قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والثلاثون

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والثلاثون

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والثلاثون

دخل و لكن تفاجأ بما رآه و قال بقلق: سيلا
كانت سيلا تخرج من المرحاض و تضع يدها حول خصرها و كانت بشرتها شاحبه للغاية و قالت بوهن: مفيش حاجه
اقترب منها و حملها برفق و اجلسها على الاريكة و قال: اطلب الدكتورة
-انا كويسه متقلقيش
نظر سليم على الطعام و كما هو سيلا انتي لازم تأكلي
-والله تعبانة يا سليم و مليش نفس.

كانت نرمين تمشي ذهابا و ايابا تنظر الأخبار و لكن تأخر الوقت فهي تعلم بأن مفعول تلك المادة سريع لكي تتخلص من ذلك الجنين الذي في أحشائها، طرقت الباب و دخلت
تعجب سليم و قال: ماما؟
نظرت نرمين على صنيه الطعام و عملت بأنها لم تتناول شي منها
قالت باقتضاب: و لا حاجه عايزة اتكلم معاك
-حاضر، اتفضلي و انا جاي واركي
خرجت نرمين من الغرفة و هي تشتعل غاضبا، فهي لم تستطيع التخلص منها و لا منه.

تنهدت سيلا و قالت: روح شوفها عايزة ايه انا بقيت كويسه خلاص
حاوط بيده و قبل جبنها و قال: حاضر
رفعت سيلا ساقيها و تمددت على الاريكة، خرج سليم و ذهب إلى والدته و كانت تنتظره بغرفتها
دخل سليم و قال: نعم؟

أخرجت نرمين اوديتها من الشنطة و وضعتها أمامه و قالت ببكاء: طبعا انت متعرفش أن أمك عايشه على المهدئات، متعرفش الايام السودة اللي انا شوفتها و ان ابني الوحيد يفضل بعيد عني و في الاخر تكون دي مراتك، اسفه انا مش هقدر استحمل حاجه زي كدا و بالنهاية القرار يرجع ليك بس وجود البنت دي على ذمتك ملهوش غير معني واحد و هو اني ابني الوحيد مات..
تنهد سليم و قال بحيرة: عايزني اعمل ايه؟

نرمين ببكاء: عايزك تسيبها و تسلمها لابوك أو جدك انا مش متخيله انك قادر تعيش مع بنت الراجل اللي اغتصب امك
ابتلع سليم ريقه بصعوبة فهو لا يريد أن يسمع شي كهذا و قال بغضب: اسكتي
-لا مش هسكت، مش قادرة اشوفك كدا حاسه اني خسرت ابني..
-بعد ما تولد هبقي اتصرف
-مش لازم..
قطعها سليم و قال: مش هيتربي مع سيلا..
-بس هيبقى ابنها و هي هتكون امه..
-مش هيظهر خالص و لا حد هيعرف عنه حاجه
-هطلقها يعني؟

زفر سليم بحنق و خرج من الغرفة و بعد ذلك ترك المنزل و ذهب كان يفكر كمية المشاكل التي وقع بها
قابل زين في الشركة فهو طلب منه أن يذهب له
-مالك؟
-مخنوق جدا و بجد حاسس ان المشاكل مبقاش ليها حل
تنهد زين و قال: كل حاجه ليها حل
-امي مستحيل تقبل سيلا و خايف تقول حاجه لأبويا لأني متأكد انهم لو وصلوا لسيلا وقتها هيخلصوا عليها.

زين بحيرة: اكيد الموضوع بقي خطر اوي، خصوصا ان حتى ابويا بقى مقتنع انها هي اللي خربت الصفقة و قابل عليها الدنيا، بس هو انت ناوي تاخد ابنها
-لازم مش هينفع
-بس انت كدا هتكون ظلمتها و بعدين هي ممكن متقبلش بكدا، حتى لو كانت مش عايزها بس..
قطعه سليم و قال: مفيش مجال للعواطف يا زين، اهلي لما انها خلفت و مني اول حاجه هيستغلوها هو الطفل دا
-و لو سيلا رفضت؟
-هتصرف
-في خبر احتمال ميكنش كويس
سليم باستياء: خير؟

-ابويا بدأ يشك فينا و تقريبا كدا بيعمل حاجه من ورايا
سليم بدهشة: ازاي؟
-كلامه مبقاش يريحني الصراحة و عشان كدا عايزك تاخد بالك من كل حاجه بتعملها دا غير أن أجل كل صفقاته لسنه قدام عشان يهدي اللعب و بقى كل تركيزه على اللي قتلت جاكوب..

دخل فارس إلى المنزل و القى مفاتيحه على الطاولة بعشوائية و كآن يفكر في تلك القضية التي قفلت و كان يشعر بأن يوجد شي ناقص بها و اختفاء سيلا المفاجئ فهو لم يستطيع الوصول إليها..
قطع هشام شروده و قال: فارس؟
-اممم
-سرحان في ايه؟
-و لا حاجه بفكر في الشغل و في اختفاء سيلا
هشام بحزن: معرفش ازاي تختفي كدا حتى جيرمين قالت انها متعرفش حاجه
فارس باستغراب: حاسس ان سليم يعرف
-احتمال بس مش اكيد.

-قضية الأعضاء اتقفلت حاسس ان وراها حد كبير اوي
تنهد هشام و قال: طالما كدا بلاش تدخل نفسك في مشاكل
-لازم أعرفه و اقبض عليه..

كانت نرمين تشعر بالتعب، حتى أنها لم تستطيع أن تقوم من على الفراش فهي لديها مرض بالقلب و تعاني من ضيق التنفس، أخذت انفاسها بصعوبة و ناديت عليه قائلة: سليم، سليم
كان صوتها خافت بشده و لم يكن سليم بالمنزل، كانت سيلا تخرج من غرفتها و استمعت إلى انينها، فتحت باب الغرفة و دخلت و اتجهت إليها و قالت: مالك؟
نظرت نرمين لها فمن المستحيل أن تتركها تساعدها.

رأت سيلا بخاخه على التسريحة، ذهبت و أحضرتها و قالت: اتفضلي
أخذتها نرمين منها فهي أن لم تخذ تلك الجرعة فسوف تموت، تنفست نرمين..
أعطت لها سيلا كوب المياه و قالت: بقيتي احسن؟
نرمين باقتضاب: اها شكرا
خرجت سيلا من الغرفة و قفلت الباب خلفها، نزلت إلى أسفل و أحضرت لها كوب من العصير و بعد ذلك صعدت لها
و وضعته بجوارها على الطاولة و قالت: متقلقيش دا عصير عادي مش حاطه في سم، لو محتاجة حاجه ابقى قوليلي.

خرجت سيلا و دخلت إلى غرفتها، جلست على الاريكة و غفت فهي تشعر بالتعب..
دخل سليم إلى الغرفة و افاقها قائلا: سيلا..
فتحت عيناها و قالت بصوت ناعس: سليم؟
-انتي نايمه كدا ليه؟
-نمت غصبن عني
-طيب، ياريت بلاش تنامي كدا عشان ممكن تقعي..
-حاضر، انا هنزل اتمشى شوية
-ماشي
نزلت سيلا إلى أسفل و لكن عبس وجهها عندما رأت نرمين تجلس و مرت و كأنها لم تراها
اوقفتها نرمين قائلة: والله مستغربة انك تنقذي حياتي.

التفتت سيلا لها و قالت: عادي، ساعات كنت بعاني من ضيق التنفس و عارفه انه صعب
-على العموم شكرا
-العفو
-عايزة اتكلم معاكي
نظرت لها سيلا و ذهبت و جلست أمامها و قالت: اتفضلي
-انا مش حابه وجودك مع ابني لأن دا خطر عليه..
تنهدت سيلا و قالت: عارفه
-طب لما انتي عارفه ليه وافقتي، انا سكت لاني مقدرش اقول حاجه زي دي انا مش مصدقة اخسر ابني الوحيد، و حتى أن كنتي فعلا بتحبي و هو بيحبك وجودكم مع بعض مش صح.

ترقرت الدموع بعيناها و قالت: أنا عارفه كل دا
-مجدي لو عرف هيخلص عليكي و عليه لان سليم كدا يعتبر خاين، سيلا انا مش عايزة ابني يحصله حاجه
-اوعدك اني سليم مش يحصله حاجه هو ابنك و انا مقدرة خوفك عليه، لكن سليم بالنسبالي كل حاجه
نرمين باستغراب: انتم كدا عملتوا المستحيل بس ناقص اللي ممنوع من الحدوث و بعد ذلك تنهدت باستياء و أكملت بس الأغرب أني حاسه ان ابني مرتاح معاكي
-انتي مش هتقولي لحد صح؟

-لا مش هقول، بس متنساش أنك عايزة تدمري عيلة العطار اللي ابنك هيكون شايل اسمها
تنهدت سيلا و قالت: انا عايزة سليم يبعد عن شغلهم، كان هدفي الأول هو الانتقام بس بعد كدا بقى سليم و انا مش هسكت غير ما اخلي يسيب كل دا و وقتها بس هرتاح
-تجارة السلاح مش سهله عشان تخلي يسببها
-الموضوع مش بقى تجارة سلاح بس، و انا مش عايزها يبقى كدا
-طلبك دا زي انك بتطلبي ترجعي من الموت
ابتسمت سيلا و قالت: هحاول ممكن أنجح.

-انتي بقيتي في الشهر الكام
-التالت
نزل سليم و تعجب عندما وجدهم معا و لكنه لم يندهش كثيرا فسيلا لديها شي يجذب الآخرين إليها
عندما رأته نرمين قالت عايزة ارجع أمريكا
سليم باقتضاب: مش دلوقتي يا ماما بعدين ان شاء الله
-انا بقالي كتير هنا و بعدين حتى مكلمتش ابوك و لا مرة
-مش مهم لكن مفيش مشي دلوقتي خالص
زفرت نرمين بحنق و ذهبت متجهة إلى غرفتها
سيلا بتعجب: انت حابس أمك يا سليم؟
-لا طبعا انتي شايفه اني حابسها.

قامت سيلا و وقفت امامه و قالت ضاحكة: انت مجنون والله في واحد يعمل كدا
كان سليم ينظر لها و هي تضحك و قال: انتي السبب
عقدت ساعديها و قالت بتساؤل: انا السبب ازاي بقا؟
-انا ماشي
سيلا بضيق: كل شويه ماشي كدا هو انت مبتقعدش خالص
-هقعد اعمل ايه؟
-تقعد معايا
-طيب
-يلا بقا عشان نخرج
سليم بدهشة: لئيمة اوي
ابتسمت سيلا و قالت: خالص على فكرة..
ذهبوا معا و كانت سيلا طلبت منه أن يقود هو السيارة، و بالطبع استجاب لها
-أقف هنا.

صف سليم السيارة، نزلت سيلا منها و مشيت إلى أن وصلت إلى رمال الشاطئ و كان سليم خلفها
وقفت لتنظره، كان ينظر لها و يشعر بالدهشة فهو لم يتوقع بأنه سوف يكون خاضع لتأثيرها إلى ذلك الحد
-سليم؟
-نعم
-هو انت بتحبني بجد؟ و لا هيجي يوم و تستغني عني في؟
تعجب من سؤالها بتسالي ليه؟
-عادي بسأل
-متخافيش اليوم دا عمره ما هيجي
ابتسمت سيلا و قالت: سليم هو انت ليه بارد كدا يعني المفروض تقولي انك بتحبني و كدا.

ابتسم سليم و قال: بحبك و كدا
عقدت ذراعها حول عنقه و احتضتنه بلاش تبعد عني مهما كان السبب.

مرت شهور و كان الأوضاع تبدو مستقرة نوعا ما و لكن هل هذا الهدوء الذي يأتي قبل العاصفة.؟!
دخل زين إلى والده و قال: في حاجه؟
سعد بتساؤل: و لا حاجه كنت عايز اسالك
-اتفضل؟
-سليم مخبئ حاجه؟
ابتلع ريقه و قال بقلق: لا هيخبي ايه؟
-اللي اعرفه ان في واحدة في البيت و كمان حامل، سنها ميعديش التلاتين و نرمين
زين بتوتر: عرفت أزاي؟

-انت فاكر ان سعد الهادي يضحك عليه بسهولة، انا واثق انك عارف مين دي؟ و ياريت اللي في دماغي يطلع غلط لأن وقتها معرفش هعمل ايه؟!
-انت مخلي حد في بيت سليم و لا إيه؟
-واحد من الحرس بقاله شهر بظبط و مستني اللحظة المناسبة عشان يدخل جوه و يعرف هي مين؟ لأنه مش عارف يشوفها، انت عارف ان القصر بتاع سليم عامل زي المتاهة.

كانت سيلا جالسة في غرفتها و كانت تشعر بألم في ظهرها، سمعت سيلا صوت أقدام تسير بالطرقة
فتحت الباب بحذر و وجدت شخص يرتدي زي الحرس
سيلا بتساؤل: انت مين؟
التفت إليها فهي من يبحث عنها و الآن تأكد بأنها سيلا الشامي لأن سعد أره صورتها و لكن لم يفهم لغتها
و اقترب منها شعرت سيلا بعدم الارتياح، و قالت بالإنجليزية مين انت، اتوقع بأنك لست من حراسه ذلك القصر
-بلا و لكنك الان مجبرة تأتي معي.

-وضعت سيلا يدها على الطاولة الموضوعة و أخذت المزهرية و ألقتها عليه
جرحت راسه و اتجهت سيلا لتنزل من على الدارج، ركض خلفها و لحق بها، فهي لم تستطيع الركض بسبب الحمل
وضع قدمه حاجز و تعسرت سيلا و سقطت من على الدارج و بدأت دمائها تسيل..
ابتسم و نزل هو و بعد ذلك امسك هاتفه و اتصل بسعد و قال: ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة