قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الرابع

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الرابع

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الرابع

- يمتلك جاسر جيشا من الرجال ذات البنيه القويه والعضلات المفتوله، تم أختيارهم بعنايه فائقه لتنفيذ أوامره كما ينبغي أن يكون.
وبعد أن أمرهم بحرق منزل السعيدي، أنصرف تاركا أياهم للتصرف وفقا لأوامره، فقام رجاله بأغراق المنزل بالمواد شديدة الأشتعال وأشعلوا به النار. حتى تعالي لهيبها وصعدت أدخنتها للسماء. وبعد أن تأكدو من أحتراق المنزل بالكامل بما يحويه أنصرفوا جميعا على وجه السرعه.

- أمسك جاسر هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات ثم ألقاه جانبا بعد أن تأكد من وضع ( سماعة البلوتوث ) على أذنيه وأنتظر رد المتصل به.
جاسر بصوت أجش عميق: أسمعني كويس، تقب وتغطس والاقيك جايبلي صابر ده النهارده. قبل نص الليل يكون عندي
- ثم أغلق المكالمه دون أنتظار أي رد محدثا نفسه: قررت أحققلك أخر حلم ليك ياصابر، وهخليك تشوفني.

- لم يكن صابر قد أبتعد كثيرا عن منزل السعيدي، حيث أنه كان بمنطقه نائيه خاليه من وسائل الموصلات ونادرا ما تمر أي وسيله هناك، فأستطاع رجال الليث ( جاسر ) الوصول أليه بسهوله وأحضروه عنوه عنه. فقادوه لأحدي الفيلال المحاطه بأرض زراعيه ( مزرعه )، كان الظلام دامس وأسدل الليل خيوطه على أجواء المكان مما يجعل المشهد الخارجي للمزرعه مخيفا شيئا ما. وما أن رأي صابر ذلك المكان المخيف والمظلم حتى أرتعدت أوصاله أكثر وأكثر. فكانت حواسه ترتعش وعرقه يتصبب منه بغزاره، حتى وصلوا به لداخل ذلك الصرح الكبير والفخم ( الفيلا ) الخاصه بالليث. وداخل غرفه ضوئها خافت كان يجلس جاسر على أحدي الكراسي التي تتميز بخاصيه التأرجح غكان يميل به أماما وخلفا بهدوء حتى شعر بوجوده فتوقف عن تحريك مقعده وهتف بنبره قويه عميقه.

جاسر بصوت قوي أجش: سيبوه
- دفعه الرجال ليسقط أرضا يأخذ أنفاسه بصعوبه فأردف جاسر قائلا
جاسر بصوت خشن للغايه: سمعت أنك عايز تشوفني، فقررت محرمكش من أخر أمنيه ليك قبل ما يفتكرك عزرائيل
صابر بذعر ونبرات متقطعه: هه ه هو أنا أطول شرف شوفتك ياباشا
جاسر بحده: كويس أنك عارف أنه شرف. وشرف كبير عليك قووي.

- نهض جاسر من مكانه وأتجه أليه بخطوات بطيئه حتى أتضحت لصابر الرؤيه. فرأي في عينيه الشبيهه بالصقر الشر الدفين والنيه الغير صالحه له فأرتعد أكثر وأكثر وحاول الوقوف على قدميه المرتعشه أمامه حتى أصبح في قبالته فأكتشف فارق الطول والجسم بينهما فنظر للاسفل هاتفا
صابر بخوف: اا ا انا انا كنت هقولك يا باشا و...

جاسر بنبره عاليه: أخرس، أنا مكرهش في حياتي قد الخيانه. رجالتي مش محرومين من حاجه عشان يروحوا يدورا على الفلوس بره. أيه اللي ناقصك عشان تتصرف من ورايا
صابر مبتلعا ريقه بصعوبه: اا انا غصب عني و و...
جاسر بغيظ وصوت مرتفع: ليه ياروح أمك، كان مخدرك ولا ضاربك على دماغك
صابر بخطوات مذعورة للوراء: لل لا مش قصدي ياا باشا بس اانا...

- قبض جاسر قبضته بحده وضرب بها وجهه بقوة حتى كاد يسقط للوراء ولكن أمسكه من رقبته بقوة قبل أن يسقط وجذبه أليه. هتف في أذنيه بنبره عميقه قائلا.
جاسر بصوت قوي متسائلا: نفسك في حاجه قبل ما تقابل وجه كريم؟
صابر بذعر مختنقا: اا ااه اا ساامحني يي ياباشا وو و اااه
جاسر يجز على أسنانه بقوة قائلا: أنا مش ربنا، والليث مبيسامحش في الخيانه ياصابر. باي باي ياصابر.

- قبص على قصبته الهوائيه بقوة شديده للغايه بينما لم يستطيع مقاومته أطلاقا. حتى تم كسر قصبته الهوائيه وسالت الدماء من فمه، فدفعه بقوه للوراء ليسقط أرضا جثه هامده تركتها الروح صاعده للسماء
جاسر عاقدا حاجبيه وقابضا على شفتيه: خدوه من قدامي
أحد رجاله: أوامرك ياباشا
جاسر موليهم ظهره: مش عايز ليه أثر على وش الارض، وخلي اي حد ينظف دمه القذر والنجس ده من على الارض
أحدي رجاله: أوامر معاليك ياباشا.

- ألتقط الستره الخاصه به ومر بجواره ناظرا أليه بحده: الله يرحمه، كان أزبل رجالتي.

- ثم أنطلق للخارج مرة أخري تاركا رجاله لهم كل التصريف، وأستقل سيارته منطلقا بها سريعا لقصره. وبعد أن عبر من بوابه ذلك القصر الكبير ترك سيارته بالممر المزدان من جوانبه بالجرانيت الفاخر، ودلف خارجها متجها لغرفة كلبه الخاص ( روكس ) ونظر أليه من الخارج بهدوء حتى وجده مستكينا للغايه فتنفس الصعداء وتوجه لداخل قصره، وعندما رأته خادمته الوفيه كاثرين هتفت قائله.

كاثرين: سيدي! هل أعد لك وجبه غذائيه شهيه بعد يوم طويل من العمل؟
جاسر بتفكير: لا، مش لازم أعمليلي قهوة ودخليهالي المكتب
كاثرين محركه رأسها: أوامرك سيدي، السيد عيسي ينتظرك بالداخل
جاسر قاطبا جبينه: عارف، روحي أنتي وهاتيلي القهوة بتاعتي
كاثرين: اوامرك
- دلف جاسر لداخل مكتبه فوجد عيسي يجلس على الاريكه بأريحيه ومستندا برأسه على مرفقه فنظر له شذرا وتوجهه لمقعد المكتب الخشبي الخاص به هاتفا.

جاسر بتهكم: صباح الخير، لا لا خليك نايم ياراجل ملهوش لزوم تتعب نفسك وتقوم
عيسي بضيق: بطل تريقه بس وحيات أبوك
جاسر بعصبيه مفرطه: أيه وحيات أبوك دي، قولتلك مليون مرة ملكش دعوة بأبويا
عيسي بثبات: خلاص خلاص ياعم، أهدي شويه مكنتش كلمه
جاسر جالسا بغضب: اتفضل أقعد
عيسي جالسا: عايز أعرف أيه الادوات المدرسيه اللي أنت جايبها دي، أنت ناوي تفتح مدرسه ولا حاجه.

جاسر مستندا على ظهر كرسيه: أنت ناسي ان فعلا عندنا طلبية شحن أدوات مدرسيه
عيسي بتهكم: لا مش ناسي، بس الكميه اللي أنت جايبها أكتر بكتيرررر من اللي مطلوبه مننا
جاسر بعدم أهتمام: ماانا عارف
عيسي رافعا حاجبيه: أمال فين الشغل الاصلي بتاعنا!
- دلفت كاثرين في هذه اللحظه حاملة بيدها فنجان من القهوة المصنوعه خصيصا له، ثم وضعتها على سطح المكتب وأنصرفت سريعا.

عيسي ناظرا لكاثرين بعد خروجها: أنت بتثق في البت دي قوي ليه؟
جاسر ممسكا بقلمه الذهبي: دي أوفي منك أنت شخصيا، هديه من ثروت اللي أنت روحت قولتله على اللي ناوي أعمله في السعيدي
عيسي محدقا: أنت عرفت دي كمان!؟ عموما هو سألني وأنا مقدرتش أخبي عليه. ده برده البوص
جاسر بحده: عليك مش عليا، أديك قولتله عرف يمنعني؟
عيسي قابضا على شفتيه: لا، بس أنت عملت أيه معاه
جاسر مضيقا عينيه: فحمته.

عيسي محملقا عينيه: فف ف فحمته!
جاسر لاويا شفتيه: أقل حاجه تتعمل معاه، قوم معايا.

- نهض جاسر من مكانه وتوجه لخارج المكتب وتبعه عيسي وسط تساؤلات كثيره منه عما يحدث ولكنه لم يوليه أهتمام وصار في طريقه حتى وصل لمكان لم يراه من قبل. يشبه القبو تحت الارض، هبطا للاسفل عبر سلم رخامي ضيق حتى وصلا لغرفه بابها من الحديد، فأمسك جاسر بمفتاح القفل الكبير وقام بفتح الباب والضغط على زر الاضاءة لتشغيله. ثم دلف للداخل وتبعه عيسي وسط ذهوله من ذلك المكان الذي لا يعرفه رغم عمله لسنوات طويله معه.

عيسي بذهول: أيه المكان ده عملته أمتي!
جاسر بعدم أهتمام: بقاله كتير
عيسي مضيقا عينيه بضيق: وازاي متقوليش عليه!
جاسر رافعا عينيه: مين قالك أنك تعرف عني كل حاجه؟
عيسي محدقا: يعني كمان في حجات تانيه معرفهاش
جاسر موليه ظهره وعلى وجهه ابتسامه خبيثه: هتشوف بعينك دلوقتي.

- أقترب جاسر من أحدي الصناديق الكرتونيه وسحبه واضعا أياه على الطاوله وبدء في نزع الورق الملصق عنه ( سلوتب ) حتى كشف عن كثير من العلب الصغيرة التي تحمل أقلاما خشبيه ( أقلام رصاص )وأمسك بأحدهم وقام بالضغط عليه من المنتصف حتى كسره، فتناثرت منه بعض السموم البيضاء ( هيروين ) فحملق عيسي عينيه وضرب على رأسه عدة ضربات لتلك الافكار الخبيثه والماكره التي لن تخطر على عقل بشر.

عيسي بذهول: يخرب بيتك أنت أزاي دماغك كده
جاسر مبتسما بمكر: انا جاسر الليث، عيب أوي لما تشك في دماغي
عيسي محدقا: مش قادر أصدق بجد، بس أزاي ده ثروت كان هيتجنن وميعرفش فين البضاعه
جاسر تاركا الاقلام من يده: ومين قالك أن ثروت يعرف، ثروت اللي ليه عندي شغله يخلص وفلوسه توصله اي تفاصيل تانيه ميعرفهاش
عيسي بنبره حاقده: عشان كده محدش عارف ولا هيعرف ياخد مكانك.

جاسر بقهقهه عاليه: ههههههاهاااهاااا أسم الليث متحطش جمب أسمي من فراغ، المهم ان العمليه تمت والطلبات هتتوزع والداخليه هتولع للمره المليون
عيسي غامزا: أيوة ياحارقهم.

- صباح يوم جديده أشرقت شمسه الذهبيه على غرفتها، حتى تداعب تلك الخيوط الصفراء وجهها الاملس الناعم لتوقظها بحيويه ونشاط، ودلفت للخارج بعد أن بللت وجهها بقطرات المياه البارده وأرتدت ملابسها المكونه من تنورة كلاسيكيه من اللون الاسود تصل لبعد ركبتها. ومن الاعلي كنزة قصيرة تصل أكمامها لمنتصف عضضها، من اللون البرتقالي الزاهي.
أسيل باابتسامه: صباح الخير ياأستاذي.

رؤؤف ممسكا بحقيبته الجلديه: صباح الخير ياحبيبتي، عامله أيه؟
أسيل: الحمد لله يابابا
رؤؤف مضيقا عينيه: خلاص قررتي تسيبي المكتب؟
آسيل بفرحه: معلش بقي يابابا، أنا نقلت كل ملفات القضايا اللي شغاله فيها أمبارح لمكتبي، وبلغت العملاء بده. وباقي القضايا طبعا تبع حضرتك
رؤؤف مبتسما: ربنا يوفقك يالولو، ولو أحتاجتي أي حاجه قوليلي ومتتردديش
آسيل: حاضر ياأستاذي العزيز
رؤؤف مربتا على كتفها: عرفتي تجيبي سكرتيرة بقي.

آسيل محركه رأسها: أه، أتفقت مع بنت هاتيجي تستلم الشغل من بكره
لميا آتيه من الداخل: يلا يالولي ياحبيبتي، حضرتلك الفطار عشان تروحي شغلك وأنتي نشيطه كده ومصحصحه
آسيل باابتسامه واسعه: حبيبتي ياماما أنا فعلا هموت من الجوع
لميا عاقده حاجبيها: بعد الشر ياحبيبتي متقوليش كده، يلا اقعدي افطري عشان بابا سبقك
آسيل بشهيه مفتوحه: اه ماانا هفطر أكييييييد.

- أستيقظ أمجد من نومه بتثاقل وبعد أن أغتسل وأرتدي ملابسه، توجه حيث المكتب الجديد الذي لحبيبته آسيل لكي يشاركها فرحتها ببدء عملها المستقل بها.
آسيل بفرحه ناظرة لكل أركان المكتب: أنا مش مصدقه نفسي بجد أخيررررا فتحت المكتب بتاعي اوووو
أمجد باأبتسامه: الف مبروك ياسولي عايزك تشدي حيلك بقي وأنا هعملك دعايه أييييه هضبطك
آسيل بأابتسامه: أيوة بقي، حبيبي ياميجو.

أمجد مشيرا بيده: بس أيه التابلوه ( الصورة )الغريبه دي
أسيل ناظره للصورة: مش عارفه ليه لفتت نظري وشدتني، روحت جايباها
( كانت الصورة عبارة عن حيوان الذئب واقفا بشموخ وعزة، متربصا لأحدي فرائسه )
أمجد بتفكير: تحسيها غامضه شويه
آسيل مضيقه عينيها: سيبك من الصورة، المهم أيه اللي حصل في المأموريه وأيه اللي عايزني فيه.

أمجد جالسا على أحدي المقاعد المقابله للمكتب الخشبي الماهوجني: طب تعالي أقعدي على مكتبك، عايز أكلمك وأنتي قدامي
- أقتربت آسيل بخطوات واثقه نحو مقعدها الجلدي وجلست عليه وأرتدت نظارتها الخاصه بالقراءة ونظرت له بمرح من أسفل نظارتها.
آسيل بمزاح: أتفضل أتكلم وكلي آذان صاغيه
أمجد بأبتسامه خفيفه: بصي ياستي. العمليه من الاخر طلعت على فشوش
آسيل محدقه: أييييه!؟ تااني
أمجد بخيبة أمل: أه.

آسيل نازعه نظارتها: طب ايه اللي حصل!
أمجد بسخريه: عم الاسد ملهوش أثر، لما روحنا نشوف أيه الحكايه بناء على البلاغ اللي متقدم لقينا أدوات مدرسيه واقلام ومساطر واساتيك، موسم الدراسه بقي كل سنه وأنتي طيبه
آسيل محدقه: موسم دراسة أيه؟ دي السنه الدراسيه قربت تخلص
أمجد: دي مش قضيتي، المهم أن مكانش في أي مخالفات ولا في البضايع اللي جايه ولا في التصاريح ولا أي حاجه، كله في السليم.

- أصدر هاتف أمجد عدة رنات معلنا عن أتصال ما فضغط عليه للرد
أمجد بتأفف: أيوة يا مجدي، موجوده أهو أيه اللي حصل، بتقول أيه، ههههههههه هههههههههه، بضحك على خيبتنا، طبعا خيبه ووكسه كمان الحكايه عماله تتعقد ومش عارفين نوصل لخيط واحد حتي، طيب ياعم أقفل وأنا هجيلك على الادارة
أسيل بتساؤل: في أيه؟

أمجد بسخريه: ههههههههههههههه فيلا السعيدي رجل الاعمال اللي على أول الطريق الصحراوي هههههه أتحرقت هههههههه بيه هو ورجالته ههههههه
آسيل محدقه: ايه! طب ليه كده
أمجد: قدرنا نوصل مؤخرا للبلاغ اللي جالنا بخصوص عملية الليث وعرفنا أن مصدرها هو الموقع اللي فيه فيلا السعيدي، لما راحت قوة تستكشف المكان لقيته أتحرق، وده معناه أن الليث عارف حتى تحركاتنا. الموضوع بقي خطر ياسولي.

آسيل بتفكير: طب و، والراجل اللي أتقبض عليه ده، ازاي أتقبض عليه طالما مفيش حاجه غلط
أمجد محدقا وكأنه تذكر شيئا: أبو الفتوح! تصدقي كنت ناسي خالص حكاية الراجل ده. ده بقي حكايته حكاااايه وهو ده الموضوع اللي عايزك فيه
أسيل مضيقه عينيها: موضوع أيه؟ وأيه علاقتي بحاجه زي دي
أمجد باأبتسامه واسعه: أنا هقولك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة