قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الثاني عشر

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الثاني عشر

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الثاني عشر

تنهدت صدفة عاقدة ذراعيها على صدرها بينما تنتظر نعمات الذي دلغت الى غرفة النوم...
امسكت باطراف وشاحها تتلاعب به بين اصابعها تعد اللاحظات حتى تعود إلى شقتها لكنها اطلقت صرخة مرتعبة عندما سمعت نعمات تهتف بشراسة بينما تهجم عليها من الخلف.
=فين يا بت الألفين جنيه اللي كانوا على الطرابيزة اللي في اوضة النوم...
دفعتها صدفة بعيداً محاولاً تحرير نفسها منها
=الفين جنية ايه اللى بتتكلمى عنهم،!

صرخت نعمات بغضب و انفعال غارزة يدها بشعر صدفة تجذبه بقوة
=هتستعبطي يا روح امك، طلعي يا بت الالفين جنيه، بدل ما اطلع روحك...
دفعتها صدفة بحدة بعيداً محررة شعرها من بين يديها و هي تهتف بغضب
=ابعدى ايدك دى عنى انتى هترمى بلاكى عليا يا ست انتى ولا ايه...
هجمت نعمات عليها مرة اخرى وهي تهتف بهسترية ممزقة عنق عبائة صدفة من الامام غير عابئة بصراختها المذعورة.

=طيب و حياة امك لتتفتشي و ما هتخرجى من هنا الا لما تطلعى الفلوس...
صرخت صدفة بغضب و هي تحاول دفعها عنها لكنها فشلت
=يا وليه ابعدي عني انا مش عايزة اتغبى عليكي...
غرزت نعمات يدها بشعرها تجذبه بقوة و غل و هي تسدد لها الضربات المتفرقة بانحاء جسدها و هي تزمجر بشراسة
=طلعي الفلوس يا حرام. ية يا يا لمامه، فاكراني هسيبك. و ديني و المعبود ما هحلك الا لما...

لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما سمعت صوت راجح الحاد الذي جاء من خلفها و هو يدلف من باب الشقة المفتوح
=في ايه. ايه الصويت ده...
وقف عدة لحظات قليلة يتطلع بارتباك الى ظهر والدته التي كانت تحجب عنه الرؤية لكنه اندفع نحوهم سريعاً فور ان سمع صوت صريخ صدفة المتألم ليتشدد جسده بغضب عاصف فور ان رأى ما تفعله والدته بها...

و بحركة تلقائىة قبض على ذراع صدفة جاذباً اياها نحوه بحماية بعيداً عن والدته التي كانت اشبه بالبركان الثائر هاتفاً بقسوة
=هى حصلت تمدى ايدك على مراتى ياما...
تمسكت صدفة بيدين مرتجفة بقميصه تتشبث به بقوة محاولة ان تستمد منه القوة والحماية بينما تحاول السيطرة على ارتجاف جسدها مما جعله يشدد من ذراعه حاولها محاولاً تهدئتها.

مما جعل نعمات تهتف بغضب بينما تحاول الهجوم عليها مرة اخري و قد جن جنونها عندما رأت حركاتها تلك
=اتمسكني يا بت و اعملي بريئة اوي كمان...
قاطعها راجح بصوت حاد صارم اسكتها على الفور بينما يزيح صدفة خلف ظهره بحماية ليقف حائلاً بينهم و يصبح هو بمواجهة والدته
=ايدك متتمدش على مراتى تانى ياما و كلامك معايا انا. ايه حصل لكل ده...

توقفت نعمات عن محاولاتها للانقضاض على الصدفة فور سماعها كلماته الحادة تلك فقد كانت تعلم ولدها جيداً و تعلم انه الان قد وصل الى اقصى غضبه التقطت نفساً مرتجفاً قبل ان تجيبه بانفس ثقيلة
=كنت سايبه على الطرابيزة اللي في اوضة النوم الفين جنية كان ابوك مديهملي الصبح علشان انزل السوق و اتسوق للشهر...
توقفت حتى تلتقط نفسها.

=روحت لخالتك ام ابراهيم كانت عايزني في موضوع رجعت لقيت مراتك هنا في الشقة لوحدها، لما سألتها قالتلي هاجر اللي طلعتلها و قالتلها تنزل تاخد بالها من الاكل اللي على النار علشان راحة الدرس...
قاطعتها صدفة هاتفة من خلف ظهر راجح الذي كانت تختبئ به بينما تتشبث بقميصه من الخلف بقوة
=يارتني ما طاوعتها ولا نزلت كنت سبته يتحرق و لا يولع على دماغكوا...

لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما استدار راجح اليها زاجراً اياها بنظرة قاسية صارمة اخرستها على الفور...
بينما اكملت نعمات حديثها بانفعال متجاهله اياها
=دخلت الاوضة علشان اغير هدومي بسرعة و اطلع اديها حله محشي كنت عملهالك ببص على الطرابيزة ملقتش الفلوس...
اهتز جسد راجح بعنف كا لو صاعقة ضربته فور سماعه ذلك.

بينما تجمدت الدماء بعروق صدفة فور رؤيتها لوجه راجح الذي كان يشتعل كبركان ثائر من الغضب همست بصوت مرتجف بينما تهز رأسها بقوة
=و الله العظيم ما شوفت الفلوس و لا حتى لمحتها، شوفي مين خدها
قاطعتها نعمات بقسوة مرمقة اياها بنظرات ممتلئة بالازدراء
=مين ياختى اللي هياخدهم الخمد لله معنديش حد حرامي انا عيالي كلهم متربين...
زمجر راجح مقاطعاً اياها بحزم و هو يجز على اسنانه بقسوة
=و انا مراتي مش حرامية...

غمغمت نعمات بارتباك و انفعال و قد ادركت ان راجح اصبح على حافة غضبه منها و اخر ما تريده هو التسبب في اغضابه
=اومال الفلوس راحت فين يعني، يا راجح
اجابها و هو يتحرك نحو غرفة النوم الرئيسية
=هروح ادور عليهم انا...
هتفت من خلفه بصوت مرتفع
=متتعبش نفسك مش موجودين...
لتكمل بفحيح لاذع بينما تستدير نحو صدفة الواقفة بهدوء عاقدة يديها فوق صدرها
=و حياة امك لأخليه يطلقك يا حرامية يا واطية...

لوت صدفة شفتيها بسخرية مهمهمة بصوت منخفض وهي تهز قدميها بقوة
=يبقي ريحيتيه و ريحتيني ياختي بلا نيلة...
هتفت نعمات بحدة وهي تزجرها بغضب
=بتقولي ايه يا بت انتي...
اشاحت صدفة وجهها بعيداً بينما تلوح بيدها كاشارة على عدم مبالاتها بينما تهمهم بكلمات حانقة
مما جعل نعمات تندفع نحوها لكن تجمدت قدميها معتدله في وقفتها فور ان رأت راجح عائداً الى البهو مرة اخرى مشيراً امام عينيها بمبلغ من المال
=دي فلوسك ياما،؟!

شحب وجه نعمات فور رؤيتها للمال الذي بيده خطفته سريعاً من يده تعد اياهم و هي تهمس بارتباك و حرج
=لقيتهم فين،؟!
اجابها بوجه متصلب جامد
=في درج الطرابيزة...
همهمت نعمات بخجل و هي تعصر بقبضنها المال الذي بين يدها
=انا، انا مبصتش و لا دورت في الادراج لاني كنت متاكدة اني حطاهم على الطرابيزة...
هتفت صدفة مقاطعة اياها بحدة و هي تضع يديها حول خصرها
= لا ياختي ابقي بصي و دوري كويس قبل ما ترمي بلاكي على الناس...

لتكمل زاجرة اياها باشمئزاز و غضب
=صحيح ست مفترية و...
هتف راجح اسمها بعنف مكبوت مما جعلها تصمت و تبتلع باقى الشتائم التي كانت ستلاقيها عليها عقدت ذراعيها اسفل صدرها و هي تحمد الله انه اوقفها و الا كانت قامت بخنقها بيديها
تجاهلتها نعمات مقتربة من ولدها تربت بلطف على صدره و هي تهمهم بندم
=متزعلش مني يا نور عيني حقك عليا...
ابعد راجح يدها من فوق صدره بحزم قائلاً بحدة.

=تاني مرة ياما لو مراتى شوفتيها بعينك كده بترمى جاز و بتولع نار في البيت متمديش ايدك عليها، غلطت. عملت حاجة. تعرفيني وانا هتصرف معاها غير كده محدش يتجرء و يقرب منها، انا مرانى مش ملطشة ليكوا...
ليكمل بنبرة قاسية دون رحمة او شفقة او تأثر بوجه والدته الذي شحب
=صدفة مراتي. و كرامتها من كرامتي...
غمغمت نعمات سريعاً بانفس لاهثة وهي تقترب منه ممسكه بذراعه.

=ما عاش و لا كان اللي يهوب ناحية كرامتك يا حبيبي، و اهو...
لتكمل سريعاً و هي تقترب من صدفه تقبل رأسها
= حقك على يا صدفة، انا محقوقالك ياختى...
وقفت صدفة متجمدة مكانها دون ان تتحرك تتطلع اليها ببرود فقد كانت تعلم انها لا تعني اعتذارها هذا و لا تفعل ذلك الا لكي ترضي راجح.
اومأ راجح بينما يمسك بذراع زوجته مغمغماً و هو يدفعها امامه نحو باب الشقة
=يلا...
هتفت نعمات بارتباك و هي تلحق بهم للخارج.

=ما تعقد تتغدا معانا، ده انا عامله المحشي و البط اللي بتحبهم...
اجابها راجح باقتضاب بينما يصعد الدرج خلف صدفة نحو شقتهم
=مره تانية...
اومأت نعمات برأسها و هي تتابعه باعين تلتمع بالحسرة قبل ان تخفض عينيها إلى الاموال التي بين يدها و هي لا تعلم كيف انتقلت تلك الاموال إلى الدرج فهي متأكده انها قد وضعتها بيدها فوق الطاولة قبل ان تخرج من المنزل لعنت حظها قبل ان تعاود للداخل و تغلق الباب خلفها...

فور دخولهم إلى شقتهم الخاصة استدارت صدفة نحو راجح هاتفة بغضب
=بقولك ايه انا سكت لأمك بس علشان مش عاي...
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخة بألم عندما قام راجح بالقبض على شعرها يجذبه بقوة مزمجراً بشراسة مقرباً وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر
=طلعي الفلوس اللي خدتيها، و الا و عرش ربنا هدفنك مكانك.

شعرت بالبرودة تتسلل الى جسدها و بانفاسها تنسحب من داخل صدرها فور سماعها كلماته تلك
همست بصوت مرتجف محدقة في وجهه بخوف من لهيب الغضب الذي يلتمع بعينيه
=فلوس ايه تانى.؟
شدد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف اكثر مما جعلها تصرخ متألمة شاعرة بخصلات شعرها سوف تقتلع من جذورها في اى لحظة بين اصابعه التي كامن تقبض على شعرها بقوة مؤلمة...

زمجر بحدة و قسوة بثت الرعب بداخلها و قد اشتدت يده التي تقبض على شعرها اكثر و اكثر مما جعلها تنفجر باكية.
=هتستعبطي يا روح امك. الألفين جنية اللي نتشتيهم من على الطرابيزة تحت...
صرخت باكية و هي تقاومه محاولة الافلات من بين قبضته
=ما انت لقيتهم و اديتهم لأمك تحت...
قاطعها منحنياً عليها حتى اصبح وجهه لا يبعد عن وجهها سوا بوصات قليلة قائلاً بشراسة بينما عينيه تلتمعان بوحشية جعلتها ترتجف رعباً.

=انتي عارفة كويس اني ملقتش حاجة، و اني حطيتهم من جيبى و عملت نفسي لقيتهم علشان مفضحش نفسي و مراتي تطلع حرامية قدام امى و اهلى...
شحب وجهها فور سماعها ذلك هامسة بقهر و قد اخذت شفتيها ترتجف بخوف
=و الله العظيم ما خدت حاجة...
قاطعها بحدة يضغط على فكيه بقوة محاولاً السيطرة على الغضب المشتعل بداخله حتى لا يقوم بقتلها.

=متحلفيش بالله كدب، بعدين حلفانك ده كان ممكن اصدقه لو الفلوس بتاعتي من يوم ما عرفتك مبتنقصش...
ليكمل وهو ينظر اليها بنظرات ممتلئة بالاشمئزاز و الازدراء
=يوم ما كان اهل امى هنا الفلوس نقصت 500جنيه و قولت يمكن صرفتهم في حاجة و مرضتش اظلمك...
قاطعته صدفة بفزع وهي تشعر بعقلها يدور في دوائر فارغة من شدة الخوف من اتهامته تلك التة تتوالى عليها كالصواعق المتتالية.

=500جنية ايه كمان. اقسم بالله عمري ما مديت ايدي على جنيه واحد من فلوسك...
جذب شعرها بقسوة مرجعاً رأسها للخلف بعنف اكثر مما جعلها تصرخ بألم و بكائها يزداد بقوة
=انتي ايه معجونة بمية كدب...
ليكمل بقسوة وهو يطبق على فكها بيده يعتصره بقوة
=و الألف جنيه اللي سرقتيها في المكتب لما قولتي اني بتحرش بيكي، هتنكريها هي كمان برضو.

اخذت تضربه بقبضتيها بعنف فوق يده المحيطة بفكيها محاولة جعله ان يبتعد عنها و افلاتها لكنه لم يتحرك من مكانه وظلت يده تعتصر فكيها مما جعلها تصرخ بهسترية و ضرباتها تصيبه بكل مكان في جسده
=مخدتش حاجة، مخدتش حاجة...
اصابته احدى ضرباتها بجانب عنقه مما جعل يديه التي تحيطها ترتخى قليلاً لتستغل الامر و تنجح اخيراً في تحرير نفسها من قبضته هامسة بصوت مرتجف و هي تتراجع الى الخلف بذعر بعيداً عنه.

=انت يومها قولت كده علشان تداري على عملتك الوسخة معايا، انا مسرقتش حاجة منك يومها و لا سرقت النهاردة
لتكمل هاتفه بشراسة
=انت لقيت الفلوس زى ما قولت لأمك تحت بس حبيت تتسلي عليا و تلبسني مصيبة علشان تذل في اللى جابونى...
بس انا مش حرامية فاهم مش حرامية غصب عنك و عن اهلك كلهم، انا اشرف منكوا كلكوا...

ابتلعت باقي جملتها صارخة بذعر عندما اندفع نحوها يحكم قبضته القاسية فوق ذراعها يجذبها نحوه مرة اخرى اخذ يهزها بعنف حتى اصطدمت اسنانها ببعضها البعض بقسوة هاتفاً بوحشية
= بقولك ايه يا روح امك شغل الافلام ده مبياكلش معايا، طلعى الالفين جنية...

نزعت نفسها بقوة من بين ذراعيه متراجعة خطوة إلى الخلف لتمسك بطرفي عبائتها التي كان صدرها ممزق بالفعل و مزقتها إلى نصفين و هي تصرخ بحالة شبه جنونية و قد فقدت السيطرة على نفسها تماماً تصرخ بهسترية وانفعال
= فتشني...
لتكمل بصريخ وهي تنفجر باكية بشهقات ممزقة بينما تمزق عبائتها اكثر
=واقف ليه تعالى فتشني زى نا امك كانت عايزة تعمل، و لا اقولك و ديني القسم و هما هيتصرفوا معايا بطريقتهم هناك.

وقف راجح يتطلع اليها باعين متصلبة حادة يعتصر قبضتيه بجانبه محاولاً السيطرة على بركان الغضب الثائر بداخله حتى لا يفعل شئ قد يندم عليه، دفعها من طريقه بحدة جعلتها تسقط بقسوة على الارض
متجاوزاً اياها للخارج مغلقاً باب المنزل خلفه بقوة جعلتها تنتفض مكانها بذعر...
بعد مرور عدة ساعات...

كانت هاجر تتطلع باعين مرتبكة قلقة خارج نافذة السيارة التي تجلس بداخلها قبل ان تلتف إلى الجالس بجانبها بمقعد السائق قائلة بخوف
=انا خايفة اوى حد يشوفنا...
قاطعها الجالس بجانبها بنفاذ صبر
=مين هيشوفنا، ما احنا بعدنا عن الحى اهو...
همست هاجر بصوت مرتجف يملئه الرعب
=عارف، عارف راجح هيعمل فينا ايه لو عرف اللي بنا...
تنحنح مبتلعاً غصة الخوف التي تشكلت بحلقه فور تخيله للامر قبل ان يهمهم بارتباك
=عارف...

التفت هاجر في جلستها على المقعد حتى اصبحت بمواجهته هاتفة بغضب
=طيب لما انت عارف كل ده يا توفيق. متقدمتش ليا ليه زى ما وعدتنى...
قاطعها توفيق ممسكاً بيدها بيرفق
=ما انتى عارفة اللي فيها يا هاجر راجح لو اتقدمتلك دلوقتى استحالة يوافق صاحبى و انا عارفه كويس...
هتفت بوجه متغضن و هي تسحب يدها من يده بحدة
=ليه بقى ان شاء الله،؟
اجابها توفيق بهدوء محاولاً السيطرة عليها مثل كل مرة بحججه الواهية.

=اول حاجة فرق السن بنا انتى 18 و انا 35 يعنى فرق 17سنة بنا...
قاطعته هاجر بحدة
=و الله فرق السن بنا مش مشكلة...
لتكمل بغضب و هي تعقد ذراعيها اسفل صدرها
=المشكلة الحقيقية اللى راجح هيرفضك بسبيها هي انك متجوز و انت بايدك تحل المشكلة دى بس انت مش عايز تحلها...
غمغم توفيق بهدوء بينما يربت على شعرها بحركات بطيئة محاولاً تهدئتها.

=قولتلك هطلقها، و الله هطلقها بس مستنى الوقت المناسب و أمورى تتعدل مش حمل انا نفقة و مؤخر و قواضى...
و اچنص العربيات عليه ديون و بلاوى متلتله...
ليكمل زافراً بحدة
=بعدين لازم اصبر للوقت المناسب علشان اتقدملك فيه انا مقدرش على زعل راجح، راجح هو اللي ضامنى عند الناس اللي مستلف منها كل الديون لو رفع ايده عنى هيسجنونى...
زفرت هاجر بحنق رافعة عينيها.

الى سقف العربة قبل ان تديرها نحوه عندما امسك بيدها بين يديه مغمغماً بصوت رقيق يستخدمه دائماً عندما يرغب ان يسيطر عليها
=يا بت انا بحبك، و نفسي النهاردة قبل بكره تبقي حلالى و يتقفل علينا باب واحد...
ليكمل و هو يضغط على يدها برفق
=و وعد منىيا ستى اول ما تخلصى 3 ثانوى و تدخلى الكلية هاجى اتقدملك تكون الدنيا اتعدلت، اعقلى بقى وافهمى بلاش نشوفية دماغك دي و الله بحبك يا جوجو...

ابتسمت هاجر و قد التمعت عينيها بالفرح فور سماعها كلماته تلك هامسة بشغف.
=و انا كمان بحبك و بموت فيك...
ابتسم بوجهها ابتسامة واسعة قبل ان يترك يدها و يتصنع بحثه عن شئ في جيبه مغمغماً بصوت جعله هادئ غير مكترث
=صحيح عملتلى ايه في الفلوس اللي قولتلك عليها...
ضربت هاجر يدها بجبينها وهي تهتف مسرعة باخراج المال من حقيبتها
=اها صحيح نسيت...
لتكمل سريعاً وهي تفتح حقيبتها و تخرج منها المال.

=معرفتش اجيب غير 3 الاف جنيه، اتصرفت فيهم بالعافيه الف مصروفى و الفين جنية ماما كانت حطاهم على الترابيز...
ظلت صامتة قليلاً قبل ان تهمس
باضطراب وهي تمد يدها الممسكة بالمال نحوه
=انا هحاول اهدى الدنيا شوية لحد ما شوف موضوع الالفين جنيه دول ماما هتعمل فيهم ايه
اخذ منها توفيق المال قائلاً بقلق وقد تغضن وجهه خوفاً من ان يتم كشف امرها و بالتالى سيتم كشف امرهم سوياً.

=ايه. ممكن تفقس انك اللى خدتيهم و لا ايه...
هزت هاجر رأسها مغمغمة سريعاً محاولة تطمئنته
=لا طبعاً عمرها ما يجى في بالها انى ممكن اعمل حاجة زي دى، هي ممكن تشك في مرات راجح اصل هي مبطقهاش...
اومأ توفيق برأسه ثم ظل صامتاً عدة لحظات قبل ان يغمغم بتردد و فضول
=الا صحيح الكلام اللي سمعته ده البت صدفة اتغيرت و بقت صاروخ زي ما بيقولوا...
ليكمل سريعاً مبرراً عندما ضيقت عينيها عليه بشك.

=انا بسأل عادى، اصل الحى كله مالوش سيرة غير صدفة و حلاوتها...
هتفت هاجر بغضب و قد اشتعلت نيران الغيرة بداخلها
=و لا حلوة و لا نيلة...
اقترب منها على الفور ممرراً يدها ببطئ فوق خدها متلمساً اياه و هو يغمغم بغزل محاولاً تدارك ذلة لسانه وامتصاص غضبها
=و لو حلوة هاتيجى ايه في جمالك يا روح الروح...

ابتسمت بسعادة فور سماعها كلماته تلك و قد تبخر غضبها سريعاً لكنها شهقت مرتعبة عندما صدح رنين هاتفها الذي كان بيدها و رأت اسم راجح على شاشته اجابت سريعاً بارتباك و خوف
=الو، ايوه يا راجح
وصل اليها صوته الحاد من الكرف الاخر للهاتف
=اتأخرتى ليه، درسك بيخلص 8 و الساعة دلوقتى 9: 30
اجابته سريعاً وضربات قلبها تتسارع داخل صدرها بخوف
=انا، انا. مع سارة صاحبتى بنشترى لها فستان علشان فرح اختها...

قاطعها صوته الغاضب الحاد
=وقولتى لمين ان انك خارجة بعد الدرس...
اجابته سريعاً كاذبة حتى تتفادى غضبه
=قولت لبابا...
وصل اليها صوته الذي قد اصبح اهدأ قليلاً
=طيب خلصى و تعالى الحظر هيبدأ كمان ساعة
ليكمل بتردد و قلق
=قوليلي انتوا فين و انا اجى اخدكوا بالعربية بدل ما الدنيا تقفل عليكوا...
غمغمت مسرعة وقد دب الذعر بداخلها
=لا، لا احنا خلاص في التاكسي كلها ربع ساعة و هبقى في البيت متقلقش...

همهم موافقاً قبل ان يغلق معها لتستدير على الفور نحو توفيق الذي كان يلعب بهاتفه
=انا همشى...
امسك توفيق بذراعها عندما فتحت الباب
=طيب استنى اوصلك و هنزلك قبل الحى و من هناك كملى...
ذبت ذراعها منه قائلة بصوت مرتجف من الخوف
=لا لا حد ممكن يشوفنا مش ناقصة سلام...
اسرعت بالخروج عابرة الطريق حتى توقف احدى سيارات الاجرة بينما كان توفيق يتابعها و شفتيه ملتوية مغمغماً بسخرية
=عيلة هبلة بصحيح...

ثم قاد سيارته و انطلق بها بعيداً.
بعد مرور اسبوع...
كانت صدفة جالسة على الفراش تتطلع امامها بصمت دون ان تفعل شئ و شعور من الحزن و الاكتئاب يسيطران عليها فمنذ ذلك اليوم الذي اتهمها به راجح بالسرقة وهي اصبحت محاصرة داخل قوقعة من الحزن و الحسرة على النفس...
لا تدري لما يحدث معها هذا فهي لم تكن تتوقع عند زواجها منه ان يحبها او يعاملها جيداً حيث كانت تعلم جيداً انه يكرهها بسبب افترائها عليه.

لكنها و لصدمتها كان يعاملها جيداً في كثير من الاحيان خاصة بالفترة الاخيرة تقربوا من بعضهم البعض رغم مناواشتهم و عنادهم مع بعضهم البعض الا انه كان هناك نوع من السلام بينهم...
لكن كل هذا انهار باتهامه لها بالسرقة هذا ما لم تستطع تحمله خاصة و انه منذ ذلك اليوم و هو يتعامل معها بقسوة و حدة لا يتحدث معها الا لكى يعطيها الاوامر كما لو كانت خادمة لديه. و وجهه دائماً متجهم و الغضب مرتسم عليه.

اطلقت تنهيدة مرتجفة فعليها الصبر قليلاً حتى يمر على الاقل ثلاثة اشهر على زواجهم و وقتها ستطلب الطلاق منه عليها ان تنتظر هذه المدة حتى لا يتحدث عنها الناس بسوء...

لكنها ايضاً لا تعلم ما الذي سيحدث لها بعد الطلاق كيف ستعاود العيش مع اشرف في منزل واحد بعد ما فعله بها و ان كانت خائفة بالماضي من تأجير شقة لنفسها فالان مستحيل فسوف تصبح مطلقة، و نظرة بعض الناس للمرأة المطلقة سيئة و لن تسلم من مضايقات الرجال لها...

مسحت بيد مرتجفة الدموع التي انسالت على خدييها فور سماعه ينادي عليها من الخارج لكنها تجاهلته و لم تجيبه فقد ملت من اوامره لكن فور سماعها اياه يهتف بغضب و توعد
=هاتيجي و لا اجيلك انا...
نهضت و هي تتأفف صارخة بغضب بينما تخرج من الغرفة
=جاية، جاية
لتكمل بحده و هي تدلف إلى غرفة الاستقبال الجالس بها
=افندم، اؤمر، خير
اشار راجح الجالس باسترخاء فوق الاريكة يشاهد التلفاز مشيراً بيده نحو الارض.

=امسحي العصير اللى وقع ده...
اخفضت عينيها تنظر إلى ما يشير اليه لتجد بقعة كبيرة من العصير تغطي الارض عقدت ذراعيها فوق صدرها و هي تغمغم ببرود يتخلله التحدي
=مش ماسحة حاجة...
اعتدل في جلسته فور سماعه كلماتها تلك يتطلع اليها بعينين تلتمع بالشرار اشار بيده مرة اخري نحو البقعة ناطقاً بعنف مكبوت
=امسحي الارض و مش هعيدها تاني...
هزت كتفيها مقاطعة اياه ببرود يعاكس للخوف الذي يقصف به قلبها داخل صدرها.

=امسحه انت، انت مش صغير...
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور ان رأته ينتفض واقفاً على قدميه لتفر من امامه مطلقة صرخة مرتعبة وهي تهتف بحنق
=خلاص، خلاص هروح اجيب قماشة و اتزفت امسحها...
عاد راجح إلى مقعده يتابع باستمتاع هروبها هذا مقاوماً الابتسامة التي ترتجف بها شفتيه رغم غضبه منها حيث كادت ان تتسبب بفضحهم امام والدته و عائلته فكيف كان سيبرر سرقتها لتلك الاموال...

فقد قام بالتغاضى عن الكثير من افعالها لكن ان يصل بها الامر لسرقة والدته رغب وقتها بقتلها خاصة انه لا ينكر انه قد بدأ يشعر نحوها بمشاعر لا يمكنه تحديدها حتى الان.
لكن مشاعره تلك تربكه تجعله لا يستطيع اتخاذ موقف حاد ضدها...
اطلق زفرة طويلة فاركاً وجهه بعصبية وهو لا يعلم ما يجب عليه فعله معها فاحياناً يرغب بخنقها و و احياناً اخرى يرغب بضمها اليه و تقبيلها.

اعتدل في جلسته راسماً الصرامة على وجهه فور ان رأها تدلف إلى الغرفة وهي تمسك بقطعة من القماش بيدها انحنت تمسح البقعة عن الارض و فور ان انتهت وقفت امامه تنفض قطعة القماش التي كانت تمسح بها ثم قامت بفردها و استعراضها امام عينيه قائلة بابتسامة واسعة و عينيها تلتمع بتحدي
=تمام كده، و لا في حاجة تانية عايزنى امسحها.

انتفض راجح واقفاً جاذباً من يدها قطعة القماش التي كانت تمسكها بيدها مزمجراً بقسوة و الصدمة تهز اركان جسده
=هو ده القميص الجديد بتاعى اللي لسه شاريه امبارح،؟!
هزت كتفيها بينما تتراجع إلى الخلف عدة خطوات بعيداً عنه
=معرفش...
هتف بوحشية بينما يلقي من يده القميص الذي اصبح ملئ بالبقع بحده على الارض وهو يندفع نحوها
=ده انتي ليلة امك سودا النهاردة...

اختبئت صدفة خلف احدي المقاعد هاتفة باضطراب و هي تشاهده باعين متسعة بالخوف يقترب منها
=علشان تبقي تحرم و تفهم اني مش الخدامة بتاعتك...
قطعت جملتها مطلقة صرخة مرتفعة عندما امسك بها رافعاً اياها على كتفه ليصبح رأسها متدلى للأسفل مما جعلها تضرب ظهره بقبضتيها لكنه لما يهتز حيث القاها بحدة على الارض لتصبح مستلقيه عليها...

حاولت النهوض لكنه كان اسرع منها حيث استلقي فوقها مشرفاً عليها متجاهلاً صراختها ليصبح جسدها محاصراً اسفل جسده الضخم مقيداً يديها فوق رأسها مطبقاً بيده على فكها منحنياً عليها حتى اصبح وجهه لا يبعد عن وجهها سوا بوصات قليلة قائلاً بصوت خشن
=اعمل فيكي ايه، اضربك لحد ما تعقلي و تبطلي جنانك. ولا اموتك، و لا اعمل في اهلك ايه.

صمت فجأة بينما اخذ يتطلع اليها عدة لحظات طويلة بصمت متفحصاً اياها باعين تلتمع بالشغف وجهها الخلاب خاصة وجنتيها الممتلئتين و المحتقنتين بحمرة بينما شعرها الاسود الحريري كانت ترفعه فوق رأسها بكعكة عشوائية يتناثر منها بعض الخصلات الشاردة فوق عنقها الابيض الغض شعر برجفة حاد تمر بجسده و قد اصبح تنفسه متثاقل بشدة التقط نفساً مرتجفاً قبل ان ينحني عليها هامساً بالقرب من اذنها بصوت اجش ممرراً شفتيه على خدها الممتلئ قبل ان يغرز اسنانه يعضه برفق.

=و لا أكلك و احلي بيكي...
ابتلعت صدفة غصة الخوف التي تشكلت بحلقها فور سماعها كلماته تلك خاصة عند رؤيتها لعينيه التي اصبحت مظلمه بشكل مخيف و ما همت ان تفتح فمها لكي تتحدث شهقت بقوة عندما شعرت بذراعه تلتف حول خصرها جاذباً اياها بقوه نحوه ليصطدم جسدها الناعم بصلابة صدره.
شعرت بالصدمة تجتاحها عندما اخفض رأسه بدون سابق انذار و تناول شفتيها في قبله حارقة مشتعلة.

زاد ضغط شفتيه فوق شفتيها بتملك حارق بينما كانت هي تستجيب بشغف إلى قبلته تلك و كامل جسدها ينتفض باستجابة قوية رفعت ذراعيها تحيط ظهره العضلى تربت عليه برفق مما جعله يطلق تأوهاً عميقاً بينما يعمق قبلته اكثر...
ظلوا عدة لحظات على حالتهم تلك. لكنه اضطر اخيراً فصل شفتيهم عندما شعر بحاجتها إلى الهواء...

لكنه اسرع بدفن وجهه بعنقها ممرراً شفتيه بلطف عليه و الرغبة المشتعلة بجسده تكاد ان تقتله اخذت لمساته تزداد جرئة
مما جعلها تهمس بصوت مرتجف بينما تدفعه بعيداً وقد دب الرعب في اوصالها
=كفاية...
لتكمل هاتفة بحدة و قد اصبح خوفها يشل تفكيرها تدفعه بقوة في كتفيه و قد سيطر عليها الفزع من ان يتمدى اكثر من ذلك
=بقولك كفاية، مش عايزاك
لتكمل بقسوة وهي تتذكر اهاناته لها المستمرة
=ايه، هتغتصبني.

انتفض مبتعداً عنها فور سماعه كلماتها تلك واقفاً على قدميه و تعبيرات وحشيه مرتسمة على وجهه عينين مشتعلة بالنيران و قد. ثار الغصب كالبركان الثائر داخل صدره فقد ضغضت على نقطة ضعفه الا وهي تهمة والده زمجر بشراسة هزت ارجاء المكان
=لا مش هغتصبك متخفيش...
ليكمل بقسوة وهو ينظر اليها بازدراء جعلها ترتجف
= مش هعمل فيكي زي ما اتبليتي عليا...

اعتصر قبضتيه بقوة و هو يردف بقسوة لاذعة و هو يحاول ترميم كبريائه الذي انجرح
=بعدين انتي مش اكتر من واحدة مكنش موجود غيرها في لحظة ضعف. و لولا اني ادبست و اتجوزتك انا عمري ما كنت بصتلك ولا حتى فكرت فيكي
لان مفيش فيكي ميزة واحدة ممكن تشدني...
ليكمل بقسوة دون شفقة او رحمة راغباً بايلامها
=و لو على الشكل فانتي مفيش فيكى عجبانى و متهزيش فيا شعره واحدة.

ارتجفت شفتيها في قهر دفين و قد تجمعت دموع كثيفة بعينيها مما جعلها تضغط على شفتيها بقوة مرفرفة رموشها المبللة محاولة كبت دموعها وعدم اظهار تأثرها بكلماته تلك التي مزقت قلبها فقد نعتها باسوء الصفات فههو يراها حقاً بهذا القبح و البشاعة...
كما انها كانت تعلم طوال حياتها بانها ليست جميلة كباقي الفتيات لكن سماعها اياه ينطق بهذا جعلها ترغب بالموت...

وقف راجح متردداً يتطلع اليها و ضعف غريب يستولي عليه عندما وقفت تنظر اليه و عينيها مغرورقتين بالدموع رغب بضمها إلى ذراعيه و اخبارها انه كذب فقد كانت اجمل فتاة رأها بحياته يهتز عالمه بأكمله فور ان يلمحها فقط.
لكنه سيطر على ضعفه هذا مذكراً نفسه برفضها له و تكررها لاتهامها السابق له استدار مغادراً سريعاً قبل ان يضعف و يفعل ما يأمره به. قلبه.

بينما راقبته يغادر و هي تضغط بيدها على قلبها للتخفيف من الالم الذي يعصف به و الذي اصبح لا يطاق.
كانت اشجان جالسة تتطلع إلى ولدها الذي كان جالساً على الارض يتناول بشراهة الطعام الذي امامه على الارض.
فاخيراً قد عاد بعد غيابه المفاجئ...
=مش ناوي برضو تريحني و تقولي كنت غطسان فين كل الفترة اللي فاتت دي.؟!
اجابها اشرف باستياء و هو يقضم من فخد الدجاجة الذي بيده.

=ياما متصدعناش بقي انا جاي من طريق سفر طويل عايز اطفح اللقمة و ادخل انخمد...
ضربت اشجان يدها فوق ساقها قائله بحده
=لا ما انا برضو مش هرتاح الا لما اعرف كنت فين...
زفر اشرف بحده قبل ان يغمغم بنفاذ صبر
=كنت مسافر دمياط كان في شغلانة هناك خلصتها و بعدها طلعت على راس البر قضيت هناك اسبوعين بالفلوس اللي خدتها من الشغلانه ارتحتي...
ليكمل سريعاً و هو يغمغم بتوتر بينما عينيه مسلطة على غرفة صدفة.

=اومال البت صدفة فين مظهرتش يعني من اول ما جيت...
لوت اشجان شفتيها مصدرة صوت من بينهم وهي تقول بتهكم
=صدفة...
لتكمل مربتة فوق ظهر اشرف الجالس اسفل قدميها على الارض
=صدفة اتجوزت يا عين امك، ما انت صحيح غطست و حتى تليفونك قفلته...
شحب وجه اشرف فور سماعه ذلك و قد توقف عقله عن استيعاب باقي كلمات والدته غمغم بصوت مرتجف
=اتجوزت مين، راجح الراوي.؟!
ضيقت اشجان عينيها عليه قائلة بشك.

=و انت عرفت منين انها اتجوزت راجح الراوي...
غمغم اشرف بارتباك و هو يحشر الطعام بفمه بتوتر
=هااا...
نهضت اشجان من فوق الإريكة لتجلس بجانبه على الارض هاتفة بحده وهي تمسك بذراعه تهزه بحدة
=هااا ايه يا روح امك انت هتعملي مصدوم، عرفت منين يالا انطق...

اخذ اشرف يتطلع اليها عدة لحظات بارتباك و تردد قبل ان يقرر ان يخبرها بما حدث بذلك اليوم حتى تنقذه من المأزق الذي اوقع نفسه به فاذا علم راجح الراوي ما حدث سوف يقتله دافناً اياه حياً فهو يعرفه جيداً القي الطعام من يده قائلاً بصوت مشدود
=بصراحة كده ياما انا عملت مصيبة.

ثم بدأ يخبرها ما حدث بذلك اليوم من محاولته للاعتداء على صدفة و محاولته للهرب من الباب الخلفي للمخزن الذي وجده مغلقاً مما جعله يختبئ خلف صناديق البضاعة التي بالمخزن.
و سماعه للحديث الذي دار بين راجح و عابد و اتهام صدفة له و كذبها بانه من حاول الاعتداء عليها و اصرار راجح الغريب للزواج منها...
هتفت اشجان التي كانت تستمع اليه بوجه شاحب ضاربه يدها فوق صدرها.

=يا نهار ابوك اسود، انا قولت انك اكيد عملت مصيبة مادام اختفيت مره واحده كده.
صمتت قليلاً قائلة بتفكير
=و انا برضو اقول ازاي راجح الراوي يتجوز واحدة زي البت صدفة اتاري البت لبسته مصيبه...
لتكمل بغيظ وهي تضرب اشرف في ذراعه
=و انت يا موكوس ملقتش غير المنيله دي تتطافس عليها. دي معفنه و متساويش في سوق النسوان بصله...
قاطعها اشرف مشوحاً بيده.

=بقولك ايه ياما فكك من حوارتك دي اعمليهم على غيري البت صاروخ ارض جو و انتي عارفة كده كويس. بس هي اللي مبهدله في نفسها...
همهمت اشجان بينما تهز رأسها بحسرو
=عندك حق البت حلوة. انا اللي كنت بسمعها كلام زي السم علشان اعقدها علشان اكسرها و متشوفش نفسها علينا...
لتكمل بغل وهي تهز رأسها.

=تعالي دلوقتي شوفها مش هتعرفها نضفت و بقت بتلبس لبس ده انا قابلتها في السوق مره معرفتهاش و الحي كله بيحلف بجمالها و كله مستغرب ازاي حالها اتشقلب كده...
جلس اشرف على الارض و قد بدأ بتناول طعامه مره اخري و هو يغمغم بحسرة
=الفلوس ياما. دي مش متجوزة اي حد، ده راجح الراوي ده معاه فلوس يشتري الحي ده كله، والبت فرسة زمانها كلت بعقله...
هزت اشجان رأسها قائلة بتفكير وهي تلوي احدي خصلات شعرها حول اصبعها.

=تبقي اهبل لو صدقت ان الجوازة دي حقيقية. راجح الراوي لا يمكن يعدي اللي عملته فيه...
لتكمل وابتسامة ماكره ترتسم على شفتيها
=و مهمتي انا بقي احط البنزين على النار علشان تولع اكتر...
همهم اشرف باقتطاب و فمه ممتلئ بالطعام
=مش فاهم هتعملي ايه يعني ياما...
ربتت اشجان على كتفه قائلة ببرائة مصطنعة
=كل خير يا عين امك، دي صدفة دي حبيبتي و ما صدقت القي الفرصة علشان اخدمها...

اردفت هامسة بصوت منخفض وعينيها تلتمع بالحقد والغل
=ده انت متعرفش امك كانت مقهورة ازاي انها اتجوزت جوازة زي دي، و اهو الحمد لله فرصتي جاتلي
كان اشرف لا يستمع الى حديثها هذا حيث كان عقله منشغلاً بامر اخر غمغم بتردد
=صحيح ياما انا سمعت راجح و الحاج عابد يومها بيتكلموا كلام غريب اوى قعد يقوله طالع لابوك. دمك نجس زيه، و حاجات كتير كده مفهمتش منها حاجة، كان بيكلمه كانه مش ابوه...

دفعته اشجان في ذراعه بحدة مغمغمة بسخط
=اتنيل على عين امك، تلاقيك كان بيتهيألك من الخرا اللى اكيد كنت شاربه يومها
لتكمل و هي تضع بفمه قطعة من اللحم
=اطفح انت و نقطنى بسكاتك خالينى اشوف هعمل ايه مع البلاوى اللي عرفتها عن ست الحسن و الجمال اللي الحى مالوش غير سيرة عنها...
ثم جلست تفكر و عينيها تلتمع بالشر والحقد
بعد مرور يومين...

كانت صدفة جالسة في غرفة الاستقبال تشاهد التلفاز باعين زائغة تملئها الدموع فمنذ ذلك اليوم الذي رفضت به راجح و عقلها لا يكف عن التفكير في كلماته القاسية التي مزقت قلبها.
فقد كانت بدأت تكتسب بعض الثقة في نفسها كانت بدأت تشعر انها جميلة خاصة بعد رؤيتها لنظرات الاندهاش و الاعجاب بعيون الناس عندما ذهبت منذ فترة للسوق...

كما انها رأت الاعجاب يلتمع بعينيه كثيراً. او ربما خدعها قلبها الذي كان متلهفاً على ان ينال اعجابه تساقطت الدموع من عينيها مخرجة شهقة ممزقة، فقد وقع قلبها الاحمق بحبه لا تعلم لماذا فهي لم ترا منه سوا القسوة و السخرية المستمرة منها.
هزت رأسها برفض لا فهي بالتأكيد لا تحبه. لا يمكنها ان تحبه فهي تعلم جيداً كيف يراها و ما هي نهاية علاقتهم تلك...

صوت الباب الخارجي يفتح جعلها تعتدل في جلستها ماسحة وجهها بظهر يدها حتى لا يراها بحالتها تلك ليدلف بعدها إلى الغرفة بوجه متجهم تسلطت عينيه عليها بحده
=قعدة عندك تنيلي عندك ايه، و ملبستيش ليه مش عارفة ان عيد ميلاد فارس ابن شهد النهاردة...
اجابته ببرود بينما تتناول اداوات الحياكة من فوق الطاولة
=مش نازله...
زفر بعنف قبل ان يشير اليها بيده ان تنهض مزمجراً بحده.

=طيب يلا، يلا قومي البسي و خلي ليلتك دي تعدي على خير...
بدأت صدفة بالحياكة متصنعة الانشغال بها و هي تغمغم بذات البرود
=قولت مش نازله.
اندفع نحوها جاذباً اياها بقسوة من فوق الاريكة قابضاً على ذراعها بقسوة هامساً بالقرب من اذنها بنبرة لاذعه حاده جعلت رحفة من الخوف تمر اسفل ظهرها
=قدامك ربع ساعة تلبسي فيهم و تحصليني على تحت، و الا قسماً بالله لاعمل اللي كنت المفروض اعمله من زمان و اربيكى بمعرفتى...

قاطعته هاتفة بقسوة و غضب
=برضو مش نازلة...
لتكمل بسخرية لاذعة و هي ترمقه بنظرات ممتلئة بالازدراء
=و اعلى ما في خيلك اركبه، انت و اهلك.
زمجر راجح الذي اشتعلت النيران بصدره فور سماعه كلماتها المهينه تلك دفعها بجسده للخلف ليصطدم ظهرها بقسوة بالحائط الذي كان خلفها قابضاً على شعرها يجذبه بعنف
=انتى كده جبتى اخرك معايا...
ليكمل و هو يلوى ذراعها خلف ظهرها بقسوة مما جعلها تصرخ متألمة مزمجراً باذنها بقسوة.

=وحياة امك لولا انك لازم تنزلى تحت علشان الناس ما تتكلمش لكنت ما خليت في جسمك او وشك حتة ساليمة علشان تبقى تعرفي اعلى ما خيلى انا و اهلى ايه بالظبك...
دفعها عنه باشمئزاز مما جعلها تتعثر و تقع على الارض بقسوة.
=ربنا ابتلانى بواحدة كدابة. و حرامية و كل الصفات الوسخة اتجمعت فيها...
ثم تركها جالسة على الارض بوجه شاحب كشحوب الاموات متجهاً نحو الباب بخطوات غاضبة ليلتف اليها و هو يفتحه.

=ربع ساعة و تبقي تحت و وتلبسي حاجة عدلة قرايبنا كلهم تحت، و عايزك تبقي تعملى اي حركة من حركاتك الوسخة علشان ساعتها مش هرحمك
ثم تركها و غادر لتنفجر باكية بمرارة دافنة وجهها بين يديها بينما شهقات بكائها الحادة تمزق السكون من حولها لا تعلم متى سينتهى عذابها هذا...

ظلت على حالتها تلك عدة دقائق قبل ان تنهض بانكسار و تتجه نحو خازنة الملابس تخرج منها عبائة بلون الازرق ارتدتها ثم توجهت نحو طاولة الزينة حتى تعقد حجابها لكن لفت انتباهها ادوات المكياج التي لم تستعملها الا مرات قليلة.
ظلت عينيها مسلطة عليها بتفكير و عقلها يبدأ بنسج خطة للانتقام منه.

ترددت قليلاً قبل تفتح عبوة ظلال العيون المليئة بالالوان العديدة اخذت تضع من اللون الاخضر حول عينيها ثم قليل من الازرق و الاحمر و الاسود كانت تضع الالوان بعشوائية وعدم خبرة محاولة الوصول الى غايتها حتى انتهت اخذت تتطلع إلى عينها تلك التي كانت تبدو الان كما لو كانت كدمة قاسية حول عينها...

و فور ان انتهت اخذت تتطلع إلى ما صنعته يدها بصدمة فقد كانت تبدو حقاً عينها مكدومة كما لو قام احد بضربها بها همست بقسوة و هي تتطلع برضا إلى عينها تلك
=مش انت لولا الناس مكنتش هتخلى في وشى او جسمى عضمة ساليمة. طيب اشرب بقى يا ابن نعمات ان ما فضحتك.

ثم ارتدت حجابها و هبطت للأسفل لحضور حفل عيد الميلاد الذي سيحضره جميع العائلة و الجيران متجاهلة الصوت الذي يحذرها من تنفيذ فكرتها المجنونة التي ستجعل راجح هذه المرة يقوم بقتلها بالتأكيد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة