قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملاك الأسد للكاتبة إسراء الزغبي الفصل السابع

رواية ملاك الأسد للكاتبة إسراء الزغبي الفصل السابع

رواية ملاك الأسد للكاتبة إسراء الزغبي الفصل السابع

سمر بصياح: بتضربنى يا أسد، بتضرب بنت عمك عشان خاطر واحدة من الشارع
أسد بصرامة: وأقتلك كمان لو حاولتى بس تضايقيها
ثم أضاف بقسوة وصرامة أكثر
أسد: الكلام للكل سواء كبير أو صغير ملاكى خط أحمر ولو حد قرب منها هقلبها دم، وصدقونى ده مش مجرد تحذير وخلاص، لأ اللى قولته هنفذه
صعد لأعلى مع همس تاركا خلفه شعلة من الحقد والكره
في غرفة أسد
وضعها على الفراش ثم نظر لها فوجدها عابسة ويكاد ينفجر وجهها من الاحمرار.

أسد بقلق: مالك يا حبيبتى في إيه
أدارت همس وجهها للجهة الأخرى بعبوس لطيف وهي تزم شفتيها وتمدها للأمام
همس: مفيث
سحرته حركتها البسيطة فنظر لها بتوهان
أسد وهو كالمغيب: لا فيه حاجة قولي يا ملاكى حصل إيه
همس وقد نظرت له: متضربث حد تانى يا أثدى عثان بخاف منك وبزعل
أسد وقد نظر لها بصعوبة: حاضر يا حبيبتى اللى تؤمرى بيه يتنفذ
همس بفرحة وهي تتمسك بذراعه: بجد يا ثدى يعنى وعد.

أسد وهو ينظر لذراعه بسعادة: أوعدك مش هضرب حد قدامك تانى
ثم أضاف في سره: بس هضرب كتير من وراكى، شكلك هتخلينى مجنون بيكى أكتر وأكتر
همس: طب يلا عايزة ألبث فثتان جديد
أسد: حاضر يا ملاكى
ثم اختار لها فستان محتشم وذهبت لترتديه بسعادة
في الأسفل
سمر بغضب: والله هقتلها الجربوعة دى
اقترب منها سعيد.

سعيد بغضب: احترمى نفسك يا سمر أنا سكتلك كتير إنتى وأخوكى سامر بس من النهاردة لأ أسد وهمس محدش ييجى ناحيتهم أنا كنت زى الأعمى مش بشوف غير اللى بتقولوه بس، لكن خلاص كل حاجة دلوقتى بقت واضحة عندى
اتجه سعيد إلى ماجد
سعيد بحزن وخزى ودموع: أنا آسف يا بابا سامحنى على كل حاجة، مقدرش أنكر إنى لسة زعلان وبحس بالغيرة من أخويا الله يرحمه بس صدقني مش حقد، أنا آسف سامح ابنك يا بابا
ماجد بجمود: تعالى يا سعيد.

وأثناء اقترابه منه صفعه ماجد على وجهه
ماجد: دى عشان لسه فاكر إنى فضلت أخوك عليك.

ثم احتضنه ماجد بشدة وقد دمعت عينيه: ودى عشان أخيرا عرفت غلطك أنا عمرى ما فرقت بينكم يا سعيد، أخوك للأسف كان عنده سرطان عشان كده كنت بهتم بيه والشركات وكل حاجة كنت بوكله بيها، دى كانت زى حجة عشان نلاقى سبب في غيابه لما كان بيحضر جلسات الكيماوى محدش يعرف بده غيرى أنا وأسد وكمان عرفنا بالصدفة، عارف ليه مكنش عايز حد يعرف، عشان ميشفش نظرة الحزن في عيونا يا ابنى، والحمد لله اتشفى منه بس الواضح كان مكتوب عليه الموت، معداش أسبوع ومات هو وناهد في حادثة، أنا كنت أقدر أقولك من الأول سبب اهتمامى، بس لأ، كنت عايزك تحس بغلطك لوحدك، وإنت دلوقتى أثبتلى إنك ابنى أنا وفاطمة فعلا.

كل هذا وسط دموع سعيد وبكائه الشديد فقد شعر بالذنب يقتله
ونظرات الحقد والتوعد من سمية وسمر وسامر
شريف بسعادة ومرح لكى ينهى التوتر: لأ بقولك إيه أنا مش أنفحت شغل في الشركة وآجى على النكد أنا جعاااان يا بشر
ماجد بنظرة نارية لشريف
شريف بخوف مصطنع: طب الحمد لله أنا شبعت أنا بقى تصبحوا على خير
ليضحك ماجد وسعيد عليه
شريف: أنا هطلع أنا بقى أغير وأنزل عشان ناكل
سامر: وأنا هطلع أشم شوية هوا برة
في شقة مازن الجديدة.

مازن وهو يتذكر ياسمين وملامحها الهادئة الجميلة
مازن: آاااه مش عارف إنتى عملتى إيه فيا
يا ياسمينتى حاسس إنك كتبالى سحر أو رميتى تعويذة تخلينى أتعلق بيكى، شكلى كده حبيتك، يارب يسرلى أمرى وخليها من نصيبى يارب والهمنى بحل للتدبيسة بتاعت سمر يارب
في بيت ياسمين
ياسمين وهي ممدة على السرير.

ياسمين بهيام: ماااازن، الله اسمه حلو أوى، في إيه يا ياسمين حرام اللى بتقوليه ده، ده واحد غريب عنك وكمان مشوفتيهوش غير مرة واحدة ومتعرفيش عنه حاجة غير اسمه
ثم أضافت بهيام أكثر: بس اسمه حلو أوى زيه بالظبط
ثريا بصوت عالى: ياسمين يلا يا حبيبتى العشا جاهز
ياسمين: حاضر يا ماما
الشاب في الهاتف: يلا بقى يا تسنيم اجهزى هو هينزل بكرة الشركة تانى دورى في أى ملف يديهولك كويس يمكن يكون مهم، وحاول تقربى منه.

تسنيم في الهاتف: خلاص حاضر مش لازم تعيد وتزيد
الشاب: أما نشوف ياختى
بعد دقائق في قصر ضرغام
نزل سامر وشريف لحجرة الطعام ونزل بعدهما أسد وهو يحمل همس
جلس أسد وهمس على قدميه
شريف مداعبا همس من وجنتيها: همس القمر عاملة إيه، يخربيت جمال..
وقبل أن يكمل جملته وجد من يدفع يده بعنف شديد لدرجة صدمت يد شريف بالطاولة
شريف وهو يتألم: آه آه، إيه يابنى الغباء ده.

أسد بصرامة وصوت جهورى وقد عادت حدقتى عينه للسواد الحالك: شريييييف لآخر مرة هحذرك إياك تتكلم معاها أو تلمسها والكلام ده لكل الموجودين سواء صغير أو كبير
نطق آخر كلمه وهو ينظر لجده الذي ابتسم بخبث على حال حفيده فقد جن بالتأكيد
تذكر أسد ملاكه التي على قدميه فقلق من أن تكون خافت منه فنظر لها.

ثم انفجر ضاحكا عليها فقد كانت شديدة اللطف وهي تنظر إلى كل الأطباق بعيون متسعة والحيرة على وجهها وتضع اصبعها تحت شفتيها وهي تخطط بماذا تبدأ الأكل
بينما صدم الجميع فالأسد يضحك؟! عدا ماجد الذي أصبح يتوقع أى شيء من حفيده
أسد بحنان وهو يقبل وجنتيها: ملاكى محتارة تبدأ بإيه صح؟
همس ببراءة: أيوة يا أثدى
سمر بسخرية: ملاكى وأثدى؟! إيه الشغل الأوفر ده.

أسد بقسوة: معلش يا سمر أصل إنتى متعرفيش حاجة عن الحب أو الأصح إن اللى بتحبيه مش معبرك فإزاى هتسمعى الكلام ده
نظرت لهمس بحقد فقد أصبح ظاهر للعيان مدى عشق أسد لهذه الطفلة وجاء في بالها العديد من الخطط للتخلص منها فهى ستكون عقبة جديدة في طريقها إلى أسد
أسد لهمس بحنان: كل اللى على السفرة ملكك يا حبيبتى واللى مش هتاكليه النهاردة هيتعملك منه بكرة تانى، يلا بقى عشان ملاكى الحلوة تاكل.

بدأ أسد يطعم همس وسط سعادتها وضحكاتهما غير عابئين بما حولهم
سمية في سرها وهي تكاد تشتعل منها: إن ما خليتكم كلكم تندموا مبقاش سمية
سامر في سره: اضحك براحتك يا أسد مين عارف إذا كانت هتدوم ولا لأ
انتهى الجميع من الأكل
ذهب أسد مع همس لغرفته
وغيرت همس ملابسها لمنامة من اللون الوردى برسوم طفولية تصل لركبتيها وبحمالتين فأظهرت نقاء بشرتها
أسد في سره: احم إيه ده لا متفقناش على كدة.

أسد لهمس: حبيبتى اقعدى على السرير على ما أغير هدومى أنا كمان وبعدين ننام
بعد مدة خرج أسد وهو يرتدى بنطال فقط
عندما رأته همس شهقت ووضعت يدها على عينيها
همس بخجل وصدمة: إلبث حاجة يا أثدى عيب كده
انفجر أسد ضاحكا ثم قال وهو ينزع يدها وقد افتتن بوجنتيها الحمراوين: لاااااا دا إنت لازم تتعودى على كده أنا اتحملت امبارح أنام بالقميص عشان كان أول يوم لكن أنا متعود أنام كده فتتعودى إنتى كمان.

همس ببراءة: لا أتكثف أثوف حد عريان
أسد بغيرة شديدة وبعض الحدة: حد مين إنتى مش هتشوفى أى شخص كده غيرى أنا وبس فاهمة يا ملاكى
همس: خلاث فاهمة متزعلث
أسد: ماشى يلا بقى عشان ننام
ثم حملها ووضعها كاملة فوقه فقد اعتاد على ذلك وحاوطها بذراعية بقوة كأنه خائف من أن تتركه أو تكون سرابا فحياته بدونها أصبحت مستحيلة.

وفي كل صلاة له يظل يدعو ربه ألا يتفرقا أبدا ويموتا معا في نفس اللحظة ونفس الطريقة فهو يخاف أن يموت قبلها ويتركها للذئاب تدنس براءتها او تحب أحد بعده
كما موتها قبله سيجعله يقتل نفسه بالتأكيد ليلحق بها وهو يخاف ذلك
سيخسر كل شيء سواء رضا الله أو لقاء ملاكه في الجنة
خرج من أفكاره على تلك التي رفعت رأسها وظلت تتلمس لحيته الخفيفة التي بدأت تنبت منذ سنة تقريبا.

همس ببراءة وهي تتلمس لحيته ووجهه: إنت حلو أوى يا أثدى
ثم قبلت لحيته أسفل شفتيه عند ذقنه
بدأت تعلو أنفاسه وتضطرب وقد انتشرت الحرارة في كامل جسده
ملس أسد على شعرها الأسود الطويل الذي تجعله طليقا دائما
أسد بحنان وهو يحاول ضبط نفسه: نامى يا ملاكى، نامى يا حبيبتى
قبل صلاة الفجر بمدة بسيطة استيقظ أسد فهو معتاد على ذلك
أسد وهو يحاول أن يوقظ همس: ملاكى يلا اصحى عشان تشوفينى وأنا بصلى.

همس بنعاس وتذمر طفولى: لأ ثيبنى يا أثدى أنام ونبى ووعد هثحى بكرة
لم يجادلها أسد فقد كان اليوم طويلا ومجهدا
قام أسد وأدى صلاته ثم أحس بحركة في الطابق فخرج من الغرفة
وجد شريف يدخل غرفته
أسد باستغراب: إنت كنت فين يابنى
شريف بحزن: كنت بره القصر قاعد شوية مع نفسى
أسد بحنان أخوى: طب مالك شكلك زعلان من حاجة، تعالى نتكلم في أوضتك
داخل غرفة شريف
أسد: ها مالك بقى.

شريف بتنهيدة: فاكر ياسمين اللى اتعينت سكرتيرة خاصة ليك
أسد: أيوة مالها
شريف: شكلى كده بدأت أحبها بس بلاقيها دايما سرحانة وفي عيونها النظرة اللى بشوفها في عيونك لهمس وخايف تكون بتحب حد
أسد بحدة وغيرة لا تناسب الموقف: أولا متنطقش اسمها، الخدامين بينادوها الهانم الصغيرة، وإنت تقدر تناديها الصغيرة والأحسن ولا تناديها ولا تكلمها، دا بس توضيح عشان منزعلش من بعض.

ثم بدأ يهدأ: وبعدين أنا ممكن أساعدك تقرب منها لو لقيت قبول منها ناحيتك، غير كده مش هقدر أساعدك لو هي فعلا بتحب حد تانى
شريف بسعادة: طب هتساعدنى إزاى لو في قبول
أسد: هقربها منك وهخلى معظم شغلها معاك
شريف: بجد شكرا يا أسد
أسد: العفو يلا نام إنت بقى
ذهب أسد لغرفته ونام بسعادة وهو يشعر بوجهها الصغير تدفنه أكثر في عنقه وكأنها شعرت به
في الصباح
في شقة مازن.

استعد مازن للذهاب لأول يوم عمل له في الشركة وقد كان يشعر بسعادة غريبة لا يعرف سببها لكنه أقنع نفسه أنها بسبب وظيفته الجديدة وتخلصه من ذنوبه
اتجه للشركة وقلبه ينبض بعنف ولا يعرف سببه
في شقة ياسمين
ياسمين: ماما أنا هروح أنا بقى الشغل
ثريا: ماشى يا حبيبتى ربنا معاكى
ذهبت ياسمين للشركة وهي تشعر بضربات قلبها التي تتزايد ولا تعرف السبب فهذا ليس أول يوم لها حتى تتعرض لكل هذا الاضطراب
في قصر ضرغام بغرفة أسد.

استيقظ أسد فوجد همس جالسة بجانبه تنظر له وهي واضعة يدها أسفل ذقنها
أسد وهو يقبل وجنتيها: صباح الجمال، ملاكى بتبصلى ليه
همس: أثل ثكلك حلو أوى وإنت نايم
أسد بتنهيدة قوية وفي سره: شكلك مش ناوية على خير يا ملاكى
أسد لهمس: يلا يا حبيبتى خدى شاور عشان هنروح الشركة وأنا هستناكى على متخلصى
همس: طب فين الخدامة تثاعدنى.

أسد بحدة وهو يتذكر غباءه عندما سمح لأحد يرى جسد ملاكه: لأ، أنا قولت نعتمد على نفسنا أنا هظبط كل حاجة في الحمام وإنتى استحمى ماشى
همس: ماثى
وبعد مدة كانت همس تستحم وأسد في الخارج
أسد في الهاتف: ها كتبتها باسم سعيد ضرغام
المتصل: أيوة يا فندم هم، قصدى الهانم الصغيرة بقت بنت عمك رسمى دلوقتى
أسد: تمام كده عايزك تقدملها في أفضل حضانة
المتصل: حاضر يا فندم تؤمر بحاجة تانية
أسد: لا خلاص كده.

تذكر أسد حديثه بالأمس مع عمه بعدما خرج من غرفة شريف
فلاش باك
بينما يتوجه أسد لغرفته سمع صوت بكاء في غرفة عمه فاقترب من الباب فسمع بكاء عمه وهو يدعو ربه أن يسامحه ويدعو لأخيه وزوجته بالجنة وأن يحمى أسد وأولاده من كل شر فتردد قليلا ثم طرق الباب
خرج سعيد وعيونهم حمراء
سعيد: أسد في حاجة يابنى؟!
احتضنه أسد قائلا: على فكرة أنا مسامحك
بكى سعيد واحتضنه قائلا: أصيل يا بنى وبتفكرنى بصلاح وناهد ربنا يرحمهم.

أسد: آمين
سعيد: صحيح يا أسد إنت متعرفش فين أهل همس أكيد ليها حد
أسد في سره: يارب ميكنش ليها حد غيرى أنا
أسد: تقريبا ملهاش وبصراحة مش عارف أسجلها باسم إيه عشان أدخلها الحضانة
سعيد: طب متسجلها على اسمى يا أسد
أسد بغيرة شديدة: وهي ليه تاخد اسمك إنت، أنا مش عايز اسمها يجتمع مع اسم أى راجل غيرى
سعيد: طب فكر كدة لو كتبتها باسمك هي هتقدر تعتبرك حد غير أبوها، لا طبعا غصب عنها هتحس إنك بقيت أبوها.

أسد بعدما فكر: ماشى بس مش هيسببلك الموضوع ده مشاكل كتير
سعيد: متشغلش بالك إنت ابدأ الإجراءات ولو احتجت حاجة أنا موجود
أسد: تمام
باك
عاد أسد للواقع على همس وهي أمامه بشعرها المبلل الذي ازداد لمعانا
أسد: استنينى بقا يا حبيبتى على ما أتدرب شوية وهاخد شاور ونروح الشركة
همس: طب خدنى معاك
أسد: تعالى يا قلبى
أخذها إلى صالة الرياضة الخاصة بها فنظرت همس لها بانبهار
همس بذهول: الله أنا عايزة أتدرب معاك يا أثدى.

أسد بخبث: متأكدة
همس: أيوة
حملها أسد وذهب إلى ( المشاية) ثم حملها وظل يجرى على (المشاية) وهو يحملها وصوت ضحكاتهما ترتفع
ثم مددها أسد على الأرض ومال فوقها وهو يمارس (الضغط) وكلما نزل لأسفل قبلها على جبينها أو وجنتيها
وظلا هكذا وسط الضحكات وألمرح
بعد الانتهاء استحم أسد وتناولا افطارهما وقد تكفل أسد باطعام همس ثم اتجها إلى الشركة
في الشركة.

كان يسير وهو ينظر لكل مكان لا يعرف أين يتوجه حتى توقف فجأة فاصطدمت فتاة به من الخلف
مازن وهو يستدير
مازن: أنا آس. ياسمين؟!
ياسمين: مازن؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة