قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الخامس والعشرون والأخير

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الخامس والعشرون والأخير

رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الخامس والعشرون والأخير

عشق علق بالأرواح، منثور بين أوراق الريحان، حاملا لأسم خفق به القلب منذ الريعان، فربما أنت العشق المؤبد وربما أنت الأختيار...
نقلت نظراتها بين الماضى وبين سحر عيناه قائلة بأبتسامة هادئة للغاية: تعرف أنى كنت بشوفك على طول، وأول ما شوفتك متوقعتش أنك حقيقي
إبتسم مالك بهيام قائلا بعشق: كنت خايف متبقيش ملكى حتى لو دا كان أخر أحتمالاتى.

أحتضن يدها بين يديه مقبلها بعشقٍ جارف: أنت أحلى حاجة حصلتلي فى حياتى يا ليان وأوعدك أنى هفضل لأخر نفس فى حياتى مخلص لك أنت وبس، أرخت جسدها بين أحضانه بسعادة ليحتضنها بصدر رحب وهو يهمس لها بعشقها المتسلل لأعماق القلب..

بمكان منعزل عن الغرف كان يقف ويقطع الخضروات بتأفف
طارق بضيق: على أخر الزمن بنعمل الأكل بنفسنا
سيف بغضب: هو سياتك هاين نفسك فى حاجة غير تقطيع الخضرة!
فراس بغضب: ممكن تنجز فى أم الليلة دي مهو مش معقول هنقضى اليوم فى الطبخ!
طارق: وهى البنات متقمش بالمهمة دي لييه؟
سيف بسخرية ؛ أبقى أسال أخوك
دلف يزيد للداخل ثم ألتقط ثمرة الفاكهة يلتهمها بتلذذ قائلا ببرود: ها خلصتوا.

رمقه فراس بغضب: زي ما سياتك شايف
رفع يديه يتأمل ساعته بغضب: بقالكم ساعتين وربع ولسه مخلصتوش ليه بتخترعوا الذرة؟!
دلفت الفتيات للداخل فرفعت منار يديها قائلة بسعادة: الله على ريحة أكلك يا سيف ليها سحر خاص كدا
محمود بسخرية: أنتِ كل أنواع الأكل عندك كدا
دلف مراد ويديه تحتضن زوجته قائلا بتسلية: واضح أننا جينا بالوقت الغلط
يزيد بخبث: بالعكس وقتك صح اوي خد صاحبك ونظموا القعدة بره علشان الاكل.

ابتسم فراس وهو يحتضنه قائلا بمزح: دي حاجة بسيطة جداً
وبالفعل حملوا الطاولة والمقاعد وشرعت الفتيات بتنظيم الطعام...
بعد قليل جلسوا جميعاً على الطاولة المنصوبة وسط الرمال والأشجار، تحت ضوء القمر وأصوات أرتطام الأمواج كأنها تزف قصص العشاق المخلدة فلكلاٍ منهم خلد وترانيم عشق غامضة...
تعالت ضحكاتهم بجو ممزوج بالحب الأسرى بعدما أنهوا طعامهم ليجلسوا جميعاً على الرمال...

أقنعهم شريف بأن يحرك الزجاجة وما أن تتوقف على أحداً ما سيكون بمواجهة سؤالا ما وعليه بالحقيقة لا محالة...
تحمست الفتيات باللعبة فأدار شريف الزجاجة بحماس لتتوقف على شاهندة، تربع شريف بحماس: عندى أسئلة كتيرة بس للأسف لازم واحد فهسألك أمتى حبيتى فراس؟

أعتدل فراس بجلسته وتأملها بأهتمام ليستمع لها، تلون وجهها بحمرة الخجل وهى ترى تراقب الجميع لها ليخرج صوتها المرتبك: فى بداية الموضوع كان مجرد أعجاب لكن حالياً أنا فعلا بحبه
إبتسم فراس قائلا بتجاهل للجميع من حوله: وأنا بموت فيكِ من أول نظرة وقعت عيونى عليكِ
مالك بسخرية ؛ أحنا ممكن نسبلك القعدة لو تحب
مراد بأبتسامة واسعه: لا مش هينول مراده أبداً، كمل اسئلة يا شريف.

وبالفعل أدار الزجاجة مجدداً لتتوقف أمام ليان ويزيد فأبتسمت قائلة بعد تفكير: أيه سر العلاقة القوية الا بينك وبين مالك؟

تطلع لمالك بأبتسامة هادئة كأن شريط الحياة يمر أمامهم مجدداً ليروا المتاعب والمصاعب التى تحدوها معاً ليصلوا آلى ما هو عليه، بعد مدة طالت بالصمت والنظرات خرج صوت الغول بفخر: أنا ومالك شخصين بس روح واحدة بفهمه من قبل ما يتكلم وهو بيفهمني أكتر من نفسي عمرى ما حسيت أنى بحاجة لصديق أو أب أو لأى مخلوق فى وجوده دايما بلاقى نفسي بدعيله قبل نفسي معتقدش فى رابط أقوى من كدا.

لمعت الدموع بعين مالك وهو يربت على قدمى رفيقه قائلا بصوتٍ يحمل الوقار: يارب دايما مع بعض يا صاحبي
آبتسم يزيد قائلا بتأكيد: لحد الموت يا مالك
لمع الدنع بعين الجميع وهم يروا تلك العلاقة التى تورثت للعالم بأكمله ليروا قوة الاتحاد والترابط، ليقطع شريف الحزن قائلا بأبتسامة واسعة: نكمل
وبالفعل ادار الزجاجة لتتوقف أمام فراس وميرفت، إبتسم فراس قائلا بعد تفكير: أيه نظرتك لمراد حالياً؟

لم يتفهم أحداً ما يقصده سوى مراد الذي شكره بعيناه كثيراً فكم كان يود سماع تلك الأجابة بتلهف..
إبتسمت ميرفت ورفعت عيناها له تتأمله بصمتٍ قطع بهمس يحمل عشقٍ كنان ^ بشوف حياتى بيه، بشوفه أماني حتى من أقرب الناس ليا، بشوفه ظلى الا مش ممكن يفرقنى أبداً، بسمع قلبي وهو بينبض لما بيشوفه ويسمعه، بشوفه العالم الا ممكن أحتمى فيه..
شريف بأعجاب ؛ الله الله أيه الحب دا؟!

وضعت عيناها أرضاً بخجل وإبتسامات الفتيات تعلو وكلا منهم تتأمل معشوقها كأن تلك الفتاة نقلت على ألسنتهم ما يودوا قوله...
أدار الزجاجة مجدداً لتتوقف أمام مالك وتقى، فأبتسم قائلا بمكر: سيف عرف يعنى أيه الصبر؟
أنكمشت ملامح سيف بستغراب فأبتسم يزيد على دهاء مالك حتى بالمزح، تعالت ضحكات تقى وهى تتأمل سيف قائلة ببعض الخجل: معرفتش أخليه يجرب الصبر الا ألهمنى
12سنة بحبه
سيف بصدمة: 12!

لكمه يزيد بخفة: البت بتحبك من الطفولة يا غبي دا كلنا كنا عارفين الا أنت!
تطلع لها سيف بنظرة أمتلأت بالحب والندم معاً ليكمل شريف لف الزجاجة لتقف أمام طارق وبسمة فأبتسم قائلا بلهفة: هو دا الكلام، ثم استقام بجلسته قائلا بأبتسامة واسعة: كانت خطوة جامدة منك أنك تمضى على ورقة الجواز من يزيد نعمان عايز أعرف أول لقاء بينكم كان ازاي وتفكيرك بأنه جوزك مكنش بيضعف اردتك فى الأنتقام؟

نقلت نظراتها للغول فتأملها بنظراته الثابته منتظر جوابها إبتسمت وهى تتذكر أول لقاء به بالمصعد ليشاركها البسمة بعينان متعلقة ببعضهم البعض ليقذفهم موج الذكريات ببحور العشق المرصع بالجوري، تأمل نظراتهم الجميع بأبتسامات نابعة من القلب لحب صافى لعشق كلا منهم ليخرج صوتها ومازالت عيناها متعلقة بعيناه كأنهم بعالم منعزل: أول لقاء بينا كان فى الأسانسير، بأمانة أنا كنت مخططة كل حاجة عشان يوقع بس أنا الا وقعت.

تعالت الضحكات بصعوبة وخاصة حينما أكملت: أعترفت لنفسي أنه مغرور أوى بس دا ميمنعش أنه وسيم جداً، كنت فاكرة أن يزيد نعمان الا أسس كل المملكة دي هيكون أكبر من ولدى بسنة أتفاجئت بيه
تعالت ضحكات الجميع على كلماتها لتكف حينما استمعوا لحديثها الصادق: أما أجابة السؤال التانى فكنت بموت بالبطئ وأنا شايفه أنا رحلتى ممكن توجع الأنسان الا قلبي داق له.

عل صوت دقات قلبها وهى تتأمله بعشق تتأمل الغول المحترف بالفتك بضحاياه ربما ترى بعيناه عشقٍ وحب ليس معتاد بصفقات الغول..
أكمل شريف ما بداه لتتوقف أمام مراد وبسملة، ليبتسم قائلا بعد مدة أختار بها سؤاله بعناية: شايفة حياتك أزاي؟
أنتبه الجميع لها وبالأخص يزيد وطارق لتأخذ برهة من الوقت طالت لتثير خوف البعض ليخرج أخيراً قائلة بكلمات مختصرة: متصورهاش من غير طارق.

صعق طارق حتى كاد الأغماء فلكزه مالك بسخرية: أجمد يابو الصيد مش كدا
تعالت ضحكات يزيد ليكمل شريف ما بداه لتقف على منار ومحمود فأبتسم قائلا بغرور: البتاع دي عارفه أننا عشاق يا ناس محصلتش مع حد فيكم
تعالت ضحكات فراس بسخرية: براحة علينا ياخويا نوالت الشهادة فى سبيل الله.

رمقه بغضب ثم ترك مكانه وتوجه ليجلس جوارها قائلا بعشق: أنا مش هسألك أسئلة لأنى عارف كل حاجة عنك أنا هقولك هديتى الا للأسف نسيت أقولك عليها أمبارح
أنتظرته بأهتمام ليقول بأبتسامة هادئة / لقيت فلة صغيرة جانب القصر بالظبط يعنى هتكونى هناك ليل نهار وماما هتعيش معنا وبكدا أكون وفيت بوعدي ليكِ وليها
إبتسمت بسعادة حتى تسربت الدموع على خديها فأحتضنته غير عابئة بمن حولها..

آبتسم يزيد ومالك بفخر لما فعله محمود فهو كما وصفه مالك توب رجولة متحرك...
تعالت الأجواء الهادئة بالشموع المرصعة بالمكان ليقف كلا منهم لتتميل على النغمات الهادئة برفقة معشوقها...
كلا منهم قصتهم حفرت بمعالم خاصة..
بغرفة طارق...
دلف للداخل ليجدها تجلس على الفراش بخجل مما تفوهت به بالخارج فأسرع ليكون جوارها قائلا بسعادة: سعادة العالم كله بين أيدى يا بسملة مش مصدق أنك خلاص بقيتى بتحبنى زي ما بحبك.

جاهدت للحديث قائلة بخجل كبتته بصعوبة: مش بحبك بس أنا كمان هصلى معاك حالا عشان نبدأ حياتنا من جديد
صعق طارق قائلا بفرحة وهو يجذبها لتقف أمام عيناه: هو أنا بحلم
وضعت عيناها ارضاً مشيرة له بالأجابه النافية فأبتسم وأسرع ليكون امام لها ثم بعد ذلك يحطم الحواجز بينهم..

بالخارج..
تميلت معه بالخارج تحت ضوء القمر شاردة بعيناه بزهول بعدما جعل القمر لونهم مخلد..
أزاح مالك عنها طرف الحجاب الذي يتحرك ليحجب وجهها بفعل الهواء الطلق قائلا بعشق: عنده حق القمر يغير ويعمل ما بداله عشان يخبي الجمال دا
آبتسمت قائلة بسخرية: لا دا بيعمل كدا عشان مشفش عيونك وأفشل كالعادة أنى أحدد لونهم
تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بعشق: محدش يقدر على كدا لأنى ملكك وبس.

تلون وجهها بحمرة الخجل قائلة بأرتباك: عايزة أقولك على حاجة
ضيق عيناه بستغراب: أيه هى؟
تلونت وجهها بحمرة الخجل قائلة بصعوبة فى الحديث: أنا، أنا
زفرت بغضب: بص أنا لازم أبص لعيونك كتير عشان آدم يجى شكلك
أنكمشت ملامح وجهه بعدم فهم: آدم!، ثم صاح بلهفة: أنتى حامل يا ليان؟!
أشارت بوجهها بتأكيد ليحملها بين ذراعيه بفرحة لا مثيل لها وهو يطوف بها بأبتسامة تكاد تسع العالم بأكمله.

جلست على الأرجيحة التى صنعها شريف بعد معاناة قائلة بأبتسامة مرحة: الله عليك بموت فيها
إبتتسم وهو يجلس جوارها: عارف وعشان كدا عملتها
توقفت جاسمين عن التأرجح قائلة برعب: أوعى تكون مقلب وهقع على الأرض
تعالت ضحكاته قائلا بصعوبة فى الحديث: الف بعد الشر عليكِ يا قلبي أن شالله أنا.

كفت عن الحديث وتأملت تلك البسمة الساحرة والعين المفعمة بالنظرات الفتاكة لها فشعرت بأنها على حافة الهلاك على يد ذاك الغامض الذي يحمل المرح والجدية بآنٍ واحد.

جذبها لأحضانه قائلا بحزن: 12 سنة يا تقى ومش مليتى
شددت من أحتضانه بأبتسامة تزداد بهمسه الفتاك: عمرى ما مليت ولا همل من حبك يا سيف أنت متتصورش أنا بحبك أد أيه؟
أخرجها من أحضانه قائلا وعيناها تتأملها بعشق: اوعدك أنك مش هتندمى يا تقى عمري كله هقضيه فى حبك أنتِ وبس
أخفت نظراتها الخجولة فأبتسم وأقترب منها ليصحبه بعالم مهوس بالعشق..

حملها مراد لتجلس على الأريكة المرتفعة قائلا بخبث: أيه الكلام الجامد الا سمعته من شوية دا؟
حاولت الهرب بالحديث: كلام أيه؟!
ضيق عيناه بمكر فأبتسمت قائلة بخجل: قولت الا حاساه وبس أنا بحبك أوى يا مراد أنت كل حياتى
قبل يدها قائلا بعشق: وأنا بعشقك أقصى درجات الجنون هى عشقك أنتِ
إستندت برأسها على كتفيه ليحتضنها بحنان..

جلست جواره تستمع له بأبتسامة هادئة، تتطلع لصوره على الحاسوب وهو يقص لها عن حياته السابقة بالمغرب ليخبرها بأنه لم يرد الدلوف بعلاقات نسائية قط بل هى أولى من امتلكت قلب الفارس..
سعدت شاهندة كثيراً بذلك فجذبب ذراعيها لتقترب منه قائلا بهمس: يعنى أنتِ أول واحدة حركت قلبي يا شاهندة
حاولت الأبتعاد عنه لتتفادي هلاك عيناه ولكنه حاصرها لتستمع لعشقه الطواف..

بالخارج...
كانت تجلس ومعالم الحزن تجتز ملامح وجهها فجلس جوارها قائلا بصدمة: فى عروسة تلوى وشها كدا!
رمقته قائلة بغضب: عندى امتحانات كمان أسبوعين ومعرفش ولا حرف
إبتسم قائلا بوسامته الفتاكة: ولا يهمك معاكِ المنهج كله، هشرحلك كل حاجة
أستدرت له بفرحة: بجد يا محمود
تمسك بذراعيها بعشق: بجد يا روح قلب محمود ممكن ما نفكرش بقا بالموضوع دا خالص
ابتسمت وتعلقت برقبته ليحملها ويتوجه لغرفتهم..

أما بغرفة الغول.
تطلع لها بصمتٍ يدرس ملامحها فربما يعلم بما تفكر، أستدارت برأسها له قائلة بأبتسامة هادئة: يزيد
أقترب منها ليحملها بين ذراعيه ثم خرج بها لترى ضوء القمر الخافت لينير المياه بمنظر خلاب للغاية..
هبط بالمياه ومازالت تتعلق برقبته، تتأمل عيناه بصمت وإبتسامة ترسم بتلقائية لرؤياه..
هوى بجسده ليسقط وسط المياه وهى بين أحضانه تبتسم وتتعلق به بقوة قائلة بخوف: مش هتسبني صح.

إبتسم بمكر: على حسب
ضيقت عيناها بعدم فهم ليكمل بخبث: يعنى لما تقرري تتخلى عن عنادك ومجادلتك اليومية ساعتها ممكن أفكر
أحتضنته بلا مبالة: أممم طلبك مفروض مفيش حياة بدون مشاكسة الغول وأنا متأكدة أنك أستحالة تسيبنى.

أبتسم يزيد وشدد من أحتضانها لتترنح بهم المياه بحرية كأنها تزف عشق سيتمجد له الزمان، أبعدها عنه بأبتسامته الفتاكة حينما رأها غاصت بنوماً عميق تحظي به بداخل أحضانه الدافئة، تستمد الآمان فتستلم له، طاف ضو القمر على كل ثنائي أسر العشق بطيفه الخااص لتسرد للعالم عشق عائلة نعمان ليعلم الجميع أن لجبابرة العشق تاج لرؤؤس هؤلاء...

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة