رواية مقبرة الحب الأول للكاتبة جيهان عيد الفصل الحادي والسبعون
كان ياسر وأسرته في منزل عزة لطلب يد مريم.
وما أن دخلت مريم حجرة استقبال الضيوف حاملة صينية المشروبات، (طقس من طقوس استقبال العريس الشهيرة) حتى تغيرت ملامح أم ياسر التي توقعت أن تكون مريم شديدة الجمال، تليق بما فعله ابنها من أجلها، وسرعان ما ابتسمت وقالت: بسم الله ما شاء الله، انتي مريم اللي خلت ابني بقاله ساعتين يلف على أعمامه وإخواله عشان يجي يخطبها؟ ثم نظرت إلى عزة وقالت: أصل ياسر ابني يتيم، أبوه ميت من وهو عنده ست سنين، مست كلمة يتيم قلب عزة، هذه الكلمة التي كثيرا ما سمعتها وهي صغيرة، عمه الله يبارك له اللى مربيه.
عزة: مريم كمان يتيمة، والدها متوفى.
ياسر: انتي عزة؟ آسف حضرتك مدام عزة؟ مريم مطلعة روحي بسببك، أجي أمسك ايدها تقول عزة قالت عيب، تعالي ندخل سينما تقول عزة مش هاتوافق، تعالي أوصلك تقول عزة قالت ما تركبيش معاه العربية، بصراحة يا زين ما ربيتي.
أم ياسر: ده الصح يا حبيبي.
عم ياسر: إحنا يشرفنا إننا نطلب ايد بنتنا عزة وهنا ضحك الجميع، وصاح ياسر: العروسة اسمها مريم يا عمي، فاكمل العم كلامه قائلا، قصدي بنتنا مريم لابننا ياسر.
عزة: الحقيقة انتوا فاجئتوني، ولو كنتوا عرفتوني قبلها كنت قلت لكوا تروحوا لأهلها.
ياسر: بس مريم قالت لي قبل كدة إن أي كلام في ارتباط يبقي معاكي.
عزة: مريم لها أهل، أنا مديرتها في الشغل، هي صحيح زي أختي الصغيرة بس الأصول لازم نشور أعمامها.
مريم: أنا مفوضاكي أنتي في أي اتفاقات.
عزة: اتصلي بأعمامك يا مريم وشوفي الميعاد اللي يناسبهم.
مريم: ما حدش هيجي، حاولت عزة أن تغمز لمريم لكنها أكملت قائلة: والله ما حد هيجي، هيخافوا لأطلب منهم يجهزوني، عاودت عزة غمز مريم، فقالت مريم بصوت باكي: بتغمزينى ليه؟ لو حصل نصيب الناس دي أنا هأعيش في وسطهم، لازم يعرفوا كل حاجة عنى، أنا يتيمة، والدتي متجوزة ولها دنيتها اللي أنا مش فيها، وأعمامي ما فيش يينا تواصل، نسيوني من وأنا عندي 15 سنة، ماليش غير الست دي، هيجي عيد، موسم، أي مناسبة، ما حدش هيدخل لي غيرها، ماعنديش رجل يتفق معاكوا لأن هي للأسف منفصلة، وهنا تهلل وجه عم ياسر الذي يبدو أنه لم يخطأ في اسم العروس بدون قصد.
خال ياسر: كلنا أهلك يا بنتي، أنا هأكون خالك قبل ما أكون خال ياسر.
عم ياسر: وأنا والدك وعمك.
عزة: اعملي اللي عليكي يا مريم واتصلي بيهم.
مريم: حاضر.
وكما توقعت مريم خذلوها ورفضوا جميعا الحضور، والأسوأ أن أحدهم قال: بنت أخويا ماتت ودفناها مع أبوها.
انهارت مريم في بكاء حار.
مريم: قلت لك ما حدش هيجي، لازم تصغريني قدام الناس.
عم ياسر: انتي كبيرة بأدبك وأخلاقك.
اقتربت منها أم ياسر، طبطبت عليها وقالت.
أم ياسر: إحنا هناخدك من وش الست الطيبة دي.
عم ياسر: طلباتك إيه يا ست الكل؟
عزة: إحنا ما لناش طلبات، غير العشرة بالمعروف وتراعوا ربنا في بنتنا.
خال ياسر: إن شاء الله ده هيحصل من غير ما تقولي، طلباتك إيه غير كدة؟
عزة: اللي هتجيبوه في بيتكوا وبيت ابنكوا، جيبوا اللي تقدروا عليه والباقي أنا هأجيبه بالأصول، والشبكة دي هديتكوا لبنتكوا.
تم قراءة الفاتحة والاتفاق على أن يكون الزواج فور انتهاء مريم من امتحانتها، الشرط الوحيد الذي اشترطته مريم ووافق عليه ياسر أن تظل بعملها مع عزة.
وبعد قراءة فاتحة مريم فوجئت عزة ب.