قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل السادس والعشرون

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل السادس والعشرون

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل السادس والعشرون

= نفذ عندما يخرج من الحانة، أتفهم؟!
- حسناً سيدي لا تقلق كل شئ سيتم كما تريد!
أغلق ليو الخط معه ذلك الرجل و هو يبتسم بشر، قبض علي هاتفه قائلاً بمكر:
- ألم أقل أني سأصل لها حتي و لو إنتهي بي المطاف لأتخلص منك ليث؟!
ثم صدحت ضحكاته في المكان لتدق حينها نواقيس الخطر...

ترجلت من سيارة الأجرة بسرعة بعدما نقدت السائق حقه، دخلت للحانة بخطوات واسعة لتقف علي عتبة المدخل تلف المكان بعينيها متحاشية تلك المناظر الغير أخلقيه التي تحدث ب المكان، لمحته يجلس علي أحد المقاعد الملاصقة للبار لتتقدم منه بسرعة، وقفت أمامه لتجده في حالة من اللا وعي يتجرع فقط الخمر، أمسكت ذراعه قائلة بجمود:
- يلا يا ليث!
ألتفت لها مناظرًا إياها بنظرات ناعسة ليبتسم ببطئ و هو يتشدق:
- رُسل!

منعت نفسها من البكاء بصعوبة و الأرتماء بين أحضانه تشتكيه لنفسه، صمتت و لم تتحدث فقط ساعدته علي النهوض حتي تخرج به من ذلك المكان القذر، خرجت أخيراً من المكان بعد عناء بسبب ثقل جسم ليث الذي يرميه علي جسدها الضئيل، لمحت سيارته المصفوفة علي الجانب الأخر للطريق لتتنهد بسخط و هي تقوم ب الذهاب إليه بخطوات شبه سريعة، أسندت ليث علي السيارة ثم بحثت عن مفاتيح السيارة بجيوبه لتجدها أخيراً، فتحتها بواسطة القفل الإلكتروني و من ثم حاولت إدخاله ب المقاعد الملاصق لمقعد السائق، هتف حينها ليث بصوت ثقيل و هو ينظر لها:.

- متسبينيش يا رُسل!
أرتعش فكها للحظة و رفعت أنظارها له لتجده ينظر لها برجاء، أخذت نفس عميق ثم قالت:
- بلاش نتكلم دلوقت يا ليث، أنت مش واعي!
صاح بغضب غير مبرر:
- لأ واعي للي أنا بقوله يا رُسل، أنتي لية مش عايزة تصدقي أني بحبك بجد، لية كسرتيني؟!
صرخت به بلا وعي:
- زي ما أنت كسرتني ب بالظبط يا ليث، بالظبط!

أبدل الوضع لتكون هي محتجزة بين السيارة و جسده الشامخ رغم حالة السُكر التي هو بها، مال عليها قائلاً بأعين أغشتها الدموع:
- أنتي لية بتعملي فيا كدا، أنا هموت لو بعدتي عني يا رُسل!
هبطت دمعة من عينيها ليمسحها هو سريعاً، همس و هو يسند جبينه لجبينها:
- كفاية نتعذب أكتر من كدا أحنا الأتنين يا رُسل!
أغمضت عينيها بحزن ثم همست:
- يا ريت أقدر أمنع العذاب دا، يا ريت!

طالعها بحزن جلي لتفتح هي عينيها فجأة و قد أختفت لمعة الضعف و الحزن التي كانت بعينيها، قالت بجمود:
- أركب يلا يا ليث!
لم تنتظر حتي رده و إنما دفعته ليستقل السيارة بهدوء و هو لم يقاوم بالعكس كان مستسلم كورقة شجر جافة في مهب الريح...
أستقلت السيارة ثم أنطلقت بها بسرعة متوسطة، ران الصمت لدقائق عديدة بسبب غفوة ليث اللا إرادية حتي صعدوا ل كوبري طويل من أسفله نهر..

و إذ فجأة ب شاحنة ضخمة تصتدم بهم بضراوة لتطيح ب السيارة لجانب الكوبري حتي السياج، صرخت رُسل بجزع عندما رأت السيارة ترجع للخلف حتي تعاود الإصتدام بهم لتقوم بهز ليث بهيستريا قائلة بهلع:
- أصحي يا ليث بسرع.

و قبل أن تكمل كانت الصدمة الثانية تأتي من جانبها لتدمر السيارة من الجانب الأيمن، أرتجت بعنف لكنها سرعان ما بدلت مكانها لتجلس علي ساقي ليث ؛ ف الضربة القادمة لن تتسب بإرتجاج عنيف لها لا بل ستقتلها حتمًا..
بكت بلا توقف و هي تحاول إيقاظ ليث بشتي الطرق لتأتيهم الصدمة الثالثة و هنا تفكك السياج الحديدي الذي علي جانب الكوبري لتقع السيارة ب النهر محدثه دوي عنيف صدح في الأجواء...

في الساعة الخامسة فجرًا
كان الجميع يجلس و كأن علي رؤوسهم الطير، فقد عادت مريم و معها عبدالرحمن و قد تمكن القلق منها عندما خرجت رُسل من المطار ركضًا دون أن تنبت ببنت شفه، خمن الجميع أن الأمر له علاقة ب ليث فتفاقم قلقهم أكثر ف حتي الأن لم يتصل أي منهم، صاحت ناريمان بقلق ينهش بقلبها:
- و بعدين هنفضل قاعدين كدا محلك سر؟!
ردد عزت بخوف:
- أكيد حد فيهم هيتصل!

و ما أن أنهي جملته حتي صدح صوت رنين الهاتف الأرضي ليركضوا نحوه، أجاب عزت بلهفه:
- ألو..!
هتف الطرف الأخر ببعض الكلمات ليرد عزت بلهفه:
- نعم هو!
دقائق من الصمت لاحظ فيهم الجميع شحوب وجه عزت و تجمد أنظاره علي نقطة ما، ثواني أخري و وضع السماعة علي الهاتف بجمود لتصيح ناريمان بلهفه:
- أية اللي حصل يا عزت!
صمت لثواني قبل أني يجيب بخواء:
- لقوا عربية ليث عاملة حادثة و واقعة في البحر!

شهقات عنيفة خرجت من الفتيات لتضرب ناريمان علي صدرها قائلة بصدمة:
- ليث، إبني!
ثم تهاوت مغشيًا عليها ليتلقفها إياد بسرعة و هو يهتف بأسمها بفزع!

- أيها الغبي، أضعتها مني أيها الحقير!
صرخ ليو بتلك الكلمات و هو يقوم ب ركل و لكم ذلك الرجل و دموعه تهبط بلا توقف، رفعه من ياقته صارخًا بنبرة مذبوحة:
- لمَ لمْ تقل لي أنها معه، لمَ!
لم يجد رد بسبب إغماء الرجل من كثرة الضرب به لينفضه عنه بعنف و إزدراء، جلس علي الأرض واضعًا كفيه علي جانب رأسه و بكي بعنف و إنهيار، صرخ بإنفعال و قهره:
- لمااااا أبتعدتي عني رُسل و أنا لم أنعم بقربك بعد لماااا؟!

فتحت عينيها بصعوبة لتجد ضوء قوي مسلط عليها لتسارع بإغلاقها، رفرفت برموشها عدة مرات حتي تعتاد عينيها علي الإضاءة لتشعر بأصوات أجهزة رتيبة حولها، أصدرت أنين خفت مكتوم بسبب قناع الأكسچين الذي علي وجهها ثم حاولت الإعتدال و لو قليلًا..

قفز بذاكرتها مع حدث معها هي و ليث لتفتح عينيها علي وسعهما بفزع، أزالت قناع الأكسچين هو و بعض الأسلاك الموصولة بجسدها ببطئ و أنفاس لاهثة، ف كل أجزاء جسدها تألمها بألم حارق..

أدلت قدميها العاريتين لتلامس أرضية الغرفة الباردة و من ثم خطت تجاه الباب خارجة من الغرفة غير عابئة بملابس المشفي القصيرة للغاية التي ترتديها، سارت في الرواق تتلفت حولها ك المجنونة، تنظر في كل غرفة عن طريق الزجاج العريض بحثًا عنه إلي أن وجدته أخيراً مسجي علي الفراش لا حول له و لا قوة، شعره مبعثر علي جبينه يخفي ذلك الرباط الطبي الذي يلتف حول رأسه، يرتدي ملابس تشبهها و موصل بجسده العديد من الأسلاك، فتحت الباب بلهفه لتدلف له ثم أغلقته خلفها، خطت نحوه بخطوات عارجه و دموعها تأخذ مجراها علي وجهها المشوهه ببعض الجروح الطفيفة، سحبت المقعد المجاور لسريره ثم جلست عليه، ملست بأنامل مرتعشة علي جبينه نزولاً لذراعه المجبرة لتنفجر بعدها ب البكاء و هي تضع رأسها علي صدره العريض، تمتم ببكاء عنيف:.

- أنا أسفة، معرفتش أحميك و أنت مش في وعيك زي ما كنت أنت بتحميني!
ظلت هكذا لدقائق إلي أن شعرت بحركة غريبة في الممر و بعدها بثواني دلفت ممرضة، تنفست الممرضة الصعداء ثم قالت بصوت عالٍ نسبيًا:
- أنها هنا يا رفاق!
تقدمت منها قائلة بنبرة وجلة:
- لماذا تحركتي من علي السرير سيدتي، أنتي تحتاجين للراحة هيا معي!
هزت رأسها بعناد قائلة:
- لا لن أترك زوجي حتي يفيق!

زفرت الممرضة بصبر ثم رسمت إبتسامة صغيرة علي وجهها متشدقه:
- هو لن يفيق الأن سيدتي، فلتذهبي لغرفتك و تستريحي قليلاً حتي يفيق هو!
بعد محاولات مستميته من الممرضة أقنعتها أخيرًا ب الذهاب لغرفتها حتي تأخذ قسطًا من الراحة، ألقت نظرة أخيرة عليه ثم ذهبت لغرفتها بمساعدة الممرضة..
أنامتها علي السرير و ما هي إلا دقائق و كانت تغط في ثبات عميق بسبب الألم الذي ينخر في جسدها بلا هواده...!

أستيقظت علي صوت همهمات بجانبها لتجد من يحتضن كفها بدفئ بين راحتي يديه، رمشت عدة مرات حتي تراه بوضوح و إذ بها تري ليث يضع رأسه علي وسادتها نائمًا و يديه متمسكه بيدها، شبح إبتسامة ظهر علي محياه و هي تمد يدها الحرة حتي ترجع تلك الخصلات المتمردة للخلف لتجده يفتح عينيه فجأة، أتسعت عيناها بصدمة و حرج ليبتسم هو بخفة و هو يعتدل بجذعه العلوي، هتف بصوت متحشرج قليلًا:
- حمدلله علي سلامتك!

أومأت قائلة بخفوت و هي تهرب بعينيها بعيدًا عنه:
- الله يسلمك!
كاد أن يتحدث لكن صوت فتح الباب فجأه جعلهما ينصبون تركيزهم عليه، و إذ بكل أفراد عائلتهما يندفعون للغرفة وسط إعتراضات الأطباء و الممرضين، ركضت ناريمان نحو إبنها الأكبر بلهفه، أمسكت وجهه بين يديها و هي تقول بلهفه و هلع:
- أنت كويس يا ليث، كويس يا حبيبي محصلش لك حاجة؟!
أومأ بهدوء لتبكي و هي تقوم بتقبيل كامل وجهه بتأثر متمتمة:.

- الحمدلله، كنت هموت لو كان بعد الشر جرالك حاجة يا حبيبي!
أبتسم بشحوب و هو يحتوبها بين أحضانه مهدأ إياها ببعض الكلمات، بينما الأخري أنقضوا عليها شقيقتيها و عمار ب القبل و الأحضان و هم يبكون، هدأتهم رُسل قائلة بنبرة هادئة:
- يا جماعة حصل خير و الحمدلله أحنا كويسين!
أجاب عمار بضحك و هو يمسح دموعه المنهمرة:
- كويسين أية بس، أقعدي علي جنب ياختي دا أنتوا متخرشمين أنتي و هو علي الأخر!

فلتت ضحكة منها ليتقدم عزت منها متمتماً:
- حمدلله علي سلامتك يا رُسل!
= شكرًا!
قالتها ببرود و هي تحول أنظارها للناحية الأخري، دقائق تحدثوا فيها قليلاً إلي أن قالت رُسل بتساؤل:
- بس هما إزاي جابونا هنا؟!
رددت مريم بإبتسامة صغيرة:
- كان في دورية شرطة معدية من مكان الحادثة و بالصدفة شافت العربية و هي بتقع في الماية فعملوا الواجب و جابوكوا هنا!
أومأت بتفهم ليأتي صوت ليث و هو يقول:
- أمال فين عبدالرحمن!

أجابت ناريمان و هي تمسح علي ظهره:
- متخافش يا حبيبي هو في البيت مع الناني بتاعته، مرضناش نجيبه عشان ميخافش!
أومأ بهدوء ثم ألقي نظرن واجمة علي تلك القابعة بجانبه...

بعد مرور أسبوع
- يا بنتي أنتي مبتتهديش، قولت لأ يعني لأ، و بعدين أنتي لسة تعبانة!
صاح بها ليق بحنق لتلك الماثلة أمامه لترد ببرود:
- أنا حاسة أني أتحسنت ف لية التأخير بقاا؟
مسح علي وجهه بيده السليمة ثم قال بحنق:
- أنتي لية مصرة تنرفزيني؟!
= أنا مبنرفزش حد!
قالتها بلامبالاه ليصرخ بها بحنق أدي لتجمع من ب المنزل:
- دا أنتي واخدة نوبل في أنك تنرفزي اللي قدامك!
صاحت بحنق:
- لو سمحت متزعقش كدا!

جاءت مرام لتقول لها ببعض الخوف و هي تجذبها من ذراعها:
- خلاص يا رُسل!
نفضتها رُسل عنها قائلة بشراسة:
- أبعدي عني متلمسنيش!
أبتعدت عنها بصدمة ليزفر إياد قائلًا بنبرة هادئة نوعًا ما:
- خلاص بقااا يا رُسل، سامحي!
تقلص وجهها بإستنكار و هي تردد بمرارة:
- أسامح؟!
هدوء خيم علي المكان لثواني تبعه صراخها المهتاج:
- أسامح مين و لا مين حضرتك؟!
تقدمت من عزت و وقفت أمامه مطالعه إياه بنظرات قوية رغم دموعها المنسابة:.

- أسامح الأستاذ المبجل اللي سابني أنا و أمي و أخواتي البنات 18 سنة بحالهم و أوهمنا أنه ميت و بعد كدا جاي يقول أنا أبوكي و أنا عايش ما موتش، لأ و المفروض أنا بقاا أفرح و أترمي في حضنه و أقول له وحشتني يا بابا، 18 سنة شحططة و ذل من نظرة الناس ليا ك يتيمة أنا و أخواتي و المفروض أسامح، 18 سنة أمي فيهم الله يرحمها خدت دور الأب و الأم و أتبهدلت معانا لغاية ما كبرت أنا شوية و المفروض أسامح، القرف و الوجع اللي كنا بنشوفه عشان معندناش ضهر في زمن كله بينهش في كله و المفروض برضو أسامح، لأ و أية أحنا كنا في الطين دا و حضرته قاعدلي هنا في أمريكا بيربي في عيال غيره و رامي لحمه و عرضه!

أقتربت منه أكثر بوجهها قائلة بشراسه و قهر:.

- عجبته القاعدة أول ما جاب الولد و أستقر و عوض شغله بدل اللي راح في الوبا، طبعًا ما هي جوازته من حميدة مكانتش لده عليه من الأول دا غير خلفتها للبنات صح و لا غلط، بس عارف أنا أه كنت صغيرة بس كنت بشوف و بفهم اللي بيحصل حواليا، كنتوا تتخانقوا علي خلفة الولاد و تقول أنك محتاج سند ليك و لما تشوفني واقفة بتابع الموضوع تقول مش مهم ما هي طفلة مش فاهمة حاجة، الطفلة دي مش هبلة، الطفلة دي كانت فاهمة كل حاجة بتدور حواليها بس كانت بتسكت..!

أكملت بصوت يضعف تدريجيًا:.

- البنت دي اللي مكانتش عاجبه كبرت و كانت هي بمقام الراجل في البيت، كنت أنا اللي بدافع و أنا اللي بتصدر في المشاكل و أنا اللي بحمي و و و و، أجدعها شنب مكانش يقدر يعمل اللي البنت عملته، فكرك لما مريم سقطت بسبب أهل جوزها كنت هتعمل حاجة، و لا أي حاجة بس البنت اللي مهمتها في الحياة تتجوز و تحمل زي الأرنبة راحت حبستهم و خلتهم يسفوا التراب في السجن، و أنت قاعد هنا محلك سر، عارف لية، لأنك ملكش تلاتين لازمة في حياتنا!

أسبل عزت جفنيه بخذي لتتحرك هي تجاه مرام المنهارة في البكاء، ضحكت بسخرية و هي تهتف:.

- أختي حبيبتي الصغيرة اللي كنت بحبها أكتر من نفسي و أقول لأ هي الصغيرة هي الرقيقة هي اللي لو حد نفخ فيها تقع مش هتستحمل غدر حد، اللي روحت خلصتها من ديلر الله أعلم كان هيعمل فيها أية لو أتجوزها و يالسخرية القدر أنها نفسها اللي راحت صدقت كلام الزبالة دا عليا و أن أنا بعدته عنها عشان قال أية بغير، بغير عشان أخواتي الأتنين أتخطبوا و أنا الكبيرة لسة مع أنها عارفة أن أي واحد كان بيجي يتقدملي كنت برفضه ب مبرر و من غير مبرر و نفس برضو المسامحة تنطبق عليها و أن لااا دي صغيرة مش فاهمة حاجة و المفروض أطبطب عليها و أقول لها خلاص يا بيبي سامحتك و متعمليش كدا تاني!

تحركت مسافة خطوتان ثم صدحت ضحكة مجلجلة منها و هي تهتف بسخرية:
- نيجي بقاااا لجوزي حبيبي اللي مدلعني و اللي مهنني، و اللي كسرني و اللي خلاني أكره نفسي!
و صرخت في أخر جملة بأنهيار و قهر، أقتربت منه بخطوات سريعة لتقف أمامه مباشرًا، حدقت به بجنون و هي تلكزه بقلبه متشدقه بتشفي:
- دا أتكسر صح، رجولتك و كرمتك وجعوك لما رفضتك صح؟!
طالعها بجمود لترجع للخلف خطوتين و هي تقول ببكاء يمزق نياط القلب:.

- عشان تعرف معني الكسرة اللي كسرتهالي ساعة لما قولتلك أني بحبك و قولتلي ساعتها بكل برود و أية المشكلة أنك تحبيني، مكانش جرم ساعتها أن واحدة فضلت محافظة علي نفسها طول عمرها لا تصاحب دا و لا تكلم دا و لا تمشي مع دا زي ما اللي كانوا في سنها بيعملوا تقول لجوزها بحبك، أجرمت أنا ساعتها من وجهه نظرك صح، أه أصل البيه عايش علي ذكري حبيبته و مراته تولع بجاز ***، ما هي كائن معندهوش قلب ما بيحسش، جبله، فول أوبشن حاجة تليق ب ليث بيه يعني، يعاملها ببرود ماشي وقت ما يحب يقرب يقرب و لما يبعد يبعد ماشي يجرح فيها و في مشاعرها بدون أي رحمة ماشي ما هي خلاص أتعودت علي كدا، بس عارف الغلط عليا أنا من الأول عشان لما جيت حبيت، حبيت واحد زيك عنده عقده ذنب، مش عارف يتصالح مع نفسه الأول عشان يعرف يحب و يتحب، كان المفروض لما كنت أعرف أنك عايش علي ذكري واحدة ميتة كنت أجيب قلبي ده و أفعصه تحت جزمتي عشان ميزلنيش لحد، عشان أنا أتعودت طول عمري أعيش راسي مرفوعة لفوق و كرامتي فوقيها كمان، لكن أنا واحدة غبية عشان راحت بكل سذاجة تقولك عن مشاعرها اللي بتكنها ليك..

وقفت بمنتصف البهو تطالع وجوههم جميعًا بنظرات منكسرة، تشدقت بضعف و بكاء مرير:
- أنا طول عمري بدي و مبستناش أني أخد، طول عمري بضحي عشان غيري يكون أحسن، شوفت الموت بعنيا كذا مرة عشان مخسرش اللي بحبهم أو اللي كنت بحبهم، لكن خلاص تعبت، مبقاش عندي حاجة أديها و لا حتي بقا عندي القدرة أني آخد و لو لمرة في حياتي!

صمتت لدقائق بكت فيهم بحرقة تحت أنظارهم، بكي الجميع تأثرًا بما عانته حتي الرجال لتفاجئ الجميع برفع رأسها ب أباء، مسحت آثار دموعها ثم قالت بجمود:
- أنا مش هعرف أسامح حد ف يا ريت بهدوء كدا و من غير شوشرة تخلوني أبعد عنكم عشان بجد مبقاش فيا طاقة!
أكملت من بين أسنانها و هي تنظر ل ليث بقوة:
- طلقتي يا ليث!

رفع أنظاره المتلهفه لها ليجد نوع جديد من رُسل أمامه، ليست تلك المحبة للبسمه و للحياة، نوع آخر كئيب فقد لمعة الحياة بعينيه..
دقائق من الصمت و التفكير أنقضت ليأخذ نفس عميق ثم يقوم بإطلاق رصاصة الرحمة لكلاهما قائلاً بقتامة:
- أنتي طالق يا رُسل!
أبتسمت بشحوب و هي تستنشق الهواء من أنفها ثم أستدارت ببطئ خارجة من ذلك المنزل ب روح تحمل الكثير من الجروح...

لكنها ستندمل يومًا ما و ستبدأ من جديد حتي تستعيد رُسل القديمة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة