قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل العاشر

رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل العاشر

رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل العاشر

اغلق الهاتف وتنهد وهو يحرك كتفيه بطريقه إحماءيه وكأنه يتجه للحرب قبل ان يدلف ليجد عائلته كلها مجمعه...
-بابا!
صمت الجميع وابتسم له والده ليردف...
-جول ياولدي؟!
نظر الي حياة التي ترفض مواجهة عيناه ليردف...
-انا لازم امشي في اول قطر انهارده حصلت ظروف في شغلي ولازم ارجع على طول!

تابع عيونها المتسعة وهي تنظر له بحزن وخيبه امل مرسومه بوضوح على وجهها ووجه الجميع من حولها ليقطع حفله خيبه الامل تلك بحديثه...
-انا هاخد حياة معايا!
ارتسمت اسارير الفرح والسعادة على وجه عثمان وعمر الذان نظرا الي بعضهم البعض بانتصار لتردف والدته بخوف وقلق...
-ايييه يا ولدي رايد تبعد واصل ومتجيش اهنه تاني؟!

-لا يا امي طبعا بس انا حياتي استقريت بيها هناك وحياة مراتي ومينفعش تكون في حته انا مش فيها ولا انتو شايفين ايه!
وقف والده بابتسامه قلق وسعادة باعتراف فهد بزيجته من حياه اخيرا معلنا مخاوفه على لسان زوجته...
-اكيد ياولدي مرتك امعاك في ايتوها دار، لكن امك رايده تعرف الغياب هيطول زي لاول ولا ايه؟!
-لا يا ولدي انا وجميله هنكون هناك لان شغلي هناك بس اوعدكم بين كل مهمه والتانيه هنرجع نقعد معاكم شويه...

قاطعهم عمر بحزن مخلوط بسعادة لاستقرار حياة اخيرا في قلب اخيه...
-يعني هتاخد حياة مني!
نظر له فهد شزرا ليردف بحده لم يقصدها...
-هاخدها منك ازاي، دي مراتي انا!
انتفض عمر باستغراب على حده لهجته فقد كان يمزح ولم يقصد معارضته لينكزه عثمان وهو يتقدم من فهد...
-ماشي يا اخويا تروح وتيجي بالسلامه ومتتأخرش علينا انت وعدتنا!
هز رأسه بالموافقه وهو يشعر بغضب يمتلكه عندما رأها تخفي دموعها بحجابها!

الهذه الدرجة تبغضه ولا تطيقه!
وقفت حياة منسحبه الي غرفتهم ليستأذن فهد بانه بحاجه الي الاسراع للذهاب، و طلب من عثمان حجز اقرب تذكرتين بالقطار الي القاهره!
صعد خلفها وجدها تجلس على فراشهم فقرر اصطناع عدم ملاحظه حزنها ليردف...
-لمي اي حاجه مهمه بالنسبه ليكي وبس وانا هجبلك كل حاجه من هناك!
قالها وهو يفتح حقيبته و يبدأ العبث بالخزانة لتفريغ محتوياتها...

زفرت حياة فهو يصر على تهميشها في حياته في البداية يقرر الابتعاد عنها والان يقرر اخذها من حياة لا تعرف سواها الي اخري اشد غموضا دون ان يتكرم ويخبرها قبلها وكأنه السيد وهي الجارية!
رفعت رأسها تنظر اليه شزرا لينتبه الي ذلك ويرفع حاجبه بتساؤل وهو يشعر بضحكه تحاول الهروب فمنذ لحظه كانت حزينه منكسرة والان غاضبه بكل شراسه...
فتاة مجنونه تصر على تشتيت عقله، تنحنح ليردف...

-في ايه بتبصيلي ليه كده ما تقومي تخلصي!
رفعت يداها بغضب ليبتعد بنصفه العلوي باستغراب وهي تقول بحنق...
-فرحانه بيك! فرحااانه اوي وسعييييده عشان كده ببصلك!
فرك انفه على جنونها ليردف بابتسامه مزعجه...
-ربنا يفرحك اكتر واكتر بس هنفرح اكتر لو قمتي تخلصي نفسك انا مستعجل!..
ضربت كف على كف من تجاهله لمشاعرها ودلفت تدبدب الي المرحاض...

اخذت حماما وهي لاتزال مذهوله من هذا القرار لتعلن استسلامها للسعادة الكامنة داخلها من قراره عندما ارتسمت ابتسامه كبيرة واسعه على فمها عير مصدقه انه اختار البقاء معها والاعتراف بزواجهم بل اكثر من هذا هو يرغب ببقاءها معه في كل مكان!..
لتمتمت بتعجب من جنون مشاعرها...
-انسان مستفز ومش طبيعي، بحبه ازاي ده! بس بردو هخلي يلف حوالين نفسه ومش هرحمه!..

لمعت عيونها بعناد يغلب عناده هو الذي يرفض الاعتراف بانه اخطأ ويتصرف وكأن غيابه لم يكن!

نفس الوقت بالقاهرة...
دلف محمد الي حجرة الجيم وقرر تعذيب نفسه حتى تخور قواه ويستطيع اخماد عقله والنوم الذي فشل فيه...
يكاد يجن مما يعيشه مع جميله...
أين مفترق الطريق؟! فكل الطرق تؤدي إليكي!
ارتدت جميله روب على ملابس نومها المتمثلة في شورت واسع يصل الي ركبتيها وتيشرت ربع كم وارتدت على شعرها حجاب فالجو مشحون بعد هجوم على ماجد، والرجال تتنقل في كل مكان...

دقت على غرفته دون جدوي لتفتح الباب وتجد فراشه فارغ قررت النزول و رؤيته لاشك انه يقتل نفسه ولم يغمض له عين منذ وصولهم...
بحثت عنه بالأسفل دون جدوي لتتجه الي الحديقة تلقي نظره بين الحرس قبل ان تنتبه الي الإضاءة القادمه من الجيم فتتقين من وجوده به، توجهت نحوه لتدلف وتراه يتصبب عرقا لايزال يلكم ويركل دون توقف تنهدت حتى بعد كل ماواجهه لا يزال يضغط على نفسه...
-محمد مش كفايه كده؟

امسك كيس الرمل امامه بكلتا يداه يستند عليه وهو يلتقط انفاسه قبل ان ينظر لها قائلا...
-انتي صاحيه ليه؟
-مجاليش نوم قلت انزل اطمن عليك!
هز رأسه ليقول...
-كويس كده كده كنت هطلع اصحيكي...
عدلت حجابها بقلق لتردف...
-ليه؟!
-عايز اعرف تفاصيل خروج سامح من الارشيف و الهجوم في شقتك في نفس اليوم بليل...
احتضنت نفسها بعدم راحه وهي تتذكر لتردف بخفوت...
-انا حكيت...

-وسبق وقلتلك اني بحب اسمع تاني وتالت خصوصا بعد اللي حصل انهارده يمكن الاقي ثغره في كلامك توصلني ليهم...

فلاش باك...
بعد مرور اسبوع من تعرفها على سامح وقفت جميله تبحث عن مفتاح الارشيف لاداه صلاتها فمنذ الامس وقد اختفي المفتاح ولكن دون جدوي شعرت بتوتر كبير وهمت تبحث عنه في كل مكان من جديد...
تمتمت بخوف...
-يمكن في الاوفيس استر يارب، الشغلانه هتضيع مني انا مش ناقصه هم اكتر من كده انا مصدقت حد رضي يوظفني وانا لسه بدرس!
اتجهت في الأروقة تحاول البحث في الارض عسي ان يكون سقط منها دون انتباه...

دلفت ناحيه الاوفيس لتري مشهد جمد الدماء بجسدها، ها هو سامح موظف الالكترونيات والذي عرف عن نفسه منذ يومان عندما خرجت من الارشيف، يخرج منه ويغلقه قبل ان يلقي المفتاح على الارض بأهمال...
هرعت نحوه بغضب، حدسها كان صحيح من ناحيته فعينه لم ترتفع من على المفتاح بيدها بطريقه مريبة ولكنها تجاهلته..
-استني عندك!
انتفض وهو يستدير قبل ان يبتسم بتوتر...
-انسه جميله ازي حضرتك؟انتي هنا من امته في حاجه ولا ايه؟!

-انت كنت بتعمل ايه بالارشيف وخدت المفتاح ازاي مني؟
شحب وجهه ليقول بتوتر يشوبه الجدية...
-ارشيف ايه ومفتاح ايه دي فزورة؟!
زمت شفتيها وهي ترفع حاجبها بحزم...
-انا شفتك بعينيه خارج دلوقتي ورميت المفتاح...
ابتسم بسخريه ليقول...
-اه وانا هجيب المفتاح منين بقي...
-المفتاح كان معايا وانت سرقتوا من امبارح...
اطلق ضحكه ساخرة ليردف...

-اه يعني المفتاح معاكي وانتي عملتي مصيبه وعايزة تدبسيها فيا بقي، ع العموم جربي قولي وشوفي كده اللي هيحصل...
تنفست ببطء لتردف...
-قصدك ايه؟! انا اكيد هقول...
-منصحكيش لانك انتي اللي معاكي المفتاح مش انا واي حاجه هتنقص من جوا يبقي انتي المذنبه مش انا ده غير ان انا قديم هنا وانتي يادوبك بقالك اسبوعين، لو انا منك هغزي الشيطان واخليني في حالي...
ابتسمت بكبرياء لتردف...
-هنشوف...

قالتها واستدارت سريعا تدخل المكتب لأخبارهم بما حدث ولكنها فوجئت بماجد يطالبها و عبدالرحمن للضرورة سيطر عليها الخوق وقررت تأجيل الامر حتى سؤال وليد اخاها...
وبم يكن في الحسبان ان ماجد قد قرر في هذا اليوم الاعتراف بهويه محمد لها لتدخل في صدمه كبيره و نوبه بكاء حتى وصلت الي منزلها!
غير مصدقه انه تخلي عنها وانه يعلم بوجودها تحت انفه ولا يتحرك لاحتوائها...
انتهي الفلاش باك...

انتقلت على قدميها بتوتر غير كاشفه امر معرفتها بهويته من ماجد في هذا اليوم لتردف...
-بس وبعدين بليل كنت مع وليد و الاء حكيتله على اللي شوفته مع سامح و قالي اني لازم الصبح اقولكم على اللي حصل، دخلت شقتي عشان انام...!
قاطعها محمد وهو يطالعها وهي تحتضن جسدها الصغير لتظهر اضعف واضعف ليردف وقد عزم النية على تعليمها شيء او اثنان للدفاع عن نفسها، حتى لا تمر بمثل هذه المواقف...

-استني يا جميله الاول اقلعي!
اتسعت عيونها وفتحت فمها بصدمه لتعقد حاجبيها بغضب قائله...
-افندم!
التفت لها وهو يعيد ربط رباط يده ليردف بشكل اوضح...
-اقلعي الروب والطرحه عايز اعلمك شويه حاجات مش قولتي نفسك تتدربي انا هدربك!
نظرت حولها لتردف بحاجب مرفوع...
-دلوقتي في نص الليل!
-ايوة دلوقتي!
رمشت قبل ان تبدأ في خلع حجابها فيليه الروب وهي تتسأل هل ما حدث سبب له خلل في عقله؟!

علقت الروب ووقفت تطالعه بخجل و عيناه تتفحص كل انش فيها قبل ان يردف بلا وعي...
-لا انتي تلبسي!
-لا انت بتهزر بقي!..
هز رأسه بحرج ليردف بحده...
-خلاص خلاص، تعرفي ايه عن الدفاع عن النفس!
رمشت بعدم فهم لتقول بابتسامه بلهاء..
-في ايه بالظبط؟!..
ابتسم باصفرار قائلا...
-اه يعني مش عارفه حاجه!
قالت بابتسامه مزعجه تزيد من انزعاجه وهي تعقد ذراعيها بفخر...
-اه تقدر تقول كده!

-وايه الفخر اللي انتي فيه ده يعني! دي مصيبه، ده انتي معداش على الكارثه اللي حصلالك اسبوع و حاسس انك عادي كده، مش حاسه انك لازم تكبري شويه وتهتمي!..
رفعت حاجب بتعجب لتردف...
-انت لسه فاكر ما خلاص بقي...
رمش يحاول فهم مقصدها هل تعبث معه ام هي بتلك اللامبالاة؟!
-لسه فاكر! انتي كان ممكن تروحي فيها، ماتيجي نعتذرلهم احسن ونقولهم يجوا يكملوا اللي كانوا عايزين يعملوه...

نظرت الي الجانب تحاول السيطرة على اعصابها، نعم تخاف وتخشي ما حدث ولكنه يصر على تذكيرها به دائما...
-انت سلبي ليه كده!
قالتها وهي تهز رأسها يسارا ويمينا...
-انا واقعي، انتي اللي عايشه الوهم، اقفي زي ما انا واقف كده وارفعي ايدك الاتنين...
لم تجيبه محاوله تغيير الحديث واتبعت تعليماته، ليردف بهدوء ومهنيه وهو يرفع ذراعيها بالشكل الصحيح...
-دي وضعيه الصد...
-اي اااه براحه طيب!
تنهد ليردف بحده متجاهلا اياه...

-وضعيه الصد لما حد يوجه ليكي ضربه اتعلمي تتنبئي بخطواته، وضعت يدها بجانبها لتردف...
-ولو ايدي وجعتني!
جز على اسنانه ليقول بغيظ...
-ابقي قوليلوا براحه اصل ايدي بتوجعني! لصبر يارب، ارفعي ايدك يا جميله!.
-طيب متزقش!
قالتها وهي تمط شفتاها بحنق طفولي وترفع ذراعيها...
انغمس في تدريبها وسط تذمرها المتواصل من عنفه وتذكيره بانها انثي وليس احد زملائه ليرمقها بلامبالاة ويعيد اعطاء اوامره لها...

بعد ساعه جثت على ركبتيها تتنفس بصعوبه...
-حرام بقي انا تعبت...
رمي لها زجاجه من المياه ليردف بسخريه...
-ابقي قولي كده للي يحاول يهجم عليكي المره الجايه...
رمقته بغل وهي تبلع قطرات قليله كما اخبرها لتتمتم...
-حتي المايه يا كافر مستخسر اشرب شويه منها!
سمعها ولكنه قرر تجاهلها قبل ان يأمرها بالوقوف واتباع تكتيك جديد وهو يمسك برقبتها من الخلف ويعلمها كيف تخرج من قبضه من يهاجمها ويحاول سحبها الي الخلف...

لتعود بخضه معه غير واعيه لأي رده فعل وهي تشهق بخوف و تتذكر ما حدث لها!

فلاش باك يوم الهجوم...
استلقت على فراشها بتعب وهي تفكر بما ينتظرها بالغد...
غلبها سلطان النوم لتستيقظ منه على صوت انكسار زجاج خارج غرفتها!.
فتحت عيونها تحاول استيعاب مايحدث حولها وعقلها تائه مابين الصحوة و النوم...
لتسمع صوت رجل يهمس بخشونة والفاظ بذيئة...
انتفضت بذعر ولم تنتظر الشعور بالصدمة واطلقت صرخة عالية مدويه تكاد تقسم انها ايقظت الحي بأكمله...

اسرع الرجلين الملثمان الي غرفتها يحاولون اسكاتها...
الملثم الاول وهو يحاول امساكها...
-سكتها الله يخربيتها هتفضحنا...
-مش عارف حلق عليها من هناك...
قفزت من الفراش عندما اندفع احدي الرجال نحوها لتهرب الي الجانب الاخر، وقع على الفراش وهو يبعد الغطاء بغيظ عن ساقيه ويتابع الرجل الاول وهو يحاول تمالك قفزاتها...
-يابت ال، ده انا هطلع عين اهلك لما امسكك...

امسكها الرجل وهي فوق الأريكة فقفزت فوقه ليندفع الي الخلف عده خطوات وهي تضربه بكل ما اوتيت من قوه، فيسقط على احدي الطاولات الخشبيه التي تهشمت مع عظامه!
وقفت سريعا تتجه خارج الغرفة كالرصاصة والرجل الاخر في اذيالها وصوت صراخها لم يتوقف لحظه!..
وصلت الي باب الشرفة الخارجية لتطلق صرخة كبيره وفي اقل من ثانيه استطاع الاول جذبها من رقبتها للخلف و رمي جسده بالكامل عليها ليوقعها على الارض بقسوة...

هربت منها انفاسها بعد ان ظلت تقفز حول الغرفة هربا منهم ويزيد عليها الرجل الذي يمنع الهواء من دخول جسدها بجسده الضخم...
وضع يده على فمها بغيظ ليردف...
-كان عنده حق سامح انك مش سهله مع ان شكلك صغيره...
ليردف الثاني وهو يخرج من الغرفة ويمسك ظهره وكتفه بالم...
-خلص بسرعه زمان الناس كلها سمعت!
نظر لها الاخر وهو يهز رأسه...
-خساره ياعم دي وتكه اوي وحرام فيها الضرب ماتيجي نعلمها احنا على طريقتنا...

اتسعت عيناها بهلع وهي تقابل بريق اعين الرجل القابع فوقها واخذت ترفص بقدميها بجنون عسي ان تصيبه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة