قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل العشرون

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل العشرون

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل العشرون

أجابها الطبيب بعمليه: - الولد جه في وقت متأخر، ومكنش معاه حد، أخدنا بصمات رجله وعملنا بحث، عرفنه أنه أبنك.
يرد فادي مسرعاً: - لا مش أبني؟
تتحدث دانيه تحاول أن تفهم أكثر: - إزاي يعني من بصمة رجله، تعرف ان فادي باباه؟
أجابها الطبيب بعمليه: - البيبي قبل ما يطلع من أوضة العمليات اللي مامته بتولده فيها بيتاخد بصمت رجله.

رفع فادي يده يجلب وجهه دانيه عليه، يقول وهو يهز رأسه بنفي نافيا حديث الطبيب: - صدقينى يا دانيه مش أبني أكيد فيه غلط.
امسك الطبيب بدفتر نظر به ثم نظر لفادي حتى يأكد كلامه له: - ابنك مولود يوم 22: 10: 2011 وفي مستشفى . الساعه...

في هذا الوقت الذهول ملئ وجه دانيه، ودموعها التي باتت حبيسه سنين في كتمانها أخذت موضعها في الهبوط، فهو نفس تاريخ موضع أبنها ونفس الساعه ونفس المكان، نعم هي كانت تشعر من أول يوم في حملها بشئ يقبض قلبها، كانت تشعر حقاً بأكتئاب رهيب، لكن الجميع أكد لها أن شعورها مبالغ فيه، خافت أن تخسر أهلها، وزوجها من كثرة رفضها لأنيس، الطفل الذي لا حول له ولا قوة، تريد أن تصرخ على سنين الحرمان من أبنها، تندم على كل ثانيه كتمت بقلبها مشاعرها، فهذا الطفل الذي يستقر الفراش أمامها أبنها الحقيقي، مسكته بقوة اخذته داخل أحضانها، قطع الصمت صوت فادي الذي يقول بصدمه: - أنت متأكد أن ده أبني! امال اللي في البيت ده مين؟

رد الطبيب بعدم فهم: -أنت معاك طفل غير ده؟
أيوه، المستشفى سلمتني طفل غيره.

اخيراً تفوهت دانيه، لكن بوجع وحزن السنين صارخه صرخه انين قائله: - آآآآآه يابني! حقك عليا ياضي عيني من جوة، أنا اللى سبتك تضيع من أيدي، أنا اللي غبيه عشان عملت حساب للكل وجيت على روحي وعليك؟ يارتنى كنت صممت على أحساسي؟ يارتني كنت صرخت وقولت انه مش أبني؟ يارتني كنت قلبت الدنيا عشان اتأكد ورجعك لحضني؟ لكني خوفت يقولوا عليا مجنونه ومحدش بصدقني، والنتيجة اهي ضعت مني 11 سنه كنت بتعذب من غيرك؟

ياترى كنت فين؟ و بتعمل إيه؟ يا ترى اللي كنت معاهم عملوا فيك إيه يا حبيبي يابني؟ كانوا بيراعوا ربنا فيك؟ طب كانوا بيخافوا عليك من النسمه الطايره؟ كانوا، وكانوا...
تقدم فادي عليها، ثم توجه بعينه إلى الطفل الذي يبلغ إحدى عشر عاماً بعيون صادمه، لكن بداخله شوق وحنين، أكتفى بتقبيل رأسه، ثم أمسك يد دانيه قائلا بهمس: - ممكن تهدى شوية، حرام عليكي نفسك؟

فهو يشعر بنفس معاناتها بل أشد وأقوى، لكن عليه يصمد ويظهر عكس ما بداخل قلبه الذي يسكن به النيران حارقه، حتى لايزيد عذابها.
أجابته بقهر وحزن بعين بها عتاب: - خلاص وجع قلبي راح يا فادي، قلبي كان حاسس أن أنيس مش أبني، فضلت أقولك مش عايزه أرضعه، ومش قادرة اقربة مني، أنت اللي غصبت عليا، هو ده أبني.

صمتت قليلاً تأخذ أنفاسها، وتجفف دموعها، ثم أكملت بتمني: - يارب يفقد الذاكره عشان ميلقيش غيري قدامه، ويحبني أنا وبس وميفتكرش حد، ومفيش غيري اللي يسكن قلبه.
ربت على يدها بحنان: - الحمدلله انه رجع، سامحيني أنى كنت بضغط عليكى في كل حاجه، بس قلب الأب غير الأم، هروح أجيب أنيس عشان ياخدوا بصمات رجله.

تتظر له بغضب، وتنهض بفزع تحدثه بحده: -مش هسيب أنيس لحد، ده أبني، وأنا اللي ربيته، تانى هتوجع قلبي يا فادي؟ إزاي هتسيب أنيس لناس مبهدلين أبنك، وملابسينه لبس مش نضيف ومقطع، وسيبينة يطلع الفجر لوحده من البيت.

طعم مرارة حلقها زاد، فهي الأن بين أمرين كل منهما أصعب من الثاني، كيف تترك أبنها التي ربته لاهله؟ كيف تترك أبنها الذي ترعرع داخل رحمها ودمها وشعرت بأول نبضاته لمن قامه بتربيته، أجابها بهدوء: - أكيد الهدوم اتبهدلت من الحادثه، وممكن يكون ظروفهم على قدهم، ومينفعش تحكمي على حد من غير ماتعرفي كويس، وطبعا لازم يعرفو أن ده عمل حدثه زمانهم قلبين الدنيا عليه، وإحنا ناخد أبننا وهما ياخدوا أبن...

قاطعته بحده وأردفت بعصبيه: -أنيس أنا اللي رضعته وربيته مش هسيبه لحد، هو كمان أبني، أنا كنت فعلا مش بتلهف عليه، بس ميمنعش أنى بحبه، وقلبي ارتاح لما عرفت السبب، وده غير إنهم ناس مهمله وسيبين الولد في الشوارع، وواحده ولدت في نفس المستشفى اللي أنا ولدت فيها يبقى أكيد مستواهم كويس، وده يثبت أن ده إهمال، أنهم يسيبوا طفل 11 سنه في الشارع لحد نص الليل، وبهدوم تقرف.

- يا دانيه بقولك ماينفعش نحكم من غير ما نشوف او نسمع، وأكيد هنبقى نشوف أنيس في أي وقت.
وقفت قابلته بتحدٍ وعند: - فادي انا قولتها كلمه، مش هسمحلك تضيع أبني لتاتي مره، كفايه اللى غاب عن حضني 11 سنه، هو أنا مكتوب عليا وجع القلب ده.
قالت أخر جمله بهستريه وتصويت، جعلت الطفل يستفيق ويفتح عينه يقول وهو يبتلع ريقه الجاف: - عمو معاك عصيرشكولاته.

يلتفت فادي ناحية الصوت ويبتسم بدون إرادته، ثم يتوجه بنظره لدانيه، لأنها تعشق الشوكولا، وعندما افتح الطفل عيناه اتيقن أنه ولده من صلبه، تفوهت بلهفه وحب وأمر وهي تمسح عبراتها: - قبل ما تقول طنط، اسمي ماما، إياك تنطق حاجه غير كده.

صمت الطفل بضع ثواني يتذوق أحرف الكلمه، ثم تناهد بحراره، ودمعت عينه متذكر حادثه قصرت عليه، أمسح مقلتيه والا يتكلم بها، يخبرها بشوق لمشروبه المفضل الذي يشتاق إليه، فهو هرب خصيصا من المكان الذي يستقرب به حتى يتذوق رشفه منه، أسترد وهو يرمقها: - لو معاكي عصير شكولاته، هتبقي شق.
أمسكت يده اليسره قبلتها ثم قالت: -لا، بس عندى استعداد اجبلك الدنيا كلها يا حبيبي.
يغمز لها بطرف عيناه بفرح: - يبقى أقولك ماما.

تأخذه بين أحضانها في عناق شديد ملئ بالحنان: - اااااالله على كلمة ماما منك، كأني بسمعها لأول مرة، احساسها حلو اوي منك، أوعى تبطل تقولها ليا، أنا اتحرمت كتير أوي منك ياقلبي
اقترب فادي عليه وهو يحاول يسيطر على مشاعره: - اسمك ايه؟
تلألأت الدموع في عيناه للمره الثانيه وهو يتذكر أمه: -ماما كانت بتقولي سولي وبابا بيقولي سليم.
ردت بحب: -و أنا هقولك يا روحي وحياتي أنا.

لاحظ لمعت عينه، سأله بتعجب: -أنت ليه عينك دمعت لما جبت سيرة ماما وبابا؟
رمش بعينه وهو محاول أن يحتفظ بدموعه، وأبلغه بنبرة حزن: -عشان بابا عمل حدثه، وماتوا مع بعض في الحادثة، وفضلت أنا وقت كبير محشور في العربيه لحد ما ناس عدلوا العربيه وطلعوني، ومن ساعتها أنا لوحدي.
- تقصد حادثة أمبارح.
قالها فادي بستفهام، أخبره بنفي: - لا، الأولى من فتره.
- أمال كنت فين وقاعد مع مين بعد الحادث؟

قالتها دانيه بقلب حزين، رد بوجع وضيق: - عمو طارق وعمو لطيف ودوني الملجأ؛ عشان مراتتهم مش عايزاني، واخدوا كل الفلوس اللي بابا سبها ليا، وأنا هربت من الملجأ؛ لأنهم مش عايزين يدوني عصير شوكولا، فالعربيه خبطتني.
رد فادي من بين أسنانه بغضب: - الأندال أنا هعرف أتصرف معاهم.
ثم مال عليه يبصره بحب مردد: - أنا مش عايزك تفتكر الأيام اللى فاتت ولا تزعل عليها، حمدلله على سلامتك يا حبيبي.

ثم أخذه في عناق حنون وكانت دانيه تحاول تسيطر على دموعها المتأثره بما مر به أبنها، فقال سليم بشهقات: -أنا عشت الظلم لما ماما وبابا ماتوا، يارتني كنت موت معاهم، ولا كانوا سبوني لأعمامي يتحكموا فيا.
أجابته وقلبها يرتجف رعباً وخوفاً عليه مردده: -بعد الشر عليك يا بني، ولا عاش ولا كان اللى يلمس شعره منك طول ما أنا عايشه.
- أبنك!؟ ازاي أنا أبنك؟

قالها الطفل بتعجب واستغراب، فتحدث فادي بهروب من هذه اللحظه: -هروح أجبلك عصير كتير، وأشوف ينفع تطلع أمتى؟
اومأ سليم بلهفه، أبتسم له فادي ثم تركهما وعقله مشتت، لا يستطيع أن يصدق نفسه، لا يستطيع أن يفهم، لماذا لعب معه القدر هذه اللعبه الشنعاء؟ لماذا اختاره من دون البشر لهذا الأمتحان الصعب؟ وما يقصد به، حكمه لا يعلمها إلا الله؟ الذي حدث سابقاً أهمال ممرضه وليس بقصد، فالأهمال أصعب من الخطف ذاته.

جلست دانيه بجانبه، ثم امسكت يده قائله: -أنا هحكيلك كل حاجه.
سردت له عن كم المعاناه التي عانتها، وشعورها الذي لم تبوح به لأحد غير نايا التي كانت تصبرها، وظل السر لسنوات حبيساً داخل اعماقها اشتاقت إليه، ولكنها فوضت امرها للمولى، ورضيت بقضاء الله، وكان دائما شيئاً بداخلها يزداد كل يوم، شعور خفي لا تسطيع تكذيبه، وجاء اليوم وتأكدت من احساسها، وأنها كانت محقه فيما صدر منها.
كان يسمعها سليم بتأثر شديد،.

ودموعه تنساب على وجنتيه، نار ملتهبه على قلبها، تحرقها هي قبل منه، لاحظت بكاءه، نهضت لتقترب منه لتجففها، وهي تردد بصعوبه كلامتها منبوحه من شدة شهقاتها: - خلاص من النهاردة مفيش مكان للدموع بينا؛ في فرح وسعادة وبس.

تبسم لها وقد اضاء وجهه بشعاع ضوء أنار عتمة ليله، وحرمانه طوال الفتره الماضيه، كانت عيناي دانية تحضنه بكل حب، همس لها قائل: - احضنيني اوي ياماما، ضميني عوضيني عن عذاب حرماني، ويتمي اللي حسيته من بعد موت أهلي.

وعند هذه اللحطة عانقته دانية بشوق سنين حرمان وعذاب، ضمته بشده، كانت تريد أن تدخله من جديد بداخلها، ليولد أمام عيناها، ولا تسمح للقدر أن يفرقهما مرة اخرى، شعر سليم بدفئ وصدق حبها مثل والدته الراحله، وجد أمانه وضلته، أحساس الحب الذي كان بداخل أحضانها غريب من نوعه، صعب وصفه، استمرا هكذا لا تريد أن تبتعد عنه، كان فادي احضر العصير له، رأى المشهد، حزن على حرمانه له، جفف دمعه خانته، ثم قال: - مش كفاية احضان بقى، وتشرب العصير اللي جبته؟

نظر له وقبل يد والدته وقال وعيناهم في التقاء متواصل: - شكرا يابا، هشربه من ايدين ماما.
حين سمع منه كلمه بابا، لم تتمالك حصونه التي انهارت دكاً، كأنه لم يسمعها من قبل وتعودت أذناه على سماعها من ابنه انيس وجد نفسه منساق إليه في عناق يجزم أنه لم يشعر بابويته إلا عند هذه اللحظة.
حمدت ربنا وشكرته كثيراً دانية انه اعاد الله ابنها لها بعد كل هذه السنوات.

بعد خروج سليم من المشفى، توجه فادي على الفور، إلى مكتب الصحه ومعه الأوراق التي تثبت انه أبنه، وسجله بأسمه مع الأحتفاظ بأسمه الذي لقب به طوال سنوات عمره، وتم تغيير أسم الأب لأبنه الثاني، وأصبح أسمه أنيس مجدي، ثم تريث لاخذ حقه من أعمامه الذين نهبوا كل ارثه؛ الذي كان عباره عن أموال في إحدى البنوك، وعماره حديثه في مكانٍ راقي تضم عدة أدوار، مأجره بالكامل، قام بالأتصال بمحامي صديقه تصرف بدهاء وأرجع إرثه كاملاً، وكان يتعامل مع السكان، ويضع أمواله أبنه الثاني، في حسابه في البنك بأسم أنيس مجد.

وبعد مرور اسبوعاً كاملاً، كانت دانيه تتعامل مع أبناءها جميعاً بحب وحنان بالتساوي بينهم، مثل العصفوره التي تضم صغارها بحنان تحت أجنحتها بخوف من فقدانهم، وبرغم حزن أنيس بعد معرفته بالحقيقه المره، لكن الأب قام باحتواءه اشعرهم بحبه وحنانه، وعطفه، لا يفرق بينهم، فجميعهم أولاده، وأصبح منزلهم يملئه السعاده والحب في كل اركانه، وانتهى الحزن والعذاب وتبسمت الدنيا من جديد في قلب دانيه وعادت كما كانت بروحها المرحه.

يوم جديد، تنهض نايا من على مكتبها بعد أن تأكدت ان أختراعها العلمي جاهز للتسليم، فهي لم يغمض لها جفن منذ أن هجرها توأم روحها، تمنت أن يكون معها في هذا اليوم، لكن كبريائها منعها أن تطلب منه هذا الطلب، بعد كل ما حدث وتجاهله لها عمداً، فهو يعلم جيداً بميعاد تسليم الأختراع، جمعت كل أوراقها وقامت بتبديل ثيابها، ثم استعدت على مواجهة مصيرها المحتوم، في وسط أبنائها.

بعد عدة حوارات ومناقشات كثيره، اثبت ان إختراعها فيروس سحري يقوم بقتل الخلايا السرطانيه، كانوا الجميع مبهورين بها، وفي وسط التصفيق الحار، تسربت دمعه من مقلتيها، وقبل أن ترفع يدها تجففها، وجدت يد حنونه تسابقت بمسح عيناها قائلاً: - مكنش ينفع أسيبك في يوم زي ده يا قلب قلبي، مبروك.
تلتفت إليه بلهفه وشوق، ثم تذرف عيناها الدموع.

- يقول بصوت رخيم: - مش عايز اشوف العيون الحلوه دى تعيط تاني مره، يلا عشان تستلمي الجايزه، يا أعظم مجنونة في حياتي.
بعد أن استلمت الجائزه، وأنتهاء المؤتمر، أخذها مكان بعيداً عن أولادهم وعن العالم.
تفوهت بعتاب ولوم: - كنت هموت لو مجتش.
رد عليها وعيناه محتضنه عيناها: - بعد الشر عليكى يا قلب قلبي، يارب تعقلي بقى.
- على فكره زعلانه منك.
- زعلانه! هو المفروض مين فينا اللى يزعل؟
- ااانا.

يرفع حاجبه الأيمن باستغراب: - أنتي!
- اممم.
ضحك بأعلى طبقات صوته، أثار غيظها أكثر فتقول: - أنت إنسان مستفز.
- مش أكتر منك، وهتفضلى طول عمرك مجنونة مهما أعاقبك او اهجرك مجنونة.
- والله محدش ضحك عليك، وحضرتك متجوزني وأنت واثق، مش عارف بس إنى مجنونة.
يأخذ أنفاسه ثم يخرجها بهدوء: - ما ده السبب الوحيد اللى خلاني اهدأ وأغفرلك غلطتك.
قالت بجرأه: -أنا عملت عمليه عشان أكون عروستك زي أول مره، إيه يزعل في كده؟

يبل شفاتيه ثم يجز على أسنانه وهو يوجه نظره للسقف لثواني، ثم يضع يده على رأسها: - بالله عليكى ده يبقى كلام ناس عاقلين، في واحده متجوزه تعمل عملتك، أقسم بالله لولا واثق فيكى لكنت موتك.
- بس أنت كنت هطلقني، و أنا اللي غلطانه فعلا عشان بعملك تغير.

- كنت هطلقك عشان أستفزازك، وأنا كنت ماتعصب، واللى كان منرفزني أن حضرتك مش عارفه غلطتك، وأكتر حاجه هتجنني لحد دلوقتى ومش متخيل إزاي تعملى عمليه رخيصه زي دي؟ وأنا طبعا مشكيتش فيكى للحظه، أنا لو شكيت كنت قتلتك مش طلقتك، ممكن بقى تبطلي جنان.
ترمي نفسها داخل حضنه قائله: - أحاول، بس أنا زعلانه برضو.
- وماله تعالي اصالحك.
وعاد شعور الحب والألفه من جديد إلى قلبهما، التي مازالت تنبض بالحب والعشق.

بعد مضي ثلاث أعوام، تقف فتاه سمينه ترتدي نظاره طبيه واسنانها يوجد بها تفرق على أعتاب باب فصلها تطرق عليه بأحراج، ثم تدخل عندما يأذن لها المدرس ناظره في الأرض بستحياء وعدم ثقه بنفسها، فيردف الأستاذ: - اتأخرتي ليه يا كامليا؟
تجيبه وهي ترفع نظراتها من على انفها: - والله يا مستر السواق هو اللى أخرني.
- طب اتفضلي، وده اخر مرة تدخلي بعدي تاني، تبقى تقولي للسواق يشد حيله شويه في الطريق.

- حاااااضر، يامستر.

ثم تتوجه إلى مقعدها في وسط تريقة البنات والشباب عليها، وهي تجلس وقعت على الأرض؛ ضحك الجميع عليها ماعدا شاب في نفس صفها، ويبلغ 13 عام، وسيم لكن ملامحه حاده، يقف يرمي المنضده التي أمامه حتى يلفت أنتياه الجميع إليه، وكفوا عن الضحك، حدقهم بلامباله وهو يجلس، ثم اخاه التوأم رفع المنضده المنكبه على الأرض وأدوتهما المتبعثره، ورمقه بتوعد، ثم بعد أنتهاء الحصه يقول مستقبل: - ممكن أعرف ايه لزمة جو الستنيات ده؟

رج وجود أخاه بعصبيه بكتفه وهو يجيبه: - كان عجبك تريقتهم وضحكهم عليها.
بصره بستياء وأبلغه بعنف: - ولا يشغلني اصلاً، بلاش جو الشهم والبطل اللي بتعمله كل يوم عشانها يا عم رميو.
- فوق يا مستقبل وبطل هرتله.
تركه وذهب بعيدا عنه وهو يلوح بيده في الهواء حتى لا يتعصب ويفقد أعصابه عليه،.

وعندما تم انتهاء اليوم المدرسي تنزل كاميليا وهي تجري كلبلهاء، حتى تلحق بسائق سيارتها، تقع ارضاً على مدرجات السلم، فالجميع لم يفتهم اللحظه حتى يضحكون عليها بأعلى طبقات صوتهم، وشاب يقترب منها يقول بسخريه: - العجل وقع هاتوا السكينه، العجل طار هاتوا المنشار.

مجموعة من الشباب والبنات حوطوها وظلوا يضحكوا بسخرية، كان يشاهد الواقعة وجود وأخيه وصديقهما، لم يتحمل وجود ما رأى هرول إلى الشاب الأول وضربة بالرأس اوقعه ارضاً، اجتمعوا أصحاب الشاب وتجمعوا عليه، لكن مستقبل وصاحبهما تدخلا وضربا كل من يتعرض للشاب السخيف، الذي يضربه وجود بضيق وغيظ، ثم ربط الشاب بحبل وقلل منه أمام أعين الجميع وهو يسحبه مثل المواشي، لم يسكت مدير المدرسة على ما حدث، واتصل على والدهما بعد أن اخذه جميع من تشاجر على مكتبة، بعد مضي بعد الوقت حضر مهيمن كان يستمع للمدير الذي يتهم مستقبل أنه من فعل الخناقه من البدايه، في صمت تام، حاول وجود أن يقاطعه حتى يوضح الأمر، نظر إليه والده، ولم يجعله يتفوه ببنت شفة، وبعد أن أنهى المدير كلامه يرد مهيمن بأقتضاب والغضب يعتري: - اوعدك اللى حصل مش هيتكرر.

- يا باشا مستقبل يعتبر بلطجي المدرسة، مقدر كل الطالبه، وعامل ليهم إرهاب، للأسف ده آخر تحذير ليه، بعد كده هرفضه.
ينهض بكل هيبه قائلا بهدوء مخادع: - تمام، بعد اذنك.
ثم ينظر لاولاده فذهبا خلفه.

وبعد خروجهم، كان بعض الطلاب يقفون ومن بينهم من تشاجر معهم، والجميع سمع تعنيف الأب لمستقبل الحاد وهو يسير بحديقه المدرسه، مع كثرة الاتهامات الموجهه إليه، بأنه أصبح طالب مستهتراً، مع تهديده له بحرمانه من الدراسه بتاتا، وبأي مميزات ترفيهيه يتمتع بها، إذا تكرر ذلك منه، كان مستقبل مطاطأ الراس، لم يتفوه او يرد بشئ، مكتفي بنظرات الحسره والشماته من قبل الواقفين، فكان وجود يحاول ان يقول الحقيقه لكن رد فعل مهيمن لم يسمح له بالحديث.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة