قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل العشرون

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل العشرون

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل العشرون

دلفا للمنزل بخطوات مرهقة و هما يحملون أكياس كثيرة مليئة ب ملابسها الجديدة ثم صعدا للطابق العلوي، قالت مرام و هي تتمطئ و تتأثب بتعب:
- تصبح علي خير يا إياد أنا هروح أنام!
أومأ لها و هو يرجع خصلاته الشقراء للخلف ثم مال عليها مقبلاً وجنتها و هو يقول:
- و أنتي من أهله يا عيون إياد..
أبتسمت بخقة ثم قامت ب الدخول ب الغرفة المخصصه لها هي و شقيقتها أما الأخر ف دلف لغرفة أسامة...

كان يركض ب مكان واسع تسوده الظلمة بغير هدي، سمع صوتها و هي تهتف ب أسمه ليصرخ حينها بلهفه:
- رُسل!
ليناديه صوت أخر رقيق، ك نغمة عذبة تصدح في الأفق، توقف و هو يتمتم بحيرة:
- حورية..
ليظهر فجأة أمامه بابين واسعين يطل منهما نور ساطع، ظهرت رُسل من أحداهم و هي تقول برجاء:
- ليث، ساعدني!
ليُفتح الأخر و تطل منه حورية ب طلة ملائكية، تشدقت بإبتسامة حنونة و هي تمد يدها له:
- تعالي!

تقدم منها بدون وعي ليفيقه صوت رُسل الباكي:
- متسبنيش يا ليث أنا محتجالك!
وزع أنظاره بينهما بحيرة ف هو لا يعلم من سيختار، هز رأسه برفض ثم تقدم من حورية أكثر متجاهلاً صوتها الذي كل مدي يبعد أكثر إلي أن أختفي..!
ما أن أصبح أمام باب حورية حتي أغلق ب وجهه تاركاً إياه في الظلمة إلا من نور الباب التي تقف أمامه رُسل، تقدم منها ليجدها تبتسم بألم و هي تردف:
- خلاص يا ليث الوقت فات!

لتستدير بعدها ببطئ عابرة خلال هذا الباب، صرخ بلهفه:
- لأ رُسل متروحيش، رُسل!

أنتفض من نومته شاهقاً بإختناق و هو يتحسس عنقه، سعل عدة مرات ثم تطلع حوله ليجد أنه في منزل خيرية، زفر بحزن و هو يتمدد مرة أخري علي السرير، ف هناك حرب قائمة داخله لا يعلم من المنتصر بها..!

ب الولايات المتحدة الأمريكية
صدحت ضحكاته في المكان و هو يقلب تلك الصور بين يديه، غمغم بإعجاب:
- لقد أتقنت عملك مارك، هذه الصور مثل الحقيقية تماماً!
هتف مارك بإبتسامة خبيثة تزين محياه:
- هذا لأجلك فقط ليو!
مط ليو شفتيه قائلاً بنبرة ماكرة:
- تلك اللقطة أثناء الحفل ستعم عليّ ب الكثير من النفع..
حمحم مارك ثم قال بتردد:.

- لكن لما كنت تريد أن أضعهما في لقطات حميمية، كان يمكن أن نضع صورة وجههك بدلاً من السيد ليث!
= لا لا، رُسل يبدو أنها ذكية جداً و ستفهم أنها لُعبة مني، لكنها لا تعلم ماذا حدث في تلك الليلة بسبب حالة السُكر التي أعمتها لذلك بقيت علي صورة ليث، حينها ستكرهه كثيراً بجانب أني سأفوز بها، في الحقيقة أنا أتوق إليها بشدة!
- أي أنك ستهددها ب تلك الصور، إما أن تسلم نفسها لك أو الفضيحة!

= بالضبط يا صديقي، هي ب التأكيد ستخاف من والدها خصوصاً أنهم عرب مسلمين و تلك الأشياء عندهم من الخطوط الحمراء!
- لكن ألا تخف أن تقول ل ليث و يكشف كذبتك!
= أنا لن أمهلها الفرصة حتي لتقول له، هناك خيار واحد فقط و هو الموافقة و حينها سيحدث كل شئ بوقته!
- لا أصدق ليو أنك تفعل مثل هذه الأشياء من أجل فتاة عربية، الحسناوات صديقي يملئون موطننا ألمانيا و هنا ب أميركا!

تنهد ليو بحرارة قائلاً و هو يرجع رأسه للخلف:
- يبدو أني عشقتها مارك!
أتسعت عينا مارك بذهول، فمن الذي يعترف بجريمة عشق الآن ؛ أهو صديقه ليو كثير العبث أم شخص آخر؟!
هو لم يتوقع بأن تكون نهاية صديقه مع فتاة عربية و أيضاً مسلمة و قد مررن عليه حسناوات من جميع أنحاء العالم، زفر ببطئ و هو يراقب ذلك العاشق بنظرات حائرة ف يبدو أنه س يُكسر قلبه علي يد تلك ال رُسل..!

ب مساء اليوم التالي
كانوا فقط مرام و رُسل و ليث و إياد و عبدالرحمن هم فقط الموجودين في المنزل، فقد أخذ أسامة الباقي و خرجوا مع أن الفتاتان كانتا سيذهبتا معهم إلي أن إياد و ليث رفضا بشدة..!

كانت تجلس أمام التلفاز مع رُسل و صغيرها التي تأخذه بين أحضانها بحب، رن هاتفها بنغمة وصول رسالة لتلتقطه من جانبها متطلعة له بفتور لكنها ما لبست حتي أبتسمت و هي تنتفض صاعده للغرفة التي تمكث بها تحت أنظار رُسل المذهولة!

فتحت باب الغرفة بقوة لتشهق بلحظتها عندما وجدت تلك التحفة الفنية أمامها علي السرير، أقتربت ببطئ و هي متسعة الأعين بأنبهار واضح، تلمست ذلك الفستان بعدم تصديق و قد صدرت منها ضحكات صغيرة فكانت ك البلهاء، رفعت الفستان ذا الدرجة الفاتحة من اللون الأزرق بين يديها بحذر و هي تتلمسه ليرن هاتفها بنغمة وصول رسالة أخري حينها..
نظرت بشاشته لتجد رسالة مضمونها ألبسي الفستان و أنزلي ياا سندريلا.

أرتدت الفستان و هي مازالت تحت تأثير الصدمة و من ثم قامت ب لف الحجاب الصغير الذي آتي معه، وضعت بعض اللمسات الرقيقة من الماكياچ ثم أنتعلت الحذاء ذا اللون الأزرق الفاتح المرفق معه..

هبطت من علي السلالم بحذر لتلتفت حينها نحو المكان الذي تمكث به رُسل لكنها لم تجدها، لم تعر الأمر إهتماماً ف لربما تكون ب المطبخ أو ب الحديقة الخلفية تلعب مع عبدالرحمن، فتحت باب المنزل و من ثم خرجت بعدما أغلقته خلفها جيداً لتشهق بصدمة حينما رأت عربة مزدانة ب الأنوار بأحصنة بيضاء تشبه عربة السندريلا، وضعت كف يدها علي فمها و هي تطلع بإنبهار لها لكنها سريعاً ما تمالكت نفسها و أستقلتها بهدوء فهي علي يقين أن إياد هو من أحضرها..

تحركت العربة ببطئ نحو الشاطئ إلي أن وصلت له و توقفت، ترجلت منها و هي تبتسم بإتساع عندما وجدت لافته عليها سهم يشير لمكان ما و بعدها عدة لافتات مثله تتبعتها إلي أن وجدت طريقها الذي عبارة عن سجادة حمراء طويلة تمتد ل قبل البحر بعدة مترات علي جانبيها يوجد أفرع من الأنوار الصغيرة و ب نهايتها يوجد حرفها محفور في الرمال و موضوع في فراغاته كريستالات زرقاء فاتحة، تطلعت بإنبهار للرمال التي نُثرت عليها بتلات زهور و للعجب أنها زرقاء اللون!

صدحت أغنية هادئة في الأجواء لتشق هدوء المكان و ظهر معها إياد بطلته الجذابة، ف كان يرتدي بذلة سوداء اللون من أشهر المركات الإيطالية أسفلها قميص أبيض ب أزرار سوداء صغيرة نسبياً و ربطة عنق سوداء علي شكل أنشوطة ببيون ..
أبتسم إبتسامة زادت من وسامته و هو يتقدم منها لتأخذ مرام نفس عميق من أنفها و هي تبتسم هي الأخري، أمسك بيديها مقبلاً كل واحدة علي حدي و هو ينظر لها بعشق دفين، همس و يقترب منها:.

- زي القمر يا سندريلا!
قالت بعدم تصديق ممزوج ب الفرحة:
- أنت، أنت اللي عامل كل دا يا إياد؟!
حك شعره قائلاً بمرح:
- هو مش أنا أوي يعني!
ضحكت بخفة ف أمسك بيدها و أخذها ليجلسها علي تلك الطاولة الموضوعة عليها أشهي الأكلات، حدقت بإعجاب ل تلك البُرجيلة التي تجلس أسفلها هي و إياد و المغطاه ب أقمشه خفيفة من اللون الأزرق الشفاف مربوطة علي أعمدتها البيضاء، هتف إياد و هو يغمز لها بعبث:.

- كلي يلا يا مرام، لو عايزة حد يأكلك أنا معنديش مشكلة و الله!
إبتسمت بخجل و بدأت ب الأكل، بينما علي الجهه الأخري كانت رُسل تقف ب القرب منهما و هي تصور ما يحدث علي هاتفها و هي تبتسم بسعادة و بجانبها ليث الذي يضع يده في جيبي بنطاله و يراقبهم بإهتمام، أغلقت الكاميرا بشكل مؤقت ليتشدق حينها ليث بهدوء:
- أنتي اللي عملتي كل دا؟!
أرجعت خصله من شعرها خلف أذنها و هي تقول بإبتسامة جميلة:.

- و إياد كمان، هو كان صاحب الفكرة و أنا و هو نفذنا بس بعد إضافات صغيرة!
بعدما أنتهوا من الأكل أدارت رُسل أغنية حلم بعيد لتصدح عبر مكبرات الصوت، وجدت إياد يغمز لها لتشير له بإبهامها بأن كل شئ علي ما يرام، أمسك يد مرام السعيدة ب الأغنية و من ثم توجه لقرب البحر، توقف و هي معه ثم جثي علي ركبة واحدة و أخرج علبه مخملية من جيب سترته، قال و هو يفتحها:.

- تقبلي تقضي حياتك معايا يا مرام، تقبلي حبي المجنون ليكي، تقبلي؟!
ظهر في العلبة خاتم غاية في الجمال من السوليتير به ماسة زرقاء حقيقية بيضاوية الشكل و مرصع حولها ماسات بيضاء صغيرة كما علي طوق الخاتم، شهقت بسعادة و هي تومأ له ببطئ ليلبسها الخاتم ببطئ و من ثم يطبع قبله رقيقة علي يدها اليمني، أستقام يوقفته هامساً بعشق:
- بحبك يا مرام!

فرق بأصابعه لتنطلق ألعاب نارية تضئ السماء بمختلف الألوان حول عبارة Love you maram
وضعت يدها علي رأسها غير مصدقه لما يحدث ف هي لم يكن بأحلامها حتي أن يحدث كل هذا، ألفتت ل إياد و قالت بأعين دامعة:
- و أنا بموت فيك يا إياد!
ضحك بسعادة ثم حملها بخفة و أخذ يدور بها وصت صرخاتها الممزوجة ب السعادة و صياحه بأعلي صوت لديه:
- بحبك!

صفرت رُسل بحماس حينها ثم توقفت و هي تضحك و تبكي في آن واحد، عقد ليث جبينه قائلاً بدهشة:
- أنتي بتضحكي و لا بتعيطي بالظبط؟!
ردت و هي تنظر ل مرام و إياد بسعادة:
- دي دموع الفرحة، فرحانة لأن أخيراً مرام لقت حد يحبها!
أخذ نفس عميق ثم نظر لهما مرة أخري و هو يضع يديه في جيبي بنطاله، تمتم بعمق:
- أطمني يا رُسل، إياد بيحب مرام بجد و مدام بيحبها بجد هيعمل أي شئ يسعدها حتي لو كان علي حساب سعادته هو..!

حدجته بطرف عينها بآسي، ف هي تتمني فقط أن ينطقها و يقولها لها ؛ لكنه لا يبالي، لا يشعر بنظرات العشق التي تطل من عينيها، لا يشعر بتلك الرعشة و القشعريرة التي تنتاب عمودها الفقري إذا لمسها حتي و لو لمسه بريئة ؛ لا يري تلك اللمعة التي تضئ بعينيها فور أن تراه أو تسمع صوته أو حتي أسمه، فقط لا يسمع لا يري لا يتحدث..!

قلب جامد ك الحديد مغلق ب قفل صلب لا يستطيع أحد أختراقه، تنهدت بقلة حيلة و قد عزمت علي شئ ما، تعلم أنه سيدمي قلبها المسكين لكن لا مفر، ف كل الطرق تؤدي إلي جواب واحد مهما فعلت أو حاولت..!

في فجر اليوم التالي.

تسللت من المنزل حتي تذهب للشاطئ كما تفعل منذ أن جاءت لمنزل عمتها حتي تشاهد شروق الشمس، ف هي لا تريد أن توقظ أحداً، كانت مرتديه ليجن ب اللون الأسود و تيشيرت بيچ و أنتعلت حذاء رياضي أسود اللون، وصلت للشاطئ ثم وقفت قليلاً تستنشق نسيم الصبح المحمل برائحة البحر، أبتسمت بخفة و هي تجلس علي الرمال بهدوء لتشاهد شروق الشمس، دقائق و وجدت شخص يجلس بجانبها لتلتفت حينها بفزع لكنها هدأت فور أن قال بهدوء:.

- متخافيش يا رُسل دا أنا، ليث!
أومأت بإبتسامة صغيرة ليردف ليث و هو ينظر للبحر:
- من ساعة ما جينا هنا و أنتي بتخرجي في الوقت دا!
تشدقت بعمق:
- بحب أشوف البحر الصبح و الشمس بتعكس ضوئها عليه، دا غير أني بحب أتكلم معاه، أقوله اللي مش بقوله لحد!
أبتسم حتي بانت غمازتيه و هو يقول بمرح:
- بجد زي أية يعني؟!
ألتفت له بكامل جسدها ثم هتفت بغموض:
- زي أني بحبك مثلاً..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة