رواية مقبرة الحب الأول للكاتبة جيهان عيد الفصل السادس والثمانون والأخير
استعدت عزة للزواج من عبد الرحمن، وأثناء انشغالها بترتيب الشقة فوجئت بهند تدخل عليها.
هند: الحقينى يا زوزو، محمود مساعد الشيخ عبد الرحمن طلب الجواز منى، نادى الشيخ عبد الرحمن خليه يجى بسرعة يشوف لنا مأذون يكتب كتابنا قبل ما يغير رأيه.
عزة: مين محمود ده؟
هند: ما قولت لك مساعد الشيخ عبد الرحمن، الشيخ كان باعت معاه حاجات للمطبخ.
عزة: ولحقتى خلتيه يطلب الجواز منك في الخمس دقايق دول؟ ما بتضيعيش وقت.
هند: لا ما إحنا اتكلمنا قبل كدة لما كنا في البلد ساعة كتب الكتاب.
عزة: أعزب يا بت والا متجوز؟
هند: أعزب وعنده تلاتين سنة وفيه كل المواصفات المطلوبة، وبعدين الشيخ عبد الرحمن وثق فيه يبقى أكيد مش وحش.
عزة: ماشى يا هند أما نشوف آخرتها.
هند: آخرتها فل إن شاء الله.
عزة: بس أنا هاقول له إنك بتحبى التعدد، عشان يدور على التانية من دلوقتى.
هند: لا تعدد إيه؟ الكلمة دى لما أكون التانية، لكن أما أكون الأولى اللى تقرب من جوزى أقتلها.
عزة: شوف البت، أنا هاخلى الشيخ عبد الرحمن يوافق بس عشان ارتاح من همك، والله كنت حاسة إن فرحتى ناقصة عشانك.
هند: يا حبيبتى يا زوزو، ربنا يفرح قلبك، ويهدى سرك.
عزة: ادعى لى يا بت يا هند أصلى خايفة قوى.
هند: ليه يا حبيبتى؟
عزة: مش خايفة، بصراحة مكسوفة.
هند ضاحكة: مكسوفة! ليه هي دى أول مرة تتجوزى؟
عزة: ما هي عشان مش أول مرة، مش سهل على إنى أنكشف على رجل تانى.
هند: ده جوزك يا عزة.
عزة: مش عارفة أوضح لك، بس الموضوع صعب عليا.
هند: إنتى لسة بتحبى عمر؟
عزة: لأ طبعا.
هند: طب سؤال تانى، انتى بتحبى الشيخ عبد الرحمن؟
عزة: أيوه باحبه جدا كمان، بس حب عاقل مش زى حب المراهقة بتاع زمان.
هند: لو بتحبيه الموضوع مش هيبقى صعب، لأنه هيكون سترك وغطاكى، سبحان الله ده الوحيد اللى لو عريانة تجرى تستخبى فيه، ده حلالك يا زوزو.
وفى حفل عائلي بسيط تم زفاف عبد الرحمن وعزة، وفي اليوم التالى مباشرة أخذها وذهب للأراضي المقدسة لأداء العمرة، في حين رفضت أمه الذهاب معهما متعللة بمرضها.
تم زفاف هند ومحمود فور عودة عزة من العمرة.
عندما تأكد عمر من استحالة رجوع عزة له بزواجها وكذلك سد الباب أمام سميرة عادت له، ليلعنها كل يوم وتلعنه كل ليلة، فهما متشابهان.
عرف عبد الرحمن وعزة معا معنى الحب الحقيقى، الحب المبنى على الاحترام والعطاء المتبادل، وبعد عامين انجبت عزة طفلا أسماه عبد الرحمن أحمد كما كان يتمنى، بلغت فرحتها به عنان السماء، عوضها عن ابنها الذي فقدته دون أن تراه، كما آخى بين بنتى عزة وأولاد عبد الرحمن، أما أكثر ما كان يزعج عزة وعبد الرحمن هو مشاجرات الجميع على من سيفوز بحمله واللعب معه، حتى حبيبة التي أصبحت عروسا تسر الناظرين كانت تفعل مثل الأطفال وتنازع أشقائها لحمله، حل عبد الرحمن المشكلة بأن قام بعمل جدول كل واحد يحمله نصف ساعة وهكذا.
أكثر عبد الرحمن وعزة من عمل الخير وبعد أن كان كل منهما يقوم بعمله منفردا أصبحا يقومان به معا، سواء في الشرقية مسقط رأسهما او في القاهرة.
عاش الجميع في سعادة ورضا.