قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث عشر

كانت نبض جالسة أرضًا بشرفة غرفتها بقلق يزداد كلما مر الوقت أكثر وقلبها يكاد يتوقف من الأنتظار، سمعت صوت سيارته في الأسفل فوقفت بهلع لترى السيارة تدخل من بوابة القصر فركضت للخارج بلهفة حافة القدمين، نزلت للأسفل فرأت رحيم يدخل القصر بسعادة وهو يركض يناديها: -
- مامى لولى جت يا مامى، لولى جت.

نظرت للباب بعيون دامعة وهذه اللؤلؤات تتلألأ في عينيها فرحًا، دلف يوسف وطفلته معه تمسك في يده مُبتسمة بأشراق وبراءة، رمقه نبض بنظراته دون أن يتفوه بكلمة واحدة وهي واقفة على الدرج تستند عليه بيدها مُرتدية بنطلون قطنى وبدى حمالة عليه جاكيت قطنى مفتوح وشعرها مسدول على الجانبين، تنهدت نبض بأرتياح شديد وهي ترمقهما معًا فذرفت دموعها رغمًا عنها، أسرعت إيلا إليها تناديها: -
- مامى.

حملتها نبض على ذراعيها وبدأت تقبلها كثيرًا وتشتم رائحتها بشوق، تحدثت سارة بابتسامة: -
- أطمنتى كدة يا نبض
أنزلتها نبض أرضًا لتركض إيلا إلى أخيها الصغير، تحدثت سارة بعفوية: -
- نبض كانت هتجنن يا يوسف عليك، كانت خايفة من جنانك لتتأذيه. معرفش دكتورة و أم أزاى وهي طفلة باكية كدة
تقدم نحوها بهدوء حتى وصل أمامها فسألته بصوت مبحوح: -
- أنت كويس؟!
- أممم.

قالها يوسف بلطف ليدهش من رد فعلها حين عانقته بقوة مُتشبثة به بكلا ذراعيها، طوقها بذراعيه مُربتًا على ظهرها بحنان وقال: -
- كله بقى تمام
- أنا كنت هتجنن عليك
قالتها باكية وهي تخفى رأسها في كتفه، تبسم عليها بحنان وقال: -
- أكتر ما أنتِ مجنونة يا نبضي
أبتعد عنها قليلًا ومسك وجهها بيديه فجفف دموعها بأبهاميه وقال بحُب: -
- مش قولتلك أطمنى، أنتِ مبتسمعيش الكلام ليه
- أنت عارف أنى مبسمعش الكلام.

قالتها مُتذمرة عليه فضحك عليها بعفوية لتبتسم له ببراءة..
دلف يوسف إلى مكتبه وجلس على مقعده شاردًا بما حدث مُغمض العينين..
صوبت ميرا المسدس نحوهم، رمقها يوسف بصمت مُطوقًا طفلته التي تشبثت به بقوة فصرخت به قائلة: -
- أنا بكرهك يا يوسف، بكرهك لأنك دمرت حياتى.

- أنتِ اللى دمرتى حياتك بأيدك بطمعك وأنانيتك، أنا عمرى ما جيت عليكى يا ميرا، أنتِ اللى خُنتينى وكدبتى عليا، أنتِ اللى حاولتى تأذي نبض وابنى في بطنها، أنتِ اللى حملتى بالغدر والكدب والخيانة، ودلوقت أنتِ برضو اللى خطفتى بنتى وعاوزة تقتلها، أنتِ السبب في كل حاجة يا ميرا مش أنا
قالها يوسف بنبرة بأستياء وأغتياظ فنظرت له هو وطفلته بصمت قاتل وقالت بتلعثم وصوت مبحوح: -.

- أنت اللى قتلتنى بحُبك وأنت برضو السبب في موتى دلوقت
نظر لها بذهول وهي تصوب المسدس على قلبها وقال: -
- ميرا أنتِ..
قطعت حديثه وقالت بصوت مبحوح ونبرة ندم: -
- أنت لازم تعيش بذنبى طول العمر وتكون عارف أنك السبب فموتى..
أطلقت الرصاص بقلبها فوضع يوسف يديه على عيني طفلته حتى لا ترى هذه المنظر ويبحث جزء من ذاكرتها في المستقبل..
شعر يوسف بيدها على وجنته تلمسها بلطف ففتح عينيه ليها فقالت: -
- حصل أيه؟

- سلامتك مفيش حاجة
نظرت نبض له بقلق وقالت: -
- يوسف بجد حصل ايه؟ عملت في ميرا ايه؟
تبسم يوسف ليها ووضع قبلة على يدها ثم قال: -
- أطمنى يا نبض
نظرت له بشك من أمره ومن بسمتها لها، يبدو أن شيء ما حدث، شيء كالكارثة تقريبا..

ولج كريم إلى شقته بتعب ليسمع صوت طفله الباكى المستمر من الداخل يمليء المكان، دلف إلى المطبخ وأحضر زجاجة ماء من الثلاجة ثم أتجه إلى غرفته، فتح كريم باب الغرفة وولج للداخل فرأى نادين واضعة حقيبة السفر على الفراش وتجمع ملابسها للمغادرة ليتنهد بتعب ثم جلس على فراشه دون أن يتحدث، نظرت له بأشمئزاز فهو حتى لم يكلف نفسه بمنعها من الرحيل، صُدمت حين رأته من ظهره ينزع قميصه وهناك الكثير من الجروح على ظهره وضمادة طبية على ذراعه، تألم وهو ينزع كم قميصه بصمت ويكبث ألمه، أسرعت إليه بلهفة وجلست بجواره تتفحصه بقلق وتقول: -.

- حصل أيه؟ أيه اللى عمل فيك كدة
رمقها بتعب شديد ويستلقى على فراشه مُنهكًا وقال: -
- محصلش حاجة، لو ماشية أستنى لما أصحى وأنا هرضاكى لكن دلوقت للأمانة مش قادر حتى أحرك لسانه عشان أتكلم معاكى.

اومأت له بنعم ثم وضعت الغطاء عليه بلطف وأغلقت الضوء وظلت بجواره فغاص هي سبات نومه سريعًا من التعب حتى أنه لم ينزعج من بكاء طفله وصوته المرتفع، أخذت نادين الطفل وجعلته ينام سريعًا ثم وضعته في فراشه وأحضرت صندوق الأسعاف الأولية وجلست بجواره وجعلته ينام على بطنه برفق وبدأت بتعقم ومعالجة جروحه وكدماته وهو يتألم أثناء نومه، ذرفت دمعة من عينيها بضعف على حاله وظلت بجواره..
قصر الحناوى.

ولج يوسف إلى غرفته وبدل ملابسه في هدوء فأنتبه بأنها ليست هنا، خرج من الغرفة إلى غرفة أطفاله مُتمتمًا: -
- هي بتعاقبنى يعنى ولا ايه، بعد ما رجعتلها بنتها برضو مقموصة
فتح باب غرفة طفليه ووجدها فارغة حتى أطفاله ليس هنا، وقف في الرواق ينظر للجهتين ويقول مُتذمرًا: -
- هااا الستات دول مبيعجبهمش العجب
نزل للأسفل فوجد تهانى صاعدة الدرج فقال بجدية: -
- مشوفتيش المدام
- مدام نبض والأطفال في غرفة الجنينة يافندم.

أومأ لها بنعم ثم خرج من الباب الزجاجى المُطل على حمام السباحة وسار بجواره حتى وصل إلى الغرفة بجوار مشتل الزهور وحاول فتح الباب لكنه لم يفتح، دق الباب بلطف وهو يكتم غضبه منه وقال: -
- نبض أفتحى
أجابته من الداخل قائلة: -
- أنا لسه حاساه جملة أمرية، هو أمر
- المفروض!
وضعت ظهرها على الباب عاقدة ذراعيها أمام صدرها وقالت: -
- أنا فاكرة أنى قولتلك متأمرنيش يا يوسف
وضع قبضته على الباب مُغتاظًا منها وقال: -.

- وأنا فاكر أنى قولتلك بطلى تصرفات العيال دى
- اه تصرفات عيال وأنا مش خارجة منها بقى
تحدث بغيظ قائلًا: -
- أنتِ بتتطلبى منى أسيب مراتى تنام في اوضة في الجنينة وكل الحراس دول حوالها، تعالى أغضبى في أى أوضة تانية
تبسمت بمكر نسائي على غيرته وقالت بدلالية تزيد من غيظه: -
- أسفة أنا هنام هنا ومش هخرج.

ضرب الباب بقبضته لتعلم كم هو غاضبًا منها، أسرعت إلى النافذة الصغيرة وفتحتها لتراه وهو يرحل لكنها صُدمت حين وجدته واقفًا أمام النافذة يحدق بها، شهقت نبض بخوف منه وهي في الداخل فقال: -
- ما دام جبانة كدة بتعصبنى ليه؟
- يوسف أنت غلطت فيا كتير وجرحتنى متوقع أنى أتغاطى زى كل مرة
تشبث بالنافذة بذراعيه غاضبًا وقال: -
- متتغاطيش وعاقبنى بس متطلعش برا القصر
- لازم أطلع منه، أنت بتأمرنى حتى وأنت غلطان.

حاول كبح غضبه وقال: -
- في واحدة غضبانة من جوزها تخرج من القصر وتقعد جنب أوضة الحراس بالهدوم دى
نظرت إلى ملابسها وهي ترتدى بنطلون قطنى أزرق وتيشرت أبيض بنصف كم، صرخ بها وهو يكز على اسنانه: -
- وشعرك دا أنا هقصه يا نبض
تبسمت على غيرته في خصامهما وأقتربت من النافذة وقالت: -
- بدل ما تقص شعرى علم رجالتك متبصش على مراتك دا أفضل
مسكها من ذراعها بقوة يكاد يخلعه في قبضته وقال: -
- متعصبنيش يا نبض.

أجابته بوجه عابس مُصطنعة الحزن والضعف قائلة: -
- اااه يا يوسف بتوجعنى دا بدل ما تصالحينى جاى تضربنى
أتسعت عيناه على مصراعيها بذهول وقال: -
- أنا ضربتك دلوقت!
- أمال أيه دا؟
ترك ذراعها بعنف وهو يستدير للخلف بغضب ثم استدار لها وقال: -
- أسف ممكن بقى تخرجى
- لا أنا مش عاوزة أسف لما تعمل اللى عاوزاه هبقى أغفرلك أهانتك وجرحك ليا
تنهد بهدوء وقال: -
- وأيه اللى عاوزاه وهعمله حالاً.

وضعت قبلة على جبينه بدلالية وقالت: -
- لما تعملها هقولك هي دى، لازم تخمن بنفسك لو عاوز تصالحنى، غير كدة مش هصالحك
حدق بها بحب وقال: -
- في واحدة غضبانة تعمل اللى عملتيه دلوقت دا
تبسمت له بخبث وقالت: -
- دى قبلة تشجيعية يا حبيبى
انهت جملتها وأغلقت النافذة سريعًا، تذمر عليها وهو يتمتم قائلًا: -
- نبض قاصدة تجننى أنا عارف، حساااام
جاءه قائد الحرس فقال بتهكم: -
- أحسب الرجال من المنطقة دى.

- أيوة يا فندم بس كدة الجهة الغربى للقصر هتكون مكشوفة ومن غير حماية
اجابه وهو يرحل قائلًا: -
- نفذ يا حساام
دلف للقصر فوجد صباح جالسة على الاريكة جلس بجوارها بتهكم فقالت: -
- مرجعتش معاك
- أنا ليه حاسس أن نبض هجرتنى
تبسمت صباح عليه وقالت: -
- ههه لا مش لدرجتى
نظر لوالدته وقال: -
- هي الواحدة لما تغضب من جوزها عشان هانها بكلامه بتعوز أيه؟
- أعتذار صادق
أعتدل في جلسته بيأس وقال مُغمغمًا: -
- منفعش.

- يبقى عاوزة حاجة معينة في دماغها ولازم تعملها
- ورد مثلا
قهقهت ضاحكة عليه وقالت: -
- أكيد مفيش ست بتسيب بيتها عشان بوكية ورد يا يوسف، شغل مخك شوية
تنهدت بيأس وهو يغمض عيونه ويقول: -
- ماشي يا نبض، اااااه
أستيقظت سارة صباحًا على صوت رنين هاتفها، ألتقطت الهاتف بيدها ووضعت أمام عينيها المغلقتين فرأت أسمه لتقفز من نومها وهي تجيب عليه: -
- مراد
- وحشتينى يا بنت
تبسمت بسعادة وقالت: -
- أنت جيت، أنا عاوزة أشوفك.

- لسه خارج من القاعدة لما أوصل هكلمك يا حلاوتى
أومأت له بنعم ثم اغلقت الخط وركضت إلى المرحاض بسعادة تغمر قلبها الذي لم يتوقف عن النبضات السريعة بمجرد رؤية أسمه على شاشة هاتفها، أخذت حمامها الدافىء وأرتدت بنطلون جينز وتيشرت اصفر واسدلت شعرها على ظهرها ثم ركضت للأسفل بسعادة فرأت والدتها و يوسف على السفر يتناولا فطارهما فسألت وهي تجلس: -
- أمال نبض والأولاد فين؟

ضربت يوسف السفرة بسكينه مُغمض العينين فأجابتها صباح بصوت هامس: -
- زعلانة منه وقاعدة في غرفة الجنينة
تحدثت سارة بتلقائية وهي تبدأ في تناول طعامها: -
- كل دا عشان عاوزة ايفون جديد
نظر لها يوسف بجدية وسألها: -
- أيفون ايه؟
-نبض قالتلى أمبارح أنها عاوزة تجيب أيفون جديد بس عامل 50000 تقريبًا
تبسم بخبث وقال بثقة: -
- أبعتلى أسمه واتساب.

خرج من القصر فرأها جالسة على ترابيزة في الجنينة تتناول طعامها بصحبة أطفالها فتبسم عليها وطلب الأيفون اون لاين..
أستيقظ كريم من نومه بتعب فوجدتها نائمة بجواره وتحتضنه بذراعيها، نظر عليها وظل ساكنًا فقالت بهدوء: -
- مش هتقولى أيه اللى عمل فيك كدة؟
- أنا واثق أنك عارفة بس حابة تسمعى منى
أعتدلت في جلستها وقالت بثقة: -
- يوسف صح؟
- كنا بنرجع إيلا
صرخت به بغضب سافر: -
- وليه أنت تتأذي بدله؟

- مين اللى قالك كدة، يوسف أتاذي يمكن أكتر منى
رفعت حاجبها له بغضب وقالت: -
- نبض قالتلى أنه رجع سليم من غير ولا خدش
تبسم بسخرية وهو يعتدل في جلسته بتعب: -
- يبقى صاحبتك مهملة في جوزها، يوسف خد سيخ حديد في كتفه وإحنا هناك وأتخيط 7 غزر وإحنا في المستشفى غير الكدمات في اللى جسمه من العراك والأهم بقى أنه بنت عمته قتلت نفسها قدامه وهي بتقولوا أنت السبب وذنبى في رقبتك
نظرت له بصمت وقالت ببرود: -.

- على فكرة حالة يوسف مش فارقة معايا أساسًا ولو كان مات مكنتش هتأثر أصلًا
رمقها بذهول وقال بغضب مكتوم: -
- أنتِ أتغيرتى كدة ليه يا نادين، دا جوز صاحبتك الوحيدة ولو مات هيجرالها حاجة وهتترمل وولادها هيتيموا
- أنت اللى غيرتى خليتنى أكره وقريب هكره صاحبتى كمان بسببك، لما جوزى يهملنى أنا وابنى عشان حد تانى يبقى لازم أكرهه وأتغير
تنهد بتعب وقال: -.

- أنتِ عاوزة ايه يا نادين وأنا هعمله، أسيب الشغل مع يوسف هتكونى مبسوطة لما جوزك يبيع شغله وصاحب عمره عشان يراضيكى، ضميرك هيرتاح لو سبت يوسف وأتعرض لأى مؤامرة لأنى مش موجود وأنتِ السبب
تحدثت بلهجة جادة وهي ترمقه بنظرات أنكسار وضعف: -
- أنا هكون مبسوطة لما تهتم بيا أنا وابنك، لما نكون موجودين في حياتك مش كل حياتك يوسف وبس، إحنا لينا حق فيك وأكبر بكتير من يوسف وشغلك.

وضع يده على وجنتها بلطف وقال بنبرة ناعمة صادقة: -
- والله أنكم أغلى ما في حياتى وكل حياتى، أنتِ عارفة كدة يا نادين عارفة أنى مقدرش أستغن عنك أبدًا لا أنتِ ولا سيف بس لازم تعذرينى لما يكون في موقف ضغط أو مشكلة في الشغل، أتفقنا.
نظرت له بضعف فهى حسمت أمرها أمس لكنها أم وهناك طفل رضيع لا ترغب بتربيته بدون أب عكس بقية الأطفال، تبسمت له وأومأت بنعم ثم قالت: -.

- دى أخر فرصة يا كريم وأفتكر أنى أديتهالك عشان سيف
أومأ لها بنعم بسعادة مُبتسمًا ثم جذبها إلى صدره، وضعت رأسها على صدره بلطف وقالت مُتذمرة: -
- مش هسمح تيجيلى تانى واخد رصاصة في ذراعك بسببه ها ولا تتأذي بالشكل دا عشانه
أومأ إليها بنعم مُبتسمًا ثم أغمض عينيه بتعب مُطوقها بذراعه..

كانت نبض جالسة على الأرجوحة في الحديقة وتراقب أطفالها الصغار وهم يلهوون ويركضون معًا فجلس بجوارها، نظرت له بصمت ثم عادت بنظرها إلى الأطفال: -
- دا بجد أنتِ زعلانة أووى
- اه ومش عاوزة أشوفك يا يوسف ومتفضلش تنطلى كدة بدل ما أخرج من القصر كله وأروح عند بابا..
أخرج الهاتف من خلف ظهره ووضعه أمامها لتتوقف عن الحديث، نظرت للهاتف بخبث وهي تحاول كبت ضحكتها فقال: -.

- كان ممكن تقوليلى عاوزة أيفون بدل المعانأة دى
أخذت الهاتف من يده مُبتسمة فتبسم بنجاح لتقول بجدية: -
- بس مش دا اللى أنا عاوزاه
أتسعت عيناه بذهول عليها وقال: -
- بس
- فكر كويس يا يوسف شكلك هتقضي إجازتك النهاردة لوحدك..
رمقها بصمت غير مستوعب ما حدث فصدم حين تابعت حديثها مُنادية على أطفالها: -
- رحيم. إيلا تعالوا
أخذت أطفالها ودلفت للغرفة فركضت خلفها لتغلق الباب فقال: -.

- نبض، متهزريش أنتِ قولتى لسارة أنك عاوزة الايفون
أجابته من الداخل بسعادة قائلة: -
- ما أنا اخدته اهو بس مش دا اللى أنا عاوزاه منك
زفر بأختناق ويأس ثم أستدار كى يرحل فسمع صوت رحيم من النافذة يقول: -
- يا بابى فكر شوية
أقترب من النافذة وهو يسأل طفله: -
- هو أيه؟
جاءت نبض لتغلق النافذة قبل أن يتحدث رحيم فتنهد يوسف بغيظ شديد مُشتاطًا غضبًا منها ويقول: -.

- والله يا نبض لأربيكى على كل اللى بتعمليه دا، أستنى بس عليا، مصيرك تيجى تحت أيدى..
سارت سارة بجوار مراد على الكورنيش فقالت: -
- وبعدين أحكيلى كل التفاصيل
- تفاصيل ايه، دا يومك في الجيش ملل جدًا ميتحكيش حتى مفيش بنات تسلى الواحد
ضربته بقبضتها على كتفه وقالت بأغتياظ: -
- والله
- بهزر يا مجنونة
رمقته بلا مبالاة وقالت: -
- أحكى
- على فكرة أنتِ لو مراتى مش هتحققى معايا كدة
تبسمت كالبلهاء وقالت: -.

- وماله خلينى مراتك
توقف عن السير ونظر لها بذهول وقال: -
- أنتِ هبلة هو زرار بدوس عليه دا مشوار طويل
تبسمت إليه بعفوية وهي تقف أمامه وتقول: -
- لا طويل ولا حاجة، قولى تتجوزينى هقولك اه. أو أقولك الاحلى
جلست على ركبتها أمامه ليُصدم من فعلتها وهي جالسة أرضًا وتبتسم بسعادة وأشراق وشعرها يتطاير مع نسمات الهواء القوية فقالت بحب وسعادة يعلوها الجنون: -
- تتجوزنى؟

توقف الجميع ينظرون عليهما وفهم الكل ما تطلبه فكانوا في أنتظار جوابه مثلها تمامًا وبسمتها لم تفارق وجهها، لم يتخيل يومًا أن هذه الفتاة سيدة الاعمال بشخصيتها الهادئة والباردة تفعل شيء جنونى كهذا لكنها فعلتها الأن وتنتظر جوابه..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة