قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل التاسع

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل التاسع

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل التاسع

- توقفت الكلمات على حافه لسانها، تريد السقوط من فوهه فمها ولكن لا تستطيع. وعندما أمعنت النظر به وسط صدمتها العارمه وجدته عاري الصدر، شهقت في فزع ثم ألتفتت مبتعده لتوليه ظهرها. فضيق عينيه ثم نظر لهيئته ليتفهم ما سبب رد فعلها ثم أشار لكاثرين قائلا
جاسر بلهجه آمره: هاتيلي تيشرت من فوق
كاثرين: أمرك سيدي
جاسر ببرود: مقولتليش كنتي بتزعقي ليه؟
آسيل بقلق بالغ: ...

جاسر رافعا حاجبيه: سلامه لسانك، جالك شلل ولا أيه؟
آسيل بخفوت ونبرات متقطعه: اا ا. اا اأنت مين. وو وايه جابني هنا
جاسر لاويا شفتيه: حظك الأسود هو اللي جابك
آسيل بنظرات زائغه: يي يعني أيه؟
جاسر مقتربا بثبات: يعني أنتي اللي جيتي لحد عندي، ووقعتي نفسك في سكتي يبقي تستحملي
آسيل مضيقه نظرها في تساؤل: هي فزورة.

- دلفت كاثرين راكضه أليه مره أخري وأعطته تيشيرتا من اللون الأزرق الفاتح. فألتقطه منها وأرتداه على الفور ثم أشار أليه بيده قائلا
جاسر مشيرا بيده: أمشي أنتي
كاثرين قابضه على شفتيها: ا اوامرك سيدي
جاسر ملتفتا اليها مره أخري وأردف بلهجه آمره: أقعدي
آسيل مبتعده بخطوات متعثره: شكرا مش عايزة
- أقترب منها بخطوات ثابته وأمسك ذراعها بقوة ثم أجبرها على الجلوس، فسحب أحد الكراسي البلاستيكيه وجلس قبالتها.

آسيل ممسكه بذراعيها: ااااي. أيه الغباوة دي
جاسر بنظرات ناريه غاضبه: أمسكي لسانك بدل ما أقطعهولك يا، ياعصفوره
آسيل رامشه بعينيها: أنت عايز أيه؟ وجايبني ليه هنا
جاسر لاويا شفتيه: أنتي اللي عايزة أيه، بتنخوري ليه ورايا وبتدوري عليا؟!
آسيل محاوله أستيعاب ما يحدث: اانا، اانت انت...
جاسر بأبتسامه واسعه برزت أسنانه: الليث، أنا جاسر الليث
آسيل ناهضه من مكانها بفزع: هاااااا
جاسر معتدلا في جلسته: مفاجأه! مش كده.

آسيل بصدمه: اا ا انت! عايز مني أيه؟
جاسر ناهضا من مكانه واقفا قبالتها: أنتي اللي عايزة أيه؟ بتحفري قبرك بدري ليه؟
- بعد صدمتها القويه والشديده حاولت أستجماع ما أوتيت من قوة لمواجهه ذلك الوحش الذي طالما سمعت عنه. شعرت بالرهبه تجتاح كيانها، ولكن لابد من أن تتمسك بالصمود والتظاهر بالقوة حتى لا يشعر فيها بالضعف.
آسيل بنبره قويه واضعه يدها أمام صدرها: هو أنت بقي عم الأسد.

جاسر رافعا أحدا حاجبيه: هما قالولك عني كده، تؤ تؤ أخس عليهم أخس ملهمش حق يوصفوني بالأسد. أنا أستاهل لقب أقوي من كده.

آسيل بنبره حاده: أنت فعلا تستاهل لقب أكبر، على الاقل الأسد حيوان مش عاقل. بياكل الأضعف منه عشان يعيش، أنما واحد زيك عايش على دم الناس وأرواحهم مينفعش يتشبه بالحيوانات، لأننا كده بنظلم المخلوقات اللي ربنا سخرها لينا لخدمتنا أو عشان نعتبر منها. أيه الأفاده اللي عادت عليك من كل اللي عملته، وأكيد في مصايب كتير محدش دريان بيها، وما خفي كان أعظم.

جاسر مصفقا بيده: بصراحه عجبتني المحاضره، ولا نسميها مرافعه عشان تناسبك
آسيل عاقده حاجبيها: انا عايزة أمشي من هنا فورا، وإلا مش هايحصلك كويس أبدا
جاسر مقتربا بهدوء: هتعمليلي أيه
آسيل متراجعه للوراء بخطوات متعثره: هه اا هعمل كتير، أنا هسجنك
جاسر قابضا على عينيه بسخريه: ياااشيخه قولي كلام غير ده، أنتي خلاص دخلتي هنا، ومش هتخرجي من هنا
آسيل محاوله السيطره على أنفعالاتها: اا ا انا خطيبي هيوديك في داهيه.

جاسر بصوت أجش: أنا اللي هوديه رحله عند ربنا، رحله أبديه مفيش رجوع منها
آسيل بفزع: هاااا ليه حرام عليك كان عملك أيه ده ده طيب و...
جاسر رافعا حاجبيه: طيب!
- ولاها ظهره وأستعد للخروج من الغرفه. ولكنها تقدمت في خطواتها أمامه وأردفت قائله
آسيل: خرجني من هنا، أنا عايزة من هنا
جاسر بعدم أهتمام: وسعي ياعصفوره من سكتي، وشيلي الافكار الغلط اللي في دماغك دي
آسيل بتوتر: اا ا أفكار أيه اللي غلط!

جاسر هامسا بجوار أذنيها بنبره عميقه: مش هتخرجي من هنا، وللابد
آسيل فاغره شفتيها: يي يعني أيه؟ خلاص هابقي أسيره عندك ولا أيه
جاسر وقد لمعت عيناه عقب كلمتها الأخيره: حلو التشبيه ده، أيوه أنتي بقيتي أسيره عندي. أنتي العصفورة اللي ريشها ملون وفرحانه بيه وعماله تطير في الهوا وأنا قررت أقص ريشها ده. أنتي بقيتي أسيرتي، ومش أي آسيره. أنتي دخلتي عرين الأسد وبرغبتك.

- قام بدفعها بهدوء داخل الغرفه وأتجه نحو الباب للخروج منه. وعندما حاولت الركوض كمحاوله بائسه لا بد منها قبض على ذراعها بقوة وأرجعها للوراء قائلا
جاسر مقتربا من أذنها وبنبره آمره: متحاوليش! ملكيش مني مفر يا، أسيرتي
- دفعها بقوة لتسقط أعلي الفراش ثم توجه للباب الحديدي ودلف خارجا ولم يتناسي أوصاد قفله جيدا. وأحكم قبضته على المفتاح الخاص به وصعد للأعلي
( في المشفي ).

- بعد أن علم رؤؤف بأمر أصابته بمرض السكري لم يهتم أو بضع الأمر برأسه، حيث كان شاغله الأكبر هو أمر أبنته الغاليه التي أختفت عن الانظار. لم يستطع أحدا الوصول أليها.
رؤؤف بنبره منهكه: لل ل لميا. مفيش أي أخبار عن آسيل
لميا واضعه يدها أسفل ذقنها بحزن: مفيش يارؤؤف، البنت ضاعت مني خلاص
سهيله وقد لمعت عيناها بالدموع: ماما بليز، بلاش اليأس والكلام ده.

لميا لاويه شفتيها: آمال أقول أيه، اللهم سبحانك أني كنت من الظالمين. اللهم سبحانك اني كنت من الظالمين. مليش غير بناتي يارب ردهالي
رؤؤف قابضا على عينيه بتألم: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
- دلف الطبيب للداخل بعد أن طرق الباب عدة طرقات متتاليه
الطبيب واضعا يده في جيب ملابسه الطبيه البيضاء: صباح الخير، أتمني تكون كويس النهارده
رؤؤف بتنهيده: الحمد لله.

الطبيب بأسف: طبعا حضرتك عارف أنك هتتحقن بالأنسولين
رؤؤف محركا رأسه: أيوة عارف
الطبيب مشيرا بيده: أنا مش عايزك تقلق أطلاقا، الموضوع بسيط وناس كتير جدا مريضه بالسكر وعايشين حياتهم الطبيعيه
رؤؤف بأستسلام: الحمد لله
لميا بضيق: والحقن دي أمتي يادكتور؟
الطبيب: على الأقل مره يوميا، وفي مرضي بيستخدموا الانسولين في حالة أنخفاض نسبه السكر في الدم فقط
رؤؤف: طيب.

الطبيب: الافضل لحضرتك لو جيبت قلم خرطوش، الحقن عن طريق القلم بيكون أسهل وأسرع وأضمن كمان
رؤؤف: ربنا يسهل
الطبيب: طب الحمد لله على سلامتك. عن أذنكم
لميا: أتفضل
رؤؤف باحثا بعينيه: فين أمجد
لميا منتفضه بعصبيه: متجيبليش سيره الانسان ده تاني، ولا تسمعني أسمه يارؤؤف. هو السبب في اللي حصل لبنتي كله من تحت رأسه
سهيله بأعتراض: لا ياماما أمجد ملهوش ذنب.

لميا بنظرات غاضبه: أسكتي أنتي متعرفيش حاجه. أول مر ه كانت هتتقتل وربنا سترها ودلوقتي أتخطفت ومنعرفش حتى مين اللي خاطفها
رؤؤف بتنهيده: ده قضاء وقدر يالميا
لميا بتهكم: اه فعلا، بس ربنا قال ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكه، يعني مروحش ارمي نفسي في النار واقول ده قدر
سهيله بحزن بالغ: عن أذنكوا هطلع بره شويه
لميا بتألم: متتأخريش ياسهيله وخلي بالك من نفسك. مش ناقصه أخسر أتنين يابنتي.

سهيله ناظره للأسفل: حاضر ياماما
- أنطلقت لخارج المشفي لا تدري إلى أين تذهب. بل تركت قدماها تقودها إلى حيث تشاء، حتى أكتشفت أنها قطعت شوطا كبيرا من السير على قدميها دون شعور ووجدت نفسها أسفل تلك البنايه العاليه التي تمتلك بها أختها العزيزة مكتبا خاصه بأمور المحاماه والاستشارات القانونيه. تنهدت بحرارة بعد أن نظرت لتلك اليافطه المعلق عليها أسمها بشكل بارز. ثم ألتفت لتعود من حيث أتت، سيرا على الأقدام.

- بعد أن قضي جاسر ليله الطويل في التفكير بتلك المتمردة وما هو الأسلوب الذي عليه متابعته معها، فالقادم ليس بقليل. وفي تلك الغرفه الأخري المجاورة لغرفته ترك العنان لجسده لكي يسترح بضع ساعات معدودة قبل الأستيقاظ بالصباح.

-أستيقظ متأخرا من نومه فذفر أنفاسه في ضيق ثم أمسك بالعلبه الذهبيه التي تحمل ( سجائره ) الفاخره وأشعل واحده منهم بعد أن قام بوضعها بين فكيه وأخذ ينفث بها بشراهه، ثم نهض من مكانه تاركا سيجارته داخل المطفأة الجرانيتيه الحمراء ودلف للمرحاض كي يغتسل، بينما كانت كاثرين تعد له وجبه الافطار المكونه من قهوته الساخنه ذات الرائحة الذكيه وقطع الخبز المخبوز والطازج بجانب قطعه من الجبن الأبيض الغير مالح، أمسكت بحامل الطعام ودلفت للخارج فوجدته هابطا للأسفل فأبتسمت بهدوء قائله.

كاثرين باأبتسامه: أعددت لك وجبه الافطار الشهيه، أتمني أن تخذل توقعاتي اليوم وتتناولها كامله
جاسر بأقتضاب: ماليش نفس، بس هاكل عشان أخذل توقعاتك
كاثرين بأبتسامه واسعه: تفضل سيدي الشاب.

- أتجهت لتلك الطاوله الصغيره أمام المقعد الوثير الخاص به ووضعت عليها حامل الطعام ثم أستأذنته بالأنصراف، بينما أمسك هاتفه وقام بأرسال رساله نصيه لعيسي. أبلغه فيها بتأخيره لبعض الوقت، ثم شرع في تناول وجبته الخفيفه بعد أن ترك هاتفه جانبا
( قامت سهيله بمحادثة أحدي زميلاتها المقربات لأبلاغها عدم قدرتها على حضور محاضراتها في تلك المرحلة من الوقت ).

سهيله بنبره جافه: زي ما بقولك كده يانورهان. أحتمال كمان أأجل السنه دي
نورهان بفزع: هااا لا حرام عليكي بعد كل المجهود ده عايزة تأجلي. ده مش فاضلنا إلا الفاينل
سهيله بتنهيده: غصب عني يانورهان، الظروف اللي فيها مش هتهيألي أبدا المذاكره والامتحانات
نورهان قابضه على شفتيها: معلش ياسوسو تعالي على نفسك شويه وحاولي بس بلاش تأجيل
سهيله بأاستسلام: ربنا يسهل. هقفل معاكي دلوقتي مش قادرة أتكلم.

نورهان بتفهم: ماشي ياحبيبتي كان الله في العون
سهيله: سلام
- أغلقت هاتفها وشرعت بالانتحاب والبكاء الشديد، حيث طلبت من الله أن يردها سالمه إليهم
( العرب جروب )
- كان جاسر جالسا على مكتبه الخشبي الزان والفخم يتفحص أحدي الاوراق. حتى دلف إليه عيسي وعلى وجهه أبتسامه واسعه قابلها جاسر بالبرود
عيسي بتهكم: الأبتسامه صدقه
جاسر ناظرا أليه: ...
عيسي: خلاص ياعمنا أنت لسه هتبحلقلي.

جاسر طارقا على سطح مكتبه بقلمه الفضي: عملت أيه في شحنة الوسكي اللي جاي بعد يومين
عيسي ممدا يديه: خد ده الفايل بتاع الشحنه كامل. فيه التصاريح والتراخيص والمواصفات القياسيه وموافقه اللجنه الرقابيه على الشحنه، يعني الفايل مستوفي كل حاجه
جاسر ملتقط الملف: طب روح أنت وانا هراجعه بنفسي
عيسي: أوكي يابوص، اا ا. ا يعني كنت عايز أسال يعني هو...

جاسر مقاطعا بدون النظر إليه: الموضوع ده شيل نفسك منه ومتسألش تاني عنه، كفايه أنك أتصرفت تصرف غبي من ورايا وده اللي ورطني أكتر في الموضوع
عيسي لاويا شفتيه: يابوص ما قولنا أوامر ثروت، وأنا عليا التنفيذ
جاسر ناظرا إليه بحده وصرامه: أكلك شربك لبسك وهندامك عيشتك وحياتك مني أنا، مرتبك انا اللي بدفعه وحصتك بتاخدها مني. مش من ثروت ياأفندي
عيسي بضيق: ماشي ياعم، ماأنت الخزنه.

جاسر لاويا شفتيه: بالضبط كده، تقدر تمشي عشان أشوف شغلي
عيسي باأقتضاب: أوك، سلام
جاسر: ...
- كان أمجد يقف بأحدي الكمائن للتفتيش على السيارات الدالفه خارج مدينة الاهرامات ( القاهرة ) حيث أشرف بنفسه على مهمة التفتيش بحثا عن مبتغاه. ولكن حتى الآن لم يستطع التوصل لأي شئ
مجدي خالعا نظارته الشمسيه: أمجد، أعتقد أنه مش هيخرج بره القاهرة بيها أبدا. على الأقل دلوقتي هو مش غبي للدرجه دي.

أمجد بحده خفيفه: أنا مش هسيب خرم أبره إلا لما أدور فيه عنها وأكيد ربنا عمره ما هيخذلني، لو تعبت أنت روح
مجدي باأشفاق: مقدرش أروح ولا أسيبك ياجدع، عيب عليك
أمجد بنظرات خاليه من الحياه: تسلم يامجدي
أمجد مشيرا بيده لأحدي العساكر الذين تحت أمرته: شوف العربيه النقل اللي جايه دي يابني
العسكري راكضا: تؤمر ياباشا
- تعمد ثروت ترك جاسر لبضعة أيام حتى يهدأ روعه وتسكن ثورته، ثم عاود مهاتفته بعد ذلك.

جاسر باأقتضاب: ألو
ثروت بثبات: أتمني تكون ريحت أعصابك شويه
جاسر لاويا شفتيه بتهكم: أه
ثروت معتدلا في جلسته: عملت أيه؟
جاسر مداعبا أنامله: بقت تحت أيدي
ثروت مضيقا عينيه: عفارم عليك. عارف هتعمل أيه!
جاسر بخبث: أنت عايز تعمل فيها أيه؟
ثروت بنظرات مشتعله: أكيد هتخلص عليها، دي عرفتك يعني مفيش قدامك حل تاني
جاسر بتفكير: هيحصل. بس كله في وقته
ثروت: أستني مني الأشاره وأنا هقولك أمتي
جاسر واضعا قدما على قدم: ماشي.

ثروت بأريحيه: هاقفل أنا وأسيبك تشوف اللي وراك
جاسر: ماشي، سلام
- أغلق هاتفه ونهض عن مقعده الوثير متجها نحو الشرفه المغطاه بالزجاج الغامق لعكس الرؤيه من الخارج، وقف أمامها واضعا يديه في جيب بنطاله لبضع لحظات ثم خلل أصابعه بخصلات شعره الأسود الغزير وألتقط سترته ومفاتيح سيارته وهاتفه وأنطلق خارج مقر الشركه.

- قامت كاثرين بتحضير وجبه غذائيه من أجل آسيل. ولكن لعد أن أعدتها تذكرت أن باب غرفتها موصدا من الخارج فزفرت بضيق قائله
كاثرين بضيق: يا اللهي! ماذا عساي أن أفعل الأن. لقد نسيت أمر ذلك الباب الحديدي الموصد
- بتلك اللحظه دلف احد الحرس الخاص لجاسر قائلا
الحارس مقاطعا لها بنبره عميقه: كاثرين، الناس اللي شغالين في الاوضه اللي فوق خلصوا شغل. مين هياحسبهم.

كاثرين واضعه يدها في جيب الزي الرسمي الخاص بها: لقد أمرني السيد الشاب بدفع أجورهم بعد أنتهاء العمل، ولكن دعني أنظر إلى حالة الغرفه أولا
الحارس بصوت أجش: أتفضلي
- ذهبت كاثرين بصحبته لغرفة جاسر الذي أبادها وحطمها بالأمس وها هي الأن تعيد كل شئ كما كان في سابق عهده وبعد أن تأكدت من سلامة الغرفه قامت بأخراج حفنه كبيره من الورق النقدي وأعطتها أليهم قائله
كاثرين بجديه: تفضلوا.

العامل بعيون لامعه: من يد ما نعدمها أبدا ياست هانم. وأحنا تحت الخدمه
الحارس مشيرا إليهم بالخروج: أتفضلوا معايا
العامل 2: يلا بينا ياعم سيد
العامل 1: يلا
- دلف كلاهما خارج الغرفه بينما ألقت كاثرين نظره صغيره على الغرفه ثم دلفت للخارج وأحكمت غلق الغرفه خلفها وهبطت للأسفل. فوجدت رب عملها قد وصل للتو فهرولت إليه قائله
كاثرين بلهفه: سيدي، فلتأذن لي بفتح باب الغرفه السفليه
جاسر مضيقا عينيه بحده: نعم!

كاثرين بتوتر: اا ا أأ أقصد. تلك الغريبه التي بالأسفل يجب عليها تناول الطعام
جاسر بتفهم: اهاا، طيب هاتي الأكل اللي أنتي عايزاه وتعالي معايا
كاثرين بأبتسامه: أوامرك سيدي.

- بينما كانت آسيل في غرفتها ملتزمه فراشها لا تنهض منه. يسيطر عليها الخوف ويدب الرعب داخلها، فلم تعد تعلم المصير الذي ينتظرها وهي تحت سيطرة ذلك الكاسر والمتوحش ولكن ما تعلمه يقينا أن النهايه لن تكون سعيده بالنسبه إليها، وبينما كانت شارده في خيالاتها المرعبه أستمعت لصوت القفل الموصد ينفتح فأعتدلت في جلستها سريعا ونهضت بسرعه حتى وقفت خلف الباب الحديدي، وما أن أنفتح الباب ونظر جاسر بعينيه الثاقبتين للداخل فلم يراها. كاد يلتفت لينظر خلف الباب ولكن كانت أسرع منه حيث قفذت بجسدها الرقيق على ظهرة وديقت قبضتها على عنقه حتى تحكم حركته. ولكن فارق الطول والجسد بينهما كان قويا بما يكفي لكي ينتصر عليها. حيث أنحني بجزعه للأسفل وقبض بيديه على قدميها وجذبهما للأمام حتى تسقط من فوق ظهره على الأرضيه.

آسيل بتألم: ااااااااه اااااي ااااااه
جاسر بقهقهه عاليه: ههههههههااا هههههههههههههههاهههااا
آسيل متألمه بدموع: ااااي ضهري منك لله
جاسر مشيرا بيدها لجسدها: هههههه أنتي. أنتي ياعصفورة عايزة تهربي ههههه والأدهي أنك فاكره ممكن تنتصري عليا هههههههه شكلك طيبه قوي هههههه
آسيل بغيظ: أنت بتضحك على أيه ياأفندي أنت، أنت اللي خدتني على خوانه
جاسر رافعا أحدي حاجبيه: الحرب خدعه يا أسيرتي.

كاثرين دالفه للداخل حامله بيدها الطعام: مساء الخير. لقد أحضرت الطعام
جاسر ناظرا لآسيل بتشفي: سيبيه هنا للعصفورة
آسيل بحده: مش عايزة حاجه منك
جاسر موليها ظهره: براحتك. يلا ياكاثرين
كاثرين: ااو اوامرك، فتاتي. أن الطعام طيب المذاق والمكونات وليس به ما يضر فالتطمئني وتتناوليه
آسيل واضعه يدها على ظهرها بتألم: ...

- دلف جاسر للخارج ومن خلفه خادمته ثم صغع الباب الحديدة صفعه مدويه وأغلق القفل الكبير الخاص بها، بينما حاولت آسيل النهوض من مجلسها ولكن أقتحمتها ألام فقرات ظهرها العظميه بفعل سقطتها القويه على الأرض الصلبه. فأراحت رأسها على الأرضيه وأنسالت الدموع من مقلتيها كمجري النهر الثائر، فبرغم من عدم كثرة محاولاتها إلا أنها تفقد الأمل في الهروب من بين يديه.

بينما صعد جاسر لغرفته بجسدا مجهدا وألقي بثقل جسده على الأريكه المريحه مستندا على ذراعها الكبير. بعد عدة لحظات نهض عن مكانه متوجها للمرحاض لكي ينفض عن جسده غبار الأرهاق والارق. وبعد أن زينت قطرات المياه البارده جسده الرياضي وقف أمام المرآه وهو يخلل أصابعه ويمررها بين خصلاته فلمح خدشا صغيرا برقبته. حدق عينيه في دهشه ثم جز على أسنانه بقوة قائلا.

جاسر بصوت هامس: هي مفيش غيرها بنت ال، لما نطت على ضهري. هووووف
- دلف للخارج بخطوات سريعه ثم أرتدي ملابسه على عجاله وأمسك بحاسوبه الشخصي وقام بفتحه ليتفحص أي جديد. حيث قام بمراسلة الشركة التركيه من أجل أستلام بضائعه الغير قانونية خلال أيام قليلة، ثم أغلق الحاسوب وأمسك هاتفه للأتصال ب...
جاسر: أيوة ياعيسي
عيسي: خير ياجاسر
جاسر بنبره ثابته: عايزك تجهز عشان الشحنه الجديده جايه اليومين الجايين.

عيسي عاقدا حاجبيه: بالسرعه دي؟
جاسر واقفا أمام الشرفه: أيوة بالسرعه دي، في حاجه كنت عايزك فيها بس نسيتها
عيسي مضيقا عينيه: حاجة أيه؟
جاسر حاككا ذقنه: مش فاكر، خلاص خليها بعدين
عيسي: خلاص أوك يابوص
جاسر: سلام
عيسي: سلام
- أغلق عيسي هاتفه فوجد أخيه الأصغر يدلف أليه بأبتسامه خبيثه قائلا
سامر: يامساء الجمال على أبو عيون جمال
عيسي مضيقا عينيه: عايز أيه من الأخر.

سامر بأبتسامه واسعه: عايز مفاتيح شاليه العين السخنه عشان رايح أنا وأصحابي
عيسي ناهضا من مكانه بحده: ده أنت بتحلم، مش كفايه المرة اللي فاتت جايبك من القسم بعد ما البوليص كبس عليك انت واصحابك وقفشوكوا بالحشيش والخمره وكمان نسوان
سامر: خلاص ياعيسي ميبقاش قلبك أسود، وبعدين متخافش والله ما هنعمل حاجه المره دي
عيسي مشيرا بأصبعه في وجهه: ده على جثتي، انا مش فايق لمصايبك دلوقتي ياسامر. حل عن دماغي.

سامر لاويا شفتيه: بقي كده! طيب هات فلوس وانا هتصرف
عيسي محاولا تغيير الموضوع: أنت عامل أيه مع بنت أونكل حسين
سامر ملوحا بيده: يييييي ده بت تقيله ورخمه
عيسي رافعا حاجبيه: تقيله ورخمه! سبحان مغير الاحوال. كنت هتموت عشان بس كلمه منها ودلوقتي لما عبرتك بقت تقيله ورخمه
سامر سابحا في خياله: أنا في بالي دلوقتي حاجه تانيه خالص، حتت بت ياعيسي تقول للقمر قوم ياص وأنا أقعد مطرحك
عيسي محدقا: تقول للقمر قوم ياض!

سامر: اها. لو حتى هتجوزها عشان أعرف أوصلها هعملها. هاااااااح ياسهيله
عيسي لاويا شفتيه: نفس البوقين بتوع المره اللي فاتت، أنا مش هتصدرلك في مواضيع تاني وربنا يستر واونكل حسين ميكلمنيش يهزقني بسبب طيشك
سامر مربتا على كتفه: متقلقش، المهم عايز فلوس
عيسي بخفوت: مبتنساش خالص. الصبح هتلاقيها على المكتب
سامر مقبلا رأسه: تسلملي ياعسل
عيسي بتأفف: أوووف. عسل أسود.

- مر 3 أيام. لم يسترح أمجد لوهله ولم يدخر وسعه في البحث عن اي معلومه ولو صغيرة للوصول أليها، بينما كان جاسر بمدينة الأسكندريه عروس البحر المتوسط للأشراف على تلك الشحنه التي ستصل من الاراضي التركيه لميناء الاسكندريه. وهي عباره عن الكثير من زجاجات الخمور المتنوعة والمختلفه، وبعد أن تم الاستلام ومراجعة التصاريح والتراخيص تمت تعبئة الشحنة بعربات النقل الكبيرة أخذ جاسر بعض الصناديق الكرتونيه المغلفه إلى حقيبة سيارته، وترك لعيسي مهمة الأشراف على وصول تلك الشحنة لمخازنه الخاصه بالقاهرة. ثم أنطلق بسيارته للعودة إلى القاهرة. وأثناء قيادته لسيارته بالطريق لمح أحد كمائن الشرطه فضيق عينيه ثم أمسك بحزام الأمان لكي يحاوط به جسده، وأمسك سيجاره وأشعل بأحداهن النر لكي ينفث بها. وصار بثبات في طريقه إلى أن جاء دوره.

أمجد مدققا النظر به: أنت جاي منين؟
جاسر منفثا دخان سيجارته في الهواء: جاي من أسكندريه أمجد بعدم أرتياح: هات الرخص وأفتح شنطة العربيه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة