قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثاني والعشرون

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثاني والعشرون

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثاني والعشرون

- شعرت آسيل بوغزة آلمت قلبها عقب تصريحه الخطير لها، في حين صمت جاسر عن باقي حديثه عندما رأي كاثرين تخطو بقدميها نحوهم
كاثرين بهدوء: أعددت لك كوبا من عشب النعناع الطازج وأضفت إليه بعض قطرات الليمون ليثير من مذاقه
جاسر ببرود: ماشي، فين مودة؟
كاثرين مشيره بأصبعها: بغرفتها، أجهدها اللهو مع الجواد ( الجاسر ) طوال اليوم فصعدت غرفتها لتنال قسطا من الراحه
جاسر مستندا برأسه على ظهر مقعده: طيب. روحي أنتي.

كاثرين بخطوات للوراء: أمرك
- سلطت ( آسيل ) بصرها عليه في حين أرتشف قطرات قليلة من مشروبه وتركه كما هو، أعاد أستكمال سرد ما حدث عليها قائلا
جاسر بوجه مكفهر: وأكيد طبعا مش هتسكتي غير لما تعرفي أزاي وليه؟
آسيل محركه رأسها: أهاا.

- قبض جاسر على عينيه وهو يحاول أسترجاع لحظات من الوراء لم ينسها ولم تغيب عن ناظريه طيلة السنوات الطويلة الماضيه، لحظات أليمه حولت حياته لجحيم وقلبتها رأسا على عقب. نفث في سيجارته بشراهه شديده ثم أردف قائلا.

جاسر بنبره حزينه: كان عندي 12 سنه. كنت صغير بس حاسس وفاهم كل اللي حواليا، أمي وأبويا أصلا ولاد خاله. أمي كانت بتشتغل في مصنع معلبات وأبويا كان شغال في نفس المصنع. لكن اما جاله السكر مبقاش قادر يشتغل زي الأول، مدير المصنع رماله مكافأة نهاية الخدمه وأستغني عن خدماته في نفس الوقت اللي أمي أتثبتت فيه ومرتبها علي، أبويا خد القرشين اللي طلع بيهم من المصنع ودخل شريك في محل ملابس مع واحد صاحبه، بس الراجل طلع # خد الفلوس ومشفناش وشه تاني، أبويا بقي عصبي أوي وفكرة أن مراته هي اللي بتشتغل وهو مش لاقي حتى شغل كانت مجنناه بس شويه بشويه بقي عادي بالنسباله، أمي مشتكتش حتى لما كان بياخد نص مرتبها لنفسه ولقعدته على القهوة، لكن الأنسان بطبعه نمرود ومبيعجبهوش حاله، طمع في أكتر من نص المرتب لدرجة أنه كان عايزها تاخد مرتبها من المدير وتديهوله بأيده كامل. فضل الوضع على كده كتيررر كترت الخناقات وكتر الزعل لدرجة وصلت للضرب والسب كمان وفي يوم...

Flash back
الام بتملص من بين يديه: أووووعي أيدك من عليا مش هديك ولا مليم الشهر ده
الأب ضاربا على وجهها: ياولية أنتي متخلنيش أتجنن عليكي وأموتك في أيدي دلوقتي
الأم ببكاء: حرام عليك يامفتري. الفلوس دي هقدم بيها للواد في المدرسه وهجيبله حاجة الدراسة مش كفايه أنك مبلط في البيت والقهوة ويدوب بتيجي على النوم. اتقي الله فيا وفي عيالك.

الأب بصوت أجش: ماليش في كل اللي بتقوليه ده، عن الواد ما اتعلم ولا شاف مدارس، خليه ينزل يتعلمله صنعه تنفعه بدل الهم ده. هاتي الفلوس بدل ما هموتك من الضرب ياولية
الام ضاربه على ذراعه: أوعي أيدك من عليا، على جثتي أديك حاجه وهدخله المدارس وأصرف على تعليمه هو والبت دول اللي حيلتي في الدنيا، أبعد عننا بقرفك بقي وروح شوفلك شغله تصرف بيها على نفسك بدل ماانت قاعدلي زي الولايا.

الأب محدقا: بتقوليلي أنا الكلام ده، ده انتي طلعلك صوت وبتردي عليا الكلمه بكلمتها. ده انتي عايزة تتربي بقي.

- هجم عليها بكل وحشيه وظل يلكمها بقبضه ويطيح على وجهها بكفه ويركلها بقدمه في أنحاء جسدها، لم يهتم بصراخها وأستغاثاتها، في حين كان الصغير يحمل أخته ذات الثلاث أعوام وتدمع عيناه مما يري. فترك الصغيره بالغرفه وأوصد الباب خلفها وذهب يرجو أبيه لكي يترك أمه ويحل قبضته عنها، ولكن قابل الأب رجائه بالعنف. حيث دفعة بقوة ليسقط أرضا ويرتطم بالجدران بقوة، في حين أمسكت الأم بأحدي سكاكين المطبخ الموضوعه على الطاوله وهددته بالقتل أن لم ينصرف عنها وعن ولدها. فقام بضربها مجددا والدماء تغلي بعروقه ويسيطر الشيطان على حواسه فلم يعد يسمع او يري او يشعر بشيئا مما حوله.

الأم ممسكه بالسكين: سيب الواد ملكش دعوة بيه، هقتلك لو مبعدتش عن وعن ولادي
الأب بعينين مشتعلتين: أنتي ماسكالي انا السكينه يابنت ال # ده أنتي نهايتك على أيدي النهارده
الأم بتألم: اااااه سيب ايدي يامفتري. ابعد عني.

- ظل يضرب بقبضته عليها حتى سقطت السكين من يديها فألتقطها بسرعه وسدد لها طنعه عميقه أخترقت صدرها بقوة. تغيرت ملامح وجهها وشحبت كما لم تستطع حتى الصراخ أو أصدار أنينا، فزع الصغير وهب من مكانه فزعا متوجهها لأمه الساقطه على الأرضيه والتي تذرف الكثير من الدماء، أحتضنها بقوة وظل يصرخ بها لكي تنهض ولكن دون جدوي، بينما تسمر الأب بمكانه محدقة بعينيه غير مصدق ما فعله للتو ويداه ملوثتان بدمائها التي أهدرها بلا رحمة. نظر له الصغير نظرات شرسه مفترسه ثم أنقض عليه بكل قوة لتستقط السكين من يده فاألتقطها وسدد له العديد من الطعنات في أنحاء متفرقه من جسده حتى تأكد من أنقطاع أنفاسه، وقف بجسدا مثلجا أمام جثمانه غير مدرك هول الكارثه التي وقعت، أستمع لصوت بكاء أخته الصغيره فتوجه لها بسرعه وحملها بين ذراعيه، أحتضنها بشده وظل يربت على ظهرها ليهدأ بكاؤها المستمر. بينما توجه وهو يحملها لخارج المنزل وقرر الفرار من ذلك المكان فورا، فصادف صديق والده على درج المنزل القديم كما شهث الرجل بفزع عندما رأي أثار الدماء على يديه وملابسه. فصاح به ولكن لم يهتم الصغير له وأنطلق راكضا للأسفل. بينما توجه الرجل سريعا داخل المنزل ليري جثامين الأب والأم فأرتعدت أوصاله وتوجه صوب الشرفه صائحا بنبره عاليه.

الرجل بصياح: ياااااناس، حد يمسك الواد ده. قتل أبوه وأمه حد يمسكه ياناااااااااس.

- ركض خلفه العديد من الرجال حتى أمسكوا به وقاموا بأبلاغ الشرطه التي حضرت في الحال، كانت الجريمتان مثبتتان عليه حيث أن بصمات السكين للصغير وليس غيره، كما شهد صديق الأب بقتله لأبيه وأمه وصرح أنه أبن عاق ليس بارا بأبويه، ودائما مثير الشغب في المنزل. كانت شهادة الرجل هي السبب الأقوي في وضع الصغير بأحدي مؤسسات رعاية الأحداث. فلم يصدق أحدهم بأن الصغير قتل أبيه لقتله أمه، قضوا على زهرة طفولته بأتهامهم له زورا حيث تحول سلوكه للعدوانيه أتجاه الجميع واتجاه المجتمع الظالم بأكمله.

back...
- ترقرقت عبره صغيره من عينيه فمسحها سريعا وأستجمع قواه حتى يعيد رباطة جأشه. تنهد بحراره ثم أردف بنبره ساخره قائلا.

جاسر بتهكم: المؤسسه اللي رموني فيها كانت حاجه زي الفل، شوفت فيها أسووووود أيام حياتي، حتى الأطفال اللي كانوا معايا هناك مكانوش أطفال. كان لازم أبقي أنا اللي مسيطر على الكل عشان أقدر أعيش وسطهم، ضربت عيل هناك عملتله عاهه مستديمه وأخدت شهر تأديب، خرجت من التأديب كله بيعملي حساب. الكبير قبل الصغير كلهم كانوا يتمنوا رضايا، وفيهم اللي كان بيتحامي فيا كمان. كنت البوص الكبير هناك، لحد ما وصلت 21 سنه، خرجت من الأحداث وكان كل همي أدور على أختي اللي خدوها مني ورموها في الملجأ، وفعلا عرفت أوصلها وياريتني ما وصلت. مرضيوش يدوهاني عشان ولا معايا شقه ولا شغل ولا كان معايا حتى ورق يثبت هويتي ليها، هاجرت البلد كلها هجره غير شرعيه وأتنصب عليا في كل الفلوس اللي كانت معايا واللي أصلا كنت سارقها عشان أعرف أسافر. أتمرمط وأشتغلت كل حاجه ممكن تتخيليها، لحد ما أشتغلت عند ثروت في المطعم الكبير بتاعه، كانت عجباه دماغي أوي. الصراحه أن ثروت على قد ما هو أبن # إلا أنه كان أحن عليا من أبويا اللي خلفني. وأنا مأخدتش في أيده غلوة. وكأني مستعد أشتغل في أي حاجه بس أكبر وأمتلك كل حاجه بين أيديا، مفيش سنه واحده إلا وبقيت جاسر الليث اللي عمل للداخليه دوشه في دماغها خصوصا لما نقلت أقامتي لمصر وبقي كل شغلي هنا، خرجت أختي من الملجأ ونقلتها أكبر مدرسه داخليه في مصر، ماأنكرش أن مودة تعبتني عشان تقدر تستوعب أني أخوها وتقدر تتقبلني في حياتها لكني ميأستش وفضلت وراها لحد مابقت شايفاني كل حياتها. عمري ما قسيت عليها ولا فكرت أبينلها غير وش الأخ الكبير الحنين اللي كل همه أخته، كفايه أوي الأيام السودة اللي عاشتها في الملجأ متعرفش مين أهلها وهما فين. مش هكون أنا والزمن عليها، مودة دي الحاجه البيضا اللي عايش بسببها.

- أبتلع ريقه بمراره وتحكم بعبره كادت تنزلق من عينيه فنظر لها ليجد الدموع تنهمر من عيناها كالشلال، فأصابه الندم على مصارحته لها بتلك الحقائق المره التي لطالما كبحها بداخله سنوات طويله ثم أردف قائلا
جاسر عاقدا حاجبيه بضيق: شايف في عينك دموع الشفقه، وأنا مبحبش حد يشفق عليا
- نهض من مكانه ليدلف داخل القصر ولكن كان كفها الناعم الصغير أسبق منه، حيث أمسكت بكفه وقبضت عليه بخفه قبل أن تردف قائله.

آسيل: رايح فين
جاسر بنبره حاده: تقدري تطلعي تنامي فوق براحتك، انا داخل المكتب وهقضي فيه طول الليل
- دلف جاسر للداخل بخطوات ثقيله، فآلام الماضي ليست بقليله. جلس على مقعده الوثير وظل يفكر فيما سيفعل حتى تضل رأسه التفكير بهذا الامر الذي لطالما طارده، فقطع شروده صوت هاتفه الذي علت رناته الصاخبه ليعلن عن متصل ما فأمسك هاتفه على مضض منه وقام بالضغط عليه للايجاب
جاسر باأمتغاض: الو. أيوة ياثروت.

ثروت بهدوء ملحوظ: أزيك ياليث، أيه الأخبار
جاسر مستندا على ظهر مقعده: تمام. كله تمام
ثروت بخبث: كويس، سمعت أنك أجلت العمليه الجايه ياتري ليه!
جاسر قاطبا جبينه: اللي أنا شايفه بعمله، وانا اللي بقول امتي العمليه تتأجل وأمتي تمشي وأظن أنت مجربني
ثروت لاويا فمه: أمممم. طب ولزومه أيه تسفر عيسي في وقت زي ده وأحنا محتاجين كل راجل معانا.

جاسر بتهكم: مضطر أعيد عليك نفس الرد وأقولك اللي انا شايفه بعمله ياثروت، وبدل اللف والدوران هريحك وأقولك إني محتاج أخلص من الجاسوس بتاعك شويه
ثروت بقهقهه عاليه: هههههههههااااا أحب شجاعتك ياليث، انا برده شكيت في كده
جاسر باأقتضاب: لا مش عايزك تشك، أنا عايزك تتأكد من ده
ثروت حاككا رأسه: أنا شايف ان مصنع الماس ده مش وقته. أجله عشان قدامي كام عمليه لو خلصوا هنكسب كويس أوي ياليث.

جاسر مضيقا عينيه بضيق: ليه بتحبني أعيد وأزيد في الكلام، أنت مش ناقصك فلوس ياثروت عشان تتلهف بالشكل ده
ثروت بنبره أجشه: أنا متلهف لشغلك ودماغك، مش للفلوس ياليث، ياريت تكون الرساله وصلت
جاسر قابضا على شفتيه: ...
ثروت: اشوفك قريب، باي
جاسر باأقتضاب: باي.

- ألقي الهاتف من يديه ونهض عن مكانه متوجها صوب الشرفه الخاصه بغرفة مكتبه. فرأها ما زالت قابعه في مكانها لم تتحرك خطوة واحده، فا علم أن تصريحاته لها قد شغلت عقلها وأستخوذت على الجزء الأكبر من تفكيرها وأهتمامها. تنهد بحراره شديده ثم أغمض عينيه لتمر بمخيلته ذكري أغتصابه المميت لها وأعتداءه الوحشي عليها، عاتب نفسه التي أنتهكت روحها ونزعت منها شيئا غاليا لم يعوضه حتى زواجه منها، ذفر أنفاسه بحنق قبل أن يردف بنبره خافته محدثا نفسه.

جاسر بنبره خافته: وجودك في حياتي أكبر غلطه أرتكبتها، وأنا معترف يا، يامليكتي
( وسط ضوء الشمس الذهبي وداخل منزل عيسي بالتحديد داخل غرفة ذلك المتهور والعديم المسؤليه ).

- لم يصل النوم لعينيه ولم يشعر جفنه بطعم النعاس، ظل التفكير يراوده طوال الليل. فكيف سيصل لتلك التي أستحوذت على تفكيره، لا يدري ما سبب هذا الشعور الغريب نحوها. فهو يرغب فقط وجودها دائما بقربه يشعر جوارها بدفء يجعله لا يريد الأبتعاد. طاقه جاذبه أياه نحوها ولكن لا يجب عليه الأستسلام لهروبها المستمر فا عليه أيجاد حلا لتلك الفتاه صعبة التفاهم، وأخيرا نهض عن فراشه وألتقط هاتفه المحمول، ثم ضغط عليه لمهاتفتها على ذلك الرقم الذي أستطاع بنفوذه وحنكته الحصول عليه من داخل مكاتب شئون الطلبه والطالبات بالجامعه. حتى أتي ردها عليه.

سهيله بصوت ناعس: ألوو
سامر باأبتسامه: هو أنا صحيتك من النوم ولا أيه؟
سهيله عاقده حاجبيها: مين معايا!؟
سامر بنبره رخيمه: أنا سامر، أرجوكي متقفليش
- هبت من نومها فزعه ونظرت لشاشة هاتفها جيدا ثم وضعته على أذنها مره أخري لتتأكد مما سمعت
سهيله محدقه عينيها: أنت جيبت رقمي منين، وبتتصل بيا بدري كده ليه؟
سامر بمكر: جيبت رقمك منين دي لعبتي. أما بتصل ليه فالموضوع مهم.

سهيله بلهجه حازمه: موضوع أيه اللي يخليك تجيب رقمي وتكلمني بدري كده
سامر بتعلثم: أا اصل كنت في موضوع وو و
سهيله بحنق: روح رتب كدبك وتعالي كلمني. سلام
سامر بنبره سريعه: لا لا أستني، أصلي عايزك بخصوص أختك المختفيه
سهيله بلهفه: آسيل، أنت عرفت حاجه عنها!
سامر بتردد: أه أه بس لازم أشوفك مينفعش في التليفون
سهيله قاطبه جبينها: أمال ينفع فين!؟
سامر باأبتسامه واسعه: لازم أشوفك ياسهيله، أيه رأيك أعزمك على ال...

سهيله بحدة: ولا تعزمني ولا أعزمك ممكن أشوفك في الجامعه، وكده كده نازله أشوف النتيجه
سامر بحنق: أفندم! جامعة أيه وبتاع أيه شوفي المكان اللي يريحك بره الجامعه عشان، أصلي ضيعت الكارنيه ومش عايز اعمل مشاكل مع بتوع الامن
سهيله بتأفف: أوووف خلاص يبقي هاشوفك على آي كوفي شوب قريب
سامر بسعادة: أنا موافق، أديني العنوان وأنا ساعه وأكون عندك. بس ثواني أشوف قلم أكتب بيه.

سهيله بنفاذ صبر: ياريت بسرعه عشان ننجز الوقت
سامر: فوريره
- قفذ سامر من مكانه سريعا وتوجه صوب غرفة المكتب الخاصه بأخيه باحثا عن قلما وورقه يدون بهم العنوان ولكنه لم يجد مطلقا، وقف حاككا طرف ذقنه بتفكير ثم حدث نفسه بخفوت قائلا
سامر قابضا على شفتيه: طب وبعدين بقي ماهو على طول الأقلام بتكون مرميه مش لاقيه اللي يعبرها، أممم أكيد عيسي شايل قلمه الحبر في جيبه كالعاده، أما أروح أشوف كده.

- توجه سامر صوب غرفة أخيه الأكبر بحرص وخطوات بسيطه حذره. ثم أقترب من ملابسه المعلقه على ذلك العمود الخشبي الخاص بالملابس وأخذ يبحث عن قلما بجيب سترته. حتى وجد قلما خشبيا يظهر من شكله أنه باهظ الثمن كما أنه جذب ناظريه إليه فاألتقطه ودلف خارج الغرفه بهدوء شديد
سامر ممسكا بالقلم متأهبا للكتابه: قولي ياسهيله العنوان، اه، تمام، خلاص عرفته ساعة زمن وأكون عندك. سلام.

- أرتدي ملابسه على وجه السرعه ولم ينسي أن يهتم باأناقته ووضع أهم اللمسات على هيئته لتكتمل. ثم توجه خارج غرفته بعد أن ألتقط أشيائه الخاصه ( هاتفه - مفاتيح سيارته ) ودلف لغرفه أخيه مره أخري ليوقظه
سامر ضاربا على كتفه بهدوء: عيسي عيسي عيسب ياعييييييييييسي
عيسي بفزع: أيييه ايه في أيه اللي حصل
سامر: ده انا متقلقش كده، المهم عايز فلوس.

عيسي بصرامه: الله يحرقك ويحرق اليوم اللي بقيت أخويا فيه. غور خد اللي انت عايزة من المحفظه وسيبني أتخمد عندي سفر بالليل
سامر حاككا رأسه: مسافر! طب متنساش تحطلي رصيد في الفيزا قبل ما تسافر
عيسي بنظرات ناريه: هابقي املاهالك على أخرها عشان أخلص من رزالتك
سامر مداعبا وجنتيه: ربنا يخليك ياعيسوي ياقمر
عيسي دافعا أياه: غووور.

- أنطلق سامر راكضا خارج المنزل ثم أتجه صوب سيارته سريعا والسعادة تملأ قلبه. فسوف يلاقيها أخيرا بعد رحله عذاب سنوات، أستقل سيارته الفارهه وتوجه بها بسرعه رهيبه نحو العنوان الذي سبق ودونه بتلك الورقه الصغيره.

بينما أرتدت سهيله ملابسها بتثاقل، فكان شعورها بعدم الراحه يسيطر عليها ولكن ليس أمامها بديل، لقد أشتاقت عيناها لرؤية أختها العزيزة كم تفتقد الجلوس أليها ومحادثاتها كالسابق. تنهدت بقوة ثم أنطلقت خارج الغرفه لتلتقي بوالدتها
لميا بتفحص: لابسه ورايحه فين ياسهيله؟
سهيله معدله لوضيعة ملابسها: سامر كلمني وقالي أن في جديد بخصوص آسيل
لميا ملتقطه أنفاسها بأرهاق: آسيل! هي فين آسيل دي؟

سهيله: مفيهاش حاجه لما أتأكد ياماما، وربنا يعطرنا فيها يارب
لميا بنبره راجيه: يااارب، متتأخريش ومتقعديش معاه كتير مهما كان واحد غريب عنك
سهيله: حاضر، سلام
لميا باأختناق: سلام يابنتي.

- أستيقظت آسيل من نومها المتقطع والمرهق. ظلت تحك فروة رأسها بأطراف أصابعها الصغيره ثم نهضت عن مكانها بخطوات مترنحه صوب المرحاض. خلعت عنها ملابسها ثم وضعت جسدها المنهك أسفل صنبور المياه الكبير لتزيل عنها أثار التفكير العميق الذي أستغرق منها طوال الليل، ثم نفضت عنها قطرات المياه العالقه بجسدها كما حاوطت جسدها بالمنشفه القطنيه الكبيره قبل أن تدلف خارج المرحاض، جلست على المقعد المقابل لطاولة التجميل ( التسريحه ) نظرت لهيئتها المنعكسه بالمرآه وكأنها تحدثها.

المرآه: أنتي أتجننتي، ده واحد مجرم قاتل عايش على دم الناس
نفسها: ما هو أتظلم كتير والمجتمع عمره ما كان في صفه، ليه أنا كمان أجي عليه وأظلمه
المرآه: تظلميه! نسيتي الأرواح البريئه اللي ضاعت على أيده، نسيتي ضباط الشرطه اللي دفعوا التمن حياتهم مقابل أنهم بيأدو واجبهم
نفسها: لا منسيتش. بس هو مش ملاك ده بشر وكل البشر خطائين.

المرآه: لا مش بشر ده وحش، ذئب بشري حتى لو نسيتي أنه مجرم أزاي هتنسي أنه أغتصبك. أعتدي عليكي بكل قسوة وصراخك مكنش ليه اي قيمه عنده، أستحل قتل روحك بالبطئ. أزاي نسيتي الجريمه الشنيعه اللي ارتكبها في حقك
نفسها: بي ده كان سكران يعني مش بوعيه، وانا كمان كنت عنيده وصممت أقف في وشه رغم أنه حذرني
المرآه: وأمجد نسيتيه. نسيتي فرحك اللي أتخطفتي قبله بساعات و...

- وضعت يديها على أذنيها لتسكت أصواتا دوت بها. رنينا ظل يهتف بأذنيها ويسممها ضده. فصرخت عاليا وهي تهتف
آسيل واضعه يديها على أذنها بصراخ: بسسسسسس كفايه
- كان جالسا بغرفة مودة يتبادلان الاحاديث الخاصه بالتقديم في الجامعة الأجنبيه فأستمع لصرختها الاخيره فهب فزعا من مكانه وقد أنتفض خوفا عليها وتوجه صوب غرفتها بخطوات راكضه وتبعته مودة
جاسر بنبره مرتعشه: آسيل في أيه!
مودة بقلق: مالك يالولو بتعيطي ليه بس؟

آسيل ببكاء شديد: ...
جاسر مبتلعا ريقه بمراره: طيب روحي أنتي يامودي وسيبيني معاها
مودة بتفهم: حاضر
- دلفت مودة خارج الغرفه بينما ظل جاسر ناظرا أليها بتفحص ودقه شديدين، تأمل هيئتها وسلط بصره على عينيها الدامعتين. ثم جثي على ركبتيه أمامها ليساويها بالطول وأردف بنبره دافئه قائلا
جاسر: بتعيطي ليه؟
آسيل بدموع: مفيش، عيني وجعاني
جاسر مضيقا عينيه: مبحبش الكدب.

- نهض عن مكانه ثم جذبها لتقف قبالته، رفع وجهها لتنظر إليه، فما زالت عيناه العميقتين تمتلئ بالغموض. تأمل قسمات وجهها الملائكيه ثم أبتسم بعذوبه قبل أن يردف قائلا
جاسر ماسحا لعبراتها: محبش أشوف دموعك يامليكتي
آسيل: ...
جاسر: مش هتقوليلي كنتي بتعيطي ليه؟
آسيل مشيحه بصرها عنه: مفيش
جاسر عاقدا حاجبيه: عيب تخبي على جوزك على فكره
آسيل بملامح عابسه: جوزي! متضطرنيش أفكرك الجواز اللي بتتكلم عنه جه ازاي و...

- سلط بصره على شفتيها التي تتحرك أثناء حديثها وعروق عنقها النابضه التي تنبض بصورة سريعه نتيجه أنفعالها. فأطبق عليها بشفتيه على شفتيها ليقبلها بشغف فألجمها عن الحديث، حدقت به وحاولت دفعه عنها ولكن كانت قبضته تحاوطها بقوه. فشلت محاولاتها في الهروب من يداه الأسرتين فأستسلمت له وتركت العنان لروحها بين أحضانه. توجه بقبلاته لعنقها، حيث لثمها بقبلاته المحمومه حتى تأكد من أرتخاء جسدها بين يديه، ضمها لصدره بقوة حتى كادت تعتصر بين يديه ثم أردف بنبره هامسه مقتربا من أذنيها.

جاسر بنبره ثابته: كنتي بتقولي أيه بقي يامليكتي؟
آسيل: ...
- فتحت عينيها لتجد أنها محاطه بذراعيه وتستكين بأحضانه فحدقت عيناها بقوة ثم تملصت من قبضته بسهوله وركضت نحو المرحاض تختبئ به. وقفت خلف الباب تلتقط أنفاسها اللاهثه بينما توجه نحو المرحاض وهمس قائلا
جاسر باأبتسامه منتصرة: بلاش تقفي في الحمام كتير، أحسن تتلبسي يامليكتي.

- أنصرف جاسر خارج الغرفه وهلي ثغره أبتسامه واسعه وقد علق برأسه مشهد وجنتيها التي توردت خجلا على آثر فعلته، خفق قلبه لأول مرة وكأنه ينبض من جديد.

- أستيقظ عيسي بتذمجر، حيث أنه لم يهنأ على نومه بعد أزعاج سامر المستمر له، كانت حاله من العصبيه المفرطه تسيطر عليه. توجه نحو ملابسه المعلقه وأمسك بمحفظة نقوده ليتأكد من وجود إي أوراق نقديه باقيه له بعد أن قام سامر بألتقاط الكثير منها. فوجد عدة أوراق نقدية قليلة متبقيه له. صر على أسنانه بغيظ ثم حدق بعينيه بشده عندما تذكر القلم الخشبي الذي وضعه بجيب سترته عن طريق الخطأ، فبحث عنه بتلهف شديد في كافة جيوب سترته وبنطاله فلم يجده، ضرب على رأسه بقوة وشعر بالخطر يهدده.

عيسي بفزع: ياخراب بيتك ياعيسي، روحت في داهيه ياعيسي يااااااااااااالهوووووووووووي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة