قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل الأول

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل الأول

رواية معشوقة الليث للكاتبة روان ياسين الفصل الأول

فى إحدي العمارات السكنية متوسطة الحال
بشقة بالدور الثالث
كان يجلس ذلك الشاب و هو يرمق تلك المتعجرفة بتوتر..
صمت دائم منذ أن جاء منذ خمسة عشرة دقيقة لم يقطعه سوي صوتها البارد و هي تقول:
- و بعدين، عجباك القاعدة يعني يا رامي؟!
تنحنح رامي بتوتر و قال:
- أحم، أنا كنت جاي أخد مريم، أظن كفاية كدا بُعاد و كل دا عشان مشكلة تافهه!
أشتعلت عيناها و هي تقول بحنق و سخرية لاذعة:.

- تافهه؟، يا عنياااا، روح ياخويا شوف أخواتك و الست أمك عاملين أية فى أختي و بعد كدا أبقي أتكلم يا، يا ديك البرابر!
= يعني أعلقلهم المشنأة يعني يا رُسل، ما هي مريم برضو مبتسكتش!
- حوش حوش الملايكة اللى بيرفرفوا عندك!
قالتها بتهكم واضح، أكملت من بين أسنانها:
- أختي يجليها بيت ليها لوحدها و يتكتب بإسمها تحسباً لأي حركة وطينه تطلع منك أو من أهلك، لكن قُعاد معاهم فى بيت واحد لأ!
هتف بإستنكار:.

- قصدك أية يا رُسل؟!
وضعت رُسل ساق فوق أخري و هي تقول ببرود:
- هعيد تاني عشان عارفه أن فهمك على قدك، تجيب شقة لأختي تقعدها فيها مُعززة مُكرمة تاخدها من هنا و عليها بوسة غير كدا إنساها خالص!
صرخ بغضب:
- دي مراتي و أنا ليا الحق أني أخدها فى أي وقت و فى أي مكان!
صاحت بحنق:.

- صوتك ميعلاش عليا أحسنلك، و الكلام اللي أنت بتقوله دا كان ينفع لو كنت راجل و عندك كرامة، ما أنت مدام مش حافظ كرامة مراتك قدام أهلك تبقي مش راجل و معندكش ذرة نخوة كمان!
نظر لها بنظرات لو كان لها أثر فيزيائي لكانت أحرقتها بحق..!

فمن هي لتتحكم بكل شئ و تتحكم بزوجته تحت مسمي شقيقتها الكبري ، دلفت لغرفة الصالون سيدة ذات وجه بشوش و هي تحمل بيديها صينية مذهبة عليها ثلاث أكواب من العصير الطازج، هتفت حميدة و هي تضع الذي بيدها على الطاولة الزجاحية المستديرة:
- هدوا نفسكوا يا ولاد، كل حاجة بالتفاهم!
جز رامي على أسنانه و هو يقول:
- تعالي أحضرينا يا حماتي و شوفي ست الصحفية بتقول إية!
جلست حميدة بجانب بكريتها و قالت بعتاب:.

- أنت برضو غلطان يا رامي يابني!
مسح على وجهه بقلة حيلة لتقول رُسل بفجاجة:
- قُصره، دي شروطي و عليك لا تنفزها أو لأ و أنا الصراحة بحبذ الإجابة التانية عشان إنشاء الله إنشاء الله إنشاء الله نخلعك و نجرجرك فى المحاكم أنت و أهلك كلهم!
عبس رامي و قال بتوعد و هو ينهض:
- ماشي يا رُسل، هنفذ اللى قولتيه بس عشان بحب مراتي و باقي عليها لكن حاجة تانية لأ، أنا ماشي!

ذهب من أمامهما فصاحت ببرود و هي ترفع رأسها قليلا ً:
- خد الباب في إيدك يا رااامي!
سمعت صوت صفع الباب فأبتسمت بظفر و ألتفتت لوالدتها التي كانت تحدجها بغيظ!
قالت حميدة بحدة:
-أنتي مش هتعقلي و تبطلي أسلوبك الدبش دا أبداً، بترمي طوب و زلط يا شيخة؟!
نظرت لها بنظرات بلهاء متسعة و قالت:
-كان لازم أعمل كدا عشان الموكوسة بنتك!
أتت فى تلك اللحظة فتاة ربما فى أوائل عقدها الثاني و هي تصيح بحنق:.

- و الله أنتي رخمة مشتيه زعلان!
رفعت شفتها العليا و من ثم لوتها للجانب و هي تقول بتهكم و سخرية:
-يا ختي حلوة، أنشفي كدا يا بت، ما هو أنتي اللى قاعدة تقوليله قلبي و فشتي و كليتي و عاملة للقلاحه سعر لغاية لما إفتكر نفسة كوز درة بحاله، طبق الأصل الموكوسة التانية بس أنتي على أكبر!
نظرت لها مريم بغيظ و هي تزم شفتيها لكنها لم تتحدث فهذه شقيقتها الكبري بالأول و بالأخير و تهمها مصلحتها!

أستقامت رُسل و من ثم وثبت تجاه غرفتها لتغير ملابس العمل، فهي تحتاج للنوم بشدة و هذا الأبلهه أفسد مخططاتها بالنوم منذ ساعة!

رُسل محمود الغمراوي، فتاة فى السادسة و العشرون من عمرها، تعمل بمهنه الصحافة، فتاة قصيرة القامة و ممشوقه القوام، قمحية البشرة، ذات شعر بندقي يصل لأخر كتفها و عيون واسعة باللون الزيتوني الفاتح، و يغطي وجنتاها نمش منثور بشكل محبب، تحب عملها كثيراً و كذلك عائلتها، فهي بعد موت والدها أصبحت هي من تمسك بزمام الأمور
ضربت حميدة على فخذيها و هي تقول بقلة حيلة و سخط:.

- هتشلني بنت محمود، مش كفاية أخواتها الصغيرين أتجوزوا و أتخطبوا و هي قاعدة فى أرابيزي بسبب كلامها الدبش دا، لأ و كمان هتخرب على أختها!

فى نصف الكرة الأرضية الآخر
و تحديداً بالولايات المتحدة الامريكية
يجلس ذلك الرجل ذا المظهر المنمق و الذى يدل علي أنه من أحد أصحاب الطبقة المخملية و هو ينفث دخان سيجارته الكوبيه بشرود، أنتفض فجأة عندما لاحظ وجود ظل ضخم أمامه، رفع رأسه بتوتر ليطالع ذلك الضخم بخوف فتك بفرائسه!
رفع ذلك الضخم مسدس الكاتم للصوت بوجهه و قال بصوت أجش:
- Go، to، hell.

أنطلقت بعد أقل من ثانية الرصاصة سريعاً من فوهه المسدس لتستقر بمنتصف رأس ذلك الرجل ل يخر صريعاً بعدها!
أبتسم ذلك الضخم بثقة من تحت قناعه المتطور من السليكون و الذي يرسم ملامح شخص أخر و من ثم مضي مسرعاً نحو الشرفة!
فى صباح اليوم التالي
أفاقت بتأفف على صوت هاتفها المزعج و هو يرن، جذبته من على الكومود و نظرت له بنصف عين لتجده رئيسها المتعب، زمت شفتيها بتبرم و من ثم فتحت الخط قائلة ببطئ:
-صباح الخير!

صاح نَظمي بسرعة:
-أجهزي حالاً يا رُسل، سبق صحفي محصلش لسة الخبر طازة!
أعتدلت فى نومتها و قالت بأهتمام:
- إية هو؟!
قال بعزم:
- السفير المصري فى أمريكا أتقتل إمبارح، و لسة السلطات عارفة حالاً، يعني أنتي لو طلعتي على المطار دلوقت و روحتي كتبتي تقرير و صورتيلك كام صورة هيبقي سبق صحفي جامد خصوصاً أن مفيش حد من الجرايد التانية عرف بالموضوع دا!
حكت شعرها و صمتت لثانية تفكر بالأمر و ما لبثت حتي قالت بتحدي:.

- تمام، ساعتين بالكتير و هبقي فى المطار!

أغلقت معه و من ثم توجهت لخزانه الملابس لتخرج منها بنطال من الچينز الثلجي و كنزة بدون أكمام باللون الأبيض و چاكت من الجلد الأسود بخطين بِيض على كلاً من ذراعيه، أرتدتهم و أدخلت الكنزة بالبنطال و من ثم أنتعلت حذاء رياضي باللون الأبيض به خطوط سوداء من الجانبين، أخذت حقيبة متوسطة للسفر من فوق خزانة ملابسها و بدأت بوضع بعض الأشياء الضرورية، وضعت نظراتها السوداء القاتمة و هتفت بإبتسامة عذبة:.

- وقت الشغل يا سووووو!
بعد ساعة و نصف
ترجلت من سيارة الأجرة التي كانت تقلها بتأفف و هي تلعن و تسب بشقيقتها الرعناء و زوجها!
تمتمت بحنق و هي تنقد السائق:
- قال ابن الجزمة يقولي أبقي هتيليك عريس من أمريكا يا أبلة رُسل، أبلة فى عينيك يا بعيد، شكله نسي نفسه الحيوان، نسي جده اللى كان بيشرب السحلب من خرطوم الغسالة!

نظر لها السائق بغرابة لكنه لم يتحدث، أخذت حقيبتها و جرتها خلفها متجه لصالة المطار حيث ستقابل الأبلهه الأخر المسمي بنَظمي!
لمحته يقف قبالة باب القاعة فرسمت إبتسامة سمجة على وجهها و هتفت بسعادة زائفة:
- أستاذ نَظمي هنا مخصوص، لا دا أنا كدا أتغر حضرتك!
عدل نَظمي من وضعية ياقته بحركة إفتخراية و قال:
- أحم، طيارتك لسة فاضلها ساعة هقولك فيها على تفاصيل القضية!

أومأت له و من ثم مضت للداخل بخطواتها الثابتة للداخل..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة