوا سويًا، وتبدأ رضوى تفرك اصابعها بتوتر، اتجه عبدالرحمن للمرحاض ليغستل ويبدل ملابسه، وبدأت هي الاخرى بتبديل ملابسها لقميص نوم احمر قصير يصل إلى الركبة، مفتوح من الاعلي، يبرز معالم جسدها بوضوح، خجلت من الظهور امامه هكذا، ارتدت الاسدال الخاص بالصلاة بسرعة، خرج هو فدلفت هي لتتوضئ، انتهت ثم خرجت وبدأ عبدالرحمن يصلي بها ركعتان شكر للمولى، انتهوا فنهض عبدالرحمن وحملها بسرعة متجهًا لغرفتهم، ووضعها على الفراش ثم اشار لها على الاسدال، فتنحنحت بخجل ثم خلعته ببطئ، رأت لمعت عيناه الراغبة والمشتاقة، اقترب منها ليقبلها بشوق، ليبث لها مدى عشقه لها، يخبرها بكل ما اراد اخباره بها ولكن بطريقته الخاصة، تناثرت قبلاته على رقبتها ويدها و..

اخذها في عالمهم الخاص، عالم لا يوجد به سواهم وعشقهم فقط..!

تم الحكم غلي حاتم وفارس بالسجن المؤبد، واعترف فارس على كل ما فعله مع حاتم، قاطعه حاتم لعدم قدرته على قتله، وكان في خالة يرثي لها، ولكن هذا ليس الا جزاءؤوه..
اما احمد فقد تزوج برودينا بالفعل، كانت رودينا تحاول بشتي الطرق جذبه لها فقط، كان يشعر بالاختناق كلما يلحظ تغير مها، ولكن ما باليد حيلة رغم انه ضابط الا ان شخصيته ضعيفة امام والدته، او بمعنى اوضح لا يقدر على عصيانها...
بعد مرور تسعة شهور..

في احدى المستشفيات الخاصة بالقاهرة، تحديدًا في غرفة متوسطة تتسطح شهد على الفراش الوتير، يبدو عليه الارهاق، الطرحة الصغيرة موضوعة بأهمال لتخفي شعرها الذهبي ولكن ليس كله، وجهها شاحب بعض الشيئ، فتحت جفنيها بتثاقل، لتجد امامها جميع افراد عائلتها، خالهم واولاد خالها وزوجة خالها، ومها ورضوى وسيف واحمد وعبدالرحمن، وعمر، ومولدها الجديد، حسام، كان عمر يحمل طفله بين يديه المرتعشتين، ينظر لها بعشق دفين، هتفت بوهن:.

عمر هاته، نفسي احضنه اوى
اقترب منها ببطئ ثم اعطاه لها، احتضنته بشغف واصبحت تقبل كل جزء فيه، لم تصدق انه بين يديها الان، طفلهم الذي كانت تنتظر بفارغ الصبر، جلس عمر بجوارها ثم احاطها بذراعيه قائلاً بحنان:
واخيرًا، حسام عمر مالك، حته منى ومنك، ده إلى هيجمعنا للأبد
اومأت شهد بخفوت، تلقلقت دموع الفرحة في عينيها البنية، هنا قال محسن بمرح ليخفف من الجو المشحون بالعواطف:
تعبتونا ياخيتي بصراحة من كتر السفر.

ضحكت شهد بخفة، ليكمل عبدالرحمن مصطنعًا الجدية وهو يشير لبطن رضوى المنتفخة:
وانا مراتى حامل ومينفعش الحركة والمجهود الكتير ده
قال عمر بضحك:
معلش كله يهون عشان حسام باشا
ابتسمت مها ثم اقتربت منهم قائلة بصوت هادئ:
الف مبروك يا شهد مبروك يا عمر
ردد كلاً منهم بسعادة:
الله يبارك فيكِ
نظرت للمرضة التي تمر وقالت برجاء:
لو سمحتى ممكن تاخدى الكاميرا دى وتصورينا كلنا.

اومأت الممرضة ثم اخذت منها الكاميرا، واشارت لهم مها ان يقفوا جميعًا، فأعترضت شهد بتعجب:
لا مستحيل اتصور وانا كدة
والتقطت لهم الممرضة صورة جماعية سعيدة، تعبر عن نهاية سعيدة، بمشاعر يملؤوها السعادة، لا وجود بينهم للحقد او الكره، فقط العشق، وحان وقت الاستسلام الان، فقد فات وقت، مواجهة الاسد.

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة