قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملاك الأسد للكاتبة إسراء الزغبي الفصل الثالث والعشرون

رواية ملاك الأسد للكاتبة إسراء الزغبي الفصل الثالث والعشرون

رواية ملاك الأسد للكاتبة إسراء الزغبي الفصل الثالث والعشرون

ابتعد عنها ببطئ سرعان ما سمع صوتا غاضبا
- إيه اللى بيحصل ده؟!
قالها ماجد بعصبية ناظرًا له بغضب
شهقت بخجل شديد ودفنت وجهها بعنق أسد
كم أعجبه أن تحتمى به من خجلها المتسبب هو فيه
أيها الأبله! ركز في أولئلك الذين يخططون لقتلك الآن، ماذا؟! هل يرون ملاكه الآن
وبحركة سريعة جعلها فوقه وغطاها كاملة بالغطاء، سيعاقبهم فيما بعد
ماجد بغضب: خمس دقايق يا حيوان وألاقيك برة حالا، يلا كله يطلع برة.

خرجت العائلة تاركين العاشق مع الخجولة خاصته
أسد بابتسامة عابثة: مالك مكسوفة ليه، إوعى يكون من البوسة، دى كانت زى ما بيقولوا قبلة أخوية بريئة
همس بصوت مكتوم وهي تدفن وجهها أكثر وأكثر: بس يا سافل
أسد: ههههههههه طب اوعى على ما أشوف القنابل اللى برة دى
ابتعد عنها بهدوء لتغطى وجهها بسرعة تحت الغطاء حتى لا يرى خجلها.

أسد بغيرة: البسى هدومك وتغطى شعرك بأى حاجة إن شالله بالغطا دا حتى، والأحسن لو ترفضى تقابليهم أساسا
لم ترد عليه همس فيكفى ما هي فيه بسببه
ضحك عليها بخبث ثم خرج لمصيره
في الخارج
ما إن خرج من الغرفة حتى تلقى لكمة على وجهه
أسد: آاه
نظر بغضب للفاعل ليجده جده
ماجد بغضب عارم وصراخ: إنت بتهزر، إزاى تعمل كدة، احترم نفسك يا أسد، متنساش إنها حفيدتى اللى مرضاش إن حد يقلل منها أبدا أو يعاملها على إنها عاه..

أسد بصراخ هو الآخر: لأ ملاكى مستحيل تكون كدة وعمرها ما هتكون كدة، وإنت عارف مين العاهرات كويس
قال آخر جملة متطلعًا إلى جنى
جنى بعصبية وغيرة: والله، دلوقتى أنا اللى عاهرة، يعنى بعد ما أستحملك ده كله وتقول عليا كده، العاهرات يا أستاذ هما اللى بيخطفوا الرجالة المتجوزين ويعملوا معاهم علاقة، ومين عارف يمكن دى مش أول مرة ولا إنت أول واحد تعمل معاه كده
لحظة واحدة وكانت على الأرض بفعل صفعات أسد المتتالية.

ماجد بغضب: إنت اتجننت يا ولد ولا إيه، بتضربها وأنا موجود
أسد بغضب عارم: أنا عايز حد منكم يجيب سيرة ملاكى بسوء وأنا هفرمه في إيدى، ملاكى خط أحمر، فاهمين
اتجه إلى تلك التي لازالت على الأرض
ظنت أنه سيصالحها لكن تهدمت أحلامها وهي تراه يمسك شعرها بقوة وهو يصرخ: فاهمة
جنى بسرعة وخوف: فاهمة فاهمة
ابتعد عنها وألقاها على الأرض كأنها جرثومة قذرة يشمئز منها
نظر له الجد وكاد أن يتكلم حتى أوقفه أسد.

أسد بصرامة وبرود: أسبوع بس لحد ما ملاكى تخف وهتجوزها، وأنا بقول على فكرة مش باخد رأى حد، ولآخر مرة هقولها أنا عارف مصلحتها أكتر منكم وأنا أدرى واحد بإذا كان اللى بعمله صح ولا غلط
جنى بصدمة: لأ بقى أن..
بترت باقى كلماتها وهي ترى تلك الشرارات الموجهة لها.

تنهد الجد بضيق، يعلم الآن أنه أخطأ، فقد رأى مدى تفاعل حفيدته مع أسد والذي يوحى أنهما عاشقان حد النخاع وليس مجرد أب وابنته، يا ليته لم يدخل جنى في الموضوع، وبصراحة أصبحت تضايقه تصرفاتها، فقد كانت دائما جنى الهادئة، لا يعلم ما حدث لها، ولكن إنه الحب يا سادة، يفعل العجائب
جاء ماجد ليفتح الباب ولكن منعه أسد
أسد: استنى لحظة
فتح الباب قليلا ليزفر براحة بعدما وجدها ارتدت حجاب طويل يغطى حتى ذراعيها.

كيف نسى أنه أحضر ملابس لها بغرفتها، أوففف الحمد لله أنه فعل
أغلق الباب مرة أخرى ثم سمح لجده بالدخول وهو يجز على أسنانه، لما يفعلون ذلك، ليعيشوا حياتهم بدون ملاكه، لما يجب أن يتدخلوا دائما
ماجد: مش عايز حد معانا
دخل الغرفة وأغلق الباب بوجههم
الواضح أنك ستحارب الكثيرين لتأخذ ملاكك وحدك، ولكن للحق هي تستحق المحاربة لأجلها.

أفاق على نظرة سعيد الغاضبة قليلا وهو يجلس على المقعد وسامر الواقف أمامه وعلى ملامحه الحنق وعدم الرضى وترنيم التي مازالت خجلة بشدة مما رأته وقد ذهبت جنى..
تمنى لو ذهبت للجحيم
وفجأة وجد نفسه يلكم سامر ليخرج كل غيظه فهو يتحكم في نفسه بصعوبة ألا يدلف للغرفة الآن
شهقت بفزع متجهة لسامر وهي تسنده
سامر بألم: آاااااه، الله وأنا مالى يا لمبى، هو إنت تعمل العملة وتضربنا إحنا.

نظر له بسخرية وسخط ثم ذهب لقرب الباب عله يسمع أى شيء مما يدور، صراحة لو يستطيع لألصق أذنه على الباب ولكن مكانته لا تسمح!
أسندت سامر لأحد المقاعد، وضعت يدها على جرحه حيث أسفل شفتيه
ترنيم بحزن: بتوجعك؟!
سامر بهيام سرعان ما تحول لمكر عاشق: هااا، آااه آاااه بتوجع أوى بس طلعى إيدك فوق شوية
كادت تقع في فخه ولكن لسوء حظه أنها رأت ابتسامته الخبيثة التي يحاول التحكم بها بصعوبة
ضغطت على جرحه بغيظ.

سامر: آاه آه آه يخربيتك هلاقيها منك ولا من الزفت التانى
ترنيم بشماتة: تستاهل عشان تبطل قلة أدب
سامر بتريقة مقلدا إياها: عشان تبطل قلة أدب! جتك القرف في حلاوة أمك
نظرت للأرض بخجل وقد احمرت وجنتيها
سامر بمكر: إلعب يا رمان
متسمر في مكانه حانقا، لما صوتهم منخفض هكذا؟! أوووف
أخرجه من حنقه رنين هاتفه، أجاب بسرعة دون النظر لاسم المتصل فهو يحتاج أى شيء يشغله عن جده وملاكه وإلا سيجن بالتأكيد
أسد: ألو مين معايا.

المتصل: أهلا بالبيه اللى نسانا، بقى حضرتك يحصل ده كله وفي الآخر أعرف من الأخبار، مكانش العشم يا صاحبى
أسد: معلش والله يا مازن، كنت مش عارف أفكر أو أعمل إيه، متزعلش
مازن: ماشى هعديها المرة دى، المهم هي عاملة إيه
أسد بتنهيدة: الحمد لله فاقت، المهم كنت عايز أعرفك إن فرحى على ملاكى يوم الخميس الجاى.

مازن بفرحة: بجد، ألف ألف مبروك يا أسد، معلش اعذرنى إنت عارف أنا برة البلد وصعب آجى دلوقتى، بس وعد هحضر فرحك بإذن الله
أسد: إن شاء الله، المهم خف إنت شوية، سمعت إن المدام حامل، إنتوا كدة هتبقوا أرانب
مازن: ههههه دا إحنا لسة في تالت واحد بس، وبعدين عايز تفهمنى إنك مش هتحب تخلف من الصغيرة كتير
آاااااه، كائنات صغيرة تشبه ملاكه في بيته، أينما يذهب يجد نسخ مصغرة منها، يا الله كم سيكون شعورًا رائعًا.

مازن: إنت رُحت فين يابنى
أسد: معاك معاك، أكيد هخلف منها كتير
ثم أضاف بغيرة قاتلة: هجيبهم كلهم بنات
مازن بسخرية: عمرك ما هتتغير، المهم أنا هقفل دلوقتى عشان الشغل، مش هوصيك على ياسمينتى والولاد
أسد: متقلقش يابنى، أنا بسأل عليهم دايما وكمان عينت حراسة ليهم عشان اطمن أكتر
مازن بفخر: تسلملى يا صاحبى، يلا سلام
أسد: سلام
أغلق الهاتف قائلا بداخله.

أسد بفخر: جدع يا واد يا أسد كان عندك حق لما قولت مازن الأنسب وإنه هينسى الموضوع
الأهبل نسى خالص ولا كإن في حاجة
تنهد بخفوت ثم عاد لحلمه وهو يتخيل كائناته اللطيفة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة