قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملاكي للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثامن والأخير

رواية ملاكي للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثامن والأخير

رواية ملاكي للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثامن والأخير

مرت الايام والاسابيع، عاد والد روان لبيته وقام أدهم بتعين خادمه له للاهتمام به رغم اعتراضه لكنه وافق مجبور حتى تطمئن ابنته عليه.

أما أدهم فكان يتصرف مثل المراهقين لكنه كان بقمة سعادته عندما كان يرى عينها تلمع من السعادة حقق لها كل ما تتمنى كان يرسل لها الورود كل يوم، ويكلمها بمنتصف الليل بدون علم والده كأنها حبيبته وليست زوجته، كان يفاجئها بالجامعة ويأخذها للغذاء بالخارج أحيانا بأرقى المطاعم وأحيانا بالأماكن البسيطة التي تعشقها
كان مر على زواجهم ثلاثة أشهر الان لم يكن بعقل أدهم سوى سؤال واحد هل أحبته أم لا.

وبالطبع لم ينسى الرسالة التي أستلمها وأستطاع أن يعلم أن الذي أرسلها أحد رجال لبنى وانها بمصر منذ فترة دون أن يعلم وكانت تريد الانتقام منه وكانت تضعه تحت المراقبه منذ فتره.

لكنه لم يتركها فقام بإبلاغ الشرطة عنها بعد أن علم انها تدير بيتها للدعارة وتم القبض عليها وحكم عليها ب 10 سنوات بالسجن ورغم ذلك لم يطمئنه فقام بتعين حارس خاص لروان يراقبها طول الوقت حتى يطمئن انها بخير ولن يحاول أحد أذيتها للانتقام منه
خرج من شروده على صوت مراد وهو يقول: - أدهم الاجتماع الان هيا بنا.

ذهب أدهم للاجتماع الذي كان مع بعض كبار رجال الاعمال بالبلد وفي وسط الاجتماع جاء له تليفون وبالطبع قام بالرد فقد كان سعيد الحارس الخاص بروان وما أن وضع التليفون على أذنه حتى خرج مسرعا من المكان وسط استغراب الجميع فجرى مراد وراءه وهو يصرخ:
- أدهم ماذا يحدث؟
أدهم بتوتر و خوف
- روان فقدت الوعى بالجامعة وسعيد نقلها للمستشفى الخاص بى أعتذر لهم او ليذهبوا الى الجحيم.

دخل أدهم بسرعه للمستشفى حتى وجد سعيد ينتظره ويخبره ان الطبيبة بالداخل معها فتح الباب ودخل سريعا وهو يقول بلهفه:
- روان حبيبتي ماذا حدث هل انتى بخير؟
الطبيبة: هي بخير أدهم باشا مبروك المدام حامل بالشهر الثالث جسدها ضعيف قليلا وتحتاج للغذاء والراحة ثم تركتهم وخرجت
وأدهم واقف بصدمه على وجهه ثم نظر لروان فوجدها تبكى فأساء تفسير دموعها وجلس على ركبتيه أمامها وهو ينظر للأرض ويقول بندم:.

- اعلم انكى تكرهينى، اعلم انكى لم تريدي هذا الحمل وسوف يذكرك دائما بالطريقة التي حملتي بها فيه، لكن أرجوكى لا تبكى لا أتحمل دموعك
ثم رفع رأسه ومسح دموعها وأكمل
- أذا كنتي لا تريدي الحمل سوف أخبر الطبيبة تستطيعي الاجهاض لن أمنعك انا لا يهمني سوى ان تكوني سعيدة
نظرت له روان بصدمه وقالت: - تريدني أن أجهض؟
فقال بسرعه حتى لا تسئ فهمه.

- لا أنا لا أريد ذلك لكن اذا كنتي انتى لا تريديه لن أمنعك المهم انتى، لا أريد ان تكرهي الطفل لأنه جاء عن طريق اغتصابي لك
أمسكت روان يده وقالت له: - كيف تتصور أن أقتل طفل برئ او ان أكرهه لأنه منك أنا لن أفكر كيف حملت به ولكن سأفكر كيف سوف أربيه كيف سوف نربيه معا وكيف سأحبه واحميه أنا، انا
أنتى ماذا روان أخبرينى ماذا تريدي وسوف أنفذه لك
أنا أحبك أدهم
أدهم بصدمه: ماذا قلتي؟

- أنا أحبك , أحبك أكثر مما تتصور لقد أحببتني ونفذت لي كل ما أريد غمرتني بحبك وحنانك وجعلتني أسعد أمراءه بالعالم وتغيرت من أجلى فكيف لا أحبك كيف لا أسامحك بعد كل ما فعلته من أجلى
لم يتمالك أدهم نفسه فضمها لصدرة ونزلت دموعه من فرحة وهو لا يصدق انها تحبه بعد كل ما فعله بها ثم أسند جبينه بجبينها وهو يقول:.

- أقسم لك لن تندمي مرة واحده على إعطائي قلبك وعلى حبك لي أقسم لأجعلك ملكة قلبي وأجعل الدنيا تحت قدمك وأحقق لك كل أحلامك قبل أن تحلمي بها
اقتربت منه ببطء ثم وضعت شفاها على شفاه وقبلته قبله رقيقه أخذ أدهم ثواني حتى يفوق من صدمته ثم بادلها قبلتها وزادها شغف ويده على خصرها والاخرى على خدها لينهل من رحيق شفاها الذي حرم منه طويلا ثم أبتعد ببطء رغم عنه حتى تأخذ نفسها وهمس لها:.

- لن أستطيع أن أبتعد عنك بعد الان روان فقربك منى هو الهواء الذي اتنفسه فهل ستسمحين لي بالعيش أم ستحرمينني مرة أخرى من الهواء
كانت كلماته تجعلها تحلق في أفاق السعادة فنظرت له بحب وقالت: - لا يا حبيبي وعمرى لن أحرمك من شيء وسأعطيك كل ما تتمنى كما تعطيني
ضمها لصدرة مرة أخرى في عناق طويل ثم قال
- يجب أن نرحل الان والا سوف أنسى اننا بمستشفى وسوف أخذك الان.

فضحكت روان ونظرت للأرض بعد أن تحول وجهها للون الاحمر من الخجل ضحك على خجلها وقال بخبث
- لا تخافي أسبوع معي وسوف أنسكى الخجل
فصرخت به روان بخجل
- أدهم الا تستحى
ضحك بشده وأخذها وذهب للقصر ودخل وكان محمود وسعاد ونانا جالسين فأقترب منهم وهو يقول:
- لدى لكم خبر سوف يسعدكم
نظر الجميع له فأكمل بأبتسامه: - سوف أصبح أب بعد 6 شهور.

نظر الجميع له بصدمة ثم نظروا لروان ليروا رد فعلها وعندما وجدوها تبتسم بخجل قام محمود بضمها لصدرة:
- الف مبروك يا بنتى أخيرا سأصبح جد هل انتى سعيدة؟
روان بخجل: نعم بابا أنا سعيدة جدا
سعاد بضحكه مليئة بدموع الفرح وهي تضمها: - اليوم أسعد يوم بحياتي ربنا ما يحرمني منك يا بنتى ويا سبب سعادة البيت كله
وجرت نانا وضمتها بشده فأبعدها أدهم وهو يقول: - بالراحة يكفى أحضان أنا هنا راعوني قليلا فأنا أغير.

ضحك الجميع فقالت روان: - أدهم أريد أن أخبر أبى و أدم
أدهم: بالطبع سنخبرهم كما يجب أن تخبري أدم أن يأتي لان عرسنا الاسبوع القادم
نظر له الجميع بصدمه فقال: - ماذا بكم لقد وعدتها أن أحقق كل أمانيها لذلك سوف أقوم بعمل أكبر عرس بالبلد من أجلها، وسوف تلبس الفستان الابيض كما كانت تحلم
نزلت دموع روان من فرحها ورمت نفسها بين أحضانه وهي تقول
- شكرا لك حبيبي أنا أكثر أنسانه محظوظة بالدنيا لان الله رزقني بك.

ثم لاحظت ان الجميع ينظر لها ويضحكون فاختبأت بصدرة من خجلها فضحك بشدة وهو يقول:
- لا تخجلي يا ملاكي فأنا زوجك وملك لك
أبعدتها سعاد عنه ووقفت أمامه وقالت بخبث: - لا يا حبيبي طالما هناك عرس فأنت غير مسموح لك أن تقترب منها حتى يوم العرس
أدهم بصدمه وذهول: ماذا تقصدين يا أمى لا تمزحي معي
سعاد: لا أمزح هكذا العادات العريس لا يلمس العروس قبل العرس
أدهم بغضب: ولكنها زوجتي لا أهتم بالعادات انا.

سعاد وهي تكتم ضحكتها: ليس شغلي والان أذهب لشقتك وسوف تراها يوم العرس
ضحكت روان بشدة على وجه أدهم ثم سكتت عندما نظر لها بغضب وقالت: - أمي سوف أذهب لغرفتي لكى أستريح.

وأسرعت لغرفتها قبل يلحقها أدهم قامت بتغير ملابسها وأحست ببعض الدوار كانت الساعة 5 مساءا فأرادت ان ترتاح قبل العشاء فنامت على السرير ولم تشعر بشيء حتى قامت من نومها وكانت الغرفة مظلمه نظرت لموبيلها وجدت ان الساعة 11 مساءا لقد نامت كثيرا دون أن تشعر فقامت لتدخل للحمام ووجدت من يضع يده على فمها ليكتم صرختها ويمسكها من الخلف.

أحست روان بالرعب الشديد وبدءت دموعها بالانهمار وجسمها يرتجف لم تلاحظ الصوت المألوف الذي يتحدث معها فعقلها قد اغلق نفسه ولم تستوعب شئ وغلفها السواد وفقدت الوعى
ضمها أدهم بحضنه وهو يضربها برفق على خدودها لكى تفيق ثم حملها ووضعها على السرير واحضر البرفان وقربه منها حتى بدءت باسترداد وعيها فقامت مفزوعة تبكى فضمها لصدره وهو يقول
- شششش أسف يا عمرى لم أقصد أن أفزعك هكذا اهدى انتى بأمان يا ملاكي.

روان بشهقه وهي تبكى: - لماذا فعلت ذلك لقد أرعبتني أحسست ان قلبي سوف يقف انت لا تعلم أى شيء لا تعلم
أدهم باستغراب: ماذا تقصدين حبيبتي
روان: لا أريد ان أتحدث اخرج ادهم أرجوك أخرج وبدء جسمها في الارتجاف
أدهم بلهفه وهو يضمها بشده لصدره: - ملاكي لا تجعلني اخاف عليكى اخبرينى ما بكى هل استدعى الدكتور
روان بصراخ: أخرج أدهم لا أريد أحد فقط أخرج
فتح الباب ودخل محمود وسعاد التي قالت بخضه.

- ماذا يحدث يا أدهم لماذا تصرخ روان هكذا
ارتمت روان بحضنها وهي تبكى بشده وأدهم لا يعلم ما الذي حدث لتصبح هكذا انها مجرد دعابة ولكنه أحس أن الموضوع أكبر من ذلك أخذت سعاد تقرء عليها قرأن حتى نامت بحضنها فوضعتها على السرير وخرجوا جميعا
محمود بعصبية: - ماذا فعلت لها حتى تصل لهذه الحالة وهي حامل
أدهم بقلق: لم أفعل شيء ثم حكى لهم كل ما حدث
سعاد بعتاب: لقد ارعبتها يا أدهم وهي حامل حرام عليك.

محمود: لا يا سعاد الموضوع اكبر من ذلك
ادهم بعدم فهم: ماذا تقصد يا أبى؟
محمود: أجلسوا وسوف احكى لكم
وبعد ان جلس الجميع قال.

- انا اتذكر جيدا هذا اليوم منذ عشر سنوات عندما طلب محمد ابو روان اجازة لمده شهر بدون مرتب لظروف عائلية ولم يوضح السبب، وبعد انتهاء الشهر طلب شهر اخر فاستغربت الموضوع لأنه من الموظفين المجتهدين والمثالين فاستدعيته وأردت ان أعلم السبب وراء اجازاته، وبعد تردد اخبرني ان أبنته تعرضت لمحاولة اغتصاب
شهقت سعاد فطمئنها محمود وقال.

- لم يحدث شيء كان حرامي ودخل المنزل لسرقته وهي كانت بمفردها في المنزل والدها بالعمل ووالدتها بالسوق لم يعلم بأن الطفلة موجوده وعندما رأئها كمم فمها وقام بربطها وقطع ملابسها ولكنه عندما أحس بأن أحد يفتح الباب اخبرها انه سيعود من اجلها وهرب من الشباك ووجدتها والدتها بهذه الحالة ولقد أصيبت بصدمه عصبية جعلتها تجلس بالمستشفى ثلاثة اشهر كانت تفزع من الجلوس بمفردها لأنها مقتنعة انه سيعود من اجلها ولقد أخذ والدها ثلاث سنوات حتى جعلها تنسى ما حدث والا تفكر به وبعملتك الحمقاء الغبية جعلتها تعيش كل الرعب مرة اخرى.

كان أدهم وسعاد مصدومين مما سمعوا فوضع ادهم رأسه بين يده من الندم وقال بندم شديد:
- أقسم لم أعلم كل هذا لقد أردت فقط ان امزح معها لأول مرة أراها تصرخ هكذا لم تطيق لمستي رغم انها تحبني
اقتربت سعاد منه والمست على شعره بحنية وقالت: - لا تحزن هي سوف تفيق وتكون بحالتها الطبيعية الان أذهب لها ولا تتركها حتى لا تفيق وتجد نفسها بمفردها.

أسرع أدهم بدون ان يتحدث الى غرفتها واقترب منها ونام بجانبها على السرير وضمها لصدره وقبل رأسها وهو يهمس بأذنها
- سامحينى يا ملاكي لم أقصد
ثم أغمض عينه ونام نوم عميق وهي بحضنه
أفاق أدهم بالصباح على بكاء روان فقام بسرعه وجدها تبكى وهي نائمه فقال بحنية: - روان حبيبتي يا ملاكي الصغير أفيقي يا عمرى انا بجانبك
فتحت روان عينها بسرعه وعندما وجدت أدهم بجانبها ارتمت بحضنه تضمه اليها بشده وهي تقول بشهقة.

- انت لن تتركني أدهم صحيح لن تتخلى عنى
أدهم باستغراب: من أين جئتى بهذا الكلام وهل يتخلى الانسان عن روحه
ثم قبل جبينها بحنية وأكمل
- انتى حبيبتي وروحي وقلبي ملاكي اللي نور حياتي ورجعني أنسان مره اخرى، أنا استحالة أتخلى عنك هل سامحتنى على غبائى.

ابتسمت له وهزت رائسها بنعم فقبلها بحنيه قبله جعلتها تنسى كل ما حدث ثم ابتعد عنها بصعوبة حتى لا يفقد تحكمه على نفسة فهو لا يريد ان يقترب منها قبل الفرح ثم نظر لها وابتسم من منظر وجهها المحمر من الخجل وقال
- سوف أستحم سريعا ثم نتناول الافطار سويا
روان بخجل: تمام سوف أنتظرك بالأسفل
دخل أدهم ليتجهز لعمله ونزلت روان للمطبخ وقررت ان تقوم بعمل الفطار بيدها له وجدت سعاد بالداخل فابتسمت لها وقالت:.

- صباح الخير ماما سعاد
سعاد بابتسامه: صباح الخير حبيبه ماما لماذا نزلتى ارتاحى قليلا بغرفتك وسوف ارسل الافطار لكى
روان: انا بخير ماما انتى ارتاحى اليوم، انا سوف أحضر الإفطار للجميع
سعاد: روان لا تنسى انك في اول شهور الحمل وبحاجه للراحه لا تتعبى نفسك كثيرا سوف أجعل الخادمه تحضره
روان: انا بصحه جيده ماما لا تخافى ولو أحسست بتعب سوف أخبرك أوعدك.

تركتها سعاد تفعل ما تريد حتى تشعر ان المنزل منزلها ولا تشعر بالخجل، ولكنها أمرت الخادمه ان تساعدها ولا تجعلها تتعب نفسها
اجتمع الجميع على السفرة وقال محمود ممازحا: - اليوم أمكم راضية علينا وصنعت لنا افطار ملوكى
سعاد: اليوم روان هي من صنعت الإفطار لكم
أدهم: ملاكى لماذا تعبت حالك فالخادمه موجوده
روان بخجل: لا يوجد تعب أردت ان أصنع الفطار بيدى من أجلك قصدي من أجلكم جميعا.

ضحك الجميع على وجهها المحمر من الخجل فقبل أدهم يدها وقال بحب
- تسلم يدك يا عمرى لكن لا تتعبي نفسك مرة أخرى
فابتسمت له وتناول الجميع إفطارهم ثم توجه أدهم للشركة لعمل ترتيبات العرس فأتصل بأدم وبمحمد ابو روان وكان الجميع في شده الفرح ان حياتهم استقرت ووعد ادم بالقدوم في أسرع وقت أما مراد فكان بقمة سعادته لان صديق عمرة اخيرا وجد السعادة التي يستحقها.

مر الاسبوع سريعا على ابطالنا حتى جاء وقت العرس الذي اقيم في اكبر قاعات بالبلد وحضرة اشهر الشخصيات وقد احضر أدهم فستان العرس لروان من أكبر بيوت الازياء بفرنسا.

وجعل اليوم كما تتمنى وتحلم لكي يحقق لملاكه جميع احلامها، كان الجميع ينظرون لجمالها ورقتها بأنبهار وكان أدهم يتمالك أعصابه بصعوبة من غيرته عليها
وبعد ان انتهى العرس أخذها أدهم للمطار لشهر العسل دون أن يخبرها الى أين سوف يذهبون فقد جعلها مفاجأه لها.

استخدمت روان جميع الطرق لمحاولة معرفة الى أين سوف يذهبون لكن أدهم لم يخبرها وكان يستمتع بشدة من تعبير وجهها الغاضب لكى تجبرة على
الكلام ثم فكرت قليلا واستأذنت للذهاب للحمام وبعد ان عادت قالت له بمكر: - أذا كيف الجو بإيطاليا اليوم
نظر لها أدهم بذهول وقال: كيف علمتي؟
فضحكت روان بشدة وقالت.

- أتصلت بمراد وأخبرته اننى نسيت حقيبة ملابسي الشتوية بالغرفة ليرسلها مع أحد فقال لى اننى لن احتاجها فإيطاليا حارة هذه الايام
قال أدهم بذهول كيف فكرتى ان تفعلى ذلك هكذا انا سوف أخاف منك.

ضحكت روان بشده على تعبير وجهه ثم توجهوا لطائرته الخاصة لبدء شهر العسل، مر الشهر على روان كانه حلم جميل في البداية لم يحاول أدهم أن يقترب منها لانه كان خائف من رد فعلها فكان يملئ يومهم بالتنزه ورؤية الاماكن السياحية وبالليل ينام بجانبها دون ان يقربها ولكن بعد مرور أربعه أيام من وجودهم بروما أخذت روان الخطوة الاولى.

على الرغم من صدمة أدهم الا انه كان سوف يطير من فرحته وجعلها ليله مليئة بالحب والحنية حتى تنسى كل ما حدث بالماضي وبعد ان اكتمل الشهر عادوا لمصر وكانت سعاد ومحمود في قمة السعادة برؤية الفرحة بعين أبنهم وبعين روان.

مرت الشهور على ابطالنا كان أدهم يفعل لروان كل ما تريد وبسبب هرمونات الحمل كانت روان دائما تتعارك معه لاتفه الاسباب وهو يستمع لها ولا يتحدث ثم يقبلها بحنية وحب حتى تنسى ماذا كان يحدث حتى جاء الشهر التاسع وكانت روان مريضة وضعيفة وكان أدهم باجتماع حتى وجد مراد يقتحم غرفة الاجتماع ويقول بقلق:
- أدهم روان بالمستشفى.

خرج أدهم بسرعه وجرى لسيارته وساق بأقصى سرعه حتى وصل للمستشفى ووجد والده يضم والدته لصدرة وهي تبكى فقال بلهفه:
- أين روان وماذا حدث؟
محمود: لقد أحست بالتعب فجأة وأخبرتنا انها لا تستطيع ان تأخذ نفسها فاتصلت بالإسعاف وهي مع الاطباء منذ ذلك
الوقت.

أحس أدهم فجأة بالدم يتجمد بعروقه هل من الممكن أن يحدث شيء لملاكه ثم أخرج الفكرة سريعا من عقلة فهو لن يتحمل ابدا ان يحدث لها اى شيء مر وقت الانتظار كأنه ساعات عليهم حتى خرج الطبيب له فأسرع الجميع اليه فقال بشفقة:
- للأسف لديها خلل بضربات القلب وبسبب الحمل لن نستطيع ان نعطيها اى أدوية والحل الوحيد ان نقوم بعملية قيصرية للإخراج الجنين ووضعه بالحضانة حتى نستطيع ان نهتم بها.

دخل أدهم بسرعة لغرفتها ووجدها على السرير بوجهها الملائكي الشاحب اقترب منها وجلس بجانبها وامسك يدها فابتسمت له بضعف فقال لها بصوت مهزوز:
- هل تحبيني روان؟
روان بدهشة بالطبع أحبك
أدهم: أذا طلبت منك طلب هل توعديني ان تنفذيه
روان: ما هو الطلب حبيبي
أدهم: اقسمى بحياتي انكى سوف تنفذيه روان
روان بتعب: أقسم بحياتك حبيبي سوف انفذ لك كل ما تريد
أدهم بألم: سوف نقوم بعمل عملية قيصرية لإخراج الجنين ووضعه بالحضانة.

روان بصدمة وذهول: ماذا تقول أدهم
أدهم: الطبيب لا يستطيع ان يعالجك الا بعد الولادة لذلك سوف نقوم بعمل عملية قيصرية لإخراج الجنين
نظرت له روان بعيون مملؤة بالدموع: لماذا جعلتني أحلف بحياتك أدهم لماذا انت تخيرني بين حلفاني بحياتك وبين أبننا
أدهم بعيون متألمة: لن أفقدك يا روان لن أعيش بدونك انتى ملاكي وروحي وقلبي ولن اتخلى عنك انتى حامل بالشهر التاسع يعنى الطفل سيكون بخير، لكن انتى يجب ان نسرع بعلاجك.

ثم قبل يدها وهو يقول بتوسل و رجاء
- ارجوكى روان اتوسل اليكى لا تتخلى عنى الان وافقي على العملية حتى لا تتعرض حياتك للخطر
أحست روان بألم بقلبها كأن أحد طعنها به من منظر أدهم ودموعه التي نزلت على وجهه فهى تعلم جيدا انها يعشقها لحد الجنون وانه اذا حدث لها أي شيء لن يتحمل الحياة بعدها فقالت بصوت ضعيف:
- هل توعدني ان هذا لن يؤثر على ابننا
أدهم بأمل: أوعدك حبيبتي.

روان بابتسامه حزينة: اذا انا موافقة على العملية
اقترب ادهم منها وقبلها بحب وشغف ثم اسند جبهته على جبهتها وقال
- اوعدك سوف تكونى انتى وابننا بخير يا ملاكي
وخرج سريعا للطبيب واخبره بسرعه اجراء العملية ثم قام بالاتصال بأدم و محمد الشرقاوي واخبرهم بحالة روان فاسرع محمد للمستشفى لابنته اما أدم فحجز طائره خاصة للقدوم سريعا.

قام الاطباء بسرعه بتجهيز روان للعملية ودخلت روان لغرفة العمليات وانتظر الجميع بالخارج وسقط أدهم أمام باب غرفة العمليات ودموعه على خده وهو يقول:
- يارب لا تحرمني منهم يارب أحفظهم لي
اقترب مراد منه وهو يشعر بالشفقة علية ثم ساعده بالجلوس على كرسي الانتظار، مر الوقت ببطء شديد عليهم ولم يخرجهم من شرودهم الا صوت بكاء ضعيف لطفل فأسرع أدهم بالوقف امام الباب حتى خرجت الممرضة وقالت له:.

- أطمئن الطفل بخير لكنه سيبقى بالحضانة لفترة لانه ولد قبل معادة وبحاجه لمتابعه وتستطيع ان تراه بالحضانة بعد قليل
أدهم بلهفة: وزوجتي كيف حالها
الممرضة: لا أعلم سيخرج الطبيب حالا ويطمئنك عليها وتركتهم ورحلت.

تنفس الجميع الصعداء بعد أن أخبرهم الطبيب ان كل شيء مر بخير ولكن روان ستبقى قليلا تحت المراقبة قبل ان يستطيع أى أحد أن يراها قام مراد بضم أدهم وهو يبتسم ان الازمة مرت على خير فهو يعلم جيدا اذا حدث شيء لروان ستكون نهاية صديقه
مرت الايام على خير وتحسنت صحة روان وبعد مرور اسبوعين استطاعوا أن يأخذوا الطفل للبيت ودخل أدهم وروان القصر ووجدوا الجميع بانتظارهم فقال أدهم بسعادة وهو ينظر لابنه بحضنه:.

- أحب أن أقدم لكم سمو الامير أياد أدهم محمود الشربيني
اقترب الجميع بسرعه منه وحملته سعاد وهي تبكى بدموع الفرحة لأنها تحمل حفيدها بيدها
ضم أدهم روان بحضنه كأنها حلم يخاف ان يستيقظ منه لكنها لم تعترض لأنها تعلم الخوف الذي يعيش فيه منذ مرضها واخذوا يتأملوا عائلتهم وهم يتعاركوا من يحمل اياد نظرت روان له بحب وقال له:
- هل أخبرتك اليوم كم أحبك
أدهم بابتسامة انارت وجهه: لا لم تخبريني اليوم.

فوضعت روان وجهه بين يدها وقالت بعشق: انا لست أحبك ان اعشقك واتنفس عشقك
فقبلها أدهم بشغف ثم همس لها: وانا اتنفس فقط من أجلك يا ملاكي بدونك قلبي سيتوقف عن النبض فأنا ملك لك لاخر عمرى لا أريد من الدنيا سوى ان تكونى بخير وبجانبى
ضمته روان بشده ووضعت رأسها على صدرة وهي تستمع لدقات قلبه التي تصبح سريعه جدا كلما كانت بجانبة وقالت:.

- انا وانت روح واحدة بجسدين وسوف نكون دائما مع بعض ولن يفرق بيننا اى شئ يا حبى الاول والاخير
خرج الاثنين من عالمهم على صوت أدم وهو يقول: انتم الاثنين توقفوا عن حب بعضكم أمامنا واهتموا بنا قليلا
احترق وجه روان من الخجل واختبأت بصدر أدهم وهي تبتسم فنظر أدهم لادم وتصنع الجديه وقال:
- لا تحرج زوجتى والا
أدم بحاجب مرفوع: والا ماذا
أدهم بخبث: والا لن أوافق على زواجك من أختى.

حل الصمت على الجميع وهم ينظرون بصدمه بين أدهم وأدم الذي أحمر وجهه ونظر في الارض
روان: أدهم عن ماذا تتحدث؟
أدهم: وهو يقترب من أدم ويقول
- لا تخجل هكذا لقد لاحظت كيف تنظر اليها ورأيت الحب في عينك لها ولن أجد لأختي خير منك رجل يحبها ويحميها
أدم: ولكن هل تحبني هي انا لا أريدها ان تتزوجني مجبرة
أدهم بحاجب مرفوع: هل تخبرنى انك لم تلاحظ كيف تنظر لك
أدم بابتسامة هل تتكلم بجد
أدهم: انظر خلفك وانت ترى.

نظر أدم ووجد نانا تختبئ خلف أمها بوجه مثل الطماطم من الخجل وبعيون مبتسمه فنظر لمحمود الشربيني وقال:
- هل تقبلني زوج لابنتك يا عمى
محمود: بالطبع أقبل وهل سأجد لها أحسن منك هل لكى رأى أخر يا نانا؟
فاختبأت نانا بحضن امها من خجلها والجميع يضحك عليها واتفقوا على ان يحضر ابراهيم المنياوى والد أدم لعمل العرس.

وبعد مرور اسبوعين تزوج ادهم ونانا و سافروا لشهر العسل حتى يتم تجهيز قصرهم الذي أعطاه أدهم هدية زواج لهم
كان ادم قد قرر أن يفتح شركه في مصر وينقل عمله لهنا وعرض علية أدهم الشراكة لكنه اعتذر منه واخبره انه يملك ما يكفى لعمل شركته بمفرده لكنه عرض علية فكرة عمل مشروع مشترك بينهم واتفق الاثنين على مناقشة المشروع بعد رجوع أدم من شهر العسل.

وعاش ابطالنا بسعادة على الرغم الصعاب التي واجهوها الا انهم لم يستسلموا لها وحاربوا من أجل حياتهم فأدهم حارب من أجل ملاكه الذي غيرته، وروان لم تستطيع الا ان تقع بحبه من شده حبه لها. وعلى الرغم من كل ما فعله بها الا انه استطاع بحبه وحنانه وصبره ان يجعل ملاكه الصغير ان تسامحه بل وتقع بحبه وواجهة الاثنين مشاكل الحياة بابتسامة طالما انهم بجانب بعض فلا شئ أخر يهم.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة