قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملاك الأسد للكاتبة إسراء الزغبي الفصل الثالث والثلاثون

رواية ملاك الأسد للكاتبة إسراء الزغبي الفصل الثالث والثلاثون

رواية ملاك الأسد للكاتبة إسراء الزغبي الفصل الثالث والثلاثون

لا يعلم ما يشعر به، كل ما يعلمه أنه على حق، ملاكه لم تتركه أبدا ولن تفعل ذلك، انتصر عشقه في النهاية وسيظل ينتصر دائما، لو أحد غيره لإحتاج ساعات طويلة حتى يستوعب تلك الصدمة ولكن هو، بالطبع لا، كان متيقن من حياتها ولكن كانت مسألة وقت
علت أصوات تنفسه وهو يتخيلها معه، ينعم بدفئها مرة أخرى، يشاكسها ليرى خجلها الذي يفتنه، سرعان ما ظهرت الصدمة على وجهه
أسد بذهول: خطيبته؟!

تحولت صدمته لغضب شديد مزمجرًا بغضب
أسد بصياح: خطيبته إزاى، هي مراتى ملكى أنا
مازن بخوف: اهدى يا أسد أنا مش فاهم زيك برضو وفي الأول شكيت إنها تكون شبه الصغيرة بس لما ركزت فيها لاقيتها هي، نفس طريقتها في الكلام والتعامل وكل حاجة
أنهى مازن جملته مزامنة مع انكسار كل شيء حوله
نظر في كل مكان بزهول وهو يرى أثاث شقته الثمين قد كسر لقطع صعيره
مازن بغضب: إيه ياعم اللى عمل، آاااه.

صرخ بألم وهو يسقط على الأرض من قوة اللكمة
أسد بغضب وقد احمرت عينيه: دى عشان تركز في ملاكى تانى، أما هي فأنا هوريها لما أجيبها بس
مازن بسرعة: استنى بس، هي تقريبا مش فكرانا لما سلمت عليا مكنش في أى تعابير على وشها وكمان كانت عادية جدا كإنها أول مرة تشوفنى
التقط أنفاسه بصعوبة محاولًا الهدوء
أسد بغرور: حتى لو مش فكراك أكيد هتفتكر أسدها.

مازن بتهكم: والنبى بطل النفخة دى، خلينا نفكر كويس، هي لو فكراك يبقى لازم تفتكرنى وطالما مش افتكرتنى يبقى هتفتكرك إزاى؟!
أسد عاقدا حاجبيه يمنع نفسه بصعوبة من الصراخ والبكاء معا: قصدك إنها نسيتنا كلنا حتى، حتى أنا
مازن: أيوة، احتمال كبير تكون الحادثة أثرت على ذاكرتها، أنا مبينتش أى حاجة تدل إنى أعرفها، قولت أعرفك الأول عشان تتصرف.

أسد باختناق: عايز كل المعلومات عنه تجيبهالى وكمان العنوان بتاعه و، بتاعها
مازن وهو يعطيه ملفا: أنا كنت عامل حسابى، الملف ده فيه كل حاجة هتحتاجها، بس إنت هتعمل إيه
أسد بإصرار: هرجع ممتلكاتى ليا تانى
قالها وخرج مسرعا دون التفوه بكلمة أخرى
خرج من المنزل تتبعه سيلين بتوتر
زفرت براحة وهي تقول
ياسمين بارتياح: الحمد لله محصلش حاجة لينا
مازن بتهكم: ليه مش شايفة جوزك اللى وشه بقى وشين في بعض من الورم.

ياسمين بسخرية: ومين قال إنى قصداك أنا قصدى أنا والولاد
مازن بغضب: آه يا بنت ال..
ياسمين مقاطعة بتحذير: إياك تشتم
مازن بشماتة: مش هشتم ولا حاجة بس ادخلى زى الشاطرة كدا وروقى الأوضة
اتجهت ياسمين بكبرياء للغرفة ثانية واحدة و..
ياسمين بصراخ: آااااااااه بيتى يا ولاد الكلب
انطلق سريعا لإحدى الغرف حتى لا ينال ضربًا مرة أخرى يكفى ما حدث لوجهه
في إحدى الفنادق بالولايات المتحدة الأمريكية.

حجز أسد غرفتين متجاورتين له ولسيلين، مضطر أن ينتظر للصباح حتى يسافر لها
قضى ساعات طويلة يصلى ويدعو الله، بكى بشدة لكن تلك المرة بفرح، ملاكه حية، كان على حق دائما، سيرجعها وتلك المرة للأبد، سيمنع الجميع عنها، ستعود أنانيته من جديد، حتى لو خنقها بتملكه، الأهم أن تظل معه وبجانبه، فهى ملكه، خلقت منه وله، لن يفرط في حقه بها أبدًا
تأمل صورتها على الهاتف يتلمس ندبته ومبتسم بحالمية.

قضى ليلته يتأملها بكل تفاصيلها، لم يمل أبدًا، أذن الفجر فصلى ولم ينسى شكر الله للمرة التي لا يعرف عددها ولكن ما يعرفه أنه لن يكف عن شكر الله تعالى أبدا، فقد منّ عليه وأعاد روحه مرة أخر
انتهى من صلاته فجلس على الفراش وأمسك الملف يفكر فيما يفعل، لا يجب أخذ خطوة دون ترتيب خاصة وهي لا تتذكر أى شيء، شعر بغصة ألم عند تلك النقطة، لا يعلم ما القوة الجبارة التي منعته من الذهاب وسحقها بين ذراعيه.

زفر بعنف مبعدًا أفكاره بقتل ذلك الذي تجرأ على أملاكه، أقسم أن يذيقه العذاب، قرأ كل المعلومات عن هذا المراد ولكن لا شيء يتعلق بملاكه، كل شيء طييعى، استغرب كثيرا فالواضح أنه من عائلة متدينة صاحبة أخلاق عالية، سيرته تدل أنه ورث الصفات ذاتها، إذن ماذا حدث، كيف لشخص متدين أن يفعل تلك الجريمة ويبعده عن معشوقته الصغيرة
أفاق من أفكاره على رنين الهاتف
أسد بهدوء: ها، نفذتوا.

أحد رجاله: متقلقش يا باشا كله تمام، هو دلوقتى في المكان اللى حضرتك عايزه
أسد بابتسامة شر: روقوه، عايزه يعرف إن ضيافتنا غير أى ضيافة
الرجل: أمرك يا باشا
أغلق الهاتف، قام سريعًا وأخذ أشياءه ذاهبًا لغرفة سيلين
طرق الباب وقد نفذ صبره، يريد الذهاب بسرعة ورؤيتها
فتحت الباب فتنظر له باستغراب
سيلين باندهاش: في إيه؟!
أسد: يلا بسرعة عشان هسافر
سيلين بابتسامة: يعنى اللى مدام ياسمين قالته صح.

أسد بسرعة: أيوة. يلا خدى حاجتك ومنتظرك تحت
هبط لأسفل يشعر بالتوتر الشديد، اقترب موعد رؤيتها، ساعات قليلة ويراها، متوتر بشدة ولا يعلم ما يجب فعله
هبطت سيلين لأسفل وخرجا من الفندق متجهين للمطار
في السيارة
أسد: ترجعى مصر ولا تسافرى معايا
سيلين بحماس: أسافر طبعا، حد يرفض إنه يسافر ألمانيا وكمان أنا نفسى أشوف همس أو..
صمتت عندما أوقف السيارة فجأة لتصدر صوت صرير عال.

أسد بعنف ونظرة مرعبة محذرًا: إياكى، إياكى تنطقى اسمها، بالنسبالكم تقولو الصغيرة، غير كدة صدقينى هندمكم
ابتلعت ريقها بصعوبة تومئ برأسها موافقة
بدأ القيادة مرة أخرى يزفر كل مدة بنفاذ صبر، لما طال الطريق هكذا
سيلين في سرها: يا لهوى لو كنت حبيتك فعلا، الحمد لله يارب إنى محبتهوش، دا أنا كنت هعملها على نفسى من الخوف وهو باصصلى بالطريقة دى، ربنا يكون في عونك يا هم، يا صغيرة يا صغيرة.

وأخيرا مضت عدة ساعات وصلا خلالها لألمانيا
استنشق الهواء بلذة وشراهة كمن تعرض للاختناق لسنوات، مجرد الشعور بوجودها بجانبه ولو بعد أميال يشعره بلذة غريبة
حارب نفسه بصعوبة من أن يذهب لها يجب أن يحاسبه أولًا ثم يعرف منه كل شيء
أوصل سيلين لفيلا يملكها وذهب سريعا لذك الحقير
دخل المخزن بهدوء يحسد عليه، وجد جسد هزيل من شدة الضرب مقيد على الأرض، أشار لرجاله ليخرجوا فورا
أسد بغضب: ارفع راسك.

رفع رأسه بضعف، اتسعت عينيه بشدة من كتلة الجمال والرجولة أمامه، شاب في منتصف العشرينيات تقريبا ذو ذقن خفيفة ومثيرة، عيونه خضراء وأبيض البشرة وبالرغم من علامات الضرب العنيفة إلا أن جماله طغى على تلك العلامات، أظل مع ملاكه لثلاث سنوات كاملة؟!، عند تلك الفكرة وصرخ بجنون وهو يهجم عليه باللكمات والضرب كأنه يعاقبه على جماله!
استمر في صراخه الهستيرى ولم يرحمه أبدا حتى كاد يموت بين يديه.

ابتعد عنه ببطئ فسقطت دمعة من عينيه بقهر وهو يتخيلها أسرت بجمال غريمه
غريمه؟! كلمة ظن أنها لن تصادفه أبدا، لن تكون في حياته، ولكنها الآن تسحبت إليها بسبب ذلك الأحمق الهالك لا محالة
أسد بغضب وهو يشده من شعره الأشقر بعنف: تعرفها منيييييين
مراد بلهاث وضعف: مي، ن؟
لكمه بعنف ودون رحمة، ومتى كان رحيما فيما يتعلق بها
أسد: ملاكى يا روح أمك
نظر له باستغراب وضعف سرعان ما اتسعت عينيه بذهول
مراد بصدمة: إنت؟!

أسد بعصبية: مالك بلمت ليه، عايزك تحكيلى كل حاجة زى الشاطر كدة، إنت معدش فيك نفس تستحمل ضرب تانى
مراد بهدوء وخزى: أنا فهمت كل حاجة، وعرفت إنت قصدك إيه
نظر لأسد بحزن وقد هبطت دمعة على وجنته
زفر بعنف محاولًا التحكم بأعصابه، لا يعلم متى أصبح قلبه حنون لتلك الدرجة، في البداية سيلين والآن هذا الحقير
أسد محاولا الهدوء: احكيلى كل حاجة وليه استغربت لما دققت في ملامحى.

مراد بحزن: القصة كلها بدأت يوم تخرجى من جامعة بألمانيا، كان من أكتر من تلات سنين، وقتها كنت مضغوط جدا وخطيبتى سبيتنى وكمان آخر سنة ليا مجبتش تقدير كويس، كل دا خلانى مش في وعيى ومتعصب علطول، خاصة إنى بعدت عن ربنا وبطلت صلاة وقراءة قرآن وعيلتى كانت في بلد تانية فمكنش في حد بيساندنى، اتصاحبت على واحد عمرى ما كنت أتخيل إنى ممكن أصاحبه في يوم، جه مرة وقالى إنه هيودينى مكان يريحنى، وافقت علطول بس بعدها اترددت لما شفت المكان، كان عبارة عن ديسكو بس من جوة شبكات، دعارة، أقنعنى إننا هنقعد شوية بس وهنمشى علطول، شوية شوية قدر يقنعنى إنى أشرب كاس، كانت أول مرة أشرب وسكرت خالص، مش عارف إزاى شديت بنت من اللى بيشتغلوا هناك وخدتها في أوضة من الأوض، بس ربنا كان رحيم بيا و..

سقطت دموعه بشدة وهو يتذكر أسوء فترة في حياته المملوءة بالمعاصى والذنوب، ارتجف جسده بشدة خوفا من الله يدعو بصوت عال أن يغفر له ذنوبه
تطلع إليه بحنان وحزن، تذكر نفسه منذ سنوات وهو يبكى بنفس الطريقة ويطلب عفو الله ثم عفو ملاكه
خرج من شروده على ارتجاف جسد الماثل أمامه، ركض نحوه بسرعة وفك قيوده ثم خرج لفترة وجاء بزجاجة مياه
أسد مربتًا على كتفه: خد، اشرب واهدى.

شرب المياه بأكملها، صمت قليلا ثم بدأ يتابع حديثه
مراد باختناق: ربنا كان رحيم بيا لما خلانى أفوق على آخر لحظة قبل ما أكون زانى، بس للأسف البنت دى كانت مشغلة كاميرا ومصورة كل حاجة وبدأت تهددنى بيها
أسد باستغراب: واشمعنا إنت، ولا زميلك كان متفق معاها.

مرةد بنفى: لأ، هو ميعرفهاش أساسا بس، لما أنا سألتها نفس سؤالك قالتلى إنها مش قاصدة حد بعينه، هي عايزة أى شخصية تقيلة وخلاص تستنفع منه وحظى إنى كنت الشخصية دى
قالتلى إنها مش عايزة أكتر من بيت هنا في ألمانيا والجنسية وحاجة تاكل منها عيش بالحلال
أنا وافقت بسرعة لإنى هخلص من الفضيحة وكمان هساعد بنت إنها تخرج من المكان ده.

وفعلا عملت كدة وفتحتلها مطعم وخدت الفيديو وانتهى التواصل بينا تماما، بس بعدها بحوالى شهر لقيتها جاتلى البيت وبدأت تهددنى بنسخة من الفيديو كانت معاها، أنا خفت بصراحة فقلت إنى أنفذلها طلبها، بس طلبها كان غريب
أسد باستغراب: إيه طلبها؟!
مراد: طلبت منى آخد سفينة من السفن اللى بتستعملها مصانعنا في الصيد وأروح لجزيرة في بحر اسمه
أسد بصدمة: دا نفس البحر اللى ملاكى وقعت فيه.

مراد: أيوة هو، كل اللى هي قالته إنها عايزة تنقذ حد هيقع في البحر ده وكل اللى علينا إننا نستنى على الجزيرة وأول ما الشخص ده يقع من الجبل هنتحرك بالسفينة ونطلعه علطول ولو مش وقع تبقى المهمة انتهت من غير تعب
أنا وافقت وفعلا خدت سفينة صغيرة ووقفتها جنب الجزيرة ونزلنا إحنا الجزيرة وهي كانت معايا، كان معاها جهاز بتراقب بيه اللى على الجبل لإن المسافة كبيرة بين الجبل والجزيرة.

وفحأة لاقيتها بتقولى استعد في اتنين جايين علينا
أنا خدت منها الجهاز بسرعة وبصيت على الجبل وأول حد شوفته كان إنت، كنت عمال تصرخ وعايز ترمى نفسك من الجبل وفجأة أغمى عليك، عشان كدة أول ما شوفتك دلوقتى اتصدمت لإنى افتكرتك
أسد بضربات قلب مرتفعة وخوف: كمل، حصل إيه بعد كدة.

مراد: بعدها نزلت بالجهاز على البحر لاقيت في اتنين فعلا التيار شايلهم وجايين ناحية الجزيرة، أول ما قربوا مننا أنا طلعت البنت علطول ولسة هطلع الراجل، لاقيتها منعتنى وهي بتقول إنها لازم تخلص من شره.

وبعدين زقته جامد في المية والموجة بعدته عن الجزيرة، أنا خفت جدا بس قولت بلاش أتكلم، خدنا البنت وطلعنا السفينة ولقيتها إدتنى النسخة من الفيديو ووعدتنى إنها مش هتفضحنى ولا هتعمل حاجة مقابل إنى أسكت وأول ما وصلنا للشط اختفت ومشوفتهاش تانى، وبس دا كل اللى أعرفه
أسد: طب وملاكى إزاى مش فاكرة حاجة.

مراد بتوتر: هي، هي أول ما فاقت كانت، كانت ناسية كل حاجة وأنا معرفش هي من عيلة إيه ولا اسمها إيه فخدتها عندى وقولتلها إنى خطيبها وقريبها من بعيد عشان تقبل مساعدتى بس والله عمرى ما اتكلمت معاها كتير ولا قربت منها
أسد بشك وهو ينظر له كالصقر: وإنت اتوترت كدة ليه
مراد بارتباك: لا عادى أنا، أنا بس تعبت من الكلام
أسد بتحذير مخيف: قسما بالله لو طلعت مخبى عليا حاجة ل..
مراد بسرعة: لا وأنا هخبى إيه يعنى.

أومئ له ببطئ وهو متأكد أنه يخفى شيء سرعان ما تحول لاستغراب
أسد باستغراب: بس مين البنت دى وتعرفنى أنا وعيلتى منين
مراد بصدق: صدقنى معرفش بس الواضح إنها على صلة معاكم لإنها عارفة عنكم كتير وساعات كانت بتنطق اسمك إنت و، واسم سامر تقريبا، لا لا افتكرت، في مرة وقعت بطاقتها أدامى وكان مكتوب عليها، رحمة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة