قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل الثامن والعشرون

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل الثامن والعشرون

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل الثامن والعشرون

ب اليوم التالي
كانت تقف ب المطبخ و هي تقطع البطاطس، تشدقت بنبرة منتشية:
- هااااااح أخيرًا يوم الأجازة!

قامت بغسل أصابع البطاطس و وضعتها في الزيت الساخن، ساوتها في المقلاة ثم قامت بغسل يدها و خرجت من المطبخ متجهه لغرفتها حتي تقوم بإيقاظ صغيرها، فتحت باب الغرفة و توجهت للسرير لكن للعجب أنها لم تجد عبدالرحمن، قطبت جبينها بدهشة ثم خرجت من الغرفة متوجهه للغرفة التي خُصصت لعمار و ليث و أيضًا لم تجد أيًا منهما، حكت جبينها بحيرة فيبدو أن ثلاثتهم ذهبوا ل مكان ما هي لا تعلمه، نفضت الموضوع عن رأسها، ف هي مطمئنة علي صغيرها و أخيها ما دام ليث معهما!

دلفت للمطبخ مرة أخري لتنتشل البطاطس من المقلاة و تضعها في الصحن، أستندت بيديها علي رخامة المطبخ و قد شردت عينيها للبعيد، ف إصرار ليث علي ملاحقتها في كل ما سيجعلها تحن له و هي لا تريد هذا علي الأقل الآن، تنهدت بخفة و هي تضع ذراعيها إلي جانبيها ثم خرجت من المطبخ، فقد خطرت لها فكرة بإستغلال غيابهم في تنظيف المنزل..
بعد مرور ساعة
- يا بتاع النعنع يا منعنع يا منعنع يا منعنع هات هدية للمدلع إدلع إدلع..

يا بتاع النعنع يا منعنع يا منعنع يا منعنع هات هدية للمدلع إدلع إدلع..
اللي سايب قلبي يولع و بعذاب قلبي بيتمتع و أما آجي أقوله أقابلك يتمنع يتمنع..
يا بتاع النعنع يا منعنع أنت يا منعنع..
نور عيني قلبي من جوه مين غيره و غيره مين هو دا تاعبني و برضو عاجبني و لا حول ليا و لا قوة..
يا بتاع السكر يا مسكر يا مسكر يا مسكر ليل نهار في حبيبي بفكر يا مسكر يا مسكر..

كانت تلك الأغنية تصدح في المكان و رُسل تقوم بمسح الأرضية تارة و ترقص و هي تردد ورائها، أمسكت عصا المسح و أخذت ترقص بها بمرح ثم أخذت دلو المياة و توجهت به لباب الشقة، فتحت باب الشقة ثم بدأت بالمسح أمامه، توقفت عن المسح عندما سمعت ذلك الصوت المقيت و هو يقول:
- رُسل، عاش من شافك!
ضيقت عيناها بتوعد ثم رفعت رأسها لتطالع تلك المتغنجة بحنق، تشدقت من بين أسنانها:
- أهلًا ب اللي ناقصلها منقار و تقلب بومة!

شهقت سناء بصدمة ثم رفعت حاجبها الرفيع قائلة و هي تضع يدها في خصرها:
- ربنا يسامحك، أنا مش هرد عليكي عشان أنا محترمة بس!
أطلقت رُسل ضحكة ساخرة ثم قالت:
- لا أنتي مش هتردي عشان متاخديش العلقة اللي آخر مرة خدتيها يا حيلتها!

زمجرت سناء بحنق ثم ألتفتت لتهبط من علي الدرج لكنها توقفت عندما وجدت ذلك الشاب الوسيم يصعد و هو معه طفل صغير و شاب صغير السن، تلوي فمها بإبتسامة ماكرة ثم رسمت ملامح الأعياء و التعب علي وجهها، وضعت يدها علي رأسها و ترنحت قليلًا مردفة بأعياء و هي تغمض عينيها:
- اااااه، مش قادرة!

و بالفعل لفتت نظر ليث و قبل أن يحاول مساعدتها كانت رُسل تندفع ك القذيفة أمامه لتحول بينه و بين سناء، صرخت سناء بفزع عندما وجدت نفسها تسقط في الهواء بدلًا من أحضان ذلك الوسيم كما خططت لتسقط علي وجهها آخذه الدرج كله حتي الدور الذي تحتهم..
أطلقت عدة صرخات متألمة لتأتي رُسل ب دلو المياة و تسكبه عليها، أستندت بيديها علي الدرابزون و هي تهتف بإبتسامة ساخرة:
- عشان تبقي تتعلمي الأدب يا محترمة!

دلف للغرفة ليجد مريم جالسة علي السرير و تحدق بهاتفها بقوة، رفع حاجبيه بدهشة ثم أتجه نحوها، جلس بجانبها علي السرير ثم حاوط كتفيها قائلًا بحنان:
- بتتفرجي علي أية يا حبيبتي؟!
أبتسمت بولهه و هي تردف:
- بتفرج علي مهند!
أتسعت عيناه بذهول من طريقة نطقها ل تلك الكلمات ثم قال ب نبرة تفوح منها رائحة الغيرة:
- و دا تتفرجي عليه لية؟!
مطت شفتيها قائلة ببراءة:.

- بيقولوا أن لما أقعد أبص لحد كتير البيبي بيطلع شبهه و أنا الصراحة عايزة البيبي يطلع شبه مهند!
وضع يده علي قلبه ثم قال بدراما:
- ردت في صدري قتلتني، عايزة إبني يطلع شبه مهند يا مريم؟!
هزت رأسها بإبتسامة بلهاء ليضرب رامي علي فخذيه قائلًا بتحسر مثير للضحك:
- أخص عليه أخص عليه، بتشوفي مهند لية هو أنا وحش و لا أية؟!

تجلس أمام التلفاز و هي تأكل في البطاطس بغل، ف كلما فكرت بأن أي أنثي تنظر له تغلي دماؤها داخل أوردتها، ف أبسط مثال كانت سناء و كيف كانت تخطط حتي تقترب منه!

وجدت من يلقي بجسده بجانبها، ألتفتت لتجده ليث فقامت بإدارة وجهها و مثلت أنها تتابع التلفاز، بينما هو كان يتمعن بها، بأقل تفصيله بها، يعلم أن ما فعلتها تلك كانت بدافع غيرتها عليه لكنها تحاول إنكار ذلك، تنهد بخفة و هو يبتسم، حتي لو تتجنب الحديث معه فيكفيه فقط قربها منه، جاء عبدالرحمن و وقف أمامهما ثم هتف بحماس و هو يلوح ب ورقة ما:
- بابا ممكن تحفظني الأغنية اللي هغنيها بكرة في حفلة المدرسة؟!

أبتسم بخفة و قال و هو يرفع عبدالرحمن و يجلسه علي ساقه:
- وريني كدا يا سيدي!
أعطاه عبدالرحمن الورقة لينظر فيها ليث، ثواني و تقلص وجهه بشكل مضحك ليقول ببلاهه:
- دا إنجليزي دا و لا فرنساوي؟!
هتف عبدالرحمن بحماس:
- لا تركي يا بابا!
قطب جبينه مرددًا بدهشة:
- و أنت بتاخد تركي أصلًا؟!
= لا بس أحنا هنغني ب لغات مختلفة و الميس بتاعتنا أدتني الأغنية التركي.

قوس شفتيه للأسفل و هو يومأ برأسه و من ثم بدأ بقراءة الورقة بتقطع و أيضًا نصف الكلمات بنطق خطأ، قطبت رُسل جبينها مستمعة لما يقوله ليث بذهول لتصرخ بعد ثواني بهلع:
- بس بس بس، أية التلوث اللي أنا بسمعه دا، أنت عايز تضيع مستقبل الواد؟!
رفع ليث حاجبيه بدهشة ف هي أخيرًا تكرمت و تكلمت معه، هتف بسخرية:
- و أية الصح بقاا يا قاموس اللغة التركية؟!
أختطفت الورقة منه قائلة بأنفه و ترفع:.

- هه، أتعلم بس يا اللي عامل فيها عارف كل حاجة!
نظرت في الورقة لثواني ثم قامت بقراءتها بسلاسة، جعلت عبدالرحمن يرددها خلفها حتي حفظها و من ثم ذهب ليخلد إلي النوم، أستقامت بوقفتها حتي تذهب لتنام هي الأخري، خطت بضعة خطوات تجاه غرفتها لكنها توقفت عندما وجدته يناديها، وقف أمامها و أخذ يطالعها قليلًا ثم مال عليها مقبلًا جبينها بعمق، قال بحنان و هو يملس علي خصلاتها البنية:
- تصبحي علي خير!

قالت بصوت مبحوح و بلا وعي منها:
- و أنت من أهله..
أبتسم بخفة ثم ذهب لغرفته تاركًا إياها تتصارع مع تلك المشاعر المتضاربة..

ب صباح اليوم التالي.

دلفت للجريدة بتعجل، ف هي تريد أن تستأذن من جلال حتي لا تتخلف عن حفلة عبدالرحمن، دلفت لمكتبها حتي تحضر بعض الأوراق لكنها لم تجد أحد به، رفعت كتفيها ب لامبالاة لكن توقفت فجأة عندما وجدت تلك الباقة الرائعة من ورود الچوري ب اللونين البنفسجي و الأبيض، أبتسمت بخفة و هي تتقدم من الباقة لتحملها بين يديها، لفت نظرها تلك البطاقة المنمقة أعلي الزهور، فتحتها لتجدها مخطوط عليها بضع كلمات بخط منمق، رددت بخفوت و إبتسامتها تتسع شيئًا ف شئ:.

- يا من هواه أعزه و أذلني، كيف السبيل إلي وصالك دُلني
seni çok seviyorum، A?k?m
( أحبك كثيرًا، معشوقتي )
عضت علي شفتها السفلي و هي تحتضن الباقة بحب لكنها ما لبست حتي أبعدته و هي تردف بحنق من نفسها:
- أي كلمة كدا بيثبتك بيهم يا هبلة؟!
نفخت بحنق ثم ذهبت ل مكتب جلال حتي تعطيه ما هو مطلوب منها..
طرقت علي الباب عدة طرقات ثم دخلت عندما أتاها صوت جلال الآذن ب الدخول، جلست قبالته و هي تقول بتعجل:.

- الورق اللي حضرتك عايزة أهه يا أستاذ جلال، و كنت عايزة أستأذن عشان ضروري أني أمشي دلوقتي!
قال بهدوء و هو يشير إليها بيده:
- خدي بس نفسك الأول، معنديش مانع أنك تمشي بس لازم تعرفي أننا هنروح رحلة؟!
قطبت جبينها قائلة بسخرية:
- رحلة، لية هو أحنا في مدرسة السعدية الإبتدائية؟!
فرك جبينه بنفاذ صبر لتحمحم و هي تقول بهدوء:
- امممم و يا تري علي فين العزم؟!
= هنروح رحلة سفاري!
- تمام يبقي أنا مش رايحة.

قالتها بلامبالاة و هي تنهض ليهتف جلال بنفاذ صبر:
- بس دا إجباري!
تشدقت ببعض الحدة:
- بس أنا مينفعش أروح و أسيب أخويا و عبدالرحمن لوحدهم في البيت!
= ينفع تاخدي مرافق واحد علي فكرة!
حكت شعرها بحيرة لكنها ما لبست حتي قالت بتعجل:
- ماشي يا أستاذ جلال ألحق أمشي أنا بقاا!
أومأ لها لتخرج هي مسرعة من المكان بعدما أخذت الورود و هناك فكرة واحدة تجوب برأسها أن ليث هو من وراء ذلك الموضوع..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة