قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل الرابع

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل الرابع

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل الرابع

- أووووف و الله حرام عليك، ينفع ترمي بنت ركيكة و كيوته زيّ كدا في النهر دا؟!
قالتها رُسل و هي تضع يده في خصرها و قد أبتلت كلياً، نظر لها ليث ببرود و من ثم قال:
- أولاً دا جدول مش نهر، ثانياً بقا و دا الأهم أنك مش رقيقة و لا كيوت!
أتسعت عيناها و هب تشهق ليسترسل و هو يشير لها بلامبالاه:
- أنا قولت أعرفك عشان متاخديش ملطش كبير في نفسك!
قبضت علي يديها و صرخت بحنق:.

- أنا مش واخدة ملطش في نفسي يا أستاذ، أنا مش عشان عاملتك كويس في الأول تعمل معايا كدا، لأ مش أنا يا بابا مش أنا يا حبيبي اللي تتقبل أهانه من حد حتي لو كان شبه چااااان يااامان!
= بجد، طب ضيفي بقاا للأهانه أنك وقحه!
جحظت عيناها بصدمة ليتابع ليث ببرودته المعتادة:
- اه وقحه، و وريني بقا هتعملي أية يا عكس رُسل!
أنتفخت أوداجها و هي تقول:
- ماشي..!
ثم صرخت بأعلي صوت لديها:.

- يا لهووووووووي ألحقوووووني خااااااطفني، هييييييلب يا ناااااس!
رفع حاجبه و هو يطالعها بذهول و دهشة، نهض من علي جذع الشجرة متجههاً إليها، تابعت هي صراخها قائلة:
- عااااااااااااا، ألحقووووني!
و فجأة وجدته ملتصق بها من الخلف يحيطها بذراع و باليد الأخري يكمم فمها، همس بجانب أذنها بصوت يشبه الفحيح:.

- لما تيجي تطلبي المساعدة يا آنسة في بلد أجنبي أصرخي بالأنجليزي، و لو عايزة تعيشي أصلاً متصرخيش ؛ ما أخبيش عليكي أنا واحد سفاح و بموت في القتل الصراحة!
صدرت شهقه مكتومه منها ليبتسم هو بمكر و ظفر و من ثم يبتعد عنها، أستدارت مطالعه إياه بصدمة قبل أن تهتف ببلاهه و أستنكار:
- يعني أنت مش ظابط مخابرات و جاي تنقذني زي ما بشوف في الروايات؟!
= لأ، و ياريت تطلعي من عالم الروايات اللي لا بيقدم و لا بيأخر دا!

- لا معلش أحنا متفقناش علي كدا!
= نعم؟!
- أية أنت هتصدم و لا أية، قولت مش لاعبه أنا كنت عامله حسابي علي ظابط مخابرات مش تقولي سفاح ؛ طب أفرض مثلاً يعني حبيتك و دا وارد الصراحة الناس تقول عليا أية اللي حبت السفاح راحت اللي حبت السفاح جت؟!
طالعها بشدوهه لتكمل قائلة بحنق:
- خلاص مش أنت سفاح يا أخي قولي جايبني هنا لية و مقتلتنيش علي طول لية!
= لية عايزة تموتي بسرعة؟!
- لو علي أيدك أنت أشطا مش عندي مانع!

قالتها ببلاهه ليطالعها الأخر بغموض، صاحت قائلة:
- متبصش أوي كدا يا عم، أنا مش عنصرية و الله أصل مش عشان أنت قتال قتلة أتضطهدك، لالالالا دي مش أنا خالص ؛ شبهك من جان يامان بيشفعلك عندي برضو!
= مين الزفت دا اللي أنتي دوشاني بيه من الصبح!
قالها بضيق واضح لتشهق رُسل و تضرب علي نحرها قائلة بأعين متسعة:
- زفت، چان يامان يتقالوا زفت؟!

زمت شفتيها بغيظ و تنفست بقوة ثم توجهت نحو الكوخ مغلقه الباب خلفها بقوة، نظر لطيفها ببرود و من ثم قام بإرتداء كنزته ثم بدأ بتجميع حطب لإشعال النار، فقد قاربت الشمس علي المغيب، زفر بتروي و هو يقول:
- شكلها هتتعبني معاها..!
بعدما أشعل النار وجدها تخرج من الكوخ و هي عابسة و قد بدلت ملابسها المبتلة بأخري و للعجب أنها خاصته!

مكونه من قميص أسود يصل لمنتصف فخذها واسع جداً عليها و تشمر أكمامه، و بنطال قطني تمسكه من عند الخصر بيديها!
فغر فاهه فتلك وقحه قولاً و فعلاً، هتف بذهول:
- أنتي إزاي تاخدي هدومي!
جلست علي قطعة خشب و هي تقول بإمتعاض:
- أنت علي فكرة كنت عايزيني أخد برد و أعيا، هتفرح أنت ساعتها!
= لية و أنتي تهميني في حاجة عشان أزعل و لا أفرح!
تشدقت بهدوء:
- هو أنت، لما كنت في بطن مامتك كانت بتتوحم علي أية بالظبط؟!

طالعها ببرود لتصرخ قائلة بحنق:
- هو أنا مقولكش كلمة إلا لما تحدف خرسانه قدامهاااا؟!
زفرت بحنق ثم صاحت:
- قولي أنت مين بالظبط، و أنا بعمل هنا أية؟!
أردف بهدوء مائل للبرود:
- أنتي لعبتي مع ناس أنتي مش قدها، و هما بعتوني عشان أخلص عليكي؟!
= و مقتلتنيش علي طول لية؟!
قالتها بترقب و قد طرق قلبها بعنف، أجاب بلامبالاه:
- في الوقت المناسب هنفذ!
أسترسل بشراسه و هو يناظرها بنظرات سوداء:.

- بس لغاية ما يحصل مش عايز هبلك دا عشان أنا خلقي ضيق!
= أممممممممم، حيث كدا بقاا يبقي هاتلي أكل حالاً عشان أنا جعانه!
قالتها بإبتسامه سمجة و هي تضع ساق فوق الأخري، أكملت بنفس الإبتسامه:
- مش أنت عبد المأمور، يبقي أتني و أتفرد عليك بقااا!

طالعها بدهشة لكنه ما لبس حتي وضع قدمه علي جذع الشجرة الصغير التي تجلس عليه و دفعه لتقع هي سريعاً علي ظهرها، نهض هو الأخر واضعاً يده بجيب بنطاله و هو يطالعها ببرود، نظر لتلك التي تتأوهه و هي تمسك بظهرها و من ثم قال بإبتسامه صفراء:
- حاسبي علي كلامك بعد كدا يا عكس رُسل!
بولاية كالفورنيا
بإحدي المنازل
- عماااااااااار.

صرخت بها السيدة ذات الملامح الغربية بشعرها الأشقر و بشرتها البيضاء المتوردة و عينياها الخضراء الواسعة، آتي شاب في سن السادسة عشر يحمل كثيراً منها في الشبه و هو يناظرها بنظرات متسعة، فوالدته هادئة دوماً لا تنفجر هكذا إلا في المصائب الكبري!
حمحم و هو يقول:
- أيوة يا ماما؟!
طالعته ناريمان بنظرات حانقة فذلك الشاب صيصيبها بجلطة قريباً هو و أخيه الآخر، لوحت بتلك الورقة التي بيدها قائلة بحنق:.

- أية الدرجة الزفت دي، جايب في 14 من 20 في ال Arabic!
أتسعت عيناه بصدمه مصطنعه و قال و هو يشير لنفسه:
- أنا، أجيب الدرجة دي of course not!
= أمممممم، يعني المستر بتاعك ظلمك يعني!
- أيوة و أنا بحتج!
= ماشي هحاول أصدقك بس الأول قولي مفرد دلائل!
- دلدول!
قالها بثقة عجيبة لتقول ناريمان مجارية إياه:
- تمام، طب في سؤال النشيد من قائل النص!
= ااااا، الشاعر!

وجد فجأة نعل والدته المنزلي يلتصق بوجهه لتصرخ بعدها قائلة:
- دلدول، مفرد دلائل دلدول يا عماااااار!
ركض للحديقه الخلفية سريعاً و والدته خلفه و هي تصرخ عليه، وقف فجأة و قال و هو يشهر أصبعيه بطريقة مضحكة:
- أثبت مكانك لا تولع!
زمجرت ناريمان بغضب و هي تقول:
- يا حيوااااان!

= يا نارو أنتي مضايقه لية بس يا روحي، أنا قولتلك أني عايز أدخل مدارس هنا عادي لكن أنتي و بابا أصريتوا أني أدرس المنهج المصري و أمتحنه في السفارة هنا، أنا منفعتش فيه و لا يكلف الله نفساً إلا وسعها أعمل أية يعني!
= و متنفعش فيه لية يا فاااشل!
- شوفتي يا نارو أنتي اللي بتغلطي إزاي و بعدين تعالي هنا في واحدة من طبقة أرستقراطية زيك كدا تقول الألفاظ دي؟!
ثم أكمل بعدم رضا مزيف:
- ضيعتي أملي فيكي!

= مدام أنت مهبب الأمتحان كدا بتيجي بتضحك و مبسوط لية؟!
- أنا غلطان أني مش عايز أحسسكوا بأحزاني، و بعدين لو مش عاجبكوا مستوايا الدراسي أنا ممكن أسيب التعليم عادي جداً!
قالها بأستنكار واضح ليأتي صوت أحدهم في تلك اللحظة و هو يقول:
- يا بجاحتك يا اللي حاسدني و كمان جاي تقلدني!
ألتفتت ناريمان لتجد إياد إبنها الأوسط يقف أمامها بحلته الرسمية!
صاح عمار مجارياً إياه:
- عشان أنا بحمد ربي دايماً ربي مزودني!

حرك إياد يده بحركات معينة مسماه ب التشكيل ليقترب منه عمار و يبدءا بالرقص سوياً و هما يرددان الأغنية تحت أنظار ناريمان المصدومة!
صرخت بغضب:
- أنت يا إياد اللي مبوظه و الله!
ألتفت لها إياد قائلاً بإبتسامه بلهاء:
- نبع الحنان، يا هلا يا غلا!
= ماشي يجي بس أخوكوا الكبير هو اللي هيعدلكوا!
نظرا لبعضهما بخوف و هما يزدردان ريقهما ببطئ، نظرت لهما ناريمان بإبتسامه ظافرة لتكمل بعدها بغره:.

- هه، شوفتوا قلبتوا إزاي، ما هو فعلاً اللي بيعدلك، أصل أنا و عزت دلعناكم أوي!
أقترب إياد منها قائلًا بمرح:
- طب دا إستقبال برضو دا أنا لسة جاي من المطار حالًا يا نارو!
لوحت بيدها مرددة بحنق:
- أبعد عني دلوقت يا إياد، مش فايقالك!
ثم تركته ل تدلف ل المنزل...

- ماذا يعني أنها أختفت؟!
صاح بها ريتشارد بغضب جلي، خلل أصابعه في شعره و هو يفكر، فتلك المسماه ب رُسل تمتلك معلومات يمكن تأخذ بهم إلي ما وراء الشمس!
زفر بضيق و من ثم صاح بجمود:
- أقلبوا الولاية رأساً علي عقب حتي تجدونها، هيااا!
ذهب الجميع ليتهاوي جسد ريتشارد علي المقعد و هو يتمتم بحيرة:
- أين هي يا تُري؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة