قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والعشرون

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والعشرون

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والعشرون

بعد مرور عام و نص
الانتظار مؤلم خصوصا عندما يكون بلا أمل، في الحقيقة أنا لم انتظر عودته و حتى لا أريده أن يعود أو يأتي
فذلك أفضل كما أنني اتمنى ان تكون حياته أفضل، و لكني اشتقت إليه كثيرا
فالحنين إليه يقتلني يوما بعد يوم، لم أعلم إذا كان حبي له حقيقي أو اني اقتحمت نفسي في مشاكل لا أستطيع الهروب منها، بعدت كثيرا و لكني مازالت احمل له بعض المشاعر و لا أستطيع أن أعيش بسلام.

فتحت شرفتها التي تطل على حديقة واسعه بها الكثير من الأزهار المتنوعة، ابتسمت فهي تكتفي دائما بالنظر إلى ذلك المنظر الرائع كل يوم مع شروق الشمس، اصحبت حياتها أكثر روتينه بالطبع.

جلست على المقعد و أمسكت بكوب القهوة، تذكرت انه يستحي القهوة كل صباح في الثامنة صباحا مثلها تماما، اما هي من اصحبت مثله لا أعلم و لكني احب تلك العادات، احب ان استيقظ في الخامسة صباحا، أمارس الرياضة و بعدها اجلس هكذا و أشرب قهوتي المفضلة اجلس للحظات اتذكر كل شي مررت به، كم أصبحت غبيه عندما رفضت الكثير لأجله و لكني الان تجاوزت ذلك.

نال فليمها ناجح ساحق و كانت اسمها يتردد على اذان الجميع فقد نالت إعجابهم في تأدية الدور بدقة، خرجت من الشركة بعد انتهاء الاحتفال البسيط الذي فعله زملائها، فحتى لم تشعر بذلك النجاح
ذهبت إلى كافية و جلست به، طلبت قهوة و بقيت جالسة تريد أن تعرف ما ألذي يفعله الان، كيف يعيش معها
رأيتها ايتين و اقتربت منها و قالت: سيلا
انتبهت سيلا و قالت: ايتين اتفضلي؟
جلست ايتين و قالت: مبروك الفيلم بتاعك جميل اوي.

ابتسمت سيلا و قالت: شكرا، تشربي ايه؟
-و لا حاجه، آخر مرة اتقابلنا كانت في الفرح
تغيرت ملامحها فلماذا تأتي بتلك السيرة و قالت: اهاا بقالكم ست شهور
-بتحبي؟
سيلا بضيق: من فضلك يا ايتين
ايتين بسخرية: بجد؟ بس احب اقولك انك عرفتي توقعي سليم، متقلقيش هو معايا مجرد جسم بس
سيلا بجدية: مدام ايتين انا مش حابه أفتح مواضيع
-سليم بيحبك
ترقرت الدموع بعيناها و حاولت جاهدة لكي تحبسها و قالت بحزم: انا نسيت الموضوع دا خلاص.

ايتين بحزن: تعرفي اني بكرهك اوي، بس أوقات بحس انك ملكيش ذنب و المفروض انا اللي اكون فرحانه عشان هو سابك و بقى معايا انا
ابتسمت بسخرية و أكملت: بس انتي خدتي كل حاجه، اتمنيت اني اكون مكانك عشان يتكلم معايا أو حتى يضحك
اوصدت سيلا عيناها و قالت: ارجوكي كفاية يا ايتين انا مش عايزة اعرف حاجه و كمان انا مليش علاقة بسليم نهائي
ايتين باستياء: علاقتك بسليم مستحيل تنتهي بس اللي نفسي افهمه ليه هو بيعمل كدا؟

تنهدت سيلا و قالت: سليم بيعمل كل حاجه لهدف يا ايتين و اكيد انتي عارفها اكتر مني
-كنت بحسب أني أعرف سليم و اعرف كل حاجه عنه بس للأسف طلعت مغفلة جدا، اول مرة اخسر في حياتي
سيلا بحزن: تقدري ترجعي سليم ليكي يا ايتين و انا مكنش هدفي اني افرق بينكم
-عارفه بس سليم مستحيل يرجعلي طول ما انتي في باله
تنهدت سيلا بحزن و قالت: انا همشي و هسيب مصر خالص، متقلقيش مستحيل ادخل حياته تاني.

فاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها، و كانت مكالمة فيديو من فارس فهي و هو أصبحوا أصدقاء كثيرا
-هاي
ابتسم فارس و قال: وحشتني اوي والله مش ناوية ترجعي مصر
-لا مرتاحة هنا، و بعدين اهلي هنا مش في مصر
فارس بتساؤل: نفسي اعرف ازاي عمك خد الشركة منك
تنهدت سيلا و قالت: مش عايزة اتكلم في الموضوع دا يا فارس و بعدين انا مرتاحة هنا، ما تيجي انت و هشام و هاتوا جيرمين معاكم و نقضي ايام مع بعض.

أبتسم فارس و قال: و الشغل هيروح فين؟
-يا فارس خد اجازة و الله هفسحكم
ضحك فارس و قال: هشوف بس هشام مسحول في الشغل يا عيني
-انا كل ما اكلمه يكون في الشغل
-سليم بقا لأنه مسافر و عايز يظبط كل حاجه هنا
لم تعلق سيلا و قررت أن تتجاوز ذلك الحوار فهي لا تريد أن تتحدث عنه و قالت: يا بختك قاعد فاضي في المكتب.

-الحسد بقا هيظهر، يا بنتي انا مبيكنش عندي دقيقة فاضية طول اليوم، اومال انا بكلمك دلوقتي ليه؟ انا هقفل دلوقتي و هكلمك تاني
-ماشي بأي
قفلت سيلا و خرجت من المنزل و ذهبت إلى خالتها، وجدت الباب موارب فتحته و دخلت
-نورسين..
خرجت من المطبخ و قالت بلهجتها التركية تعالى يا سيلا
اقتربت سيلا منها و قالت لديك عمل اليوم؟
-لا سوف اخذ اجازة اليوم، متى موعد الزفاف؟
سيلا بحزن: لا أعلم و لكن عليهم هما التحديد.

-لماذا وافقتي إذا؟
تنهدت سيلا و قالت: اريد بناء حياة جديد و أرى أن اردام جيد
-و لكنك لا تحبي؟
-يوجد أشياء أهم من الحب، انا سأذهب إلى منزلي
-لما؟
-لديه بعض الأعمال يجب الانتهاء منها.

دخلت ايتين المكتب و قالت: سليم خلاص الطيارة جهزت
-تمام، عايزك تتابعي ايه حاجه بتحصل في الشغل و تبلغني بيها
-ماشي لما توصل ابقى طمني، هتنزل مصر تاني؟
-لا خالص كدا هتابع الشغل معاكي انتي و هشام من برا
-ماشي
جمع سليم الاوراق التي امامه و قام و قال: عايز اتكلم معاكي
جلست ايتين و جلس هو أمامها و قال: عارف انك زعلانه مني؟
تجمعت الدموع بعيناها و ابتسمت بحزن: لا يا سليم مش زعلانه احنا اتسرعنا.

رتب على يدها و قال: كان نفسي نكمل مع بعض
-انا هفضل ايتين صاحبتك و شريكتك في الشغل، لكن حبيبتك عمرها ما هتبقى انا
سليم باستياء: انا همشي
-لو في اخبار جديدة هبلغك بيها
ذهب سليم بعد أن ودعها و صعد إلى طائرته الخاصة و اتجهت الرحلة إلى تركيا فهو قرر أن يعطيها شركتها التي استعدها من اجلها..
مرت الساعات عليه سريعا و وصل إلى تركيا ذهب إلى عنوان خالتها
طرق الباب، فتحت له نورسين و قالت باستغراب: من انت؟

تنهد سليم و تحدث بالإنجليزية قائلا: هل نتحدث الإنجليزية
تفهمت نورسين بأنه ليس من تركيا و قالت بالإنجليزية: بالطبع، من انت؟
-أريد رؤية سيلا؟
نظرت له نورسين و قالت: انت سليم؟
اندهش سليم فهو لم يقول اسمه و قال: كيف عرفتي؟
-لا تهتم تفضل معي
تعجب سليم و ذهب خلفها، سيلا كانت تسكن في منزل بجوار منزل
طرقت نورسين الباب و انتظرت قليلا
فتحت سيلا الباب و قالت: ماذا؟
-يوجد شخص يريد رؤيتك؟

سيلا بتعجب فمن سيأتي إليها من الأساس و قالت: من هو؟
كان سليم يقف بعيدا عنهم، أشارت له نورسين بأن يأتي و قالت: هذا، سوف أغادر
سيلا بدهشة: نورسين انتظري
و لكنها وقفت مكانها عندما رأيت سليم يقترب منها، لا تصدق عيناها و فركتها عدة مرات فكيف يظهر أمامها فجأة
وقف أمامها، كانت تنظر له بدهشة فهي لم تصدق انها تراه بعد ذلك المدة.
و قالت: سليم؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة