قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملاك الأسد للكاتبة إسراء الزغبي الفصل الثلاثون

رواية ملاك الأسد للكاتبة إسراء الزغبي الفصل الثلاثون

رواية ملاك الأسد للكاتبة إسراء الزغبي الفصل الثلاثون

هبطت الطائرة لينظر لملاكه البرئ فوجدها نائمة بعمق
تنهد بخفوت وهو يحملها ولازال حتى الآن غير مصدق أن ملاكه ملكه، أقسم بداخله أن يحافظ عليها من أى شر ويكون خير الزوج والحبيب
راقب صعود الطائرة مبتعدة مرة أخرى في السماء
بدأت تتململ من الهواء الشديد حتى استيقظت بكسل
نظرت له بابتسامة وخجل ليبادلها ابتسامتها
همس بسعادة: الله إيه المكان التحفة ده.

أسد ممررًا أنفه على وجنتيها ورقبتها من فوق الحجاب ويهمهم باستمتاع مستنشقا رائحتها
أسد بهيام: دى جزيرتك يا ملاكى، أنا اشتريتها وكتبتها باسمك
همس بعيون متسعة: بجد
أسد: أيوة بجد
اتجه بها لمنزل ضخم من الخشب تحيط به الحقول ثم مياه البحر وسط صدمتها، كان المكان جميلا جدا رغم بساطته
صعد بها الدرج الداخلى وقد أسكرته رائحتها
دلف للغرفة ثم أنزلها أرضا
ظلت تفرك يديها بتوتر وخجل منه.

أفاقت على يديه التي تعبث بطرحتها وحجابها حتى أزالهما
أغمضت عينيها وابتعدت عنه بسرعة
تقدم نحوها لاعنًا نفسه عندما رأى نظرة الخوف في عينيها
احتضنها وهو يهدئها كالطفل الصغير حتى سكنت بين أحضانه
أسد: يلا يا حبيبتى اتوضى عشان نصلى وهتلاقى كل اللى محتاجاه في الحمام
اتجهت مسرعة للمرحاض هاربة منه لخجلها الشديد
زفر براحة وسعادة
نظر لأعلى يخاطب ربه معبرا عن مدى سعادته ويحمده على نعمه.

اتجه للمرحاض الخارجى ليتوضأ هو أيضا
في مصر بإحدى السجون
شريف بلهفة وهو يجيب على الهاتف: ها هتخرجنى امتى؟!
مدحت: ابسط يا عم المهمة انتهت والوقت اللى عايزه
شريف: بكرة الصبح أكون برة السجن
مدحت: طب ما تخليها وإنت بينقلوك للمحكمة عشان الاستئناف، كدة هتبقى أسهل بكتير
شريف: لأ بكرة، مش هستنى أكتر
مدحت: ماشى بس الفلوس هتزيد
شريف: أول ما أخرج هروح على فيلتى في، وهديك اللى إنت عايزه.

مدحت باستغراب: هو إنت هتخليك في مصر
شريف بتعجب: أيوة
مدحت: بس كدة دا خطر عليك وعليا، إنت واخد إعدام مش سجن سنتين، يعنى أكيد هيمسكوك
شريف بتوتر: طب أعمل إيه؟
مدحت ببساطة: اللى في حالاتك بيسافروا برة، لدولة تكون عدو لمصر. أو مفيش أى اتفاقات بينهم
شريف: ليه؟
مدحت بزهق: أوف، لإن لو روحت لدولة في بينها اتفاقات وعلاقات مع مصر هيسلموك ليهم، إنما لو روحت أى دولة تانية مش هيقدروا يعملولك حاجة.

شريف بتفكير: اممم تمام، احجزلى أول طيارة لأى دولة من الدول دى، ومتقلقش فلوسك هترجعلك وهزودهالك للضعف
مدحت بجشع: تماااااام أوى يلا سلام وبكره هتكون برة السجن
أغلق الهاتف يبتسم بشر فالآن وقت التنفيذ، سيندمون جميعا
على الجزيرة
خرجت من المرحاض بخجل شديد مما ترتديه
حمدت ربها أنه ترك لها اسدال بالداخل لترتديه فوقه
أفاقت من أفكارها على دخوله للغرفة
نظر لها بخبث وهو يعلم ما يجول في أفكارها.

تقدم سريعا أمامها ليشرعا بالصلاة
شعر براحة غريبة تسرى بجسده وهو يصلى بها
أنهيا صلاتهما ليضع يده على رأسها ويردد الدعاء
عاد الخبث لعينيه مرة أخرى
عبث بإسدالها محاولًا رؤية ما تحته، قبضت بعنف وفزع على يده مانعة إياه
ضحك عليها
ثم تحولت ملامحه إلى الجدية وهو يحيط وجهها بكفيه
أسد بجدية: إنتى واثقة فيا يا ملاكى صح
أومأت له بتوجس
أسد مطمئنا: متقلقيش أنا مستحيل أضرك أبدا
ابتسمت براحة فكلماته دائما دواء لها.

في الصباح الباكر بسجن ما
سمع شريف أصوات صياح وإذ يجد الباب تفتح
نظر بلهفة ليجد رجلا أمامه ومعه حقيبة
الرجل بسرعة: البس ده بسرعة وتطلع برة، يلا
نفذ ما قاله فقد كانت الحقيبة تحتوى على ملابس طبيب
خرج ليجد الرجل أمامه.

الرجل وهو يعطيه ورقة صغيرة: دى فيها العنوان اللى تروحه وهناك المعلم مدحت هيديك التذكرة وإنت تديله الفلوس، دلوقتى الإسعاف تيجى تتصرف وتدخل ما بينهم بلبسك ده وتروح للمأمور هتلاقيه متصاب اعمل أى حاجة متقفش ثابت عشان ميشكوش فيك وبعدين تركب عربية الإسعاف وتروح على العنوان ده إزاى بقى تفلت من الدكاترة دا مش شغلنا، اتصرف إنت
سمعا صوت سيارة الإسعاف ليدفعه الرجل بسرعة
الرجل: يلا بسرعة.

فعل ما قيل تماما، اختلط مع باقى المسعفين وما ساعده أن إصابة المأمور شديدة، فلم يتفرغ أحد للاستفسار عنه
ركب السيارة يراقب بوابة السجن تقفل ولكن تلك المرة هو خارجها ابتسم بشر يفكر بالقادم
نظر بفزع مصطنع للمسعفين حوله وهو يقول: نهار إسود وقف العربية وقفها
أحد المسعفين بفزع: خير يا دكتور.

شريف بسرعة ليربكهم: مسألة حياة أو موت وقف العربية بسرعة لازم أرجع، اعملوا اللازم للمريض وأنا هبقى أروحلكم للمستشفى علطول
أومأ له الجميع وقد انتقل الفزع لهم ليوقفوا السيارة مرتبكين ظنا أنها كما قال مسألة حياة أو موت
هبط بسرعة من السيارة ليركض باتجاه السجن مرة أخرى حتى اختفت سيارة الإسعاف
توقف مكانه استدار ناظرا لطيفها يودعها ببرود ويضحك بجنون وشر
على الجزيرة.

يملس على شعرها بعشق لا يقل أبدا وهي فوقه تدفن رأسها بعنقه
تململت دافنة رأسها بعنقه أكثر وأكثر وتتمسح به كالقطة الخجولة، قهقة عليها بخفوت يقسم لو مر مائة عام على زواجهم ستظل تخجل منه
أسد بحنان: إنتى كويسة يا ملاكى
أومئت بخجل شديد ثم دفنت رأسها بصدره وهي تستنشقه بإدمان
ابتسم على تصرفها فقال: طب يلا عشان ناخد شاور
انتفضت بفزع من مكانها وهي تبتعد لطرف الفراش
ليقهقه عليها مستمتعا.

استحما فقبل جبينها وهو يقول: بعشقك
نظرت للأرض بخحل وإحراج شديدين سرعان ما تحولت لحزن وهي تقول
همس بحزن: إنت عملت كدة مع جنى صح؟ عشان كده جدو مرضاش يخلينى أكمل الفيديو
أسد متنهدا: ملاكى أرجوكى، متبوظيش حياتنا بالموضوع ده، أنا ماصدقت إن اللى مستنيه من أكتر من عشر سنين اتحقق أخيرا فعشان خاطرى بلاش وانسى الموضوع ده
رأت علامات للتوسل والرجاء في عينيه لتحتضنه بسرعة مستسلمة فالأهم هو وبعده يأتى كل شيء.

زفر براحة أنها لم تجادله
أسد: تعالى ناكل أكيد إنتى جعانة
همس: ماشى
سحبها معه للسفرة وأجلسها على قدميه
نظرت له ليقول ببراءة: إيه؟! إنتى مراتى دلوقتى
جاءت لتتكلم لكنها صمتت وهي تجد أطباق الطعام أمامها
همس باستغراب: مين اللى طبخ ده
أسد بفخر: أنا
همس بتهكم: إحنا دافنينه سوا، الكل عارف إنك طين في المطبخ وأنا طينتين يبقى مين عمله من غير كدب؟
حك خلف عنقه بإحراج لتكتم ضحكتها بصعوبة على شكله اللطيف البرئ.

أسد باحراج: بصراحة الخدامة اللى طبخت
همس وهي تنظر حولها: بس أنا مش شايفة حد غيرنا
أسد: ما أنا بانى بيت صغير على الشط قريب من الجزيرة، هي بتطبخ هناك وتجيب الأكل وتمشى علطول
همس باستغراب: بس ليه على الشط وبعدين بدل الدوخة دى خليها هنا
أسد محتضنا إياها: أولا لولا إننا فعلا طين في الطبخ مكونتش جبت حد، ثانيا أنا مستحيل أخلى حد يقعد هنا غيرك إنتى وأنا وبس
نظرت له بابتسامة حالمة ليبادلها إياها.

وصل للعنوان فوجده منتظرا إياه على طريق خالٍ
شريف معطيا إياه حقيبة: امسك دى الفلوس اللى اتفقنا عليها
فتحها مدحت بطمع يعدها
مدحت: تمام، ودى التذكرة، السفر كمان ساعة، وطلعت شاطر أهو وقدرت تخلع من الدكاترة بمسألة الحياة أو الموت
قال آخر جمله مقلدًا إياه
شريف باستغراب: إنت عرفت إزاى.

مدحت وهو يزيل جهاز صغير جدا من ملابس شريف: وهو إنت مفكر إنى هخرجك من غير ما أعرف إنت فين ولا بتعمل إيه، افرض خلعت أشرب أنا من البحر
شريف بقرف: كدة كل واحد خد اللى عايزه، دلوقتى محدش يعرف التانى
مدحت بضحكة: وهو إنت مين أصلا، أنا أول مرة أشوفك
شريف: كدة تمام بس دول ممكن يمسكونى في المطار
مدحت: مش هيلحقوا يبلغوا عنك وحتى لو بلغوا أنا موصى عليك هناك وهتقدر تسافر
شريف بإعجاب: لا تستاهل بصراحة الفلوس.

ذهب للمطار يتجه لإحدى الدول الأوربية وقد استطاع صعود الطائرة بسهولة شديدة
على الجزيرة
يطعمها ويراقبها بصمت وعلى شفتيه ابتسامة بلهاء وكأنه مراهق اعترفت حبيبته بعشقها للتو
تأكل الاسباجتى بشراهة فهى تعشقها
ليقبلها بهدوء
ابتعد عنها وهو ينظر لها بحب سرعان ما تحول لغضب
أسد بغضب: افتكررررت، بقى بتنامى مع ترنيم وكمان بتضحكى لسامر وعمى ومازن، وسايبة جدى يبوسك
نظرت له بصدمة، بالتأكيد لديه انفصام!

أسد ببرود: يلا عشان تتعاقبى
همس بعيون متسعة: ععع، قاب
أسد بنفس البرود: آه عقاب عشان تحرمى
همس بغيظ: عقاب إيه؟!
نظر لها بخبث ثم مال على أذنها يخبرها بعقابه
همس بصدمة وذهول: إنت قليل الأدب، أنا مستحيل أعمل كدة
ثم أضافت بتوسل: طب ونبى غيره
أسد مفكرا: خلاص ماشى، ترقصيلى
نظرت له بسعادة، نعم تخجل أن ترقص ولكن على الأقل لن تموت خجلا
سرعان ما تحولت سعادتها لصدمة شديدة وهي تستمع للباقى.

أسد مكملا بخبث: من غير هدوم، يلا القرار ليكى
نظرت له وهي على وشك البكاء من الإحراج، تعلم أنها لن تستطيع الإفلات من عقابه أبدا
بعد تفكير طويل اختارت الأول اقتربت منه مترددة ببطئ لتجده يرفع حاجبه منتظرًا
قبلته لثانية سرعان ما ابتعدت
همس بخجل: كدة كفاية
أسد بتهكم: نعم ياختى
تأففت بضجر وخجل ثم اقتربت منه مرة أخرى مصبرة نفسها أنه زوجها
قبلته مرة أخرى مغمضة عينيها وتنفذ تعاليمه المخجلة.

ابتعدت عنه بعدما شعرت باختناقها
نظر لها بسعادة وعشق قائلا بهمس: دى اسمها بوسة فرنسية، ودا عقابك في كل غلط تعمليه، يعنى تيجى تنفذى العقاب قبل ما أقولك
ظلت مغمضة العين بحالمية
أفاقا من دوامة عشقهما على صوت هاتفه
أسد مجيبا باستغراب: ألو مين معايا
ماجد بسرعة: أنا جدك، تعالى يا أسد حالا، إحنا في
أسد بتعجب: إنتوا إيه اللى سفركم برا مصر.

ماجد: مفيش وقت للكلام يلا بسرعة ومتحاولش تتصل بيا تانى ولما تيجى هعرفك، آه وتيجى على عارفه
أسد متنهدا بغضب: آه عارف المكان دا، وحااااااضر
كان سيرفض لكن الواضح أن الموضوع ليس بالهين، ألم تجد المصيبة أى وقت تحدث فيه إلا الآن؟!
همس بقلق: في إيه؟
أسد بكذب ليطمئنها: ولا حاجة يا حبيبتى دا جدى عامل مفاجأة وهنسافر
همس باستغراب: علطول كدة
أسد وهو يقبلها: هجيبك تانى يا روحى متقلقيش، يلا اجهزى عشان هنسافر دلوقتى.

أومئت له وذهبت بينما اتصل بالكابتن لتحضر الطائرة
مرت ساعات وصلت خلالها الطائرة وأقلعت بهم لتلك الدولة
هبط محتضنًا ملاكه ثم اتجه معها للعنوان المطلوب
كان العنوان عبارة عن قمة مرتفعة كالجبل وأسفلها مياه ذات أمواج مرتفعة وشديدة
استغرب كثيرا وجد جده وكل العائلة حتى جنى موجودة!
أسد باستفسار: ها يا جدى في إيه؟
ماجد باستغراب: إنت اللى في إيه؟
أسد: نعم! هو مش إنت اتصلت بيا وقولت حاجة ضرورى.

ماجد باستغراب: يابنى انت اللى اتصلت وقولت كلنا نيجى حتى جنى تيجى معانا
أسد بصدمة: نعم، لأ محصلش إنت اللى اتصلت بيا
أفاقوا على صوت تلك الضحكات الكريهة
سعيد بذهول: شريف، إنت إزاى خرجت؟!
شريف بضحك موجهًا السلاح ناحيتهم: هههههه عادى، وهو أنا هغلب، أنا خرجت بسهولة زى ما قدرت بنفس السهولة إنى أجمعكم هنا، تخيلوا مجرد برنامج لتغيير الأصوات هيكون السبب في اللى هيحصلكم منى، تؤ تؤ تؤ
سامر: شريف متتهورش.

شريف بجنون: بقى تتخلى عن أخوك يا سامر، مكنش العشم يا، أخويا
أخفاها خلفه بخوف وفعل سامر المثل ما ترنيمته
شريف: إيه يا أسد خايف على حبيبتك
أسد بغضب: شريف
جنى بخوف: شريف أنا معاك، انا..
لم تكمل جملتها إلا وقد أصيبت برصاصتين برأسها لتصرخ ترنيم وهمس فزعًا
استغل ذلك وهجم عليه بسرعة آخذًا سلاحه منه وألقاه بعيدا حتى وقع من المنحدر.

ظل يضربه بينما ماجد وسعيد يجلسان بجانب جنى التي فقدت الحياة تماما وقد سقطت دموعهما عليها فمهما فعلت ستظل من العائلة
وسامر يحاول ابعاد أسد
دفعه أسد وهو يصرخ بشدة عليه عاد بنظره لشريف، ولكن لم يجده مكانه!
سمع صوت صراخها ليلتفت بفزع تجاه ملاكه
صدم بشريف يمسكها من رقبتها وهي تبكى ويقف بها على حافة الجبل.

أسد بصراخ وبكاء شديد: شرييييف، شريييف لأ أرجوك، هعملك كل اللى عايزه بس سيبها، اقتلنى أنا، لكن هي لأ أرجوك لأ
شريف بجنون: أنا خسرت كل حاجة ودلوقتى إنت كمان هتخسر
تقدم أسد منه بسرعة ولكن كان شريف الأسرع
أوقع نفسه معها وصوت صراخها يعلو
توقف أسد صارخًا بشدة: ملااااااكى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة