قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملكة على عرش الشيطان للكاتبة إسراء علي الفصل الأربعون والأخير

رواية ملكة على عرش الشيطان للكاتبة إسراء علي الفصل الأربعون والأخير

رواية ملكة على عرش الشيطان للكاتبة إسراء علي الفصل الأربعون والأخير

سنُسطر ب أيدينا عشقًا كُتب له الحياة
وسنحيا أيامًا ستُخلد إلى الأبد
لم أدُعكِ إلى جحيمي ولكنكِ أتيتي عامدة مُتعمدة أن أعشقك
صرعتني ب هواكِ ك جُندي إحتلال وأنتِ القُدس
بعد مرور ستة أشهر
كانت ذاهبة إلى عملها ب المشفى ب مدينة الإسماعيلية. مسقط رأسها. لم تتحمل العودة إلى حيث إلتقيا. بعد مرور العديد من الأيام تأقلمت فيها مع فُقدانهِ وكم كان صعبًا عليها.

تنهدت سديم وهي تتحسس بطنها المُنتفخ. إرثها منه. قطعة منه تحملها داخل أحشاءها. أزالت عبراتها التي هبطت ثم همست ب داخلها
-ملكش غيري دلوقتي. هحيلك عن أبوك وعن حكايتنا. هحيكلك عن حكاية روح قتلوها...
وصلت إلى مشفاها لتجد قُصي يجلس وب جوارهِ زوجته. لم ينقطع ب زياراتهِ عنها. أحيانًا يُخفف عنها وأحيانًا يأتي صامتًا. رحيل أرسلان قد أثر به. غيره تمامًا وأصبح شخصًا آخر.

أجبرت نفسها على الإبتسام على عكس روحها النازفة ثم قالت
-إيه الزيارة الحلوة دي!..
ربتت على وجنتة وليد. ثم نظرت إلى الرضيع الذي يحمله قُصي. إبن أرسلان. فكرة أن يكون منه قطعة حية لهو شئٍ رائع. ولكن من غيرها فكرة مُستحيلة
هي تنفر منه ب شدة وهذا خارج عن سيطرتها. تنهدت وربتت على وجنته ثم تساءلت ب خفوت
-أرسلان الصُغير كويس!

-أومأت رحمة ب إبتسامة ثم قالت: إحنا كُنا جايين زيارة بس تعبت ف الطريق وقُصي جبنا على أقرب مُستشفى
-عقدت سديم حاجبيها وتساءلت: طب أنتِ كويسة
-أها. بس أنتِ عارفة أخر شهور الحمل بقى مُتعبة
-ربتت على ذراعها وقالت: ألف سلامة عليكِ يا حبيبتي. مش عاوزة أي حاجة!..
أومأت نافية ب إبتسامتها المعهودة. بينما نظرت سديم إلى قُصي وقالت ب إبتسامة دافئة
-بما إنكوا هنا النهاردة. ف أكيد هتتعزموا على الغدا.

-طبعًا يا دكتورة. إحنا جايين عشان كدا أصلًا
-إبتسمت سديم ثم قالت: حيث كدا إستنوني. هسلم تقارير عملية إمبارح وهمر عليها ثم بعد كدا نروح
-خلاص تمام...
أومأت سديم ثم رحلت تُنهي أعمالها لتجلس رحمة قائلة ب حزن
-صعبانة عليا أوي. ربنا معاها
-لثم قُصي جبينها وهمس: يارب...
إنحنى يُقبل الصغير. حينما رفضته سديم. تبناه هو أقل ما يستطيع تقديمه لأخيهِ. هو جعل الصغير أحد أبناءه.

يوم موته وفُقدان سديم لوعيها. حملها هو وإتجه إلى مشفى وهُناك ظلت لمدة طويلة حتى إستعادت عافيتها. وقررت العودة إلى مدينتها ومنزل أرسلان تم إغلاقه إلى الأبد.

نزعت سديم مئزرها الطبي ثم وجهت حديثها إلى المُمرضة
-متنسيش الجُرعة متزدش عن عشرين ملليغرام ولو إرتفعت الحرارة زودي الجرعة شوية
-حاضر يا دكتورة سديم...
خرجت سديم عن الغُرفة ثم هبطت حيث ينتظرها قُصي ورحمة ب حديقة المشفى ولكن أوقفها صوت زميلها لتتأفف ب ضيق وهي تعلم من هو ما مطلبه
أغمضت سديم عيناها ثم إلتفتت تبتسم إليه ب إصفرار وقالت
-أؤمر يا دكتور راجح
-إبتسم ب سماجة قائلًا: أنا كُنت بس بطمن عليكِ.

-أنا بخير شكرًا. بعد إذنك عشان إتأخرت...
كادت أن ترحل ولكنه أمسك ذراعها لتنفضها بعيدًا ثم هدرت ب عصبية
-مش معنى إننا زُملا ف هسيبك تمسك إيدي كدا. لأ إلتزم حدودك
-رفع ذراعيه وقال: مش قصدي أنا أسف. بس كنت عاوز أعرف ردك على طلبي...
قبضت على يدها ثم قالت ب نفاذ صبر
-سبق ورفضت. وبعدين زي ما حضرتك شايف أنا حامل
-وضع يديه ب جيبي بنطاله وقال: وأنا معنديش مانع أستناكِ
-يا صبرأيوب...

همست بها سديم قبل أن تنظر إليه وكانت هذه المرة نبرتها باترة لا تقبل الجدال
-مش موافقة ولا هوافق. لأني لسه بحب جوزي ومش هحب غيره
-بس دا مات...
قبل أن ترد وجدت لكمة أطاحت به أرضًا ف صرخت سديم وهي وتسدير إلى قُصس ثم قالت ب صدمة
-أنت عملت إيه!..
لم يلتفت إليها قُصي بل هدر وهو ينظر إلى راجح ب شراسة
-هي مش قالتلك إنها مش موافقة! يبقى لو شوفت وشك بتحوم حواليها تاني متلومش غير نفسك...

ثم إستدار إلى سديم وأشار أن تسبقه رادفًا ب عُنف
-إتفضلي قدامي...
مسحت سديم على وجهها ب تعب ثم تقدمت قُصي تاركة راجح يُدلك فكه الذي ألمه من قوة الضربة
نهض ونفض ثيابه ثم كاد أن يرحل ولكن أوقفه أحدهم ليتساءل راجح
-إتفضل!..
صرخ ب ألم وذلك الشخص يضرب ب رأسهِ أنف راجح ف كُسرت ثم هدر ب فحيح أفعى مُرعب و نبرةٍ قاتمة وهو يُشير إليه ب توعد
-متمدش إيدك على حاجة متخصكش عشان مقطعهاش...

-يا بابا ريح نفسك مش هتجوز تاني خلاص...
هتفت بها سديم ب عُنف وهي تضع إناء الماء وبجوارهِ عدة أكواب وكذلك أردف قُصي وهو يجلس إلى المائدة
-سديم عندها حق. مش هتتجوز تاني
-هدر مُحرم ب عصبية: وأنا اللي قولت هتعقلها!
-يلا يا عمي ناكل. الأكل هيبرد...
كاد مُحرم أن يرد ولكن سُمية ربتت على ساقهِ ليصمت. ف صمت صاغرًا وبدأ ب تناول الطعام
بعدما حلّ الليل.

كان الجميع يجلس ب الشُرفة يتسامرون بينما سديم ب عالمٍ آخر. تنظر إلى الخارج ب شرود. تتذكر آخر ليلة قضتها بين ذراعيهِ. كانت ليلة دافئة سعيدة ولكنها إنتهت ب طريقة أسرع. أسرع مما قد تتخيله هي
وضعت يدها على بطنها المُنتفخة تتحسس حركات الصغير ف تبتسم ب عذوبة
-أنتِ إيه رأيك يا سديم!..
إنتفضت سديم من شرودها ثم إستدارت إلى رحمة قائلة ب عقدة حاجب
-ف إيه!
-أنتِ مش معانا خالص.

-إبتسمت سديم وقالت: معلش يظهر تقلت ف الأكل. كُنتِ بتقولي إيه!..
إستدارت إليها رحمة ثم قالت ب نبرةٍ ظهر بها الحماس
-كُنت بقول إننا نسافر كُلنا أي مكان نريح فيه أعصابنا...
شهقت عندما عانقها قُصي من الخلف ثم أردف وهو يُقبل وجنتها
-إقنعيها ب لأ يا سديم. هي ف آخر شهور الحمل وبتتعب كتير
-لكزته رحمة ب غيظ وقالت: هو إحنا هنروح المريخ! ما كل حتة مليانة مستشفيات ودكاترة...

عقدت سديم ذراعيها ثم قالت وهي تبتسم ب خُبث
-وبعدين يا قُصي ما أنا دكتورة معاكوا متخافش
-أهو
-زم قُصي شفتيه ب ضيق وقال: بقى كدا يا سديم! وأنا اللي قولت هتنصفيني...
ضحكت سديم ب قوة وهي ترى الإثنين يتشاجران وكأنهما طفلين لا يكادان يُتمان العاشرة من العُمر
كادت أن تتحدث ولكن بصرها قد علق على تلك السيارة التي تقف ب الطريق المُقابل ل بيتها
تلك النظرة تعرفها
تلك الإبتسامة تعشقها.

وذلك الوجه المألوف لن تُخطئه أبدًا
شحب وجهها سريعًا وتباطئت ضربات قلبها تدريجيًا. أما عن جسدها ف أصابته برودة غريبة لا تتلاءم مع الطقس المُعتدل
نهضت على حين غُرة ف نظر إليها الجميع بغرابة ليتساءل قُصي
-مالك يا سديم!
-وضعت يديها فوق شفتيها وهمست ب عدم تصديق: مش معقول
-عقد مُحرم حاجبيه وقال: إيه يا سديم يا بنتي؟!..
لم ترد عليهم بل ركضت إلى الخارج لتصرخ رحمة تُناديها
-سديم!..
إستدارت إلى قُصي وهتفت ب قلق.

-قوم إلحقها يا قُصي بسرعة...
نهض هو الآخر يتبعها ركضًا
هبطت الدرج بما يسمح لها وزنها ولكنها أحست نفسها ك فراشة تطير. هو لم يمت
هو لم يمت
ظلت تُرددها وهي تهبط حتى وصلت إلى مخرج البناية. حبست أنفاسها وهي تدعو الله ألا يكون وهمًا
هُناك. يقف هُناك وكأنه يعلم أنها ستراه. شهقت واضعة يدها على شفتيها تبكي ب عدم تصديق أرسلان يقف وينتظرها أن تذهب إليه وهي ستُلبي النداء
-سديم!..

قالها قُصي ولكنها كانت قد ركضت إلى خارج وبقى هو مُسمرًا حيث هو. أرسلان لا يزال على قيد الحياة
ركضت وركضت حتى وصلت إليه. وجدته لا يزال يقف كما هو ويبتسم تلك الإبتسامة الأكثر من رائعة. ولم تنتظر أكثر. بل ركضت تتعلق ب أحضانهِ صارخة ب عدم تصديق وعيناها تذرف العبرات
-أرسلان. أنت عايش. ممتش صح! أنت عايش، أستنى أتأكد...

وضعت يديها على وجنتيه تتحسسهما. تتحسس إن كانت لا تحلم وأنه حقيقة بين يديها. صرخت مرةً أُخرى ب سعادة ثم رفعت نفسها تُقبله ب شوقٍ جارف
إبتعدت عنه تستند ب جبينها إلى جبينه تبكي ب قوة وكأن لا شئ تفعله سوى البُكاء
حاوط وجنتها يُبعد خُصلاتها ثم همس ب دفء
-آسف إتأخرت عليكِ
-ضربت كتفه وقالت: ولو كُنت إتأخرت أكتر كُنت هستناك...

جذبها إليه لتدفن وجهها ب صدرهِ وهو ينظر إلى قُصي المشدوه ف إبتسم إليه وغمزه ب عبث. ضحك أخيه وعينيه تبكيان ب سعادةٍ ثم أشار إليه. أرسلان على قيد الحياة
كاد أن يذهب ولكن رحمة منعته وهي ترتمي ب أحضانهِ تبكي هي الأُخرى
-سيبهم دلوقتي. قدامك وقت كبير تعوضوا فيه اللي فات. بس دلوقتي. سيبه لمراته
-حاوط كتفها وهمس: وإبنه!
-قبلت وجنته وقالت: أرسلان الصغير قدامه وقت كبير يتعرف عليه. سيبهم يا قُصي...

شدد على عناقهِ لها ثم أومأ ل أرسلان ورحل معه رحمة
بينما على الطريق الآخر هي لا تزال بين أحضانهِ. لن يُضيع تلك الفُرصة التي منحها الله له لكي يكون معها
ذلك اليوم وقبل الإنفجار ب ثوانٍ كان أرسلان يدفعها بعيدًا عنه وهو قفز من النافذة. رغم أنه طالته النيران مرةً اُخرى أصابته ب إصابات خطيرة ولكنه تمكن وبعد مدةٍ طويلة. قد عاد. لأجلها وفقط
إبتعد عنها يتحسس بطنها البارز. ليتساءل ب صوتٍ أجش
-إبني!..

وضعت يدها على كفهِ وهمست ب إبتسامة حانية
-مؤمن أرسلان الهاشمي...
تأوه أرسلان ليجذبها ب عناقٍ آخر ثم همس ب أُذنها ب صوتٍ مبحوح
-تعالي نهرب. هنهرب زي ما وعدتك
-تعلقت ب عنقهِ ك طفلة وأردفت: وعد الحُر دين...
نظر أرسلان إلى أعلى ليجد مُحرم يُشاهدهما ف إبتسم وأشار إليه ف بادله والدها الإبتسام. مالت إليه سُمية هامسة ب سعادة
-ست سديم رجعت نورت
-ربت على كفها وقال: مكنتش مُتخيل إنه هينور روحها كدا...

إبتعدت سديم لتصعد السيارة ولكنه أمسك يدها وهمس ب نبرةٍ صادقة وأعين سوداء تلمع ك أحجار كريمة ب عشقٍ خالص
-لو الحُب كلمة. ف هو سديم
-إبتسمت سديم ب روعة ثم قالت: الأسر ف حُبك حُرية...

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة