قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل العشرون

رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل العشرون

رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل العشرون

قلبت عيونها بغرور لتردف بملل...
-مفيش بس انا اقتنعت بكلامك!
احمر وجهه بضيق من اسلوبها وعلت انفاسه قائلا بحده..
-كلام ايه بالظبط!
رفعت حاجيها بتعجب...
-اننا مش لبعض!..
برقت عيونه بقسوة و كحظ عينيه، ليغمره الغضب و الغيظ من موافقتها، ليتأكد له من جديد انه انسان غير سوي، الم تكن تلك رغبته، لماذا اذا يؤلمه موافقتها بها!
زم شفتيه لتصدمه بباقي حديثها...

-وطبعا فكرت طالما انت مش ليا وانا مش ليك ؛ يبقي مينفعش يكون في تجاوز ولازم احافظ على نفسي للي يمتلكني ويتجوزني ويحافظ عليا!
اشتعلت عيناه بغضب ارعبها ولكنها تمالكت ملامحها وابتلعت ريقها وهو يضغط بلا وعي على ذراعها بقوه ليردف من بين اسنانه...
-امشي من قدامي يا جميله!
ابعدها بحده وهو يحاول تهدئه السواد القاتم الذي توغل داخله لما يستمع له...

لم يطرق على باله فكره قدرته في ترك غيره يمتلكها، الفكرة وحدها تجعله يلهث ويري النار تشتعل حوله ولكنها لم تتوقف عند هذا الحد...
زادت من ضغطها قائله...
-امشي ليه؟!، الحقيقه صعبه مش كده ؛ طبيعي جدا لو انا مش ليك هبقي لغيرك!
استدار بحده يعصر كتفاها بين كفيه بغل قائلا...
-اخرسي متتكلميش بقولك!
-لا هتكلم وهتكل...

قاطعها وهو يدفعها إلى البراد خلفها ويغطي شفتيها بشفتيه، حاولت المقاومة يعد خروجها من صدمتها ولكنه لم يتركها تتحرك انشا!..
حاولت ركله رافضه تركه يذيب عقلها بقبلاته ولكنه كان اسرع وقيد حركتها بساقيه القوية...

عضت على شفتيه ليبتعد مذهولا ينظر إلى وجهها المحتد باحمرار غضب ممزوج بخجل ليبتسم بغموض و قسوة قبل ان يمسك بفكها بين اصابعه ويقربها منه من جديد مطبقا على فمها بشفتيه واسنانه عقابا لها على رفض حق هو نفسه رافضا له وطالبها بنسيانه!
(يا مررراااررتي من الرجاله و سنينها الهبببباب، رجاله تعل يااااختي )
لم تدم المقاومة اعتراضا على هجومه الكاسر على شفتيها الناعمة كثيرا حتى انها شعرت بانه يلتهما التهاما...

ابتعد بعد دقائق طويله يفتح عيونه الناعسة بجموح مشاعره ليقابل عيونها المستسلمة التي يهواها لينزل ببصره إلى شفاها المغرية و يري اثار شفتيه عليها...
دلف فهد متعجبا من تأخره ليقف متسمرا...
وجد محمد دافعا جميله بجسده ساندا اياها على باب المبرد (الثلاجة ) وجبينه يلامس جبينها بأنفاس لاهثه...
عاد إلى الوراء بخجل تاركا اياهم بابتسامه تزداد اتساعا كل ثانيه تمر...

ليتجه تفكيره إلى زوجته الغاضبة عليه منذ الامس رافضه حدته معها دفاعا عن محمد صديقه الغبي على حد قولها...
استجمعت جميله قوتها و ابعدته بحده قائله...
-اياك تقرب نحيتي تاني انت فاهم!
-لا مش فاهم!..
قالها بحده وابتسامه ساخرة، و وحش الغيرة لايزال مسيطرا عليه...
دبدبت قدماها بغضب وقله حيله قبل ان تتجه إلى غرفتها متمتمه بحده...
-انسان مستفز!

مسح وجه وشفتيه التي تطلق ذبذبات اثر ما فعله بشفتيها للتو، محاولا التخلص من سحابه تغطي عقله ترفض الابتعاد...
ليتمتم بحنق على نفسه...
-انت اكيد مجنون ومش طبيعي!

في غرفه فهد و حياه...
دلف فهد ولا تزال ابتسامته واسعه، اغلق الباب بالمفتاح لتنظر له حياه وهي ترتب خزانتها بتعجب وحاجب مرفوع...
اقترب منها ليقطع الصمت...
-وحشتيني!
مصمصت شفتيها بسخريه وقد بدأ وجهها يحمر قليلا خجلا من نظراته...
-وماله!
احتضنها من الخلف يقبل عنقها ليردف ببراءة...
-الجميل لسه زعلان بقي!
لتردف بتهكم..
-وازعل ليه، حاجه متخصنيش اني اتدخل!
خبطها بجانب رأسه في راسها بخفه قائلا...

-خلاص بقي، انتي قلبك اسود اوي...
-لا اسود و لا ابيض، خليك انت تدافع عن صاحبك الغلطان من ساسه لراسه ده!
حملها لتشهق بخضه وهو يقول بمرح و مشاغبة...
-بلا صاحبي ولا بتنجان دلوقتي، بقولك وحشتيني يا ست انتي!
ابتسمت بحرج لتردف وهي تخفض عيناها...
-ماشي عرفنا!
-هو ايه اللي ماشي عرفنا لاااا اظبطي معايا كده متخلنيش اتهور!
اطلقت ضحكه رنانة سرت بسائر جسده ورفرف لها قلبه قائله بدلال و عناد...

-تتهور ازاي ان شاء الله، اتكلم على قدك!
القي بها على الفراش بإهمال لتهرب منها ضحكات خفيفة فاشلة في الاستمرار غاضبه عليه كثيرا وهو يخلع قميصه بمشاغبة وعيون ضيقه بتوعد...
-ماااشي انتي اللي جبتي لنفسك!
قالها وهو يجذبها نحوه و يسرق قلبها من جديد بقبلاته الحارة فتذوب في احضانه و بين ذراعيه...

في غرفه ماجد...
بعد اجراء بعض اتصالاته وصل إلى رقم ناجي علوان، اتصل به وجلس على مقعده ينتظر رده الذي جاء سريعا...
-الو...
-الو، ناجي؟
صمت ناجي غير مصدق اذنيه ليردف ماجد بتأكيد...
-ايوة يا ناجي انا ماجد الشناوي، انا بتصل بيك دلوقتي مش عشان خوف مني او ضعف...
اتته صوت ضحكه ناجي الساخرة ليردف...
-اومال متصل ليه يا ماجد يا شناوي بتوصل الرحم!
هز ماجد رأسه برغم ان الاخر لم يراه ليقول...

-عشان انت صعبان عليا!
-تقصد ايه؟!
-انت خسرت ابنك وخسرت وقتك في انتقام من وهم خيالك و صعبان عليا انك تخسر حياتك كمان عشان وهم في دماغك...
اردف ناجي بغل كفحيح الأفعى...
-ميصعبش عليك غالي، هو انا هعيش ايه اكتر من اللي عشته بس خلي بالك انا مش هموت قبل ما اخد حق ابني منك!
-مفيش فايده فيك، انا كده ريحت ضمير...
ضحك ناجي بشده ليردف بحده...
-وكان فين ضميرك ده لما قتلت ابني الوحيد!
ارتفع صوت ماجد بحده قائلا...

-انا عمري ما اموت نفس من غير حق خصوصا لو النفس دي امنت على نفسها عندي، وزي ما انت عايز تعمل اعمل العمر واحد والرب واحد!
اغلق ماجد الهاتف بغضب منهي اتصال اراح به قلبه وضميره...
اما ناجي فقد قذف بهاتفه بعرض الحائط ليطلق صرخة غاضبه بحقد ينهش ماتبقي داخله!

في غرفه الجيم...
امضي محمد ساعتين في الجيم يهدأ بها عقله وقلبه المنشغلان في صراع سببه حبه المشاغبة...
فهو متأكد ان ما صرحت به ما هو الا لإشعاله ومعاقبته على رفض حبهم ولكنه لا يستطيع ان ينفي ان كل ما قالته جاء في الصميم وهذا اكثر ما يغضبه...
وجه ركلات متتاليه يناجي تركيزه وان لا يفكر بهذا الامر بعد ان اخبره الضابط بألقاء القبض على سامح وبعض الرجال من الحرافيش...

طلب منه الضابط البقاء بجوار ماجد وان يترك لهم امر اخراج الاعتراف من سامح الذي تم القبض عليه في مكان اختباءه ومقر اجتماعاتهم المخالفة...
انفتح الباب ليدلف فهد بملابسه الرياضية منضما اليه...
-ايه اللي جابك، سايب مراتك ونازل بليل تتمرن؟!
نظر له فهد بأهمال رافضا ان يخبره بانه يتمني ولكن زوجته العنيدة تجالس زوجته الاكثر عنادا وبالتأكيد يخططون للقضاء على صديقه المسكين، تنهد قائلا...

-محتاج انشط لياقتي الايام الجاية شكلها صعبه!
تابع فهد ضرباته و ركلاته وجسده المشنج ليعرض بهدوء...
-تعالي نلعب ماتش!
ابتسم محمد قائلا بسخريه...
-لا يوم تاني انا محتاجك سليم!
اطلق فهد ضحكه عاليه قائلا...
-بموت في خفه دمك!
توقف محمد عن ضرباته وهو يمسك كيس الرمال ويلتقط انفاسه، ماسحا قطرات العرق على جبيه ليردف...
-بس انا دمي تقيل ؛ تفتكر ايه اللي هيموتك!

وقف فهد يلف رباطا على يداه بابتسامه واسعه مستمتعا بمشاحناتهم الصغيره المرحه بالنسبه لهم...
(هزار بوابين )
ليقول فهد بابتسامه تحدي...
-يعني خايف ولا هتلعب؟!
لم يجيبه محمد وهو يعدل من رباط يده ويتجه إلى نصف الحجرة ليشير له بالاقتراب وجانب وجهه مرفوع بابتسامه ثقه...
انضم له فهد ليبدأ الاثنان معركتهم الخاصه!
توقف فهد في المنتصف بعد ان القي محمد بضع لكمات إلى وجهه متتاليه...
-لا وشي لا!

عقد محمد حاجبيه بتعجب قائلا...
-ليه خايف على نفسك يا بيضه!
نظر له فهد باشمئزاز ليردف بغرور...
-حياة بتخاف عليا مش عايزها تعيط لما تشوف وشي متدمر!
ضحك محمد قائلا...
-لما هو كده، طلبت نلعب ماتش ليه؟!
ليبتسم فهد باصفرار ويباغته بركله إلى جانبه قائلا...
-عشان حسيت انك محتاج تضرب ولأني بصراحه هتنقط منك، اهو يمكن تفوق وتلحق نفسك!
لمعت عينا محمد قبل ان يركل صديقه ويباغته بدفعه اوقعته للخلف، ليردف بعناد...

-ايه ده انت وقعت، معلش ما يقع الا الشاطر!
تنهد فهد باستسلام ليعقد ساقيه جالسا على الارض رافعا ذراعيه بغيظ...
-فهمني بس، انت بتكره نفسك!
قلب محمد عينيه بحنق ليتجه إلى منشفته قائلا...
-ايوة بكرها ارتحت!
-لا ما ارتحتش، طيب بلاش انت بذمتك البت الغلبانة دي مش بتصعب عليك...
هز رأسه ليجيب بتهكم...
-اه غلبانه اوي!

-ماشي مش غلبانه اوي يعني، بس مش قدك دي باللي انت عمله فيها، وبعدين خلي عندك دم ومسئوليه انت كل ما تنكد على جميله حياه بتتنكد و بالتالي هتنكد عليا يعني ارحمني شويه!
ضحك محمد ليردف...
-طيب يا فهد هتحمل المسؤليه ممكن نطلع بقي خلينا نتابع الاخبار!
-يلا يا اخويا!

-وبعدين يعني وصلوا الخبر ولا لسه و ليه بتقول كده؟!
اردف محمد المتحدث على الهاتف مع وكيل النيابه، ليجيب الرجل بعنايه و هدوء...
-سامح خلاص هيعترف بكل حاجه انا سيبته بيسجلوا اعترافه لما حس انه هيقع لوحده وانه هيشيل الجمل بما حمل وقلت اكلمك...
-وافرض ناجي هرب!
-مش هيلحق لاني بعت القضيه للنائب العام وفي خلال ساعه هيتمنع من السفر برا البلد...

-طيب انا متشكر جدا يا باشا واتمني انك تفضل متابعني بكل جديد، الموضوع ده يهمني بشكل خاص ده والدي!
-اكيد طبعا يا محمد باشا انا حاسس بيك وعايزك تطمن ان بكره بالكتير ناجي علوان هيتمسح من على الخريطه!
-تمام متشكر جدا على تعبك...
-ده واجبي طبعا...
-مع السلامه!
-مع السلامه...
اغلق وكيل النيابة الهاتف ليجد امين شرطه يقف متصنتا باهتمام ليهتف به بحده...
-انت واقف ليه كده انت كمان؟!
ارتبك الرجل ليردف سريعا...

-انا اسف يا باشا انا جبتلك اللي طلبته وافتكرتك عايزني لما ما طلبتش مني امشي..
-هعوز منك ايه ياخويا، يلا اتفضل من هنا!
هرع امين الشرطه سريعا و إلى الخارج المبني نهائيا، ابتعد قليلا ليرفع جواله يبحث عن اسم حتى وجدته وضغط اتصال، بعد ثوان...
-الو ناجي باشا ؛ الحق يا باشا خلاص اسمك اتجاب وسامح اعترف على كل حاجه!
صمت يستمع إلى الجهه الاخري ليتابع...

-خلاص الموضوع وصل للنائب العام في قرار يمنعك من السفر في طريقه للمطارات، انا قلت الحقك يمكن تقدر تتصرف وتهرب محلي!
بعد ثواني اغلق الرجل الهاتف وهو يضرب كف على كف من هذا المجنون الذي يتحدث وكأنه لم يستمع اليه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة